كتب الناقد المتميز محمود
عبدالشكور، على صفحته في الـ
Face Book ما يلي:
(اخترت لكم هذا الجزء
من كتابى "عاشق الأطياف" متضمنا أسئلتى وإجابات الأستاذ يوسف شريف رزق
الله عن برنامج "نادى السينما" وقصته وكواليس عرض أفلامه ومشاكلها..
هذا البرنامج له فضل كبير جدا على كل الأجيال ومن أهم البرامج الثقافية
فى تاريخ التليفزيون المصرى).
• الحقيقة أنك لم تذهب الى كان فقط، ولكنك أحضرت المهرجان إلينا، تماما
مثلما نقلت فكرة نادى السينما الى المنازل، ما قصة برنامج "نادى
السينما" الذى ارتبطت به عدة أجيال، والذى دخل بسببه كثيرون الى معهد
السينما كما ذكرت لى؟
• قابلت مخرجين وشبابا قالوا لى
فعلا إنهم دخلوا المعهد بسبب هذا البرنامج الذى بدأ عام 1975، أصل
الحكاية حماس ومساندة رئيس التليفزيون تماضر توفيق التى كانت تحب
السينما، كنت عندما أقابلها فى مكتبها تسألنى عن الأفلام الجديدة،
وتطلب ترشيح أفلام تحب أن تراها، كما كان محمد قناوى مخرج برنامج "نادى
السينما" يعرفها جيدا، وهكذا ولدت فكرة برنامج يقدم فيلما أجنبيا كل
أسبوع، مع تقديم معلومات كاملة عن الفيلم ومناقشة بعد العرض، فى
الحلقات الأولى للبرنامج كنت أشترك مع درية شرف الدين فى التقديم أيضا
بجانب قيامى بالإعداد، وكان البرنامج هو ظهورى الأول كمقدّم تليفزيونى،
كنا نقتسم الإسكريبت، ونتبادل عرض المعلومات، كما كنا نتشارك فى محاورة
ضيف الحلقة، ثم انفردت درية بالتقديم بعد ذلك..
• كيف نجحت فى توفير هذا العدد من الأفلام المتنوعة .. أتذكر أننى
شاهدت فى صباى فى السبعينات أفلاما فرنسية وإيطالية بجانب الأفلام
الأمريكية؟
• لابد أن نذكر أولا أن سهولة عرض
هذه الأفلام المتنوعة يرجع الى تخصيص ميزانية جيدة أتاحت لى فرصة إعداد
قوائم بأفلام اخترت عرضها بناء على مشاهداتى، مع مراعاة أن تكون أفلاما
جيدة قادرة على جذب انتباه المشاهد، وتعويده على الإرتباط بالبرنامج،
كنت وقتها عضوا فى جمعية الفيلم ونادى سينما القاهرة وعضوا فى لجنة
اختيار الأفلام والمسلسلات الأجنبية بالتليفزيون، أتذكر أننى حددت أيضا
شركات الإنتاج الكبرى للإتصال بها، والحصول على حقوق العرض، كانت مؤسسة
السينما قد اشترت مجموعة من الأفلام الفرنسية والإيطالية لعرضها تجاريا
حتى لا تغلق دور العرض أبوابها فى فترة مقاطعة الأفلام الأمريكية، وقد
عُرضت هذه الأفلام تجاريا فى سينمات مثل أوديون ورمسيس، ذهبت الى
المخزن الموجودة فيه هذه الأفلام (نسخ 35 مللى)، وعملت كشفا بأسمائها،
واخترت بعضها للعرض فى نادى السينما، كنت أنقل الفيلم فى سيارتى الخاصة
ليعرض فى التليفزيون، ثم أعيده بنفسى مرة أخرى الى مخازن المؤسسة،
تواصلت مع شركة كانت شهيرة فى الخمسينات والستينات هى شركة "ابتكمان"
أخذت منها أفلاما هامة مثل فيلم "رائعة الجمال"، لم أنتظر أفلام
الشركات الأمريكية الكبرى مثل مترو ووارنر التى قد يتأخر وصولها،
البرنامج أسبوعى، لذلك لجأت الى الحصول على أفلام كان قد اختارها مصطفى
درويش من دول الكتلة الشرقية، أفلام فرنسية تشيكية، كانت تعرض فى نوادى
السينما مثل أفلام جودار وفيلم "غراميات شقراء" لميلوش فورمان، أصبحت
هذه الأفلام فى حوزة الثقافة الجماهيرية، فاشتريت بعضها للعرض فى "نادى
السينما"، وساعدنا فى ذلك الناقد الراحل فتحى فرج الذى كان يرأس قسم
السينما بالثقافة الجماهيرية، وكان يعرف بالطبع الدور الثقافى لبرنامج
مثل "نادى السينما"، استعرنا بعض الأفلام من المركز الثقافى الفرنسى،
تستطيع القول أننا عملنا مع مصادر متعددة وفرت لنا تنوعا فى الأفلام،
واستمرارية فى العرض، بجانب طبعا التواصل مع الشركات الأمريكية الكبرى
منتجة الأفلام الكلاسيكية والهامة، كان التواصل مع قسم التسويق
التليفزيونى فى هذه الشركات، يعنى لم يكن ممكنا مثلا أن نأخذ نسخة
الفيلم الأمريكى الذى عرض سينمائيا فى القاهرة، هذه النسخة لا تعرض إلا
سينمائيا، وهذا هو أسلوب تلك الشركات الكبرى التى تعاملنا معها.
• بنسبة كم فى المائة حصل "نادى السينما" على الأفلام التى أعددت
قوائمها سواء أمريكية أو أوربية؟ وماذا عن ثمن شراء حقوق العرض فى تلك
الفترة؟
• يمكن القول أننا حصلنا على نسبة
تتراوح بين 80 الى 85% من الأفلام التى وضعتُ قوائمها، وهى نسبة رائعة،
كان التليفزيون يحصل على حق استغلال عرض الفيلم لمدة 10 شهور مقابل دفع
2000 دولار للفيلم الواحد، يعنى الفيلم كان يعرض أولا فى "نادى
السينما"، ثم يعرضه التليفزيون بعد ذلك كيفما شاء خلال فترة الشهور
العشرة للتعاقد، ولذلك كانت أفلام البرنامج تعرض فيما بعد على القناة
الثانية المتخصصة أصلا فى عرض المواد الأجنبية.
• ستندهش أستاذ يوسف إذا عرفت أننى أتذكر حلقات كاملة بضيوفها، كثيرون
من صناع الأفلام عرفتهم لأول مرة من خلال "نادى السينما".. كيف كنت
تختارالضيوف؟
• على أساس نوعية الفيلم المعروض،
ومعرفتى بمدى اهتمام كل فنان أو ناقد بنوع معين من السينما، مثلا سمير
سيف مهتم بأفلام الأكشن الأمريكية، لذلك كان ضيفا عند اختيار عروض هذه
الأفلام، مرة عرضنا فيلما استعراضيا فاستضفنا فريدة فهمى وعلى رضا، إذا
كان الفيلم مقتبسا عن مسرحية لشكسبير مثلا كنا نستضيف د.سمير سرحان،
كان البرنامج شكلا مختلفا، استطاع أن يحل محل برنامج "السينما والحرب"
الذى توقف بعد حرب أكتوبر، وقد أتيحت لنا فرصة استضافة عدد هائل من
الفناننين والمثقفين عموما، وارتبطت بالبرنامج كمعد منذ عام 1975 حتى
منتصف الثمانينات تقريبا.
• أريد أن أتوقف معك عند علاقة البرنامج بالرقابة التليفزيونية، أتذكر
أفلاما كثيرة عرضت مبتورة، منها مثلا الفيلم الفرنسى "قليل من الماء
البارد فوق العشب" عن رواية فرانسواز ساجان، وفيلم "كل هذا الجاز" الذى
حذفت منه عدة مشاهد ورقصات منها الرقصة الإيروتيكية الشهيرة، وقد نوّه
ضيف الحلقة وقتها الراحل سامى السلامونى عن هذا الحذف، هل كانت هناك
مشكلات مع الرقابة فى عرض الأفلام؟
• سأعطيك مثالين لهذه المشكلات،
فقد رفضت الرقابة عرض الفيلم الأمريكى "مفقود" من إخراج كوستا جافراس
وبطولة جاك ليمون وسيسى سباسيك، كما رفضت كذلك عرض فيلم "مولود فى 4
يوليو" بطولة توم كروز، وفى المرتين كانت الرفض لأسباب سياسية عجيبة،
الفيلم الأول كما هو معروف يتحدث عن تخطيط أمريكا لانقلاب عسكرى فى
شيلى، بل والتورط فى اغتيال شاب أمريكى، عندما ذهبت الى الرقيبة
لمحاولة عرض الفيلم، نقلت الىّ وجهة نظر عجيبة بحساسية عرض الفيلم على
العلاقات المصرية الأمريكية الطيبة فى تلك الفترة! أذهلتنى حيثيات
المنع، الفيلم أمريكى وبطولة نجوم أمريكيين، فكيف نكون ملكيين أكثر من
الملك؟ وفعلا لم يعرض الفيلم تلفزيونيا إلا بعد ذلك بسنوات، أما "مولود
فى 4 يوليو" فقد كان أيضا فيلما أمريكيا عن حرب فيتنام وكوارثها، ويبدو
أن حساسية الرقابة حول هذه الحرب كانت أكثر من الأمريكيين أنفسهم، فى
كل الأحوال، كنا نحاول مع الرقابة، ولم أكن أسمح بعرض فيلم حذف منه ما
يخل جذريا بمعناه أو بمضمونه.
• أتذكر عرض البرنامج لفيلم "الزواج على الطريقة الإيطالية" لمارشيللو
ماسترويانى وصوفيا ولورين، وكان موضوعه جريئا بمعايير العرض
التليفزيونى وقتها؟
• نسخة هذا الفيلم التى شاهدتها
هى نسخة العرض التجارى فى مصر، فقد عرض الفيلم فى السينمات، وأى حذف فى
هذه الحالة يكون من النسخة التجارية التى نعرضها بدون تدخل، نسخ السوق
كانت أحيانا إحدى مصادر لأفلام فى البرنامج.
• فى كل الأحوال، مازالت تلك الأفلام محفورة فى ذاكرتى بشكل غريب، هناك
مثلا فيلم نسيت اسمه من بطولة سبنسر تراسى تأثرتُ به كثيرا رغم أننى
كنت تقريبا فى العام السادس بالمرحلة الإبتدائية. كان يلعب دور قس فقد
إيمانه، ينتقل الى جزيرة يعيش فيها أطفال، ويندلع فيها بركان، تدريجيا
يكتشف العالم بشكل أعمق، ويسترد إيمانه، كانت أول مرة أشاهد فيها سبنسر
تراسى، وأصبح فيما بعد من نجومى المفضلين.
• أجاب الأستاذ يوسف على الفور
ومن الذاكرة: الفيلم الذى تتحدث عنه بعنوان "the devil at 4 o
clock". |
وفي بوست لاحق، كتب الناقد محمود
عبدالشكور،
على صفحته في الـ
Face Book ما يلي:
طيب .. فيما يلى قائمة الأفلام
التى عرضها برنامج "نادى السينما" التليفزيونى العظيم من إعداد
يوسف شريف رزق الله فى العام الأول فقط للبرنامج (1975)، وكذلك
قائمة ضيوف هذه السنة الأولى من الشخصيات الهامة.. اقتبست القائمة
من مقال قديم فى السبعينيات للناقد الكبير الراحل على أبو شادى،
الذى كتب وثتها دراسة بديعة محللا السنة الأولى للبرنامج.
هذه القائمة تقول الكثير جدا عن
معنى الثقافة السينمائية ومعنى الإعداد التليفزيونى.. الإجابة:
(يوسف شريف رزق الله.. "قدّم البرنامج خلال عام 1975 خمسة وأربعين
فيلمًا أجنبيًا؛ منها:
15 فيلمًا أمريكيا
هي:
·
«الضيف الغريب» لستانلي كرامر
·
«المهرجان الكبير» لبيلي وايلدر
·
«تشارلي» لرالف نيلسون
·
«الأفاق» لمارك ريدل
·
«جسر ووترلو» لميرفن ليروي
·
«أحلام الملوك» لدانيال مان
·
«ذعر في الشوارع» لإيليا كازان
·
«قضية بارادين» لألفريد هيتشكوك
·
«طريق الحقد» لـ ليو مانكفيتش
·
«شارلي المتشرد» لشارلي شابلن
·
«بتوليا»لريتشارد ليستر
·
«جماعة الرعب» لفريتز لانج
·
«أبدًا لن أكون لك» لهربرت بيرمان
·
«السباح» لفرانك بيري
·
«خمس مقطوعات سهلة» لبوب رافلسون
13 فيلمًا بريطانيا؛
هي:
·
«رجل لكل العصور»لفريد زينمان
·
«ماكبث» لرومان بولانسكي
·
«هذه الحياة الرياضية» لـ ليندساي
أندرسون
·
«حواء»، و«حادث» لجوزيف لوزي
·
«مايرلنج»، و«المتجول» لتيرنس يانج
·
«أوليفر» لكارول ريد
·
«جوني المحرومة من الحب» لرالف توماس
·
«قصة مدينتين» لرالف توماس
·
«الأمير والراقصة» للورانس أوليفييه
·
«بيللي الكذاب» لجون شليزنجر
وبلغ عدد الأفلام
الفرنسية عشرة أفلام؛ هي:
·
«على آخر نفس» لجان لوك جودار
·
«المرأة هي المرأة» لجان لوك جودار
·
«الموت حبًا» لأندريهكايات
·
«القتلة» لأندريهكايات
·
«النفس الثاني» لجان بيير ميلفيل
·
«الدائرة الحمراء» لجان بيير ميلفيل
·
«أشياء الحياة» لكلود سوتيه
·
«حياة القصور» لجان بول رابينو
·
«الغذاء على العشب» لجان رينوار
·
«نزوة» لجان دانيول فالكروز
مع سبعة أفلام
إيطالية؛ هي:
·
«اعترافات ضابط بوليس إلى المدعي
العام» لداميانو دامياني
·
«جرائم المافيا» لداميانو دامياني
·
«رائعة الجمال» لفيسكونتي
·
«مرارة الحياة» لـ لويجي كومنشيني
·
«انتهت المحاكمة.. انس المتهم» مشترك
مع فرنسا إخراج مارسيل كارنيه
·
«منزل تحت الأشجار» مشترك مع فرنسا
لرينيه كليمان
·
«اللصوص المجهولون» لماريو جوتشيللي
·
بالإضافة إلى فيلم جزائري واحد هو
«رياح الأوراس» لمحمد الأخضر حامينا
واستضاف من النقاد:
·
أحمد كامل مرسي
·
أحمد الحضري
·
أحمد رأفت بهجت
·
فتحي فرج
·
سمير فريد
·
سامي السلاموني
·
د.رفيق الصبان
·
حسن شاه
·
حسن عبد الرسول
·
صبحي شفيق
·
خيرية البشلاوي
·
فوميل لبيب
·
مصطفى درويش
ومن المخرجين:
·
كمال الشيخ
·
صلاح أبو سيف
·
سمير سيف
·
شادي عبد السلام
·
يوسف فرنسيس
·
أشرف فهمي
·
علي رضا
·
نادر جلال
·
هاشم النحاس
·
أحمد راشد
·
خيري بشارة
·
وشفيق شامية
ومن كتاب السيناريو:
·
رأفت الميهي
·
علي الزرقاني
·
عبد الحي أديب
·
فاروق صبري
·
حسن فؤاد
·
أحمد بهجت
·
المصور سعيد شيمي
وأساتذة معهد
السينما:
·
محمد بسيوني
·
هشام أبو النصر
بالإضافة إلى النجوم
·
أحمد مظهر
·
كمال الشناوي
·
حسين فهمي
إنتهى ...
|