الاحتفال بمئوية جوناس ميكاس فى الدورة الـ٢٢ للمهرجان..
تحديات صناعة السينما فى «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية»
كتب: علوي
أبو العلا, سعيد
خالد
يواصل مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة،
برئاسة المخرج سعد هنداوى، تقديم فعاليات دورته الـ 23 المتنوعة، حيث قدم
حفل الدورة، والذى تنظمه وزارة الثقافة، برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم،
والكاتبة زينب عزيز، رئيس المركز القومى للمرأة، والذى تم خلاله الإعلان عن
أسماء الأفلام الحاصلة على الجوائز والمشاركة في المسابقات الرئيسية.
وأقام المهرجان، خلال الأيام الماضية، عددا من الفعاليات،
من بينها تنظيم ورشة إعداد ممثل للفنان الكبير أحمد كمال، لأبناء محافظة
الإسماعيلية، والتى عقدت على مدار 5 أيام واقتصرت على أبناء المحافظة فوق
الـ 18 عامًا.
كما احتفل «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية» بمئوية اكتشاف
مقبرة توت عنخ آمون، و200 عام على فك رموز حجر رشيد.
وافتتح البرنامج كل من د. محمود مبروك، مستشار وزير السياحة
والآثار الدكتور خالد العنانى، والدكتورة رحمة منتصر، ثم يتبع ذلك عرض فيلم
«كرسى توت عنخ آمون الذهبى» والذى قام المهرجان بترميمه، وهو من إنتاج
الهيئة العامة للآثار المصرية، ومن إخراج شادى عبدالسلام، ومونتاج د. رحمة
منتصر، وإنتاج عام 1982. كما احتفلت إدارة المهرجان باختيار كوريا الجنوبية
كضيف شرف للمهرجان، وتم عرض فيلم روائى قصير في المسابقة الرسمية، بينما
عرض المهرجان 4 أفلام من كوريا الجنوبية خارج المسابقة، بالإضافة إلى
الاحتفال بمئوية المخرج جوناس ميكاس، حيث عرض 7 أفلام من أفلامه التي تنتمى
للسينما التجريبية. وتحت عنوان «الاحتفاء بالبدايات» نظم المهرجان ندوة
احتفالية خاصة للمخرج خيرى بشارة، والتى أدارتها الناقدة السينمائية فايزة
هنداوى.
وحرص «بشارة» بالندوة على دعوة الحضور عإلى الوقوف دقيقة
حداد على روح الممثل الراحل زكى فطين عبدالوهاب، والذى وافته المنية الأحد
الماضى، مشيرًا إلى أنه صديق عزيز ومقرب وافتقدته السينما المصرية.
كما شهدت الاحتفالية توقيع كتاب بعنوان «السينما والواقع»،
الذي قام بكتابته «بشارة» عن تجربته في السينما التسجيلية قبل أن يتجه إلى
السينما الروائية، والذى يحتوى على نماذج من سيناريوهات أفلامه التسجيلية
والمقالات المهمة التي تم نشرها عن هذه الأفلام. وقال خيرى بشارة: «إن
السينما تنجح في تراكم الوعى ولا تحدث ثورة»، مستعرضًا أهم ذكرياته خلال
مسيرته السينمائية، والتى حدثت مع نجوم الفن وأهم المواقف المضحكة مع
الفنانة الراحلة نادية لطفى.
وعن كتاب السينما والواقع، أوضح قائلًا: «كتبته على الحدود
الإيطالية- الفرنسية على البحر، وتعتبر تجربة تأمل، لكتابة أوراق الكتاب،
وحاولت نشره في تونس وضاعت بعض أوراقه، ثم أحضرتها لى صديقة».
كما أقام المهرجان «ماستر كلاس» للمخرج الفرنسى الكبير لادچ
لى، رئيس لجنة التحكيم الدولية، اليوم الأحد، بالمسرح الكبير بقصر الثقافة.
وكشف «هنداوى» عن أن بداية معرفته بالمخرج الفرنسى لادج لى
كانت عندما شاهد له فيلما قصيرا في عام ٢٠١٧، واندهش من كون الفيلم صادقا
وصادما في الوقت نفسه، وحصل وقتها على جائزة كبرى وتحول إلى فيلم روائى
ليفوز بجائزة لجنة التحكيم بكندا».
ووصف المخرج تجربة المخرج الفرنسى لادج لى بالقصة الملهمة،
حيث إنها بدأت بالفيلم الروائى القصير، والذى شارك في أكبر مهرجان أفلام
قصيرة، ثم تحول إلى فيلم روائى طويل، مؤكدا أنها تجربة ملهمة لشباب
السينمائيين.
كما أشار المخرج إلى ترحيب «لادج لى» برئاسة لجنة التحكيم
للدورة الحالية، بمجرد التواصل معه ودعوته.
ووجه «رئيس المهرجان» سؤاله إلى «لادج لى»، حول تحويل فيلمه
القصير إلى روائى طويل، متسائلا: «هل هذا وليد صدفة أم كان مخططا له؟».
من جهته، أعرب «لادج لى» عن سعادته بوجوده بالمهرجان،
قائلا: «أشعر بالفخر لرئاستى لجنة تحكيم مهرجان بعراقة مهرجان الإسماعيلية
للسينما التسجيلية والقصيرة».
كما أضاف المخرج الفرنسى: «مسيرتى بدأت في ٢٠١٧، وكنت أهوى
التصوير وكان معى كاميرا صغيرة، أطوف بها الشوارع، وخاصة الأحياء الفقيرة،
لتصوير معاناة مواطنيها، وبدأت بفيلم قصير لصعوبة التمويل».
تابع «لادج لى»: «صناعة السينما تواجه صعوبات وتحديات، لهذا
بدأت بالفيلم القصير ولم أكن أتوقع نجاحه بهذا الشكل، وهو ما كان سببا لأن
يتحول لفيلم روائى طويل وقتها».
وأشار إلى قيامه بتأسيس ٥ مدارس للفيلم التسجيلى القصير
لتعليم الطلاب حول كيفية عمل أفلام قصيرة، وبعد فترة يتم اختيار أفضل
المشاريع وتطويرها إلى فيلم طويل».
كما أكد «لادج لى»، خلال المؤتمر الصحفى، أن قصة فيلمه
Les
Misérables
مستوحاة من حياته بالحى الفقير الذي كان يعيش فيه على مدار ٤٠ عاما، وهو ما
جعله يهتم بتناول معاناة الفقراء في الأحياء المعدومة.
واختتم لادج لى رسالته إلى الجمهور خلال ماستر كلاس مهرجان
الإسماعيلية للسينما التسجيلية، قائلا: «لازم نحارب»، مؤكدا أن فيلمه
استغرقت كتابته ١٠ سنوات، وفى لحظة بعد سنوات من البحث عن مصدر تمويل عثر
على منتج آمن بالفكرة لتخرج إلى النور.
ونجح «لى» في تجربته الأولى في الحصول على جائزة لجنة
التحكيم في الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى، وهو الفيلم الذي رشحته
فرنسا للمنافسة على جائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم عالمى في النسخة الـ92
من حفل توزيع الجوائز الشهير.
وعن سبب اختيار النهاية المفتوحة لفيلم
Les
Misérables،
قال لادج لى: «فى البداية كان هناك نسخة من السيناريو بنهاية الأحداث برد
فعل غاضب للطفل، إلا أنه أثناء المونتاج وجد الأفضل ترك النهاية مفتوحة
لإعطاء فرصة للمشاهد ليتخيل النهاية المناسبة وفقا لمخيلته.
واستطاعت إدارة المهرجان تنظيم عدة ندوات للأفلام المعروضة،
سواء التسجيلية القصيرة أو الروائية القصيرة أو التسجيلية الطويلة بحضور
مخرجيها، حيث ناقشت أفلام الطلبة، والتى تحدثت عن التسلط وجرائم السوشيال
ميديا والحضارة والاستكشاف.
كما ناقش منتجة فيلم البحث عن الأحصنة، والذى عرض في
المسابقة الرسمية، ومخرجه آما داس المشارك في مسابقة الأفلام التسجيلية
الطويلة. وأقام المهرجان ورشة رسومات لايف أنيميشن للفنانة هدى فرج، والورق
المقصوص للفنانة زينب مصطفى، وحضرها عدد كبير من أطفال الإسماعيلية، كما
عرض مجموعة من أفلام برنامج الأطفال والتى تتكون من 12 فيلما، بالتعاون مع
إدارة التربية والتعليم.
وعلى جانب آخر، أقام المنتج حسام علوان ورشة في كيفية تعلم
أساسيات تقديم مشروع سينمائى في سوق العمل وكيفية البحث عن تمويل، وكانت
الورشة لمدة يومين.
وكرمت إدارة المهرجان الناقد السينمائى الراحل محسن ويفى،
بحضور ابنته جميلة ويفى، والتى أصدرت كتابا وتم توقيعه في الندوة، كما نظمت
ندوة بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد المخرج الكبير صلاح التهامى، وعرض عدة
أفلام حملت اسم أربعة أيام مجيدة رصدت لحظات تحويل مجرى النيل وإنشاء السد
العالى. |