*
حققنا 90% من البرنامج الذى نتطلع إليه.. ولم نتنازل عن
الجودة فى الاختيارات
*
نبدأ حفل الافتتاح مبكرًا.. وألغينا حفل العشاء من أجل «الأيرلندى»
*
محمد حفظى يسعى لوضع المهرجان فى المكانة التى يستحقها
عالميًا برؤية جديدة وأهداف مختلفة
*
إبراهيم عبدالمجيد لديه وعى سينمائى يقترب من نصف قرن وليس
مجرد «أديب».. وهنا شيحة تملك خبرة عملية تؤهلها للتحكيم
يترقب جمهور السينما، انطلاق فعاليات مهرجان القاهرة
السينمائى 20 نوفمبر الجارى، والتى تستمر حتى 29 من الشهر نفسه، بأكثر من
150 فيلما تمثل أكثر من 60 دولة حول العالم.
«الشروق» حاورت
الناقد أحمد شوقى، القائم بأعمال المدير الفنى لمهرجان القاهرة، فى حوار،
يتحدث فيه عن الاستعدادات للدورة 41، وبرنامج الأفلام، وليلة الافتتاح،
ويرد أيضا على الانتقادات التى وجهت إلى وجود بعض الأسماء فى لجان التحكيم.
•
لماذا قرر المهرجان احتفاظ الناقد يوسف شريف رزق الله بمنصب
المدير الفنى رغم رحيله؟
ــ لسببين رئيسيين، الأول: نظرًا لعمل الراحل فى التحضير
للدورة الحالية من المهرجان منذ شهر فبراير الماضى حتى وفاته فى شهر يوليو،
أى تقريبًا نصف فترة التحضير؛ لذلك قررت اللجنة الاستشارية العليا إهداءه
الدورة مع الإبقاء على اسمه مديرا فنيا.
أما السبب الثانى، يكمن فى ارتباط يوسف شريف رزق الله،
بمهرجان القاهرة، فهو رغم حالته الصحية الصعبة فى الفترة الأخيرة، إلا أنه
تواجد للإشراف على التحضيرات والتنسيق مع المبرمجين.
•
هل «الأيرلندى» كان الاختيار الأول ليكون فيلم الافتتاح؟
ــ عادة «لا نراهن على عمل واحد»، وكان لدينا بالفعل عدة
اختيارات، لكن عندما حصلنا على الموافقة من شبكة نتفلكس قررنا على الفور
عرضه فى الافتتاح، مع تخصيص عرض ثان للجمهور فى اليوم التالى.
ورغم أن «نتفلكس» كانت ترفض عرض أفلامها على شاشات كبيرة
حتى 3 أعوام مضت، إلا أنها وبالتزامن مع تعاونها مع كبار المخرجين أمثال
مارتن سكورسيزى، بات يربط المهرجان بها علاقات طيبة وأصبح واحدا من 6 أماكن
فى العالم يحق لها عرض الفيلم.
•
الفيلم مدته 3 ساعات.. فهل كان الاختيار الأفضل ليوم
الافتتاح؟
ــ لهذا السبب، قرر المهرجان بدء حفل الافتتاح مبكرًا،
وإلغاء أى فعاليات أخرى فى هذه الليلة مثل (حفل العشاء)، وذلك حتى يتم
توفير أجواء مناسبة لمشاهدة الحضور للفيلم.
•
للعام الثانى على التوالى تمنح «نتفلكس» مهرجان القاهرة
فيلما كبيرا لعرضه.. ما دلالة هذا؟
ــ هذا يؤكد ثقة نتفلكس فى مهرجان القاهرة نتيجة جهد سنوات
من العمل الجاد، ولكن يجب الاعتراف بجهد رئيس المهرجان محمد حفظى،
واتصالاته الممتدة بمختلف المنصات للتعاون مع المهرجان، فهو يمتلك رؤية
جديدة وأهدافًا مختلفة، ويسعى لوضع مهرجان القاهرة فى المكانة التى يستحقها
عالميًا، فالعام الماضى كان لدينا أفلام عرض أول، ولكن الدورة المرتقبة
تمتلك عددًا أكبر، فالموزع بات يستجيب لمطالبنا بعدم عرض فيلمه وانتظار
القاهرة السينمائى.
•
إلى أى مدى تتأثر اختيارات الأفلام بالميزانية المتاحة؟
ــ عدديًا.. ما زال المهرجان يحتفظ برقم الأفلام الذى يعتاد
تقديمه للجمهور، ونحن بالفعل حققنا 90% من البرنامج الذى نتطلع إليه، فقد
حصلنا على حق العرض العالمى والدولى الأول لحوالى 35 فيلما، وأكثر من 80
فيلما فى عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغيرها من المشاركات
المميزة.
وبالمناسبة مهرجان مثل الجونة رغم أنه يمتلك إمكانيات مادية
أعلى من القاهرة، ولكنه يعرض حوالى 70 أو 80 فيلما، أى أننا نعرض «ضعف» ما
يقدمه.
ورغم أن شاشة مهرجان القاهرة تعرض أكثر من 150 فيلما فإننا
لا نتنازل عن الجودة فى الاختيارات، لأنه يقام فى مدينة بها 25 مليون
مواطن، بينهم طلاب وسينمائيون وصحفيون ومهتمون بالشأن الفنى، كل هذه عوامل
تجعل المهرجان وحجمه وتوجهه يختلف عن أى مهرجان آخر يقام فى مكان أصغر.
•
لماذا لا يسعى المهرجان لحضور نجوم عالميين فى المهرجان؟
ــ نحن نتطلع لوجودهم، ولكن ليس للسير على «الريد كاربت»
فقط، ولكن من أجل تقديم ندوة او الحصول على تكريم، كما أن سياسة المهرجان
الجديدة هى عدم دفع أموال لهم، ما يخلق صعوبة فى وجود نجوم أمريكيين
بالتحديد، يضاف إلى ما سبق، كما أن توقيت المهرجان كونه يتقاطع مع عيد
الشكر، يصعب من حضور البعض لرغبتهم فى الاحتفال بالعيد مع أسرهم، وهناك من
يرتبط بجولات ترويج الأفلام قبل الأوسكار والجولدن جلوب.
•
لماذا المقارنة الدائمة بين مهرجانى «القاهرة والجونة» رغم
اختلاف التاريخ بينهما؟
ــ نحن صديقان.. نتعاون فى أشياء عديدة، ولكن يوجد منافسة
مشروعة على الأفلام، وأنا كمسئول عن البرنامج تلقائيا أفكر فى الجونة مثلما
كنت أفكر فى مهرجانى دبى ومراكش.
•
بعض أفلام المهرجان سبق عرضها فى «قرطاج».. ألا يتعارض ذلك
مع سعى المهرجان للفوز بالعروض الأولى؟
ــ القاعدة أن الأفلام العربية لها حق العرض، ولكن الذى
طالبنا بعدم عرضه فى أى مهرجانات أخرى، هى الأفلام المشاركة فى المسابقة
الدولية، مثل الفيلم اللبنانى «جدار الصوت» ومثل فيلم «احكى» لماريان خورى.
أما افلام المسابقة العربية مثل «سيدة البحر» و«نجمة
الصبح»، تابعنا مشوارها من البداية وفضّلنا ضمّها للبرنامج، وأفلام زى
«أوفسايد الخرطوم»، و«بيك نعيش» عندما عُرض عليهما المشاركة فى أيام قرطاج
رحبنا، وكان ذلك بالتنسيق معنا.
والحقيقة نحن سعداء بفوز هذه الأفلام بجوائز فى قرطاج لأنه
مؤشر جيد على حسن الاختيار والتخطيط، فنحن حددنا الفيلم ودعونا أبطاله
وأضفناه للبرنامج قبل أن يتم تكريمه فى «قرطاج».
•
بماذا ترد على الانتقادات الموجهة لضم الروائى إبراهيم
عبدالمجيد وهنا شيحة إلى لجان التحكيم؟
ــ «القاهرة السينمائى» مهرجان ضخم له تاريخ، ولديه قائمة
من المرشحين للجنة التحكيم يتم تحديثها كل عام، والمهرجان حافل بتنوع
الخلفيات، كما أنه يتم التشاور الجماعى فيما يخص لجان التحكيم، ورئيس
المهرجان والمدير الفنى ومديرو المسابقات لهم الجانب الأكبر فى الاختيارات،
وأجد لجنة التحكيم وظيفة مؤقتة لمدة 10 أيام، يتطلب فيها شخص له رأى يعتد
به.
وفيما يتعلق، بإبراهيم عبدالمجيد، روائى كبير وهو سيناريست
له أفلام ومسلسلات وآخرها عمل يتم التحضير له الآن بطولة منة شلبى، فهو ليس
مجرد أديب، ولكنه أيضًا منخرط فى السينما ومحب لها ولديه ماضٍ سينمائى،
ونشر له كتاب بعنوان «أنا والسينما»، بالإضافة إلى ذاكرته الموسوعية؛ فهو
يتذكر عروض الأفلام وتاريخها وتفاصيلها، ولا يستطيع الحكم عليه بعدم
الصلاحية للتحكيم، فهو لديه وعى أكثر من نصف قرن، وهنا يجب الإشارة إلى
وجود رسام كاريكاتير ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان.
أما هنا شيحة، فهى فنانة لديها خبرة عملية وعملت فى المجال،
وآخر أفلام محمد خان كان من بطولتها.
•
هل كنت تتمنى وجود فيلم معين بالبرنامج ولم يتحقق ذلك؟
ــ نعم، كنت أتمنى ضم فيلم «بعلم الوصول» للبرنامج، فهو
الفيلم المصرى الوحيد الذى شارك فى مهرجان تورنتو، ولكن للأسف لم أستطع ضمه
للبرنامج نظرًا لأن رئيس المهرجان مشارك فى إنتاجه؛ فأثرنا الابتعاد عن
الشبهات، ولكن أتوقع أنه سيتم طرحه تجاريا فى 2020؛ ما يجعله مؤهلا للعرض
ضمن برنامج البانوراما العام المقبل.
•
لماذا يركز المهرجان على تكريم النجوم المصريين؟
ــ هذه ليست السنة الأولى التى نكرم فيها مصريين، ولا نكرم
على إنتاج السنة الحالية بل على مُجمل الأعمال، ومازال لدينا مكان فى
التكريمات لم يعلن عنه وهو جائزة التميز الثانية ومن الوارد أن يحظى بها
نموذج عربى أو دولى.
•
كيف استعاد مهرجان القاهرة بريقه فى ظل إخفاق بعض من
المهرجانات العربية وتوقف البعض الآخر؟
ــ المهرجان أكبر كثيرًا منا كأشخاص، فهو بدأ قبلنا وسيستمر
بعدنا، وهذا ما أبرزناه فى البوستر الدعائى، هذا المهرجان ليس «نزوة»،
ليستمر عدة أعوام ثم يتوقف، وفى المستقبل سنشاهد دورات جيدة ودورات قد
يختلف عليها البعض، ولكن المهرجان سيظل موجودًا وقائمًا.
•
بماذا ترد على تصنيف مهرجان القاهرة كـ«نخبوى وأكاديمى»؟
ــ نحن مهرجان يستهدف أن يكون لكل الناس، وهدفنا الرئيسى هو
الارتقاء بالذائقة العامة، وتقديم أفلام قد لا يشاهدها الجمهور فى السينما،
ويجب الإشارة إلى وجود أفلام كثيرة مرشحة لجوائز الأوسكار، كذلك لدينا
اهتمام بالسينما الأمريكية التى كانت لفترة كبيرة بعيدة عن اهتمامات
المهرجان، نفس الأمر فيما يتعلق بالأفلام التى حققت نجاحا تجاريا فى قسم
بانورما مصرية، منها: «الفيل الأزرق ــ ولاد رزق ــ الممر»، رغم كونها ليست
أفلام مهرجانات بنسبة 100%، لكن علينا الالتزام بكل الأذواق. |