كانت مفاجأة للسينما العالمية اختيار اسرائيل رسميا لفيلم «عاصفة
رملية» الناطق باللغة العربية للمخرجة إيليت زيغزار، وهي المرة
الأولى التي يكون فيها فيلم «عربي» ممثلا لإسرائيل في مسابقة
الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وهذا الاختيار يطرح الكثير من الأسئلة
عن المشاركة العربية في حال وصول الفيلم إلى القائمة القصيرة،
خصوصا مع كونه ناطق باللغة العربية وبمشاركة ممثلين عرب
وفلسطينيين، وهو ما يطرح علامات الاستفهام حول واقع السينما
الفلسطينية، وأيضا مدى قدرة المشاركة العربية تحديدا على المقاومة
أمام هذا الاختبار الصعب ذي الأبعاد السياسية.
ورشحت العديد من الدول العربية أفلامها، والتي وصل عددها إلى 10
أفلام، من السعودية «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود الصباغ، ومن
لبنان فيلم «كتير كبير» للمخرج ميرجان بوشعيا، ومن مصر فيلم
«اشتباك» للمخرج محمد ياب، ومن المغرب فيلم «مسافة ميل بحذائي»
للمخرج سعيد خلاف، ومن العراق فيلم «الكلاسيكو» للمخرج هلكوت
مصطفى، ومن الأردن فيلم «3000 ليلة» للمخرجة مي المصري، ومن
الجزائر فيلم «البئر» للطفي بوشوشي، ومن فلسطين فيلم «يا طير
الطاير» للمخرج هاني أبو أسعد، ومن تونس تم ترشيح فيلمي «زهرة حلب»
للمخرج رضا الباهي و«على حلة عيني» للمخرجة ليلى بوزيد، في انتظار
إعلان اختيار الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة
للفيلم الذي يحق له تمثيل تونس في سابقة هي الأولى على مستوى
العالم، والتي تعكس فوضى قطاع السينما التونسية، وعدم مقدرة دولة
عربية على حسم اختيار عمل يمثلها في مسابقة أفضل فيلم ناطق بلغة
أجنبية خلال الدورة 89 للأوسكار عام 2017، وهناك مؤشرات الي الغاء
تمثيل تونس مع استمرار تصاعد الصراع بين صناع الفيلمين، وعدم وجود
جهه تحظى بمصداقية الترشيح كما هو متبع في جميع الدول، وكذلك يواجه
فيلم «بركة يقابل بركة» مشكلة بشأن شرط الأكاديمية الأميركيه
المسؤولة عن الأوسكار بضرورة طرحه تجاريا في بلده 7 عروض.
ويمكن القول إن الأفلام العربية التي رشحتها دولها للمنافسة على
جائزة الأوسكار هي من أهم الأفلام العربية الحديثة، وما يميزها
أنها لمخرجين يخوضون تجربة الإخراج الروائي الطويل للمرة الأولى،
مثل (البئر، وكتير كبير، وبركة يقابل بركة، و3000 ليلة)، كما انها
في معظمها تمثل موجة سينمائية عربية جديدة يقودها مخرجون من أجيال
مختلفة، ولكنهم يقدمون رؤية جديدة تماما عن تلك التي اعتادت دولهم
تقديمها، ونري ذلك بوضوح في (اشتباك، على حلة عيني، والكلاسيكو)،
والغالبية شاركت في أكثر من مهرجان عالمي وبعضها حصد العديد من
الجوائز، وحاز على اعجاب الجمهور والنقاد.
ورغم أن جائزة أفضل فيلم أجنبي لا تعد من أهم جوائز الأوسكار، إلا
إن هذه الجائزة تبقى الأهم بالنسبة للمشاركة العربية هذا العام،
أولا للمطروح من حيث عدد أفلامها ومستواها، وثانيا للمواجهه مع
فيلم اسرائيلي يعتبر حجر عثرة أمام المشاركات العربية، لكونه ناطق
بنفس اللغة وأقرب في موضوعه حيث يرصد مشكلة خاصة بالفلسطينيين من
عرب 48، و اللافت للانتباه ايضا في هذا الفيلم فوزه مؤخرا بالجائزة
الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان «صندانس» السينمائي في قسم الدراما
العالمية، ويُعتبر هذا المهرجان مؤشر القوائم النهائية للأوسكار،
بالإضافة إلى فوزه بـ6 من جوائز «أوفير» السينمائية التي تعتبر
أرفع جوائز سينمائية في إسرائيل، وهو ما يجعل معادلة التنافس بين
هذا الفيلم والأفلام العربية الأخرى مختلة ومعقدة.
وبالطبع من الصعب جدا الآن الحديث عن حظوظ المشاركات العربية، وما
يمكن أن يصل منها الي القائمة القصيرة للأوسكار، حيث أن مشاركة
فيلم «يا طير الطاير» للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وهو الاسم
المعروف عالميا والأهم في هذا المجال، تعد هي الأضعف مقارنه
بأعماله السابقة مثل «الجنة الآن» الحائز على جائزة «الجولدن جلوب»
والذي ترشح كأفضل فيلم أجنبي عام 2006، وكذلك فيلم «عمر» الذي نافس
عن ذات الفئة عام 2013، وإن كانت المؤشرات تدفع بالفيلم المصري
«اشتباك» إلي الوصول للقائمة القصيرة، أولا باختياره ليفتتح برنامج
«نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي لهذا العام، ثم تناوله بالنقد
والتحليل من قبل أهم المجلات السينمائية في العالم باعتباره من
أبرز 10 أفلام عرضت خلال الدورة السابقة لـ«كان» السينمائي، كما
أنه الفيلم الوحيد الذي حظي باهتمام دولي وقت عرضه في المهرجان
وأيضا عند عرضه في مصر، واتضح ذلك من خلال رسالة النجم العالمي توم
هانكس الذي طالب جمهوره بمشاهدة الفيلم، والشيء الآخر أن الفيلم
عرض بالفعل في فرنسا وسيعرض خلال الفترة المقبلة في عدد كبير من
دول العالم مما سيسهل مهمته بشكل كبير في الأوسكار.
وبالتالي لم يعد الجدل حاليا بخصوص المستوى الفني للأفلام ولا عن
الشروط الصارمة التي تضعها أكاديمية الأوسكار من أجل الوصول إلى
القائمة القصيرة التي تضم 5 أعمال، ولكن يكفي معرفة أن تاريخ
إسرائيل في الوصول إلى هذه القائمة لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية
يعتبر حافلا مقارنة بحظوظ الدول العربية، فالسينما الإسرائيلية
وصلت 7 مرات للقائمة القصيرة منذ عام 1965 رغم أنها لم تتوج
بالأوسكار ولا مرة، ويبقى السؤال مطروحا هل يمكن لفيلم عربي الوصول
الي هذه القائمة، ويزيد من مرات منافسة الدول العربية، أم تشكل
اسرائيل المفاجأة بفيلمها الناطق بالعربية، وتحرج مشاركات الدول
العربية هذا العام؟!.
أوسكار أفضل فيلم أجنبي
تمنح أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأميركية جائزة الأوسكار
لأفضل فيلم بلغة أجنبية منذ عام 1945، وحددت الأكاديمية الفيلم
الأجنبي بأنه أي فيلم طويل (أكثر من 40 دقيقة) وينتج خارج الولايات
المتحدة ولا تكون الإنجليزية لغة محادثته الرئيسية، وتأتي إيطاليا
في مقدمة الدول التي فازت أفلامها لجائزة الأوسكار في هذا المجال
حيث فازت 10 مرات من أصل 27 ترشيح، وتليها فرنسا بـ 9 جوائز من أصل
34 ترشيح.
1
ـ «بركة يقابل بركة» ـ السعودية
كوميديا رومانسية، حول قصة حب بين عاشقَين في المجتمع السعودي،
ويتحايل الاثنان على التقاليد والعادات، مستعينين بوسائل الاتصال
الحديثة والطرق التقليدية للتواعد. وهو من إخراج وإنتاج محمود
الصباغ، وحل ضيفا على مهرجان بريلين السينمائي خلال دورته الـ66.
2
ـ «كتير كبير» ـ لبنان
من إنتاج لبناني- قطري مشترك، وتدور قصته حول شقيقان يعملان في
تجارة المخدرات خلال عملهم في إحدى مطاعم البيتزا في بيروت، إخراج
ميرجان بوشعيا، وحاز على جائزة النجمة الذهبية في مهرجان مراكش،
وأفضل مخرج في الصين وجائزة لجنة التحكيم في سويسرا.
3
ـ «اشتباك»
ـ مصر
تدور أحداثه حول الفترة بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، داخل عربة
الترحيلات التي تتبع الشرطة بعدما جمعت ما بين المؤيدين
والمعارضين، وذلك بعد خلع الرئيس السابق محمد مرسي، وهو من اخراج
محمد دياب، عرض في مهرجان كان، وصُنف ضمن أقوى 10 أفلام سينمائية
فيه.
4
ـ «مسافة
ميل بحذائي» ـ المغرب
دراما اجتماعية تغوص في العالم النفسي لأطفال الشوارع، وصراعهم مع
محيط مجتمعي لا يفتح أمام هذ الشريحة باب أمل في المستقبل. من
اخراج سعيد خلاف، حصد مجموعة من الجوائز أبرزها الجائزة الكبرى
للمهرجان الوطني المغربي للفيلم بمدينة طنجة، وجائزة تحكيم خريبكة.
5
ـ «الكلاسيكو» ـ العراق
شاركت دبي في إنتاجه من خلال صندوق إنجاز، وهو من إخراج هلكوت
مصطفى، يتحدث عن حلم قزمين يودان اللقاء باللاعب الدولي كرستيانو
رونالدو ويذهبان الى اسبانيا كى يقدما له هدية، عبارة عن حذاء شعبي
يحاك من الصوف ومنقوش عليها اسم النادي الذي يلعب فيه كرستيانو.
6
ـ «3000 ليلة» ـ العراق
إنتاج أردنى فلسطينى فرنسى لبنانى ويروى قصة مدرسة فلسطينية تضع
مولودها الأول فى سجن إسرائيلى، فتواجه أصعب التحديات من أجل حماية
ابنها والحفاظ على بصيص من الأمل، وهو من اخراج مى المصرى،فاز
بثمانى جوائز، وأقيم العرض الأول له في مهرجان تورنتو.
7
ـ «البئر» ـ الجزائر
يتناول هذا الفيلم في 90 دقيقة، رؤية جديدة لتاريخ حرب التحرير
الوطني ومعاناة سكان قرية تقع بالجنوب الجزائري كانت تعاني من
الحصار وندرة المياه، وهو من اخراج لطفي بوشوشي، وحصد عديد الجوائز
الوطنية والدولية، تم إطلاق صفحة فيس بوك تضامنية مع فيلم البئر.
8
ـ «يا طير الطاير» ـ فلسطين
مستوحى من قصة نجم الغناء محمد عساف منذ انطلاقه من غزة، والصعوبات
التي واجهها للوصول إلى النجومية عبر برنامج «أراب آيدول» وتحقيق
الحلم. وهو من اخراج هاني أبو اسعد، ومع هذا الفيلم تكون فلسطين قد
تقدمت بتسعة أفلام عن فئة الفيلم الأجنبي للأوسكار منذ 2003.
9
ـ «زهرة حلب» ـ تونس
من بطولة النجمة العربية هند صبري، ويروي قصة أم تفقد الاتصال مع
ابنها بعد مغادرته الى سوريا ليشارك بالقتال هناك، وهو من اخراج
رضا الباهي، وسيفتتح فعاليات أيام قرطاج السينمائية نهاية هذا
الشهر، احتفالا بخمسينيتها، وعرض مؤخرا في قاعة المركز الثقافي
نيابولـــيس بنـــابل.
10
ـ «على حلة عيني» ـ تونس
يروي قصة الشابة فرح التي أدى انضمامها إلى فرقة موسيقية ملتزمة
إلى مواجهتها لجملة من المحظورات لم تكن في الحسبان لكنها ترفض
السكوت وتتمرد على الوضع، وهو من اخراج ليلى بو زيد، ونال جوائز في
عديد المهرجانات مثل دبي البندقية وتورنتو ونامور وسان جان دولوز.
11
ـ «عاصفة رملية» ـ اسرائيل
فيلم
«ساند ستورم» يتناول حياة أسرة بدوية عربية مهمشة داخل المجتمع
الإسرائيلي، وهو دراما نسائية، باللغة العربية، للمخرجة إيليت
زيغزار، وبدأ عرضه حاليا في صالات السينما بالولايات المتحدة وحصد
جائزة لجنة الحكام العالمية في مهرجان صندانس السينمائي هذا العام. |