وودي آلن مريض نفسي بدرجة «فنان»: أنانيتي سر نجاحي
نعمــــــة الـلـــــه حســـيـن
وهذه صورة لفنان كبير نختلف معه كثيرا في آرائه ومواقفه السياسية
لكن لا ننكر أبدا أهميته العالمية وتأثيره الفني علي العالم وكثير
من فنانيه.
«وودي آلن» الذي يفتتح مهرجان «كان» السينمائي في دورته التاسعة
والستين بفيلم له.. لتكون هذه هي المرة الثالثة التي يختار أحد
أفلامه للافتتاح.. وهو فيلم «café
society
بطولة كل من «جيسي إيزنبرج» و«ستيف كاريل» و«كريستين ستيوارت».
وبذلك يكون وودي أول مخرج يشارك ثلاث مرات في افتتاحية المهرجان.
> > >
وودي آلن اسمه الحقيقي «آلن ستيوارت كونسبرج دي بروكلين» لكنه غير
اسمه إلي «وودي آلن» عام 1952 عندما كان يكتب «النكت» الساخرة
ويرسلها للجرائد والمجلات مقابل «مائة دولار» لكل خمسين «نكتة»
وذلك دون علم أسرته.. التي كانت تريده أن يصبح محاميا.
وعن تلك الفترة من حياته ذكر في الكتاب الذي حمل اسمه وبقلم الناقد
والكاتب «إيريك لاكس» وقد ترجم إلي العديد من اللغات.
لم يكن أحد من أسرتي يعلم أنني كنت صاحب النكات الشهيرة التي
يطلقون الضحكات من قلوبهم عند قراءتها ويشترون من أجلها الجرائد
والمجلات.. كانت أسرتي تريد أن أكون محاميا وعندما انتهيت من
الدراسة الثانوية أعلنت «لأمي» رغبتي في أن أدرس الفن لكنها رفضت
بشدة حتي لا أصدم أبي وطلبت مني أن أحتفظ بهذا لنفسي وأدرس الحقوق
وبعد التخرج أفعل ما أشاء فقط عليّ الحفاظ علي رضاء أبي في دراسة
ما يريد.
> > >
وبالفعل عندما تخرج «آلن» في دراسته الحقوقية رفض العمل لدي كبار
المحامين متمرنا لديهم.. وفضل أن يستمر في احتراف كتابة النكت
وإرسالها للصحف والمجلات بدون علم أسرته.
وأمام النجاح الساحق الذي حققه اتفق معه الفنان الكوميدي «سيد
سيزار» أن يكتب له بعض الاسكتشات التليفزيونية ونجح في ذلك وبدأت
النقود تعرف طريقها إليه، حيث وصل دخله إلي «ألف وسبعمائة دولار»
وذلك عام 1962.. وهذا ما دفع بوكيل أعماله لينصحه بألا يكتفي
بكتابة النكات والاسكتشات بل يقوم بتقديمها للجمهور ويشارك في
التمثيل.. وكانت تلك أغلي نصيحة قدمت إلي آلن فقد استطاع أن يلفت
الأنظار بأدائه المتميز، لتسعي محطات التليفزيون للتعاقد معه
والمنافسة للفوز به.
> > >
بداية عمله السينمائي تعود إلي عام 1965 عندما طلب منه المنتج
«شارل . ك. فيلدمان» إعادة كتابة سيناريو فيلم «ما الجديد يا قطة»
وهو فيلم كوميدي شارك في بطولته مع «بيتر أتول» و«بيتر سيلرز»..
و«أورسولا أندروز» و»رومي شنيدر».. وأمام النجاح الذي حققه الفيلم
كتب للمسرح مسرحيتين كوميديتين «لاتشربوا الماء».. و«اعزف اللحن من
جديد يا سام» والتي شاركته في بطولتها «ديانا كيتون» ليكون ذلك أول
تعارف لهما.. وهو يعدها من أقرب الأصدقاء إلي قلبه حيث ساندته في
مواقف كثيرة.
سنوات من النجاح في عالم الكتابة والتمثيل عاشها «وودي آلن» قبل أن
يجرب حظه في الإخراج السينمائي عام 1971 عندما قدم فيلم «خذ الفلوس
وأجري» الذي حقق نجاحا لابأس به.
هذا النجاح هو الوقود الذي يعيش به «وودي» وجعله حتي اليوم أشهر
المخرجين غزارة في الإنتاج حيث يقدم فيلما كل عام أو عام ونصف
تقريبا.
> > >
حياة «وودي آلن» رغم النجاح لم تكن سهلة.. فقد اقترنت بالكثير من
المعارك والفضائح.. في البداية ولسنوات طويلة كان يكره الصحافة
والصحفيين ويقول «كل ما علي النقاد أن يروا أفلامي وينتقدوها أما
غير ذلك فعليهم أن يتركوني في حالي».. ولذلك كان بالفعل يرفض إجراء
أي حوارات صحفية.
ربما سبب ابتعاده عن الصحافة كان بسبب الخوف الشديد الذي تربي عليه
فقد كان والداه أيضا يشعران بالخوف الشديد بعدما اضطرا للهجرة أكثر
من مرة فهما من أصل نمساوي وروسي.
يقول عن نفسه إنه كان خجولا انطوائيا وإن عوض ذلك.. بسخريته في كل
ما يحيط به.. وهذه السخرية أفادته كثيرا في حياته الفنية
والسينمائية.
أما عن والدته وهي المرأة صاحبة التأثير الأكبر عليه وكانت هي
الناقدة الأولي له.. فقد كانت شديدة التكتم علي كل ما يخص
عائلتها.. وأنه كان يخشي والده جدا حتي بعدما كبر وأصبح مشهورا.
وعودة لعدائه للصحافة ومصالحته معها.. فكان ذلك بعد خلافه الشديد
مع زوجته «ميا فارو» التي شوهت صورته وقالت إنه اعتدي علي «ديلان
فارو» ابنتهما بالتبني وتحرش بها حتي أنه في استطلاعات الرأي كان
الشخصية رقم (1) الأكثر احتقارا في أمريكا.
والحقيقة أن هذا الموضوع مازال رغم مرور سنوات عديدة إلا أنه يؤلم
بشدة «وودي آلن» حتي أنه خضع لجهاز كشف الكذب.. بينما رفضت «ميا
فارو» الممثلة الشهيرة التي تشاركه حياته الخضوع للجهاز.
ورغم ذلك فإن «وودي آلن» تزوج سنة 1997 من «سوين بريفن» التي كان
عمرها تسعة عشر عاما في ذلك الوقت ومازال الزواج مستمرا إلي
الآن.ورغم حكايات النساء المتعددة في حياته إلا أنه لم يتزوج بكل
من عاش معهن.. لكن ستظل أهم امرأة في حياته هي والدته التي كانت
ذات تأثير عليه شديد ومازال.
أما الحب الأول فقد كان من نصيب «هارلن» جارته ولم تكن تجاوزت
السابعة عشرة وهو في العشرين اعتقد أنها حب العمر وتزوجا رغم
معارضة الأهل.. لكن تم الانفصال بعد ست سنوات.
بعدها التقي بالفنانة «لويس لاسير» التي شاركته في أكثر من عمل
مسرحي.. لكن بعد فترة مات الحب.. فتم الطلاق وإن بقيت بينهما صداقة
واحترام لم يعرفه مع «ميافارو» في إنهاء علاقتهما.. أما الصديقة
التي لا يمكن أن ينسي فضلها أيضا فهي «شيرلي ماكلين» فلها مكانة
خاصة في قلبه حيث يعود إليها الفضل في اكتشافه، كان ممثلا مبتدئا
في أحد كباريهات نيويورك وصداقته معها تمثل أحد كنوز الحياة
النادرة علي حد قوله.
وفي الكتاب الذي حمل اسم «وودي آلن» أنه يعتبر نفسه أشهر مريض نفسي
في العالم لأنه يتردد علي عيادة طبيبه النفسي بانتظام منذ ما يزيد
علي أكثر من ثلاثين عاما وقد نشر الكتاب في سنة 1995.. ولذلك فهو
يعتبره صديقه الحميم.
كما يعترف «وودي آلن» أنه يوافق علي أنه شخص أناني كما وصفته
حبيباته السابقات.. لكنه يضيف أن هذه الأنانية ساعدتني كثيرا في
نجاحي الفني.
ومن بين اعترافات «وودي» وأسلوبه في العمل الذي مازال يتبعه إلي
اليوم.. أنه لا يسمح لمن يعملون معه من الممثلين والفنيين في
مناقشته في أمور السيناريو.. ولذلك فهو يعطي كل ممثل الأجزاء
الخاصة به في السيناريو فقط وليس السيناريو كاملا.. وعلي الرغم من
شدته في المواقف.. إلا أنه شديد الإخلاص والوفاء لمعظم الفنيين
والتقنيين الذين يعملون معه.. ويحبه كل العاملين في الاستديو.
وفي فيلمه «مقهي المجتمع» الذي سيعرض في افتتاح كان يستعرض الحياة
الفنية والاجتماعية في هوليوود في بداية الثلاثينيات من خلال ممثل
وممثلة أتيا للمدينة الساحرة ليجربا حظهما.
هذه صورة عن بعض خفايا «وودي آلن» التي حاول ألا يعرفها الكثيرون
أضيف إليها مواقفه المتشددة «كيهودي» يناصر إسرائيل. |