المهرجان يعرض تقريرا لليونسكو.. ويعلن عن تفعيل دور
«مهرجانات السينما الأفريقية»
فاز الفنان الكبير سمير صبرى بجائزة أفضل ممثل فى الدورة ١١
لمهرجان الأقصر، وذلك عن دوره فى فيلم ٢ شارع طلعت حرب للمخرج مجدى أحمد
على، فيما حصد الفيلم التونسى «قربان» للمخرج نجيب بلقاضى جائزة أفضل فيلم
روائى طويل.
وكان المهرجان قد اختتم دورته الحادية عشرة بإعلان الجوائز
فى احتفالية بسيطة بقصر ثقافة الأقصر مساء أمس فى ليلة أفريقية قدمت فيها
فرقة «كالابار دانس تروب» النيجيرية فقرة فنية، وحضرها النجم محمود حميدة
رئيس شرف المهرجان، السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، المخرجة عزة
الحسينى مدير المهرجان، محمد عبدالقادر نائب محافظ الأقصر، وقدمت الحفل
المذيعة والفنانة المغربية وفاء مراس.
وشهدت الساعات الأخيرة من عمر المهرجان أحداثا مهمة، والتى
يدخل بها المهرجان مرحلة جديدة كمشروعات تسجل فى رصيده مع بداية عقده
الثانى.
وفى مؤتمر أقيم قبل حفل الختام وحضره ممثلون لمعظم مهرجانات
السينما الأفريقية، تم الإعلان عن البدء فى تفعيل دور جمعية مهرجانات
السينما الأفريقية والتى أعلن مهرجان الأقصر السينمائى عن تأسيسها فى نهاية
الدورة السابقة، حيث ناقش المؤتمر عدة أفكار عن تأسيس قاعدة بيانات
المهرجانات السينما فى دول القارة، وإنشاء موقع للجمعية، كما بحث آليات
الاتصال والتنسيق بين أعضاء الجمعية.
وأكدت المخرجة عزة الحسينى مديرة مهرجان الأقصر على أهمية
وجود روابط وقنوات اتصال بين المهرجانات السينمائية فى دول القارة السمراء،
مشيرة إلى أن الجمعية ستقوم بهذا الدور فى التنسيق بين المهرجانات وفتح
مساحة لتبادل المعلومات والخبرات وإتاحة الفرص لتقديم الدعم اللوجيستية
لمهرجانات السينما فى أفريقيا، والبحث عن مصادر تمويل للأنشطة التى تنظمها
تلك المهرجانات.
كذلك أقيمت ندوة أعلنت فيها منظمة اليونسكو تقريرها عن
السينما الأفريقية فى عشر سنوات، وذلك من خلال منشور جديد بعنوان «صناعة
السينما الأفريقية: الاتجاهات والتحديات وفرص النمو» باللغتين الإنجليزية
والفرنسية، والمقرر نشر نسخته العربية من خلال مهرجان الأقصر فى دورته
المقبلة.
قدم أيمن عبدالمحسن استشارى برنامج الثقافة بمكتب اليونسكو
الإقليمى للعلوم فى الدول العربية، أهم ملامح التقرير فى حضور ضيوف
المهرجان من القارة السمراء.
وقال إن المنشور الذى تم عرضه هو ثمرة دراسة استكشافية
أطلقتها اليونسكو فى أكتوبر 2020 حول صناعة السينما سواء سمعيا أو بصريا فى
أفريقيا. ولأول مرة يتوفر رسم خرائط ورسوم بيانية كاملة لهذه الصناعة فى 54
دولة فى القارة الأفريقية، بما فى ذلك البيانات الكمية والنوعية الجديدة.
كما وفر المنشور فهما عميقا لتحديات القطاع واحتياجاته واقترح خارطة طريق
لمساعدة الدول فى تطوير وتنفيذ السياسات.
وأكد التقرير أنه يعد إنتاج وتوزيع الأعمال السينمائية
والمسموعة والمرئية أحد أكثر قطاعات النمو ديناميكية فى العالم، وفى
أفريقيا يتوسع هذا القطاع بفضل التقنيات الرقمية. ومع ذلك، فى معظم أنحاء
القارة، لا تزال الإمكانات الاقتصادية لقطاع السينما والسمعى البصرى غير
مستغلة إلى حد كبير.
وانقسم التقرير إلى ٣ أقسام رئيسية. الأول قام بتحليل
الاتجاهات الأفريقية التى عملت على تشكيل مستقبل قطاع السينما والقطاع
السمعى البصرى فى أفريقيا، وقدم الثانى نماذج استراتيجية للتنمية والنمو،
والجزء الثالث قدم رسما خرائطيا لـ ٥٤ دولة. وتم إدراج أهم التواريخ
بالنسبة للسينما الأفريقية مما وفر المنظور التاريخى الضرورى لفهم الظروف
التى قامت بتشكيل قطاع السينما والقطاع السمعى البصرى وكذلك الاتجاهات
المعاصرة التى تعمل على تشكيله فى يومنا هذا.
وفى الختام أشار عبدالمحسن إلى أن إحدى الرسائل الرئيسية
لهذا التقرير أنه من الضرورى أن تضع الدول استراتيجيات إقليمية وقارية قوية
للسيطرة على قطاعاتها الإبداعية المتنامية.
ويجب معالجة الاتجاهات والتحديات الحالية لقطاع السينما
وللقطاع السمعى والبصرى فى أفريقيا بطريقة مستنيرة وجماعية. هذه الجهود
التعاونية والاستراتيجيات القارية مهمة حتى تتمكن الدول من ضمان حماية
منتجاتها الإبداعية، والحفاظ عليها وتطويرها وبقاء قيمتها الثقافية
والتجارية فى القارة. وفى هذا الصدد أود أن أقتبس من جاستون كابورى الذى
قال فى عام ٢٠٠٨ «تمتلك أفريقيا كل الموارد البشرية والاقتصادية، وكل
الطاقة والموهبة لابتكار مصيرها. قد يستغرق الأمر وقتا، لكن لا يهم، لقد
انطلقت الحركة واندلعت النيران بالفعل ألف حريق خصب.. الصور والقصص
والتاريخ تنتظر الظهور فى تيارات مستمرة لا يستطيع شىء احتواءها.. وستجد
أفريقيا بالضرورة إيقاعها وأنفاسها قريبا. |