يُنسب ميلاد فن السينما إلى الأخوين "لويس وأوغست لوميير"
حين قدما أول عرض في فرنسا، ديسمبر/ كانون الأول 1895، وإن سبقت ذلك
محاولات مجموعة من الرواد لتحريك الصورة أو السينما توغراف، على رأسهم
إديسون، الذي قام باختراع ما أطُلق عليه "كنتو سكوب" سنة 1891، وهي آلة
عرض للأفلام لا تسمح إلا لشخص واحد بالمشاهدة عبر فتحة صغيرة، فيما يُشبه
الحكاء القديم الذي كان يطوف القرى والمدن حاملا "صندوق الدنيا"، يُحرك
داخله الصور يدويًّا بواسطة ذراع خشبية وهو يحكي أحداث القصة المصورة-
والتي غالبا ما تكون لرموز شعبية- وحوله يجلس الصبية والكبار يشاهدون من
عدة فتحات متجاورة في الصندوق؛ النواة الأولى لفكرة السينما.
دخلت السينما مصر منذ ميلادها تقريبا، فقد قدم الأخوان
عرضهما الثاني في الإسكندرية بمقهى "زواني" في يناير/ كانون الثاني 1896.
أي أنه بحلول كانون الثاني/ يناير 2021 تحتفل مصر بمرور 125 عاما على ظهور
هذا الفن، مسجلة ريادتها، لا فيما يخص صناعة الأفلام فحسب، بل في أنشطة
سينمائية دولية أيضا، يأتي في مقدمتها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
منذ أيام، انطلقت الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي
بمدينة الغردقة والذي ينظمه الأخوان نجيب وسميح ساويرس، رجلا الأعمال
المصريان، وأثارت الكثير من الجدل كغيرها من دورات المهرجان السابقة.
خلت افتتاحيات الدورات الثلاثة السابقة من القاء كلمة
للدولة المصرية - رسميا- على مستوى وزارة الثقافة أو المحافظة، واكتفى
المنظمون - أو لم يتح لهم- غير كلمتي الأخوين ساويرس في الأساس وبعض فريق
المهرجان أو الضيوف بالتوالي، الأمر الذي تم تعويضه هذا العام بكلمة للواء
عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، انطوت على كثير من المغالطات.
وقف المحافظ لسبع دقائق كاملة يقرأ من رزمة أوراق طبعت
عليها الكلمة بعرض الصفحة، مؤكدا انحسار جائحة كورونا على سبيل المثال، رغم
تصريح المتحدث الرسمي بتصاعد الأعداد المصابة منذ أيام، وتحذيره من توقع
ارتفاع المنحنى خلال فترة الشتاء. الأكثر إدهاشا كان حين توجه بالتحية
لمنظمي المهرجان "الإبداعي الرائع، الذي خرج بما يليق بمصر.. وجعل الجونة
عاصمة الفن السينمائي في مصر.."!
لا أحد يعلم متى أطلقت الجونة كعاصمة للفن السينمائي في
مصر، حسبما يصرح المحافظ، وما العلاقة التي وجدها رابطا بين انطلاق دورة
هذا العام مع قرب افتتاح متحف الحضارة المصرية، والوصول للمراحل النهائية
لافتتاح المتحف المصري الكبير، "بما يعكس أحد أهم أوجه تلك الحضارة
والثقافة المصرية الممتدة عبر التاريخ.." كما قال.
الدورة الأولى 2017:
"يهدف مهرجان الجونة السينمائي إلى عرض مجموعة من الأفلام
المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها. ويسعى لخلق تواصل أفضل بين
الثقافات، من خلال فن السينما"..
اكتشف مميزات فندقك!: "سواء كنت تبحث عن رفاهية الخمس نجوم لمنتجع على
البحر، أو إجازة رياضية في أحد فنادقنا الحميمية المنتشرة في أفضل أماكن
بالمدينة.. فالجونة هي اﻹجابة للجميع"..
هكذا بدأ المهرجان بالإعلان عن نفسه، مع استخدام تعبيرات
كثيرة في تقديم الحدث على ألسنة المذيعين من قبيل: "مع أهم حدث فني"، "حدث
ضخم يقام لأول مرة في مصر"، والتأكيد على البصمة التي سيتركها في صناعة
السينما المصرية. بالتجاور مع فقرات عديدة أيضا كـ"إعلان تجاري بالاسم" عن
مصممي الأزياء وماركات الفساتين والشركات الخدمية المتواجدة بالمهرجان.
الإخراج العام للدورة الأولى تم على أكمل وجه، فهناك خلطة
كبيرة ومتعددة قام بوضعها في النهاية مجموعة من السينمائيين، والإعلاميين-
بالإضافة إلى دور الخبرة التجارية للأخوين ساويرس- والتي حافظت على توفير
كافة مقومات النجاح، لتكون بمثابة رسالة مباشرة عن القوة التي يُعلن عنها
المهرجان.
ومنها أولا: نجم جماهيري نادر الظهور (عادل إمام)، ثانيا:
ظهير معاون مكون من نجوم الصف الأول (يسرا، بشرى، هند صبري)، ثالثا: كبار
من السينمائيين مع مراعاة التنوع الدولي (المخرج محمد ملص، مارجريتا فون
تروتا، فوريست ويتكر)، رابعا: مغازلة الأدب والنقد (الكاتب الأفغاني عتيق
رحيمي ضمن الهيئة الاستشارية الدولية)، وتكريم الناقد اللبناني إبراهيم
العريس، والذي بدأ كلمته بأنه يشم في المهرجان رائحة سينما حقيقية،
مُستدعيا اسم الاقتصادي المصري الكبير طلعت حرب أكثر من مرة، وفرحة "حرب" -
لو كان بيننا- بصرحٍ سينمائي كهذا. اقترح العريس كذلك إنشاء مدينة "الجونة
مجنونة بحب السينما" على غرار مدائن السينما العالمية، الأمر الذي تحقق
بشكل فكه على مستوى مفردة "مجنونة" فقط؛ ففي العام التالي افتتحت الدورة
الثانية بأغنية بعنوان "العالم جونا" قامت يسرا بافتتاح كلماتها "هو أنا
بحلم وأنا صاحية ولا أكنش بقيت مجنونة"، بمشاركة مجموعة من الممثلين، مني
زكي، كندة علوش، آسر يس. شريف منير.. وآخرون، يحكون عن الحلم السينمائي
الذي تحقق في الجونة، كلمات تامر حبيب وإخراج هادي الباجوري.
أما الزعيم عادل إمام فقد بدأ كلمته بـمقولة "بلد بلا فن
بلد بلا ضمير" موجها التحية إلى أسرة ساويرس وحسها الفني "وهي أسرة تعرف
ماذا تعني السينما". استخدم الزعيم بالطبع إفيهاته وهو يحكي عن عدد المرات
التي كان يدعوه فيها ساويرس لزيارة الجونة، وكيف جاء خصيصا اليوم ملبيا
دعوة صديقه القديمة، لا سيما وثمة مناسبة سينمائية في الدعوة، "ولولا هو
أنا مكنتش هاجي بصراحة.. أنا لا بروح مهرجانات ولا نيلة"..
الدورة الثانية 2018
هدف أي كيان بادئ هو التجديد، ولطالما وقفت العوائق المادية
حائلا أمام تحقيق هذا الهدف، ولأن التمويل آخر شيء يُنظر إليه - بحسب
تصريحات الأخوين ساويرس- تم استحداث جائزة جديدة في التمثيل باسم "عمر
الشريف" في الدورة الثانية مباشرة للمهرجان. في المرة الأولى، ذهبت
للبريطاني كلايف أوين، وهذه المرة للفرنسي المغربي الأصل سعيد تغماوي، وهو
ما يجعل الغرض منها غامضا، في ضوء حكرها - حتى الآن- على الممثلين الأجانب.
إلى الآن وذاتية الأخوين ساويرس هي المستحوذة على المشهد
بكامله طوال الوقت؛ بداية من بدلة سميح التي نسي ارتداءها في الدورة الأولى
وحرص على عدم تكرار ذلك هذا العام، ومرورا بافتتاح شوارع جديدة في الجونة
وإطلاق أسماء رموز مصر عليها، "لأن الرموز المصرية لازم تشعر بالتقدير"،
يوضح المهندس نجيب، مُصرحا بأن شارع يسرا من فكرته هو، "أما شارع محمد صلاح
ففكرة سميح أخويا، والشوارع كتير لسه". ثم فرحة المهندس سميح بسيطرة
المحافظ على الهواء في الجو الذي عاق التصوير في الدورة الأولى، فيما يؤكد
نجيب على أن الهدف الحقيقي من المهرجان هو "إسعاد الشعب المصري ورضا ربنا".
حول مفهوم "السينما من أجل الإنسانية"، شعار المهرجان في
دوراته، أفاد نجيب بأن العالم يعاني من انعدام إنسانية، يتمثل في العديد من
الصور في ميانمار وسورية وفلسطين والهجرات غير الشرعية.. ولعل وعسى أن يكون
المهرجان دعوة لصحوة الضمير الإنساني..
على جانب آخر كان فريق الأخوين يقوم بمهامه، أمير رمسيس
"منذ الدورة الأولى وسياستنا أن يخرج المهرجان بشكل مختلف"، انتشال التميمي
"مهرجانا الجونة والقاهرة الوحيدان في المنطقة العربية مسابقتهما دولية"،
بعيدا عن صحة المعلومة؛ فما الذي أقحم مهرجان القاهرة هنا؟! ربما تكون
الإجابة عند المخرج يسري نصر الله الذي قال بالنص: "عندي توقع وده أحد
تأثيرات مهرجان الجونة بأن مهرجان القاهرة هذا العام هيكون مختلف عن كل عام
في الرئاسة الأولى لمحمد حفظي".
الدورة الثالثة 2019
من فوق السجادة الحمراء، يسأل المذيع سميح ساويرس عن موضوع
قصر المهرجانات، فيستهل إجابته "اليوم، ونحن في مهرجان السينما". هكذا
نلاحظ تطور اسم المهرجان- من خلال مقدمي الحفل وعلى ألسنة المنظمين
والأخوين كذلك- من مهرجان الجونة للسينما إلى مهرجان الجونة ومهرجان
السينما وهذا العام المهرجان وفقط، كنوع من السعي الخفي لترسيخ مشروع مستجد
بإضفاء رصيد - وهمي- من التواجد التاريخي له.
القصر هو مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، وهو المكان الذي
حصل على جائزة لأهم عشرة مباني في أفريقيا قيد الإنشاء - أعلن سميح- وقد
استضاف فعاليات دورة هذا العام من مهرجان الجونة، مع التجهيز لعقد مهرجانات
أخرى سيكون أولها مهرجان للموسيقى فهي المنطقة الأحب لسميح ساويرس أما
السينما "فهي تبع نجيب بصراحة". فيما أكد نجيب دور المهرجان الفعال في إطار
خطة الدولة لاستعادة مكانة قوى مصر الناعمة، "القوة الناعمة في مصر
كالألماظ ونحن أزحنا التراب من عليها"..
بعيدا عن ذلك التراب، فالقوى الناعمة لأي بلد تمثل معدنها
النفيس بلا شك، من هنا يطل سؤال برأسه حول السبب في الاستعانة بمدير عراقي
(انتشال التميمي) لمهرجان مصري. قد يكون هذا السؤال غير جائز أو غير مقبول
من حيث "ولما لا"، لكن من وجه آخر - وهو سبب طرح السؤال- يتبين لنا أحد
أوجه الطُرق التي اتبعها الأخوان ساويرس في مشروع المهرجان، وهو خطة تجارية
وضعت على مستوى عال من تغطية كافة متطلبات نجاح المشروع وتسليط الضوء عليه،
ومن ضمنها استعادة مكانة مصر السينمائية حين استقطبت لعقود العديد من
الفنانيين العرب.
في سبتمبر/ أيلول 2018 ظهر المخرج الشاب محمد خضر في فيديو
مدته نصف ساعة، رفعه على صفحته الشخصية، يتهم فيه الفنانة بشرى بالسطو على
فكرة مهرجان الجونة التي عرضها عليها حين كانا شريكين في إحدى شركات
الإنتاج السينمائي سنة 2016 والتي أنتجت أولى أفلامها بدعم من نجيب ساويرس،
وكيف أن بشرى استغلت صداقتها برجل الأعمال واستحوذت على فكرة المهرجان
بفريقها الجديد بعد أن استبعدت خضر بطرق ملتوية.
أفاض خضر في شرح تفاصيل وكواليس كثيرة حول المهرجان وحالة
اليأس التي انتابته وجعلته يغلق هاتفه ويغادر مصر مُبتعدا عن كافة طرق
التواصل. أما عن السبب في صمته طوال هذه المدة وما الذي يريده من اتهام
كذلك، فقد أجاب بأنه لا يتمنى سوى رجوع الحق لأصحابه، ويبدو أن ذلك قد تحقق
بشكل أو بآخر أو بمنطق الموازنات؛ حيث أعلن المخرج الشاب فيما بعد عن
انتهاء سوء الفهم بينه وبين منظمي المهرجان، وظهر بصحبة زوجته في حفلات
الافتتاح.
على جانب آخر، أوضح محمد رمضان في برنامج "عرب وود" عن
السبب في عدم تواجده ضمن ضيوف الدورة الأولى للمهرجان، حيث تخضع أي مشاركة
منه لموافقة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة منذ التحاقة بالجيش لأداء
فترة الخدمة العسكرية، 2017، و"من الواضح أن الإدارة العسكرية لم توافق على
ذلك؛ بسبب أن المهرجان متحرر بعض الشيء، ويتم تقديم الخمور فيه..."، ما
يتعارض مع صفته كفرد عسكري وقتها. وبالطبع انضم إلى قائمة ضيوف المهرجان
بعد فترة التجنيد.
مكالمة ساويرس
أما عن موضوع التطبيع، فقد اتجه الكثير من السينمائيين إلى
الدعوة لمقاطعة المهرجان عقب الإعلان عن تكريم الممثل الفرنسي جيرار
ديبارديو، وبقيت الاستنتاجات والمطالبات مستمرة ومتداولة على مواقع التواصل
الاجتماعي والصحافة، حول استمرارية بعض الأسماء في المشاركة مثل خالد
الصاوي وأنسي أبو سيف، اللذين تم تكريمهما بالفعل في النهاية.
أهدى الصاوي الجائزة إلى روح الفنان خالد صالح، فيما أهدى
فنان المناظر أنسي أبو سيف التكريم لأستاذه المخرج الكبير شادي عبد السلام.
وقال ديبارديو بعربية مكسرة: "الجونة مهرجان كبير جدًا وعظيم.. أنا سعيد
جدًا بالجائزة.. أحب أشكر صناع المهرجان نجيب وسميح ساويرس وأرجو عذر
نطقي للعربية".. فيما اعتبر البعض أن كل ما حدث هو بمثابة لحظة هزيمة
للسينمائيين.
ترتب بالطبع على تكريم ممثل عالمي انتقال أخبار المهرجان
إلى الصحف الفرنسية وغيرها، وهو ما راق للمهندس نجيب مشيدا بأن ذلك يُعد
"انتصارا لأمن وسلامة مصر".
لكنه ذكر في أحد البرامج موضوع التطبيع سالف الذكر. وفي
المداخلة التليفونية لنجيب ساويرس (برنامج "حضرة المحترم"، 25 تشرين الأول/
أكتوبر، قناة "الحدث اليوم") كانت "البطولة" الحقيقية في هذه المباراة
لمذيع البرنامج سيد علي. يبدأ علي فقرة الجونة بالتأكيد على المكانة -
العالمية- التي تبوأها المهرجان خلال ثلاث دورات فقط، مشيرا إلى بعض
الانتقادات التي طالت الدورة الجديدة رغم النجاح الشديد لمسيرة "آل ساويرس"
في التنمية المجتمعية أو السياحة والثقافة والفن، مستخدما لغة جسده بمهارة
فائقة لإيصال مقاصده، خاصة وهو يُشير إلى بيان ما لمقاطعة المهرجان من بعض
السينمائيين. وبـ"هجمة مُرتدة" احترافية يُلقي بالكرة في ملعب آخر؛ فساتين
الممثلات وإطلالات السجادة الحمراء في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة
حاليا، والتي من المفترض أن تدعو إلى الاحتفاء بالمهرجان وليس العكس.
تمريرة سريعة إلى ساويرس، استغلها في طرح الرسالة التي يبثها المهرجان في
مواجهة الموات الكوروني وذلك بعدم الانهزام أو الاستسلام "كفاية شغلنا
العطلان.. والسياحة المتوقفة"، مرددا أنه في أوقات الأزمات الكبرى يكون
"البقاء للأقوى".
أما عن الفساتين وغيرها من الانتقادات، فقد استنكر ساويرس
فكرة التخوين لكل من يقوم بزيارة إسرائيل، وأضاف "كفانا تعصب أكثر من أصحاب
القضية أنفسهم!"- على اعتبار أن الفلسطينيين وحدهم هم أصحاب القضية- مناشدا
من يريد مناصرة القضية "أن يأخذ سلاحا ويذهب للحرب في إسرائيل" وسط ضحكات
متبادلة بينه وبين المذيع!
"ما هو الغرض من مهرجان الجونة؟"
قدم الفنان أحمد فهمي حفل افتتاح الدورة الأولى من المهرجان
على طريقة "الستاند آب كوميدي"، وبرغم افتعاله على مدار الست دقائق بما لا
يليق بالذوق العام؛ فقد أجابت الفقرة عن سؤال غاية في الأهمية: "ما هو
الغرض من مهرجان الجونة؟".
يقول فهمي: "لو سألنا نجيب ساويرس عن السبب سيُجيب بأن
الغرض هو دعم صناعة السينما، لكن ذلك ليس هو السبب الحقيقي، فنجيب كان
جالسا في القاهرة يشعر بالملل، فيما يشاركه أخوه سميح نفس الملل ولكن من
الجونة. أبلغ نجيب أخاه بأن معه فيلم جديد وكيسان من اللب، ولكسر هذا الملل
سيشد الرحال إلى الجونة لمشاهدة الفيلم بصحبته ويتسليان باللب. لكن سميح
سأل: هل ستأتي بمفردك يا نجيب؟ رد نجيب: معك حق، تعال نعمل مهرجان أفلام
ونجمع السينمائيين".
سيترتب على تلك التسلية إنفاق مجموعة من الأصفار، لا يهم؛
"هذه الملايين تُصرف في عشوة وتلك هي مشكلة الأغنياء حين يشعرون بالملل"،
كما قال فهمي. |