الحروب والإرهاب على مائدة «القاهرة السينمائى»
كتب: هالة
نور
«عصابات
مسلحة وحروب والحنين للعودة للأراضى الفلسطينية، والدواعش» قضايا تتناولها
أفلام مهرجان القاهرة السينمائى، فى دورته الـ41، بداية من فيلم الافتتاح
الأيرلندى، للمخرج مارتن سكورسيزى، الذى يحكى مذكرات أحد رجال العصابات
والذى يكشف من خلالها الكثير من الأسرار فيما يتعلق بنهاية الرمز العمالى
الأمريكى «جيمى هوفا»، وهو من بطولة روبرت دينيرو، آل باتشينو، جو بيشى.
وعن الحرب المشتعلة بين حزب الله وإسرائيل يتناول الفيلم الروائى «جدار
الصوت» للمخرج أحمد غصين، مرحلة يوليو 2006 بلبنان، حيث يستغل «مروان» وقفا
مؤقتا لإطلاق النار بهدف البحث عن والده الذى رفض مغادرة قريته الجنوبية
وتكسر الهدنة ليجد نفسه محاصرًا وسط مجموعة من أصدقاء والده العجائز.
والفيلم عرض أول فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويناقش «بين الجنة والأرض» للمخرجة نجوى نجار، وهو إنتاج «فلسطين، أيسلندا،
لوكسمبورج»- قصة «سلمى»، و«تامر» المتزوجين منذ خمس سنوات ويعيشان فى
الأراضى الفلسطينية، وفى المرة الأولى التى يحصل فيها «تامر» على تصريح
بدخول المناطق الإسرائيلية تكون من أجل تقديم أوراق طلاقهما فى المحكمة
بالناصرة، ويفاجئهما اكتشاف صادم عن ماضى والد «تامر».
وعن الظروف المتوترة فى ثلاثينيات القرن الماضى والخوف من تبعات الحرب
العالمية، يأتى «ليتوانيا الجديدة» إخراج كاروليس كوبينيس، وهو عرض أول فى
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يقترح أستاذ جغرافيا ليتوانى فكرة جنونية:
تأسيس نسخة جديدة من الدولة تكون بمثابة مستعمرة تصلح كملجأ فى حالة وقوع
أى خطر.
وتدور أحداث «أبناء الدنمارك» إخراج علاوى سليم، بعد عام من وقوع تفجير
إرهابى ضخم فى كوبنهاجن، وينمو التيار المتطرف فى البلاد، وتتصاعد الصراعات
العرقية. ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية، يصعد نجم قيادى يمينى معاد
للمهاجرين، فيما يتورط الشاب «زكريا» مع جماعة متطرفة تستخدمه لتحقيق
أغراضها.
وعلى الحدود بين كولومبيا وفنزويلا يُناقش «الحدود» من كولومبيا إخراج
ديفيد ديفيد، إبان وقت الأزمة السياسية المشتعلة بين البلدين، قصة امرأة من
الأنديز تعيش هى وزوجها وأخوها على نهب المسافرين العابرين للحدود ولكن
القدر يدفعها إلى حافة العيش فى الوهم والاستغراق فى أحلام سريالية غامضة.
وفى القسم الرسمى خارج المسابقة، يقدم فيلم «حياة خفية» إخراج تيرنس ماليك،
«ألمانيا، الولايات المتحدة»، واقعة حقيقية حيث يرفض فلاح نمساوى إعلان
الولاء للنازيين والقتال ضمن صفوفهم خلال الحرب العالمية الثانية فيتم
اعتقاله ويواجه عقوبة الإعدام، فيما تعانى أسرته الصغيرة من غيابه.
وعن مجموعة من الجنود الشباب تدور أحداث «مونوز» إخراج أليخاندرو لاندز،
«كولومبيا، الأرجنتين»، حيث يتم تكليف مجموعة من الجنود الشباب الذين
يمثلون جزءا من جماعة متمردة، تسمى المنظمة، بالحفاظ على رهينتهم الطبيبة
«جوليان نيكولسون»، وعندما يحدث هجوم عسكرى على قاعدتهم تحاول هى الهرب.
فيلم جمع جوائز أحسن فيلم من مهرجانات صندانس ولندن وسان سباستيان
وترانسلفانيا.
وفى لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، يأتى «شارع حيفا» إخراج مهند
حيال، «العراق»، ليسرد أحداثا فى 2006 ببغداد حيث يمزقها الاقتتال الطائفى،
وشارع حيفا التاريخى يتحوّل مركزًا للصراع، حيث يصل «أحمد» بسيارة أجرة فى
طريقه إلى منزل حبيبته «سعاد» ليطلب يدها للزواج، فتصيبه رصاصة «سلام»،
القناص القابع فوق إحدى البنايات حيث يعيش جحيمه الخاص.
بينما فى مسابقة أسبوع النقاد يأتى «أبو ليلى» لأمين سيدى بومدين «الجزائر،
فرنسا»، حيث فى الجزائر عام 1994، يطارد الصديقان «إس» و«لطفى» الإرهابى
الخطير الهارب «أبو ليلى»، وتبدو المطاردة عبثية لأن الصحراء لم تشهد
عمليات إرهابية، ويتضح أن لطفى يريد أن يُبعد «إس» عن العاصمة لأنه يعلم
أنه أضعف من مواجهة نزيف الدماء.
وضمن مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، يأتى فيلم «تماس» إخراج سمير
سريانى «لبنان» يروى عن قناص يعسكر على الحدود ويقتل اللاجئين الذين
يحاولون العبور ثم يجمع ما يتخلف عنهم حتى يتعيّش منه. وفى إحدى المرات يجد
شريطًا ليوميات إحدى ضحاياه فيبدأ الاستماع له ليكتشف وجهة النظر الأخرى.
بينما فيلم «لاجئة»، لبرانت أندرسون «أمريكا»، يتناول قصة طبيبة سورية تسعى
للخروج من بلدها الذى تتنازعه الحرب مع ابنتها الصغيرة.
وضمن العروض الخاصة، يأتى «مغادرة أفغانستان» لبافيل لونجين «روسيا»،
ويتناول أحداث عام 1989 وقرب نهاية الحرب السوفيتية الأفغانية، يأسر
المجاهدون الأفغان طيارًا هو ابن أحد الجنرالات السوفييت، فتكلف الإدارة
إحدى كتائبها بمهمة أخيرة قبل الانسحاب، وهى إعادة هذا الطيار.
«ماريجيلا»
فيلم إخراج فاجنر مورا «البرازيل» تدور أحداثه عام 1969، «ماريجيلا» هو
العدو الأول للبرازيل فى وقت الخوف من الديكتاتورية العسكرية العنيفة التى
ترتكب كل الجرائم البشعة من تعذيب ورقابة مشددة على شعب خائف، ويحاول وسط
كل هذا أن يفى بوعده لابنه الوحيد بأن يجتمع شملهما ثانية.
وفى الفيلم الوثائقى «باريس ستالينجراد» لهند المدب «فرنسا»، يتخيل البشر
باريس عاصمة للنور والجمال، ويصور الفيلم الوثائقى نضالات اللاجئين
وصراعاتهم المستمرة مع الشرطة التى تحاول إخلاء شوارع حى ستالينجراد فى
العاصمة الفرنسية، محاولًا استكشاف حياة هؤلاء البشر.
ويقدم التسجيلى «الحالمات بالمدن» لجوزيف هيليل «كندا»، ليرصد تطور الحضارة
الغربية عبر علاقة مجموعة من أهم المهندسات المعماريات الغربيات بالحراك
الاجتماعى والثقافى والسياسى الذى شهده العالم الغربى عقب الحرب العالمية
الثانية، وكيف انتقلن من المطبخ إلى أوراق الرسم.
ويحكى فيلم «دانيال»
بطولة أناس بيرتلسن، نيلز أردن أوبليف «الدنمارك»، عن اختطاف المصور
الدنماركى دانيال راى من قِبل قوات داعش فى سوريا فى عام 2013، ليخوض رحلة
محفوفة بالمخاطر أثناء احتجازه أكثر من عام.
كما يُعرض «الذين بقوا» لـ برناباس توث «المجر» حيث يتناول أحداث ما بعد
الحرب العالمية الثانية، من حياة طبيب وفتاة مراهقة نجوا من جرائم
النازيين، ويجد كل منهما فى الآخر دافعًا للتغلب على الصدمات التى نتجت عن
الحرب.
وتقدم أضواء على السينما المكسيكية، فيلم «600 ميل» للمخرج جابريل ريبستاين
«المكسيك»، حيث يقوم «روبيو» بتهريب الأسلحة لحساب عصابة مكسيكية خطيرة،
ويحاول عميل مكافحة تجارة السلاح «هانك هاريس» القبض عليه، لكن ينتهى به
الأمر مختطفًا من قِبل «روبيو». خلال رحلتهما الممتدة لـ600 ميل، ويصبح
روبيو وهاريس صديقين. |