"الجوكر"
خواكين فينيكس.. من شوارع بورتوريكو إلى قمة الأوسكار
علي سهيل
بضحكة مجنونة وجسد هزيل وعقل مضطرب وأداء عبقري، يسيطر
الممثل الأمريكي خواكين فينيكس على ترشيحات الأوسكار لأفضل ممثل عن شخصية
"آرثر فليك" في فيلم "الجوكر".
من عروض الشوارع ومسابقات المواهب والغناء بحثا عن لقمة
العيش إلى قمة جوائز السينما والفن في العالم، يشق خواكين فينيكس طريقه
بثبات منذ نعومة أظفاره في بورتوريكو وأمريكا الجنوبية إلى شباك تذاكر
هوليوود وترشيحات النقاد لأفضل ممثل.
دخل فينيكس عامه الـ45 في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي،
بعد أيام قليلة من دخول فيلمه الأخير ”الجوكر“ التاريخ، كأكثر أفلام الكبار
تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، متوجاً بذلك مسيرة من الأدوار المعقدة التي
أداها منذ دخوله عالم التمثيل عام 1982 في مسلسل
“Seven Brides for Seven Brothers”.
ويتصدر فيلم الكوميديا السوداء "الجوكر" ترشيحات جوائز
الأوسكار 2020، المقامة في عاصمة السينما هوليوود، خلال فبراير/شباط
المقبل، إذ نال 11 ترشيحا، بينها أفضل فيلم. وبفضل أداء استثنائي وقدرة
كبيرة على التحكم في تعبيرات الوجه والجسد، بات اسم خواكين فينيكس يتردد في
جميع أنحاء العالم منذ بدء عرض فيلم "الجوكر" الذي جعله مرشحا بقوة لنيل
جائزة الأوسكار لأفضل ممثل.
أبدع فينيكس في تجسيد مراحل تطور شخصية أرثر فليك من رجل
بسيط يعاني المشكلات النفسية والتهميش ويحلم بأن يكون فنانا كوميديا إلى
قاتل ملقب بـ"الجوكر" يشتهر بوجه المهرج، ويحث عن دون قصد سكان مدينة جوثام
الأمريكية الخيالية للثورة على الفساد.
وتعددت ترشيحات "الجوكر" الـ11، لتشمل: أفضل فيلم، وأفضل
ممثل رئيسي وأفضل إخراج، وأفضل ملابس، وأفضل ماكياج وتصفيف شعر، وأفضل
موسيقى تصويرية، وأفضل سينماتوجرافي، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ميكساج
وأفضل مونتاج صوت.
ولد النجم الأمريكي باسم خواكين رافائيل بوتون في
بويرتوريكو في 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1974 لوالدين كانا يسافران برفقة
أبنائهما الخمسة عبر أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية والشمالية.
وبحسب موقع
"IMBD"
فإن الأسرة استمرت في السفر وغيرت لقب العائلة إلى فينيكس كوسيلة للاحتفال
في بدايتها الجديدة، تيمنا بطائر العنقاء "الفينيق" (فينكس) الذي يبعث من
جديد من رماده.
وفي عام 1979 استقرت أسرة فينيكس في لوس أنجلوس، وبدأ
الأبناء الخمسة يخطون خطواتهم الأولى في العمل بالتليفزيون من خلال
الإعلانات.
ولم يكن خواكين الممثل الوحيد في الأسرة فشقيقه الأكبر ريفر
كان أمامه مستقبل واعد في السينما، إلا أنه توفي عام 1993 بسبب جرعة مخدرات
زائدة.
وما زالت صدمة فقدان شقيقه تؤثر على خواكين حتى الآن، فكان
هو من اتصل بالإسعاف ليلة وفاة ريفر التي دفعت الأسرة للانتقال للعيش في
كوستاريكا.
انقطع بعدها خواكين عن التمثيل لمدة عامين، وبتحفيز من
أصدقائه عاد للتمثيل بدور جيمي إيميت في فيلم
"To die for“،
ليمثل بعد ذلك في أفلام
"The Abbots"
و"U-turn"،
فضلا عن
"Gladiator"
الذي أدى فيه دور كومودوس الشرير.
حاز خواكين عددا من الجوائز في مختلف مهرجانات الأفلام
العالمية، فعن
Walk The Line
فاز بجائزة
Grammy
وGolden Globe
كأفضل ممثل رئيسي، كما اعتُبر دوره في
Her
من الأدوار المعقدة والمختلفة وترشح عنه لعدة جوائز أخرى. وضمنت شخصية آرثر
فليك في الجوكر (2019) الترشيح الرابع للأوسكار كأفضل ممثل، بعد أدواره في
"gladiator"
عام 2000 و"walk
the line"
عام 2005 و"the
master"
عام 2012. |