نيللي: لم أعتزل بعد.. و"كليوباترا" قد تعيدني إلى السينما
بشري عبد المؤمن
ممثلة كوميدية خفيفة الظل والحركة، ملكة الاستعراض، تفوّقت
فيه لدرجة جعلتنا ننسب الاستعراض لها ولا نسببها هي إليه، كلما ازدادت
عمراً ازدادت خفَّةً.. "فزّورة" حارت أكثر العقول ذكاءً في حلِّها، تعيش في
مستوىً أقل بكثيرٍ مما كان يمكن أن تعيش فيه لو قَبِلَتْ أعمالاً كثيرةً
رفضتها، لكنها تؤمن برسالة "الفن"، تؤمن كذلك بأن الحب والفن متشابهان
كأنهما شيءٌ واحدٌ، كلاهما شديد الرقيّ والحساسية، والاستغراق في التأمل.
تنتمي لعائلة فنيّة عريقة؛ فشقيقتُها الكبرى هي النجمة
فيروز، "الطفلة المعجزة" التي لم تعثر السينما على مثيلٍ لها رغم مرور
السنين، "لبلبة" أيضاً تنتمي للعائلة التي بدا أنها تملك جيناً وراثياً
مختلفاً يُدعى "البهجة"، فإذا ابتهجتَ لرؤية شخصٍ ما فاعلم أنه، بلا شك،
على صلةَ قرابةٍ بـ"نيللي"، الفنانة التي تصعب على التصنيف، فلا يمكن حصرها
في الغناء ولا في الرقص ولا في التمثيل، تتلوّن دائماً كالفراشة، وربما هذا
ما ضمن لها المشاركة في ما يزيد عن 118 عملاً فنياً، تنوّعت ما بين السينما
والمسرح والتلفزيون.
نيللي أعربت عن سعادتها، خلال ندوة تكريمها بجائزة الهرم
الذهبى لإنجاز العمر في الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولى، وهي
الندوة التي أدارها الناقد طارق الشنّاوي، مُقدّماً إياها ومُتحدّثاً عن
مشوارها الطويل والمتنوّع، قبل أن يتركها لمحوارة محبّيها من جمهور السينما
وللإجابة على أسئلتهم.
البداية مع عبد الوهاب
أجابت نيللي على محبّيها بإجابات قصيرة وبخفّة دم بالغة كما
عوّدتنا، وأدْلَتْ بعدة تصريحات صحفية مثيرة، وتحدّثت عن مشوارها الطويل
وعن "فيروز" والسينما ونجومها الآن، فقالت بالدارجة المصرية: كنت بعمل
فيلم "المراهقة الصغيرة" مع ليلى فوزي الجميلة، ومكنش لسه نزل ومحدش يعرفني
خالص، ومدام ليلى اللي قالت عليا لعبد الوهاب وقدّمتني ليه كوجه جديد.. كنت
شقية وما زلت، والشقاوة كانت لايقة على المسلسل والفيلم.
"كليوباترا"
قد تعود بي إلى السينما
وكشفت نيللي، خلال مداخلتها في الندوة: أفكّر في العودة
للسينما إذا عُرِضَ عليّ تجسيد دور كليوباترا، وإن كنت أرى أن التكلفة
الإنتاجية لهكذا عمل ستكون عالية جداً، ومن الممكن أن ألعب شخصية نفرتيتي
من التاريخ الفرعوني"، وأكمَلَتْ مازحةً: بسبب "إن رقبتي طويلة زيها".
لم أعتزل
وترفض نيللي القول إنها اعتزلت، لكنها تشير إلى كونها لم
تعثر في الفترة الأخيرة على عملٍ فنيٍّ يناسبها.. "أنا لم أعتزل، والفن
بيجري في دمي من بداياتي وأنا في سن الـثلاث سنوات"، أما عن العمل الذي
يمكن أن يُعيدها للفن فقالت: "العمل الذي لا يمكن رفضه، هو العمل المكتوب
بطريقة جيدة وليس الدور فقط".
كما تحدثت نيللي عن شقيقتها فيروز: هي مثلي الأعلى.. كانت
جميلة ومتمكّنة وأنا مثلها أحب الاستعراضات.. وعن الجيل الجديد قالت إن
"دنيا سمير غانم موهبة خاصة ونادرة ولها روح مرحة".
وسُئِلَت نيللي عن علاقتها بالوسط الفني الآن على المستوى
الشخصي فقالت: "لا يوجد تواصل مستمر لى مع زميلات من الوسط الفني، ولكنني
عندما رأيت يسرا وإلهام شاهين في حفل افتتاح المهرجان طرتُ فرحاً".
أما عن كواليس فيلمها "أنا وانتي وساعات السفر"، للراحل
وحيد حامد، فقالت نيللي إنه كان من أصعب الأفلام التي نفّذتها، ولكنه كان
ممتعاً بسبب وجود الجميع في "نفس لوكيشن التصوير"، ما جعلهم في حالة من
حالات الاستمتاع المستمر.
"الفوازير"
أصعب ما قدّمت
ولنيللي مع الفوايز أكثر من قصةٍ اختزلتها جميعاً بقولها إن
الاستعراض بالنسبة لها حياة، وهو ما دفعها لتقديم الفوازير، وأشارت إلى أن
تصوير الفوازير كان من أصعب الأعمال التي قدّمتها، ما جعلهم يضَعون سريراً
في مكان التصوير لكي ترتاح قليلاً، ولكنها "على قلبي أحلى من العسل، فوازير
عمري وحياتي".
وقالت نيللي في ختام ندوتها إنها لم تفكّر مطلقاً في تقديم
مدرسة للاستعراض، وأضافت: "نصيحتي للجيل الجديد لمن يُريدون خوض تجربة
الاستعراض أن يقوموا بعمل الكثير من التمرينات ويحصلوا على دروس باليه
كلاسيك، وليس مجرد القيام بتنفيذ الخطوة التي يرونها أمامهم فقط".
من عُمْر الرابعة
البداية في عُمْر أربع سنوات، حين جسّدتْ دور الطفلة "منى"
في فيلم "الحرمان"، الذي قام ببطولته الفنان الراحل عماد حمدي، توالت عليها
بعد ذلك الأعمال خلال فترة طفولتها، من بينها أفلام مثل "عصافير الجنة"،
"رحمة من السماء"، "توبة"، "حتى نلتقي".
وفي ستينيات القرن الماضي بدأت "نيللي" في الظهور كشابّة في
مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية التي شاركت في بطولة الكثير منها، من
بينها: "المشاغبون"، و"المراهقة الصغيرة"، و"إجازة صيف"، و"بيت الطالبات"،
و"صباح الخير يا زوجتي العزيزة"، و"الرجل الذي فقد ظلّه"، و"الحب سنة 70"،
و"البنت الحلوة الكدابة"، و"طائر الليل الحزين"، وصولاً إلى "العذاب امرأة"
و"أنا وانتي وساعات السفر"، و"الغول".
أما على خشبة المسرح، فكانت بدايات "نيللي" مع مسرحية
"الدلوعة"، التي لَعِبَتْ من خلالها دور "فكرية الزعفراني"، ومسرحية
"كباريه"، و"انقلاب"، وغيرها، وفي التلفزيون قدّمت عدة مسلسلات من أبرزها
"الدوامة"، "مبروك جالك ولد"، "عاشت مرتين"، "برديس"، "إنها مجنونة
مجنونة"، "ألف ليلة وليلة"، "سنوات الشقاء والحب".
أما الفوازير، فقد استطاعت من خلالها أن تحقق نجاحاً
جماهيرياً كبيراً يُحسب لها حتى الآن، وكانت البداية مع "صورة وفزورة" في
العام 1975، لتبدأ بعدها سلسلة فوازير منها: "صورة وفزورتين"، و"صورة وثلاث
فوازير"، و"صورة و30 فزورة"، و"أنا وأنت- فزورة التمبوكا"، و"عروستي"،
و"الخاطبة"، و"عالم ورق ورق ورق"، و"عجايب صندوق الدنيا"، و"أم العريف"،
و"الدنيا لعبة"، و"زي النهارده".
وقدّمت نيللي آخِر أعمالها الفنية العام 2005 في مسلسل
"قصاقيص ورق"، وبالرغم من الغياب عن الساحة الفنية منذ ذلك التاريخ، فإنه
يمكن أن نؤرّخ لأغلب مراحلها العمرية من خلال كاميرات السينما والتلفزيون
التي وقفت أمامها منذ نعومة أظافرها. |