رحيل العالمي
فن/
التحرير
وكأنه يشارك فى فيلم سينمائى جديد، اختار الفنان العالمى
عمر الشريف الرحيل من مستشفى للصحة النفسية بحلوان أمس عن 83 سنة، منهيا
مسيرة حياة طويلة وصاخبة ومهمة، جعلت من اسمه خالدا فى سجلات السينما
العالمية والمصرية.
الفنان الرحالة الذى لف كل بقاع الدنيا، وعاش فى عصور عدة
عبر أدواره المختلفة فى قائمة أفلامه، استقر جسده وللمرة الأخيرة فى وطنه،
وكأن هذا هو المصير الحتمى دومًا.
قبل شهرين أعلن نجله طارق أن والده الذى عرف باسم «لورانس
العرب» عقب بطولته لفيلم من إنتاج هوليوود حمل نفس الاسم، أنه أصيب بمرض
ألزهايمر، وأنه لا يتذكر الكثير من حياته الماضية باستثناء زوجته السابقة
الفنان فاتن حمامة التى رحلت بدورها عن هذه الدنيا، ولحق بها الشريف بعد
أشهر.
غاب جسد عمر الشريف، ويشيع جثمانه غدا الأحد من مسجد المشير
طنطاوى كل محبى الفن والحياة والمغامرة والإبداع، لكنه سيبقى خالدا فى
الذاكرة عبر قائمة أفلامه التى عاشت لسنوات وستعيش.
آخر مرة شاهدت عمر الشريف كانت قبل نحو ستة أشهر فى معهد
المسرح، وتحديدا فى قاعة زكى طليمات، ظهر على المسرح ودوى التصفيق، وغادر
عمر المنصة دون أن ينطق بكلمة، فلقد حرص عمر على حضور احتفال المعهد بتخريج
الدفعة، وكان يصاحبه أشرف زكى، وكيل المعهد، ومن بعدها تناثرت الأخبار عن
إصابته بـ«ألزهايمر»، قبلها بسنوات كنت قد شاهدته فى افتتاح مهرجان القاهرة
الدولى لو أردت أن تجسد معنى حب بلا زعيق ولا هتاف ولا نشيد أجوف.. إذا
أردت أن تحيل الإحساس اللامرئى إلى كيان إنسانى تراه وتتفاعل معه. فإن هذا
الإنسان هو «عمر الشريف»، وكانت حالة من العشق بين الشريف والجمهور غير
مسبوقة.
اترك جانبا أنه نجم جماهيرى عالمى.. لا تتوقف كثيرا أمام
وسامته ولا حتى موهبته.. كل هذا انسَه.. انسَه.. ربما كان عمر الشريف واحدا
من أهم من لعبوا دور الفتى الأول «الجان» فى تاريخنا السينمائى، لكنه
بالتأكيد ليس الأول بينهم، ولا يمكن أن يحتل مقعد جان الجانات أو نجم
النجوم.. هذا اللقب تستطيع أن تطلقه وأنت مطمئن على رشدى أباظة.
وفى نفس السياق وطبقا لذات المعادلة فإن فريد شوقى يستحق فى
تاريخنا السينمائى بلا أى منازع لقب النجم الشعبى الأول، وبالتأكيد لا
ينافسه عمر الشريف.. إذن أين موقع عمر الشريف؟!.. احتل «عمر» بجدارة مكانة
الرمز، إنه إحدى علامات مصر الحديثة.. عندما نسافر إلى أى دولة أجنبية
ونذكر مصر يصعد على الفور اسم عمر الشريف، نعم يذكرون أحيانا جمال عبد
الناصر وأنور السادات وربما يوسف شاهين، وأحمد زويل، وأم كلثوم، ومجدى
يعقوب.. لكن الاسم الذى يتكرر دائما فى كل مرة تذكر مصر هو «عمر الشريف»،
لأنه حريص طوال مشواره على أن تظل مصر هى عنوانه الدائم، الذى لا يغادر
قلبه.. مهما تعددت العواصم التى يحط فيها الرحال فإنه المصرى أولا!!
الشائعات جزء من الحياة الفنية يطلقها المنافسون أحيانا
والحاقدون دائما، وتتورط الصحافة غالبا فى تحقيق الذيوع والانتشار لتلك
الشائعات.. خصوصا بعد قفزته العالمية، يجب أن نعترف بأننا فى بداية
الستينيات كان الموقف العربى والنزعة الوطنية ترى أن أمريكا هى رأس الشر فى
العالم، وأن إسرائيل هى ذيل الشر، سافر «عمر الشريف» إلى هوليوود وقدم
«لورانس العرب» للمخرج العالمى «ديفيد لين»، ومن بعدها بدأت رحلته مع
السينما العالمية، وأيضا مع هذا البحر من الشائعات الذى لا تنقطع موجاته
الهادرة!!
لا يوجد فنان تعرض للشائعات التى طعنت فى مصريته وولائه مثل
«عمر».. ورغم ذلك فإنه يواجه كل ذلك ليس بالدفاع عن موقفه، لكن بممارسته
الحياة والإبداع.. إنهم يفتحون عليه النيران دائما فهو ميشيل ديمترى شلهوب
مصرى مسيحى كاثوليكى قبل أن يشهر إسلامه للزواج بفاتن حمامة عام 1954،
أشاعوا فى لحظات مصيرية أنه فى الأصل يهودى استنادا إلى بعض الرؤى القاصرة
التى تخلط الأمور بين اليهودى والإسرائيلى، أى أنه عدو لنا، وازدادت تلك
الحملة بعد هزيمة 67، التى وصلت إلى حد اتهامه بالذهاب إلى إسرائيل، وهو ما
لم يحدث.. كانت مواقف عمر فى الحياة والفن كفيلة بالرد على كل هذه الشائعات.
أجهزة الدولة السرية حاولت فى لحظة ما استقطابه للعمل
لحسابها استغلالا لنجوميته وقدرته على الوصول إلى عديد من الشخصيات من
الرجال لبريقه العالمى وإلى النساء لجاذبيته لكن عمر لم يلعب أبدا هذا
الدور، فقط كان وطنيا فى كل اختياراته الفنية والشخصية، وبالطبع لو كانت
هناك أى شائبة كانت أجهزة الدولة كفيلة بتعقبه والقبض عليه أو حتى اغتياله.
الدولة فى عز توجهها المعادى لإسرائيل رسميا وشعبيا بعد
هزيمة «67» كانت تحرص على أن يظل اسم «عمر الشريف» منتميا إلى مصر من خلال
أقوى أجهزتها وقتها، وهو الإذاعة المصرية، بل وأيضا فى شهر رمضان، حيث كانت
الإذاعة المصرية فى تلك السنوات هى أكثر مجالات الإعلام جماهيرية، والناس
تنتظر ما يبث عبر موجات الإذاعة سواء الدراما أو المنوعات، ولهذا ما كان من
الممكن أن تكلف الدولة الإذاعى والمخرج الشهير محمد علوان الذى حمل لقب
إمبراطور الإذاعة.. تم الاتفاق معه فى عهد عبد الناصر بالتحديد عام 1969
بأن يسجل مسلسلين لإذاعة الشرق الأوسط وهما «أنف وثلاث عيون» قصة إحسان عبد
القدوس و«الحب الضائع» قصة طه حسين.
موقف آخر حكاه لى المخرج الراحل عاطف سالم عاد به إلى عام
1965.. كان عاطف سالم قد رشح عمر لبطولة فيلمه «المماليك» الذى أنتجته
مؤسسة السينما المصرية.. والتزم عمر بالتنفيذ رغم أنه كان متخما بالأفلام
العالمية بل ورشح للأوسكار قبلها بثلاث سنوات عن «لورانس العرب»..
قال لى عاطف سالم إنه أعد الديكور ومواعيد التصوير طبقا
لجدول أعمال «عمر» مراعاة أيضا لالتزامات عمر الشريف، حيث إنه كان بينهما
علاقة فنية سابقة، أسفرت عن ثلاثة من أهم أفلام عمر وهى «شاطئ الأسرار» 58
و«إحنا التلامذة» و«صراع فى النيل» 59.. وبالطبع فإن فيلم «المماليك» لا
تستطيع أن تضعه فى قائمة الأفلام الهامة فى مشوار عمر أو حتى عاطف سالم،
لكنى أتحدث هنا عن الالتزام فهو يلتزم شخصيا وفكريا بقول ما يعتقد!
«عمر
الشريف» له تركيبة فكرية خاصة يقول رأيه بدون «فلاتر»، الكلمة تخرج من قلبه
مباشرة للناس، ولا يضع بين حساباته أى عوامل أخرى... عاد «عمر» للسينما
المصرية بعد نحو 20 عاما من الغياب فى فيلم «أيوب» 84 قصة نجيب محفوظ،
إخراج هانى لاشين، وغضب عمر لأن التليفزيون المصرى وهو الجهة المنتجة
للفيلم عرضته تجاريا، وكان الاتفاق فقط أنه فيلم تليفزيونى مصنوع بهذه
الشروط ليعرض على شاشة التليفزيون..
لم تلتزم أفلام التليفزيون الجهة المنوط بها الإنتاج بهذا
الشرط طمعا فى تحقيق دخل تجارى، وعرض الفيلم بالفعل قبل نحو 30 عاما عرضا
تجاريا.. الجمهور لم يأت للسينما كما توقع «عمر الشريف» الذى أغضبه بالفعل
هذا الموقف غير المبرر..
ثم قدم بعد ذلك «الأراجوز» 89 تأليف عصام الشماع أمام ميرفت
أمين وهشام سليم ولنفس المخرج هانى لاشين، وهو أفضل أفلامه بعد عودته
للسينما المصرية، وغنى تأليف «سيد حجاب» وتلحين «عمار الشريعى» أنا إيه
أراجوز.. أرا إيه أراجوز..
ثم «المواطن مصرى» 91 عن قصة يوسف القعيد «الحرب فى بر مصر»
سيناريو محسن زايد إخراج صلاح أبو سيف، وكان أظرف تعليق على دور العمدة هو
ما ذكره عمر الشريف عندما قال إنه وجد معاناة فى تقمص الدور، بينما لو كان
البطل محمود مرسى لقدمه دون أى معاناة، ثم دور أقرب إلى ضيف شرف فى «ضحك
ولعب وجد وحب» 93، تأليف مجدى أحمد على إخراج طارق التلمسانى..
بعد ذلك لعب «عمر» مسلسل «حنان وحنين» تأليف وإخراج إيناس
بكر.. عمر الشريف دائما داخله هذا الحنين للماضى للأيام والأصدقاء الخوالى،
وهذا هو عمق «حنان وحنين».. إنه مهموم دائما بهذا السؤال ماذا لو عادت
الأيام لم يحقق المسلسل النجاح الجماهيرى الذى يتناسب مع اسم عمر الشريف،
ولا يتناسب بالطبع مع حجم الترقب..
كان بالمسلسل كل عيوب الدراما التليفزيونية التقليدية رغم
بكارة وطرافة أيضا الفكرة التى نسجت عليها الكاتبة والمخرجة الراحلة «إيناس
بكر» فكرتها، لكن كان العيب الأكبر فى هذا المسلسل هو توقيت عرضه فى رمضان
فى كل هذا الزحام والصراخ الرمضانى. عمر الشريف قدم كل الأدوار ومنح دائما
الشخصية التى يؤديها شيئا من نفسه، وأنا أرى ذروته الإبداعية فى فيلم
«السيد إبراهيم زهور القرآن» 2003 وهو الفيلم الحائز على جائزة «سيزار»
كأفضل ممثل وأفضل فيلم، وهذه الجائزة الفرنسية تتساوى مع الأوسكار
الأمريكى، والفارق فقط هو «البروباجندا» التى تصنعها هوليوود سنويا..
«السيد
إبراهيم» فيلم يدافع عن الإسلام يقدم الوجه المتسامح مع الآخر سواء أكان فى
الدين أو العرق أو اللون.. كنا فى أشد الحاجة لهذا الفيلم فى الوقت الذى
نهاجم فيه كعرب أو مسلمين، ومع الأسف حتى هذا الفيلم لم يعرض إلا فى إطار
محدود جدا من خلال أسبوعى الفيلم الأوروبى أقامته المخرجة ماريان خورى قبل
عشرة أعوام..
ثم جاء «حسن ومرقص» إخراج «رامى إمام» لعب دور «حسن» فى هذا
الفيلم الذى جاء تماما على الجرح.. عاب الفيلم هذا التماثل، السيمترية،
التى سيطرت على أسلوب المعالجة الدرامية والإخراجية ولم يرض عمر عنه، كانت
لديه تحفظات فنية، وهو ما تكرر مع فيلم «المسافر»، الذى أنتجته وزارة
الثقافة، حيث هاجمه عند عرضه رسميا فى مهرجان «فينسيا» عام 2009، ثم جاءت
إطلالته الأخيرة قبل عامين فى الفيلم المغربى «روك القصبة» إخراج ليلى
مراكشى فى خمسة مشاهد، وأدى دور رجل ميت.
الحب.. الدور الأهم فى حياته
أحب عمر الشريف نساء كثيرات، لكن حبه الأكبر ظل حتى النهاية
مرتبطا بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
فى لقاء صحفى، قال عمر الشريف، أيقونة الوسامة عند أغلب
النساء العرب: «لا أنكر أننى وقعت فى غرام نجمات أفلامى لبعض الوقت، مثل
آفا جاردنر وإنجريد برجمان وباربارا استرايسند وأنوك إيميه، لكن، كان ذلك
مجرد إعجاب فى النهاية، ولم يتحوّل إلى الحب الحقيقى الصادق الذى لم أعشه
إلا مرة واحدة فى حياتى».
فى لقاء آخر، قال الشريف عام 2002: «الحب فى حياتى مسألة
منتهية منذ نحو 30 عاما بعد انفصالى عن فاتن حمامة، ولم أجد لدى أى امرأة
التقيت بها الحب الذى كنت أبحث عنه»، وعن مواصفات المرأة التى يبحث عنها،
أجاب قائلا: «أقدر المرأة التى لها شخصيتها المستقلة، ولا تكون تابعة لى،
ولديها عقل يجبرنى على احترامها فأحب الحوار معها».
فاتن حمامة كانت حبه الأكبر
شهدت كواليس تصوير «صراع فى الوادى» شرارة الحب الأولى بين
عمر وفاتن.. كما شهد تغييرا كبيرا فى مسيرة فاتن حمامة الفنية بشكل أثار
الجمهور عليها، بل وكان سببا فى طلاقها من زوجها وقتها المخرج والمنتج عز
الدين ذو الفقار، فقد كانت فاتن من الفنانات الملتزمات اللائى يرفضن
القبلات على الشاشة.
إلا أن أحد المشاهد العاطفية التى كتبت فى سيناريو الفيلم
استلزمت «قبلة» بين عمر وفاتن، والغريب أن فاتن التى كثيرا ما رفضت
القبلات، قبلت تقبيل عمر لها، وهو الأمر الذى ظل سببه غامضا حتى الآن، مما
كان دافعا إلى طلاقها، وغضب الجمهور الذى اعتاد على صورة ملائكية لفاتن.
بعد عرض الفيلم عام ١٩٥٤ وطلاقها من عز الدين ذو الفقار
أشهر عمر إسلامه وتزوج من فاتن حمامة، وهو ما هدأ الجمهور كثيرا تجاه فاتن
بعد غضبته عليها، لتجمعهما الحياة الزوجية والفنية أيضا، فقد تشاركا بطولة
عديد من الأفلام منها «صراع فى الميناء» ١٩٥٦، و«لا أنام» ١٩٥٨، و«سيدة
القصر» ١٩٥٩، و«نهر الحب» ١٩٦١، حتى انفصلا عام ١٩٧٤، ولم يتزوج عمر بعدها.
وفى جميع حواراته الصحفية كان يتحدث عنها بكل ود، ويلقبها
بأنها «حبه الوحيد»، إلا أنها طلبت منه الكف عن الحديث عنها وعن علاقته بها
بعدما تزوجت رجلا آخر، فاستجاب لها، وحافظ الاثنان على علاقة ودية تربطهما
خصوصا مع وجود رابط قوى بينهما هو ابنهما الوحيد «طارق»، وعلى الجانب الآخر
تعددت علاقاته العاطفية خصوصا مع عمله فى الأفلام الأجنبية، وانتقاله
للإقامة فى عدة دول منها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا.
غير أن أول قصة حب فى حياة الشريف فى العاصمة الفرنسية،
باريس، حيث سافر مع والدته، وهناك تعرف على فتاة تدعى يان لى مولر، وسعد
كثيرا عندما عرف أنها أيضا فى زيارة لباريس وأنها تعيش فى الإسكندرية.
ورغم حبه للفتاة رفض والده بشدة الزواج منها، لأنها مسيحية
بروتستانتية، وعائلة «شلهوب» مسيحية كاثوليكية، وكانت الصدمة الأولى عاطفيا
فى حياته، ولم يكتف والده بذلك بل اصطحبه معه للعيش فى القاهرة، وزادت
أحزانه، بعد علمه أنها تزوجت شابا آخر غيره. فى رحلته السينمائية خارج مصر،
أحب عمر الشريف باربارا استرايسند وجولى أندروز. الأولى شاركته بطولة فيلم
«فتاة مرحة» للمخرج ويليام ويلر عام 1968.
مدير مستشفى بهمن: القانون يمنع إعلان تفاصيل وفاة عمر
الشريف
أعلن حفيد عمر الشريف، وفاة الفنان العالمى، الجمعة، بعد
صراع مع المرض، فى الوقت نفسه قال زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق إنه توفى
داخل مستشفى بهمن للصحة النفسية بحلوان، حيث كان يعيش فيها خلال الأيام
الأخيرة.
«التحرير»
حاولت التواصل مع إدارة المستشفى للوقوف على تفاصيل وفاة الفنان الكبير،
غير أن الدكتور شريف عطا الله، المدير الطبى للمستشفى، امتنع عن التعليق
على خبر الوفاة بالنفى أو التأكيد.
وفى اتصال هاتفى بأحد الأطباء بمستشفى بهمن، رفض ذكر اسمه،
أكد أن هناك تعليمات من قِبل إدارة المستشفى بالامتناع عن الإدلاء بأى
تصريحات صحفية حول وجود عمر الشريف داخل المستشفى أو كيفية وفاته.
ناصر لوزة، مدير المستشفى، قال فى تصريحات خاصة
لـ«التحرير»، إنه وفقا للقانون رقم 71 لعام 2009، يحاكم كلا من الطبيب وأى
صحفى يقوم بنشر خبر متعلق بوفاة أحد المرضى النفسيين، مضيفا «أطالبكم شاكرا
بأن تبتعدوا عن أى مسألة قانونية بعدم نشر الخبر فالقانون يمنعكم من تداول
أى أخبار عن المرضى النفسيين، ولا بد أن تحترموا القانون».
كان عمر الشريف قد أصيب بمرض ألزهايمر فى الشهور الأخيرة
قبل وفاته، وحسب صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، خلال الشهور الأخيرة،
وأنه لا يتذكر الكثير من الأحداث التى مرت فى مشواره الفنى.
عمر الشريف.. بداية ونهاية
مسيرة فنية طويلة قطعها عمر الشريف، توّجها بنجومية كبيرة
وشهرة واسعة عربيا وعالميا، فضلا عن ترشحه لجائزة الأوسكار وفوزه بثلاث
جوائز الكرة الذهبية «جولدن جلوب» وجائزة «سيزر».
مشكلتان واجهتا عمر الشريف فى البداية، تتعلق إحداهما
بأدائه الصوتى المتسم بلكنة أجنبية لا تجيد نطق حرفى الطاء والضاد، وتتجسد
الثانية فى بطء التعبير عن ردود الفعل، فانفعالاته تتأخر للحظات قبل أن
يعبر عنها، وهذه المشكلة تلاشت أو كادت مع يوسف شاهين الذى منحه بطولة
«صراع فى الوادى» 1954.
فى هذا الممثل، تعرض البطل «أحمد»، المهندس الزراعى النابه،
إلى عشرات المواقف المتباينة والأحداث الساخنة، تتوالى متسارعة، بطريقة
تتطلب من عمر الشريف انتقالا يقظا، متفهما، من إحساس لآخر، فضلا عن تهيُئه،
نفسيا وجسمانيا، للدخول فى جميع ألوان الصراع: الساكن، المتصاعد، المتصادم،
داخل ذاته وضد آخرين، بل ثمة مطاردات دامية بين عمدان معبد الكرنك، ومعارك
حياة أو موت، وبالتالى كان لا بد أن ينطلق عمر الشريف جريا وقفزا وتسلقا،
مما أدى إلى تخلى عمر الشريف عن تحفظه وجموده وجعله أكثر مرونة وطواعية.
فى أقل من عشر سنوات، قبل انتقاله إلى السينما العالمية،
قدم عمر الشريف أكثر من عشرين فيلما وعمل مع كبار المخرجين المصريين: نيازى
مصطفى فى «فضيحة فى الزمالك» 1959، وعز الدين ذو الفقار فى «نهر الحب»
1960، وهنرى بركات فى «فى بيتنا رجل» 1961، لكنه يصل إلى مرتبة رفيعة مع
صلاح أبو سيف فى «بداية ونهاية» 1960.
حسنين، الموغل فى الأنانية، ابن الأسرة الفقيرة التى مات
عائلها، يعيش متذمرا على وضعه الاجتماعى المتدنى، يطمح للصعود بأى ثمن وأى
وسيلة.
شخصية مركبة، تعيش فى أجواء خانقة وعاصفة فى آن، تريد تغيير
العالم وفق هواها، وبأسلوبه المتميز استوعب عمر الشريف هذه الشخصية وامتلأ
بها وعبر عنها بلمسات تفصيلية بالغة البساطة قوية الإيحاء.
فى مشهد النهاية، تلقى الشقيقة «نفيسة» (سناء جميل) بنفسها
إلى مياه النيل، وبلقطة واحدة يمتزج فى عينى عمر الشريف مزيج من الانفعالات
المركبة: الذعر مع الأسى ومع الرغبة فى إيقافها مع اليأس.
فى «لورانس العرب» للمخرج البريطانى ديفيد لين أدى عمر
الشريف دوره على نحو متفهم، متمكن، معبرا عن قوة وصلابة وربما خشونة الشريف
على، المقاتل، الذى لا يعرف الخوف أو التردد لقلبه سبيلا، ومع نجاح الفيلم
نجاحا هائلا، أصبح لعمر الشريف حضور معترف به على شاشة السينما العالمية.
المساحة التى شغلها عمر الشريف فى «دكتور زيفاجو» تختلف
تماما عن المساحة التى تمتع بها فى «لورانس العرب»، فهنا تكاد تكون البطولة
مقصورة على شخصية محورية واحدة، تجد نفسها فى دوامة أحداث تاريخية عاصفة،
فضلا عن مواقف عاطفية تتضمن الحب والفراق واللقاء من جديد والوداع والألم
والسعادة، وتمتزج أحداث الثورة والمطاردة والهروب الجماعى والنجاة مع
المواقف الذاتية للدكتور زيفاجو.
فى «السيد إبراهيم وزهور القرآن» ٢٠٠٣، الذى حصل عنه على
جائزة «سيزار» كأفضل ممثل، أحدث جدلا كبيرا لما قدمه من شخصية لعجوز مسلم
يصادق طفلا يهوديا، كما قدم «هايدالجو» ٢٠٠٤، و«القديس بطرس» ٢٠٠٥.
فى رحلته الطويلة خارج البلاد، لم ينفصل عمر الشريف عن مصر،
يعود بين الحين والحين ليشارك فى مسلسلات إذاعية مثل «أنف وثلاث عيون» عن
رواية إحسان عبد القدوس، و«الحب الضائع» عن رواية لطه حسين، كما قام ببطولة
ثلاثة أفلام: «أيوب» لهانى لاشين 1984، «الأراجوز» لهانى لاشين 1989،
«المواطن مصرى» لصلاح أبوسيف 1991.
ومن دور العمدة المتجبر فى «المواطن مصرى» إلى الرجل المقعد
فى «أيوب» والصعلوك المشاكس فى «الأراجوز» تنوعت طرق أداء وانفعالات عمر
الشريف.
كما شارك عمر الشريف فى فيلمى «ضحك ولعب وجد وحب» (1993)،
و«حسن ومرقص» (2008) حقق أمنيته بتقديم عمل سينمائى مع عادل إمام، لكنه رحل
دون أن يحقق أمنيته الأخرى وهو أن يتقاسم بطولة فيلم مع أحمد زكى، الذى كان
يشيد بأدائه التمثيلى وموهبته.
نادية لطفى: البقية فى حياة المصريين جميعا
«أعيش
حالة اكتئاب وحزن شديد بسبب وفاة عمر الشريف»، هذا ما أكدته الفنانة
القديرة نادية لطفى لـ«التحرير»، مضيفة أنه خبر بشع ومؤلم، وأقدم العزاء
إلى كل فنانى مصر فى وفاة عمر، الفنان العظيم الذى لم ولن يتكرر. نادية
لطفى أوضحت أنها سعدت بالتعاون معه فى فيلم واحد فقط هو «حبى الوحيد» قبل
أن يسافر إلى أمريكا، وشاركتنا بطولته شويكار، وكمال الشناوى.
ومن
قبل هذا الفيلم كانت تربطنى بالشريف علاقة صداقة قوية. نادية قالت إنها
حزينة لفقدان الوسط الفنى مجموعة من أبرز رموزه الكبار منهم عمر الشريف
وفاتن حمامة وأحمد رمزى، متمنية أن يتغمدهم الله برحمته، واختتمت حديثها
قائلة: البقية فى حياة كل المصريين، ويا رب صبرنى وصبر زمايلى على فقدان
حبايبنا وصحابنا من زمن الفن الجميل، وكنت على اتصال به حتى فترة طويلة، إذ
انقطعت اتصالاتنا وأخذتنا مشاغل الحياة، حتى إننى لم أقابله فى عزاء فاتن
حمامة.
حواس: رفض الحياة فى الأسبوع الأخير
وزير الآثار الأسبق زاهى حواس، وصديق الفنان الراحل عمر
الشريف لسنوات طويلة، أوضح أن الشريف تعرض لحالة مرضية عصيبة خلال الفترة
الأخيرة، لا سيما الأسبوعين الأخيرين اللذين لم يشعر خلالهما بأى شىء، ووصل
تدهور حالته إلى الدخول فى شبه غيبوبة، لدرجة منعته من ممارسة الحياة بشكل
طبيعى، ورفض الطعام والشراب، بل ولم يستطع التعرف على المقربين إليه.
حواس أضاف أن زيارته الأخيرة للشريف فى المستشفى، التى تمت
قبل نحو أسبوع، كانت محزنة للغاية له، حيث فشل الشريف فى التعرف عليه، كما
لم يكن على دراية بمن حوله، بمن فيهم نجله، مشيرا إلى أن الأطباء حاولوا
معه كثيرا، لكنه كان شبه رافض للحياة، وتابع: «كان الأطباء يغذونه
بالمحاليل الطبية، على أمل تحسن حالته، لكن قضاء الله نفذ».
عزت العلايلى: فنان خلوق
نجوم الفن أصيبوا بصدمة برحيل الفنان عمر الشريف، حيث نعى
عزت العلايلى الفنان الراحل، مؤكدا أنهما كانا يرتبطان بعلاقة صداقة قوية
جدا استمرت لعشرات السنين، كان فيها نعم الأخ ونعم الصديق، بالإضافة لكونه
شخصا خلوقا جدا لا ينطق لسانه بالعيب أبدا، موضحا أنه لهذا السبب سيظل طوال
حياته يحمل له كل الذكريات الطيبة والجميلة.
العلايلى أشاد بالموهبة الفذة للراحل الكبير، مؤكدا أنها هى
التى وضعته فى مصاف النجوم العالميين الكبار، موضحا أن آخر لقاء جمعهما كان
منذ نحو عام وتحدثا فيه طويلا، مشيرا إلى أنه كان يتصل به كل فترة كى يطمئن
على صحته من خلال التليفون، لا سيما أنه حزن كثيرا عندما علم بأنباء مرضه
الأخير.
نسرين إمام: أول من قدمنى فنيًّا
الممثلة الشابة، نسرين إمام، كان لها الحظ فى الوقوف أمام
الفنان الراحل، عمر الشريف، ضمن أحداث مسلسل «حنان وحنين»، الذى قدمها
للجمهور فى دور ابنة عمر الشريف، نسرين قالت، لـ«التحرير»، إنها عاشت 14
شهرا مع الشريف فى كواليس تصوير هذا العمل، مضيفة «كنت أجلس معه، ونتناول
الطعام بين مواعيد التصوير فى الإسكندرية وأمريكا، وتعلمت منه أشياء كثيرة،
فهو فنان محترم، وكان دائما ينصحنى بقوله (إياك والتعالى والغرور)، وكان
يعلمنى الوقوف أمام الكاميرا دون خوف، والتدريب بإلقاء الجمل الحوارية أمام
المرآة بصوت عال، وغيرها من التدريبات، ويشرفنى أن تكون بدايتى الفنية مع
عمر الشريف عام 2007».
نسرين، أكدت أنها كانت على تواصل معه حتى شهرين، عندما بدأت
معاناته مع ألزهايمر، فكانت تتصل به فى الفندق الذى يقيم به حتى سافر إلى
الغردقة، وكانت تعرف أخباره بالاتصال بولده طارق، لتعرف تطورات حالته
الصحية، وتابعت «رغم حزنى الشديد على وفاته، لكننى سعيدة بأنه رحل عن
عالمنا فى العشر الأواخر من شهر رمضان»، مشيرة إلى أنه كان يهتم بمنح
الوجوه الجديدة الفرصة للظهور فى أعماله.
مخرج «الأراجوز»: شجعنى على إخراج أول فيلم روائى
تجربة المخرج هانى لاشين مع الفنان الكبير عمر الشريف تجربة
متميزة، إذ جمعتهما الصداقة والفن كما قال لاشين فى تصريحات خاصة
لـ«التحرير»، مشيرا إلى وجود محطتين رئيسيتين فى تجربتهما الفنية بدأت سنة
1980، عندها كان لاشين قد انتهى من إخراج فيلم تسجيلى بعنوان «خطوات فوق
الماء» عن تاريخ مصر، وعندما علم بحضور عمر الشريف إلى مصر لأول مرة منذ 20
عاما، فكر فى أن يعرض عليه أن يكون التعليق الصوتى «الناريشن» بصوته،
واقترح عليه ذلك ووافق عمر بالفعل كما وافق أيضا على التصوير فى الفيلم دون
مقابل مادى، ثم شارك معه فى فيلم تسجيلى آخر بعنوان «الأيدى الذهبية» عن
الحرف اليدوية المصرية، ثم سلسلة من الأفلام التسجيلية بعنوان «فضل مصر على
العالم».
لاشين أضاف أنه فى عام 1983 بدأت المحطة الثانية، حيث طلب
منه عمر الشريف أن يخرج فيلما روائيا، فاختار لاشين قصة «أيوب» لنجيب محفوظ
وذهب إلى عمر الشريف فى باريس وعرضها عليه ورحب بشدة، وكان من المقرر أن
ينتجه لاشين، وعندما تسربت الأخبار إلى الصحف اشترى ممدوح الليثى القصة
وأصبح الفيلم من إنتاج التليفزيون، وكان أول أفلام لاشين الروائية مما سبب
له خوفا شديدا ورغبة فى النجاح لأنه يتحمل مسؤولية عودة الفنان الكبير إلى
الأفلام الروائية الطويلة فى مصر بعد سنوات طويلة، وحصل على أجر رمزى قدره
3000 جنيه على دروه فى الفيلم، رغم أنه كان فى قمة مجدة ونجوميته.
وأضاف لاشين أنه بعد نجاح هذا الفيلم طلب منه عمر الشريف أن
يختار موضوعا آخر لتقديمه، وبالفعل وقع اختيارهما على «الأراجوز»، الذى حصل
فيه على ما يزيد على 30 جائزة محلية ودولية، وكان عمر الشريف داعما له
بشدة، حتى إنه رفض الإقامة فى فندق «مينا هاوس» واختار فندقا أرخص كثيرا من
أجل توفير التكاليف، كما رفض التنقل بسيارة مرسيدس وطلب منه أن يوفر هذه
الأموال من أجل التصوير.
عمر الشريف فنان محترف كما يقول لاشين، يعرف أن رب العمل هو
المخرج، لذا لم يتدخل مطلقا فى أى أمور فنية ولا حتى إدارية، وكان يقول إن
دوره هو تنفيذ توجهات المخرج ما دام وافق على العمل معه، كما لم يتدخل فى
اختيار الممثلين، ذلك أنه كان يحب الممثلين جميعا.
بعد «الأراجوز» اتفق لاشين مع عمر الشريف على تقديم فيلم
«خوفو» ووقع بالفعل على عقد الفيلم وكذلك شيريهان وعمرو دياب، إلا أن مصر
مرت بظروف اقتصادية صعبة لم تسمح بإنتاج فيلم موسيقى ضخم.
وعلى المستوى الإنسانى، كان هانى لاشين صديقا مقربا من عمر
الشريف، وكان يقول له إنه مثل ابنه طارق، والفارق أنه يلتقى به أكثر من
طارق، وطلب منه أن يطلق اسم عمر على ابنه الأول، وعندما أطلق عليه اسم
محمود أبدى عمر الشريف غضبه، وكانا كثيرَى السفر سويا لحضور المهرجانات
والمناسبات، إذ كان يقيم فى منزله عندما يذهب إلى فرنسا، وكان عمر الشريف
على علاقة حميمة بأسرة لاشين، وكان يتصل بوالدته قبل وصوله إلى مصر ويطلب
منها أن تعمل أكلته المفضلة وهى «البصارة».
المخرج أحمد ماهر: كان فنانًا استثنائيًّا
المخرج أحمد ماهر الذى قدم فيلم «المسافر»، الذى يعد آخر
فيلم مصرى للفنان العالمى عمر الشريف، قال فى تصريحات خاصة لـ«التحرير» إن
علاقته بالفنان الراحل لم تكن مجرد علاقة فنان بمخرج، وإنما علاقة صداقة
قوية، موضحا أنه تأثر به بمعنى الكلمة، واستمتع بالعمل معه، وكان حريصا على
الحضور إلى موقع التصوير قبل موعد بدء العمل بساعتين.
ماهر قال: «يمكننى وصف عمر الشريف بأنه كان شخصا استثنائيا
فى تعاملاته مع جميع الأفراد، سواء من العاملين أو الممثلين»، مضيفا أنه
كان يهتم بأدوار باقى الممثلين وليس دوره فحسب، وأن الفن كان كل حياته،
وإلا ما أصبح «عمر الشريف» حلم شباب الممثلين بأن يصلوا إلى مكانته، كما
أنه كان وفيا فلم يتزوج على فاتن حمامة، وظل على ذكراها، وما يوضح ارتباطه
الشديد بها هو وفاته بعدها بأشهر قليلة.
مخرج فيلم «المسافر» أكد أن علاقته بالشريف لم تنقطع إلا
عندما بدأت أعراض مرض «الألزهايمر» تظهر عليه، حتى إنه كان يذهب إليه فى
الفندق عندما يسافر إلى باريس، مضيفا: «فى آخر مرة جلسنا مع بعضنا وتذكرنا
أجواء فيلم (المسافر)، وأخبرنى بأن أغلب أعماله قدمه بعقله، لكن هذا الفيلم
قدمه بقلبه، فهو شخصية أسطورية بحق، كان يسعد كثيرا عندما يوقفه أحد المارة
ليتحدث معه عن أحد أدواره، وفى مرة أوقفه سائق ميكروباص ليثنى على أعماله
فأخبرنى أنه لولا أمثال هذا الرجل لما وصل إلى مكانته، فهو حقق شهرة لم
يحققها فنان عربى من قبل، ووصلنا إلى درجة أننا نتباهى بتاريخه وبطولاته،
حتى أصبح علامة من علامات مصر، بعدما ساعد فى تعريف الخارج ببلده».
العالم ينعى نجمه
اهتمت الوكالات والصحف العالمية بخبر وفاة النجم المصرى
العالمى عمر الشريف.
وقالت شبكة «إن بى سى نيوز» إن «دكتور زيفاجو»، توفى إثر
أزمة قلبية ظهر أمس الجمعة، حسبما أعلن وكيل أعماله ستيف كينز الذى قال إن
الممثل مصرى المولد كان فى مستشفى لعلاج مرضى ألزهايمر. وأشارت «شبكة سكاى
نيوز» إلى أن عمر الشريف ارتقى إلى النجومية العالمية بعد دوره فى ملحمة
«لورانس العرب» عام 1962، وهو أول فيلم له باللغة الإنجليزية، وترشح لجائزة
الأوسكار عن دوره، عندما قام ببطولة فيلم «لورانس العرب» إلى جانب الممثل
بيتر أوتول.
وواصل الشريف أداءه المذهل عندما لعب دور البطولة فى فيلم
«دكتور زيفاجو». وقالت شبكة «بى بى سى» إن الممثل العالمى عمر الشريف،
اشتهر بأدواره فى أفلام كلاسيكية مثل «لورنس العرب» و«دكتور زيفاجو»، فاز
بجائزتى «جولدن جلوب» وترشيح لجائزة أوسكار.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إنه سرعان ما أصبح
نجما فى هوليوود وظهر أداؤه المذهل فى الأدوار إلى جانب جريجورى بيك
وأنتونى كوين، وفضلا عن كونه من مشجع غير محتمل لنادى «هال سيتى» لكرة
القدم، كان أيضا لاعب «بريدج» ذا شهرة عالمية، ومؤخرا قام بتطوير تطبيق
للعبة على أيفون.
من جانبه قال موقع «والا» الإخبارى العبرى إن الشريف كان
الفنان المصرى الوحيد الذى صنع لنفسه شهرة عالمية، وأبرز أدواره كان فى
فيلمى «لورانس العرب» و«دكتور زيفاجو».
وأضاف أن الشريف كان يعانى من مرض ألزهايمر، لافتا إلى أن
مسيرته الفنية استمرت أكثر من 6 عقود، وشارك فى عشرات الأفلام، مضيفة أنه
ترشح لجائزة الأوسكار عن فيلمه «لورانس العرب». وذكر أنه فى عام 1968 مثل
الشريف مع الفنانة الأمريكية اليهودية باربارا سترايسند، وأثارت قصة الحب
والقبلة التى جمعتهما فى هذا الفيلم غضبا فى مصر، مضيفة أن الشريف قام بدور
البطولة فى أفلام بارزة أخرى مثل جنكيز خان. ولفت إلى أن الشريف كان معروفا
بعشقه للعبة البريدج، وفى الماضى هاجم أحد عمال الكازينوهات بسبب خسارته
آلاف الدولارات. |