·
سعيد بعرض الفيلم بمهرجان القاهرة.. ولكنى أختلف مع نظرة
إدارته للفيلم باعتباره تجاريًا
·
خالد يوسف لم يتدخل فى عملى.. وشاركنى فى اختيار الممثلين
باعتباره مخرجا قبل أن يكون منتجا
·
المرض منع جميل راتب من تصويره دوره.. ولكنه أشاد بالبرومو
قبل وفاته
·
سعيد بالعيش فى عمارة كان يسكنها نجوم الزمن الجميل.. ولا
زلت أحتفظ بغرفة نوم ليلى مراد
·
الأشباح التى تسكن شقتى لا تؤذينى.. وظهورها أصبح أمرا
معتادا
بعد مرور 9 سنوات على فوزه بجائزة الهرم الذهبى فى المسابقة
الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى بفيلم «الشوق»، يعود المخرج خالد الحجر
للمشاركة فى الدورة الأربعين بعرض فيلم «جريمة الإيموبيليا»، ولكن هذه
المرة خارج المسابقة.
«الشروق»
التقت المخرج خالد الحجر، وسألته عن سبب حماسه لتقديم فيلم عن عمارة
«الإيموبيليا» التى يسكنها، وكيف أقنع المخرج خالد يوسف بالمشاركة فى إنتاج
الفيلم، وما الذى منع جميل راتب من تصوير دوره، كما يكشف بعض التفاصيل عن
ظهور أشباح فى شقته التى كانت تسكنها الراحلة ليلى مراد، وكيف يتعايش معها.
·
ما الذى حمسك لكتابة وإخراج فيلم عن «عمارة الإيموبيليا»..
وهل قصة الفيلم حقيقية للعمارة الشهيرة؟
ــ تحمست لأنى أسكن بالعمارة منذ أن كنت فى العشرينيات من
عمرى، بسبب كلام صديقى أبوبكر عباس الذى تربطه صلة قرابه بالكاتب الراحل
حلمى حليم، فقد حدثنى عنها كثيرا هى وسكانها، فنانو الزمن الجميل أمثال
محمد فوزى، وأسمهان، وليلى مراد، وهنرى بركات، ونجيب الريحانى. ومنذ أربع
سنوات ونصف اشتريت شقتى بالعمارة وقمت بعدها بعمل بحث على شبكة الإنترنت،
وعلمت أنه فى تسعينيات القرن الماضى وقعت حادثة قتل فى الجناح الثانى من
العمارة التى تضم 375 شقة، وتفاصيل الحادث هى أن سمسارا جلب ساكنا جديدا
لإحدى الشقق، وبعدها طلب منه الساكن خادمة لتنظيف الشقة، فأتى السمسار له
بواحدة، فحدثت علاقة بينهما، واختلفا على الأموال، فقتلها الساكن هى
والسمسار.
وعلمت هذه القصة من عنوان كتب فى إحدى الجرائد وهو «جريمة
الإيموبيليا»، فجذبنى الاسم وقررت كتابة الفيلم الذى تدور أحداثه حول شخص
يعانى من بعض المشاكل النفسية وفيما بعد تقع العديد من جرائم القتل والتى
يعرف المشاهد من يقوم بها فى نهاية الفيلم. وقد وضعت فى قصة الفيلم القليل
من التفاصيل الحقيقية للعمارة، وأضفت على السيناريو أحاسيسى بالوحدة حينما
أكون بشقتى منعزلا عن الناس. لكن هذا لا يعنى أن الفيلم يصنف «رعبا»، ولكن
يمكن وصفه بأنه «نفسى درامى».
·
الفنان الراحل جميل راتب كان مرشحا لتقديم شخصية بالفيلم..
هل جسدها قبل وفاته؟
ــ حينما بدأت حملت الدعاية للفيلم، اتصل بى الفنان جميل
راتب هاتفيًا، وقال لى: «طبعًا أنا معاك فى الفيلم»، فقمت بعدها بكتابة دور
له فى السيناريو كأحد سكان العمارة، وأرسلته فقرأه وأعجب بالدور، لكن لظروف
مرضه الشديد اعتذر عن عدم المشاركة فى الفيلم، حاولت إقناعه مرات عديدة
للمشاركة لكن مرضه كان حائلا يمنعه، فقررت بعدها ترشيح دوره للفنانة منحة
الزيتون، وحينما علم «راتب» كان سعيدا بهذا الاختيار لأنه يحب «منحة». وقبل
وفاته ذهبت له بالمستشفى وعرضت عليه برومو الفيلم فأشاد به.
·
كيف أقنعت خالد يوسف بإنتاج فيلمك «جريمة الإيموبيليا»..
وهل تدخل فى إخراج الفيلم؟
ــ بدأت فكرة إنتاج الفيلم حينما كنت بلقاء فى شركة مصر
العالمية مع المنتج جابى خورى، وبالمصادفة جاء خالد يوسف وكان يبحث عن
مشروع جديد يقوم بإنتاجه، فرشح جابى خورى سيناريو الفيلم لخالد يوسف،
وبعدما قرأه واقتنع به قرر إنتاجه. والفيلم إنتاج ثنائى لخالد يوسف وأحمد
عفيفى.
لم يتدخل خالد يوسف قط فى إخراج الفيلم، لكنه شاركنى فى
اختيار الممثلين للعمل، وهذا أمر طبيعى بالأخص لأنه فى الأساس مخرج وليس
منتجا، لكنه لم يجبرنى على شيء قط.
·
عامان تقريبًا بين «حرام الجسد» و«عمارة الإيموبيليا»..
لماذا أنت مقل فى السينما؟
ــ الأفلام لا تنتج بالسهولة التى يتخيلها الجميع، فكتابة
السيناريو تحتاج 6 شهور، والبحث عن ممول للفيلم يحتاج نفس المدة تقريبًا،
بالإضافة لمدة تصوير الفيلم. و«جريمة الإيموبيليا» انتهيت من تصويره فى شهر
فبراير الماضى، لكن بسبب موسم رمضان وانشغال العاملين بالفيلم فى
المسلسلات، تأخر طرحه بدور العرض.
·
رغم أن مسلسلاتك تحقق نسب مشاهدة إلا أنك انقطعت عن إخراج
المسلسلات منذ 2014.. لماذا؟
ــ هناك سببان الأول هو أننى قدمت أربعة مسلسلات فى أعوام
متتالية، كان أولها «دوران شبرا، والبلطجى، وفرح ليلى، وشمس»، وفى هذه
الفترة لم أخرج أفلامًا، ففضلت أن أتوقف لفترة عن إخراج أعمال درامية لأقدم
أعمالا جديدة فى السينما، والسبب الثانى هو أنه فى بعض الأوقات أوقع عقود
مسلسلات ولأسباب خارجة عن إرادتى يتم إلغاؤها، وتكرر ذلك أكثر من مرة.
ويمكن أن أختصر الأمر فى أن إخراج أعمال فى الدراما أو
السينما يتعلق بــ«الحظ»، فخلال فترة الثورة كان الكثير من المخرجين لا
يعملون، لكن أنا قدمت أربعة أعمال درامية متتالية.
·
ما هو شعورك وأنت تعيش فى عمارة سكنها المشاهير.. وماذا
تبقى من سيرتهم حتى الآن بين السكان؟
ــ سعيد جدا بالعيش هنا، وأدعو دائمًا أصدقائى المنتجين
وغيرهم ليسكنوا بالعمارة، ومنهم بالفعل من استجاب لدعوتى.
جميع سكان العمارة وعددهم قليل للغاية بسبب كثرة الشركات
هنا، يدركون جيدا قيمة المكان، ويحملون داخلهم بعض من ذكريات وحكاوى نجوم
الماضى. وما يساعد على بقاء هذه الذكريات هم أحفاد بعض الفنانين الذين
مازالوا موجودين هنا.
·
ما هى حقيقة وجود أشباح تسكن معك فى شقتك.. وكيف تتعامل
معها؟
ــ أنا أؤمن جيدا بوجود طاقات حولنا فى الحياة، ورؤيتى
للأشباح أو شعورى بهم لا يتعلق بعمارة الإيموبيليا فقط، بل بى أنا شخصيًا،
فمنذ صغرى وأنا أراهم، وحينما أذهب لانجلترا عند منزل زوجتى وكل مكان أذهب
إليه أشعر بوجودهم. وفى عمارة الإيموبيليا يوجد بالطبع طاقات عديدة
للفنانين لأنهم كانوا يعيشون هنا. وفى الكثير من الأحيان أثناء جلوسى
بالشقة أشعر بمن يراقبنى. وبإحدى المرات رأيت شخصا يجلس على حافة السرير
وأنا نائم وبعدها اختفى.
تعاملى معهم هادئ للغاية، وأحدثهم فى بعض الأحيان، فمثلا
اليوم كنت نائما وشعرت بيد تتحرك فوق جسدى، فأبعدتها بيدى وأكملت نومى.
وحينما يحدثون ضجة أحدثهم ليصمتوا ويستجيبون لى.
·
*هل
تذكر لنا بعض المواقف الغريبة التى حدثت لك أو لأشخاص تعرفهم بالعمارة؟
ــ نعم صديقى الإسبانى وهو مدير التصوير الذى عملت معه فى
تصوير فيلم «حرام الجسد»، و«الشوق»، و«جريمة الإيموبيليا»، حكى لى بإحدى
المرات أنه رأى شخصا غريبا ثابتًا لا يتحرك ويقف فى نهاية الشقة، رغم أنه
بذلك الوقت لم يكن هناك أحد غيرنا. ويوم قدومه جلس على سرير ليلى مراد
فوقعت عليه لوحة كانت على الحائط، رغم أنها موجودة منذ فترة طويلة فلماذا
سقطت عليه يومها؟. وبإحدى المرات كان معى صديق آخر يجلس بشرفة الشقة، وقال
لى فجأة: «بسم الله الرحمن الرحيم، فى واحدة عدت من قدامى دلوقتى». وحينما
نظرت لم أجد أحدا.
·
إذا كانت بالفعل يسكنها الأشباح.. لماذا تقيم فيها؟
ــ رؤيتى للطاقات والكيانات الغريبة أمر بات طبيعيا بالنسبة
لى منذ أن كنت صغيرا، فأنا أرى وأشاهد لكنى لا أخاف ولا أغضب منها، لهذا لم
أترك الشقة، بالأخص لأنهم غير مؤذين بالنسبة لى.
·
لم تخش بأن يتهمك أحد بالترويج للدجل؟
ــ إطلاقًا لأن الأشباح والكيانات الغريبة موجودة بمختلف
أنحاء العالم، ففى بعض الدول توجد لديهم جمعيات تقوم بعمل ندوات يجتمع فيها
الأفراد، ويقصون لبعض مواقفهم مع الأشباح والظهورات الغامضة التى شاهدوها.
وعالم الأشباح موجود منذ القدم وبنى عليه أفلامًا كثيرة، مثل فيلم
«the others»
الذى كان تدور قصته حول الأرواح.
·
ماذا تبقَّى فى الشقة من ليلى مراد؟
ــ غرفة النوم والسفرة وبعض الكنب، حيث قمت بشرائهم من
ابنها، ونقلتهم من شقتها الثانية التى تزوجت فيها محمد فوزى بجاردن سيتى
إلى هنا. أما عن الشقة نفسها فأنا غير متيقن إذا كانت عاشت بها ليلى مراد
بالفعل أم لا، لأنها قالت فى أحد لقاءاتها أنها تسكن فى العمارة بالدور
الحادى عشر، وهنا يوجد ثلاثة مبان بها الدور الحادى عشر، وحينما اشتريت
الشقة أكد لى البواب أنها كانت تعيش بها لكن هذه المعلومة لم أستطع التأكد
منها.
·
لماذا رحبت بعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية فى مهرجان
القاهرة؟
ــ أحب مهرجان القاهرة، وهذه المرة هى الخامسة التى أشارك
فيه بأحد أعمالى، وهم يرون أن «جريمة الإيموبيليا» تجارى وأنا أختلف معهم،
لكن بالنهاية المهرجان يروج بشكل جيد للأفلام، ومشاركة الفيلم فيه ستعطيه
دعاية جيدة، ولذلك قررنا أن نعرضه تجاريًا بعد مشاركته فى الدورة الأربعين.
·
بمناسبة احتفال أسرة يوسف شاهين بذكراه العاشرة هذه
الأيام.. كيف كانت تجربتك معه؟
ــ يوسف شاهين أستاذى وهو الأب الروحى لى، ذهبت إلى مكتبه
فى شركة مصر العالمية ليساعدنى، وكنت فى الواحد والعشرين من عمرى وقتها،
فوقف بجانبى، وعملت كمساعد مخرج معه فى ثلاثة أفلام «وداعًا بونابرت،
واليوم السادس، وإسكندرية كمان وكمان». وبالطبع اكتسبت من خبرته كثيرا، وله
فضل كبير فى حياتى. وأنتج لى يوسف شاهين أول أفلامى القصيرة «أنت عمرى» مع
معهد جوته. وكان دائمًا يدفعنى للعمل، حتى قدمت أول أعمالى فى الأفلام
الروائية الطويلة «أحلام صغيرة» عام 1993، وعندما شاهده بكى وقال لى: «أنت
فعلا حساس».