نور وإنجاز العمر!!
طارق الشناوي
قبل نحو ستة أشهر تلقيت تليفونا من الإذاعية مشيرة
كامل قالت لى إنها اكتشفت بين أوراقها شريطا قديما لنور الشريف فى
برنامجها «من تسجيلات الهواة»، الذى يعتمد على ما يقتنيه المستمعون
من الأشرطة الغنائية النادرة.
الشريط يعود زمنه إلى أكثر من خمسة وعشرين عاما،
كان نور قد التقى المذيعة صدفة بعد التسجيل مباشرة وسألها عن
الشريط وأجابته أنها لم تحتفظ به، لكنها وجدته بعد كل تلك السنوات،
المؤكد أن الشريط بالنسبة إلى نور ليس من بين أولوياته البحث عنه،
سألته تليفونيا لم يتذكر بدقة فحوى التسجيل رغم أنه أكد بالفعل
الواقعة واتفق معى كيف سيصله الشريط، سألته فى البداية عن صحته
فوجئت بأنه قال لى أنا تعبان.
لأول مرة ألحظ فى صوته انكسارًا، لسنا أصدقاء ولكن
بيننا مساحة من دفء العلاقة، تتيح لنا بين الحين والآخر أن نتبادل
الحوار فى الشأن الفنى، اعترافه المباشر بأنه تعبان أزعجنى، قبل
هذا المكالمة بأسابيع قليلة التقيته فى مهرجان «دبى» فى أثناء
تكريمه بجائزة «إنجاز العمر»، كان يحاول أن يهزم الهزيمة بعد أن
تمكن منه المرض، وكتبت وقلت: هل بكى نور متأثرًا بتكريمه فى مهرجان
«دبى» وبالحفاوة والسخونة التى صاحبته على خشبة المسرح؟ رغم أن
البكاء لا يعيب الرجال، ولكن فى الحقيقة لم يبك نور، فقط تأثر وعبر
عن سعادته الغامرة بتلك اللحظة، لكنى لم ألحظ دموعا أو حشرجة فى
الصوت وجدت نور يستعيد أيامه ويعيد الشريط مجددا بينما وقف أغلب
الحضور تحية اعتزاز وتقدير له.
كعادته ملأ خشبة مسرح مدينة مارينا فى المهرجان
حضورا ودفئا عندما حصل على التكريم من الشيخ منصور بن زايد ورئيس
المهرجان عبد الحميد جمعة. التكريم لا يعنى التوقف عند مرحلة زمنية
ولدينا مبدعون كبار لا يعرفون أبدا الكلمة الأخيرة ولا إسدال
الستار عند لحظة محددة، لديهم اللياقة والمرونة لاستكمال المشوار،
وهكذا نور الذى يعرض له فى مهرجان «دبى» بقسم ليالى عربية فيلمه
الذى يحمل رقم 171 فى مشواره «توقيت القاهرة» شاركته البطولة ميرفت
أمين فى الفيلم رقم 28 الذى يجمعهما، وأخرجه الشاب أمير رمسيس.
ملحوظة كان نور الشريف يقدم لنا ذروة إبداعية وهو يودعنا.
سعدت جدا وأنا أرى نجمنا نور الشريف فى حالة ألق
ووهج ونور، ولياقة فكرية هائلة وهو يستعيد مع الحاضرين مشواره
المرصع بعشرات الأفلام التى بدأها مع المخرج الكبير حسن الإمام
«قصر الشوق» 1966 واستمر مشجعا ومدافعا ودافعا للعديد من الموهوبين
بين المخرجين فى تجاربهم الأولى، ولم يتوقف أبدا عن الوقوف مع
النجوم الجدد الذين يتوسم فيهم خيرا، وكل هؤلاء وجدتهم حاضرين فى
وداعه وهذا هو «إنجاز العمر»!!
####
صلاح عبد الصبور ونور الشريف التشابه العجيب!
ناصر عراق
ولد الشاعر الرائد صلاح عبد الصبور فى عام 1931،
وهلّ نور الشريف على دنيانا فى 1946، فالأول ابن ثورة 1919 بجدارة،
والثانى ابن ثورة يوليو 1952 بامتياز. الأول قاد -مع حجازى رعى
الله أيامه ولياليه- حركة الشعر الحديث فى مصر، والثانى أسهم بنصيب
فى تعزيز فنون السينما بالتمثيل والإنتاج والإخراج. الأول توفى فى
13 أغسطس 1981، والثانى خطفه الموت فى 11 أغسطس 2015!
أصدر صلاح باكورة دواوينه «الناس فى بلادى» عام
1957، أى بعد العدوان الثلاثى مباشرة، فاختلت موازين الشعر وزلزلت
أبيات القصيدة الكلاسيكية، وظهر نور على الشاشة للمرة الأولى فى
فيلم «قصر الشوق» الذى عرض فى 31 ديسمبر 1967، أى بعد هزيمة يونيو
بستة أشهر فقط، فتجسد الحزن والإحباط سينمائيا فى شخصية كمال عبد
الجواد التى تقمصها.
أبدع عبد الصبور أعمالا خالدة رغم عمره القصير
نسبيا، عاش خمسين عاما ومئة يوم، حيث أنجز خمسة دواوين أشهرها
(أقول لكم/ أحلام الفارس القديم/ تأملات فى زمن جريح/ الإبحار فى
الذاكرة)، وعدة مسرحيات مدهشة هى (مأساة الحلاج/ الأميرة تنتظر/
مسافر ليل/ ليلى والمجنون/ بعد أن يموت الملك)، فقيل عن حق إن
المسرح الشعرى خطا خطوة كبرى على يد عبد الصبور.
أما نور الشريف فتصدى لبطولة عشرات الأفلام -نحو
150 فيلما- كثير منها عُد علامات مضيئة فى تاريخنا السينمائى مثل
(سواق الأوتوبيس/ آخر الرجال المحترمين/ المصير/ الصرخة/ الحقونا/
بتوقيت القاهرة)، كما أنه درس المسرح وتفوق فيه وأحرز المركز الأول
على دفعته حين تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1967.
انحاز صلاح عبد الصبور فى نصوصه الإبداعية إلى
الإنسان المصرى البسيط ودافع عن حقوقه فى العيش بكرامة وحرية،
وانتصر نور الشريف لبسطاء الوطن وقام بتسليط الضوء على معاناتهم
وكدحهم اليومى، بحثًا عن الأمان الاجتماعى، ومطالبا باسترداد
حريتهم المفقودة.
عرف عن الأول ثقافته الواسعة العريضة، واشتهر نور
بين زملائه وأصدقائه بأنه قارئ نهم ووصفه بعضهم بفيلسوف السينما
المصرية، ولم يخف أبدًا ميوله السياسية التى تتكئ على أفكار اليسار
والناصرية تحديدًا.
مات الأول فجأة فى ليلة مشؤومة، واختفى الثانى فجأة
فى يوم حزين، رغم أن الجميع كان يعلم أنه يكابد المرض. وقد ارتجت
مشاعر محبيهما وصدم الناس فور سماع أنباء الرحيل.
شاءت المقادير أن ألتقى الاثنين، فقد ذهبت مع صديقى
إلى مكتب صلاح عبد الصبور عندما كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة
هيئة الكتاب فى فبراير 1981، لنجرى حوارا معه لننشره فى مجلتنا
الوليدة آنذاك «أوراق»، وجلسنا معه نحو ساعة، أما نور فالتقيته عدة
مرات فى القاهرة ودبى، وآخرها عندما زارنى فى مكتبى بمجلة «دبى»
الثقافية عام 2008.
أجل.. إنهما كوكبان من بلادى.
####
وليد يوسف: «نور الشريف كتب شهادة ميلادي الفنية»
فايزة هنداوي
قال السيناريست وليد يوسف، إن الفنان الكبير الراحل نور الشريف، هو
الذي اكتشفه فنيًا.
وكتب على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»: «سأظل أفتخر طوال عمري
وأقولها في كل وقت ومكان، شهادة ميلادي الفنية وقعها العملاق نور
الشريف، أبي الروحي واستاذي وأفتخر».
####
أسامة كمال: نور الشريف «حدوتة مصرية»
التحرير
وصف الإعلامي أسامة كمال، اليوم الخميس، الفنان الراحل نور الشريف
بـ«الحدوتة المصرية»، التي لن تتكرر، لأنه ذكرى من ذكريات كل مصري،
وتاريخه يتحدث عنه.
ووجه كمال خلال برنامجه المذاع على شاشة «القاهرة والناس» التعازي
إلى أسرة الراحل نور الشريف، وأسرة الفن بشكل عام.
وتوفي نور الشريف، عن عمر يناهز 69 عامًا بعد صراع طويل مع المرض،
وشهدت جنازته حضور كبير على المستوى الفني والاجتماعي.
####
محمود قاسم: نور الشريف قدم سمير سيف وخان والطيب في أفلامه
هند موسي
قال الناقد الفني محمود قاسم، إن نور الشريف حرص على دفع مواهب
جديدة في أعمال يرجع إلى كونه فنانًا حقيقيًا يهتم بذلك، إلى جانب
حرصه في نفس الوقت على اختيار الموهوبين منهم، والذين بحاجة إلى
دعمه، واعترافًا منه بأن الحياة لابد أن تستمر بالتواصل بين
الأجيال.
وأضاف ، في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، «نور كان يعلم أن دوره ليس
تقديم ممثل مثله فقط، لكن أيضًا تقديم مخرجين أمثال سمير سيف، محمد
خان، عاطف الطيب، إذ قدم معهم مجموعة من أهم الأعمال السينمائية،
وضمن أهم الأفلام في السينما المصرية».
وأوضح قاسم، «الشريف كان مقتنعًا بأن سُنة الحياة أن يتدرج الفنان
الصغير حتى يكبر، ويشيخ مع الزمن لأن الدنيا لا تتوقف عند شخص،
والموهبة وحدها تدفع بالنجم في مجاله ليتقدم أو يتوقف، كما أن
اختيارات نور لهذه الوجوه لم تكن بقرار منه وحده، وإنما بالاتفاق
مع منتجي ومخرجي أعماله، موضحًا: الفنان لا يكتشف ممثل جديد لكنه
قد يساعده ليدفع به في أعماله، ويقلل لديه الشعور بالرهبة أو الخوف
أو الهيبة من الوقوف أمام نجم كبير بحجم نور الشريف لذا كان
يحتضنهم في أعماله».
####
هاني سلامة: نور الشريف كتلة تمثيلية وقيمة حقيقة
شريف البراموني
قال الفنان هاني سلامة، إن الفنان الراحل نور الشريف، لديه صفات
شخصية من اسمه، لأنه كان نور في بريقه وطلته، وثقافته وتنويره
للناس، موضحًا أنه كان الشريف في أخلاقه، وعدم بخله لأي مساعدة
يستطيع تقديمها للناس، والأهم أنه كان الشريف في رسالته.
وأوضح سلامة، في
حواره ببرنامج "معكم"، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، على
فضائية "سي بي سي": نور
الشريف لم يبخل على من أمامه بمعلومة أو احتواء، ويحس الجميع فيه
أنه أب وأخ، ووجوده في أي مكان ونوره وطلته تحسس الجميع بالأمان
والراحة. مشددًا
على أنه كان به كل المعاني الجميلة.
وتابع الفنان أنه مثل معه في فيلم "المصير"، وأن المشاهد التي لم
يكن يصور فيها كان يذهب لمشاهدة نور الشريف، لأنها كانت التجربة
الأولى له، حيث كان في السنة الأولى من الجامعة وعمره 19 سنة،
مضيفًا أنه كان يحب مشاهدة أسلوب نور الشريف وتحضيره للشخصية التي
يلعبها، وكيفية تمثيله للمشهد، وأن مشاهدته كانت تعليم.
ولفت إلى أن الفنان الراحل كان كتلة تمثيلية، ومن اوائل الناس
الذين أثنوا عليه في فيلم المصير، وتنبأ له بمستقبل جيد، وكان من
ضمن من يقول له أن يفكر في الاختيارات، وليس الشهرة فقط، متابعًا
أن نور الشريف كان من الممثلين القلائل المنطبق عليهم القيمة
الحقيقة، لأنه ليس كل ناجح قيمة، بل أن الإنسان القيمة هو من يستمر
بعد وفاته.
واستكمل هاني سلامة، أن نور الشريف أيضًا إضافة كبيرة للفن المصري
والعربي بشكل عام.
####
شريف رمزي:
شعرت كأني في مدرسة خلال كواليس «بتوقيت القاهرة»
هند موسي
قال الفنان شريف رمزي، الذي شارك في بطولة "بتوقيت القاهرة"، آخر
أفلام الراحل نور الشريف: إن كواليس تصوير الفيلم كانت عظيمة، وهي
أفضل كواليس تواجدت فيها، وبحضور هذا النجم الكبير، أشعر أنني كنت
قبل هذا الفيلم شئ وبعده شئ آخر.
وأضاف في
تصريحات خاصة لـ«التحرير»:
نور الشريف "أستاذ" بمعنى الكلمة، وهو يستحق هذا اللقب وهذه ليست
شعارات، إذ لم يبخل على أحد بمعلومة، وكنت أشعر أنني في مدرسة
حقيقية، وطوال الوقت كان يقوينا ويدعمنا بكلماته ونصائحه حتى نخرج
أفضل أداء عندنا، ويذاكر معنا المشاهد، ويوجهنا إن لزم الأمر.
الجدير بالذكر أن "بتوقيت القاهرة"، شارك في بطولته: ميرفت أمين،
سمير صبري، درة، آيتن عامر، كريم قاسم، وهو من تأليف وإخراج أمير
رمسيس.
####
منى زكي: نور الشريف الأكثر ثقافة في الوسط الفني
شريف البراموني
قالت الفنانة منى زكي، إن الوسط الفني ومصر فقدت الفنان الكبير نور
الشريف، وأنها "اتخضت" من وفاة الفنان، لأنها تحدثت معه منذ فترة
قريبة، وكانت معنوياته مرتفعة، مشيرة إلى خلود أعماله طوال الزمان.
وأكدت منى زكي، في
مداخلة هاتفية ببرنامج "معكم"، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي،
على فضائية "سي بي سي"، أن
نور الشريف شخص مثقف، وأنها لم ترى مثقفًا
مثله في الوسط الفني كله، كما أنه يحب المهنة، ويرى لها قيمة
كبيرة، وكان يحاول أن يجسد هذا في أعماله الفنية، بحيث تصل رسالته في كل
عمل يقدمه.
وتابعت الفنانة أنها قدمت مع الفنان نور الشريف فيلم "دم الغزال"،
وأنه من أفضل الأعمال التي قامت بها، كما قامت بمسرحية معه، موضحة
أنها تتذكر كونه يأتي مبكرًا قبل أي شخص بطريقة مبالغ فيها، ويتحدث
في تفاصيل الشخصية، ويقول "خلي الشخصية قدامك ومتهربش منك".
وشددت على أن الفنان الراحل كان خلوقًا جدًا، ومثقفًا، ويعطي مساحة
لمن أمامه، ويحافظ على مشاعر من أمامه جدا، ويحترم الصغير قبل
الكبير، ولا يحب أن يتدخل في مشكلات حتى لا يدخل في صف أحد على
حساب أحد، كما أنه لا يتفه من رأي أحد "إنه كان يحفظ أسماء كل من
وراء الكاميرا".
####
يسرا: نور الشريف ثقافته غير عادية
شريف البراموني
قالت الفنانة يسرا، إن الفنان الراحل نور الشريف كان صديقًا لها،
وكان معها في أوقات المصاعب، ولم يتأخر عنها من قبل، مؤكدة أنه لم
يبخل بنصيحة أو موقف، وكان نبيلًا عن حق.
وأكدت في
حوارها ببرنامج "معكم"، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، على
فضائية "سي بي سي"، أن
الفنان الراحل "بني آدم أوي" و"صاحب"، وعندما كانت تدخل منزله تحس
أنه منزلها، ووسط أهلها، كاشفة أنه
آخر مرة قال لها "أنا تعبان.. وجاي أتعشى عندك"، وبالفعل جاء ولكن
كان مريضًا ولم يجلس معها كثيرًا.
وتابعت أن نور الشريف جميل ونظيف ونقي، وكان لديه ثقافة غير عادية،
سواء فنية وسياسية وتعليمية ودينية وروائية، لأنه قضى نصف عمره في
القراءة، مضيفة أنه كان يملك ملكة الإخراج، ويعلم كل شيء عنه، وكان
معه كاميرا يصور بها.
وأوضحت بأن من أجمل صورها الشخصية ما قام هو بتصويرها، وأن كل "حتة
فيه" بها فن، وأنها لم تتصور يومًا أن يكون صديقها، وأنها اعتقدت
أن خبر موته كذب أو إشاعة، وأنه لو تم تجميع حواراته السابقة
سنتعلم منه السياسة والتعليم والفكر الحقيقي. |