الفنان العربى الكبير غسان مسعود يتحدث لـ«المصري اليوم» عن
السينما والصوفية: خدمت الإسلام وقدمت « صلاح الدين» والمتطرفون
أهدروا دمي(حوار)
كتب: علوي
أبو العلا
أكد
الفنان العربى الكبير غسان
مسعود أن
صورة العرب لن يتم تصحيحها إلا بتقديم أعمال ضخمة تخاطب الغرب
وتحترم عقليته، وقال فى حواره لـ«المصرى اليوم»: إن تقديم مثل هذه
الأعمال مسؤولية وزارات الثقافة فى بلادنا العربية التى تستطيع أن
تجد تمويلا ملائما لمثل هذه الأعمال.
وذكر أن الغرب غازل العرب سياسيا عندما منح نجيب محفوظ وأحمد زويل
جائزتى نوبل فى ظروف تاريخية محددة.
وأضاف أن الجماعات الإرهابية أهدرت دمه رغم أنه خدم الإسلام أكثر
منها لأنها التى تصدر الصورة السيئة للدين، بينما قدم هو أعمالا
أبرزت قيمة الإسلام مثل فيلمه مملكة السماء وتجسيده شخصية مثل
الناصر صلاح الدين. وواصل أنه يتابع الأعمال السينمائية فى مصر من
خلال الكتابات النقدية وآراء الفنانين فيها وأنه يرى أن ما يقدم
حاليا يغلب عليه سوء المستوى، إلا أنه رغم ذلك هناك أعمال جديرة
بالاحترام مثل فيلم الفيل الأزرق. وإلى نص الحوار:
■
لماذا تأخر وصولك وتكريمك فى مهرجان الإسكندرية السينمائى إلى حفل
الختام؟
-إدارة المهرجان كانت تريد دعوتى من أول يوم وتم ترتيب كل شىء منذ
أول يوم لحضورى، وكل الموافقات الأمنية كانت موجودة ولكن السبب فى
عدم تواجدى منذ بداية المهرجان هو موقف شخصى لى من المهرجانات بصفة
عامة، ولكن كون المهرجان يقام فى الإسكندرية وفى مصر التى لها
علينا جميعًا كفنانين عرب من خير، فما كان أمامى إلا أن أوافق
وألبى الدعوة، ثانيًا وضع سينما المقاومة عنوانًا للمهرجان،
وثالثًا مصر كرمتنى فى 2009 بمهرجان القاهرة السينمائى أثناء رئاسة
الفنان عزت أبوعوف له، فعندما تكرمنى مصر مرتين فهذا تطويق لعنقى
وأصبحت مدينا لها بكل الفضل وإذا رفضت التكريم فهذا شىء يعيبنى ولا
يصح، أما عن تأخرى فى الوصول فأنا لا أحب حفلات الافتتاح و«الهلمة»
ومن الممكن أن تغرى الفنانين بسبب الريد كاربت ولكنى طالبت إعفائى
من أول يومين.
■
وما سر ابتعادك عن الأضواء والإعلام؟
- من حيث المبدأ أنا كسول جدًا تجاه الإعلام والمشاركة فى
المهرجانات لسبب لا أعرفه ولكنى أعلم جيدًا أن انقطاعى نتيجة عدم
وجود جديد بالنسبة لى وبالتالى لا داعى للظهور إعلاميا وصحفيًا أو
المشاركة فى أى حدث لمجرد الظهور لأن ذلك أعتبره عقدة الشهرة
الزائدة، فأنا لا تعنينى كلمة شهرة لا من قريب أو من بعيد ولا أفكر
فيها، قد أكون مخطئا لكن هذه هى تركيبتى فأنا أميل للبيت والعزلة
ولا أخرج للأوساط الفنية ولا أقيم علاقات اجتماعية داخلها، وهذا
يتعارض مع طبيعتى كممثل ولكن هذا ما أفعله ويعتبر ذلك سبب كثرة
الشائعات حولى وآخرها شائعة وفاتى، فالقصة قد تكون أننى مررت بفترة
من عام 2005 إلى عام 2010 كثرت خلالها مشاركاتى فى المهرجانات
واللقاءات فأصبت بنوع من سؤال الضمير «نفسى أنافس من»، فقلت هناك
صبية تغنى على 40 محطة وشاب يضحك الناس ولكن أنا لا أنافس أحدا،
فكلمة الشهرة فخ للفنان، ولكن احترامى للإعلام والصحافة يجعلنى لا
أصدر لهم إلا الشىء ذا القيمة، ومن العيب أن تصدر يومياتك كفنان
للصحافة.
■
وهل يعد ذلك زهدا فى الحياة؟
- أنا مشغول بمولانا شمس الدين التبريزى وفلسفته الصوفية، والتى
أتمنى أن أقدم لمحة من لمحاته فى عمل فنى فهناك حديث عن تقديمى
لقواعد العشق الأربعين فى تركيا، أتمنى أن يحدث وأقدمها، ولكن
انغماسى بعالم الصوفية يجعلنى أميل لعالم الاعتزال والزهد وربما
التوحد، فهذه أحد الأسباب الهامة فى ابتعادى عن الحياة عمومًا.
■
قلت بأنك تريد أن تجسد شخصية شمس الدين التبريزى، فما السبب؟
-أسمع قول مولانا شمس الدين عندما قال «أهم الطرق إلى الله بعدد
أنفاس البشر» يجوز أننى أبحث عن طريق أصل به، والحقيقة لا يوجد لى
جواب نهائى، لكن يكفى أن الصوفية ترى أن الانتصار هو حالة العشق
الإلهى والحياة فى سلام، وهذا هو ما نفتقده حاليا وهو افتقاد
السلام والبحث عنه والسمو والقيمة ومفهومها، والأوجه النورانية
المطلقة فأصبحنا نعيش فى زمن ثقافة الموت، لذلك أرغب فى تقديم
شخصية مولانا شمس.
■
قلت بأن «سينما المقاومة» أحد العوامل التى شجعتك على حضور
المهرجان؟
- نعم
نحن نحتاج إلى المقاومة عبر الثقافة والفن، المقاومة ليست الفعل
العسكرى الذى يقصد وإنما الثقافة مقاومة والسينما مقاومة والأدب
مقاومة وينبغى أن تكون مقاومتنا بتأثيرنا كعرب فى الرأى العام
العالمى فهذه مقاومة، وكيف نعمل على أن نقاوم الفكر القاسى الذى
غزا شعور الأمة العربية، إذن القصة تعود لقيمة تربوية لها علاقة
بالأجيال، وعلينا أن نقابل فكر الدم بفكر ثقافة الحياة عبر السينما والفن
والتأثير بالرأى العام وأن نقويه حتى يدافع عن نفسه مما يغزونا
اليوم من فكر متطرف الهدف منه الموت والذبح وهذه أهمية سينما
المقاومة.
■
قدمت فى مصر منذ سنوات فيلم «الوعد» لماذا اختفيت بعده؟
- دائما تأتينى عروض للعمل فى السينما المصرية والدراما وأوجه
الشكر للمنتجين المصريين فبعد 10 سنوات من تقديم الوعد لم أسقط من
ذاكرتهم ولكنى فى الغالب لا أجد نفسى فى العمل أو فى الدور أو فى
العرض المقدم ماديًا فكنت أعتذر دائما، ولكن لا يوجد هناك ما يمنع
من تواجدى.
■
تجربتك مع المخرج رشيد مشهراوى وعمرو واكد فى فيلم الكتابة على
الثلج كيف قرأتها؟
- عندما قرأت النص أدركت أنه ينتمى تحت عنوان «السينما مقاومة»
حرفيًا لأنه يحكى عن ضرب مخيم فلسطينى وقيام الإسرائيليين بتسويته
بالأرض، والفيلم يحكى عن ضرب المخيم وقصف غزة ليل نهار، فالعمل
يروى قصة أحد الإسلاميين الذى يدخل بيت أحد المقاومين فى غزة وهذا
الجهادى أو كما يسمى الإسلامى يتعامل مع صاحبه المناضل العتيق الذى
حارب الإسرائيليين لمدة 40 عامًا على أنه خائن، فتحدث بينهما
محاورة ليقول له صاحب البيت من أنت، كى تخوّننى، أين كنت عندما كنت
أقاوم الإسرائيليين منذ سنوات، فالقصف الإسرائيلى يضرب فى غزة وهذا
الرجل أدخل الجهادى بيته لكى يحميه ولكنه فى الآخر يريد أن يحاكمه
بعدما أدخله بيته، أنظر إلى هذه المفارقة العجيبة فأنا رأيت أن هذا
ما يحدث اليوم ليس فى فلسطين بل فى العراق وسوريا واليمن وفى الأمة
العربية كلها وأيضًا حدثت من قبل عندكم فى مصر عندما تولى الإخوان
الحكم فى مسألة الإقصاء مع الآخر، فهذا أمر خطير فوجدت أن هذا
الفيلم يقدم رسالة خطيرة جدًا، ولكنى حاليًا لا أريد أن أزكى
الفيلم إلا أن يعرض سيكون مضمونه واضحا للجميع وماذا فعلنا وقدمنا.
■
دافعت عن الإسلاميين فى البداية ولكنهم هاجموك وهددوك بالقتل، ما
السبب؟
- هذا السؤال أوجهه لحالى فى فيلم «مملكة السماء» من خدم الإسلام
أكثر أنا أم هؤلاء الجماعات المسماة بالإسلاميين، قولوا من خدم
إسلامه ودينه، فهل هم جاءوا لتعليم الإسلام، ماذا قدمت لإسلامك أو
لوطنك أو لدينك، هل قدمت قطع الرؤوس والذبح، لكن أنا قدمت صلاح
الدين الأيوبى فى هوليوود، فقبل الفيلم كانوا يعتقدون أنه قاطع
طريق، لكن وكل الشكر للمخرج ريدلى سكوت قدم صلاح الدين على أنه
زعيم عربى إسلامى يعيش فى حالة حوار أكثر فهو رجل بناء وهذا ما
قدمته للإسلام فكيف يكفروننى ويلغون رأيى الشخصى؟ كيف ينظر الغرب
للإسلام اليوم على أننا إرهابيون، فهذه هى الرسالة التى يجب أن
نصدرها للغرب أم يجب أن نصدر رسالة السماء والسلام، فهذا هو المعنى
والمعيار أنا من خدمت الإسلام، فتأتى لتهددنى وتشكك فى إسلامى فمن
أنت لتقيم دينى وإسلامى!.
■
هل هناك وسائل أو طرق يسلكها الفن العربى لنصحح بها صورتنا عند
الغرب؟
- بالفعل الحل عند أصحاب القرار وأصحاب رؤوس الأموال والوزارات
الثقافية فى بلادنا، فأصحاب القرار يعرفون من هم الفنانون الذين
يستطيعون معهم تصحيح هذ الصورة وينقلونها للغرب بالشكل الأمثل ولكن
من يسمع النداء، فالموضوع برمته ليس سهلا، فالأسهل فى الفن هو
الإنتاج لكنه أصبح جبانا، ولا نستطيع أن نقدم فيلما نخبويا ثقافيا
بتكلفة قليلة ونصدره إلى الخارج، ففى هذه الحالة الرأى العام
العالمى لن يراه، لأنه نخبوى ثقافى وقد يراه أربعة أو خمسة مثقفين
فى لندن أو باريس أو أمريكا لكن هؤلاء ليسوا الرأى العام بينما هو
الشارع، فلا تسطيع أن تفكر فى الوصول للرأى العام دون إنتاج كبير
يصل بنا إليهم، لكن عدوك لا يريدك أن تصل للعالمية أو أن تظهر
للنور، فنجيب محفوظ أخذ نوبل فى فترة تاريخية وأحمد زويل أخذها فى
أمريكا وكلاهما حصل عليها فى ظرف تاريخى محدد فالغرب أراد أن
يستميل مصر وأن تخرج بالأمة إلى النور فقدم لها إغراءات، وإلا لما
كانوا حصلوا عليها، فهل ترى أن كاتبا مثل محفوظ عبدالرحمن لا يستحق
الحصول على نوبل، بالفعل يستاهل، وأدونيس ألا يستاهل نوبل، ولكن
هناك قرار حضارى وسياسى بأن تجعل هذه الأمة التبعية، فإذا وصلنا
بالسينما إلى الرأى العام نستطيع وقتها أن نفعل ما نريده.
■
هل تتابع السينما المصرية الحالة؟
- دائما أتابعها من آراء النقاد والفنانين فى مصر وأشعر بعدم وجود
رضاء عما يقدم، فأنا شاهدت أفلاما مصر فى الستينات والسبعينات ولكن
لا توجد مقارنة بين ما يقدم حاليا وما قدم فى الماضى، فما يعرض
اليوم مستواه ليس جيدًا باستثناء ما يقدم فى بعض الأفلام ويحرص
عليه بعض المخرجين مثل فيلم «الفيل الأزرق» فهو عمل ممتاز والمخرج
مروان حامد قدم عملا إخراجيا «يأخذ العقل» والفكرة والخيال
والذكاء، وأيضًا هناك من الكوميديا الكثير مثل ما يقدمه أحمد حلمى،
فمصر بها قامات كبيرة، ولكن تريد أن تضعها فى نصابها الصحيح، فأنا
علمت بأن هناك منتجين يقدمون فى الشهر 4 أفلام، يأتى براقصة ومغن
وبلطجى يعتدى عليها وشخص آخر يهربها وخلصنا، هذا هو الفيلم أصبح
معروفا يصور فى يوم وفى العيد يطرح ويكسر الدنيا.
■
وعلى ذكر المنتجين ماذا لو عرض عليك السبكى بطولة فيلم، هل ستشارك
فيه؟
- لا تسأل هكذا، أنا رجل عاقل، وهذا سؤال صعب، لكنى سمعت أن يسرى
نصر الله تعاون معه، فالسبكى رجل عارف ماذا يعمل.
■
لماذا ترفض تصنيفك بالممثل العالمى؟
- العالمية «فخ» وكلمة أيضًا مستفزة لزملائك الفنانين، فهو عنوان
عيب وأنا رجل لا أحب أن أسىء لزملائى أو أستفزهم ولكن من الممكن أن
أشرحها لهم ولكن أتحدى أن يظهرنى أحد ويقول إننى تحدثت عن العالمية
أو وضعت نفسى فى هذا الفخ.
■
هل التوجه السياسى الغربى ضد العرب يؤثر على تواجد فنانينا فى
هوليوود؟
- نسبيًا نعم.
■
لذلك يحاصرونهم فى هوليوود بأدوار الإرهابى؟
- لو تحدثت عن نفسى سأقول بأننى تلقيت 4 عروض لأفلام خلال الفترة
الماضية فى الأول أظهر كعربى إرهابى ورفضته والثانى
CIA
والموساد ورفضته أيضًا والفيلم الآخر شككت فيه اسمه «سيريانا» وجاء
لى المخرج ولكنى شككت فيه من الاسم لأن سوريا تنطق سيريانا.
■
وما سر دفاعك الدائم عن عمرو واكد؟
- هناك اتهام لعمرو بأنه مثل مع ممثل إسرائيلى وهو قال إنه لم يعرف
جنسيته وكان يعلم فى البداية أنه مغربى ولكن عندما انتهى من
التمثيل وسأله عن بلده تفاجأ بأنه إسرائيلى، فلا يجوز له الانسجاب
من العمل لأن ذلك يعتبر إهدارا لسمعة الممثل، ولكنى أقول لماذا
دائما نهرب، الهرب لن يفيدنا كعرب بل يفيدهم هم فى التواجد ولا
يفيدنا عدم التواجد، علينا أن نواجه العالم وألا نهرب.
غسان مسعود عن عمرو واكد: «نجم كبير تعرض للظلم»
كتب: علوي
أبو العلا
قال
الفنان السوري غسان
مسعود ،
إن الاتهامات التي توجه إلى الفنان عمرو
واكد بالتمثيل
مع إسرائيليين ظلم له كبير، مشيرًا إلى أنه عندما كان يمثل في
العمل لم يكن يعرف جنسيته.
وأضاف «مسعود» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «الاتهام لعمرو
واكد بأنه مثل مع ممثل إسرائيلى ظالم، فهو قال إنه لم يعرف جنسيته
وكان يعلم في البداية أنه مغربى ولكن عندما انتهى من التمثيل وسأله
عن بلده تفاجأ بأنه إسرائيلى، فلا يجوز له الانسحاب من العمل لأن
ذلك يعتبر إهدارا لسمعة الممثل وتدمير لحياته الفني، ولكنى أقول
لماذا دائما نهرب؟ الهرب لن يفيدنا كعرب بل يفيدهم هم في التواجد
ولا يفيدنا عدم التواجد، علينا أن نواجه العالم وألا نهرب».
وتابع: «عمرو واكد وصل لنجومية كبيرة في هوليود وأصبح من
المتواجدين بقوة هناك، ومستقبله الفني كبير وأتمني له التوفيق». |