إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في ضيافة الجمهورية
الأسبوعي :
شركة تسويق "وهمية" وراء غياب النجوم عن الدورة ال
38
مخرج "أيام المدينة" لم يلتزم بشروط المشاركة ..
ولا توجد تعليمات أمنية لاستبعاد الفيلم
أدار الندوة : ماجدة موريس
كتبها :رفيق أمين - خالد سعيد
شارك فيها : حسام حافظ - محمد الصناديلي - ياسمين
كفافي
لا يختلف أحد علي قيمة وتاريخ مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي الذي يعد واحدا من أقدم وأعرق المهرجانات
السينمائية ولايزال يحتل مكانته علي قائمة المهرجانات الأكثر
تأثيرا في العالم وفي إطار الاستعداد لاستقبال دورة المهرجان
الثامنة والثلاثين خلال أيام قليلة حرصت إدارة المهرجان علي تلبية
دعوة "الجمهورية الأسبوعي" لعقد ندوة في مقر الجريدة وقبل أن يتم
هذا اللقاء كان فريق العمل بالقسم الفني ل"الجمهورية الأسبوعي"
يستعد جيدا ويجهز أسلحته الصحفية والمعلومات الكافية من أجل مواجهة
إدارة المهرجان بكل ما يدور في عقول السينمائيين وجمهور ومحبي
المهرجان ويبحث عن أهم السلبيات ومواطن الضعف التي تحاصر دورة
المهرجان هذا العام.
في اللحظة التي استقبلنا فيها ضيوفنا الأعزاء
د.ماجدة واصف رئيس المهرجان والناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله
المدير الفني والناقد الفني مجدي الطيب مدير المركز الإعلامي
وعندما بدأت الأستاذة الكبيرة ماجدة موريس إدارة دفة الحديث وتدفق
الحوار وبدأت الندوة تحول الجميع صحفيين وضيوفا إلي مناقشة كل
التحديات التي تواجه مسيرة المهرجان وبحث الجميع بمنتهي الحياد
والجدية عن حلول فورية لكل هذه التحديات حتي تخرج الدورة القادمة
بالمستوي الذي يليق بقيمة وتاريخ المهرجان وفي نفس الوقت يؤكد علي
تعافي مصر من كل آثار توقف الحياة الثقافية والفنية خلال السنوات
الماضية بسبب الظروف الأمنية التي كانت حائلا دون وصول المهرجان
إلي النجاح في دوراته السابقة.
اتسم الحوار في الندوة بالصراحة وتدفق المشاركات
وإصرار الجميع علي تزويدنا واطلاع قراء "الجمهورية الأسبوعي" علي
تفاصيل الدورة القادمة وكذلك البرامج الجديدة التي أدخلتها إدارة
المهرجان هذا العام لتطوير الخدمات للجمهور والصحفيين وتسهيل
مشاهدة أفلام المهرجان ومن بينها الطفرة الجديدة في استخدام
التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في حجز مقاعد المشاهدة في دور
العرض المشاركة في المهرجان كما استعرض معنا الأستاذ يوسف شريف رزق
الله كل الأفلام الجديدة للمشاركة في دورة هذا العام وقدم مجدي
الطيب شرحا وافيا لكل ما يخص التعامل مع الصحفيين ووسائل الإعلام
لتغطية فعاليات الدورة القادمة وردت رئيس المهرجان علي كل الأسئلة
التي وجهها فريق القسم الفني بالعدد الأسبوعي خاصة بالنسبة لانسحاب
الرعاة وعدم وجودهم وكيف أثر ذلك علي ميزانية المهرجان والتي حالت
دون استضافة نجم عالمي كبير.. إلي تفاصيل الندوة.
·
من هي الشخصيات ضيوف الدورة "38" القادمة؟
** واصف: واجهنا بعض الانتقادات لعدم استضافة نجوم
من هوليوود والموارد المالية التي نعمل بها لا تسمح لاستضافة نجوم
كبار الذين تمنينا ان نستضيفهم لأننا نعلم المقابل المادي الذي
يطلبونه في حال الموافقة علي الحضور خاصة أننا ليس لدينا دعم من أي
رجل أعمال ونعمل بميزانية خاضعة للدولة وليس من حقنا استخدامها في
أجور النجوم ومع ذلك حاولنا ان يظهر المهرجان بالشكل الذي يليق به
وبعراقته.. وضيوف المهرجان هذا العام ستصل إلي 300 ضيف وهذا عدد
استثنائي كان النصيب الأكبر لعدد من المخرجين المهمين حول العالم
والذين سيكرمهم المهرجان بجائزة فاتن حمامة للتميز كما سنستضيف
المخرج الصيني "جيازان كي" أحد أهم السينمائيين في العالم. كذلك
استضفنا المخرج الألماني "كريستيان بيت زولد" الذي يتزعم الموجة
الجديدة للسينما الألمانية وهو رئيس لجنة التحكيم كما سيعرض له
مجموعة من الأفلام كما يشارك المخرج المالي "الشيخ عمر سيسو كو" في
لجنة التحكيم وهو من الشخصيات السينمائية الهامة في إفريقيا كما
سيكرم في افتتاح المهرجان إلي جانب عدد كبير من المخرجين وصانعي
الأفلام.
·
تتنوع طبيعة متابعي أفلام القاهرة السينمائي ما بين
مشاهد محب للسينما وآخر متخصص وغيرها من طبيعة الجمهور.. كيف تم
التعامل مع هذا الأمر في اختيار الأفلام؟
** رزق الله: نستهدف جميع الجنسيات وأنواع الجمهور
وكان لنا رغبة هذا العام في توسيع قاعدة الجمهور بحيث لا يقتصر فقط
علي من اعتاد الذهاب إلي مقر الأوبرا فأحيانا نجد صعوبة أو رهبة في
الذهاب لمشاهدة الأفلام هناك لذلك قررنا هذا العام أن تنقسم العروض
بين 10 دور عرض مقسمة بالتساوي بين قاعات دار الأوبرا ووسط البلد
لذلك لا يمكن اقتصار الجمهور علي النخب فقط فجمهور وسط البلد هو
جمهور من محبي الفن والسينما أيضا سيسعي إلي التردد علي العروض
لمتابعة أفلام المهرجان.
والحقيقة أننا واجهنا صعوبة بالغة في اختيار
واستقطاب الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان خاصة وأنها أصبحت
تشارك في الفترة الأخيرة نظير مقابل مادي نظرا لتسابق المهرجانات
علي استقطابها للمشاركة بها التي أصبحت كثيرة العدد ومنتشرة في
جميع الدول بكثرة.
·
كيف تتم عملية اختيار الأفلام التي ستضم فعاليات
المسابقات؟
** رزق الله: تتم عملية اختيار الأفلام عن طريق
مشاهدتنا المباشرة للفيلم في أحد المهرجانات أو قراءتنا عنه في
الصحف العالمية وفي تلك الحالة نطلب من شركة التوزيع المسئولة عن
تسويق الفيلم ارسال نسخة من الفيلم لعرضها علي لجنة المشاهدة
واتخاذ قرار بشأن مشاركته في المسابقات ثم نبدأ في التفاوض مع شركة
التوزيع الخاصة بالفيلم التي أصبحت منتشرة في الوقت الحالي والتي
أصبحت تطالب بمقابل مادي نظير عرض الفيلم في المهرجانات.. ورغم
الظروف المادية الصعبة التي تواجهنا إلا أننا استطعنا استقطاب عدد
كبير من الأفلام الهامة بالاضافة إلي عدد كبير من المخرجين المهمين
حول العالم وصل عددهم إلي 50 مخرجا من جنسيات مختلفة.
·
هل رتبت الإدارة رحلات يقوم بها ضيوف الخارج لأماكن
سياحية وأثرية لالقاء الضوء وإبراز معالم مصر خاصة وأننا نعلم ان
وزارة السياحة تشارك في دعم المهرجان؟
** واصف: حرصنا علي ترتيب برنامج لكل ضيف يشارك في
الدورة الحالية سواء من حيث ترتيبات العروض وعدد الأفلام التي
سيشارك في مشاهدتها مع الجمهور أو تحضير رحلات سياحية لهم وهو
الأمر الذي وقعنا كان من الصعب تنفيذه في الدورة الماضية لأن اقامة
الضيف كانت لمدة ثلاثة أيام فقط ولا تسمح له تلك المدة باقامة أي
رحلات في مصر إلا أننا حرصنا هذا العام ان يقيم لأيام أطول وترتيب
زيارات للضيوف لحرصنا علي سفر الضيف مع تكوينه صورة جميلة وحضارية
لمصر.
·
إلي جانب رحلات الضيوف.. لماذا لا يقام حفلي
الافتتاح والختام خارج دار الأوبرا في أماكن أثرية ليراها متابعو
المهرجان حول العالم؟
** رزق الله: يجب أن يكون مكان حفل الافتتاح في
مكان مغلق نظرا لأننا مرتبطون بعرض فيلم ضمن برنامج الحفل فغير
ممكن أن يكون في مكان مفتوح غير مجهز بامكانيات العرض كما ان
استخدام مكان مفتوح يجبرك لاقامة تجهيزات من نوع خاص لمنع تأثير
الطقس علي العروض والضيوف أيضا ووصول الصوت والاضاءات بطريقة صحيحة
تخدم الحفل.
- أجابت واصف: عرض علينا هذا العام عدد من المشاريع
لتقديم حفلي الافتتاح والختام من أكثر من جهة بشكل رائع حوالي
أربعة أماكن مختلفة مثل مدينة الإنتاج الإعلامي أو قاعة المؤتمرات
وكان من ضمن المشاريع اقامة الحفل عند الأهرامات وهو ما لاقي
ترحيبا من إدارة المهرجان خاصة اننا نعاني كل عام من ضيق المكان
داخل الأوبرا بالاضافة إلي عدم وجود تجهيزات بها مما يضطرنا إلي
تجهيز المكان من الميزانية الخاصة بنا إلا أننا اضطررنا إلي اقامة
الحفلين داخل الأوبرا لأن تكاليف اقامة الحفلات في تلك الأماكن هي
تكلفة ميزانية المهرجان بالكامل للدورة الحالية وبصفة عامة أحلم أن
يكون هناك داخل مصر قصر للمهرجانات يكون به مهرجان السينما
ومهرجانات أخري علي مدار السنة وغيرها ومهرجان "كان" منذ بدايته لم
يكن يملك سوي قصر صغير خاص به ومع مرور السنوات حدث تطوير لتصبح
مدينة كاملة بها ثلاث قاعات كبري للسينما تضم الواحدة منهم أربعة
آلاف مقعد بالاضافة إلي التجهيزات الكبري التي يضمها القصر ويعمل
علي مدار العام من خلال استضافة الأحداث الفنية وأماكن تصوير مما
يدر عائدا ماديا للمهرجان أيضا.
·
لماذا لا يتم الاستعانة بالنجوم المصريين الذين
شاركوا في أفلام عالمية للعب دور الوسيط واستضافة نجوم من الخارج؟
** واصف: العلاقات الشخصية للفنانين ليست هي
المعيار لاستضافة النجوم عند التعامل مع النجوم العالميين لا يتم
التعامل و الاتفاق معهم مباشرة فهم تابعون لشركات أو منظمات هي
التي تتولي إدارة أعمالهم فحتي ان حصلنا علي موافقة علي الحضور
سنلجأ إلي التعامل مع الشركات التابعين لها وستفرض علينا مطالب
ومبالغ مالية كبيرة نظير حضورهم ويكون هناك تعاقد بين الطرفين..
عندما استضاف المهرجان في سنوات سابقة النجمة العالمية "ميريل
ستريب" أو "ريتشارد جير" جاءوا من خلال التزامات وأجر مادي مفروض
علينا وكان يدفع لهم أجورهم بعض رجال الأعمال الذين لا يدعمون
المهرجان في الوقت الحالي .
·
هل كان للفنان العالمي عمر الشريف دور في جلب
النجوم العالميين وقت ان كان رئيسا شرفيا للمهرجان؟
** واصف: عمر الشريف كان يستطيع الوصول للنجوم
العالميين بسهولة من خلال اتصال هاتفي مباشر لانهم كانوا أصدقاءه
لكن في حالة الموافقة من هؤلاء النجوم علي الحضور حينها تصبح إدارة
المهرجان المسئولة عن توفير أجورهم.
·
هل هناك ملاحظات أو مشكلات واجهتكم حول الجمهور
الدورة الماضية أثناء مشاركته في عروض الأفلام؟
** واصف: الدورة الماضية كانت تجربة لها عدد من
الايجابيات والسلبيات التي نرصدها ونتابعها باهتمام. حرصنا هذا
العام علي تحديث كل ما يخص مشاركة الجمهور في عروض المهرجان العام
الماضي كان النظام المتبع هو حصول المشاهد علي "كارنيه" يمكنه من
دخول كل عروض المهرجان دون تحديد فيلم بعينه وهو ما سبب تدافعا
وزحاما وعدم تنظيم لذلك قررنا التعامل هذا العام مع إحدي الشركات
المتخصصة في بيع تذاكر السينما من خلال الانترنت سواء من علي
الموقع الرسمي أو يقوم المشاهد بحجز التذكرة الخاصة به من خلال
تطبيق خاص للمهرجان يتم تحميله علي الهاتف المحمول مما ساعد علي
اختيار المشاهد وتحديده للفيلم الذي ينوي متابعته إلي جانب تحديد
المشاهد للسينما والقاعة التي سيشاهد بها الفيلم من ال10 سينمات
التي تعرض بها الأفلام إلي جانب ان جميع قاعات العرض متصلة بنظام
واحد يمكننا من تحديد عدد الجمهور الذي سيشارك في مشاهدة الفيلم
ونستطيع من خلاله معرفة ما إذا كان هناك أماكن شاغرة أم لا.
بالاضافة ان هذا النظام الجديد سيتم تطبيقه علي
الصحفيين والدعوات المجانية لمنع حدوث أي تدافع. العاملين بالصحافة
لهم الحق في حضور العروض مجانا إلا انه سيتم ضمهم للنظام الجديد من
خلال تحديد للعروض التي سيختار مشاهدتها مسبقا .
·
هل تضمن إدارة المهرجان استجابة الجمهور بعد تغيير
النظام ودخول العامل التكنولوجي به؟
** رزق الله: العام الماضي حين شرعنا في وضع نظام
نستخدم به التكنولوجيا في التنظيم لم نجد استجابة سوي من 40% فقط
من الجمهور ولكن هذا العام وصلت نسبة الاستجابة إلي 80% والنسبة
الباقية لم تشارك لظروف خارجة عن إرادتها. البعض منهم لا يملك
بريدا إلكترونيا أو لا يعلم كيفية استخدام التطبيق الجديد لحجز
التذاكر أو التعامل مع الإنترنت ويجب علينا ألا نهدم نظاما كاملا
لمجرد تخوفنا من عدم مشاركة البعض بل الأجدر ان نسعي لانضمامهم إلي
المنظومة وحتي من لم يستطع الانضمام للمنظومة هناك التذاكر العادية
للجمهور الموجودة في شباك السينمات بمبلغ 20 جنيها للتذكرة الواحدة
دون الحاجة إلي استخدام النظام التكنولوجي ويدخل الجميع في النظام
الجديد حتي نضمن التنظيم الجيد للجميع.
·
انتشرت أخبار حول اتفاق تم بين إدارة المهرجان
وجامعة القاهرة حول مشاركة طلاب الجامعة.. ما تفاصيل ذلك الاتفاق
وكيف سيتم تنظيم مشاركتهم؟
** واصف: طلاب الجامعة أيضا في جميع الجامعات كانوا
ضمن تخطيط إدارة المهرجان الدورة الحالية. في الدورة الماضية كان
يحدث تدافع بينهم علي العروض لضعف التنظيم لكن هذا العام قررنا فرض
رسم 1100 جنيه لاستخراج "كارنيه" المهرجان الذي يمكنه من دخول جميع
العروض مما يمكننا من ضمان الجدية والالتزام وتحديدا فيما يخص
جامعة القاهرة هناك روح خاصة خلقها رئيس الجامعة دكتور جابر نصار
الذي يؤمن بتأثير الثقافة فهو وفر لجميع الطلبة بدون استثناء
المشاركة في العروض الفنية والثقافية ليس علي مستوي القاهرة
السينمائي فقط وطلب من إدارة المهرجان ترشيح عدد من الأفلام التي
مرت علي لجنة المشاهدة لحجز وشراء تذاكر للطلاب في العروض الخاصة
بتلك الأفلام ونقلهم بأتوبيس الجامعة لأماكن العروض سواد في
الأوبرا أو وسط البلد وأتمني ان تعمم التجربة العظيمة في جميع
الجامعات فهي تساعد في دعم النشاط الثقافي وكذلك تساعد في تثقيف
وتوسيع مدارك الطلاب.
·
إلي جانب مشاركة الطلاب في مشاهدة الأفلام.. هل
هناك آليات لدعم الشباب فنيا من خلال ورش فنية؟
** لدينا داخل فعاليات الدورة الحالية "ملتقي
القاهرة السينمائي الدولي" التي يشرف عليها المنتج محمد حفظي وتعمل
علي المشاريع الفنية المصرية والعربية قدمت بها عدد من شركات
الانتاج دعم لتلك المشاريع مثل شركة "نيو سينشري" التي تقدم مبلغ
10 آلاف دولار وكذلك شركة "الماسة" للمنتج هشام عبدالخالق ستقدم 60
ألف جنيه لسيناريو من المشاركين بالمهرجان كما ننظم في ذات الإطار
ورشة عمل باسم "كيف تبيع فيلمك" التي تشرف عليها دينا حرب وعامة
نسعي في الملتقي إلي ان يجتمع الشباب المشاركون بمشروعاتهم مع صناع
الأفلام المصريين والعرب والأجانب مما يساعد علي ظهور أعمالهم
للنور كما ننظم ورشة للنقد الفني أيضا يشارك بها عدد من كبار
النقاد في مصر والخارج.
·
ما السبب وراء وجود أزمة في ميزانية المهرجان كل
عام وخاصة في الدورة الحالية؟
** واصف: ميزانية مهرجان القاهرة دائما ما تكون أقل
بكثير من المطلوب وهذا الأمر الذي يجعلنا عاجزين عن الانفاق بشكل
كاف علي كل الجوانب بالمهرجان وفي الدورة الحالية الأمر ازداد
تعقيدا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حيث ان
الميزانية الرسمية 9 ملايين جنيه فقط 6 منها من وزارة الثقافة
ومليونان من وزارة السياحة ومليون جنيه من وزارة الشباب وهذه
الميزانية ضئيلة جدا ولا تتناسب مع حدث كبير مثل مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي ولا تتيح لنا الفرصة للعمل بشكل جيد وتؤثر بشكل
مباشر علي استضافتنا للنجوم العالميين إلي جانب العديد من الأمور
التي تحتاج لتمويل كبير ولا نستطيع ان ننفق من الميزانية التي
تعتبر صغيرة جدا فنحن مثلا ولمدة ثلاث سنوات نقوم بايجار أجهزة عرض
"DIGITAl"
علي نفقة المهرجان لعرض الأفلام المشاركة وطلبنا من وزارة الثقافة
تلك القاعات بشكل دائم وهو ما لم يحدث وكان بدلا من دفع إيجارات
لها كل عام كان من الممكن تجهيزها لتصبح موجودة ومملوكة للأوبرا
للاستفادة بها كل عام.
·
في ظل وجود أزمة دائمة في ميزانية المهرجان كل عام
لماذا لا يتم التعاقد مع رعاة للمهرجان يساهمون في الميزانية مثلما
يحدث في أي مهرجان أو حدث دولي كبير؟
** واصف: عقب انتهاء المهرجان في دورته ال37 العام
الماضي تواصلت معنا احدي شركات التسويق وأبدت رغبتها في مساعدة
إدارة المهرجان للاتفاق مع عدد من الرعاة ليكونوا موجودين في
الدورة الحالية وكانت هناك عدة اجتماعات علي مدار تسعة أشهر كاملة
قدمت فيها تلك الشركة عددا من الاقتراحات لكي يتم تطبيقها خلال هذه
الدورة ولكن فوجئنا أثناء تحضير للمهرجان بأن هذه الشركة لم تقدم
لنا أي عروض رعاية فعلية من أي شركة وان كل ما كان يحدث خلال فترة
السبعة أشهر كان مجرد "وهم" وبالتالي فشلت في ايجاد أي حل لأزمة
الرعاية ولم نستطع كإدارة مهرجان أن نجد أي بديل خلال هذه الفترة
ولذلك تم الاعتماد علي الميزانية الرسمية في التحضير للمهرجان
واختيار الضيوف صناع الأفلام المشاركة.
·
وبعد هذه التجربة هل من الممكن ان تكون هناك إدارة
خاصة بالتسويق تابعة لمهرجان القاهرة السينمائي؟
** واصف: إدارة المهرجان تعمل بالجود الذاتية وبعدد
قليل جدا من القوة البشرية وليكون لدينا إدارة خاصة بالتسويق لابد
أن تكون لدينا ميزانية أكبر من المخصصة حاليا لقد تعاملت مع الكثير
من المهرجانات العالمية وأعرف جيدا الطريقة الاحترافية التي يعملون
بها ونأمل ان نستطيع تنفيذ هذا في مصر ولكن طموحاتنا أكبر بكثير من
الامكانيات المتاحة ولكننا نعمل جميعا بشكل كبير من أجل خروج
المهرجان بالشكل الذي يليق بهذا الحدث العالمي الضخم.
·
من المعروف ان السينما الأمريكية هي التي تجذب
المشاهدين في مختلف أنحاء العالم فهل يوجد أفلام أمريكية مميزة
سيشاهدها الجمهور في المهرجان؟
** رزق الله: حاولنا بقدر الإمكان ان نجلب عددا من
الأفلام التي من الصعب عرضها في مصر خارج المهرجان هناك فيلم "أين
الغزوة القادمة" وكان عرضه الأول في مهرجان برلين ويعرض ضمن أفلام
المهرجان . كما يوجد أفلام أخري بعيدة عن السينما الأمريكية فازت
بعدة جوائز وتعرض في المهرجان ومنهم الفيلم الفلبيني "الأم روزا"
والفيلم الكندي "ليس نهاية العالم الآن" وفيلم سلوفاكي "المدرسة"
وكلها حصلت علي جوائز.
·
الصين هي ضيف شرف المهرجان في دورته ال32 لماذا لم
تتم دعوة أحد النجوم الصينيين المعروفين ليكونوا ضمن حضور
المهرجان؟
** واصف: تواصلنا مع النجم العالمي "جاكي شان"
وطلبنا من مكتبه الحضور للمهرجان ولكنه اعتذر بسبب وجوده في أمريكا
خلال فترة المهرجان لاستلامه احدي الجوائز الكبري هناك كما تواصلنا
مع الممثل العالمي "جيت لي" ولأنه مريض جدا وأخبرنا مكتبه انه لا
يستطيع الحضور ولكننا سعينا بقدر المستطاع لاستضافة أحد النجوم
الصينيين العالميين ولكن مع الأسف لم يحالفنا الحظ.
·
انتشرت بعض الأخبار عن وجود مسابقة خاصة بالأفلام
المصرية.. ما صحة ذلك؟
** رزق الله: هذه الأخبار مغلوطة لا يوجد مسابقة
خاصة بالأفلام المصرية ولكن هناك قسم تم استحداثه بالدورة الحالية
لعرض الأفلام المصرية التي تميزت خلال العام الماضي والحالي والتي
فرضت نفسها في المهرجانات الدولية وحصلت الجوائز بها وهي فيلم
"نوارة" وفيلم "قبل زحمة الصيف" وفيلم "اشتباك" وفيلم "هيبتا"
وفيلم "سكر مر" وفيلم "خارج الخدمة" وفيلم "حرام الجسد" وفيلم
"الماء والخضرة والوجه الحسن".
·
تعتبر من أفضل مميزات الدورة 38 هو التركيز علي
التكنولوجيا الحديثة. كيف تم الاستعداد لهذه الطفرة؟
** ماجدة واصف: لدينا هذا العام اهتمام كبير جدا
بالتكنولوجيا الحديثة وضرورة التواجد في ساحات التواصل الاجتماعي
حتي نصل لأكبر نسبة من شريحة الشباب ولدينا فريق كامل بقيادة شاب
طموح هو مهاب زنون وفريقه وهم يواصلون العمل ليلا ونهارا بمنتهي
الاخلاص والتفاني يعمل في إدارة وتطوير قناة المهرجان علي الانترنت
واليوتيوب وحساب الفيس بوك وتويتر الذي وقع معنا بشكل خاص عقدا
كراعي للمهرجان سيقوم بتغطية كل أحداث المهرجان وابرازها علي
الشبكة فورا.
·
وما هي بنود التعاقد مع موقع تويتر للمشاركة في
المهرجان؟
** سيتواجد مراسلون للموقع العالمي في حفل الافتتاح
وكل الفعاليات للتسجيل مع الضيف ونشر الصور والفيديوهات ونشرها
فورا مما يمنحنا فرصة مهمة بانتشاره في كل مكان كما ان هناك تقنية
جديدة تسمي "المرآة" تسمح للجمهور بالتفاعل مع ما يحدث في المهرجان
واذاعتها علي الموقع فورا وكل ذلك متاح علي الموبايل ويسمي "موبايل
ابليكشن".
·
وكيف يسير العمل في موقع المهرجان الرسمي؟
** واصف: حين تسلمنا المهمة في العام الماضي قبل
الدورة 37 فوجئنا بعدم وجود موقع للمهرجان حيث اختفي أرشيف
المهرجان في كل الدورات السابقة وبذلنا مجهودا كبيرا جدا لاسترداد
هذا الأرشيف بعلاقاتنا واسسنا موقعا جديدا تماما وأشكر كل من تعاون
معنا للخروج من هذا المأزق مثل الناقدة فريدة مرعي والناقد الكبير
أحمد الحضري حيث أعطونا كل ما لديهم من صور ومواد أرشيفية خاصة
بدورات المهرجان السابقة وقمنا بعمل "كتالوجات" جديدة تماما وهنا
لابد أن أوضح ان هذا المهرجان كيان تاريخي لابد من الحفاظ علي
أرشيفه للأجيال القادمة.
- مجدي الطيب: المفاجأة ان هذا الأمر طبيعي في كل
المهرجانات المصرية حيث تتعامل إدارة المهرجان مع شركات مختلفة كل
عام والشركات تقوم بعمل موقع حتي نهاية الدورة ثم تغلقه ويختفي كل
شيء من أجل ان تقوم بالتعاقد مرة أخري مع المهرجان في العام القادم
!
·
هل يمكن فتح ملف تبعية المهرجان للدولة بشكل مباشر
وأيهما أفضل ان يبقي جمعية أم مؤسسة أم هيئة تابعة لوزارة
الثقافة؟
** واصف: أتخيل ان هذا الملف الشائك من المهم
الحديث عنه وأسرد هناك التجربة المميزة للمركز السينمائي المغربي
قيادة الناقد الشهير نور الدين صايل والذي نجح في النهوض بكل
المهرجانات السينمائية المغربية من خلال نظام كامل ولذلك لابد ان
نؤسس لمنظومة جديدة تماما في التعامل مع مهرجان القاهرة السينمائي
حفاظا علي أرشيفه وتاريخه فلا يصح ان يبقي المهرجان العريق بدون
هوية قانونية فهو ليس قطاعا من قطاعات الوزارة ولا هو مستقل بشكل
كامل ولا نملك أي صلاحيات بعيدا عن الوزارة فهي تشارك بشكل مباشر
من خلال ميزانية المهرجان التي تمثل بندا ثابتا في ميزانية وزارة
الثقافة وهي بالمناسبة لم تتحرك أو تزيد منذ سنوات طويلة ونطالب
بشكل عاجل ان يتم زيادتها حتي نستطيع الوفاء بالتزامات المهرجان
·
كيف يسير العمل علي صعيد التغطيات الصحفية
والإعلامية للمهرجان؟
** مجدي الطيب: نحن نتعاقد مع القنوات والجرائد
مجانا وهو ما يشبه أن يكون الأمر رعاة معنويين يعطينا فقط ساعات بث
يكسب من ورائها ملايين ولا يعطينا مقابل حتي الصحف المصرية تكتفي
باعطاء المهرجان مساحة لنشر "الافيش" بشكل يومي وربع صحفة لأخبار
وفعاليات المهرجان.
أما بالنسبة للتغطية فقد توسعت الصحافة المصرية
فهناك جرائد كثيرة جدا ومواقع الكترونية تطالب ب"الكارنيه" الخاص
بمتابعة العروض مثلها مثل كل الجرائد القومية والخاصة والغريب ان
عددا كبيرا يطالب بدعوات حفلي الافتتاح والختام قبل الكارنيه
والكتب والكتالوج وقبل ان يعرف أي شيء عن برامج الدورة الجديدة "مش
مهم الكارنيه ولكن أهم حاجة الافتتاح وتوفير دعوة العشاء"!! ونحن
نحاول إرضاء كل الناس ونعطي الكارنيهات لكل الناس الموجودة في خطاب
الاعتماد من الجريدة حتي لو كانوا خمسة محررين أو أي عدد غير ما
كان يحدث في الماضي من اشتراط محرر واحد أو اثنين ومصور علي أكثر
تقدير كما ان لدينا كذلك فريقا تليفزيونيا سيغطي كل فعاليات
المهرجان إلي جانب إصدار نشرة يومية باللغة العربية والانجليزية.
·
ما هي الحقيقة وراء أزمة فيلم "آخر أيام المدينة"
للمخرج تامر السعيد؟
** رزق الله: البداية حين أعجبت بالفيلم بعد
مشاهدته في مهرجان برلين وعندما عدت للقاهرة اتصلت بتامر السعيد
وقلت له: "عايزين نعرض الفيلم في المسابقة العربية لانه شارك في
مهرجانات قبل كده" وطلب بالحاح ان يعرض الفيلم في المسابقة الرسمية
ونظم لنا عرضا للفيلم شاهدته دكتورة ماجدة ولجنة المشاهدة ودعما
للفيلم المصري وافقنا علي مشاركته في المسابقة الدولية مع ابلاغه
بشرط أن يمتنع عن المشاركة في المهرجان القادمة لكننا اكتشفنا انه
شارك في أكثر من 60 مهرجانا كما قال هو بنفسه في أحد البرامج
التليفزيونية واعتبرنا انه لم يحترم مهرجان القاهرة في نفس الوقت
الذي التزمت فيه كاملة أبو ذكري مخرجة فيلم الافتتاح بما طلبناه
منها واعتذرت عن عدم المشاركة في مهرجان دبي والمسابقة الرسمية
لمهرجان مونبيليه وهو ما تقدره إدارة المهرجان.
·
يتردد الحديث في نفس السياق عن تشابه حالة فيلم
نيموزا الإسباني والفيلم الجزائري حكايات قريتي في مهرجانات دولية
أخري.. وقبول الإدارة بعرضهما بالمسابقة الرسمية؟
** غير صحيح بالمرة كل هذا الكلام فالمهرجان يشترط
الا يعرض الفيلم ولا يشارك في واحد من المهرجانات الدولية المعروفة
وعددها 15 ونرفض مشاركته إذا كان ضمن المسابقة الدولية في أي من
هذه المهرجانات أما إذا تم عرضه خارج المسابقة الدولية فليس هناك
ما يمنع مشاركته وهذا ما حدث مع "ميموزا" حيث تم عرضه في أسبوع
النقاد في مهرجان "كان" ولم يعرض في المسابقة الدولية الرسمية ونفس
الحال بالنسبة للفيلم الجزائري.
- واصف: كما لابد ان أشير إلي ان المخرج تامر
السعيد ربما تعامل باستخفاف غير مقصود مع مهرجان القاهرة وأخيرا
انه سيعطينا العرض الاقليمي قبل المهرجانات العربية وهنا لابد ان
يعرف اننا مهرجان دولي ولسنا مهرجانا اقليميا ولنا قواعد وأسس نسير
عليها ولا نتجاوزها مهما كان الأمر.
- الطيب: أريد أن أؤكد ان كل الكلام الذي اشيع عن
وجود تعليمات أمنية تدخلت لرفض الفيلم هو كلام غير صحيح بالمرة
وليس هناك أي شكل من أشكال الوصاية علي المهرجان لاتخاذ هذا القرار
كما ان هناك الفيلم المصري "البر التاني" اخراج علي ادريس الذي
يشارك في المسابقة الرسمية وهو العرض العالمي الأول له.
·
ما أهم الندوات التي سيتم اقامتها في المهرجان؟
** رزق الله: هناك ندوة كبيرة عن التشريعات
السينمائية في مصر والعالم وندوة أخري لضيف شرف المهرجان الوفد
الصيني وندوة لكتاب عن محمد خان وكتاب آخر عن الفنان أحمد حلمي
وأخيرا ندوة كتاب "شكسبير والسينما". |