·
الرئيس الأوكراني : نحتاج إلى شابلن جديد ليثبت أن السينما
في عصرنا ليست صامتة.. والمهرجان يدعم السينما الأوكرانية في سوق الفيلم
·
منع الأفلام الروسية باستثناء "زوجة تشايكوفسكي".. ومشاركة
مخرج أوكراني في الحرب تمنعه من الحضور
في أجواء سينمائية مميزة وليلة حملت معاني عديدة، انطلقت
أمس فعاليات الدورة الـ75 لمهرجان كان سينمائي بحضور عدد كبير من النجوم
العالميين الذين حرصوا على العودة للأجواء الاحتفالية بعد عام كورونا، حيث
توافدوا للوقوف على السجادة الحمراء،و كان في مقدمتهم رئيس لجنة تحكيم
المسابقة الرسمية النجم الفرنسي فينسينت ليندون، إلى جانب الفائزين بجائزة
الأوسكار جوليان مور، وإيفا لونجوريا، ونجمة فيلم "نو تايم تو داي" لاشانا
لينش، والنجم العالمي فورست ويتكر الحائز على السعفة الذهبية عن مشواره
الفني، والإعلامية رايا أبي راشد، ومن النجمات أيضا ريبيكا هول، وأدريانا
ليما، كارولين دور، آي هايدارا، كاثرين لانجفورد، جوزفين سكريف، ومن أعضاء
لجنة تحكيم المهرجان ديبيكا بادوكون، وريبيكا هول، وأصغر فرهادي، وترينكا،
ولادج لي، ونومي راباس، وجيف نيكولز، ويواكيم ترير.
وشهد حفل الافتتاح توافد العديد من النجمات بإطلالات براقة
وربما غريبة على السجادة الحمراء، من بينها المغنية البريطانية تاليا ستورم
التي ظهرت بإطلالة وصفت بالغريبة حيث كانت مرتدية فستان يتضمن ألوانا كثيرة
وبه فيونكة على الخصر، وكذلك إطلالة الفنانة التركية مريم أوزرلي التي ظهرت
مرتدية فستان بتصميم أشبه بالجناحات باللونين الأخضر والموف.
ومن بين مفاجآت حفل الافتتاح أيضا كانت كلمة الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي ألقى كلمة أمام الحضور في حفل افتتاح
المهرجان، عبر بث مباشر على شاشة كبيرة حول أهمية السينما ومحاربة
الديكتاتورية بسبب غزو روسيا، مؤكدا أنهم سيواصلون القتال، وليس لديهم خيار
سوى مواصلة النضال من أجل الحرية.
أضاف : نحتاج إلى شابلن جديد ليثبت أن السينما في عصرنا
ليست صامتة وهي بالفعل اليوم أصبحت هكذا، ونحتاج إلى السينما لتظهر أنه في
كل مرة ستكون النهاية نصرا للحرية.
وكانت إدارة مهرجان كان السينمائي قد أصدرت بيان قبل الدورة
الحالية بمقاطعة الوفود الروسية من المشاركة في الحدث "نظرًا لأن العالم قد
عانى من أزمة شديدة ووجد جزء من دول أوروبا نفسها في حالة حرب، وأن مهرجان
كان يرغب في تقديم كل دعمه لشعب أوكرانيا و كل من هم في أراضيها.
وأكدت إدارة المهرجان في بيانها : نضم أصواتنا إلى أولئك
الذين يعارضون هذا الوضع غير المقبول ويشجبون موقف روسيا وقادتها، وأفكارنا
موجهة بشكل خاص للفنانين الأوكرانيين والمتخصصين في صناعة السينما،
بالإضافة إلى عائلاتهم التي تتعرض حياتهم الآن للخطر، فهناك من لم نلتق بهم
من قبل، وأولئك الذين رحبنا بهم في مهرجان كان، الذي حرص على عرض أعمال
تخبرنا الكثير عن تاريخ أوكرانيا وحاضرها.
ومن ضمن هذه الأفلام "التاريخ الطبيعي للدمار"، وهو أحدث
فيلم وثائقي للمخرج الأوكراني سيرجي لوزنيتسا، واستلهمه من الصراع، كما
سيعرض المهرجان الفيلم الأخير للمخرج الليتواني مانتاس كفيدارافيتشوس، وهو
فيلم وثائقي في أوكرانيا، وصوّره في مدينة ماريوبول عندما قُتل في أوائل
أبريل، حيث خاضت مدينة كان في الموقف السياسي بطرق أخرى، ولم تخف ولاءها من
خلال منع الروس الذين تربطهم صلات بحكومة بوتين من المهرجان.
وأضاف البيان: ما لم تنته حرب الاعتداء على الشعب
الأوكراني، فقد تقرر عدم الترحيب بالوفود الروسية الرسمية أو قبول وجود أي
شخص مرتبط بالحكومة الروسية، ورغم ذلك، نود أن نحيي شجاعة الموجودين في
روسيا والذين خاطروا للاحتجاج على هجوم وغزو أوكرانيا، ومن بينهم فنانون
ومحترفو أفلام لم يتوقفوا عن القتال ضد النظام المعاصر، والذين لا يمكن
ربطهم بهذه الأعمال التي لا تطاق ، وأولئك الذين يقصفون أوكرانيا".
ومن بين الأفلام الروسية التي تشارك في مهرجان كان "زوجة
تشايكوفسكي" حيث تم قبول فيلم المخرج كيريل سيريبنيكوف في المسابقة على
أساس أنه لم ينل أي دعم أو تمويل روسي، وكان المخرج قيد الإقامة الجبرية في
روسيا ويعيش منذ إطلاق سراحه في المنفى في ألمانيا، ويدور الفيلم حول
الملحن الشهير تشايكوفسكي الذي يتزوج شابة لإخفاء مثليته الجنسية.
بينما يشارك من أوكرانيا المخرج سيرجي لوزنيتسا والذي يعد
من أشهر صانع الأفلام في أوكرانيا، ويعرض فيلمه "التاريخ الطبيعي للدمار"
خارج المسابقة الرسمية في مهرجان كان، كما يشارك فيلم "رؤية الفراشة"
للمخرج مكسيم ناكونيتشني، والذي منعته مشاركته على الجبهة في الحرب من
التواجد في المهرجان.
وبالتوازي مع موقف المهرجان تجاه روسيا الممنوعة من
المشاركة، خصص المهرجان عبر سوق الفيلم، يوما خاصا لتسليط الضوء على
المشروعات غير المكتملة من صناع السينما المحاصرين في أوكرانيا والمعطلة
مشاريعهم بسبب الحرب الجارية، وسيمنحهم المهرجان فرصة تسويق مشروعاتهم
المكتوبة أو المصورة جزئيا بإتاحة الفرص لهم للقاء شركات إنتاج أوروبية
وشبكات تلفزيونية قد ترغب في دعمهم ماديا.
بين سعفة كان الفخرية ومشاركته كمنتج.. فورست ويتكر يكشف عن
مشروعه السينمائي الجديد
من ناحية أخرى عقد المهرجان مؤتمرا صحفيا للفنان والمنتج
العالمي فورست ويتكر والذي منحه المهرجان السعفة الذهبية الفخرية، تقديرا
لمشواره الفني، حيث قال قبل أربعة وثلاثين عامًا، غيّر حضوري مهرجان كان
للمرة الأولى في حياتي، وأكد لي أنني اتخذت القرار الصحيح بتكريس نفسي
لإيجاد التواصل مع الإنسانية من خلال السينما، وهذا العام أجد أنه لشرف
دائم أن أعود إلى هذا المهرجان الجميل لعرض أعمالي الخاصة، وأن يلهمني
العديد من أعظم الفنانين في العالم، كما أشعر بالفخر الشديد للاحتفال بي
كجزء من الذكرى السنوية الـ 75 للمهرجان.
وسلّط ويتكر الضوء على تفاصيل جديدة حول مشروعه مع المخرج
فرانسيس فورد كوبولا "ميغالوبوليس"، والذي من المقرر أن يبدأ تصويره في
أغسطس، مشيرا إلى أنه كان له دورا كبيرا في الفيلم الجديد، وأنه مشروع شغوف
طويل الأمد كان قيد التنفيذ لمدة 20 عاما، حيث استثمر كوبولا أكثر من 100
مليون دولار من موارده الخاصة لإنتاج الفيلم ، وهو أول فيلم له كمخرج منذ
فيلم Distant
Vision لعام
2016، وأشاد ويتكر بـ"كوبولا" باعتباره "مخرجًا رائعًا" كان متحمسًا للعمل
معه قائلا : "أحب السيناريو وأحبّه".
وأشار إلى أنه موجود في مدينة كان هذا العام أيضا كمنتج
للفيلم الوثائقي "من أجل السلام"، والذي سيعرض في قسم العروض الخاصة
بالمهرجان في 18 مايو، مؤكدا: "بصفتنا منتجون علينا أن نشعر أننا نسهم في
الحوار، ولكن بصفتي ممثلاً ، أتبع حدسي وغرائزي وإيماني الشخصي بالعالم.
أزمة بسبب أسم الفيلم وإعجاب الحضور
من ناحية أخرى حاز فيلم الافتتاح للمهرجان Final
Cut،
الذي يعرض خارج المسابقة بالمهرجان، على إعجاب الجمهور وتصفيق حار حيث وصفه
النقاد بأنه ذكي وممتع للغاية، ويتناول العمل كوميديا الزومبى، حيث يدور
حول طاقم تصوير سينمائي يصورون فيلما عن الزومبى بميزانية منخفضة، ولكن
تهاجمهم كائنات زومبى حقيقية، وهو بطولة بيرينيس بيجو ورومان دوريس
وماتيلدا لوتز وإخراج ميشيل هازنافيسيوس، وهو إعادة من نسخة لفيلم ياباني.
وأحدث الفيلم جدلا حين تم الإعلان عن اسمه Z لأن
هذا الرمز أصبح رمزا للغزو الروسي على أوكرانيا ويدل على العدوان
والكراهية، ومع تأكيد المهرجان دعمه لأوكرانيا وعدم عرض الفيلم قام المخرج
ميشيل هازانافيسيوس بتغييره على الفور بعدما أعلن أنه تم اختيار اسمه قبل
الحرب، مؤكدا أن الفيلم صُنع لإضفاء البهجة ولا يريد بأي حال من الأحوال أن
يرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الحرب".
إقبال جماهيري على الأفلام ونفاذها من قبل الافتتاح
كما شهد اليوم الأول من فعاليات الدورة ٧٥ لمهرجان كان
السينمائي زحاما شديدا على شباك التذاكر، بسبب الإقبال الكبير على الأفلام
ونفاذها من على موقع حجز الأفلام، وذلك بالتزامن مع عرض فيلم الافتتاح
لليوم الثاني على التوالي. |