من المفترض أن تكون إدارة الدورة 42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد
أقامت أمس الاثنين، بعد مثول الجريدة للطبع، المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان
عن تفاصيل تلك الدورة المقرر إقامتها من 2 إلى 10 ديسمبر المقبل.
ورغم عدم تمكننا من اللحاق بتفاصيل المؤتمر، إلا أن إدارة المهرجان كانت قد
أعلنت بالفعل، وعبر أكثر من بيان صحفي خلال الأسابيع الماضية، الخطوط
العريضة للدورة الجديدة، والتي سأوضحها بعد قليل.. وفي كل الأحوال، فقد بدأ
العد التنازلي للمهرجان السينمائي الأكبر والأهم في مصر والوطن العربي،
ودقت ساعته، وحان وقت التفاف جميع السينمائيين لإنجاحه في الظروف الصعبة
الخاصة باستمرار انتشار فيروس كورونا، بعد النجاح في إقامة الدورة الرابعة
من مهرجان الجونة السينمائي، والدورة 36 من مهرجان الإسكندرية السينمائي
لدول البحر المتوسط، فضلا عن إقامة مهرجانات ثقافية وفنية أخرى مثل
"القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر" و"مؤتمر ومهرجان الموسيقى
العربية".
وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت عن اختيار فيلم "الأب" ليُعرض في الافتتاح،
وهو من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة السينمائية الأولى
لمخرجه الكاتب الروائي والمسرحي الفرنسي فلوريان زيلر، الذي تحولت كثير من
مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها "الأب" الذي كتب له السيناريو
كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه "علاقات خطرة".
وتدور أحداث الفيلم، الذي يقوم ببطولته النجم الكبير أنتوني هوبكنز، حول أب
مسن يرفض الاعتراف بتقدمه في العمر، ولا يقبل المساعدات التي تقدمها له
ابنته، وتكون المعضلة الأكبر عندما يبدأ شعوره يهتز بالأشخاص والعالم من
حوله.
وفضلا عن الأفلام القصيرة، تشارك ثلاثة أفلام مصرية طويلة في مسابقات
المهرجان، ففي المسابقة الدولية يشارك فيلم "حظر تجول"، للمخرج أمير رمسيس،
في عرضه العالمي الأول، وكذلك الفيلم الوثائقي "عاش يا كابتن"، إخراج مي
زايد.. وفي مسابقة آفاق السينما العربية، يشارك الفيلم الوثائقي "ع السلم"،
إخراج نسرين الزيات، في عرضه العالمي الأول.
وحصلت إدارة المهرجان على العروض العالمية والدولية الأولى لـ16 فيلما
سأكتفي هنا بذكر الأعمال الطويلة منها.. ففي المسابقة الدولية تُعرض 3
أفلام للمرة الأولى عالميا: الصيني "مويرداوجا"، إخراج ساو جينلينج،
والبلغاري "دروس اللغة الألمانية"، إخراج بافيل ج. فيسناكوف، و"حظر تجول".
وفي مسابقة آفاق السينما العربية، يشارك فيلمان في عرضهما العالمي الأول:
"ع السلم" والسعودي "حد الطار"، إخراج عبد العزيز الشلاحي. كما يشارك
الفيلم المغربي "خريف التفاح" للمخرج محمد مفتكر، في عرضه الدولي الأول.
وفي قسم العروض الخاصة، يُعرض الفيلم اللبناني "عالم التليفزيون" إخراج
روبير كريمونا، في عرضه العالمي الأول، وفي نفس القسم الفيلم الروسي الحاصل
على ذهبية مهرجان موسكو الأخير "يوميات الحصار"، إخراج أندريه زايتسيف، في
عرضه الدولي الأول، والذي تدور أحداثه أثناء فترة حصار لينينجراد خلال
الحرب العالمية الثانية.
ويشهد قسم عروض منتصف الليل العرض العالمي الأول للفيلم البريطاني "عرض
ثانوي"، إخراج آدم أولدرويد، والذي يدور حول مُجرِمَيْن يدخلان أحد البيوت
للسرقة لكنهما يجدان بالداخل مفاجآت غير متوقعة. وفي قسم البانوراما، يشارك
الفيلم الصيني "العودة إلى الميناء"، إخراج لي زياو فينج، في عرضه الدولي
الأول، ويحكي قصة شاب يقرر العودة إلى مدينته بعد سنوات من ارتكابه جريمة،
ويحاول التطهر من ماضيه.
وبالإضافة للعروض الأولى، يضم برنامج الدورة 42 مجموعة من الأفلام التي
تمثل أهم إنتاجات العالم هذا العام، فضلا عن حصولها على جوائز مهمة من
مهرجانات دولية كبرى، ومنها – في القسم الرسمي خارج المسابقة – الفيلم
الأمريكي "أرض الرُحّل" في عرضه الأول بأفريقيا والعالم العربي، بعد فوزه
بـ"الأسد الذهبي" من مهرجان فينسيا، وهو من إخراج كلوي زاو، وبطولة النجمة
فرانسيس مكدورماند، وتدور أحداثه حول امرأة تقرر أن تقضي حياتها في ترحال
دائم في الغرب الأمريكي خلال فترة الكساد العظيم.
ومن إنتاج الهند، يُعرض في القسم الرسمي خارج المسابقة أيضا فيلم
"التلميذ"، الذي فاز بجائزتي أفضل سيناريو والاتحاد الدولي للنقاد
(الفيبريسي) في الدورة الأخيرة لمهرجان فينيسيا، وهو من إخراج شايتانيا
تامهاني، وإنتاج المخرج الكبير ألفونسو كوارون.. وفي نفس القسم: الإنتاج
الألماني الفرنسي "أوندين" للمخرج كريستيان بيتزولد، الذي ترأس لجنة تحكيم
المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة في دورته 38. والفيلم شارك في مسابقة
مهرجان برلين في دورته الأخيرة، وفازت بطلته باولا بير بجائزة أفضل ممثلة،
كما حصد أيضا جائزة الفيبريسي.
ومن أفلام برلين أيضًا: "موجول موجلي"، من إنتاج بريطانيا وأمريكا، وإخراج
بسّام طارق، وبطولة ريز أحمد الذي شارك في كتابة السيناريو، ويتابع رحلة
مغني راب بريطاني من أصول باكستانية.
ومن الأعمال المهمة، يعرض المهرجان فيلم "منفى" من إنتاج ألمانيا وبلجيكا
وكوسوفو، وإخراج فيسار مورينا، وهو حاصل على الجائزة الكبرى لمهرجان
سراييفو، وتدور أحداثه عن مهندس من كوسوفو يعيش مع زوجته الألمانية في
ألمانيا ويشعر أنه عرضة للتنمر والتجاهل من زملائه ومن أسرته مما يجعله في
أزمة حقيقية في التعايش مع المحيطين به.
كما يُعرض في المسابقة الفيلم البريطاني "ليمبو"، أحد أبرز الاختيارات
الرسمية لمهرجان كانّ السينمائي، والذي شهد مهرجان تورنتو عرضه الأول، وهو
من إخراج بين شاروك وبطولة الممثل المصري أمير المصري، ويقدم منظورًا
مختلفًا لمشكلات اللاجئين، إذ يتابع شابًا سوريًا يعزف العود، انفصل عن
عائلته وفي انتظار الرد على طلبه باللجوء السياسي في إحدى جزر اسكتلندا.
وفي المسابقة أيضا، يشارك المخرج إيفان تفيردوفسكي بأحدث أفلامه "المؤتمر"،
من إنتاج روسيا وإستونيا وبريطانيا وإيطاليا، وحصل على تنويه خاص من لجنة
تحكيم أيام فينيسيا، وأحداثه تدور حول سيدة تحيي ذكرى حادث إرهابي وقع في
أحد مسارح موسكو، من خلال دعوة بعض الناجين من الحادث لنفس المسرح، وهناك
تحاول أن تواجه نفسها وتعترف بذنبها تجاه ابنتها وزوجها.
كما يشارك أحد أبرز الأفلام العربية هذا العام: "غزة مونامور" من إخراج
الأخوين عرب وطرزان ناصر، والذي كان عرضه الأول في مسابقة آفاق في مهرجان
فينيسيا، قبل أن يحصل على جائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان تورنتو، ويروي
قصة رجل مسن وحيد يقع في حب خياطة ويحاول الاعتراف لها بحبه، في الوقت الذي
يكتشف فيه تمثالًا أثريًا يغير من مجرى حياته.
وفي القسم الرسمي خارج المسابقة، يشارك المخرج المكسيكي ميشيل فرانكو، عضو
لجنة تحكيم المسابقة الدولية للدورة الماضية من مهرجان القاهرة، بفيلمه
"نظام جديد"، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان فينيسيا، وتدور
أحداثه في حفل زفاف لأفراد ينتمون للطبقة المكسيكية الثرية، لكن الحفل
يتوقف نتيجة وصول ضيوف غير متوقعين.
وفي قسم البانوراما الدولية، يُعرض الفيلم اليوناني "التفاح"، من إخراج
خريستوس نيكو، والذي عرض للمرة الأولى في افتتاح مسابقة آفاق بمهرجان
فينيسيا، ويدور حول جائحة غامضة تصيب البشر بفقدان ذاكرة مفاجئ، فيما ينخرط
أحد الأشخاص في برنامج لإعادة تأهيلهم لحياة جديدة.
والمعروف أن مهرجان القاهرة يكرّم هذا العام الكاتب الكبير وحيد حامد
بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، والفنانة منى زكي بجائزة فاتن
حمامة للتميز. |