من مهرجان كان إلى الجونة..
"سارقو المتاجر" تحفة إبداعية تنافس على الأوسكار
كتبت - حنان أبو ضياء
بين أروقة مهرجان الجونة حظى فيلم "سارقو المتاجر"
للمخرج هيروكازو كورى إيدا على شعبية كبيرة؛ ونفذت معظم التذاكر
فى أيام عرضه إلى جانب أنه الفيلم الذى حاول من لم يشاهده رؤيته
عبر عروض المكتبة؛ والفيلم يعد من أهم الأعمال السينمائية المقدمة
فى السينما العالمية وحصل على جائزة أحسن فيلم فى مهرجان كان 2018؛
ومرشح بقوة لجائزة أحسن فيلم أجنبى لأوسكار أحسن فيلم أجنبى؛
هيروكازو كورى إيدا مخرج سينمائي وكاتب سيناريو ياباني، ينتمي
هريكازو كوري إيدا إلى حلقة المخرجين المعتادين على تقديم أفلامهم
في الكروازيت، فوجوده فى كان هذا العام كان هو المرة السادسة التي
يشارك فيها الياباني في المسابقة الرسمية، وتميز أسلوبه السينمائى
بالتعامل مع المواضيع العاطفية في أعماله الفنية.
حصل فيلمه الأول «مابوروسي» (1995) على جائزة
«الأوسيلا الذهبية» في مهرجان البندقية. وتشمل أعماله السينمائية
«لا أحد يعلم» (2004، مهرجان كان)، و«هانا» (2006، مهرجان دبي)،
و«دمية الهواء» (2009، مهرجان كان)، و«أتمنى» (2011، جائزة سان
سيباستيان لأفضل سيناريو)، و«كالأب كالإبن» (2013، جائزة لجنة
التحكيم في مهرجان كان)، و«شقيقتنا الصغرى» (2015، مهرجان كان).
وأفلامه تعتمد على قصص واقعية قرأها في الصحف ودفعته لتحقيق
أفلامه عنها؛ومنها«لا أحد يعلم» التى وقعت أحداثه الفعلية سنة
1988، عندما تم اكتشاف أربعة أطفال تركتهم أمهم وحدهم في شقة بحجم
علبة سردين، واختفت من دون أثر. ويبدو أهتمام المخرج فى أعماله
على التفاصيل الصغيرة، التى تبدو عادية لكنها مهمة من حيث انسجامها
تماماً مع الموضوع المصوّر؛ وفى (سارقو المتاجر ) أنت أمام عائلة
تبنت أطفالها من دون أن نعرف عن خلفياتهم شيئاً، وذلك استيحاء من
حكاية أخرى قرأها المخرج في الصحف. وبالطبع ينتمى هذا العمل الى
"الموجة الجديدة" اليابانية التى فرضت تواجدها فى الفترة الأخيرة
أوأستقطبت عددا كبيرا من المشاهدين، كما تمكنت الأفلام اليابانية
من الفوز بالعديد من الجوائز في مهرجانات دولية مختلفة ، و تم
ترشيح أفلامها لنيل جوائز الأوسكار 12 مرة
..
الطريف أن كوري إيدا في "مسألة عائلية"، يؤكد إن
منطلقه فى أستنباط فكرة الفيلم مستوحاة من واقع اليابان حيث يقبض
العديد معاشات تقاعد أهاليهم المتوفين. فصرح كوري إيدا فى حوار
له حينذاك أن أول جملة بادرت إلى ذهنه عندما علم بهذه الحالات
كانت "فقط تجمعنا الجريمة". الفكرة بدأت بحكاية أوسامو وابنه
اللذان يقابلان طفلة ضلة في الشارع. بعد تردد في تبنيها، تقبل زوجة
أوسامو التكفل برعاية البنت لا سيما حين تدرك أن الصغيرة كانت
تتعرض للتعنيف داخل عائلتها. العائلة المنتمية للطبقة الفقيرة
بمعاشاتهم الضعيفة، أعتمد أفرادها على عمليات سرقات صغيرة لتوفير
أحتياجاتهم ؛ورغم الحياة الصعبة هناك منحنى خاص من السعادة ؛وكأن
المخرج يريد الربط بين عالمين، وكأنه كما تعود يصبغ أفلامه
بالميلودراما العائلية. هناك القوانين لروابط القلب ولا علاقة
لها بروابط الدم الدم، ؛ وكأنه يريد أن يعطى فلسفته الخاصة للحياة
والموت وهى فلسفة تختلف كثيرا عن الموروث اليابانى ؛وبالتالى
فالسيناريو يخرج بنا من مرحلة السرد الى النقاش المجتمعى للمعتقدات
التى عاش عليها! ؛أنه صرخة أمام المجتمع الأنانى الذى يغوص تحت
طبقة من القيم البالية تحتاج الى وقفة أنسانية يقدمها المخرج لعالم
المهمشين فى العالم الذى لايهتم باللغة واللون والدين ويجمعهم
جميعا رغبة الأستمرار فى الحياة رغم قسوتها ؛فأستخدم المخرج الأبنة
المتبناة ليعرّفنا بالجدة هاتسوي (قامت بها الممثلة اليابانية
كيرين كيكى التى توفيت منذ عدة أيام ) والأخت الغائبة التى تعمل فى
محلات التعرى ؛الجميع يحلمون بلقمة عيش بسلسة بها قدر كبير من
الكوميديا السوداء؛وخاصة عندما تموت الجدة، وتدفن في الغرفة
الوحيدة بالمنزل؛للحصول على المعاش الشهرى. ؛ولكن سرعان مايكتشف
الأمن كل شئ فيعود الأمر الى ماكان عليه من قبل ولكن الأختلاف هنا
مع الطفلة العائدة الى العنف الأسرى ولكن بعد أن تعلمت من الفترة
التى قضتها مع أسرتها بالتبنى الكثير من حيل التلاعب
.
وفى
النهاية يبقى أن المخرج بهذا العمل يستكمل مجموعته الأنسانية التى
كانت على رأسها من لأختنا الصغيرة
Seaside town diary
أو مذكرات بلدة شاطئ البحر. وقام ببطولته بطولة هاروكا أييس،
ماسامي ناجاساوا، كاهو وسوزو هيروس؛وتناول قصة ثلاث شقيقات في
العشرين من عمرهم يعيشون مع بعضهم البعض في كاماكورا. وتنضم لهم
شقيقتهم الصغيرة ذات 14 عاماً بعد وفاة والدهم×واستكمل الأنشودة
بفيلم من شابه اباه فما ظلم و'لا
أحد يعلم ، المستوحة من احداث حقيقيية و تحكي يوميات أبناء تتخلى
عنهم أمهم و تتركهم في منزل برعاية أخوهم الأكبر الذي يبلغ عمره 12
سنة لمدة تقرب ألسنة دون أن يعلم الجيران أو أحد بمصيرهم.
####
بعد ما نعتوه بـ"مثيري الاشمئزاز".. راضي جمال.. يبهر العالم في
الأوسكار
كتبت- بوسي عبد الجواد
بعد ما نعتوه من أوصاف افتراء وكذب، ولقبوه بابشع
الألقاب، بسبب جسده النحيل وقامته القصيرة وملامحه وجهه الدقيقة،
فهؤلاء لم يرحموا "الجزام" الذي عاني منه لسنوات طوال وظل ينهش في
جسده، بل حملونه ذنب مرضه، وتناسوا أن الابتلاء والفرح يأتي من عند
الله سبحانه وتعالي، صنع منه المخرج الشاب أبو بكر شوقي بطلا
سينمائيا ليخوض به الأوسكار.
هو "بشاي" أو عم راضي جمال، بطل فيلم "يوم الدين"
الذي اختارته اللجنة المنظمة لتمثيل مصر في الأوسكار لعام 2019،
والمتعافي من مرض الجزام، من أبناء قرية ساقولا في مركز بني مزار
شمال محافظة المنيا، عاش فيها هو وزوجته فترة كبيرة وكان يعمل على
"نصبة شاي" ثم انتقل إلى محافظة القاهرة وكان يجمع الكراتين
ويبيعها لتوفير قوته وأسرته، ابهر العالم في مهرجان كان السينمائي،
وكذلك الجونة في دورته الثانية.
عاني عم "بشاي"، من نظرات الناس له، بسبب مرضه الذي
لا ذنب له فيه، لم يكن يعلم أنه سياتي يوما من الأيام يرد فيها
كرامته ويمشي مرفوع الرأس وسط أهل قريته الذين وصفوه بـ"مثيري
الاشمئزاز".
ذات يوم، حضر إليه شخص يعرفه يُدعى "ميلاد" وأخبره
بأن هناك مخرج سينمائي يُدعى أبوبكر شوقي يُريد مقابلته، فرحب على
الفور وخلال لقاءه به، عرض عليه فكرة الفيلم فوافق فورا بلا تردد.
الفيلم، يرصد قصة حياته، ورحلة معاناته مع المرض،
والنظرة الدونية التي كان يعاني منها.
واعتبر عم راضي أن الفيلم جاء لنصف مرضى الجزام،
فهو اعتراف من صُناعه بأنه مرض غير معدِ كما يعتقد الناس،
والمصابين به أُناس طبيعيين يتزوجون وينجبون أطفالا غير مشوهين.
فيلم "يوم الدين" هو أول فيلم روائى طويل بطولة
راضى جمال وأحمد عبد الحفيظ، وإخراج أبو بكر شوقى، وكان العرض
العالمى الأول للفيلم قد أقيم فى مهرجان "كان" السينمائى الدولى،
بحضور مخرجه أبو بكر شوقى، والمنتجة دينا إمام، حيث نافس الفيلم
على جائزة السعفة الذهبية، وفاز بجائزة فرانسوا شاليه
"Francois Chalais".
وتدور أحداث "يوم الدين"، حول بشاى، وهو رجل شُفى
من مرض الجذام، لكنه ما زال يحمل آثار المرض بجسده، ويعيش فى
مستعمرة لم يغادرها يومًا بعد وفاة زوجته، ويقرر بشاى أن ينطلق فى
رحلة فى قلب مصر بحثًا عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة "أوباما"،
الصبى النوبى اليتيم الذى يرفض مفارقته أينما ذهب، وسرعان ما ينطلق
الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها.
وجاء اختيار الفيلم من قائمة قصيرة تضم 5 أفلام هى،
"يوم الدين" إخراج أبو بكر شوقى، "أخضر يابس" إخراج محمد حماد،
"فوتوكوبي" إخراج تامر عشري، و"زهرة الصبار" إخراج هالة القوصي،
بالإضافة إلى "تراب الماس" إخراج مروان حامد.
يُشار إلى أن فيلم "فتاة في المصنع" للمخرج محمد
خان، هو أخر فيلم مثل مصر في جائزة الأوسكار.
تعتبر جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى من أهم الجوائز
التى يسعى إليها معظم صناع السينما حول العالم، وظلت الأفلام
المصرية غير قادرة على الوصول إلى القائمة الطويلة كأقل تقدير.
####
شاهد.. نجوم الفن في ندوة تكريم داوود عبدالسيد بمهرجان الجونة
السينمائي
كتب- محمد فهمي:
انتهت منذ قليل، ندوة تكريم المخرج الكبير داوود
عبدالسيد، ضمن فاعليات مهرجان الجونة السينمائي، الذي انطلقت دورته
الثانية مساء يوم الخميس الماضي.
وحرص على حضور الندوة التي أقيمت في قاعة أوديماكس
بالجامعة الألمانية، عدد كبير من نجوم الفن، منهم "سمير صبري، أحمد
داوود، ليلى شعير، تامر حبيب، نجلاء بدر، تامر عشري، طارق
الإبياري، عمر السعيد، مريم الخشت"، وأدار الندوة المدير الفني
للمهرجان المخرج أمير رمسيس.
وخلال الندوة قال داوود إن تحويل الروايات لأعمال
سينمائية، كما فعل في فيلمه "الكيت كات" المأخوذ عن رواية "مالك
الحزين"، أمر صعب جدا، ما بين الحذف والإضافة في الشخصيات
والأحداث، متابعًا "أنت بتفرض نفسك بشكل ما على العمل، تفترس العمل
ولا تتعامل معه بحنية".
وفي نقطة أخرى، أشار إلى أنه درس السيناريو في معهد
السينما، على يد أحد عباقرة كتابة السيناريو، وهو الفنان علي
الزرقاني.
وأشاد داوود بوجود مسلسلات مستواها الفني جيد، وقمت
صور لأماكن لم يكن يحلم أن يصور فيها، لكن عناك أيضا أعمال
تليفزيونية كثيرة مستواها الفني سيئ.
ويرى داوود أن النجاح في تقديره يتلخص في الإخلاص
بالعمل، وامتلاك الفنان لرؤية أكثر منها "شطارة".
ونفى داوود عبدالسيد، عن نفسه صفة الكسل، مؤكدًا
أنه لا يتوقف عن العمل طوال الوقت واستكمل حديثه قائلاً: "عمري ما
كنت كسلان، عدد أفلامي قليل لأني مش موهبة عبقرية، وليس شرطًا مع
وجود أعمال مكتوبة بشكل جيد أن أجد الإنتاج الذي يتحمس لها بشكل
كبير"، وضرب مثال بأن فيلمه "رسايل بحر" استغرق خروجه للنور 9
سنوات، أما فيلم "الكيت كات" فخرج للنور بعد 5 سنوات.
ووصف داوود نفسه بأنه غير محترف، مؤكدًا أن الفنان
المحترف له سمات مختلفة "أنا يدوب بفك الخط".
وردًا على تعليق أحد الحضور حول أن السينما المصرية
ليس لها سمات خاصة بها، قال "ليس صحيحًا، هل عندما شاهدت فيلم مثل
(يوم الدين) و(أخضر يابس)، ألم تشعر أنه مصري، مؤكدا أن الأفلام
المصرية الحقيقية موجودة، إلى جانب الأفلام التجارية".
وأضاف داوود "معنديش حلم في المستقبل، لكن أتمنى أن
استطيع تقديم فيلم آخر، سأكون سعيد جدًا".
وعن "روشتة" الإنتاج التي تجعل الصناعة في حال أفضل
قال "الدولة عليها خطوة الحرية، والرقابة مينفعش تبقى بالصورة اللي
عليها دلوقتي، الدولة تقدم دعم ولا تتدخل بعد الدعم. المشروع اللي
سمعته من رئيس الرقابة على المصنفات خالد عبدالجليل، إن الدولة
هتدعم الفيلم وتقدم استوديوهات وتوزعه، يبقى الدولة بتنتج وأنا ضد
إنتاج الدولة، فهي تدعم وتترك الحرية ولا تتدخل".
وحرص على حضور الندوة التي أقيمت في قاعة أوديماكس
بالجامعة الألمانية، عدد كبير من نجوم الفن، منهم "سمير صبري،
بشرى، أحمد داوود، ليلى شعير، تامر حبيب، نجلاء بدر، تامر عشري،
طارق الإبياري، عمر السعيد، مريم الخشت"، وأدار الندوة المدير
الفني للمهرجان المخرج أمير رمسيس.
####
داعش في عيون صناع السينما بمهرجان الجونة السينمائي
كتب- محمد فهمي:
ما بين اليومين الثاني والثالث من أيام مهرجان
الجونة السينمائي شهدت مسابقتي الأفلام الطويلة والتسجيلية
بالمهرجان عرو ضا لاربعة أفلام مقدمين من أربعة مخرجين ينتمون إلى
تيارات وإتجاهات فكرية وسينمائية مختلفة ولكن بدا وكأن الهم العام
الذي يلقي بظلاله الكثيفة على المنطقة العربية منذ سنوات فيما
يتعلق بالمد الظلامي لتيارات التطرف الديني وملحقاته الإجتماعية
والسياسية قد صار هو الخط العنقودي الجامع لهذه التجارب حتى مع
تباينها النوعي مابين روائي وتسجيلي وتعددها الجيلي.
الأفلام الأربعة هي "يوم أضعت ظلي" للسورية سؤدد
كعدان و"ولدي" للتونسي محمد بن عطية وريح رباني للجزائري مرزاق
علواش و أخيرا الفيلم السوري "عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري
طلال دركي وهو الفيلم التسجيلي الوحيد في القائمة.
ينتمي كل من سؤدد وطلال دركي للجيل الأحدث من مخرجي
السينما التسجيلية السورية، ورغم أن تجربة "يوم أضعت ظلي" هي
التجربة الروائية الطويلة الأولى لسؤدد إلا أنها استطاعت قبل ذلك
أن تطرح اسمها بقوة من خلال أعمال تسجيلية مميزة. أما طلال فهو
مخضرم تسجيلي هام لديه قدرات حكي مذهلة عبر كاميرات تسجيلية
المعايشة التي يتقنها بموهبة واضحة.
بينما يأتي محمد بن عطية كواحد من ابرز الأسماء
الشابة في السينما التونسية خاصة بعد أن طرح اسمه بقوة في تجربته
الروائية الاولى "نحبك هادي" قبل عامين، ويظل اسم مرزاق علواش سواء
اتفقنا او اختلفنا مع اطروحاته السينمائية الأخيرة ومغامراته
الشكلية والنوعية اسما هاما ضمن تيار السينما العربية الذي ظهر
خلال سنوات الملاحظة الأولى على التجارب الأربعة التي يجمعها سياق
مشترك يخص ظلال المد الديني المتطرف أن انضجهم على المستوى التقني
والسردي و أقلهم تماسا مع المباشرة والخطاب التلقيني هو الفيلم
التسجيلي "عن الآباء والأبناء،رغم ما قد يحمله النوع من احتمالية
المباشرة أو التلويح بالخطابية، في حين جاءت الأفلام الروائية
الثلاث الأخرى تحمل قدرا كبيرا من القصدية والافتعال ونبرة الصوت
العالية التي تكسر شفافية الإيهام لصالح عرض الأفكار بأقل جهد
بصري والكثير من الدعائية المضادة للفكر المتطرف.
يبدو سياق الدعاية المضادة والمباشرة متجليا في
فيلمي "ولدي" و"ريح رباني" فحكاية الأب الذي يفقد ابنه الوحيد
نتيجة ذهابه إلى سوريا لكي يلتحق بالتنظيمات الدينية المسلحة
وحكاية الشاب الواقع تحت تأثير الجماعات والذي يتورط في علاقة
عاطفية مع ارهابية قادمة لتنفيذ تفجير انتحاري كلاهما حكايات سبق
وان أكلتها سرديات فيلمية عديدة منذ ظهور الموجات الاولى للإرهاب
خلال سنوات التسعينيات.
أزمة الفيلمين ليست في نمطية القصص المطروحة ولكن
كما سبق و أ شرنا في مباشرة الخطاب العام وعدم قدرة السرد على
الخروج من الأسر الضيق للدعاية المضادة رغم أن كلا الفيلمين يحملان
احتمالات جمالية كثيرة أبرزها في فيلم "ولدي" تلك الاطروحات
الاجتماعية الكامنة في التفا صيل الصغيرة خلال الفصل الأول من
الفيلم بين الأب وابنه في مشاهد شراء الحاجيات من السوبر ماركت أو
مرض الأبن أ و مشاهد انتظار الأب لأبنه لكي يقضي بعض الوقت مع
اصدقائه، بينما في الفيلم الجزائري فإن الخيار اللوني الأبيض والأ
سود رغم نمطيته إلا أنه ا ضفى حالة شعورية قاتمة متسقة وشارحة
للبيئة النفسية والشعورية العامة للفيلم التي غابت عنها ألوان
الحياة بكل زهوتها.
ولكن في مقابل هذه الاحتمالات الجمالية المتحققة
بصورة غير مكتملة تأتي المباشرة الحوارية الممجوجة في كلا الفيلمين
خاصة في ريح رباني للدرجة التي يقف فيها أحد ضباط الاقتحام أثناء
المطاردة الاخيرة للإرهابية وعشيقها أمام جثة السيدة العجوز التي
اوتهم في بيتها ثم وشت بهم فقتلوها، يقف الضابط ليلقي كلمتين
فاترتين عن ادعاء الجهاديين السماحة الأسلامية في مقابل ذبحهم لأي
شخص يقف في طريق تنفيذ مخططاتهم.
ويأتي الفيلمان السوريان ليقدما زاويتي نظر
متناقضتين مع بعضهما البعض بصورة ملفتة، فالمخرجة السورية سؤدد
كعدان تتعامل بحيادية غريبة وربما بكثير من النظرات الاحادية مع
القرية التي يبدو سيطرة النظام الديني عليها وا ضحة، حيث يتظاهر
افرادها بسلمية شديدة ضد النظام في اوائل الحرب السورية قبل ستة
سنوات بل ويقدمون أعدادا من الشهداء كل جمعة تحفر لهن النساء
المقابر لأن الرجال مشغولون بالتظاهر.
هل تريد سؤدد أن تقول أن طريقة تعامل النظام
القاتلة مع اهالي القرى ذات التوجه الديني هو السبب فيما شهدته
سوريا فيما بعد ! صحيح أن بعضا من فتائل الحرب السورية اشعلتها.
قنابل النظام الحارقة لكن لم تكن هذه هي كل
الفتائل، والوقوف فقط على اعتبار أن الحرب هي رد فعل من الأ
سلاميين تجاه قمع النظام هي نظرة قاصرة غير حيادية او موضوعية
وتفتقد للرؤية الشمولية التي افرزتها سنوات الحرب الماضية، حتى لو
كان الفيلم يتحدث عن فترة سابقة معتبرا اياها أصل كل ما حدث بعد
ذلك.
في مقابل هذه الأحادية نجد أن طلال دركي في ابناء
وابناء ا ستطاع من خلال اسلوب تسجيلية المعايشة أي البقاء ضمن
البيئة المراد تصويرها وبالقرب من الشخصيات يريد أن يستخلص عبر
حكاياتها رؤيته، استطاع طلال عبر هذه الأسلوب الصعب الذي يتقنه ان
يقدم رؤية من الداخل تتسم بالكثير من النضج عن نظرة الجهاديين إلى
أنفسهم وإلى العالم الخارجي والأهم من ذلك إلى المستقبل ، ان ما
يطرحه طلال في فيلمه ليس مجرد مغامرة تسجيلية من داخل معسكر
الأعداء، ولكنه محاولة لأستشراف المستقبل المتمثل في جيل الأبناء
ممن يتم اعدادهم للجهاد أو لما هو اخطر، لتكريس الفكر الجهادي في
أعماقهم لضمان إستمرار أتون الحرب ) ضد الطواغيت والكفار) مشتعل،
على أمل ان يجلب كل هذا نهاية العالم كما في حديث أبو أسامةعن أن
الحرب الكبرى التي تسبق نزول المهدي وظهور المسيخ الدجال هي ما
نشهده الأن ، وعن سعادته لأنه بما يفعله يجلب إلى العالم علامات
الساعة الكبرى لتقوم القيامة على الأشرار ويدخل هو وصحبه من
الأخيار والمجاهدين الجنة !! وهو منطق عبثي.
####
بالصور.. نجوم الفن في العرض العالمي الأول لفيلم عيار ناري
بمهرجان الجونة
كتب- محمد فهمي:
استمرارًا لفعاليات مهرجان الجونة السينمائي بدورتة
الثانية ، شهدت السجادة الحمراء أمس استقبال أبطال فيلم "عيار
ناري" والذي تم عرضه خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، وكان من أبرز
النجوم الحاضريين أحمد الفيشاوي، محمد ممدوح، أسماء أبو اليزيد،
هنا شيحة، عارفة عبد الرسول، هيثم دبور، المخرج كريم الشناوي، وعدد
من فريق العمل، إضافة إلى نجيب ساويرس، المخرج يسري نصر الله، أحمد
داود، مصطفى خاطر، شيرين رضا، جميلة عوض، مي عمر، محمد حفظي، أمينة
خليل، خالد الصاوي، رانيا يوسف، وصبا مبارك.
كما حضرت الفنانة ليلى علوي، يسرا، منى ذكي، رشا
مهدي، أروى جودة، المطرب أبو وزوجته، رانيا منصور، أحمد حاتم،
نجلاء بدر، باسم سمرة.
بينما غابت بطلة العمل الفنانة روبي عن حضور العرض
الأول لفيلم "عيار ناري"
لظروف خاصة منعتها من الحضور، ومن ناحيته عبر
بطل الفيلم أحمد الفيشاوي عن سعادته لعرض فيلمه في مهرجان الجونة
السينمائي وعن سعادته بوجوده في الدورة الثانية للمهرجان وقال
الفيشاوي "الفيلم قصة مختلفة عما قدمته من قبل في السينما ولا أريد
حرق أحداثه أريد الجمهور أن يستمتع بالمشاهدة".
ومن ناحيتها قالت الفنانة هنا شيحة إنها سعدت
بالعمل في عيار ناري وقالت عن قصة الفيلم إنها قصة فلسفية إنسانية
إلى حد كبير وتجعل العقل يدرك العديد من الحقائق، ونكتشف أن
الأحداث التي تصادفنا تجعلنا نغيير نظريتنا إلى الحياة بشكل عام،
ومن ناحيته عبر المهندس نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي
عن سعادته بفيلم عيار ناري الذي يعرض لأول مرة في المهرجان الجونة
السينمائي مؤكدًا أنه فكرة جديدة ومختلفة وأن الفيلم أحداثه شيقة
ولا تصيب بالملل.
وأضاف ساويرس، أن عيار ناري إخراج كريم الشناوي وهو
مخرج شاب قائلًا "كريم عامل فيلم حلو أوي" وفي السياق ذاته، قالت
الفنانة صبا مبارك إنها متحمسة لمشاهدة الفيلم وإنها سعيدة بحالة
الدعم التي يقدمها مهرجان الجونة للمواهب الشابة الجديدة، وقالت إن
هيثم دبور مؤلف شاب وموهوب وكان لديه فيلم العام الماضي مشارك
بالمسابقة الرسمية "فوتوكوبي" وحاز على جائزة المهرجان لافتة إلى
أنه لديه خامة خاصة في التأليف وإبراز مناطق فنية جديدة.
وتدور أحداث الفيلم أحداث الفيلم حول جريمة قتل
غامضة تربط مصائر أبطاله وتغير معتقداتهم عن مفهوم الحقيقة وهو من
تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي ومونتاج أحمد حافظ ومهندس
الصوت أحمد عدنان ومكساج أحمد أبو السعد ومسيقي تصويرية أمين
بوحافة وإشراف عام أحمد فهمي.
####
أبرز الأفلام في مهرجان الجونة السينمائي اليوم
كتب- محمد فهمي:
تعرض اليوم الأربعاء في إطار فعاليات مهرجان الجونة
السينمائي العديد من الأفلام بمختلف المسابقات، منها الفيلم
الفرنسي "هذا هو الحب" في مسرح المارينا الساعة 7:15 مساء، الذي
يعرض خارج المسابقة.
الفيلم من إخراج كلير بيرجيه، وتدور أحداثه حول
(ماريو) رجل بلا طموح حياتي إلا في الحب، يعود لنقطة البداية حين
تهجره زوجته، ويتوجب عليه أن يربي إبنتيه اللتان تمران بمرحلة
المراهقة، بينما يمر هو شخصيا بأزمة مراهقة بدوره.
ويعرض في نفس المسرح الساعة 9:45 مساء فيلم
"تومباد" إنتاج مشترك بين الهند والسويد، ويعرض ضمن مسابقة الأفلام
الروائية الطويلة.
الفيلم من إخراج زاهي أنيل برافي وأديش براساد،
وتدور أحداثه على مشارف قرية متداعية تدعى تومباد، حيث يعيش
(فيناياك) رجل مهووس بكنز أسلافه الأسطوري، يشك في أن سر الكنز
محفوظ لدى جدته الأولى الساحرة الملعونة التي تنام لقرون.
ويعرض خارج المسابقة الفيلم الأمريكي"الرجل العجوز
والمسدس" الساعة 3:30 عصرا في قاعة أوديماكس، والفيلم من إخراج
ديفيد لوري، وتدور أحداثه حول رجل (فورست تاكر) في السبعين من عمره
ينجح في الفرار من سان كوينتين، حيث قام بسلسلة من عمليات السطو
غير المسبوقة، التي أربكت السلطات وأذهلت العامة.
ويعرض فيلم "ذباب الشتاء" الساعة 6 مساء في قاعة
أوديماكس، خارج المسابقة، ومن إنتاج التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا
وفرنسا وبولندا.
ويعد أحد أبرز الأفلام التي نالت الإعجاب والإشادات
في مهرجان "كارلوفي فاري” ونال مخرجه أولمو أومريزو جائزة أفضل
مخرج في المهرجان ذاته، ومن إنتاج جمهورية التشيك، وسلوفينيا،
وبولندا، وسلوفاكيا، وفرنسا. يجد المشاهد نفسه متشوقًا لمعرفة قصة
الصبي "مارا" الذي يتم التحقيق معه في قسم الشرطة بتهمة سرقة سيارة
ليتجول بها في أنحاء البلاد، ولا يكشف الصبي عن هويته أو من أين
جاء، أو ما إذا كان سرق السيارة أم استعارها، لكنه يفاجئ رجال
الشرطة بقصة عن رحلة طويلة مليئة بالتفاصيل.
ويعرض الساعة 11:30 صباحا فيلم "شجرة الكمثري
البرية" ضمن خارج المسابقة في سي سينما 1.
الفيلم من إخراج نوري بيلجي جيلان، وإنتاج تركيا
وفرنسا ودول أخرى، وتدور أحداثه حول"سنان" الشغوف بالأدب وحلمه أن
يكون كاتبا، ويدفعه ذلك للعودة إلى قريته، فيما يعرض الساعة 6:15
فيلم "الوريثتان" إنتاج مشترك بين باراجواي، وألمانيا، وأوروجواي،
والبرازيل، والنرويج، وفرنسا، ومن إخراج مارشيلو مارتنيزي.
فازت بطلته آنا براون بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان
"برلين"، إذ جسدت ببراعة دور "تشيلا" المسنة المثلية التي تعيش مع
صديقتها "تشيكويتا" في منزل فخم لمدة 30 عاما تديره الصديقة،
والاثنان ينحدران من عائلات ثرية في باراجواي، لكنهما يتعرضان
لأزمة مالية شديدة، ويضطران لبيع ما يمتلكانه. وتسوء الأمور أكثر
عندما يتم سجن صديقتها بسبب الديون، وتبدأ "تشيلا” في العمل في
توصيل الجيران بسيارتها مقابل أجر لتتمكن من مواصلة حياتها، حيث
تقابل امرأة أخرى أصغر منها وتُعجب بها.
ويعرض فيلم "الجمعية" للمخرجة اللبنانية ريم صالح
الساعة 6 مساء في سي سينما 2 ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.
وتدور أحداثه عن منطقة روض الفرج وهى من افقر
الأحياء السكنية في القاهرة و يمثل الحصول على مستلزمات الحياة
اليومية صراعا مستمرا لسكانها لكن الإحساس بالإنتماء إلى المجموعة
ومشاركة سكان الحى مشاكلهم مع بعضهم البعض يساعدهم في التغلب على
مصاعبهم.
وضمن الاحتفاء بالمخرج الإيطالي فيديريكو فيللـيني
يعرض فيلمه "روما" الساعة 5:45 في سي سينما 3.
الفيلم إنتاج عام 1972، وهو مشاهد ومقاطع تنتمي إلى
ما يقرب من السيرة الذاتية للمخرج نفسه، عبر مقارنة بين زمنين
اتربطت بهما حياته، سنوات الثلاثينيات حين وصل إلى روما ووجد أمامه
مدينة غارقة في الحماسة الفاشية، وسنوات السبعينيات حين صار واحدا
من كبار السينمائيين. |