مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يتحدى كورونا
احتفاء خاص بسينما المخرج الروسي ألكسندر سكوروف بعرض فيلمه
"الشمس"
نجلاء أبو النجا صحافية
وسط إجراءات احترازية مشددة في دار الأوبرا المصرية، افتتحت
وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي
الدولي، الذي تستمر فعالياته خلال الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر (كانون الأول)
الحالي.
وحضر حفل الافتتاح خالد العناني، وزير السياحة والآثار،
وأسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام ورئيس المهرجان المنتج والسيناريست محمد
حفظي، إضافة إلى عدد كبير من نجوم الفن المصري والعربي والأجنبي، يقدر
عددهم بنحو 200 شخص من صناع الفن السابع حول العالم.
الفنون متنفس الشعوب
وقالت عبد الدايم إن الفنون نجحت، ومن بينها السينما، في أن
تكون متنفّس الشعوب، بعدما فرضت جائحة كورونا على العالم إقامة جبرية
مفاجئة في المنازل، وأصبحت مشاهدة الأفلام والاستماع إلى الموسيقى ضروريين
للقدرة على المواجهة والحياة.
وأضافت عبد الدايم، في كلمتها، أن "الدورة الـ42 لمهرجان
القاهرة ستعيد الحياة السينمائية، إذ ستبدأ مسارح وسينمات دار الأوبرا
المصرية في استقبال الجمهور المحبّ للسينما، لمشاهدة أهم أفلام العالم في
2020، وسيحضر ضيوف مصر من مختلف الدول، في مشهد حضاري يؤكد أن الحياة
ستنتصر".
عروض عالمية
وقال محمد حفظي، رئيس المهرجان، إن "عدداً من المهرجانات
العالمية ألغي بسبب كورونا، وهذا كان التحدي لإقامة هذه الدورة
الاستثنائية"، مضيفاً أن دورة هذا العام تضم 84 فيلماً من أحدث وأهم
إنتاجات 2020، من بينها 20 عملاً في عروضها العالمية الأولى و10 أفلام
مصرية، إضافة إلى أكثر من 10 أعمال حصدت جوائز المهرجانات الكبرى خلال
العام الحالي.
وفي بداية حفل الافتتاح، أدّى الفنان تامر حسني وسط استعراض
لمجموعة من الراقصين، أغنية خاصة عن السينما تحت عنوان "الدنيا زي فيلم".
جوائز وتكريمات
أما التكريمات، فبدأت بكلمة للمخرج يسري نصر الله، شرح فيها
نبذة عن المخرج العالمي فيلليني بمناسبة الاحتفال بمئويته هذا العام، ثم
عُرض فيلم تسجيلي عن أهم أعماله وأفلامه. ونال الكاتب المسرحي والسيناريست
البريطاني كريستوفر هامبتون، جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر.
وحصدت الفنانة المصرية منى زكي جائزة فاتن حمامة للتميّز.
وقالت إنها تعمّدت عدم كتابة أي كلمات حتى لا تطيل على الجمهور، شاكرةً كل
من دعمها وساعدها ومؤكدة أنها استفادت من الصغير قبل الكبير في مهنتها. كما
أعربت عن اعتزازها بأنها ممثلة، موضحة أنها عاشت من خلال الأدوار التي
جسّدتها حياة عشرات من الناس في الحقيقة وعبّرت عنهم.
وتوّج الكاتب المصري وحيد حامد بجائزة الهرم الذهبي
التقديرية لإنجاز العمر، وعُرض فيلم قصير عن أهم أعماله. وقال حامد إنه من
المحظوظين، لأنه عمل مع أجيال مختلفة من النجوم على مدار تاريخ فني طويل.
وتأثر الحاضرون بكلمة الكاتب، خصوصاً الفنانة يسرا التي بكت.
ومُنِح سامح علاء، مخرج فيلم "ستاشر" الحاصل على السعفة
الذهبية من مهرجان كان، شهادة تقدير.
وفي نهاية حفل الافتتاح عرض الفيلم البريطاني الفرنسي
"الأب"، إخراج فلوريان زيلر. ويعدّ هذا العرض هو الأول في العالم العربي،
وكتب السيناريو كريستوفر هامبتون، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم
"علاقات خطرة".
ويعرض المهرجان أفلاماً مهمة على المستويين الفني والدولي،
معظمها يطرح للمرة الأولى في الوطن العربي وأفريقيا.
"حد الطار"
وفي مسابقة آفاق السينما العربية، عرض الفيلم السعودي "حد
الطار"، إخراج عبد العزيز الشلاحي. وتدور أحداثه في نهاية التسعينيات
بمدينة غامضة، حول شاب يعمل أبوه سيّافاً يقع في حب ابنة مغنية أفراح
شعبية. وتتوالى الأحداث لتبرز المفارقات والتناقضات الإنسانية والاجتماعية
بين الغناء في الأفراح وقطع الرقاب، ويصارع الشاب نفسياً من أجل أن يترك
مهنة والده، ويتخلّى عن أحلامه.
كما يشارك الفيلم السعودي "من يحرقن الليل" في مسابقة سينما
الغد الدولية، إخراج سارة مسافر، وقصته عن فتاتين تحضّران لحفل زفاف، لكن
تحدث صدفة تغيّر مجرى الأحداث بعد أن ذهبت إحداهما إلى السوق.
المسابقة الدولية
وافتتح الفيلم الياباني "تحت السماء المفتوحة" إخراج
نيشيكاوا ميوا، عروض المسابقة الدولية، وفيه يخرج "مياكامي" من السجن،
بعدما قضى داخله معظم عمره، بسبب انتمائه إلى تنظيم إجرامي نفّذ من خلاله
مجموعة من الجرائم، إلا أنه يرفض أن يعيش على نفقة إعالة اجتماعية حكومية،
ويرغب في كسب قوته بنفسه لكن المجتمع لا يتقبّله.
كما عرض الفيلم الوثائقي "الحرب والسلام"، للمرة الأولى في
الشرق الأوسط، إخراج ماسيمو دانولفي ومارتينا بارينتي، وإنتاج إيطاليا
وسويسرا. وتوثّق أحداثه العلاقة بين السينما والحرب في إيطاليا، التي
استمرت أكثر من قرن، من الغزو الإيطالي لليبيا عام 1911 حتى يومنا هذا، عبر
عشرات الصور والوثائق والشهادات واللقاءات التي توضح تلك المرحلة من كل
الجوانب بمنطقية كبيرة.
وفي إطار احتفاء المهرجان بسينما المخرج الروسي الكبير
ألكسندر سكوروف، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية للدورة الحالية، عُرض
أبرز أفلامه "الشمس" إنتاج 2005، وهو الجزء الثالث من رباعية القوة والسلطة
الفاسدة لسوكوروف، التي بدأها عام 1999 بـ"مولوخ" عن هتلر، والثاني عام
2011 عن لينين بعنوان "الثور"، وختم الرباعية بفيلم "فاوست".
وكذلك طرح المهرجان فيلم "لا يوجد شر" للمخرج محمد رسولوف
في القسم الرسمي خارج المسابقة. وتدور أحداثه حول أربع قصص شبه متصلة،
ترتبط بموضوع واحد هو عقوبة الإعدام وما تمثله بالنسبة إلى هذه الشخصيات في
ظل نظام يقيّد الحريات.
وفي البانوراما الدولية، كان فيلم "منفى" إخراج فيسار
مورينا، وذلك في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويحكي قصة مهندس
من كوسوفو، يعيش مع زوجته الألمانية في ألمانيا، ويشعر بأنه عرضة للتنمّر
والتجاهل من زملائه ومن أسرته، مما يجعله يعاني من أزمة حقيقية في التأقلم
مع المحيطين به.
"غزة مونامور"
كما يشارك فيلم "غزة مونامور"، إخراج عرب ناصر وطرزان ناصر،
وهو الفيلم الذي اختارته فلسطين لتمثيلها في منافسات أوسكار أفضل فيلم ناطق
بلغة أجنبية. ويدور حول عيسى، بائع سمك في الستين من العمر، الذي يقع في حب
سهام، الأرملة جارته في السوق، لكن قبل أن يصرّح لها بحبّه، يعثر على تمثال
لأفروديت في البحر، يعطّل قصة حبه ويدخله في مواقف غير متوقعة وتنقلب حياته
رأساً على عقب.
ويأتي فيلم "مجرة أندروميدا" ضمن عروض مسابقة أسبوع النقاد
في المهرجان، وهو من إخراج موريه راتشا، ويطرح للمرة الأولى في الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا. الفيلم من إنتاج مشترك بين فرنسا وكوسوفو وإسبانيا
وإيطاليا وجمهورية شمال مقدونيا، وأحداثه تتمحور حول أب خمسيني أرمل لا يجد
عملاً ولا سكناً، يضطر إلى الإقامة في عربة مقطورة، كما يرتبط بعلاقة غير
تقليدية مع فتاة ليل. |