أعلنت مساء أمس جوائز أيام قرطاج السينمائية في
نسختها الـ 27 والتي فاز بجائزتها الكبري التانيت الذهبي الفيلم
الوثائقي التونسي «زينب تكره الثلج» للمخرجة كوثر بن هنية، التي
عبرت عن سعادتها بهذه الجائزة، مؤكدة انها كانت تتمني دخول
المسابقة الرسمية فاذا بها تحصد جائزتها الكبري وعن فيلم وثائقي،
وفاز الفيلم المصري «اشتباك» بجائزة التانيت الفضي كما فاز بجائزتي
افضل مونتاج وافضل تصوير وتسلمها الفنان طارق عبد العزيز الذي وجه
الشكر لاسرة الفيلم والجمهور التونسي الرائع، فيما فاز الفيلم
الفلسطيني«3000 ليلة» بجائزة السيناريو والتانيت البرونزي،
وتسلمتهما مخرجته مي المصري التي وجهت شكرها لجمهور قرطاج، وفي
مجال الأداء فاز الممثل التونسي مجد مستورة بجائزة أفضل آداء رجالي
في مسابقة العمل الاول عن فيلم «نحبك هادي» وهي نفس الجائزة التي
حصل عليها في مهرجان برلين الماضي، الذي اهدي جائزته لاسرته
وللشباب التونسي ودعاه للتشبث بالامل والاصرار، بينما فاز بالجائزة
في المسابقة الرسمية فؤاد نبة عن فيلم «شوف»، وبالنسبة لأفضل دور
نسائي حصلت عليها مناصفة لولايا امامرا وديبوراه لوكومينا عن
دورهما فى فيلم «الهيات» للمخرجة المغربية هدى بنيامينة، كما فاز
بجائزة لجنة التحكيم الخاصة الفيلم السنغالي «لم يقع بث الثورة في
التليفزيون»، ووجه رئيس لجنة التحكيم المخرج الموريتاني عبد الرحمن
سيساكو الشكر لشباب المخرجين والجمهور التونسي الذي اعتبره ظاهرة
فريدة في العالم العربي والافريقي وانتقد في كلمته اختيار المهرجان
لافلام افريقية ضعيفة في مسابقته الرسمية.
كما منح الاتحاد العام التونسي للشغل جائزة أحسن
مصور سينمائي تونسي لأمير المسعدي في الفيلم «اخر واحد فينا»
للمخرج علاء الدين سليم.
وفي مسابقة طاهر شريعة للعمل الاول فازت بجائزة
الاداء نساء الممثلة ونفيسة بنشهيدة من المغرب عن فيلم «مسافة ميل
بحذائي»، وفاز بجائزة التانيت الفضي فيلم «حكاية الليالي» السود
لسالم ابرهيم من الجزائر، فيما حصل الفيلم التونسي «آخر واحد فينا»
علي التانيت الذهبي.
وفي مسابقة الافلام الواعدة حصل الفيلم المصري «عين
الحياة» علي تنويه خاص من لجنة التحكيم، فيما حصل الفيلم
الموريتاني «طريق الامل» للمخرج محمد استونة علي جائزة لجنة
التحكيم الخاصة، وفاز فيلم «مكان لنفسي» من بوركينا فاسو بالتانيت
البرونزي، وفاز فيلم «احساس بالذنب» من فنزويلا بالتانيت الذهبي،
وفي مجال الافلام القصيرة فاز الفيلم اللبناني «سيلانس»
بالتانيت الفضي، فيما فاز فيلم «مارابوث» من السنغال بالتانيت
الذهبي.
عاجل: دعوة خاصة للوفد السينمائي الجزائري
للعودة إلى تونس لتكريمهم
تونس ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
تحدث منذ قليل عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة في
الجزائر، مع محمد زين العابدين وزير الثقافة التونسي، وكذلك مع
الممثلة الجزائرية القديرة بهية راشدي، حيث انتقل السيد الوزير
التونسي شخصيا لتوديعها في مطار قرطاج وتقديم الاعتذار اللائق بها
وبالوفد الجزائري وبمكانة العلاقات الجزائرية التونسية.
واشار الوزير الجزائري عبر صفحته على الفيس بوك
قائلا، وحتى يكون الاعتذار ذَا قيمة، بعد الذي حدث من تجاهل وتهميش
من إدارة مهرجان قرطاج السينمائي للوفد الجزائري في حفل الاختتام،
أفادني الدكتور زين العابدين، أنه وجّه دعوة خاصة لأعضاء الوفد
الجزائري للعودة إلى تونس بعد أسبوع، لتكريمهم، والتعبير لهم عن
عدم قبوله لما حدث في حق فنانين ومبدعين جزائريين، تربطهم بتونس
علاقات محبة كبيرة.
شاهد: وزير الثقافة التونسي يودع الممثلة بهية
راشدي
بعد استنكار تجاهل تكريم سينمائيين جزائريين في
قرطاج
تونس ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
قام محمد زين العابدين وزير الثقافة التونسي بلقاء
الممثلة الجزائرية الكبيرة بهية راشدي قبل لحظات من اقلاع طائرتها
بلحظات، وكان الوزير قد دعاها الي مكتبه لكنها اعتذرت بسبب موعد
سفرها، مما حدا بالوزير للذهاب الي المطار لتوديعها والتأكيد علي
اعتزاز المهرجان بها.
وكانت بهية قد حضرت المهرجان منذ بدايته لكن لم
يسلط عليها الضوء بشكل مناسب، وكانت قد حضرت حفل الختام لتسلم
جائزة الفيلم الجزائري “حكاية الليالي السود” الفائز بفضية طاهر
شريعة للعمل الاول للمخرج سالم براهيمي وكانت منتجة الفيلم قد
ميشيل جافراس قد فوضت بهية راشدي لتسلم الجائزة لكن فوجئت بتسلم
مسئولة مسابقة العمل الاول التونسية للجائزة.
وفي نفس الوقت نشطت مواقع وصحف جزائرية مستنكرة
تجاهل تكريم سينمائيين جزائريين كبار في خمسيينية المهرجان، وفي
تكريمات الرئيس الجزائري للمخرجين العرب، وقالت ان الجزائريين اكثر
من فازوا بجوائز قرطاج علي مدي دوراته، وكان يجب تكريم احد
سينمائيها.
شاهد ـ فيديو حوار الممثلة الجزائرية الكبيرة بهية
راشدي عبر الهاتف مع وزير الثقافة التونسي: |
وسط حضور كبير يتقدمه النجم عادل إمام.. اشتباك
يكتسـح جوائز قرطاج
الفيلم المصري يفوز بالتانيت الفضي وجائزتي التصوير
والمونتاج..
رسالة تونس: أسامة عبد الفتاح
وسط حضور عربي وإفريقي كبير يتقدمه النجم عادل
إمام, وبحضور وزير الشئون الثقافية التونسي محمد زين العابدين
ومدير أيام قرطاج السينمائية المخرج إبراهيم لطيف, اكتسح الفيلم
المصري اشتباك, للمخرج محمد دياب, جوائز المسابقة الرسمية للأفلام
الطويلة, أكبر وأهم أقسام الدورة27 من المهرجان الذي اختتم الليلة
الماضية بقصر المؤتمرات بالعاصمة تونس, حيث فاز بالتانيت الفضي-
الجائزة الثانية للأيام, وجائزتي أفضل تصوير لأحمد جبر وأحسن
مونتاج لأحمد حافظ.
تسلم الجوائز الثلاث الفنان طارق عبد العزيز,
الوحيد الحاضر من أسرة الفيلم, الذي كانت الأهرام المسائي قد رشحته
للفت نظر لجنة التحكيم الرئيسية, برئاسة المخرج الإفريقي الكبير
عبد الرحمن سيساكو, لأنه يقوم بالدور التاريخي الأثير للسينما: طرح
الأسئلة, مع الحرص علي عدم السعي إلي أي إجابات, بل والتأكد من عدم
الحصول عليها, دون شعارات فارغة أو ادعاءات مغرضة, وعلي خلفية
تقنية قوية, حيث اختار مخرجه, الذي كتب السيناريو أيضا بالاشتراك
مع شقيقه خالد, ألا تخرج الكاميرا من سيارة ترحيلات حديدية صغيرة
مطلقا, في مساحة تصوير لا تزيد علي8 أمتار مربعة, ووسط العديد من
الشخصيات, ورغم ذلك تمكن صناع الفيلم من إضفاء العمق علي الصورة
والأحداث معا.
اللافت أيضا أن الالتزام بالصندوق الحديدي لم يعزل
دياب وفريقه عن المجتمع الذي يعبرون عنه, حيث تواصلوا معه بلقطات
موحية ومختارة بعناية للبيوت والسيارات الأخري في الطريق من داخل
هذه السيارة الصماء, ومن خلف نوافذها الصغيرة المغطاة بالأسلاك,
مما حول تلك اللمحات العابرة إلي نظرة خاصة علي الثورة المصرية,
والربيع العربي كله, يمكنك التحفظ عليها, لكن عليك أن تحترمها.
والمعروف أن الفيلم عرض في افتتاح قسم نظرة ما
الرسمي والرئيسي بالدورة69 من مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو
الماضي, كما اختير لتمثيل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق
بلغة أجنبية. كما فازت مصر بتنويه خاص للفيلم القصير عين الحياة,
للمخرجة وفاء حسين, والذي شارك في مسابقة السينما الواعدة الرسمي.
وذهب التانيت الذهبي إلي الفيلم الوثائقي التونسي زينب تكره الثلج,
للمخرجة كوثر بن هنية, وهو يدور حول انتقال أسرة تونسية صغيرة
للحياة في كندا, مع ما يستتبعه ذلك من آثار.
وفاز الفيلم الفلسطيني3000 ليلة, للمخرجة مي
المصري, بالتانيت البرونزي, كما تحصل علي جائزة أحسن سيناريو
لمخرجته, وذلك لأنه يظل متفردا, مختلفا عن جميع الأنماط والأنواع,
ومتمتعا بطابع إنساني شجي وروح حميمة خاصة, حيث يدور بالكامل
تقريبا داخل معتقل إسرائيلي للسجينات الفلسطينيات والإسرائيليات,
لكنه أعمق من مجرد استعراض الحياة والمعاناة اليومية للسجينات داخل
السجن أو سرد تفاصيل محاولة مجموعة منهن الهروب علي سبيل المثال.
ويعد العمل, وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لمي, بل فيلمها
الروائي الأول بشكل عام, واحدا من أنضج وأفضل الأفلام التي صنعت عن
القضية الفلسطينية بشكل عام, وعن المرأة الفلسطينية بشكل خاص, حيث
وضعت فيه مي خلاصة خبرتها الطويلة في صناعة السينما الوثائقية منذ
عام1983, سواء بمفردها أو بالاشتراك مع زوجها المخرج جان شمعون.
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الكبري للفيلم الوثائقي السنغالي
الثورة لن تذاع عبر التليفزيون, وهو عن نضال الشعب السنغالي للخلاص
من حكم الرئيس عبد الله واد. وفاز الفيلم الفرنسي التونسي الروائي
الطويل شوف, للمخرج الفرنسي التونسي بدوره كريم دريدي, بجائزتي
أحسن ممثل لبطله فؤاد نبع وأفضل موسيقي, وهو يدور في عالم تجارة
المخدرات بمدينة مرسيليا الفرنسية المكتظة بالمهاجرين العرب,
والمقصود بتعبير شوف الأشخاص الذين يحرسون ويراقبون عمليات الاتجار
لتنبيه من يقومون بها بقدوم الشرطة أو غيرها, أي الناضورجية
بالتعبير المصري الدارج, وهو عمل بديع وشديد الواقعية.
وذهبت جائزة أحسن ممثلة مناصفة إلي بطلتي فيلم(Divines),
أو إلهيات(105 دقائق), عليا عمامرة وديبورا
لوكوميونا, وهو من إخراج هدي بنيامينا(35 عاما), الفرنسية من أصل
مغربي, ويعد فيلمها الروائي الطويل الأول وفازت عنه بجائزة
الكاميرا الذهبية من مهرجان كان الأخير, وهو عن ازدواجية الالتزام
بالدين وتجارة الممنوعات في نفس الوقت.. ويدور حول دنيا, التي تعيش
في حي يعج بالمتأسلمين في باريس ويمارس جميع أنواع التجارة غير
المشروعة, والتي تقرر- تحت وطأة سعيها للسلطة والمال والنجاح.
وعرفت الأوساط السينمائية الدولية هدي بعد فيلمها القصير الثاني
علي درب الجنة, الذي نال عدة جوائز بينها سيزار للفيلم القصير
عام.2013 |
رسالة أيام قرطاج السينمائية (3):
عام السينما التونسية
أحمد شوقي
بإعلان جوائز الدورة السابعة والعشرين من أيام
قرطاج السينمائية مساء أمس السبت كانت السينما التونسية هي الرابح
الأكبر. صحيح أن الفيلم المتوّج بأكبر عدد من الجوائز كان "اشتباك"
للمصري محمد دياب الفائز بأربعة جوائز هي التانيت الفضي وأحسن
تصوير ومونتاج وجائزة النقاد الأفارقة، إلا أن تونس كانت الدولة
الوحيدة التي توّجت أربعة من أفلامها بجوائز في مسابقات المهرجان
الرسمية، على رأسها بالطبع التانيت الذهبي الذي انتزعه فيلم كوثر
بن هنية التسجيلي "زينب تكره الثلج"، في أول مرة تجتمع فيها
الأفلام الروائية والتسجيلية في مسابقة واحدة.
قد يجد البعض الأمر مرتبطاً بإقامة المهرجان على
الأراضي التونسية، وإنه من المعتاد أن تراضي لجان التحكيم السينما
المحلية بجائزة ما. غير أن الترضية لا تكون بالجوائز الكبرى (التانيت
الذهبي للفيلم الطويل والعمل الأول)، وغير أن من يقول بهذا يتناسى
حقيقة بالغة الأهمية هي أن السينما التونسية تمكنت خلال العام
الحالي من التواجد ضمن الاختيارات الرسمية لكافة المهرجانات
العالمية الكبرى، بل وتوّج فيلمان تونسيان بجائزتي العمل الأول في
مهرجاني برلين وفينيسيا، اثنان من أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية في
العالم.
وأظن الوقت قد حان للإشارة لأن عام 2016 كان عام
السينما التونسية، بمزاحمة واضحة من السينما المصرية التي شهدت
أيضاً عاماً من التواجد الكثيف في المهرجانات العالمية، ولكن حصاد
الجوائز ونسبة الجيد من إجمالي الإنتاج يجعل الكفة تميل نحو تونس،
التي نرصد في هذا المقال مجموعة من أهم تجاربها السينمائية خلال
العام، والتي أبرزتها أيام قرطاج السينمائية.
كوثر تكره الثلجالبداية بفيلم كوثر بن هنية المتوّج بالتانيت
الذهبي، والذي شاهدناه للمرة الاولى في أغسطس الماضي عندما اختير
للقسم الرسمي خارج المسابقة في مهرجان لوكارنو، لتعود بن هنية
وتتوج بالجائزة التي يعتز بها التوانسة بشكل خاص، بعد عامين فقط من
فتور شاب علاقتها بأيام قرطاج السينمائية عندما لم يتم اختيار
فيلمها السابق "شلّاط تونس" للمشاركة في المهرجان رغم سمعته
الدولية.
الشلّاط كان عملاً مغامرا عابرا للنوعيات، يتطرق
لموضوع شائك يربط السياسة بمشكلة اجتماعية، واحد من الأفلام التي
يختلط فيها جدل المضمون بالشكل وتثير عادة الكثير من السجالات.
"زينب تكره الثلج" على النقيض تماماً، فيلم هادئ وبسيط، شغلته
المخرجة برويّة تستحق التقدير، وكأنه مشروع طويل الأمد تصور فيه
قليلاً لتريح أعصابها ثم تتركه لتخوض غمار الحياة، بينما تمر
الأيام وتغير من حياة زينب، الفتاة التي يرصد الفيلم نضجها من
الطفولة للمراهقة، وانتقالها الجسدي والذهني والمكاني المتزامن مع
تركها تونس وذهابها للعيش في كندا، البلد الثلجي الذي كانت تكرهه
ثم مرت الأعوام لتصير حياتها في تونس مجرد ذكريات بعيدة تندهش
عندما تسترجعها.
في الفيلم إمساك واضح بالتأثير الراديكالي للزمن،
فإذا كان نضج زينب استغرق في الواقع أعواماً وآلاف الأميال، فإننا
على الشاشة نراه في دقائق، لكننا نضبط أنفسنا نندهش مع الفتاة
عندما نشاهد ما قالته في الماضي، وهو واحد من التأثيرات المدهشة
للكاميرا التسجيلية الذي يصعب إحداثه بالأصالة ذاتها في فيلم روائي.
آخر واحد فينامن خارج عالم السينما العربية
الثرثارة بطبيعتها (وهو وصف مرتبط بالثقافة المحلية وليس ذماً)
يأتي فيلم علاء الدين سليم الأول، الذي افتتح عروضه العالمية في
أسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا ليفوز في نهايته بجائزة أحسن عمل أول
في المهرجان، ثم يعود وينال نفس الجائزة في قرطاج، والتي تحمل اسم
مؤسس المهرجان الطاهر الشريعة. بالإضافة لفوزه بجائزة شبكة الشاشات
العربية البديلة "ناس"، وجائزة الاتحاد العام التونسي للشغل.
"آخر
واحد فينا" الذي لا يحتوي سوى على جملة حوار واحدة تقريبا هو عمل
خلافي، ترصد طوال الوقت من وقعوا في غرامه ومن رفضوا حتى أن يكملوا
مشاهدته. السبب ليس خلّوه من الحوار بالطبع، ولكن لأنه يتلاعب
باستقبال المشاهد للفيلم بخبث محبب، فينطلق من نقطة تُشعر الجمهور
أنه فيلم آخر عن الهجرة غير الشرعية، قبل يحوّل مساره سريعاً ليدخل
مساحة أوسع من التعاطي مع علاقة الإنسان بالطبيعة، يتخلص فيها
البطل تدريجياً مما حمله على أكتافه أعواماً من تراث وذاكرة وقيود
معاصرة، وينصهر مع عالم بدائي ربما يكون في النهاية هو مصير
البشرية كلها.
نحبك هاديربما يكون فيلم محمد بن عطية أكثر فيلم
عربي كُتب عنه خلال العام، فمنذ افتتاحه في فبراير الماضي لمسابقة
مهرجان برلين الرسمية، والتي توّج في نهايتها بجائزتي أحسن عمل أول
وأحسن ممثل، والفيلم يكمل مسيرة ناجحة ليس فقط في المهرجانات، بل
على الشاشات الجماهيرية المحلية بتحقيق إيرادات قياسية عندما عُرض
في الصالات التونسية.
فيلم بن عطية الذي توج بطله مجد مستورة في قرطاج
بجائزة أحسن ممثل في مسابقة العمل الأول يستحق بالتأكيد كل هذه
الحفاوة، بما يمثله من نموذج لسينما عربية حديثة منضبطة. هي سينما
عربية لأنها نابعة من المجتمع المحلي ترتبط الدراما فيها من ثقافة
شرقية وضعت على البطل هادي القيود التي تشكل حياته، ولارتباطها في
أحد مستويات التأويل بالتغير المجتمعي الحادث في المنطقة والمرتبط
جوهرياً بمحاولة التخلص من ميراث سلطة أبوية تفرض على الأفراد
خيارات حياتهم.
هي أيضا سينما حديثة لأنها بعيدة كلياً عن الإطناب
والمباشرة، لا ترفع شعارات أو ترفع صوتها ولو قليلاً لتفسير ما
تحمله داخلها من أفكار، فقط تروي الحكاية بأبسط الطرق وأكثرها
صدقاً وواقعية، وهو ما يجعلنا نصفها بالمنضبطة، فهذا فيلم لا إفراط
فيه في أي شيء، وهو في حد ذاته أمر يستحق التقدير.
شوفربما يكون ـ على الأقل في رأي كاتب السطور ـ هو
العمل الأقل إثارة للدهشة بين الأفلام الأربعة المتوجة بجوائز
قرطاج الرسمية، ففيلم كريم دريدي الذي عُرض للمرة الأولى كاختيار
رسمي خارج المسابقة في مهرجان كان خلال مايو الماضي هو تنويعة
لسينما الدياسبورا المغاربية، شتات الفرد ذي الأصول العربية والذي
يعيش في الغرب (فرنساً تحديداً) حالماً بمستقبل أفضل يرسمه لنفسه،
فيصطدم بحقائق العالم وضيق الخيارات التي تدفعه نحو الانغماس في
المزيج المعتاد من العنف والجريمة.
لجنة تحكيم الموريتاني عبد الرحمن سيساكو منحت
"شوف" جائزة أحسن موسيقى وهي مستحقة في عمل يمزج موسيقى الراب
برحلة البطل إلى عالم الجريمة، وإن كان هذا هو الآخر ليس خياراً
مدهشاً أو جديداً فالراب صار المعادل الموسيقى للجريمة في عشرات
الأفلام خلال الأعوام الأخيرة. اللجنة منحت أيضاً بطل الفيلم فؤاد
نابا جائزة أحسن ممثل، وهو اختيار يؤخذ منه ويرد في ظل وجود أداءات
لممثلين ربما قدموا ما هو أفضل في أفلام شاركت بالمسابقة.
أعمال أخرى ترسم العامبعيداً عن الأفلام الأربعة
المتوّجة كانت الجودة عنواناً لأفلام تونسية أخرى عرضها المهرجان،
على رأسها "غدوة حيّ" الشريط الطويل الأول للطفي عاشور بعد أفلام
قصيرة ممتازة كان آخرها "علّوش" الذي تنافس هو الآخر في المسابقة
الرسمية لمهرجان كان الأخير. "غدوة حي" هو محاولة لمد الخطوط على
استقامتها، واستقراء تأثير اللقاء العابر الذي رتبته الثورة
التونسية بين ثلاث طوائف مجتمعية: المثقف والسلطة والفقير، لتمر
الأعوام ويكتشف كل طرف أن مصيره صار مرتبطاً بالآخرين.
وإذا ما تجاوزنا أضعف الخيارات وهو الصدفة عسيرة
التصديق التي حركت المقابلة في بداية الفيلم، فنحن أمام فيلم ناضج
على كل مستويات صنعه بما يليق بمخرج كبير لا صانع أفلام يقدم عمله
الأول، وأخص بالذكر الأداء الممتاز لبطلة الفيلم أنيسة داود التي
تواصل ظهورها اللافت بعد تألقها العام الماضي في فيلم فارس نعناع
"شبابك الجنة"، لتفوز عن دورها في "غدوة حي" بجائزة المنظمة
التونسية للمرأة والذاكرة لأحسن دور نسائي.
عمل أول آخر جيد هو "تالة حبيبتي" للمخرج مهدي
هميلي، يرتبط هو الآخر بلحظة الثورة التونسية ولكن بشكل عكسي، فإذا
كان لطفي عاشور ينطلق منها لتلمس تأثيرها، فإن "تالة حبيبتي" يربط
اللحظة بما سبقها، بالماضي القمعي الذي يحاول البطل محمد التخلص من
آثاره بعدما تسببت سنوات سجنه في تقليص حلمه في لقاء حبيبته، وكأن
هميلي يتعامل مع الثورة كنتيجة بينما يقدمها عاشور سبباً ومحركا
دراميا.
إذا أضفنا لما سبق عودة سينمائيين كبار لتقديم
أعمالهم كرضا الباهي الذي افتتح فيلمه "زهرة حلب" أيام قرطاج
السينمائية وفريد بوغدير الذي حضرنا عرضاً استثنائياً لجديده "زيزو"
داخل أحد السجون التونسية، ورجاء العماري التي عرض فيلمها الجديد
"جسد غريب" في مهرجان تورنتو بنجاح كبير ومن المنتظر أن يشهد
مهرجان دبي بعد شهر عرضه العربي الأول، فيمكننا أن نؤكد بثقة ما
قلناه في البداية بأن 2016 كانت بلا جدال هي سنة السينما التونسية.
|
حقيقة احتجاز جميل راتب بتونس
لعدم دفعه مصاريف الإقامة في أيام قرطاج السينمائية
تونس ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
أصدرت إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية، بيانًا
اليوم الإثنين، لإيضاح ما أثير حول احتجاز الفنان جميل راتب، والذي
حضر لتكريمه خلال فعاليات المهرجان، في مقر إقامته بأحد الفنادق.
وجاء في البيان: “كان الفنان جميل راتب محل حفاوة وترحاب كبيرين،
وهو الوحيد الذي أعطى مدير أيام قرطاج السينمائية الأوامر بالتكفل
بكل حاجياته خلال إقامته في تونس؛ نظرا لوضعه الصحي الحرج، إلا أنه
تعرض خلال إقامته في تونس إلى وعكة صحية استوجبت نقله إلى إحدى
المصحات (المستشفيات)، وقد تنقل معه شخصيا مدير المهرجان ورافقه
حتى عودته إلى النزل”.
وتابع: “تكفلت الهيئة بكل المصاريف الزائدة بالنزل
للفنان، وليس وزارة الشؤون الثقافية كما تم تداوله، وتشير إلى أنه
غادر أمس تونس شاكرا حسن الضيافة، كما أنه ترك كرسيه المتحرك هدية،
وأمر بنقله إلى أقرب جامع بالعاصمة لتمكين أحد المعوزين منه”.
ويذكر أن قناة نسمة التونسية أوردت في خبر سابق،
أنه تم منع الفنان الكبير جميل راتب من مغادرة الفندق الذي أقام به
خلال استضافته في الدورة 27 لأيام قرطاج؛ لعدم دفع مصاريف
وتكاليف خدمات إقامته هو ومرافق له.
ابراهيم لطيف:
حادثة الوفد الجزائري سببها صفاقس
وتانيت السبسي من المكرمين والعام المقبل لن أكون
مديرا لأيام قرطاج
تونس ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
قال مدير الدورة الـ27 لأيام قرطاج السينمائية
ابراهيم لطيف، إنّ مقاييس نجاح وفشل المهرجان تكون بالأرقام
والأهداف المحددة، مشيرا إلى أنّ هذه الدورة “استثنائية بالفعل”.
وأضاف “ما بقي من مهرجان أيام قرطاج السينمائيّة فرحة ممزوجة
بالمرارة “، معلنا أنّه لن يكون على رأس الدّورة القادمة.
وأشار لطيف إلى أنّ الإقرار بفشل المهرجان سابق
لآوانه، موضّحا أنّه تمّ تحقيق رقم قياسي في عدد الجمهور كما
تمكنوا من الانفتاح على فضاءات أخرى رغم قلّتها ونجحوا في الأفلام
داخل السجون والثكنات والجامعات.
وأقرّ ابراهيم لطيف أنّ أيام قرطاج السينمائيّة
حققت ديناميكيّة وحركيّة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
وفيما يخص التنظيم وما أثاره من نقد عند
الافتتاح وحفل الختام، قال لطيف: إنّ الاكتظاظ أصبح عادة سنويّة
سببه البنية التحتية لقاعات السينما وتقلص عددها إلى جانب عجزها عن
استقبال الكم الكبير من المشاهدين والضيوف وغياب مكان لاحتضان حفلي
الافتتاح والختام.
وبخصوص حادثة الوفد الجزائري الذي شعر بالإهانة في
حفل الختام بسبب التجاهل الذي قوبلت به، أوضح ابراهيم لطيف أنّ ما
حدث سببه سوء التنظيم، إضافة إلى أنّ حضور الوفد كان في إطار أيام
صفاقس السينمائية التابع لتظاهرة “صفاقس عاصمة ثقافية” وبالتالي لم
يكونوا ضيوف المهرجان.
وأقرّ أنّ هذه التظاهرة استغلّت أيام قرطاج
السينمائية الذي دفع تكاليف
ضيوفه وتذاكر سفرهم فقط، “والمنظمين في صفاقس لم ينسقوا معنا
للإهتمام بالوفد الجزائري”
وأكّد أنّه اعتذر للممثلة الجزائريّة القديرة بيّة
راشدي على ما حدث في الختام، مشدّدا على أنّ “فشل صفاقس لا يمكن أن
يحسب على أيام قرطاج السينمائيّة”.
وحول تقديمه التانيت الذهبي لرئيس الجمهورية الباحي
قايد السبسي، أوضح أنّ الفكرة كانت من المكرمين الذين تمّ توسيمهم
واقترحوا أن يهديه التانيت باسمهم ووافق باعتباره مدير المهرجان. |
عادل إمام من تونس بعد حصوله على وسام الاستحقاق
الوطنى وتكريمين:
المثقف الحقيقى هو من يصل للشعوب.. وبلد بلا فن
وثقافة بلد بلا تاريخ
رسالة تونس محمود موسى
أجمل ما فى أيام وليالى المهرجانات السينمائية
والثقافية تكون فى الحكايات والذكريات واللقاءات المبهجة التى يكون
عليها ويعيشها النجوم، وعلى مدى خمسة أيام كنت مرافقا للنجم الكبير
الزعيم عادل إمام خلال زيارته لدولة تونس الشقيقة لنيل وسام
الاستحقاق والحصول ايضا على تكريمين كبيرين من صفاقس عاصمة الثقافة
العربية ومهرجان قرطاج السينمائى.
فالبداية كانت ما أجملها حيث حملت معها الفخر لكل
مصرى ولكل عاشق للابداع وللقيمة ولنجومنا الكبارالمحبوبين فى كل
مكان بما قدموه من اعمال اسعدتنا واثرت الوجدان العربي.
فيوم الخميس الماضى استقبل رئيس الجمهورية التونسى
الباجى قايد السبسى بقصر قرطاج الزعيم عادل إمام ضيف شرف أيام
صفاقس السينمائية فى إطار تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية
2016، ومنح رئيس الدولة الصنف الأوّل من الوسام الوطنى للاستحقاق
فى قطاع الثقافة إلى الفنان عادل إمام اعترافا بمنزلته الفريدة على
الساحة الثقافية والفنية العربية وتكريسا لمسيرته الحافلة بالعطاء
والإبداع. وتم تكريم الزعيم فى حضور وزير الثقافة التونسى محمد زين
العابدين والسفير المصرى نبيل حبشى وهدى الكشو مديرة صفاقس عاصمة
للثقافة العربية والمخرج رامى إمام.
لحظات مراسم تكريم عادل امام كانت مبهرة ومشرفة
وتليق باسم الدولة التونسية وشعبها المحب للفن والثقافة والمحب
ايضا لمصر، فمنذ ان وصلنا الى قصر الرئاسة ووجدنا الوجوه تعلوها
البهجة وعلامات السعادة وتبادل الحوارات الطريفة، فخلال تقليد
الرئيس التونسى السبسى لنجم الكوميديا عادل إمام وسام الاستحقاق
الوطنى دار بينهما حوار طريف فبدأ الرئيس بالتوجه إليه بالحديث عن
سبب اختياره لنيل هذا التكريم. ووجه الرئيس حديثه لعادل إمام: «أهم
شئ أنك تعرف تخاطب وتقنع الشعوب، وهى أفضل نعمة يمنحها الله
للانسان».
وخلال اللقاء الذى تميز بالبهجة والفرحة والمرح من
الجميع وجه الرئيس السبسى التحية للشعب المصرى ودار حديث حول
استمرار الترابط الفنى والثقافى بين تونس ومصرعبر العصور، واشار
الرئيس الى اهمية دعم الثقافة والفن لكونهما يسهمان فى تشكيل وعى
الشعوب،وايضا سلاح لمحاربة التطرف و استعرض الرئيس التونسى ذكرياته
مع الفن المصرى فقال له إنه يشاهد الأفلام القديمة ويعشق محمد
عبدالوهاب، ثم قال لعادل إمام شاهدت لك مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»
واختتم اللقاء بالحديث حول أهمية الدور الثقافي، وأكد امام ان
تعريف المثقف ليس مجرد حامل معلومات وانما المثقف هو الذى يؤثر فى
الناس ويصل لهم فى اى مكان ولو سألت اى مصرى بسيط فلاح فى الارض
مؤكد سيعرف طه حسين.
وعقب اللقاء عبرالنجم الكبير عادل امام عن فرحته
وسعادته الكبيرة بحصوله على الوسام وقال «أشكر الرئيس قايد السبسى
على هذا التكريم وهذا الوسام الرفيع الذى سوف أعتز به طوال عمري..
كما أشكر الشعب التونسى هذا الشعب الجميل المحب للثقافة والآداب
والفنون».
وأضاف «الحمد لله أن القاهرة ما زالت هى مصدر إشعاع
فنى خاصة للإخوة التوانسة. الشعب التونسى شعب محب للثقافة والفنون
وكذلك أرى السيد الرئيس. شكرا للسيد الرئيس وشكرا للشعب التونسى
العظيم».
السبسى مخاطبا عادل إمام:
أهلا بالزعيم
ونشرت الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية فى موقع
فيسبوك للتواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا ظهر فيه الرئيس التونسى وهو
يقلد عادل إمام الوسام قائلا «أهلا بالزعيم ... نحن نكرم الثقافة
والإبداع». وبلغت مشاهدة الفيديو على صفحة الرئاسة مليون مشاهدة فى
خمسة أيام بخلاف المشاهدات على اليوتيوب.
احترسوا من هذا الرجل
انه لا يضحك ولايسمع
موسيقى
وخلال تكريمه فى مدينة صفاقس ضمن احتفالية صفاقس
عاصمة للثقافة العربية 2016 , قال الفنان عادل إمام، إن الدولة
التى تكون بلا ثقافة وبلا فن تصبح بلا تاريخ، ووجه شكره للقائمين
على المحفل والثقافى وللوزير محمد زين العابدين وتحدث عنه قائلا،
علمت انه محب للفن وانه يعزف العود ففرحت جدا، فهكذا تكون الثقافة
والمثقف، وحذر امام من وجود اناس فى المجتمعات العربية تكره الضحك
والفن وقال هناك مقولة لـ شكسبير تقول «احترسوا من هذا الرجل انه
لا يضحك ولايسمع موسيقى».
وأشار فى كلمته لتسلم شعلة الثقافة من صفاقس بتونس
إلى الأقصر بمصر.
مصر صاحبة الريادة فى صناعة السينما
وخلال تكريم مهرجان قرطاج السينمائى اشاد الزعيم
عادل إمام، بجيل الرواد فى السينما المصرية، ودورهم فى إثراء حركة
السينما العربية. وقال إن هذا الجيل وما نقلوه من خبرات للدول
العربية، أسهم فى تطوير العمل السينمائى بكل أشكاله من تصوير
وإخراج، وأضاف: «من هنا نحيى الضابط المصرى السكندرى محمد إبراهيم،
الذى كان أول من صور بكاميرا سينمائية فى مصر، وكذلك التحية للرائد
الاقتصادى طلعت حرب الذى آمن بدور السينما فى المجتمع وقام بإنشاء
«ستديو مصر»، وأرسل بعثات للخارج لتعلم فن السينما». وأشاد بدور
رواد السينما الأوائل مثل المخرج حسن الامام الذى اخرج ثلاثية نجيب
محفوظ و كمال الشيخ، وعاطف سالم ونيازى مصطفى وغيرهم، مؤكدا أنه
لولا هؤلاء ما كنا نحن هنا فى هذا الحدث العظيم. وأضاف أن السينما
فن بديع ومدهش ومؤثر فى كل الشعوب
. |