كامل الباشا لـ«بوابة الأهرام»:
أردت دخول عالم السينما المصرية من بوابة «حظر تجول» | حوار
مي عبدالله
·
إلهام شاهين ممثلة قديرة وإنسانة رائعة
·
أمير رمسيس مخرج متميز وغموضه غير مزعج
·
وأحب أعمالي هو ما لم أنجزه بعد.. ولا أعرف ما هو
·
لولا جائزة «فينسيا» لكنت مغمورًا إلى الآن
·
مشاركة أفلامي في المهرجانات نتيجة وليست هدفًا
يشارك الفنان الفلسطيني الكبير كامل
الباشا في
بطولة الفيلم المصري "حظر تجول" للمخرج أمير رمسيس ، و الذي من المقرر طرحه
في دور العرض المصرية في 30 ديسمبر الحالي، وذلك بعد مشاركة الفيلم في
المسابقة الدولية ل مهرجان
القاهرة السينمائي
في دورته الأخيرة، وتعد هذه المشاركة الأولى ل كامل
الباشا في
السينما المصرية رغم تاريخه الفني الحافل.
"بوابة الأهرام" التقت الفنان المخضرم وتحدث عن مشاركته في
فيلم حظر تجوال ومساهماته الفنية في السينما الفلسطينية، وحصوله على جائزة
أفضل ممثل من مهرجان
فينسيا والعديد
من القضايا الجرئية والجدلية، وكان لنا معه الحوار التالي.
·
ما سبب قبول دورك في فيلم حظر تجول؟
اسم المنتج وكنت شايف مستوى الأعمال التي أنتجها، واسم
المخرج وكنت رأيت آخر أفلامه، ثم النص، أما الدور فرغم المساحة البسيطة
المتاحة له في الفيلم فقد كان تحديا كبيرا أحببت أن أواجهه، أضف لكل ما سبق
رغبتي الشديدة في دخول عالم الدراما السينمائية في مصر الغالية من بوابة
فيها من الإبداع قدر ما فيها من الجمال.
·
كيف تقييم تجربتك الأولى في السينما المصرية؟
تجربة ممتعة ، مفيدة ، وراقية.
·
كيف كانت كواليس العمل مع إلهام شاهين وكيف تلقيت خبر
حصولها على جائزة أفضل ممثلة؟
السيدة إلهام ممثلة قديرة وإنسانة رائعة، تدقق في التفاصيل
بهدوء، متعاونة إلى أبعد الحدود وقد أسعدني جدا فوزها بالجائزة.
·
كيف تصف العمل مع المخرج أمير رمسيس؟ وكيف تكون طريقتك في
العمل مع مخرج شاب وأنت الفنان المخضرم صاحب لقب أفضل ممثل في مهرجان
فينسيا ؟
أمير رمسيس مخرج متميز وأعماله تشهد له بذلك، يفرض نفسه
واحترامه على الجميع بهدوئه وثقته فيما يقوم به، يشيع جوا من الاطمئنان بين
الجميع، تعليماته واضحة ومباشرة وغموضه غير مزعج، وأنا كممثل اعتدت أن
أتعلم من كل من أعمل معه، ولا أقيم الفنان بعمره أو بعدد أفلامه بل
بمستواها الفني، بعد الجائزة وقبلها.
·
البعض يرى أن دخولك السينما المصرية تأخر كثيرًا.. ما
تعليقك ؟
لا أعتقد ذلك، كنت وما زلت منهمكا بمشروعي المسرحي في
فلسطين، وباستثناء المسرحيين وجمهور المسرح لم يعرفني أحد حتى في بلدي
كغالبية المسرحيين في العالم، جائزة فينيسيا قدمتني للسينمائيين وصانعي
الدراما في وطننا العربي وفي العالم، ولولا بريقها وعراقتها وأهميتها لبقيت
مغمورا مع آلاف الفنانين المسرحيين المتميزين جدا.
بعدها بدأت العروض تنهال علي بشكل أنهكني ولم أختر إلا ما
يمكن أن يعزز الانطباع الإيجابي عني وعن الأعمال التي أشارك بها بحب، وأحب
أعمالي إلي، هو ما لم أنجزه بعد، ولا أعرف ما هو، وما زال في العمر بقية
بإذن الله.
·
من وجهة نظرك ما السبب في قلة الممثلين الفلسطينيين في
السينما المصرية بالمقارنة بباقي الممثلين العرب؟
ببساطة السبب هو عدم وجود دراما تليفزيونية فلسطينية تقدم
إبداعات الفنانين الفلسطينيين وتعرف بهم، وبالرغم من بروز بعض الأسماء من
خلال السينما الفلسطينية إلا أن عددهم محدود وغالبية البارزين منهم
استقطبتهم السينما والدراما التليفزيونية العالمية .
·
معظم أفلامك تشارك في مهرجانات دولية.. هل تضع هذه النقطة
في معاييرك أثناء الاختيار؟
المشاركة في المهرجانات نتيجة وليست هدفا، القيمة الفنية
والفكرية والاجتماعية هي شغلي الشاغل في كل عمل أشارك فيه، أما المهرجانات
والجوائز فقيمة إضافية تسعدني وأعتز بها.
·
كيف ترى مشاركة السينما الفلسطينية في المهرجانات العربية و
العالمية مؤخرا؟
نتيجة مشرفة وحتمية لجهد عشرات السنين في إنتاج أفلام عالية
المستوى ساهم فيها مجموعة من كبار المخرجين الفلسطينيين المتميزين الخارجين
من رحم المعاناة والحالمين بغد أفضل لشعبهم وقضيتهم .
·
بعض صناع السينما الفلسطينية يرون أنه آن الأوان لكي تخرج
السينما الفلسطينية من نطاق الاحتلال ومناقشة الأمور الحياتية بحجة أن يتم
تقديم فن متنوع.. ما رأيك في هذا؟
وهل يمكن للفلسطيني أن يصنع سينما لا تعبر عنه؟ يكفي أن
تسمع أن فلسطينيا يأكل على طاولة مجاورة لك في مطعم في باريس أو القاهرة
لتستحضر الاحتلال، إننا عندما نتحدث عن قضايانا الاجتماعية والاقتصادية..
الخ، لابد أن نتحدث عن الاحتلال وهذا بارز في جميع أفلامنا الجيدة وهو ميزة
لنا إلى أن يزول الاحتلال، وانا هنا لا أتحدث عن سينما عاطفية شعاراتية
تظهر بطولاتنا، بل عن سينما تعرض آلامنا وأحلامنا وتطلعاتنا في قالب إنساني
يكشف نقاط ضعفنا وقوتنا.
·
فيلم 200 متر ناقش فكرة التأقلم مع الاحتلال وكشف عن
الجوانب الخفية والسلبية في المجتمع الفلسطيني.. ما تعقيبك علي هذه الجرأة
في التناول؟
لم أشاهد الفيلم حتى الآن ولا أستطيع التعقيب عليه، ومن
جانب آخر لا أعتقد أن مخرجا فلسطينيا أو عربيا يمكن أن يطرح للنقاش فكرة
كهذه ، قد تطرح ذلك إحدى الشخصيات في فيلم ما، هذا ممكن بهدف نفي إمكان ذلك
.
أما طرح سلبيات المجتمع عموما فأنا معها وأعتقد أن ذلك
يساهم في التقليل منها ومحاربتها إن عرض بذكاء ووعي.
·
كثير من صناع السينما الفلسطينية لا يستطيعون حضور
المهرجانات العربية والاحتفاء بأفلامهم بسبب إشكالية عرب 48 أو للتعنت في
استخراج التأشيرة.. كيف ترى ذلك؟
هذا صحيح رغم أني لا أوافق على استخدام كلمة تعنت في هذا
المجال، ولنتفق أن هذا موضوع إشكالي ودقيق ولا يمكن الاستمرار في التعميم
وحرمان جميع المخرجين والفنانين من فلسطينيي48 من عرض أعمالهم المنتجة
محليا من المشاركة في المهرجانات العربية أو العرض في الصالات هناك،
الموضوع بحاجة إلى إعادة تقييم ودراسة معمقة من النقابات، وإن لزم الأمر
دراسة كل حالة منفردة واتخاذ القرار بشأنها.. أتمنى ذلك.
·
التطبيع مع إسرائيل والفن.. إشكالية معقدة جدًا تثير الكثير
من الجدل.. هل ترى أنه يجب أن يترفع الفن عن مثل هذه المسميات؟
كيف يمكن للفن أن يترفع عن نبض الشارع؟ إن كل مايسيء
لفلسطين وقضيتها العادلة لابد أن يعد تطبيعا مرفوضا أيا كانت الجهة التي
خلفه، الإشكالية عندي ليست في مقاومة التطبيع شعبيا بل في المعايير التي
تضعها بعض الجهات لتقييم الأعمال الفنية والتقرير بشأنها وإصدار البيانات
ضدها، هنا تكمن المشكلة بالنسبة لي، الجهة المخولة باعتبار عمل فني تطبيعي
أو غير تطبيعي لابد أن تتكون من فنانين مؤهلين ونقاد بارعين يتقنون صناعة
الفنون وخفايا تلك الصناعة، وهذا بعيد عن ما يحدث على أرض الواقع بكل أسف.
·
كيف سارت الأمور مع فيلمك "التقارير حول سارة وسليم"؟ وهل
حملات المقاطعة ما زالت مستمرة معه؟ و كيف فسرت ما حدث؟
سارت بشكل جيد والفيلم ما زال يعرض في العالم وفي دور العرض
المتاحة، ولولا «كورونا» لعرض بشكل أكبر، أما بيان المقاطعة بشأنه فلا مبرر
ولا مسوغ فني أو أخلاقي أو قانوني أو وطني . |