نادية الجندي في الأقصر للسينما الأفريقية: ضحيت من أجل
الفن
كتب هبة محمد علي
أقيم صباح اليوم الأحد مؤتمر صحفي لنجمة الجماهير نادية
الجندي، ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، بحضور
سيد فؤاد رئيس المهرجان، والنجم محمود حميدة، والمخرج مجدي أحمد علي، وأدار
الندوة الكاتب الصحفي جمال عبدالناصر.
بدأت الندوة بكلمة للسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، قال
فيها: "أرحب بالنجمة الكبيرة نادية الجندي وأشكرها على قبول التكريم"
ثم قال الكاتب الصحفي جمال عبدالناصر: "نادية الجندي هي
نجمة أحبها الجمهور العربي فأطلق عليها لقب نجمة الجماهير، وحب الجمهور هو
نفحة ربانية فهي فنانة ذكية جدا وتلقائية، وكانت النجمة الأعلى في التوزيع
والإرادات ولم تأت نجمة بعدها تتربع على عرش الإيرادات مثلها وطرحت قضايا
اجتماعية وسياسية هامة خلال مشوارها الفني".
بعدها بدأت الفنانة الكبيرة حديثها قائلة: "أشكر المهرجان
على تكريمي وأعتز جدا بهذا التكريم، وأتمنى لهم التوفيق، ولأي مهرجان يضيف
للصناعة ويبين أن مصر لها ثقافة وحضارة وفن ..وعشان كدة قررت أجى وأدعم
المهرجان خاصة أنه يدعم علاقتنا بالدول الإفريقية وأنا أفخر بالمهرجان وهو
فخر لبلدنا".
وتابعت: "هناك محطات كثيرة في مشواري فالصعود والنجاح في
الفن يأتي بسبب حب الفن، ولو ماحبتش الفن عمره ماهيحبك وهذه معادلة صعبة،
والفن مابيحبش شريك، وأنا ضحيت من أجل الفن لكن الفن أعطاني الكثير ولست
نادمة على حرماني من بعض الأمور في حياتي الشخصية لأن حب الجمهور عوضني عن
الكثير"
وأضافت: "بدأت حياتي بأدوار مملة ودمها تقيل لكنها خدمتني
في الفن ومنحتني خبرة استطعت من خلالها الوقوف أمام الكاميرا، خاصة أنني
بدأت الفن وأنا في عمر ١٣ سنة وعلى مدار ١٠ سنوات كان لدي طموح أن أحقق في
الفن ما أتمناه، ولم أيأس بعد الفترة التي سافر فيها نجوم مصر للعمل في
لبنان، وأثر هذا على سماعة السينما، وقمت بافتتاح بوتيك أزياء وأنا أنتظر
الفرصة التي أتمناها ومؤمنة أنها ستأتي لأنني طيلة الوقت كان الفن هو كل
تفكيري"
واستكملت: "عرض علي دور صغير في فيلم ميرامار، وقال لي
المخرج كمال الشيخ اضربي شادية فلم أوافق، فقال لي لابد أن يظهر المشهد
وكأنك تفترسيها ودخلت افترستها بالفعل، حتى أن أظافري تركت علامات في
جسدها، فتأسفت لها وأخبرتها أن المخرج طلب مني هذا، وبسبب نجاحي في الدور
سأل عني الأديب العالمي نجيب محفوظ ولفت نظر الجمهور والنقاد حينها، خاصة
أن الامر جاء بالتزامن مع عرض مسلسل الدوامة"
وأشارت إلى أنها قررت عدم قبول أدوار صغيرة بعدها، وكانت
تود اقتحام مجال الإنتاج فأخبرني المنتج جمال الليثي أن لديه فيلم
استعراضي، وفرحت جدا أنه أعطاني بمبة كشر، لأن به كل الإمكانيات التي تظهر
نجمة وأستطيع من خلاله إخراج كل الطاقة كممثلة ودفعت وقتها ١٥٠٠ جنيه"
وأضافت: "شكك البعض في نجاحي وقالوا أنني نجحت لأن الفيلم
استعراضي وبه رقصات فقررت أتحدى وأمثل فيلم شوق وظهرت طوال الفيلم بجلابية،
بعدها أنتجت فيلم ليالي ياسمين، وتعبت من الانتاج لأنه يحتاج للكثير
والكثير من التركيز
وكشفت أنها تزوجت محمد مختار وقرر أن ينتج لها، وكانت
البداية مع فيلم الباطنية ورغم صعوبة الموضوع لكنه كان متحمسا وبدأ في
انتاج العمل، وجاء الباطنية ليدعم نجاحها، حتى أن الجمهور كان يأتي من
الاقاليم لمشاهدة الفيلم وكان الامن المركزي ينزل الشوارع وقتها
وعن لقب نجمة الجماهير، قالت: اللقب الناس أطلقته ولم أمنح
نفسي اللقب، وجمهوري وأعمالي ونجاحي في شباك التذاكر منحني اللقب
وقال الفنان محمود حميدة: نادية الجندي سيدة صناعة من
الدرجة الاولى، فكل السيدات اللاتي سبقت نادية كان لهم علاقة بالصناعة، وهي
بدأت مشوارها بكل اخلاص ولقد تعملت منها، وشاهدت كيف تتابع كل التفاصيل من
البداية للنهاية واليوم ما أسمعه يؤكد وجهة نظري أنها سيدة صناعة من الدرجة
الأولى
وردت الفنانة الكبيرة قائلة: محمود حميدة نجم مميز ولن
يتكرر ولا يقل إصرار وحب للمهنة عني، انا وجدت فيه فنان بكل معنى الكلمة من
بدايته وكيف ثقف نفسه وسافر ودرس تمثيل في الخارج ولم يكن لديه نهاية
لطموحه
وحكت موقفا قالت فيه: لما عملنا رغبة متوحشة البطل كان نجم
له صفات معينة ماكناش لاقيين النجم ده، فاقترحت ليه مانجبش حد جديد وكان
وقتها بيعرض فيلم الامبراطور، وشفت محمود وتخيلت فيه الشخصية وقلت لاستاذ
وحيد حامد فيه ممثل مبهر فيه كل السمات دي، وحسيت انه هيعمل الدور ده جيد
وبعدها استعنت به في عصر القوة، واصريت عليه وقلتلهم محمود حميدة هيعملوا
بعظمة، لاني كنت شايفة اصراره طول الوقت انه يتعمل ويثقف، وهو نجم لا يعوض،
وقدوة لكل النجوم الجديدة اللي طالعة
وعن اللزمات في أفلامها قالت: لم أكن أضع اللزمات لكن
الطريقة نفسها تجعل الجملة راسخة عند الجمهور.
أما عن أزمات فيلمها الشهير "خمسة باب" الذي جمعها بالنجم
عادل إمام قالت: كانت فكرة محمد مختار الذي قال لي أريد أن اجمعك مع عادل
إمام في عمل ووافق عادل ورحب بالفكرة وكان متحمسا لها، ولم يكن هناك أي
مشاكل
وتابعت: ما حدث كان مجرد شائعات وشوشرة على العمل، فعادل
دخل العمل بحب وكان متحمساو كواليس الفيلم كانت جميلة جدا والفيلم انتهى
تصويره في شهر،
والعمل كان ممتعا حتى أن عادل كان يأتي البلاتوه حتى لو لم
يكن لديه مشاهد
واستكملت: الفيلم حصل على موافقة رقابة، وحينما عرض استقبله
الجمهور بشكل جيد وبعد اسبوع أصدر وزير الثقافة قرار برفع الفيلم من
السينما والسبب كما قال أنه يضر بسمعه مصر، حدث نوع من الذهول وتعبت وشعرت
بإهانة فظيعة ، ولجأنا لجنة تظلمات ومنحتنا الموافقة على العرض مرة أخرى
لكن الوزير رفض القرار وأوقف قرار المحكمة، وفزنا في النهاية بالقضية بعد ٨
سنوات
وأضافت: أتذكر وقتها أنني دخلت في حالة نفسية سيئة للغاية،
وقررت انني لن أكمل في السينما بسبب الظلم والاحباط وقلت أنني لن أستطع
الوقوف أمام الكاميرا مرة أخرى، حتى أقنعني أشرف فهمي أن أخوض بطولة فيلم
الخادمة ومثلته وأنا مجروحة من داخلي ، وحصلت على عدد كبير من الجوائز عن
الخادمة. |