تقدم الفنانة المصرية منّة شلبي هذا العام أحدث أعمالها السينمائية
«نوارة» المعروض ضمن فعاليات المهرجان في فئة المهر الطويل.
الفيلم راهنت عليه منّة شلبي قبل عرضه ووافقت عليه بمجرد قراءة
السيناريو الذي أرسلته لها المخرجة والكاتبة هالة خليل.
وبالفعل كسبت الرهان، فالعمل بشكل عام يحكي قصة فتاة بسيطة اسمها
نوارة تسكن في أحد أحياء مصر القديمة «الحطابة»، وتعمل خادمة
بفيلات تجمع سكني راقٍ وتتنقل يومياً ما بين تلك الحارات والشوارع
المعدومة وبين الأماكن الراقية تحمل هموم طبقتها وأحلامهم البسيطة.
ويحكي الفيلم حياة المصريين المعدومين الكادحين وكبار رجال الأعمال
في أعقاب ثورة 25 يناير.
عن دورها في الفيلم وأعمالها المقبلة تحدثنا مع الفنانة منّة شلبي
في هذا الحوار.
·
ما الذي جذبك لشخصية نوارة؟
-حكاية
الفيلم، والسيناريو قرأته في ساعة تقريباً، ومباشرة اتصلت بالمخرجة
هالة خليل لإبلاغها بموافقتي على تصوير العمل فوراً، رغم أنني في
تلك الفترة كنت قررت عدم العمل ولم أكن جاهزة تماماً لأي عمل سواء
درامي أو سينمائي.
ودور نوارة، بشكل عام، صعب جداً على أي فنانة أن تتركه، وأعتبر أن
هذا العمل بداية جديدة لي، على اعتبار أنه منذ بدايتي في «الساحر»
وحتى أحدث أعمالي مسلسل «نيران صديقة» كنت في مرحلة وانتهت وبدأت
في المرحلة الجديدة.
·
هل بالفعل صورتم الفيلم في أماكن شعبية وليست استوديوهات؟ وماذا
واجهكم أثناء التصوير؟
-
جميع الأماكن التي صورنا فيها حقيقية جداً وفي شوارع القاهرة، حيث
قمنا بالتصوير في منطقة الحطابة بالقلعة وتلك المنطقة معروفة
بأهلها البسطاء الكادحين.
ومن أول أيام التصوير تأكدت أن اختياري لهذا العمل وشغفي بأن أجسد
شخصية نوارة كانا في محلهما، لأنني أقدم من خلاله رسالة، ولم أقبله
من أجل المادة، خاصة عندما قابلتني إحدى السيدات أثناء التصوير ولم
تكن تعرفني، وقالت لي «وحياة أغلى ما عندك توصلي للمسؤولين وللناس
ما نعانيه إننا لسنا في الحياة بل نحن منسيون» وأخذت تبكي، وهنا
شكرت ربنا على قبولي الفيلم وأنني من الممكن أن أكون جزءاً من جهود
توصيل رسالة هؤلاء الأشخاص الكادحين.وموضوع العمل بشكل عام إنساني
من الدرجة الأولى، خاصة مع زيادة هذه الفئة بشكل مستمر، رغم وجود
بعض الإسقاطات السياسية عن الثورة وما حدث بعدها.
·
هل كنتم قادرين على احتواء كل الأحداث في العمل؟ وهل نوارة ترمز
لمصر بعد الثورة؟
-
حاولنا على قدر المستطاع أن يحتوي العمل على ما أعقب ثورة 25
يناير، ونتمنى أن نكون أوصلنا الرسالة كاملة للمتلقي، و«نوارة» لا
ترمز لمصر بالكامل، وإنما لنساء مصر الكادحات، اللاتي لا يملكن
وقتاً للاهتمام بأنفسهن، فقط يعشن من أجل |لآخرين.والعمل به العديد
من الأشياء الثقيلة وإسقاطات سياسية، وإنسانية، واجتماعية، وليس
سياسياً كما وصفه البعض.
·
هل نظرة نوارة ل«رحمة» الثرية في الفيلم هي نظرة الفقير للغني في
الطبيعة؟
-
نهائياً، والتعميم خاطئ في كل شيء،وأرى أن هذه النظرة عادية ولا
تنم عن الحقد والغيرة والتمني لأن أكون مكانها.
و«نوارة» نوع من الأشخاص موجود بكثرة في مصر ويمكنهم العيش تحت أي
ظروف وفي النهاية يشكرون ربنا ويحمدونه على نعمه لهم حتى لو قليلة
فهي كثيرة في نظرهم، بعكس آخرين مهما يكون معهم يحقدون على أي شخص
ولا يعجبون بأي أحد، وفي النهاية هي نفوس بشر وليست مسألة غنى وفقر.
·
ما جديدك بعد «نوارة»، خاصة في الدراما الرمضانية؟
-
لن أشارك في أي عمل درامي هذا العام وسأكتفي ب«نوارة» ومتابعة ردود
الأفعال التي لمستها منذ البداية أثناء العرض الأول في المهرجان،
في وجود كبار الفنانين المصريين والعرب والذين أثنوا عليه لدرجة
جعلتني أبكي وتزداد مسؤوليتي بتقديم أعمال بالقوة نفسها الفترة
المقبلة. وبالتالي، أنا خارج السباق الرمضاني.
حضور قوي للمخرجات العربيات
المرأة على شاشة المهرجان مناضلة وباحثة عن هوية
يُسجل حضور قوي للمخرجات العربيات في الدورة الثانية عشرة من
المهرجان، الذي بات الملتقى السينمائي الأهم في المنطقة، كما وصفته
وكالة الأنباء الفرنسية أمس، فضلاً عن أدوار نسائية رئيسية، وتشارك
مخرجات عربيات ب 24 فيلماً من بين الأعمال العربية المشاركة في
إطار مسابقات المهر أو خارجها، في المهرجان الذي يقدم حصيلة عام من
الإنتاج السينمائي العربي، ما يحوله إلى مقياس لنبض السينما
العربية وتحولاتها.
ويقدم المهرجان هذه السنة نحو 70 فيلماً عربياً جديداً تتراوح بين
القصير والطويل، الروائي وغير الروائي، مبرزاً حضوراً متزايداً
للمرأة كماً ونوعاً.
وتشارك سبعة أعمال أنجزتها نساء من أصل 19 فيلماً عربياً ضمن
مسابقة المهر الطويل لهذا العام، بعدما حازت مخرجتان من الإمارات
واليمن على الجائزتين الرئيسيتين ضمن مسابقة المهر الطويل العام
الماضي، وانتزعت تونسية جائزة المهر العربي القصير.
وأتاحت الأفلام التي أنجزتها المخرجات العربيات عموماً، أدواراً
نسائية، يتضح من خلالها دور المرأة المحوري في المجتمعات العربية
الذكورية في الظاهر، إلا أنها تعتمد على المرأة بشكل أساسي مع
توليها دور الرجل في أحيان كثيرة.
كذلك تظهر هذه الأفلام المرأة مناضلة لنيل حريتها وباحثة عن ذاتها
وهويتها، وتستبعد صورة المرأة الضحية أو المستسلمة، فتراها مبادرة
في محاولات مستمرة لتحسين وضعها.
وتتمثل السينما اللبنانية في مسابقة المهر العربي الطويل هذا العام
بثلاثة أفلام أنجزتها مخرجات من أجيال متقاربة، يتناول اثنان منهما
شخصية المرأة.
في «غو هوم» (عودي إلى ديارك)، العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة
جيهان شعيب، تقرر بطلة الفيلم أن تترك فرنسا البلد الذي تعيش فيه
منذ الطفولة وتعود إلى لبنان بحثاً عن جذورها، وعن ماض ضبابي
ومختلط في ذاكرتها.
وتجسد الدور الممثلة الإيرانية غولشفتي فرحاني.
وتبدو هذه العودة التي تقود إلى مغامرة ذاتية داخلية، ضرورية
للبطلة للتصالح مع الذات وحاضرها الفرنسي.
وتقدم دانيال عربيد في فيلمها «باريسية» الذي يرتكز في جزء منه على
سيرتها الذاتية، تجربة شابة تقصد باريس للدراسة فتكون لها نظرتها
الخاصة للمجتمع الفرنسي، حيث تمارس حريتها، وتنغمس في حياة الطلبة
والشباب، وتعيش أولى تجاربها العاطفية والسياسية.
والعمل يعتبر تكملة لفيلم عربيد «معارك حب»، لكن الشابة تعيش
راهنها دون أي رغبة بالعودة إلى الوراء وتكافح للبقاء، حيث هي.
وأدت الدور بجدارة، منال عيسى، وهي ليست ممثلة محترفة بالأساس.
وفي مشروعها الروائي الأول، اختارت المخرجة الفلسطينية مي المصري
عبر فيلم «3000 ليلة» أن تتناول حياة السجينات الفلسطينيات في
السجون «الإسرائيلية»، فصورت بلغة واقعية يومياتهن وإضرابهن عن
الطعام عام 1982 إثر مجازر صبرا وشاتيلا.
وتؤدي ميساء عبد الهادي في الفيلم دور المعلمة ليال التي يلفق
«الإسرائيليون» تهمة لها فتحكم بالسجن لثماني سنوات، وتضع مولودها
داخل السجن.
وتقول مي المصري وهي تقدم فيلمها «إنها قصة من قصص آلاف السجينات
الفلسطينيات».
في الفيلم تقول والدة ليال لها مشجعة «كوني قوية واصمدي»، بينما
زوجها يتركها ويغادر إلى كندا، وتستمر هي مع رفيقاتها ينتظرن
الحرية.
والحرية تنشدها امرأة شابة أخرى في مكان آخر على خريطة السينما
العربية، إذ يكون على التونسية «فرح» أن تتمرد أولاً على سلطة
الأهل في فيلم ليلى بو زيد الأول «على حلة عيني».
تدور أحداث الفيلم قبيل الثورة التونسية، حيث الانضمام إلى فرقة
موسيقية ملتزمة يقود الشابة إلى محظورات لم تكن في حسبانها، لكنها
تتعلم في خضمها الحياة، وتتمرد رافضة السكوت عما سكت عنه أهلها،
وتحقق رغباتها بدل رغباتهم.
وتخوض «نوارة» المصرية كفاحاً من نوع آخر، ضد الفقر أولاً، إذ وقفت
مخرجة العمل هالة خليل لتصرح بأن «نوارة هي المرأة المصرية».
وتؤدي منة شلبي دور نوارة، إذ تتنقل يومياً بين الأحياء الفقيرة
المعدمة وبيوت الأثرياء لكسب عيشها بينما خطيبها لا يجد عملاً بسبب
كساد الأحوال في الفترة التي تلت الثورة.
وتبدو المرأة في كل الأحوال تقدمية وقادرة على إعالة الأسرة أكثر
من الرجل وسط ظروف اقتصادية وعامة صعبة.
ويجسد الفيلم الوثائقي المصري «أبداً لم نكن أطفالاً» لمحمود
سليمان واقع الفقر المر، إذ تحاول أم بمفردها إعالة أطفالها
الأربعة بعد رحيل الوالد لكنها تعجز كما يعجز الابن الأكبر المراهق
عن إيجاد عمل لتتساوى الحياة مع الموت، ويعلن الابن تفكيره الصريح
بالالتحاق بتنظيم «داعش» الإرهابي.
«النقص الكبير» في الختام الليلة
يسدل اليوم الستار على فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في
دورته الثانية عشرة مع الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز المهر
بمختلف فئاتها. ويحيي حفل الختام الليلة النجم العالمي شاغي، ومن
أبرز الفقرات أيضاً اليوم مراسم السجادة الحمراء التي يمر عليها
عدد من ألمع النجوم العالميين والعرب والإماراتيين، إلى جانب جلسة
تصوير خاصة للنجم العالمي جايك جيلينهال.
ويقدم في المساء العرض الأول لفيلم
«THE BIG SHORT»،
أو «النقص الكبير» للمخرج والكاتب والممثل العالمي آدام مكاي، وهو
عبارة عن دراما كوميدية مقتبسة من رواية مايكل لويس التي تحمل
الاسم نفسه، ويدور حول الأزمة المالية التي عصفت بالعالم أواسط
العقد الأول من القرن الماضي.
ويقدم الفيلم كوكبة من أشهر النجوم العالميين، ومنهم: براد بيت،
وكريستيان بيل، وريان جوسلنج، وستيف كاريل، ويلعب الأربعة دور رجال
غير معروفين في عالم المال والأعمال، يتنبؤون بالانهيار الكبير
لأسواق الائتمان والإسكان، ويقررون معاقبة البنوك الكبيرة على
جشعها وقصر نظرها.
يعتبر الدورة ال12 تاريخية لمبدعي الإمارات
مسعود أمر الله للخليج: لجنة الاختيار شاهدت 4000 فيلم
حوار: مصعب شريف
يرى مسعود أمر الله، المدير الفني للمهرجان، أن الدورة ال12 التي
تختتم اليوم، مثلت نقلة نوعية بالنسبة للسينما الإماراتية لكونها
قدمت 11 فيلماً إماراتياً في المسابقة الرسمية.
ويعرب أمر الله في حوار مع «الخليج» أمس بمقر المهرجان، عن سعادته
بأن تلتقي معايير لجنة اختيار الأفلام في المهرجان مع معايير
وأذواق الجوائز والمهرجانات العالمية، مشيراً إلى أن السينما
الإماراتية على الرغم من المشوار الكبير الذي قطعته، فإنها لا تزال
تفتقر لوجود مؤسسة دعم واحدة تتابع العملية الإنتاجية منذ بداياتها
وتضطلع بدور تدريبي وترويجي، كما أنها تفتقر كذلك للمنتج الذي
يدافع عن الفيلم. ويلفت إلى ضرورة وجود منتج يزاوج بين العمل الفني
ورأس المال حتى تستقيم العملية الإنتاجية. كل هذه النقاط ناقشناها
مع أمر الله في الحوار التالي.
·
من ضمن ال 134 فيلما التي عرضت في الأيام الماضية من المهرجان،
رشحت 9 لجائزة «غولدن غلوب»، كيف وصلتم لهذا؟
دورنا الرئيسي هو البحث عن الفيلم الجيد والإنساني الذي يمسنا وأن
يقدم بشكل محترف. عندما تكون هذه معاييرك، فإن هذه الأفلام ستجد
تجاوباً من الجوائز والمهرجانات.
لنأخذ فيلم «بالحلال» الذي عرضناه في المهرجان، وهو سيعرض في
المسابقتين الرسميتين لمهرجاني «صندانس» و«روتردام»، فهذه هي
النوعية من الأفلام هي التي تثري المهرجانات.
لجنة الاختيار في مهرجان دبي السينمائي تتكون من 15 شخصاً، وتعمل
لمدة 8 شهور، وإجمالي ما شاهدناه كفريق هو 4000 فيلم، أنا شاهدت
850 فيلماً. بعد ذلك ننخرط في ترشيحات واختصارات ومفاضلات
واختيارات، لذلك تجدنا سعداء عندما تلتقي معاييرنا وذوقنا بذوق
الجوائز والمهرجانات الأخرى.
·
ولكن على ماذا ترتكز هذه المعايير وما الذي تبحثون عنه في الفيلم؟
نبحث في الفيلم عما يمسنا بالدرجة الأولى، أو ما يمس هذه المنطقة
بالذات، سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ففيلم الافتتاح
مثلاً مس جميع من حضره، لكنه لا يمس هذه المنطقة بطريقة مباشرة،
لكن بشكل غير مباشر نحن محبوسون في هذه الغرفة التي كانت موضوع
الفيلم. هنا تلتقي الرؤى والأفكار، والعوامل التقنية والفنية هي
عوامل مهمة كذلك، لكننا لا نتطرق لها كثيراً. هنالك اعتبارات
الرؤية البصرية والموضوع والتقنية والجمهور والثقافة، هذه كلها
معايير تؤخذ في الاعتبار، وواحد من المعايير التي نعتني بها كثيراً
هي مسألة الاكتشاف وما يمكن أن نقدم، حتى بالنسبة لغير الأفلام
العربية. كثير من الأفلام التي قدمناها اكتشفنا أن مخرجيها وصلوا
إلى مهرجان «كان» وغيره هي مسألة أن تقدم أصواتاً جديدة.
·
في هذه الدورة هناك 4 أفلام إماراتية طويلة لأول مرة، فيما بلغ
إجمالي الأعمال الإماراتية المشاركة في المسابقة 11 فيلماً،
بالنسبة لك، هل من دلالة خاصة؟
هذه أول مرة في تاريخ الإمارات، خاصة بالنسبة للأفلام الطويلة ال4
المشاركة في المسابقة، كما أن هناك فيلماً خارجها تشارك فيه مخرجة
إماراتية، وهو «حجاب» لنهلة الفهد، إضافة لفيلم خامس عرض بالصالات
هو «مزرعة يدو2» وفيلم عبد الله الكعبي الذي لم يلحق للأسف
بالمهرجان.
بشكل عام، هناك حركة وسيناريوهات، هذا تطور مهم منذ أن بدأنا نبحث
عن موهبة إماراتية تصنع الأفلام. كذلك فازت الإماراتية ليلى خليفة
بجائزة «الاي دبليو سي»، وهذا نتاج عمل ليس فقط من المهرجان، الذي
يدعم ويحاول أن يجد المنافذ للأفلام، ولكن من قبل المخرجين أنفسهم
وإصرارهم على أن يقدموا شيئاً في وضع ليس صحي كثيراً. لا توجد
مؤسسات دعم واضح، بل جهد ذاتي ومساندة من بعض المؤسسات التي تحاول
أن تدفع بالسينما الإماراتية إلى الأمام مثل «توفور فيفتي فور»،
و«ايمج نيشن»، والمهرجانات وغيرها.
لذلك نجد أن وجود 11 فيلماً إماراتياً في المهرجان مؤشر جيد في ظل
هذه الحركة، نحتاج فقط إلى مؤسسة ثابتة، صندوق دعم ثابت، لأننا قبل
أن تبدأ مرحلة البحث لا نعرف ملامح السينما الإماراتية للعام
المقبل، على عكس ما يحدث في السينما العالمية والعربية، لأن
الإماراتية تعتمد على ظروف المنتجين والسيناريو.
وأعتقد أن وجود مؤسسة لها خطة واضحة يجعلك على إلمام بملامح الحركة
السينمائية قبل ظهورها مكتملة بوقت كاف. عموماً الوضع ضبابي، لكننا
قطعنا شوطاً طويلاً، ففي السابق عندما تتحدث عن فيلم إماراتي كنا
نسأل: أين؟ لكن الآن هذا السؤال لم يعد موجوداً وهذه شرعية
اكتسبتها السينما الإماراتية بجهد أصحابها.
·
المهرجانات مثل الخليج السينمائي، هل يمكن أن تلعب مثل هذا الدور؟
يظل المهرجان مهرجاناً مهما فعل، لأن دوره بالأساس هو عرض الأفلام،
وأن يكتشف المواهب ويجمعها لنشر الثقافة السينمائية وإعطاء مساحات،
لكننا أخذنا على عاتقنا أشياء إضافية هدفها الدعم والتطوير. وهناك
سوق دبي السينمائي الذي يقدم في هذه الدورة أكثر من 23 ورشة، نحن
نعمل أكثر من حدودنا، لكن عندما نقول: مؤسسة دعم، فإننا نتحدث عن
آلية، فليس كل سيناريو قابلاً للتنفيذ، يجب أن تبحث عن منتجين
يدافعون عن الفيلم.
اليوم أتحدث عن «بالحلال»، فمنتجيه سبق لهما إنتاج فيلم «وجدة»،
الذي أثبت حضوره في مهرجانات كبرى، كيف استطاعا أن يصلا به لهذه
المحافل العالمية؟ ولماذا لا يستطيع الفيلم الإماراتي الوصول إلى
هذا.
لابد من حاضنة تخطط في الإطار العالمي الصحيح، هناك جهد كبير،
ومهرجان الخليج توقف، لم يلغ لكنه موجود ويعود عندما تتضح الأمور،
لكن أخذنا مبادرة لدعم المهر الخليجي في مهرجان دبي السينمائي، حتى
لا يذهب المخرج ويقول إنه ليس له مكان.
المهرجان ينبغي أن يكون آخر مرحلة، لكننا نحتاج إلى جهود تأسيسية،
لأنك اليوم أمام صناعة سينمائية وليس حالة فردية. السينما ليست مثل
الشعر تجلس في بيتك وتكتبه، تحتاج إلى فريق عمل قد يمتد بعد نهاية
الفيلم، هذه تحتاج إلى صناعة.
فيلم «ساير الجنة» لسعيد سالمين أتى طاقم التصوير والصوت من
الخارج، فيلم»زنزانة» صور بطاقم خارجي،لديك فيلم»عبد الله» مدير
التصوير أتى من الخارج، إذا أردنا للعملية الإنتاجية أن
تتكامل،لابد أن يكون لديك مهندس صوت ومعدات إنتاج، العمليات الفنية
لفيلم ناصر الظاهري كانت في بلجيكا مثلاً.
دبي أرضية خصبة وفيها كل شيء، نحتاج فقط إلى مؤسسة سينمائية، ليس
مهمتها فقط أن تضخ أموالاً في الأفلام، بل أن تخرج أيضاً بسينما
أفضل.
ما حدث منذ 2004 جهد جميل يقوم به مهرجان، لكنه يحتاج إلى فكر
لتجميعه في بوتقة واحدة. واحد من الأشياء التي نفتقدها في الإمارات
عملية المنتج، من المفترض أن يكون المال موجوداً لدينا، لكن من هو
الوسيط بين رأس المال والفن؟ هو المنتج، إذا لم يكن لديك منتج جيد
يستطيع أن يزاوج بين رأس المال والفن، فهذه إشكالية، فلابد أن
تحلها وتجد منتجين يبيعون الفيلم،لأنك عندما تقول لرأس المال إن
فيلمك فني ولن يربح لن يدعم. المنتج يقوم بهذه الخلطة الجميلة في
أن يزاوج رأس المال بالفن ولا يخشى خسارة.
وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لديها مسؤولية في دعم
الأفلام، لأننا نتحدث عن منتج ثقافي. لدينا إشكالية لابد أن نحلها.
·
ما تقييمك لدورة المهرجان وهي تختتم اليوم؟
عندما تنطلق إشارة المهرجان ،التقييم يكون بيد الجمهور،لكن الكل
سعيد ولا توجد مشاكل، والاختيارات نسمع عنها بشكل جيد، لكن ننتظر
رأي الجمهور.
«تاكسي
أخير إلى داروين» يمر بالسجادة الحمراء
استضافت السجادة الحمراء أمس فريق عمل فيلم «تاكسي أخير إلى
داروين»، الذي عرض بالقاعة الرئيسية للمهرجان أمس.
والفيلم عبارة عن دراما كوميدية ناعمة، وحساسة، من بطولة مايكل
كيتون، الذي لعب دور البطولة في كوميديا «القلعة» في 1997. يظهر
مايكل كيتون في دور ريكس، سائق سيارة الأجرة الريفي المصاب بمرض
سرطان المعدة، ولم يبق أمامه سوى ثلاثة أشهر يعيشها.
تدور أحداث القصة في التسعينات من القرن الماضي، في الفترة الوجيزة
التي كان القتل الرحيم فيها مسموحاً به قانوناً في شمال أستراليا.
عندما يسمع ريكس عن طبيبة في داروين «جاكي ويفر» تمارس «المساعدة
على الانتحار»، ينطلق قاطعاً مسافة 3000 كم، ليطلب مساعدتها،
ويلتقي في طريقه شخصيات عدة. هذا الفيلم مأخوذ عن مسرحية «ريغ
كريب»، وهو من إخراج جيرمي سيمز، وإنتاج غريغ دوفي، وليزا دوف،
وجيرمي سيمز، وتمثيل مايكل كيتون، وجاكي ويفر، ونيغالي لاوفورد -
وولف، وإيما هاملتون،ومارك كولز سميث.
لطيفة أحرار: اللهجة ليست مشكلة السينما المغاربية
دبي - محمد حمدي شاكر:
تشارك الممثلة المغربية لطيفة أحرار في المهرجان هذا العام بأحدث
أفلامها الطويلة «جوع كلبك» للمخرج هشام العسري وبالتعاون مع
الممثل المغربي بنعيسى الجيراري.
الفيلم يحكي قصة وزير الدخلية المغربي السابق إدريس البصري الذي
عرف بقوته وعنفه الشديد في المغرب.
تحدثت أحرار عن دورها في العمل الذي تتعاون للمرة الأولى فيه مع
المخرج هشام العسيري، قائلة: أقوم في العمل بدور «غيثة»، وهي إحدى
الصحفيات التي تستجوب وزير الداخلية إدريس البصري بعد انتهاء
مسؤوليته، وبشكل عام مصطلح «جوع كلبك» تم إطلاقه على الفيلم لكونه
يتعلق بهذه العبارة الدارجة في المغرب، والتي تدور حول أن تجويع
الكلب يجعله تابعاً لك ومنفذاً لأوامرك
وتكمل: في الأحداث، أقوم باستجواب الوزير السابق عن الفترة التي
مرت بها البلاد أثناء توليه المنصب، وبشكل عام الفيلم مساءلة لحقبة
بأكملها حدثت وقتها انتفاضة الخبز والكومير، وعن القمع الذي تواجد
أيضاً لدرجة وفاة العديد من الأشخاص في السجون أثناء توليه منصبه،
والجميع من المغاربة متشوق لهذا الفيلم خاصة ممن لم يعيشوا تلك
الحقبة الزمنية.
وعن السينما المغاربية وعدم وصولها بالشكل المطلوب إلى بقية العالم
العربي تقول أحرار: لا يعوقنا أي شيء ولسنا منغلقين على أنفسنا كما
يروج البعض، ولكن العالم العربي نفسه هو المنغلق عن السينما
المغاربية والمغربية بالأخص، لأننا وصلنا للعديد من المهرجانات
وحصدت أعمالنا كبرى الجوائز بفرنسا وإسبانيا والدول الأوروبية.
وتكمل: نحن كمغاربة نتفهم كل اللهجات وليست اللهجة عائقاً، فلماذا
المغربي يتحدث كل اللهجات العربية ويفهمها جميعاً؟ أعتقد أن العيب
ليس فينا كسينمائيين، وفي التمثيل بشكل عام الممثل يمثل بعيونه
وليس بالكلام. والإحساس هو الأهم في كل شيء وهذا موجود لدنيا وإلا
ما وصلنا لمهرجانات عالمية، وسينمات تجارية حول العالم.
وعن مشاركتها في مهرجان دبي السينمائي تقول أحرار: أول مرة لي في
المهرجان، وتابعت بعض الأعمال المميزة وهناك تنوع شديد في
الاختيارات، والأهم سوق الفيلم والمحفز القوي للعديد من صناع
السينما للتواجد في دبي السينمائي لخلق سوق جديدة والتعرف إلى
ثقافات جديدة.
ترى أن السيناريو عقبة رئيسية أمام تطور الحركة السينمائية
عائشة الزعابي: «إلى بيتنا مع التحية» يناقش التغيرات الاجتماعية
في الإمارات
دبي - مصعب شريف:
تحاول المخرجة الإماراتية الشابة عائشة الزعابي، الحائزة على جائزة
أفضل فيلم في مسابقة المهر الإماراتي القصير في الدورة الماضية من
المهرجان، من خلال عملها الجديد «إلى بيتنا مع التحية»، الذي يشارك
في المسابقة ذاتها هذا العام، مقاربة التغيرات التي حدثت في
المجتمع الإماراتي.
والفيلم، بحسب قول الزعابي ل«الخليج»، يعبر عن التعلّق بالبيت
القديم؛ بيت الطفولة، والصداقات البريئة، والذكريات الصافية.
وتشير إلى أن العمل يروي قصة «فطوم» الطفلة التي انتقلت أسرتها إلى
منزل جديد، فوجدت نفسها فجأة في فضاء جغرافي مغاير، ليراودها
الإحساس بعدم الألفة مع «الفريج» الجديد، ليشدها الحنين إلى درجة
خوض مغامرة العودة إلى البيت القديم، مهما كانت العواقب والمفاجآت.
وتوضح الزعابي أنها تحاول من خلال الحبكة السينمائية أن تبين ما
كان يمثله البيت و«الفريج» لأطفال الإمارات في ثمانينات وتسعينات
القرن الماضي، تاركة للمشاهد مهمة المقارنة بين الماضي والحاضر.
وتلفت إلى أن العمل استغرق وقتاً طويلاً من كاتبة السيناريو أمل
الدويلة، التي استحضرت من خلاله «الفريج» الإماراتي القديم،
مستعرضة تفاصيل الحياة اليومية في تلك الحقبة الزمنية من دون أن
تبين للمشاهد أنها متعمدة.
وتقول الزعابي:«هذه تجربتي الثانية في الفيلم القصير، ولست في عجلة
من أمري، أود أن أجود تجربتي وسأعمل على عدة مشاريع لأفلام قصيرة،
المشكلة الآن في السينما الإماراتية تتمثل في افتقارها للسيناريو
الجيد، وهذه معضلة تواجهني، حتى عندما شاهدت الأفلام الطويلة وجدت
أن هنالك مشكلات في السيناريو، لذلك أبحث عن سيناريو قوي لفيلم
تخرجي في الكلية، فأنا ما زلت طالبة تتأهب للتخرج، يمكنني بعد ذلك
أن أواصل مشواري الإخراجي».
وتتابع الزعابي أن تصوير العمل استغرق 4 أيام فقط، فيما كان العمل
على النص والشخصيات يستأثر بكل مدة الإنتاج، لأنها بحثت عمن يؤدي
شخصية «خالد» الذي يشارك بطلة الفيلم «فطوم» مغامرة العودة للبيت
القديم بين عشرات الأطفال حتى عثرت عليه على موقع التواصل
الاجتماعي «إنستغرام»، ثم التقته لتختبره، بينما شاهدت عدة برامج
تلفزيونية ظهرت فيها الشخصية الرئيسية «فطوم».
تحاول المخرجة الإماراتية الشابة عائشة الزعابي، الحائزة على جائزة
أفضل فيلم في مسابقة المهر الإماراتي القصير في الدورة الماضية من
المهرجان، من خلال عملها الجديد «إلى بيتنا مع التحية»، الذي يشارك
في المسابقة ذاتها هذا العام، مقاربة التغيرات التي حدثت في
المجتمع الإماراتي.
والفيلم، بحسب قول الزعابي ل«الخليج»، يعبر عن التعلّق بالبيت
القديم؛ بيت الطفولة، والصداقات البريئة، والذكريات الصافية.
وتشير إلى أن العمل يروي قصة «فطوم» الطفلة التي انتقلت أسرتها إلى
منزل جديد، فوجدت نفسها فجأة في فضاء جغرافي مغاير، ليراودها
الإحساس بعدم الألفة مع «الفريج» الجديد، ليشدها الحنين إلى درجة
خوض مغامرة العودة إلى البيت القديم، مهما كانت العواقب والمفاجآت.
وتوضح الزعابي أنها تحاول من خلال الحبكة السينمائية أن تبين ما
كان يمثله البيت و«الفريج» لأطفال الإمارات في ثمانينات وتسعينات
القرن الماضي، تاركة للمشاهد مهمة المقارنة بين الماضي والحاضر.
وتلفت إلى أن العمل استغرق وقتاً طويلاً من كاتبة السيناريو أمل
الدويلة، التي استحضرت من خلاله «الفريج» الإماراتي القديم،
مستعرضة تفاصيل الحياة اليومية في تلك الحقبة الزمنية من دون أن
تبين للمشاهد أنها متعمدة.
وتقول الزعابي:«هذه تجربتي الثانية في الفيلم القصير، ولست في عجلة
من أمري، أود أن أجود تجربتي وسأعمل على عدة مشاريع لأفلام قصيرة،
المشكلة الآن في السينما الإماراتية تتمثل في افتقارها للسيناريو
الجيد، وهذه معضلة تواجهني، حتى عندما شاهدت الأفلام الطويلة وجدت
أن هنالك مشكلات في السيناريو، لذلك أبحث عن سيناريو قوي لفيلم
تخرجي في الكلية، فأنا ما زلت طالبة تتأهب للتخرج، يمكنني بعد ذلك
أن أواصل مشواري الإخراجي».
وتتابع الزعابي أن تصوير العمل استغرق 4 أيام فقط، فيما كان العمل
على النص والشخصيات يستأثر بكل مدة الإنتاج، لأنها بحثت عمن يؤدي
شخصية «خالد» الذي يشارك بطلة الفيلم «فطوم» مغامرة العودة للبيت
القديم بين عشرات الأطفال حتى عثرت عليه على موقع التواصل
الاجتماعي «إنستغرام»، ثم التقته لتختبره، بينما شاهدت عدة برامج
تلفزيونية ظهرت فيها الشخصية الرئيسية «فطوم». |