لأليء السينما تُضيء سماء «الجونة» !
بقلم: مجدي الطيب
•
جوائز مالية تتجاوز المائتي وعشرين ألف دولار
أمريكي وأفلام العرض العالمي الأول بلغت 11 فيلماً
تنطلق، بعد غد الخميس، فعاليات الدورة الثانية
لمهرجان «الجونة السينمائي»، التي تستمر حتى 28 سبتمبر الجاري، وسط
حالة من الترقب لما ستسفر عنه من نتائج، بعد النجاح الكبير الذي
حققته الدورة الأولى في العام الماضي؛ خصوصاً بعد ما ترك المهرجان
بصمة قوية ليس فقط بين المهرجانات السينمائية المصرية، بل بين
المهرجانات الدولية التي تتمتع بسمعة قوية؛ نظراً لما يملكه من
إمكانات كبيرة، على صعيد الأفلام، والتظاهرات، والخبرات،
والكفاءات، البشرية، وأيضاً الجوائز المالية الضخمة، التي جعلته
قبلة أنظار المشتغلين بالسينما، وعشاقها
.
جوائز مالية هي الأضخم
على صعيد الجوائز يرصد «مهرجان الجونة السينمائي»
جوائز مالية هي الأضخم، والأكبر، في قيمتها الإجمالية التي تبلغ
مائتي وعشرين ألف دولار أمريكي، تنص لائحة المهرجان على اقتسامها
بالتساوي بين المخرج والمنتج الرئيسي بالنسبة لمسابقتي الأفلام
الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة بينما تذهب الجائزة
النقدية للفيلم القصير للمخرج وحده؛ حيث تمنح لجنة تحكيم مسابقة
الأفلام الروائية الطويلة، التي تتكون من خمسة أعضاء، جائزة نجمة
الجونة الذهبية (شهادة وخمسين ألف دولار أمريكي) لأفضل فيلم روائي
طويل، جائزة نجمة الجونة الفضية (شهادة وخمسة وعشرين ألف دولار
أمريكي)، جائزة نجمة الجونة البرونزية (شهادة وخمسة عشر ألف دولار
أمريكي)، كما تمنح جائزة نجمة الجونة الذهبية (شهادة وعشرين ألف
دولار أمريكي) لأفضل فيلم عربي روائي طويل، بالإضافة إلى نجمة
الجونة لأحسن ممثل، وأحسن ممثلة، بينما تمنح لجنة تحكيم مسابقة
الأفلام الوثائقية الطويلة، المكونة من خمسة أعضاء، جائزة نجمة
الجونة الذهبية (شهادة وثلاثين ألف دولار أمريكي) لأفضل فيلم
وثائقيطويل، جائزة نجمة الجونة الفضية (شهادة وخمسة عشر ألف دولار
أمريكي)، جائزة نجمة الجونة البرونزية (شهادة وسبعة ونصف ألف دولار
أمريكي)، وجائزة نجمة الجونة (شهادة وعشرة ألاف دولار أمريكي)
لأفضل فيلم عربي وثائقيطويل. أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام
القصيرة، المكونة من خمسة أعضاء، فتمنح جائزة نجمة الجونة الذهبية
(شهادة وخمسة عشر ألف دولار أمريكي) لأفضل فيلم قصير، جائزة نجمة
الجونة الفضية (شهادة وسبعة ونصف ألف دولار أمريكي) ، وجائزة نجمة
الجونة البرونزية (شهادة وأربعة ألاف دولار أمريكي)، وجائزة نجمة
الجونة الذهبية (شهادة وخمسة ألاف دولار أمريكي) لأفضل فيلم عربي
قصير، كما يمنح المهرجان جائزة باسم «سينما من أجل الإنسانية»
(نجمة الجونة وشهادة تقدييير و20 ألف دولار أمريكي) يمنحها
االجمهور لفيلم يعنى بالقضايا الإنسانية، وستقوم إدارة المهرجان
بتحديد قائمة الأفلام الروائية الطويلة أو الأفلام الوثائقية
الطويلة، التي تنطبق عليها شروط الجائزة، سواء كانت معروضة داخل
المسابقة أو خارجها، على أن يتم اقتسام الجائزة المالية بالتساوي
بين المخرج والمنتج.
السباق الشرس
من هنا سيحتدم الصراع، بقوة، على الجوائز المالية
لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي يتصدرها فيلم «يوم الدين»
(مصر، الولايات المتحدة، النمسا | 2018 | 97 دقيقة) سيناريو وإخراج
أبو بكر شوقي، والفيلم السوري اللبناني الفرنسي «عندما أضعت ظلي»
(2018/ 95 دقيقة) إخراج سؤدد كعدان، الذي فاز بجائزة أسد المستقبل
لأفضل عمل أول، في الدورة 75 لمهرجان فينيسيا السينمائي، الذي
أختتم مؤخراً، والفيلم الجزائري الفرنسي «ريح ربّاني» (2018 / 96
دقيقة) إخراج مرزاق علواش، والفيلم الفلسطيني الأمريكي «مَفك»
(2018 | 106 دقيقة) إخراج بسام جرباوي، والفيلم التونسي البلجيكيِ
«ولدي» (2018 / 105 دقيقة) إخراج محمد بن عطية، «أرض مُتخيلة»
(سنغافورة، فرنسا، هولندا | 2018 | 95 دقيقة) إخراج إيّوسيوهوا،
«تاريخ الحب» (سلوفينيا، إيطاليا، النرويج | 2018 | 105 دقيقة)
إخراج سونيا بروسَنك، «تومباد» (الهند، السويد | 2018 | 109 دقيقة)
إخراج راهيأنيل برافي وأديشبراساد، «حرب باردة» (بولندا، المملكة
المتحدة، فرنسا | 2018| 84 دقيقة) إخراج بافل بافليكوفسكي،
«الحَصّادون» (جنوبأفريقيا، فرنسا، اليونان، بولندا | 2018 | 106
دقيقة) إخراج إتيين كالوس، «راي وليز» (المملكة المتحدة | 2018 |
108دقيقة) إخراج ريتشارد بيلينجهام، و«الرجل الذي فاجأ الجميع»
(روسيا، إستونيا، فرنسا | 2018 | 100 دقيقة) إخراج ناتاليا
ميركولوفا وألكسي شوبوف . وعلى صعيد مسابقة الأفلام الوثائقية
الطويلة يتنافس الفيلم المصري اللبناني «الجمعية» (2018 | 79دقيقة)
إخراج ريم صالح والفيلم المصري الألماني «الحلم البعيد» (2018 | 85
دقيقة) إخراج مروانعمارة ويوهانا دومكي، مع الفيلم اللبناني
«المرجوحة» (2018 / 74 دقيقة) إخراج سيريل عريس، الذي حصد فيلمه
الروائي القصير «زيارة الرئيس» جائزة لجنة تحكيم مسابقة المهر
القصير في مهرجان دبي السينمائي، والفيلم السوري الألماني «عن
الأباء والأبناء» (2018 / 99 دقيقة) إخراج طلال ديركي مع أفلام :
«أمريكا» (فرنسا / 2018 / 88 دقيقة) إخراج كلاوس دريكسل، «درب
السمّوني» (فرنسا، إيطاليا | 2018 | 126 دقيقة) إخراج ستيفانو
سافونا، «قبور بلا أسماء» (فرنسا، كمبوديا / 2018/ 115 دقيقة)
إخراج ريتي بان، «ماكوين» (الولايات المتحدة / 2018 / 111 دقيقة)
إخراج إيان بنوت وبيتر ايتيدجي، «نوسا شابي» (الولايات المتحدة /
2018 / 101 دقيقة) إخراج ميشيل وجيف زمبالست، «يوم آخر من الحياة»
(بولندا، إسبانيا /2018 / 86 دقيقة) إخراج راؤول دي لافوينتي
وداميان نينو. أما مسابقة الأفلام القصيرة فتضم الفيلمين المصريين
«شوكة وسكينة» إخراج آدم عبد الغفار (مصر | 2018 | 15 دقيقة) و«ما
تعلاش عن الحاجب» إخراج تامرعشري | مصر | 2018 | 21 دقيقة)
بالإضافة إلى أفلام : «ابن الأخ» إخراج ويلهم كوهن (المملكة
المتحدة، فرنسا | 2018 | 20 دقيقة)، «ابن الرقاصة» إخراج جورج هزيم
( لبنان | 2018 | 21 دقيقة)، «أخبار منوعة» إخراج ليون يرسان
(سويسرا | 2018 | 19 دقيقة)، «أغنيتنا للحرب» إخراج خوانيتا
أونزاجا (بلجيكا، كولومبيا | 2018 | 14 دقيقة)، «إقامة شاملة»
إخراج كورينا شفاينجروبرإيليتش (سويسرا | 2018 | 10 دقيقة)،
«أهلاً، أحتاج لأن أكون محبوباً» إخراج مارني إلين هيلين هيرتزر
(الولاياتالمتحدة | 2018 | 11 دقيقة)، «أتوماتيكي» إخراج كريستوف
م. صابر (سويسرا، فرنسا | 2018 | 20 دقيقة)، «إيفا» إخراج زيني
ألوشي (سويسرا | 2018 | 15 دقيقة)، «بطيخ الشيخ» إخراج كوثربنهنية
(تونس، فرنسا | 2018 | 23 دقيقة)، «جواكسوما» إخراج نارانورماندي
(فرنسا، البرازيل | 2018 | 14 دقيقة)، «الحبل السري» إخراج الليث
حجو (سوريا | 2018 | 20 دقيقة)، «حذاء صديقي العزيز» إخراج أجيتبال
سين (الهند | 2018 | 19 دقيقة)، «حُكم» إخراج ريموند ريبا جوتيريز
(الفليبين | 2018 | 15 دقيقة)، «ربيع» إخراج ناتاليا كونشلوفسكي
(روسيا | 2018 | 23 دقيقة)، «عبد الله وليلى» إخراج عشتارالخرسان
(العراق، المملكة المتحدة / 2018 | 20 دقيقة)، «كالندر» إخراج
إيجوربوبلوخين (روسيا | 2018 | 28 دقيقة)، «كل هذه المخلوقات»
إخراج تشارلز وليامز (أستراليا | 2018 | 12 دقيقة)، «ليلة سيزار»
إخراج سيرجيو سكافيو (إيطاليا | 2018 | 20 دقيقة)، «المخاض» إخراج
سيسيليا ألبَرتيني (الولاياتالمتحدة، إيطاليا | 2018 | 13 دقيقة)،
«نظرية الكوكب الغريبة» إخراج ماركوأنطونيوبيريرا | البرازيل |
2018 | 14 دقيقة)، «الهدية» إخراج لطيفة دوغري (تونس | 2018 | 20
دقيقة).
تُحف خارج المنافسة
بعيداً عن أفلام المسابقات الثلاث يعرض المهرجان
باقة من الأفلام التي حالت اللائحة، واعتبارات كثيرة مثل التقاليد
والأعراف المهرجانية، دون مشاركتها، ولم تشأ إدارة المهرجان أن
يُحرم منها الجمهور؛ على رأسها الفيلم المصري «عيار ناري» إخراج
كريم الشناوي، من إنتاج الشركة التي يملكها مؤسس المهرجان نجيب
ساويرس، والأفلام التي حصدت جوائز، وذاع صيتها، بعد عرضها في
مهرجانات دولية شهيرة؛ مثل : الفيلم الياباني «سارقو المتاجر»
إخراج هيرو كازوكوريه ايدا، الفيلم الإيطالي الفرنسي «دوجمان»
إخراج ماتيو جاروني، فيلم «الوريثتان» إخراج مارشيلومارتينيسي
(باراجواي، أورجواي، ألمانيا، البرازيل، النرويج، فرنسا)، فيلم
«شجرة الكمثرى البرية» إخراج نوري بيلجيجيلان (تركيا، فرنسا،
ألمانيا، بلغاريا، مقدونيا، صربيا، السويد، البوسنة)، الفيلم
النرويجي «أوتيا – 22 يوليو» إخراج أَريك بوب، الفيلم الفرنسي
«أوليس ومنى» إخراج سيباستيان بتبيدر، الفيلم الفرنسي «تعليم
باريسي» إخراج جون بول سيڤيراك، الفرنسي «ديليلي في باريس» إخراج
ميشيل أوسلو، «ذباب الشتاء» إخراج أولموأومِرزو (التشيك، سلوفاكيا،
سلوفينيا، فرنسا، بولندا)، الفيلم الأمريكي «الرجل العجوز والمسدس»
إخراج ديفيد لوري، الفرنسي «سنة أولى» إخراج توماس ليلتي، «سعيد
مثل لازارو» إخراج أليتشه رورفاكر (إيطاليا، سويسرا، فرنسا،
ألمانيا)، الفرنسي «في حرب» إخراج ستيفانبريزيه، الأمريكي «كايلاش»
إخراج ديريك دونن، الدنماركي «المُذنب» إخراج جوستاف مولر، «مع
الرياح» إخراج بيتينا أوبرلي (سويسرا، فرنسا )، والبولندي «وجه»
إخراج مالجورزاتا شوموفسكا
.
زخم خيالي ومائدة حوار
برنامج سينمائي، وثقافي، حافل ، من المؤكد أنه
سيزداد زخماً بتكريم المخرج المصري الكبير داود عبد السيد،
والمنتجة التونسية المعروفة درة بو شوشة، بعد منحهما «جائزة
الإنجاز الإبداعي»، وتنظيم «منصة الجونة السينمائية»، التي تُعد
بمثابة ملتقى إبداعي واحترافي تأسس بهدف تنمية ودعم المواهب
الواعدة؛ من مصر والدول العربية، وتتألف من قسمين : منطلق الجونة
السينمائي وجسر الجونة السينمائي؛ فمن خلال «الجسر» يتواصل أصحاب
المواهب مع عدد من أفضل وأهم صناع السينما، وخبرائها، ومتخصصيها،
في ما يُشبه منصة الحوار بين مختلف الأصوات السينمائية الدولية،
وتنظيم حلقات نقاش، وورش ومحاضرات، وجلسات حوارية بحضور أهم صناع
القرار واللاعبون الأساسيون فيصناعة السينما. أما «المنطلق»، الذي
يمثل الجانب الاحترافي لمنصة الجونة السينمائية، فيتيح المجال
للمخرجين والمنتجين العرب ومشاريعهم السينمائية، سواء كانت في
«مرحلة التطوير» أو «مراحل ما بعد الإنتاج» فرص جديدة وفريدة
للحصول على الدعم الفني أو الماليأو كليهما.، كما يتيح المنطلق
الفرصة أمام صانعي الأفلام ااقاء شركاء إنتاج محتملين ووكلاء
مبيعات ومبرمجي مهرجانات دولية ومديري صناديق دعم متعددة، كما يتم
اختيار المشاريع عبر لجنة تحكيم دولية، يختارها المهرجان، وتمنح
جائزتين لأفضل المشاريع في مرحلتي التطوير، وما بعد الإنتاج، بقيمة
15 ألف دولار، كما تقدم عدة جوائز نقدية أخري، عبر شراكات مع جهات
ومؤسسات محلية وإقليمية. وفي السياق نفسه تنعقد أكثر من مائدة
حوار، وجلسة نقاش، وورش، تناقش محاور عدة هامة؛ مثل : «دور السينما
في زيادة الوعي وإحداث التغيير الإيجابي» فيعدد من القضايا
السياسية والاجتماعية الراهنة، «مصادر تمويل الأفلام»، وكيفية
تطوير السينما فيزمن المحتوى الرقمي، «اللاجئون وقصصهم من خلال
السينما»، «تمكين المرأة في السينما»، «الطرق الإبداعية في تمويل
الأفلام»، بالإضافة إلى جلسة حوارية مع كاتب السيناريو والمخرج
جيانفرانكو أنجيلوتشي، الذي عمل مع المخرج الإيطالي الشهير فيلليني
لأكثر من عشرين عاماً، بينما سيقدم المخرج والكاتب والمنتج
بولهاجيز، الحاصل على جائزة الأوسكار مرتين، خلاصة تجربته يقدم
خلاصة تجربته، وخبرته، فيمجال صناعة الأفلام، في جلسة نقاش عنوانها
«من النص إلى الشاشة»
.
شاهين وفيلليني وبرجمان
على صعيد قريب تشهد الدورة الثانية لمهرجان الجونة
السينمائي حدثاً مهماً يتمثل في احتفاء المهرجان بقامات سينمائية
كبيرة؛ على رأسها المخرج الإيطالي العالمي فيدريكوفيلليني، والمخرج
السويدي الشهير إنجمار برجمان، والمخرج المصري العبقري يوسف شاهين،
الذي تجاوزت شهرته عالمه العربي، لتصل إلى العالمية؛ حيث يعرض
المهرجان، في برنامج خاص، للمخرج فيلليني فيلمي : «8 ½» (إيطاليا،
فرنسا | 1963 | 138 دقيقة) و«روما» (إيطاليا، فرنسا | 1972 | 128
دقيقة) بينما يعرض للمخرج إنجمار برجمان فيلم «برسونا» (السويد |
1966| 85 دقيقة) و«التوت البري» (السويد | 1957| 91 دقيقة) بينما
يسترجع جمهور المهرجان ذكريات «المُهاجر» ليوسف شاهين ( مصر، فرنسا
| 1994 | 129 دقيقة)
,
لغة الأرقام لا تكذب
بلغة الأرقام، لتي لا تكذب، بلغ إجمالي عدد الأفلام
المختارة في جميع أقسام الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي
45 فيلماً؛ حيث وصل عدد الأفلام الروائية إلى 34 فيلم، وأفلام
التحريك 2، بينما بلغ عدد الأفلام التسجيلية والوثائقية 11 فيلماً،
وعدد الأفلام الروائية داخل المسابقة 12 فيلماً، والأفلام
التسجيلية في المسابقة 10 أفلام، وعدد الأفلام القصيرة فيالمسابقة
23 فيلماً، وبلغ عدد الأفلام المشاركة في البرنامج الخاص 5 أفلام،
وأفلام العرض العالمي الأول 11 فيلماً، وأفلام العرض الدولي الأول
3 أفلام، فيما بلغ عدد الدول المشاركة 53 دولة،
####
"الجونة 2018".. دورة تأكيد النجاح
بقلم: أسامة عبد الفتاح
** 80 فيلما في مختلف الأقسام.. وتكريم داود عبد
السيد ودرة بوشوشة.. ومنى زكي وصبا مبارك ومشهراوي وكامل الباشا في
لجان التحكيم
تُفتتح مساء بعد غد الخميس الدورة الثانية من
مهرجان الجونة السينمائي، والتي تستمر حتى 28 سبتمبر الحالي، ويمكن
وصفها بدورة "تأكيد النجاح" الذي كان قد تحقق – بالتأكيد ودون جدال
– في الدورة الأولى التي أُقيمت العام الماضي، ولم تشهد – في رأيي
– سوى القليل من الأخطاء والعيوب، أبرزها عدم التوفيق في التعامل
مع ملف الصحفيين، وإبلاغهم باستبعادهم من حضور حفل الافتتاح في يوم
إقامته، وبعد وصولهم إلى مدينة الجونة بالفعل واستعدادهم لحضوره،
وكذلك عدم التنبه لحالة الجو وعدم الاستعداد لها، مما أثر على شاشة
عرض فيلم الافتتاح، والتي ظلت "ترتجف" طوال مدة عرضه بسبب قوة
الرياح.
وقد تجنبت إدارة المهرجان تكرار مشكلة الصحفيين هذا
العام بالإشارة - بالنص وبصراحة - في دعوة حضور المهرجان وتغطيته
إلى أنها لا تشمل بالضرورة حضور حفلي الافتتاح والختام، أما مشكلة
الرياح القوية فلا أعرف ماذا فعل المسئولون عن المهرجان لتجنب
تكرار تأثيرها على الحفل وعلى الشاشة، وإن كان ذلك سهلا وفي
المتناول.
لم تكتمل، حتى كتابة هذه السطور، جميع المعلومات
الخاصة بالدورة الثانية، حيث لم يُعلن عن فيلم الافتتاح، كما لم
يتم الإعلان عن الشخصية الدولية التي سيتم تكريمها، إن كانت هناك
شخصية دولية مثل العام الماضي، في حين أعلنت إدارة المهرجان عن
الشخصيتين المصرية والعربية اللتين ستحصلان على نجمة الجونة تقديرا
لإنجازاتهما، وهما المخرج المصري داود عبد السيد والمنتجة التونسية
درة بوشوشة.
لم يُعلن أيضا التشكيل الكامل للجان التحكيم
ورؤسائها، واكتفت إدارة المهرجان بالإعلان عن بعض الأسماء التي تم
اختيارها لعضوية لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، مثل الممثل
العربي العالمي علي سليمان، والنجمة المصرية منى زكي، والمخرج
المغربي أحمد المعنوني، ومدير مهرجان برلين السينمائي الدولي
الجديد كارلو شاتوبريان.
وتمت الإشارة إلى مشاركة المخرج الفلسطيني رشيد
مشهراوي في لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة، إلى جانب
المبرمجة السينمائية إيلي ديرك، والمخرج الهندي مايك باندي.. أما
لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، فتضم في عضويتها كلا من
المخرجة الجورجية آنا أوروشادزه، التي فاز فيلمها "أم مخيفة" بنجمة
الجونة الذهبية العام الماضي، والنجمة الأردنية صبا مبارك،
والمبرمجة النمساوية دوريس بور، والفنان الفلسطيني الحائز على
جائزة أفضل ممثل بمهرجان "فينيسيا" 2017، كامل الباشا.
وتشارك 15 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة، و12 في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و23 في مسابقة
الأفلام القصيرة، إضافة إلى 5 أفلام في البرامج الاستعادية، و24
فيلماً خارج المسابقة الرسمية، ليقترب العدد الإجمالي من 80 فيلماً
بزيادة 10 أفلام عن الدورة السابقة، فضلا عن تمديد المهرجان يوماً
إضافياً، وترجمة النسبة الأكبر من الأفلام.
ويمثل مصر في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيلم
"يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، والذي كان قد شارك في المسابقة
الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي في مايو الماضي، كما تم
اختياره لتمثيل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية
الأربعاء الماضي.
شوقي كان قد أنجز قبل عشر سنوات فيلما وثائقياً
بعنوان "المستعمرة"، تناول فيه واقع مستعمرة مرضى الجذام في منطقة
أبو زعبل شمالي القاهرة، ويكمل في فيلمه الروائي الطويل الأول رحلة
الشخصية الرئيسية "بشاي"، جامع القمامة المسيحي الذي شفى من
الجذام، لكن آثاره ما زالت باقية على جسده ووجهه. لم يخرج "بشاي"
من المستعمرة التي عاش فيها منذ طفولته، لكنه بعد وفاة زوجته يقرر
البحث عن جذوره في صعيد مصر، حاملاً مقتنياته الهزيلة على عربة
"كارو"، ويرافقه في رحلة بحثه الطفل النوبي اليتيم "أوباما". يغادر
"بشاي" مستعمرة الجذام متجهاً إلى قنا، مواجهاً العالم الذي لا
يعرف عنه شيئا في فيلم طريق يقدم بانوراما خاصة جدا للمجتمع المصري
المعاصر.
وسعيا لتأكيد النجاح كما أشرت، تعرض الدورة
الثانية، مثل الأولى، العديد من الأفلام العالمية الفائزة بجوائز
مهمة في المهرجانات السينمائية الكبرى حول العالم، مثل "صاندانس"
و"روتردام" و"برلين" و"كان" و"كارلوفي فاري"، وتقيم العديد من ورش
العمل، وتنظم الدورة الثانية من منصة الجونة السينمائية التي
تستهدف توفير فرص احترافية للمشاركين وصناع الأفلام من أجل توسيع
شبكات التواصل فيما بينهم في صناعة السينما، والعمل علي زيادة فرص
إنتاج وتوزيع مشروعات سينمائية في طور الإعداد أو التطوير أو
الإنجاز. |