أيام قرطاج السينمائية تحتفي بنصف المئوية..
واستعادة لقامات التجديد العرب والأفارقة
عمان- ناجح حسن
تتواصل مسيرة مهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي
يعقد دورته الجديدة السابعة والعشرين في اواحر شهر تشرين الأول
المقبل، في رهان على الرغبة بالتجديد والابتكار، دون الإخلال بذلك
العناق بين أطياف من الإشتغالات السينمائية الآتية من بطون ثقافات
إنسانية متعددة.
يتطلع القائمون على المهرجان خلال هذه الدورة، إلى
أن تكون دورة لائقة بمسيرته المديدة، والتي تجاوزت نصف قرن من
الزمان، وهو المهرجان الذي قدم دوراته مرة كل عامين بدءا من العام
1966 ، إلى أن استقر رأي القائمين عليه ليكون مناسبة سنوية بدءا من
العام 2014.
خلال دورات المهرجان الفائتة، تعرف نقاد وعشاق الفن
السابع على اشكال وأساليب في السينما الإفريقية، اضافة الى أبرز
تيارات السينما العربية الجديدة، بفعل شغف وتفاعل مؤسس المهرجان
المؤرخ السينمائي الراحل الطاهر الشريعة باتجاهات السينما المغايرة
لقواعد واحكام العرض والتوزيع السائدة في أفلام الصالات التجارية،
وهو ما منح المهرجان حميمية وهوية خاصة.
تنطلق دورة أيام قرطاج السينمائية الجديدة بمشاركة
لثلاثة افلام من نتاجات السينما الاردنية هي: (3000 ليلة) لمي
المصري، (المدينة) لعمر شرقاوي و(المنعطف) لرفقي عساف، كما يستعيد
العديد من القامات السينمائية العربية والافريقية الرفيعة التي
ظفرت اشتغالاتهم على جائزة (التانيت) الذهبي خلال دورات أيام قرطاج
السينمائية الماضية وهم: عصمان سمبان، يوسف شاهين، توفيق صلاح،
سارة مالدورور، محمد هندو، برهان علويّة، ناصر القطاري، مرزاق
علواش، عبد اللّطيف بن عمّار، سليمان سيسي، محمد ملص، النوري
بوزيد، ميشال خليفي، فريد بوغدير، مفيدة التلاتلي، بورلام قردجو،
إيمونقا إيفانقا، منصور سوراواد، محمد أصلي، هايلي جريما، أحمد عبد
الله، موسى توري، هاني أبو أسعد، ومحمد مفتكر.
يقول سمير فريد أنّ أيام قرطاج السينمائية هو
المهرجان الوحيد، في العالم وفي تاريخ المهرجانات، الذي رافق ولادة
و تطوّر السينما في أكثر من 70 دولة عربية و إفريقية، والذي يمثّل
تاريخه تاريخ السينما في البلد الذي بعث فيه.
يلتزم المهرجان الذي اسندت ادارته العام الماضي الى
المخرج ابراهيم لطيف صاحب العديد من الافلام القصيرة والطويلة
والتي تركت بصمة خاصة في المشهد السينمائي والعربي عموما على غرار
فيلميه: (سيني شيتا) و(هز يا وز). يقدم المهرجان هذا العام للأفلام
الفائزة والموزعة على اكثر من قسم جوائز: التانيت الذهبي والفضي
والبرونزي وتمنحها لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لأفضل ثلاثة أفلام
عربية أو افريقية لكل من الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة
والأفلام الوثائقية، كما تمنح لجنة التحكيم جائزة لجنة التحكيم
الخاصة لفيلم متميّز، وكذلك جائزة لأفضل سيناريو.
ويجري منح جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول مخصصة
لمخرجة أو لمخرج عربي أو افريقي، مثلما يجري تقديم جائزة تحت مسمى
(لجنة سينما ـ واعدة) لأفضل فيلم من مدرسة دولية من انجاز طالبة أو
طالب دراسات سينمائية، وتمنح لجنة من السينمائيين التونسيين، جائزة
لأفضل مخرجة يقع اختيارها في المسابقة الرسمية بكل أقسامها مجتمعة،
وهناك جائزة مقدمة من الاتحاد العام التونسي للشغل لأفضل تقني
بالنسبة للأفلام الطويلة ولأفضل تقني بالنسبة للأفلام القصيرة.
وتتسم فعاليات المهرجان بالإقبال الواسع على قاعات
العرض، وما يتبعها من جلسات النقاش والحوار والجدل لمضامين
وجماليات الأفلام، والتي يشارك فيها مجاميع من من الصحفيين والنقاد
والمثقفين والفنانين والمهتمين والطلبة، يتخللها طرح اسئلة حول
الأحداث والتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية المتلاحقة في
اكثر من بيئة عربية وانسانية.
وتضم مسابقة الافلام الطويلة 18 عملا بين الوثائقي
و الروائي من بينهم 3 افلام تونسية فيما يتنافس على جائزة العمل
الاول 12 فيلما منهم فيلمان تونسيان.
ويتنافس على الافلام القصيرة 18 عملا منهم 3 افلام
تونسية فيما يشارك في مسابقة قرطاج السينما الواعدة افلام للطلبة
من 36 دولة.
ويرأس لجنة تحكيم المهرجان هذا العام المخرج
الموريتاني عبد الرحمن سيساكو من موريتانيا، كما سيجري عقد ندوة
دولية خلال المهرجان تحت عنوان (تراث سينمائي في خطر) حول سياسات
حماية التراث السينمائي لدى البلدان العربية والافريقية يشارك فيها
صناع افلام وخبراء في مجال ترميم الافلام ونقاد يعاينون موروث
السينما العربية لاستعادة ابرز ابداعاته المنسية.
وتتضمن الندوة على ثلاثة محاور هي: تقييم اوضاع
السينما العربية والافريقية الحالية، اختيار وسائل الترميم بين
خبرات وكفاءات الافراد والمؤسسات الوطنية أو اللجوء الى طاقات
وتقنيات في ترميم الافلام الى الخارج، بالاضافة الى محور يعنى
بقراءات في تقديم رهانات ثقافية سياسية واقتصادية قابلة للاستمرار
في رفد الحياة السينمائية بمثل هذا النوع من المشاريع والمبادرات.
واختارت ايام قرطاج ضمن فعالياتها هذا العام مجموعة
من الافلام التونسية الحديثة الانتاج هي: (شوف) لكريم دريدي، (تالة
حبيبتي) لمهدي هميلي، (زينب تكره الثلج) لكوثر بن هنية، (غدوة حي)
للطفي عاشور، (اخر واحد فينا) لعلاء الدين سليم، (نحبك هادي) لمحمد
بن عطية، (علوش) للطفي عاشور، (طليق) لقيس زايد، (ليلة كلبة) لامنة
بويحي، (نساجات الشعانبي) لنوفل صاحب الطابع، و(أحمر وأبيض) لرايا
بوصلاح.
وتشارك السينما المصرية بفيلمين طويلين: (اشتباك)
لمحمد دياب، و(حرام الجسد) لخالد الحجر. |