نسعى لدورة أخرى ناجحة
محمد حفظى: نحاول تخطى العقبات.. والميزانية تحدٍ دائم
ريشة: خضر حسن ـ كتب حوار- مى الوزير
محمد حفظى منتج وكاتب سيناريو مصري، قام بتأليف العديد من
الأفلام المعروفة، وُلد فى 13 مارس 1975، تخرج فى جامعة برنيل فى لندن ودرس
بها الهندسة، ثم بعدها قرر العودة إلى مصر لكى يبدأ عمله فى مجال كتابة
السيناريو والأفلام.
بدأ مشواره الفنى فى عام 2001 من خلال قيامه بإنتاج فيلم
«السلم والثعبان»، وبعد النجاح الكبير الذى لاقاه الفيلم، قام بكتابة فيلم
«تيتو» للفنان أحمد السقا والممثلة حنان ترك.
كما
شارك أيضًا فى تأليف وإنتاج عدد من الأفلام منها: «فتح عينيك»، مع الفنان
مصطفى شعبان، فيلم «ملاكى إسكندرية» للفنان أحمد عز، وفيلم «التوربيني»
للفنان شريف منير وأحمد رزق، ودخل مجال الإنتاج الدرامى للمرة الأولى من
خلال مسلسل «سابع جار» وبعده مسلسل «أنا شهيرة وأنا الخائن»، وقام بتأليف
فيلم «أسوار القمر» وهو المنتج المنفذ للفيلم الأمريكى
«the pyramid».
وشارك حفظى خلال مشواره الفنى فى إنتاج وتأليف ما يقرب من
50 عملًا فنيًا، كان آخر ما أنتجه فيلم «خط دم» عام 2020.
واستطاع
حفظى بموهبته ومثابرته واختياراته المتميزة أن يكون دائمًا فى المقدمة،
بهدوئه الشديد المنعكس على مفرداته التى يختارها فى حديثه وتفسر
الكثير وراء حالة النجاح تلك، حتى تولى حفظى رئاسة مهرجان القاهرة
السينمائى الدولى للدورة الأربعين إلى الثالثة والأربعين تحديات لم تكن
سهلة، والتقت مجلة صباح الخير بالمنتج والكاتب محمد حفظي لمعرفة آخر
استعدادات مهرجان القاهرة السينمائي وإلى نص الحوار:
• كيف
تُقيِّم التطور فى مهرجان القاهرة منذ الدورة الأربعين وصولًا إلى الثالثة
والأربعين؟
أُفضل دائمًا ألا أقوم أنا بهذا التقييم وأن يكون من خلالكم
أنتم كإعلاميين وسينمائيين أو من خلال الجمهور، ولكن هناك مؤشرات مهمة
وبارزة فنحن أصبحنا نصل إلى جمهور أكبر، عدد التذاكر المباعة فى السنوات
الماضية تضاعفت بشكل ملحوظ فى السنوات الثلاث الماضية، وهناك مؤشر آخر مهم
وهو تأثير المهرجان على صناعة السينما المستقلة فى مصر وفى الوطن العربى
وكذلك الدعم المتوفر من خلال جوائز ملتقى القاهرة السينمائي، الصُناع
المهمين والجهات التى تحضر فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما من مخرجين
عالميين وكُتَّاب عالميين وكذلك المنصات المهمة الكبيرة.
كما يحظى المهرجان حاليًا باهتمام دولى من جانب
المُختصين بالسينما والمهرجانات السينمائية، هذا بجانب زيادة عدد العروض
العالمية والدولية الأولى فى المهرجان، وزيادة الجوائز المالية، زيادة عدد
الضيوف بشكل واضح، كل هذه المؤشرات تدل طبعًا على التطور البارز فى الدورات
الأخيرة وكذلك أيضًا شراكة القطاع الخاص وزيادتها التي أثرت على شكل
المهرجان وشكل السجادة الحمراء واهتمام النجوم الشباب بحضور المهرجان.
• كل
دورة يصحبها تحدٍ بارز، ما هو تحدى الدورة الـ43؟
التحدى
الأبرز لا يزال كورونا للأسف لأننا لا نزال ملتزمين بكل الإجراءات
الاحترازية التى نحاول الاعتياد عليها لأول مرة ومدى حصول المشاركين على
لقاحات فيروس كورونا ، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا حتى الآن لم يلتزم
باللقاح وهذا صعب علينا الإجراءات لحماية جمهور المهرجان، ولكننا نحاول
تخطى هذه العقبات بشتى الطرق، لأننا يهمنا جدًا أن نلتزم بتعليمات وزارة
الصحة كما يهمنا أن نوفر مهرجانًا آمنًا.
كذلك
هناك من لا يزال يخشى من فكرة السفر وهذا تحدٍ آخر، دائما لدينا تحدٍ متعلق
بالميزانية والتمويل ولكن نحاول أن نتغلب عليه كل سنة، هناك تحدٍ متعلق
باستضافة نجوم عالميين وهذا تحدٍ مهم، التحديات واردة ومعتادة ولكننا
نحاول التغلب عليها وأن نقطع شوطًا في الإنجاز والمرور بدورة ناجحة تليق
باسم القاهرة السينمائى العريق، وبكل الأحوال أتمنى دائمًا أن يتواجد كل
صناع الأفلام والسينمائيين بشكل أكبر.
• وما
أبرز عيوب الدورة الماضية التى سعيت لتلافيها فى الدورة الثالثة
والأربعين؟
بكل
الأشكال لم نصل إلى تحقيق كل طموحاتنا تجاه المهرجان، وما نريد
تحقيقه، فبالتأكيد أشعر دائمًا أن أمامنا المزيد لنقدمه وهناك عدد كبير من
الأمور التى نريد أن نواجهها بشكل أقوى.
• مهرجان
البحر الأحمر وانطلاق دورته الأولى هل أثرت بشكل أو بآخر على الأفلام
المعروضة على هامش القاهرة السينمائى؟
بالتأكيد هناك تنافس على أفلام مع مهرجان البحر الأحمر
والجونة وقرطاج وهذا لمسته هذا العام، بالتأكيد هذا يحدث كل سنة، ولكن هذا
العام أوضح بشكل كبير، فالعام الماضى كان محسوسًا بشكل أكبر لأن المعروض
من الأفلام على مستوى العالم كله كان أقل من الطبيعي، هذا العام الإنتاج
زاد فبالرغم من المنافسة ودخول مهرجان البحر الأحمر فى الصورة؛ فإننا
استطعنا أن نحصل على أفلام جيدة جدًا سواء عربية أو عالمية، ولم يكن هناك
أمامنا أى مشاكل فى وضع برنامج جيد، ولكن أعتقد أن السنوات القادمة المهمة
ستكون أصعب.
• «أبوصدام»
الفيلم المصرى فى المسابقة الرسمية.. لماذا تم الإعلان عنه فى اللحظات
الأخيرة، وهل لولا مشاركته لم يكن هناك فيلم مصرى فى المسابقة الرسمية
للقاهرة السينمائى؟
شاهدنا
الفيلم قبيل المؤتمر الصحفى بأسبوع ولم نكن نستطيع الإعلان عنه قبل هذا،
ومعظم البرنامج أعلنا عنه فى المؤتمر الصحفي، و أنا سعيد جدًا بوجود فيلم
مصرى جيد جدًا ينافس لأنه ليس من السهل أن نجد كل عام أفلامًا بهذا
المستوى، والحمد لله فى السنوات الأخيرة لم يكن هناك فيلم مصرى إلا وتمت
الإشادة به سواء وثائقى أو روائى فى المسابقة الدولية، وأيضًا خارج
المسابقة وفى المسابقات الأخرى على هامش المهرجان، وهذا العام فى الأفلام
القصيرة توجد خمسة أفلام مصرية وهذا معدل جيد جدًا.
• ما
أهمية الفعاليات الموازية على هامش المهرجان كأيام صناعة السينما وكذلك
المشاركة البارزة للمنصات مثل
«Netflix»
ودورها فى إنعاش الصناعة؟
المنصات
أصبحت هى الاستديوهات الجديدة ،فإذا تابعت ديزنى كيف أصبحت الآن
disney plus
هى أهم منصة لديزني، ونفس الحكاية للمنصات الأمريكية مثل
Netflix وHBO أصبحت
هى الاستديوهات التى تنتج الأفلام وتعرضها، وكذلك فى العالم العربى مثل
شاهد وتأثيرها فى صناعة الأفلام وعرض الأفلام، لذلك لا نستطيع أن نتجاهل
هذا التغيير المهم بل بالعكس يجب أن نعمل على شراكات بهدف أن نُقرب السينما
المستقلة من هذه المنصات بحيث أن يدعموا هذه الأفلام ويشتروها
ويساهموا كذلك فى تمويلها وإنتاجها.
• السينما
السعودية وتواجد بارز فى القاهرة السينمائى الدورات الأخيرة، فى ظل الطفرة
الثقافية التى يعيشها المجتمع السعودي، كلمنى عن هذا التواجد وأهمية هذا
الدعم الواضح من قبل المهرجان؟
المشاركة
السعودية نتيجة للحركة الثقافية الواضحة فى المجتمع السعودي والاهتمام
الكبير بالسينما السعودية فى الفترة الأخيرة، والأفلام المصرية المعروضة فى
دور العرض السعودية أصبحت تحقق أعلى إيرادات فى شباك التذاكر للأفلام
المعروضة فى السينما منذ فتح دور السينما هناك، وبالتالي أصبحت سوقًا مهمة
جدًا للسينما المصرية، وعلى المستوى الفنى والمستوى الثقافي أصبحت هناك
محاولات جادة جدًا للتطوير من المخرجين وتوفير الدعم اللازم لإنتاج
أفلامهم، مهرجان البحر الأحمر أسس صندوق دعم كبيرًا جدًا 14 مليون دولار
لدعم مشاريع الأفلام وهذا رقم كبير جدًا سيكون سببًا لأن تنتج أفلامًا
كبيرة جدًا وتخرج للنور بسببه.
• صرحت
من قبل برفضك مشاركة أفلامك فى المهرجان لالتزامك الحيادية، لكن لماذا لا
يشارك حفظى بأفلامه خارج المسابقة لإثراء الدورة؟
كان هناك قسم البانوراما المصرية يُعرض فيه أهم الأفلام
المصرية؛ ولكن أنا عندما أشعر أن لى فيلمين أو ثلاثة مشاركة لا أحبذ هذا،
وأعتقد أنه من الأفضل أن أبعد أفلامى ما دمت رئيسًا للقاهرة السينمائى حتى
لو كانت خارج المسابقة الرسمية
.
• «official competition»
فيلم الافتتاح ... وما هى معاييرك فى اختيار فيلم الافتتاح
بشكل عام؟
يهمنى
بالتأكيد أن يكون فيلمًا جديدًا يُعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط، مهم أن
يكون فيلمًا جاذبًا للجمهور العام وليس السينمائيين فقط والمختصين فى
السينما، وأحاول التنويع وألا يكون دائمًا فيلم الافتتاح أمريكيًا، هذا
العام فيلم الافتتاح إسبانى لمخرجين أرجنتينيين نحاول أن ننظر للأمور بشكل
مختلف كل سنة.
•
كم عدد الأفلام المشاركة فى الدورة الثالثة لمهرجان
القاهرة السينمائي؟
يبلغ
إجمالى عدد الأفلام المشاركة هذا العام ضمن فعاليات المهرجان هو 98 فيلما،
تمثل 63 دولة حول العالم، وهى مقسمة كالآتي:«76 فيلما طويلا، 22 فيلما
قصيرا».
وأوضح، أن عروض الأفلام مقسمة كالآتي: «27 عرض عالمى أول، 7
أفلام عرض دولى أول، 44 فيلمًا عرض أول فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و15
فيلمًا تعرض للمرة الأولى فى الدول العربية وشمال أفريقيا».
• كل
خطوة فى الحياة تضيف لنا ونضيف لها، ما الذى أضافه «محمد حفظي» الكاتب
والمنتج للقاهرة السينمائى وماذا أضافت لك هذه السنوات فى رئاسة المهرجان؟
المهرجان
أضاف لى الكثير على المستوى المعنوى والمستوى الأدبى وشعورى بالتقدير،
بالإضافة إلى أننى استفدت معنويًا بشكل كبير، تعرفت على ناس
وصُناع وعلاقات كثيرة بسبب المهرجان أفادتنى بكل تأكيد كسينمائي، وأما
الشق الأول من السؤال فأنا كمنتج وعلاقاتى العديدة والدولية، وأعتقد أنه
كان لها تأثير إيجابى فى المهرجان، بالإضافة إلى اهتمامى
بالمساهمة بمساندة المنتجين أصحاب المشاريع ومتعثرين وفى حاجة إلى تمويل
لإخراج أعمالهم، وكذلك المخرجين والسينمائيين الذين يريدون التقرب من
خبرات السينمائيين العالميين من خلال الورش وهذا أصبح متاحًا بشكل كبير
وسبب رغبتهم فى المشاركة فى الفعاليات وفى أيام القاهرة لصناعة السينما. |