أحمد حلمي يروي لأول مرة لقاءه مع سيدة الشاشة
ومشروعه الذي سيجمع بين فاتن وعمر !!
(2)
طارق الشناوي
■
إكتشفنا بعد ذلك أن حسابات سعد هي الصحيحة «اللمبي» كسر الدنيا؟
طبعاً «اللمبي» حقق مالا يتوقعه أحد في السينما أنا أرى أنها حالة
من الحالات غيرالمسبوقة أنك عندما تتجول في الشوارع تجد محلات باسم
«اللمبي» تجد مقاهي بإسم «اللمبي»، اللمبي أصبح موجوداً بشكل ملحوظ
وغير طبيعي.. هو عمل شيئاً حتى في الرقم «الإيرادات» لم يسبقه أحد
«كان أسطورة» أقصد أنه عمل إنفجار.. أنا لم أقدم على الإنفجار
وقتها .
■
أتذكر أنك عندما سئلت عن الرقم الذي حققه محمد سعد وهل طموحك أن
تصل إليه قلت ليس الآن؟
مضبوط لم تكن الأرقام في حسباتي على قدر ما أحسب قيمة العمل ذاته
والإستمرارية، وقبل ذلك أن أكون مهيئا لتحمل تبعات هذا النجاح
الرقمي غير المسبوق الذي حققه سعد.
■
فيلم ((سهر الليالي ))بطولة جماعية هل ترددت في الموافقة عليه؟
لا توجد مشكلة ولكن جميع أبطال العمل لم نقبل في البداية العمل في
فيلم «سهر الليالي».. ولا مني ولا فتحي عبدالوهاب ولا شريف كلنا
رفضا.. لأن وقتها كان وقت الإحتكار في السينما منْ مع إسعاد يونس
ومن مع محمد حسن رمزي.. وفجأة وضعنا في مأزق، قرأنا الفيلم وهذه
كانت بداية معرفتنا بالمخرج هاني خليفة.. ماهذا الفيلم.. الفيلم
حلو جدا والورق والشخصيات ولكن يظل المخرج بالنسبة لنا مجهول؟
وعندما جلسنا معه إتضح لنا أنه فاهم جداً وعنده الكثير.
■
أنت تزوجت «منى» وهي أكثر نجومية منك؟
طبعاً بكثير هي كانت بمثابة الحلم ومازالت (( فيديت)) السينما لهذا
الجيل.
■
كان اسمها في سوق السينما يسبق أحمد
حلمي ؟
لا توجد مقارنة «أنا قاعد على القهوة» وهي بالنسبة لي كانت حلم
وكنت لا أحلم حتى أنني سوف أقابلها.. كنت لا أعتقد أنني سوف ألتقي
بها في يوماً من الأيام ولست أنا فقط بل جميع الشباب.. أتذكر عندما
أصيبت في حادث «حادثة ظهرها الشهيرة»كنت حزين وقتها وكنت أري آخرين
يتملكهم الحزن من أجلها حقيقي أنا لا أتحدث من منظور أنها زوجتي
أنا لاأجاملها كانت هذه الأحداث قبل زواجنا.. أتذكر أيضاً عندما
كنت أجلس على المقهي كنت أتحدث مع صديق لي عن «مني» وأنها جميلة
إلى هذا الحد قال لي «أنت هتتجوز منى».. صديقي اسمه «محمد بيومي»..
وبعدها فجأة كانت بداية ظهور الموبايل ذهبت لحضور مسرحية لـــ«محمد
صبحي» «لعبة الست» و«كارمن» وكنا نترك الموبايل قبل الدخول وفجأة
رأيتها وهي تأخذ الموبايل الخاص بها وكانت ترتدي فستان «لبني»
فكلمت صديقي قلت له رأيتها قال لي كلمتها قلت له لا «أكلمها أقول
لها إيه أنا مين».. إلى أن شاء القدر بعد ذلك فإلتقيت بها عند
أستاذ «محمد فوزي» المنتج كلمني كي أعمل مسرحية.. وأثناء وجودي
عنده قمت كي أفتح الباب ورأيتها أمامي ... فإرتبكت.. ومن هنا بدأت
علاقتي بها كصداقة كنا سنعمل معاً مسرحية «شقاوة» ثم ألغيت ثم
بدأنا نتحدث كأصدقاء ثم عملنا سوياً «عمر 2000»
■
«عمر 2000» لم يكن بينكم أي شيء؟
لا إطلاقاً أنا فقط كنت معجب بها ،لكنها لم تنتبه بالمرة، كنت في
مرحلة أتساءل فيها هل أنا معجب بها كفنانة مثلما أحببتها قبل أن
أراها أم أنني أحبها حقاً.. فكان لابد أن أصل لإجابة من أعماقي
أولاً.. وكي أجد إجابة لابد أن يختفى جزء الفنانة المشهورة داخلك
وكي أصل لذلك فكان من المنطقي أن أتقرب منها ونصبح أصدقاء قريبين..
هنا تبدأ تقول أنا أحبها أم أنه اعجاب، وهل هي كانت الرهبة مثل
رهبة شخص مشهور تريد أن تراه وتتعامل معه على أرض الواقع وعندما
تراه تظل الرهبة موجودة إنما عندما تسافر معه ستزول كل هذه الرهبة
ووقتها يصبح صديقك.. هذا الذي كنت أريد معرفته ولذلك كنا أصدقاء
فترة إلى أن تأكدت من مشاعري تجاهها «أنا أحبها» وهي كانت لها ضلع
قوي وقتها عندما قالت لي لا تتردد إعمل الدور في «آسف على الإزعاج»
وكان لها ضلع قوي عندما قالت لي أنت «مس كاستنج» _ الدور لايناسبك
_ في «عسل أسود»، قلت في نفسي «ما كل هذا الإحباط» ،قالت لي أنا
شايفة كده ازاي تؤدي هذا الدور.. تكسير وإحباط منها.. قلت لها
ماالحل وماذا أفعل.. قالت لي من سيؤدي الدور لابد أن يكون قد عاش
في أمريكا فترة ما ..غير إن اللغة وتلك التفاصيل كانت تُشكل عامل
مهم جداً في نجاح الفليم.. قلت لها إذاً سأعتذر قالت لي هل هذا هو
الحل.. إبحث عن طريقة.. قلت لها أي طريقة وانت تقولين لي فكر
«بالأمريكاني» قالت لي إذاً إبحث عن أحد أمريكي.. وكانت هي مفتاح
التحدي الذي تسبب في «رعبي» من الدور لدرجة إني لازم أعمل الدور
على أكمل صوره.. وكانت هي صاحبة فكرة إني لازم أشوف شخص أمريكي..
وأتت لي بشخص أمريكي مصري عاش في نيويورك وبعد أن جلست معه تعلمت
منه الكثير عن طبيعة الدور الذي سأؤديه في «عسل أسود».. وأيضاً
كانت هي صاحبة فكرة الشعر الطويل.. وفهمت هي لماذا قالت لي ذلك من
البداية.. أنا لا عشت في أمريكا ولا سافرت أمريكا وبالتالي الشخصية
كانت ستصبح خارج احساسي هي لها الفضل في نجاحي ونجاح دوري في فيلم
عسل أسود.
أما في «سهر الليالي» قالت لي «منى» بعد تردد وتفكير عميق، نعمله
وافق الدور جيد قلت لها أنا أيضاً أرى ذلك ،وكنا جميعاً نعلم أن
الفيلم سيعرض فترة ثم ينتهي من السينما سريعاً ولن يجد سوى
الفضائيات وقد خيب ظنونا جميعاً وقد أحدث ضجة ونجاح جماهيري ضخم.
■
حصلتم أكثر من مرة على جوائز للأبطال الثمانية في دمشق وباريس؟
نعم وفي «مهرجان روتردام للفيلم العربي» لفينا به وكان مرشح
للأوسكار كأفضل فيلم «أجنبي».
■
عندما تتعارض حساباتك الرقمية مع الإيرادات في عمل فني ما ماهو أول
قرار يطرأ في خاطرك؟
«إكس لارج» كنت متوقع نجاحه وليس الرقم فقط وكم سيأتي بإيرادات ومع
ذلك إكس لارج حقق 35 مليون من الإيراد الداخلي.. ولو أضفنا له
التوزيع الخارجي سوف يصبح الرقم 50 مليون أنا نفسي كنت لا أحلم
بهذا الرقم، عملي كله كان مع المنتج «وليد صبري» فكان مهتم بجزء في
التوزيع فكانت تحقق له ربح وتفيده في التوزيع فكان دائماً يقول لي
نحن دائماً ولله الحمد نصعد سلم.. منذ البداية في «ميدو مشاكل»..
ومن قبلنا «محمد فؤاد» حقق ضجة في «رحلة حب» 800 ألف جنيه، وهذا
كان رقم مذهل وقتها، ومن بعده حققنا في «ميدو مشاكل» مليون وخمسين
ألف ومن بعده يطفو فيلم آخر على القمة فيحقق أكثر إلى أن جاء علينا
وقت وحققنا 3 مليون ونصف في «إكس لارج».
■
في اليوم؟
نعم.. هذا ليس معتمد فقط على نجاح وقوة الفنان أو البطل ولكن إزداد
الإيراد مع تزايد عدد السينمات وعدد جمهور السينما وزيادة في ثمن
التذكرة .
■
لكن في كل الأحوال كان فارق ملموس وقفزة رقمية واضحة؟
طبعاً.. مع كل عمل نتقدم خطوة.. لو قارنا ما حققه «إكس لارج»
3مليون ونصف هم نفس المليون وخمسين الذي حققه «ميدو مشاكل».
■
مع الفارق الإقتصادي في كل شيء؟
بالضبط.. مع تزايد الجماهير وإقبالها، المشاهد يدخل أكثر من مرة.
فأنا قبل العرض لا أستطيع أن أحدد ما سيحققه الفيلم بالضبط.. لكن
عندي إحساس أن هذا الفيلم سينجح وسوف يحقق أرقام.
■
طبعاً «إكس لارج» كان مغامرة نظراً لأن الفنان خاصةً الكوميديان
قوته تتجسد في وجهه وأنت تضحي بوجهك في «إكس لارج»؟
لم يكن في تفكيري.. ولأني لم أفكر فيها لم أخف من التجربة ،لكن
فجأة عندما تذكرت فيلم «»Eddie
Murphy
الذي كان يؤدي دور شخص سمين وجدت جزء منه
صغير.. فقلت لا توجد مشكلة ليس بالضرورة أن أؤدي دورين واحد سمين
والآخر على طبيعتي المهم الجمهور يحب الفيلم أنا سمين في الفيلم..
بروحي بإيفيهاتي هذا هو المهم.. «شريف عرفة» قال لي أهم شيء في
الفيلم إن الناس تحب الشخصية.
الحمد لله أنه لم يتطرق إلى ذهني فكرة أني غير موجود.. عندما رأت
أمي صورتي أثناء البروفات لم تتعرف عليّ، فهذا كان من الممكن أن
يشعرني بالقلق والخوف إلى أن حجبت الصورة وتركت العينين فقط فأصدرت
«صرخة» أنت ده ..
أحياناً المغامرة تكون مثل القفزة بها متعة كبيرة ..من الممكن أن
تستمتع إلى أبعد حد ومن الممكن أن تظل كما أنت تكتفي بالمشاهدة لكن
النتيجة تعتمد عليك.. تبذل كل ما بوسعك كي تستمتع إنما إذا حدث شيء
غير متوقع خلاص لكن المغامرة والإختلاف مهم في كل مرة فحاول أن
تجدد دائماً كي تستمتع أكثر.
■
قال صلاح جاهين.. أنا أشهر لكن ليس بالضرورة أن أكون الأشطر..
وكانت هذه مقارنة مع فؤاد حداد.. قال أن حداد أشطر مني في الشعر
لكن أنا الأشهر عند الناس ؟
مجرد أن تعلم أنك لست الأشطر ستصبح الأشهر.. وتزيلها من عقلك.. لأن
كونك قلت لذاتك وواجهتها أنك لست الأشطرحينها ستصبح شخص سوي ويهدأ
غرورك.. شهرتك ممكن أن تأتي من إقتناعك إنك لست أشطر شخص، عن نفسي
أنا برسم هل أنا أشطر شخص يرسم مستحيل إذاً لو آمنت بذلك ستوظف
تفكيرك وتركيزك وكيانك فيما تصنع ووقتها فقط ستحقق ذاتك وهذا هو
التميز والشهرة كن أنت تكن أشهر.
■
الكوميديا لا تتسم بالبقاء لفترة طويلة لدى الجمهور، ولهذا لا
يستمر على القمة نجم الكوميديا طويلا، مثال على ذلك إسماعيل يس
كسرّ الدنيا ومع الوقت أدار الزمن له ظهره وفي جيلك هنيدي وسعد
كانا في القمة لكن تراجعوا بعض الشيء ألا تخش من الغد؟
لا يصل عندي لدرجة الخوف لكن أتمنى ألا أتراجع.. في فرق إنك تخاف
وتظل مكانك وإنك تريد أن تكمل في طريقك، أنا أفكر طبعا للزمن
القادم وأحاول أن أقرأ مفرداته جيدا، حتى أواصل رحلتي مع الناس.
■
مزاج الناس سريع التغيير ،الإيقاع ممكن أن يختلف من جيل إلى أخر
وبالتالي لا شعورياً ممكن أن يطالبوا بنموذج آخر؟
مضبوط لكن الضحك قواعده ثابتة لا تتغير أشكالة ولكن طريقة تقديمه
هي التي تتغير.. مثلاً كان العقاد ذكر في كتابه «جحا الضاحك
المضحك» من أين يأتي الضحك وما هي أسبابه.. فتكتشف أن الضحك سببه
فسيولوجي شيء ما في تكوين الإنسان وقد شرح هذا بتحليل عميق وهو كسر
المشاعر عن إتجاهها الحالي أي خارج النمط مثال على ذلك أثناء
التصوير لو قطة مرّت ستوقف التصوير ويأتي لك شعور بالضحك على
الموقف مثل ما يحدث في الجنائز إذا حدث موقف مفاجئ يتسبب في الضحك
وهو عكس شعور الحدث إذاً أن كسر إتجاهك العاطفي الحالي بعكسه
والأنتقال في المشاعر يتسبب في الضحك.. المشهد إختلف ولكن أساسه
إذا كنت تعلم طريقة ضحكة ستري أنك ستؤثر على الجمهور وتجعله يضحك
سواء سنة 60 أو سنة 2000 أو في أي وقت.
■
طاقة الجاذبية من الممكن أن يفتقدها الفنان في لحظة أو حتي تقل
قدرتك على الجذب؟
لو أنت لديك الحضور والمعطيات الذي أعطاها لك الخالق وفقدت قدرتك
على الجذب لازم رقم واحد تعلم لماذا أنت فقدت هذه القدرة إذاً أنت
لا ترتدي ما يليق لك يصبح الخطأ أنت السبب فيه.. لو أنا عندي 60
سنة وأقدم دور شاب في الثلاثين يبحث عن عروس هذا لا يليق.. فلا
تلقي اللوم على الجمهور .
■
لو كان «إسماعيل يس» غيّر أدواره كان سيعيش فنيا؟
طبعاً بدليل أن الريحاني عايش ،الريحاني مختلف ما يليق لك بمعنى
إنك تواكب ما هو موجود.. لغة التخاطب تغيّرت وبالتالي لغة الفكر..
ولذلك أصبح السيناريو يقدم بنفس نوع التفكير للعصر الحالي.. فوجب
عليك أن تواكب ماتعيشه لا أن تظل في عالمك الخاص.. مثال على ذلك
الشهامة في وقتنا الحالي تغيرت عن ما مضى.. الشهامة الآن تختلف عن
تجسيد فريد شوقي لها فتكتشف أن الشهامة التي تراها الفتاة في البطل
تغيرت كثيراً نظراً لإختلاف الأجيال وتغيرت كل سمات العصر ذاته.
■
ذات مرة قال بيكاسو أن بعض اللوحات عليها اسمي ولكنها مزيفة هل من
الممكن أن تقول على عمل قمت به مزيف لا يعبر عني؟
لأ يوجد فرق كبير بين مزيفة أو أنني تسرعت في الإختيار أو تجسيد
شخصية ما أو كنت أتمنى أن أكون أفضل في هذا الدور .
■
أعني بكلمة مزيفة أنها مصنوعة وغير نابعة من داخلك؟
لأ بالمرة لم أعمل أي شيء له علاقة بالتزييف لا توجد عندي المقدرة
على ذلك.. لدي إرتباط وثيق بين التمثيل والرسم لا أستطيع أن أمسك
الفرشاة إلا إذا طغى إحساسي وسيطر على جميع حواسي «لا أستطيع أن
أرسم إلا إذا شعرت بذلك» ولذلك لم تكن لدي القدرة أو الملكة أن
أرسم لوحة لشخص طُلبت مني هدية.
■
ألم تقم بعمل دور لمجرد أنك تصنعه أولأنه طُلب منك؟
لأ
■
لكن ربما العمل في النهاية لا يخرج بالشكل الذي يرضيك لم يكن جيد؟
ممكن لم يخرج كما توقعت لكن في النهاية حينما بدأته فأنا أحببت
الدور والعمل ومن الوارد أن أكون أنا لم أجتهد ولم أدرس الشخصية
بالشكل الكافي.
■
لدي إحساس أنك تفكر أن تصبح مخرج لأنك لديك عالم خاص؟
مضبوط لكن أنا عندما أقوم بعمل من إخراجي سيكون فيلم واحد فقط
للأطفال والكبار.
■
أليس لديك من التنويعات الكثيرة التي تؤهلك لأعمال كثيرة كمخرج؟
نعم، بالطبع وسيكون فيلم أطفال وكبار هذا هو الفيلم الوحيد الذي
أريد أن أخرجه.
■
هل لديك تفاصيله؟
تفاصيلة وشكلة وقصته كاملة بل ولقطاته ،لكن مازال تجربة أراها
بوضوح ولكن هو يحتاج لنقطة انطلاق، هذا العمل سيكون تجربة مختلفة
ولن أكتفي بالإخراج فقط بل أريد أن أشاهده أيضاً قبل أن أخرجه
وكأنني أراه، يعني يعرض أولا على شاشة مشاعري الداخلية وبعدها أبدأ
في التصوير، هذا هو الهاجس والإحساس الذي يتوغل داخلي .
■
في هذا الوقت هل كانت لديك الخطة في التعلم وإعداد ذاتك كي تصبح
مخرج تتعلم مهارات وتقنيات التصوير؟
لأ إطلاقاً وليس عيباً، كل ذلك ليس مهم، المهم إحساسي الذي أريده
أن يصل ..سيصل بأي طريقة سواء كنت فاهم في تقنيات التصوير أو لا..
الإحساس أقوي وأهم من أن يكون لدي مهارات تصوير وإخراج دون إحساس
يصل للمشاهد.
■
ألم تفكر في أن تجمعك بطولة مشتركة مع منى؟
هذه «أمنية حياتي» و«أمنية حياتها» وكتبت فيلمين تأليفي واحد منهم
مع «طارق العريان»، طارق صديق مقرب لنا ويعرفنا جيداً ومخرج شاطر
كما أنه يأتي لك بمستوى لا تتوقعه.
■
لديك سيناريوهان من تأليفك هل طارق متحمس لهما؟
هو متحمس لواحد فقط.. قلت له أريد عمل يجمع بيني أنا ومنى فيلم
ومسلسل وإتفقنا على ذلك. بمشيئة الله سيكون في القريب ولكن القريب
هذا في خلال ثلاث سنوات مثلاً.
■
لماذا حضورك قليل في التليفزيون وهل هذا عن سبق إصرار وخوفك من
مقولة أن التليفزيون يحرق النجم؟
أنا كنت أقف أنا وزملائي في مكان وفجأة جميعهم تركونني وذهبوا
لمكان آخر __ ملحوظة حلمي يقصد توجه كريم والسقا للدراما _ فوجدت
نفسي أقف بمفردي «فقلت الله أنا واقف لوحدي في المكان ده» بمفردي
ولكن هم أيضاً يصنعوا سينما لكن وجودهم على الجانب الآخر صنع
تميزاً لي.. جميل خليني واقف بمفردي وارد عندما تهدأ الحياة قليلاً
أذهب أنا على الجانب الآخر، إذاً أستمرعزز نفسك أنا هنا مختلف..
الجزء الآخر الذي أراه أكيد إذا قمت بعمل مسلسل لن أحترق، ولكن
مستحيل أن أجمع بينه وبين فيلم في العيد مثلاً.. لازم يكون مسلسل
فقط هذا العام وتقليلي من البرامج لأني فجأة عندما أقلّب في
الفضائيات أري هنا فيلم وهنا فيلم آخر وهنا فيلم فأصبحت متواجد
بشكل مبالغ فيه.. بالرغم أن بعض الأشخاص قالوا لي أن «الميديا»
أصبحت هكذا الآن لا يوجد شيء اسمه فنان يحرق نفسه بالظهور
المتكرر.. لأ طبعا أنا لا أرى ذلك أنا ضد الظهور الكثير للفنان
وأرى ذلك في النجوم في الدول الأخرى النجوم مقننين تواجدهم في
«الميديا».. وأنا أرى أن ذلك هو الأفضل.
■
الطاقة الزائدة في الظهور الكثير مهدرة للفنان ويجب الإستفادة منها
في عمل يعيش؟
طبعاً لأن لو أطلقت العنان للظهور الكثير أصبح لدي واجب أن أرضي
الجميع في الظهور معهم في البرامج وسيحدث صراعات وخصومات.. أنا
أغلقت هذا الباب كي لا أغضب أحد.
■
هل ترى أن لغة وأسلوب «عادل إمام» إستمر40 عاماً على القمة الرقمية
ممكن أن يصبح هدفاً بالنسبة لك؟
أنا أمنية حياتي أن أحقق المعجزة التي حققها «عادل إمام» فهو صانع
معجزة ومازالت المعجزة مستمرة.
■
معك حق حتي وإن أختلفت معه في عدد من أفلامه لكن أن تظل أربعين
عاماً أنت الأول في الميديا جميعها سينما مسرح تليفزيون هذا انجاز
غير مسبوق؟
وفي الوطن العربي كله.. ثم أنه خرج عن القاعدة كلها كسرها حتى في
الخارج أيضاً لا يوجد فنان مثله يستمر نجم أول كل هذا الزمن.
■
لا يوجد أحد في مثل هذا العمر ويظل محتفظ بنجوميته.. ممكن أن تصبح
فنانا عظيما مثل «جاك نيكلسون» لكن لست الأول رقميا؟
لا يمكن فلا يوجد أحد يظل كل هذا الوقت لكن عادل إمام كسر القاعدة
ولا تزال الناس تقول إنك تذهب مخصوص لفيلم «عادل إمام» ،السينما
طوال عمرها شبابية إذاً هو نجاح استثنائي خارج القاعدة المستقرة..
فطبعاً هذا حلم بالنسبة لي أن أصل لهذه المكانة وأن يظل التواصل
ممتد مع الناس.
■
تجربة «إسماعيل يس» تضحكك إلى الآن؟
لأ أشياء وأشياء كل ماهو تشابه أو رأيته عمل شبهه خلاص عرفته إنما
توجد أشياء مختلفة فهذا هو الذي يضحكني
■
لكن مازال الأطفال يفضلون «إسماعيل يس»؟
أنا بحاول طول الوقت أجعل أطفالي يشاهدون هذه الأعمال بالرغم أنهم
في جيل آخر لا أحد يستطيع ينكر أن إسماعيل يس مدرسة مستقلة
بذاتها.. لكن ماأقصده إنك تضحك حتى هذه اللحظة سؤال صعب.. أنت رأيت
كثيراً هذه الأعمال فيوجد جزء أنك تعرف جيداً الفيلم وتحفظ تفاصيله
ليس كما تشاهد عمل لأول مرة.
■
نجيب الريحاني في «غزل البنات» أنت شاهدته كثيراً هل يضحكك؟
أيضاً يضحكني لكن ليس بنفس القوة كما لو أنك تشاهد العمل لأول مرة
لكن تبتسم.. أيضاً هذا مدرسة وإسماعيل يس مدرسة أخرى ولكن ضحكك ليس
كما لو كان لأول مرة.
■
من هو الكوميديان الذي شعرت أنه ظلم عبر التاريخ وتشعر أنه يجب أن
يكون نجاحة أكثر من ذلك بكثير؟
كتير.. نحن كان لدينا الكثيرين الذين لا يمكن أن يعوضوا «حسن
عابدين» و«ابراهيم سعفان» ممكن لم يكن معهم الحظ في أدوار كبيرة
و«سعيد صالح» مع أنه نجم ولكن كنت دائماً أشعر أنه كان يجب أن يكون
أعلى بكثير.
■
هل هنا فكرة توظيف الموهبة مع عقل يديرها وهل كان سعيد صالح ليس
لديه هذه القدرة العقلية لفن إدارة الموهبة؟
طبعاً وممكن تكون حياته ملخبطة أو لم تعرض عليه أعمال كويسة أو
وارد تكون لديه ظروف، لا أقصد هنا الفنان سعيد صالح رحمة الله عليه
تحديدا.. يوجد فنان يشعر بالشيء لكن لازم أن يقول له أحد لا تقبل
هذا الدور.. هي صعوبة أنك تكون عارف أنا أقرر أو محتاج لشخص يقرر
لي وأن تعلم جيداً هل أنت تصلح أن تكون مدير أو أن تكون مُدار
وتنجح جيداً الحكاية تعتمد على ملكة الإختيار والقرار.
■
في ظل الزخم السياسي الحالي ما هو موقفك منذ بداية الثورة؟
كنت متفرج
■
«منى» كانت أكثر منك إيجابية وكانت سباقة في تأييد 25 يناير؟
أكيد أنا وقتها كنت في دبي ولم أصدق أنه توجد ثورة وقد ساهمت في
أجزاء ثم بعدها جلست متفرجاً مرة أخرى لأني شعرت أنني لا أفهم أي
شيء بمنتهى الأمانة وكي أفهم جيداً فكان لابد أن أقرأ كثيراً في
التاريخ وإكتشفت أنني أساساً لست ديمقراطياً في أرائي الشخصية..
فكيف لي أن أطالب بالديمقراطيه وأنا غير ديمقراطي .تناقض.. فأحاسب
نفسي كيف أنتقد ما أنا عليه.. وأجلس مع شخص ويقول لي الفساد الفساد
الفساد، ولكن كيف نواجه الفساد أي ما كان حجمه ونحن نمارسه أحيانا
.
■
هل كنت مؤيدا لثورة 25 يناير وكان لك فيلم يعبر عن الثورة وهو «18
يوم»؟
نعم.. أنا قمت بعمل شيء رأيته حقيقي وصادق.
■
هذا الفيلم لم يعرض تجارياً حتى الآن ولكنني رأيته على هامش مهرجان
كان 2011؟
الفيلم بالنسبة لي يعبر عن الوقت الحالي وعن الحالة الآن وهو يعبر
عن جيل لا يعلم مايدور حوله لايوجد عنده وجهة نظر ولا رؤية
مستقبلية ولا يفهم ما حدث في الماضي، الشخصية التي أديتها كانت
لرجل الأشرطة التي يسجل عليها كانت لأبيه.. السادات وعبدالناصر
..هذا هو الحال الذي أكاد أكون أعيشه مع معظم جيلي.. بمعني أكثر
دقة «هذا الجيل الغير واع لما يحدث حوله حتي أنه لا يعرف معني
كلمة»أجندات«هذا هو الحال الذي كنت عليه.. وكي أقوم بعمل شيء
والتعايش مع دور وكلمات لا أعرفها كان لابد أن أفهم وأدخل في
مناقشات مع ناس وأن أقرأ كثيراً كي أفهم وأعرف معني بعض الألفاظ.
وإكتشفت بعض ما يرددون الحديث ولهم وجهة نظر أو ممن يدعون ذلك ليس
لديهم وجهة نظر ولا هم على قدر من الكفاءة التي تجعل البعض يستمع
إليهم وأن كل مايدور هو تحصيل حاصل من تأثير بعض القنوات والناس
تردد مايسمعون.. حتى أنك تكتشف أن بعض الكلمات كانت لا تقال في
القنوات مثل»حكومة تكنوقراط«ما معناها؟؟ وغيرها من الكلمات إنما كي
أعرف أفرق بين حكومتين حكومة شمولية وحكومة تكنوقراط لابد أن أكون
قاريء جيد ومثقف حقاً وأن أكون ملم بالحالة السياسية داخلياً
وخارجياً وتاريخياً ثم بعد ذلك يحق لي أن تكون لي وجهة نظر مبنية
على أسس.. إنما تقول لواحد عبدالناصر أو السادات وترى أن كل الناس
تتحدث وكأنها تفهم جيداً سياسة ومن الممكن البعض لا يعرف أساساً ما
هي إنجازات عبدالناصر أو السادات وهو حتى لا يعلم عنهم غير أنهم
كانوا رؤساء لمصر فقط.. وهذه هي المشكلة.. الجميع يتحدث ولا أحد
يُنصت.
■
هل ممكن أن تقول رأيك السياسي بدون خوف من أن تدفع الثمن إذا كانت
داخلك القناعة بهذا الرأي؟
لو الإفيه الذي أقوله في يوم من الأيام سوف يضحك عليه ليبرالي ولا
يضحك عليه آخر سلفي ممكن أقول رأيي السياسي.. لو قلت عملت مشهد في
فيلم من أفلامي مرة أثر في واحد شيوعي ولم يؤثر في آخر متصوف أو
يساري.. هنا ممكن أقول رأيي السياسي مباشرة.. إذا كان لديك شئ من
خلاله تستطيع أن تصل لكي الأطياف، ويفهمونها جيداً وتؤثر فيهم ومن
الممكن أن تزيل الخلاف بينهم ..إحجب رأيك الذي يكاد أو من المحتمل
أن يزيد الخلاف أكثر أو يجعل طائفة تدير لك ظهرها ..إستمر فيما
لديك من لغة تستطيع أن توجه بها ما تريد لكل الناس ويتقبلونها دون
أن يعرفوا أنك مع فئة أو مع أحد ضد آخر.
■
ألم تخف من عقاب الدولة إذا قلت رأي لا يتوافق مع السلطة السياسية؟
لأ.. لأنني ليس همي الحكومة ولا الدولة كل مايشغلني هم الناس ما
أشعر به أن الناس تحصل على كامل حقوقها ليس أن أخبط في حكومة..
أفعل ذلك عندما أغير شيء ليحقق إفادة للناس مثل ..الفيلم الفرنسي
«بلديون» عندما شرع هذا الفيلم قانون له علاقة بمن هم على المعاش
ومصابين الحرب في فرنسا.. أنا أفعل مثل ذلك.. وهذه هي القوة.. أنت
معك قوة وهي أن يجتمع عليك الجميع ولست متحول أو أنك «ترقص على
جميع الحبال» بل أنك فنان ..وحتي المتعصب أنت تسطيع أن تصل إليه من
خلال فنك.
■
هل تستطيع أن تشارك في مظاهرة سياسية ولها موقف وهذا الموقف أنت
متبنيه وتراه صواب؟
سأشارك طبعاً إذاكان هذا التظاهر له علاقة بصالح وطني مصر وأكون
فاهم صح ووجهة نظري صحيحة.
■
ستتحرك وقتها وتأخذك الحماسة ولا تقل سأعبر بالفيلم؟
لألأ.. بالرغم أنني أرى أن تعبيري من خلال فيلم أقوى.. لكن في هذه
اللحظة سأكون متحيز وأشارك.. وممكن ألا أشارك ميداني وأقود مظاهرة
في فيلم.. بمعنى أن مشاركتي لها معني وهو أنني سأجذب ناس معي فلابد
أن أعي جيداً ما المطلوب وما الهدف وراء هذا التظاهر وأن يكون سبب
يستحق من أجل وطني والناس.
■
وقت الثورة أقصد 25 يناير ..بمعني أن «منى» شاركت هل كنت ستشارك
منى لو لم تكن وقتها في دبي؟
ليس بالضرورة
■
وماذا إذا كانت «منى» لها وجهة نظر سياسية مختلفة أو العكس.. فهل
من الممكن إن حدث إختلاف في الآراء السياسية أن «مني» تنزل وأنت
تظل في المنزل أوالعكس؟
بالطبع.. عادي جداً.. هي عندما شاركت في البداية ورأت أن الدفة
تتحول في جهة أخرى عادت وتراجعت حين قرأت شيء لم تفهمه.. أما أنا
فمن الأساس كانت الرؤية غير واضحة لدي كنت لا أعي مايحدث.. لكن أنا
قلت في قرارة نفسي «ياسلااااام» كفاية.. فعلا فعلا كفاية أنا كنت
مستاء من الوضع.
■
أنت كنت في دبي وقتها؟ ومني هي التي شاركت؟
نعم.. وكنت أريد أن أنزل مصر ولكن كانت حركة الطيران متوقفة.. إنما
الناس نزلت لأنها كانت محتقنة وشعرت بالملل ..أنا كنت مستاء من
الشوارع المتكسرة ومن الذي يحدث في أقسام الشرطة وكنت عندما أرى
فيديو لأحد يهان ويعتدى علية بالضرب كنت أبكي وأشعر بالإستياء
والضيق لأنني أقول لنفسي أن هذا ممكن أن يكون أخي في مكانه.
وقت الثورة غلبتني سعادة كبيرة جداً قلت ياااه حالة البلد سوف تصبح
أفضل.. لكن أنا لدي رعب داخلي لأنني أعلم جيداً أنني لا أستطيع
قراءة الأحداث ولا توجد لدي الثقافة السياسية التي تكفي كي أعي ما
يدور حولي من أحداث.. إلى أن شعرت أن هناك شيء خاطيء يحدث أنا بدأت
بنفسي فرأيت أن أنا أساساً شخص غير ديمقراطي ..شعرت أن الوضع يحتاج
لرؤية وقراءة ثم تقل أنا هنا أكون رأي صائب.
لا يوجد لديك فكرة ما مدى سعادتي عندما أرى شخص يبدو عليه للوهلة
الأولي أنه متشدد على الرغم أنه ممكن يكون متسامح جداً وأطلق لحيته
سنة ليس أكثر ثم أراه يلفت إنتبهي بأجراس عربته وهو وأولادة وزوجته
المنتقبة يشيرون لي بإبتسامة وحب ثم تمر بعد ذلك عربية بها مجموعة
شباب يشيروا لي أيضاً.. هذه هي المعادلة الصعبة والتى يصعب
تحقيقها.
■
أنت تجاوزت كفنان يقدم رسالته للجمهور، الجزء الذي به توجه سياسي
لدى المتلقى سلفي أو شيوعي أو فلول أو حتي الطبقي سواء كانت الدنيا
أو العليا؟
بالضبط أنا أنتمي للإنسان عنه ومعه وإليه..أي شيء آخر لا يعنيني
ولهذا ترى جزء أساسي من أفلامي له علاقة بالجوانب الإنسانية.
■
30 يونيو و25 يناير الآراء التي مع أو ضد بالنسبة لك أنت لا تتأثر
بآراءهم أنت تقدم فن للجميع؟
أنا لا أستطيع أن أتحكم فيمن يراني ..، ثم أنا عائلتي يوجد بها
السلفى والإخوان والمتفتحين هذه هي العائلة لا أستطيع أن أتنصل
منهم أنا واحد من الناس وكنت في الجيش في يوم من الأيام وكان ممكن
أكون ميت كان ممكن أذهب أخدم في سيناء.. ثم أنني أحقق معادلة صعبة
وحين أقول للناس إسمعوني فيستمع إليّ الجميع دون أن يحدث خلاف أو
مشاجرات.. كل الآراء برغم إختلافهم إتفقوا عليّ من خلال أعمالي
وهذا أكثر مما أتمناه ويكفي أن أؤثر فيهم من خلال فني.
■
هل ممكن أن تقدم فيلم يأخذ موقف سياسي مباشر؟
هذا سؤال مطاط.
■
إذا كان فيلم يأخذ موقف سياسي مباشروإيجابي مع 30 يونيو و25 يناير
أو العكس هل تقدمه؟
لا مع ولا ضد.. لأنك ستعود لنفس النظرية هو لا أريد أن يصبح فني له
علاقة بأن يحدث الجدل.. أنت ترى اليوم الخلاف يصبح أنت راكب ماذا
وغيرك ماالذي يركبه وليس على موقف سياسي؟
■
لكن ممكن تقدم فيلم يرفع شعار الحرية للجميع؟
25 يناير كان فيه جزء له علاقة بالدفاع عن الحرية فأنا سأتحدث عن
هذا الجزء.
■
وفي 30 يونيو في ناس أردات أن تجعل من مصر دولة دينية أنت بالنسبة
لك مصر دولة مدنية؟
بالضبط سأتحدث عن أن مصر طول عمرها دولة مدنية وأنا لا لست ضد
الدين ولا الإسلام ولكن دائماً أدرجه للمعني العام هل هو حدث عربي
أم أنت تجهضه أم ترفع منه ولديك وجهة نظر ولكي يكون لديك وجهة نظر
وعندما يكون لدي القدرة على قراءة مايدور كي تصبع لدي وجهة نظر
صائبة.. أنا لا أريد أن أفعل شيء أندم علية، وكي تقول حرف لابد وأن
تقرأ 1000 حرف.. أنا عمري ما قرأت سياسة أنا قراءاتي كلها في الأدب
والفلسفة.
■
هل يوجد بينكم وبين هذا الجيل تواصل بمعنى أنك تستطيع أن تقول
لنجوم رأيك في عمل.. مثلاً كنت على خطأ هنا أو العكس وكان لايجب أن
تفعله أم أن الأمور ليست بمثل هذه البساطة؟
يوجد من تجمعني بهم هذه المساحة أن أقول رأيي بحرية ويوجد أيضاً من
أقول رأيي على حياد خوفاً أن يفهم حديثى ورأيي على غير ما أقصد..
السقا وكريم وسعد ومكي ورامز جلال تربطني بهم علاقة قوية تجعلني
أقول رأيي.. ولكن أنا عندما يعجبني عمل أحب أن أقول رأيي حتى لو لم
تربطني بهم علاقة قوية.
■
آخر شيء أسعدك من الأعمال الفنية؟
محمد ممدوح في«جراند أوتيل» كممثل محمد ياسين كمخرج في «أفراح
القبة» عمل شيء جميل جداً ولا أريد أن أتحدث عن «منى» لأن شهادتي
مجروحة فيها ولكنها أبهرتني.. محمد شاكر كمخرج في جراند أوتيل..
وصابرين كممثلة في أفراح القبة.
■
وماذا عن السينما في السنوات الأخيرة؟
السينما «الفيل الأزرق» لكريم عجبني جداً وما يلفت إنتباهي ويجذبني
بشدة التجارب الشبابية.. مثل «هيبتا» عجبتني الفكرة بالرغم أنني لم
أراه حتى الأن لظروف فيلمي الأخير لم أنتهي منه بعد.. ما سمعته وما
قرأته أحب أن أحلل ما يحدث حولي.. لماذا هذا لا يحقق النجاح بالقدر
الكافي وبجواره فيلم آخر حقق نجاح كبير ..وفيلم آخر سيء ليس به
دراما وحقق نجاح ساحق.. أشعر بحزن أحياناً على أعمال لم تحقق نجاح
بشكل مرضي مثل «قدرات غير عادية» لداوود عبدالسيد فأتساءل لماذا لم
ينجح يحتمل التوزيع أو شيء آخر.
■
لماذا أذن لم تلعب قبل عشر سنوات بطولة «رسائل البحر» لداوود؟
«رسائل البحر» كان لديه موقف بالنسبة لي أنه كان فيلم أحمد ذكي في
البداية.. وهذه الخانة لا يجوز الإقتراب منها.. يجوز لو لم أكن
أعرف أن هذا الفيلم لأحمد ذكي كنت قد قمت به.. لكن أنا كنت أعلم
ورأيته وهو يتحدث عن الدور.
■
لكن ممكن أن تشارك في هذا الإتجاه السينمائي مع مخرج مثل «داوود
عبدالسيد» لا يقدم أفلام تجارية وفي العادة لا تحقق أفلامه
جماهيرية طاغية في شباك التذاكر؟
نعم.. وفى الحقيقة الشيء الذي يطمئنني هو أن أستاذ داوود لديه
مساحة مرونة كبيرة ويعطيك مساحة أنك تقول رأيك ويسمعك ومن الممكن
أن يرحب برأيك وربما يرى أنه في السياق ولا ينقص من قيمة
السيناريو.
وهذا ما جعلني أندهش أن فيلم مثل «قدرات غير عادية» لم يحقق النجاح
الكبير على الرغم أنه يوجد به شيء يستطيع أن ينجح أي عمل وهو أن
عامل التشويق به كبير جداً.
■
قلت لاحمد حلمي ضاحكا في نهاية الحوار ربما لم يحقق النجاح بسبب
نظريتك «الشجرة أطول أم القطار أسرع»، أفلام داوود لها عالم خاص
محدد القسمات، لا ينطبق عليها توصيف الشجرة والقطار والناس في ما
يبدو تحب المفاجات؟
أجابني أفلام داوود عبدالسيد ينطبق عليها بشيء من التأمل نظرية
الشجرة والقطار!!.
وتركت حلمي وهو يحلم ويفكر ويخطط لأكثر من عشرة
أفلام معا ولكن لا تدري على وجه الدقة ما هو الفيلم الذي سيقدمه في
2017ليفاجيء به نفسه قبل جمهوره!!. |