·
«احكيلى»
يلخص أرشيف 100 سنة لعائلتي فى 100 دقيقة.. وعرضه لجمهور «القاهرة
السينمائى» أكبر جائزتي الكبرى
·
يوسف شاهين كان يشعر بالتقصير تجاهى فى أيامه الأخيرة لأنه
لم ينقل لى خبرته فى الإخراج
·
أنحاز كمخرجة للسينما التسجيلية.. ولا أحب تقديم أفلام
روائية خالصة
·
الجمهور ليس ساذجًا.. وهناك تغير طرأ على ذائقته نحو
السينما الجادة
·
أخذت خطوة للخلف فى إدارة بانوراما الفيلم الأوربى بعد
تأسيسها.. وابنى يوسف حقق حلمى فى «زاوية» بعد فشل تجربتى عام 2007
بعد مرور 9 سنوات كاملة على آخر أفلامها
«ظلال»،
تعود المنتجة ماريان خورى إلى الإخراج بفيلم «احكيلى»، الذى يروى قصة 4
أجيال من نساء عائلتها، لتنافس به خلال نوفمبر الحالى، فى المسابقة الرسمية
لمهرجانى «ادفا» للأفلام التسجيلية بهولندا، والقاهرة السينمائى.
فى هذا الحوار، تتحدث ماريان خورى لـ«الشروق» عن كواليس
صناعة «احكيلى» وما الذى دفعها لتقديم فيلم عن نساء عائلتها، وما هى
التفاصيل التى تكشف عنها التجربة، كما تتحدث عن سبب ارتباطها بالسينما
التسجيلية، ولماذا ترى نفسها فيها أكثر من الروائية، ويمتد الحوار للحديث
عن خالها المخرج يوسف شاهين الذى يظهر فى أحداث الفيلم، وكيف كان ينظر
لتجربتها السينمائية؟
تقول ماريان خورى: «احكيلى» فيلم خاص جدا، عبارة عن «دردشة»
تجمعنى بابنتى «سارة»، تتطرق لأربعة أجيال من نساء العائلة، التى يعود
أصلها إلى بلاد الشام، فبالإضافة إلى أنا وابنتى نتحدث عن والدتى وجدتى
ووالدة جدتى أيضا، عابرين بالأحداث إلى المدن التى ارتبطت بها العائلة وهي:
الأسكندرية والقاهرة وصولا لباريس ولندن وهافانا، ونعتمد فى ذلك على أرشيف
كبير للعائلة يمتد لنحو 100 سنة، من صور وفيديوهات وتسجيلات مع والدتها
وجدتها وخالها المخرج الراحل يوسف شاهين، وتسجيلات أخرى للمخرج يوسف شاهين
مع والدته قام بتسجيلها بنفسه.
وهذا الفيلم أخذ وقتا طويلا فى تحضيره، فقد بدأت عملية
تفريغ الأرشيف منذ 3 سنوات تقريبا، لأعرف كيف يمككنى أن أحكى هذا الموضوع،
وكانت صعوبته تكمن فى كيفية صنع فيلم مدته ساعة و40 دقيقة، من أرشيف كبير
مدته 100 سنة.
·
من خلال هذا الخط النسائى.. ما الذى يكشفه الفيلم عن
العائلة؟
ــ الفيلم بالنسبة لى ليس دراسة أنثروبولوجية عن العائلة،
فكل عائلة لها خصوصية، والفيلم هنا عبارة عن حواديت، من خلال الحديث مع
ابنتى نرجع بالذاكرة لجذور عائلتنا، من أين جاءت، وأين تعيش، وكيف كانت
تعيش، هذه هى روح الفيلم.
وعل الرغم من أن سارة ولدت بعد وفاة والدتى، فإنها شديدة
الارتباط بها، وتسعى دائما إلى أن تتعرف عليها بشكل أكبر من خلال الحديث
معى، وبالتالى يمكن اختصار الفيلم فى أنه رحلة شخصية ــ إنسانية وبصرية ــ
لأربع سيدات من أربعة أجيال مختلفة من العائلة، عن الحياة، الموت، الهُوية،
السينما، أحلامنا والحب. نواجه الأسرار والآلام، ومن خلال استكشاف هذه
الأسئلة الوجودية والعاطفية، نغوص فى تاريخ عائلتنا، هويتنا وجذورنا
الجغرافية.
·
كيف يظهر يوسف شاهين فى الفيلم؟
ــ يوسف شاهين يظهر فى الفيلم كأخ وابن وخال وجد، فالفيلم
يكشف عن جانب آخر له غير الذى يعرفه الناس، وأعتقد أن حكايات يوسف شاهين
ستكون مفاجأة لكثير من الناس، فهو سيحكى بنفسه عن العائلة، من خلال حوارات
سجلتها معه قبل 15 عاما تقريبا.
وهذه العائلة لها خصوصيات، كانت الحياة والسينما فيها
مرتبطتان ببعضهما، فخالى كان المخرج يوسف شاهين، ووالدى أيضا كان يعمل
بصناعة السينما قبل يوسف شاهين، ولكن الفرق بينهما أن السينما كانت بالنسبة
لخالى الراحل يوسف شاهين، معتقد، أما بالنسبة لأبى ــ صهره ــ فكانت وسيلة
لكسب العيش.
ولأن هذا الفيلم خاص جدا، شعرت أننى يجب أن أكون مسئوله عنه بالكامل، وقررت
انتاجه ذاتيا، ليكون لى حرية أكبر فى صناعته.
·
وماذا كان رأى «شاهين» فى السينما التى تقدمينها؟
ــ كان يرى أن السكة التى اخترتها صعبة جدا، وأن طريق
الأفلام الوثائقية كله مشاكل، وكان يتمنى أن أصنع أفلاما روائية، وعرض على
أن أقوم بتمصير مسرحية عالمية، ولكننى لم أكن منحازة لهذا النوع من السينما.
وهو شاهد من تجاربى الأولى والثانية، وقبل أن يموت عرف أننى أعمل على فيلم
«ظلال»، وكان سعيدا جدا بعملى على هذا الموضوع، ونصحنى حينها بأن أكون
حريصة، لأن الموضوع صعب والناس التى نتعامل معهم فى الفيلم حساسين جدا.
·
وما الذى اكتسبتيه منه فى الإخراج؟
ــ تعلمت من تجربتى معه الإنتاج أكثر من الإخراج، لأننى بعد
الانتهاء من دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، قال لى: انت هتشتغلى معايا.
فقلت له: أننى لا أفهم شيئا فى السينما، فأخذنى معه منتج منفذ، وتقريبا كنت
ذراعه الأيمن لمدة 10 سنوات، صنع خلالها ثلاثة أفلام هى «وداعا بونابرت»،
و«اليوم السادس»، و«إسكندرية كمان وكمان».
ولكن لأنه شعر بأن لدى طاقة كبيرة ورغبة وتصميم فى أن أكون
مخرجة، طلب منى وهو فى أيامه الأخيرة أن يعطينى دروس فى الإخراج مثل التى
كان يدرسها لطلاب معهد السينما، وكانت الحصة الأولى عن الألوان، وكنت أشفق
عليه لشدة مرضه وأطالبه بالتوقف، ولكنه كان يضغط على نفسه لشعوره بالتقصير
تجاهى لأنه لم يعلمنى الاخراج، فأراد أن ينقل إلى خبرته قبل وفاته، ولكننا
فى النهاية لم نستمر فى الدروس.
وعلى الرغم من أننى لم أتعلم من يوسف شاهين الإخراج نظريا،
وليس لديه موهبته فى السينما الروائية، لأن الموهبة لا تورث، إلا أننى
اكتسبت منه الكثير، فأنا تعلمت منه احساسه بالسينما واهتمامه بالتفاصيل
بشكل كبير جدا، فهو كلما بدأ العمل على فيلم جديد، كان يتعامل معه باعتباره
أول أفلامه، وكأنه طفلا، نفس الخوف ونفس الهيبة ونفس الاهتمام بالتفاصيل،
من الفكرة للأفيش، كل شىء يشرف على تنفيذه بنفسه.
·
رصيدك من الأفلام 4 فقط.. لماذا تستغرقين كل هذه السنوات
حتى تقدمى تجربة جديدة؟
ــ ضحكت قائلة: أنا احب صناعة فيلم كل 9 سنوات.
تتابع: هناك بعض المخرجين يسعون لصناعة فيلم كل عام أو
عامين، لأن هذه شغلتهم، لكننى لا أتعامل مع الإخراج السينمائى بهذا المنطق،
ولا أصنع فيلما إلا عندما أشعر أن لدى ما أقدمه.
فأنا شخصيا لا أعمل بالإخراج إلا عندما أشعر بالاحتياج،
فأنا كمنتجة فى بعض الأحيان أحتاج للتعبير عن شىء بداخلى، وهذا يتحقق من
خلال صناعة الفيلم، فهذا يشعرنى براحة وسعادة، وإذا لم أعبر أشعر بضيق
وخنقة.
·
لماذا معظم أبطال أفلامك من النساء؟
ــ على الرغم من أننى مع المرأة ولكنها لا تكون المحرك لى
فى صناعة أفلامى، فأنا انحاز للمهمشين وليس للمرأة، وعندما دخلت مستشفى
العباسية فى فيلم «ظلال»، لم أكن أبحث عن المرأة، ولكنى كنت أبحث عن «بنى
آدمين»، وفى النهاية الشخصيات التى ظهرت فى الفيلم، هى الشخصيات القادرة
على الكلام وحكى قصصها.
ولكن ربما لأننى امرأة أهتم بكل قصة أقدمها عن المرأة،
وأسعى من خلال ما أقدمه لأفهم شيئا جديد عنها، ولكن لكل تجربة سبب، فمثلا
أول أفلامى «زمن لورا» عن امرأة إيطالية ولدت فى مصر، تعلم البنات رقص
البالية، اهتتمت بها، لأنى عندما صورتها قبل 20 سنة كان عمرها 80 عاما،
وأول لقطة فى الفيلم تظهر بظهرها، ترتدى مايوه، ولا نعرف عمرها، إلا عندما
تدور لتواجه الكاميرا ونرى ما تركه الزمن على وجهها من تجاعيد وغيرها، هذه
السيدة منحتنى شحنة ايجابية كبيرة جدا، فامرأة عمرها 80 سنة، لا تزال ترقص
وتعلم البنات الرقص، وعلى الرغم من أننى لست مهتمة بالرقص، لكن جذبنى
علاقتها بالبنات والمجتمع، تتحدث الفرنسية فى المنزل، والعربية مع الناس فى
الشارع، تدخن السجائر وتذهب بنفسها للكشك لتشتريها.
وعندما قدمت «عاشقات السينما» كان لأننى قررت العمل بهذه
الصناعة وفى نفس الوقت أجهل تاريخ السينما المصرية ورائداتها عزيزة أمير
وآسيا داغر، ومارى كوينى، وبهيجة حافظ وفاطمة رشدى وأمينة محمد، ومن أجلهن
دخلت فى رحلة بحث ميدانى طويلة جدا، تمتد لأكثر من 3 سنوات، لأعرف لماذا
قررن العمل بالسينما، وماذا فعلوا فى حياتهم.
أما التجربة الثالثة «ظلال»، فعلى الرغم من أننى اهتتمت
أكثر بالنساء الموجودات بالفيلم، إلا أن هذا لم يكن متعمدا، فالفيلم عن
النفس البشرية وليس عن المرأة، وتم تصوير الأحداث فى مستشفى العباسية
للأمراض العقلية على مدى 8 أشهر. كنت أريد صناعة فيلم عن الشخص الذى يطلق
عليه المجتمع لقب «مجنون»، ولأننى كبرت فى عائلة سمعت فيها هذه الكلمة
كثيرا، فبين العبقرية والجنان خط رفيع جدا، لذلك قررت أن أخوض هذه الرحلة
لأصل إلى إجابة.
·
«احكيلى»
يظهر حجم حبك لعائلتك وكيف أنك تريدين توثيق رحلتها وتخليدها؟
ــ هذا الفيلم لا يظهر حجم علاقتى بعائلتى فقط، وانتمائى
لها، وحبى للديناميكية التى تتمتع بها، وإنما يكشف أيضا عن مدى حبى
للأرشيف، وانتمائى لفكرة الذاكرة، فكلما فتحت شيئا فى الأرشيف تتولد ذاكرة
جديدة سواء كانت فيلم أو كتاب، لأنك تضيف لهذا الأرشيف إحساسك.
·
هل لهذا السبب كل إنتاجك كمخرجة ينتمى للسينما التسجيلية؟
ــ أحب السينما التسجيلية جدا، وأراها تناسبنى أكثر من
السينما الروائية، وأشعر أن الحياة مليئة بالحواديت الغنية، وهذا بالنسبة
لى أفضل من أن أجلس مع نفسى وأتخيل قصة روائية، فأنا أحب العمل على الواقع
لأنه يمنحنى كثير من الخيال.
·
لوحظ أخيرا زيادة الاهتمام بالسينما التسجيلية.. فهل أصبحت
أمتع فى صناعتها أم أن نظرة الجمهور لها تغيرت؟
ــ أعتقد أن الاهتمام بالسينما التسجيلية أصبح ملحوظا منذ
20 سنة تقريبا. الجمهور بدأ يتقبل الفيلم التسجيلى أكثر من الأول، لإحساسه
أنه أكثر حرية من الفيلم الروائى، كما أن الناس تريد أن تشاهد أنفسها فى
هذه الأفلام.
وأتذكر فى إحدى دورات بانوراما الفيلم الأوربى، كان هناك
فيلم «دردشة نسائية»، وجاء موزعين سينمائيين، أحدهم قال للآخر؛ «هتدخل تشوف
الحاجات الغريبة اللى بيعملوها دى»، فهو حتى لم يصف التجربة بالفيلم وإنما
اختار له وصف «حاجات غريبة»، على الرغم من أنه يعمل بصناعة السينما، فما
بالك بالجمهور العادى، والمثير أن نفس الشخص عندما شاهد الفيلم، ضحك وبكى
وتأثر بشدة بالتجربة، وهذه هى قيمة السينما التسجيلية.
·
ولكن لماذا لم تجربى السينما الروائية؟
ــ أنا كصانعة أفلام لا أحب إخراج فيلما روائيا بحتا، كما
أن السينما التسجيلية تمنحنى فرصا روائية داخل العمل التسجيلى، وهذا ما
أحبه فيها. وأرى أن الفيلم الروائى فى نظرى مثل التسجيلى، والفرق بينهما فى
طريقة الصناعة وآلياتها، بدليل أن الفيلم التسجيلى فيه جانب روائى والعكس
أيضا يحدث، ورأيى أن المخرج كلما اقترب من التسجيلى فى الروائى يكون أفضل،
وكلما اقترب من الروائى فى التسجيلى يكون أفضل أيضا، لكن تبقى دائما صناعة
الدراما هى الأهم فى السينما، وكيف يمكن أن تحكى قصتك، وفى سبيل ذلك طبيعى
أن يختار كل مخرج الطريقة التى تناسب فيلمه، وفى «احكيلى» أمزج بين عالم
التسجيلى والروائى.
·
كيف ترين اختيار «احكيلى» للمنافسة فى المسابقة الدولية
لمهرجان القاهرة السينمائى خاصة أنها تقريبا المرة الأولى التى يمثل مصر
فيها فيلما تسجيليا؟
ــ على الرغم من سعادتى الكبيرة بمشاركة فيلمى بالمسابقة
الرسمية لمهرجان ادفا المتخصص فى السينما التسجيلية والمتابع لكل تطوراتها،
خلال نوفمبر الحالى، إلا أن سعادتى أكبر باختياره للمشاركة فى مسابقة
مهرجان القاهرة، لأننى شخصيا مهتمة بشكل أساسى أن يشاهد الفيلم جمهور بلدى،
كما أن مهرجان القاهرة سيصنع للفيلم الانطلاقة التى يستحقها، ولذلك أعتبر
عرضه للجمهور فى المهرجان أكبر جائزة يمكن أن أحصل عليها.
·
هل تتوقعين أن يجد الفيلم مساحة فى دور العرض التجارية؟
ــ أعرف أن الفيلم لن يجذب الملايين لمشاهدته مثل الأفلام
التجارية التى تحقق عشرات الملايين من الإيرادات، ولكن فى نفس الوقت أرى أن
هناك شريحة كبيرة من الجمهور ستهتم به، فالفيلم يمس فئات كثيرة من الجمهور،
لأنك يمكن أن تعتبره عن أى أم وابنتها، وليس عن ماريان خورى وابنتها،
فالموضوع أوسع بكثير من مجرد حكاوى عائلية، والمهم أن الناس تأت لمشاهدته.
·
من خلال تجربة سينما زاوية.. هل الجمهور أصبح يتقبل أكثر
فكرة مشاهدة الأفلام الجادة أو التى يطلق عليها «أفلام مهرجانات«؟
ــ قبل أيام سمعت المخرج البريطانى الشهير «كين لوتش» يقول،
«كل أفلامى كانت تعرض فى دور العرض الصغيرة فى انجلترا الشبيهه بزاوية،
والفيلم الوحيد الذى عرض له فى المولات هو الأخير «أنا دانيال بليك». هذا
المخرج بكل عظمته، طوال حياته أفلامه تشاهد فى دور عرض صغيرة بإنجلترا،
والمهرجانات تعطيه جوائز كبيرة، وعلى الرغم من أن فيلمه الأخير ينتمى لنفس
نوعية أفلامه السابقة، لكن الجمهور أقبل عليه بكثافة، وهذا مؤشر على تغير
طرأ على ذوق الجمهور، أصبح يريد مشاهدة الأفلام الجادة، ولا يكتفى فقط
بالسينما التجارية على الرغم من أهميتها.
فأنا أرى أن الجمهور سيظل يشاهد ويهتم بالفيلم التجارى،
وهذا شىء إيجابى جدا للصناعة وموجود فى العالم كله، لكن بجانب هذا النوع،
لابد أن يكون هناك فرصا أخرى لآخرين ليقدموا تجارب مختلفة، ليس بنفس مقومات
الفيلم التجارى، باقتصاديات أقل كثيرا.
وجمهور السينما ليس ساذجا، فهو واع وذكى جدا، فعلى الرغم من
أنه يعرف أنه يستطيع أن يشاهد أى فيلم وهو يجلس بمكتبه فى العمل أو المنزل،
إلا أنه عندما يعجب بفيلم يأخذ قرارا وينزل يواجه كثيرا من المتاعب فى
الزحام حتى يشاهد الفيلم فى السينما، وهذا شىء عظيم جدا.
·
كيف يمكن أن تحصل الأفلام الجادة على فرصة أفضل لتصل إلى
الجمهور؟
ــ لابد أن تتكرر تجربة «زاوية» ويكون هناك زوايا كثيرة فى
أنحاء مصر، يقوم بها آخرون وليس نحن، حتى يكون هناك مساحات أكبر للأفلام
المختلفة، التى لا تستطيع منافسة الفيلم التجارى فى قوة الجذب الجماهيرى.
والحقيقة أن زاوية ليست مجرد دار عرض، وانما هى مكان للسينما، يخلق علاقة
بين صناع الأفلام والمشاهد.
·
بمناسبة إقامة الدورة الـ12 لبانوراما الفيلم الأوربى
حاليا.. ما هو الدور الذى تقومين به بعد إسناد إدارتها لنجلك يوسف الشاذلى؟
ــ الحقيقة أننى أسست «البانوراما» ثم أخذت خطوة للخلف ولم
يعد لى أى دور فى إدارتها على الإطلاق، وتواجدى هذا العام سيكون فقط فى قسم
«كارت بلانش» من خلال تقديمى لأحد الأفلام.
وانسحابى من إدارتها، أراه قرارا واعيا جدا، والحقيقة
البداية كانت من عند يوسف ابنى، عندما اشترط أن يعمل بطريقته الخاصة،
المختلفة تماما عن الطريقة التى اعتدت عليها، فأنا أعمل لوحدى، لكنه يعمل
وسط فريق.
والحقيقة، هو أضاف للبانوراما، كما أنه أضاف لزاوية بشكل
عام، وأعترف أنه نجح فى تحقيق ما فشلت فى تنفيذه عام 2007، لكنه هو والفريق
الذى يعمل معه استطاعوا أن يجعلوا «زاوية» تقف على رجلها، فأنا طول عمرى
كنت احلم بزاوية، ويوسف ابنى هو الذى حقق هذا الحلم. |