عمر الشريف.. البداية والنهاية
فن/
التحرير
دخل عمر الشريف، عالم السينما من بوابة يوسف شاهين، فقدم
شكلاً مختلفاً للممثل والأداء في السينما المصرية. ربما تأثر ميشيل ديميتري
شلهوب -وهذا هو اسمه الأصلي- بثقافته الأدبية التى تلقاها فى مدرسة
فيكتوريا بالإسكندرية حيث درس وليام شكسبير وكورنى وراسين، كما أحب التمثيل
ومارسه كهواية، فضلا عن تمتعه بملامح وجه واضحة، أوضح ما فيها عينان
واسعتان، غائرتان، تلتمعان بالذكاء والانتباه والقدرة على التركيز
والاستيعاب، تترقرقان أحيانا بنظرة رومانسية حالمة، ومن الممكن أن تغدو
النظرة حادة جارحة، أقرب لنظرات صقر.
فوق العينين حاجبان كثيفان يؤكدان أهمية العينين، وجبهة
عريضة توحي باتساع أفق صاحبها.. فم رقيق الشفتين، توحيان فى ابتسامتهما
بالألفة والرضا، وتعلنان فى انطباقهما عن قوة العزيمة والاستعداد لقبول
التحدي، وثمة حسنة على الجانب الأيمن من الأنف، تكسب الوجه طابعا خاصا.
مشكلتان واجهتا عمر الشريف فى البداية، تتعلق إحداهما
بأدائه الصوتي المتسم بلكنة أجنبية لا تجيد نطق حرفي الطاء والضاد، وتتجسد
الثانية فى بطء التعبير عن ردود الفعل، فانفعالاته تتأخر للحظات قبل أن
يعبر عنها، وهذه المشكلة تلاشت أو كادت مع يوسف شاهين الذى منحه بطولة
«صراع فى الوادى» 1954.
في هذا الممثل، تعرض البطل «أحمد»، المهندس الزراعى النابه،
إلى عشرات المواقف المتباينة والأحداث الساخنة، تتوالى متسارعة، بطريقة
تتطلب من عمر الشريف انتقالا يقظا، متفهما، من إحساس لآخر، فضلا عن تهيُئه،
نفسيا وجسمانيا، للدخول فى جميع ألوان الصراع: الساكن، المتصاعد، المتصادم،
داخل ذاته وضد آخرين، بل ثمة مطاردات دامية بين عمدان معبد الكرنك، ومعارك
حياة أو موت، وبالتالى كان لابد أن ينطلق عمر الشريف جريا وقفزا وتسلقا، ما
أدى إلى تخلي عمر الشريف عن تحفظه وجموده وجعله أكثر مرونة وطواعية.
بدا في الجزء الأول من الفيلم مشرقاً متوهجاً، أما في النصف
الثانى، عقب القبض على والده، فقد ارتسمت فى عينيه تلك النظرة القلقة،
الحائرة، الحذرة، الحزينة برغم لمسات الأمل والمحبة التى يحظى بها من
حبيبته «بطاطا» أو «بتاتا» حسب نطقه.
نجح عمر الشريف فى الاختيار واستقبل نقديا وجماهيريا بحفاوة
لم تتحقق فى فيلمه التالي «شيطان الصحراء» ليوسف شاهين 1954، الأقرب
للمغامرات ذات الطابع التاريخى، ذلك أنه هنا يقدم دور الفارس الذى يمتطى
صهوة جواده ويعدو به مبارزا جنود طاغية، منقذا فتاة من قبيلته.
دور يتطلب حركة خارجية ولياقة بدنية ويكاد يخلو من
الانفعالات الداخلية التى وجدها فى فيلمه التالى «صراع فى الميناء» ليوسف
شاهين أيضا 1955، حيث يخوض صراعا أشد شراسة من صراعه ضد عواصف البحر التى
تعرض لها فى مهنته كبحار، فى هذا الفيلم رسخ عمر الشريف نجاحه الذى حققه فى
«صراع فى الوادى".
ثم شارك عمر الشريف كلا من عبدالحليم حافظ وأحمد رمزى فى
«أيامنا الحلوة» لحلمى حليم 1955. جاء الفيلم دافئا رقيقا، يعلى من شأن
الصداقة بين الشبان الثلاثة. وظهر عمر الشريف متوازنا، عقلانيا، يعبر
باقتصاد ولكن بعمق عن أحاسيسه المترعة بالمحبة تارة والقلق تارة ثانية
والحزينة تارة أخرى.
توالت أفلام عمر الشريف مع مخرجين أضافوا له بقدر ما أضاف
لهم، وأثبت قدرته على مراعاة ظلال الشخصيات التى يؤديها برغم تكوينها
الداخلى المتشابه، فمثلا جسد شخصية الشاب الذى تبلغ براءته حد السذاجة، حتى
أنه يغدو ألعوبة فى يد الآخرين، بل مخلبا ينفذ إرادة الأشرار. فى هذا
الإطار قدم «من أجل امرأة» لكمال الشيخ 1959، و«صراع فى النيل» لعاطف سالم
1959، و«إشاعة حب» لفطين عبدالوهاب 1960.
فى «من أجل امرأة» المحكم البناء، يمتزج الحب الجنونى
بالجريمة، والجمال بالتآمر، والثقة بالخداع. عمر الشريف، مع أستاذ التشويق
الهادئ كمال الشيخ، تعلم ضبط الانفعال لا إطلاقه، السيطرة الكاملة على
ملامح الوجه وارتفاع الصوت، فضلا عن الانتقال السلس من إحساس لإحساس، ولعل
لحظات التردد التى انتابت عمر الشريف إزاء إلقاء ضحيته من باب القطار أن
تكون من أعمق اللحظات إبداعا، فالإنهاك النفسانى الذى يحسه عمر الشريف
ينعكس على جسمه فيبدو مرهقا تماما، يتابع بنظرات مضطربة، زائغة، حركة الثرى
العجوز الجالس بالقرب منه، وفجأة تداهمه رغبة فى القيء، إنه ليس مجرما
بالسليقة، لكن متورطا بلا عودة.
من شخصية الأفندى، الموظف، المحترم والمحبوب فى «من أجل
امرأة» ينتقل إلى شخصية الصعيدى الطيب، المكلف بالسفر للقاهرة كى يشترى
«صندلا» نيليا جديدا، ومعه قريبه المجرب رشدى أباظة، ولأن محاولة نشل
النقود التى معه تفشل، تدس العصابة فى المركب غانية تؤدى دورها هند رستم،
تفتنه بجمالها، وتحاول سرقة النقود، ويغدو ألعوبة فى يدها، حتى إنها تثير
غيرته تجاه قريبه ويتمنى الفتك به.
هنا تتباين طريقة أداء عمر الشريف عما كانت عليه فى «من أجل
امرأة»، ذلك أنه يضع الفروق التفصيلية بين الشخصيتين فى وعيه. إنه عاشق فى
«من أجل امرأة» ومستثار فى «صراع فى النيل»، الثروة المتوقعة تزيد من
اندفاعه فى الفيلم الأول، والشبق فقط هو الذى يحركه فى الفيلم الثانى.
مشارك وفعال مع كمال الشيخ وأقرب إلى المراهق الذى يسيل لعابه مع عاطف سالم.
فى «إشاعة حب» حقق عمر الشريف نجاحا غير مسبوق فى مجال
الكوميديا، يطالعنا بنظارة طبية وشارب مشعث وبذلة غير مكواة ورابطة عنق
مترهلة، مظهره يتوافق مع مخبره كوقور ساذج، يحب ابنة عمه ــ سعاد حسنى التى
لا تكترث به.
طوال الفيلم، يحافظ عمر الشريف على وحدة أدائه بلا مغالاة
أو افتعال، وتتجلى سيطرته على أدواته خلال ردود فعله المتباطئة وصوته
المنخفض البعيد عن الانفعالات الساخنة ومتابعته للمواقف كمشاهد أكثر من
كونه مشاركا، وهذه كلها تصب وتعبر عن شخصيته.
فى أقل من عشر سنوات، قبل انتقاله للسينما العالمية، قدم
عمر الشريف أكثر من عشرين فيلما وعمل مع كبار المخرجين المصريين: نيازى
مصطفى فى «فضيحة فى الزمالك» 1959، وعزالدين ذوالفقار فى «نهر الحب» 1960،
وهنرى بركات فى «فى بيتنا رجل» 1961، لكنه يصل إلى مرتبة رفيعة مع صلاح
أبوسيف فى «بداية ونهاية» 1960.
حسنين، الموغل فى الأنانية، ابن الأسرة الفقيرة التى مات
عائلها، يعيش متذمرا على وضعه الاجتماعي المتدني، يطمح للصعود بأى ثمن وأية
وسيلة.
شخصية مركبة، تعيش فى أجواء خانقة وعاصفة فى آن، تريد تغيير
العالم وفق هواها، وبأسلوبه المتميز استوعب عمر الشريف هذه الشخصية وامتلأ
بها وعبر عنها بلمسات تفصيلية بالغة البساطة قوية الإيحاء.
في مشهد النهاية، تلقى الشقيقة "نفيسة سناء جميل) بنفسها
إلى مياه النيل، وبلقطة واحدة يمتزج فى عيني عمر الشريف مزيج من الانفعالات
المركبة: الذعر مع الأسى ومع الرغبة فى إيقافها مع اليأس.
السينما العالمية
في "لورانس العرب" للمخرج البريطاني ديفيد لين أدى عمر
الشريف دوره على نحو متفهم، متمكن، معبرا عن قوة وصلابة وربما خشونة الشريف
على، المقاتل، الذى لا يعرف الخوف أو التردد لقلبه سبيلا، ومع نجاح الفيلم
نجاحا هائلا، أصبح لعمر الشريف حضور معترف به على شاشة السينما العالمية.
تلاحقت أفلام عمر الشريف: «انظر إلى جواد شاحب» 1962 من
إخراج فريد زينمان، أمام جريجورى بيك وأنتونى كوين، «سقوط الإمبراطورية
الرومانية» 1962 من إخراج أنتونى مان، أمام صوفيا لورين وستيفن بويد وجيمس
مايسون، «الرولز رويس الصفراء» 1963 من إخراج أنتونى اسكويس أمام أنجريد
برجمان وركس هاريسون وآلن ديلون، ومرة ثانية يتعاون عمر الشريف مع مكتشفه
عالميا ديفيد لين الذى منحه بطولة « » 1965 أمام جولى كريستى وجيرالدين
شابلن.
المساحة التى شغلها عمر الشريف فى «دكتور زيفاجو» تختلف
تماما عن المساحة التى تمتع بها فى «لورانس العرب»، فهنا تكاد تكون البطولة
مقصورة على شخصية محورية واحدة، تجد نفسها فى دوامة أحداث تاريخية عاصفة،
فضلا عن مواقف عاطفية تتضمن الحب والفراق واللقاء من جديد والوداع والألم
والسعادة، وتمتزج أحداث الثورة والمطاردة والهروب الجماعى والنجاة مع
المواقف الذاتية للدكتور زيفاجو.
عمر الشريف وجد ضالته فى هذا الدور الذى جسد فيه عشرات
الأحاسيس بشفافية أخاذة، خصوصا أن زيفاجو يكتب الشعر، وبالتالى يتأثر بعمق
وهو يرى الممارسات الوحشية للثوار ضد الناس. بصرف النظر عن التوجه السياسى
العام للفيلم، إلا أنه، بما فى ذلك عمر الشريف، جاء قويا، مؤثرا، ناجحا
تماما، خصوصا من ناحية شباك التذاكر.
لاحقا يؤدى عمر الشريف الأدوار الأساسية فى عشرات الأفلام،
بعضها متواضع القيمة، لكن عمر الشريف، فى مشواره الذى أخذه مأخذ الجد، صقل
موهبته وازداد خبرة ودراية، حتى إن أداءه فى العديد من المشاهد يظل عالقا
فى الذاكرة، ربما بمعزل عن الأفلام التى علاها غبار النسيان، فعلى سبيل
المثال فى «الموعد» لسيدنى لوميت 1969 يهيم حبا بامرأة ــ آنوك إيميه ــ
ولأسباب عدة تعصف به الشكوك، وها هو يقف وراء باب فى بيت مشبوه ويتوقع
قدومها.. يسمع خطوات امرأة فى الممر، وصوت اقتراب الخطوات ينعكس على كيانه
كله الذى يوحى لنا بأنه يتداعى، نكاد نسمع دقات قلبه المضطربة، الإعياء
يتزايد على صفحة وجهه بينما تعبر نظرته عن انفعال مركب من حب الاستطلاع
والحزن والخوف، هكذا، فى لحظة واحدة..
الأهم، فى أداء عمر الشريف تلك القوة الإيحائية التى تبعث
بالرسالة من دون أن تعلن عنها مباشرة. فى المشهد الافتتاحى لفيلم «السيد
إبراهيم وزهور القرآن» الذى أخرجه فرانسوا دوبيرون 2003، يجلس صاحب محل
البقالة ــ عمر الشريف ــ صامتا، مستكينا، أمام طاولة صغيرة، وبرغم أنه لا
يرى الصبى الذى يسرق بعض المعلبات فإنه يعطى إحساسا بأنه يراه، وهذا ما
نتأكد منه عندما يحنو على الصبى السارق ويمنحه ما سرقه.. لقد وصل عمر
الشريف إلى درجة عالية من الشفافية.
في «السيد إبراهيم وزهور القرآن» ٢٠٠٣، الذى حصل عنه على
جائزة «سيزار» كأفضل ممثل، أحدث جدلا كبيرا لما قدمه من شخصية لعجوز مسلم
يصادق طفلا يهوديا، كما قدم «هايدالجو» ٢٠٠٤، و«القديس بطرس» ٢٠٠٥.
فى رحلته الطويلة خارج البلاد، لم ينفصل عمر الشريف عن مصر،
يعود بين الحين والحين ليشارك فى مسلسلات إذاعية مثل «أنف وثلاث عيون» عن
رواية إحسان عبدالقدوس، و«الحب الضائع» عن رواية لطه حسين، كما قام ببطولة
ثلاثة أفلام: «أيوب» لهانى لاشين 1984، «الأراجوز» لهانى لاشين 1989،
«المواطن مصرى» لصلاح أبوسيف 1991.
ومن دور العمدة المتجبر في "المواطن مصري" إلى الرجل المقعد
في "أيوب" والصعلوك المشاكس في "الأراجوز" تنوعت طرق أداء وانفعالات عمر
الشريف.
كما شارك عمر الشريف في فيلمي "ضحك ولعب وجد وحب" (1993)،
و"حسن ومرقص" (2008) حقق أمنيته بتقديم عمل سينمائي مع عادل إمام، لكنه رحل
دون أن يحقق أمنيته الأخرى وهو أن يتقاسم بطولة فيلم مع أحمد زكي، الذي كان
يشيد بأدائه التمثيلي وموهبته.
نساء عمر الشريف
أحب عمر الشريف نساء كثيرات، لكنه حبه الأكبر ظل حتى
النهاية مرتبطاً بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
في لقاء صحفي، قال عمر الشريف، أيقونة الوسامة عند أغلب
النساء العرب: «لا أنكر أنني وقعت في غرام نجمات أفلامي لبعض الوقت، مثل
آفا جاردنر وإنجريد برجمان وباربرا سترايسند وأنوك إيميه، لكن، كان ذلك
مجرد إعجاب في النهاية، ولم يتحوّل إلى الحب الحقيقي الصادق الذي لم أعشه
إلا مرة واحدة في حياتي»
في لقاء آخر، قال «الشريف» عام 2002: «الحب في حياتي مسألة
منتهية منذ نحو 30 عاما بعد انفصالي عن فاتن حمامة ولم أجد لدى أي امرأة
التقيت بها الحب الذي كنت أبحث عنه»، وعن مواصفات المرأة التي يبحث عنها،
أجاب قائلا: «أقدر المرأة التي لها شخصيتها المستقلة، ولا تكون تابعة لي
ولديها عقل يجبرني على احترامها فأحب الحوار معها".
فاتن حمامة
شهدت كواليس تصوير «صراع فى الوادى» شرارة الحب الأولى بين
عمر وفاتن.. كما شهد تغييرا كبيرا فى مسيرة فاتن حمامة الفنية بشكل أثار
الجمهور عليها، بل وكان سببا فى طلاقها من زوجها وقتها المخرج والمنتج عز
الدين ذو الفقار، فقد كانت فاتن من الفنانات الملتزمات اللائى يرفضن
القبلات على الشاشة.
إلا أن أحد المشاهد العاطفية التى كتبت فى سيناريو الفيلم
استلزمت «قبلة» بين عمر وفاتن، والغريب أن فاتن التى طالما رفضت القبلات،
قبلت تقبيل عمر لها، وهو الأمر الذى ظل سببه غامضا حتى الآن، ما كان دافعا
لطلاقها، وغضب الجمهور الذى اعتاد على صورة ملائكية لفاتن.
بعد عرض الفيلم عام ١٩٥٤ وطلاقها من عز الدين ذو الفقار
أشـهـر عمر إســلامـه وتزوج من فاتن حمامة، وهو ما هدأ الجمهور كثيرا تجاه
فاتن بعد غضبته عليها، لتجمعهما الحياة الزوجية والفنية أيضا، فقد تشاركا
بطولة العديد من الأفلام منها «صراع فى الميناء» ١٩٥٦، و«لا أنام» ١٩٥٨،
و»سيدة القصر» ١٩٥٩، و«نهر الحب» ١٩٦١، حتى انفصلا عام ١٩٧٤، ولم يتزوج عمر
بعدها.
وفى جميع حواراته الصحفية كان يتحدث عنها بكل ود، ويلقبها
بأنها «حبه الوحيد«، إلا أنها طلبت منه الكف عن الحديث عنها وعن علاقته بها
بعدما تزوجت رجلا آخر، فاستجاب لها، وحافظ الاثنان على علاقة ودية تربطهما
خاصة مع وجود رابط قوى بينهما هو ابنهما الوحيد «طارق«، وعلى الجانب الآخر
تعددت علاقاته العاطفية خاصة مع عمله فى الأفلام الأجنبية، وانتقاله
للإقامة فى عدة دول منها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا.
غير أن أول قصة حب في حياة «الشريف» في العاصمة الفرنسية،
باريس، حيث سافر مع والدته، وهناك تعرف على فتاة تدعى يان لي مولر، وسعد
كثيرًا عندما عرف أنها أيضا في زيارة لباريس وأنها تعيش في الإسكندرية.
ورغم حبه للفتاة رفض والده بشدة الزواج منها، لأنها مسيحية
بروتستانتية، وعائلة «شلهوب» مسيحية كاثوليكية، وكانت الصدمة الأولى
عاطفيًا في حياته، ولم يكتف والده بذلك بل اصطحبه معه للعيش في القاهرة،
وزادت أحزانه، بعد علمه أنها تزوجت شابا آخر غيره.
في رحلته السينمائية خارج مصر، أحب عمر الشريف بربارة
سترايسند وجولي أندروز. الأولى شاركته بطولة فيلم "فتاة مرحة" للمخرج
ويليام ويلر عام 1968.
وأضاف «الشريف»: «قصة الحب التي عشتها مع البطلة أثناء
إعداد الفيلم، ورغم أن باربرة بدت قبيحة أول الأمر كشفت، شيئا فشيئا، عن
موهبة رائعة وشخصية جذابة فربطتنا قصة حب أحيطت بتكتم شديد، عاشت 4 أشهر
ولفظت أنفاسها الأخيرة مع تصوير المشهد النهائي».
أما الإيطالية صوفيا لورين، فقال عنها: «صاحبة أجمل عينين
رأيتهما في حياتي، وكنت أظن هذه الفاتنة متعجرفة تتكبر على من حولها، إلا
إنني اكتشفت في أول مناسبة ضمتنا معا أنها متواضعة أليفة، حتى أنها فاقت
كثيرات من الممثلات بساطة ومودة، وتطوعت مرارا بتحضير الطعام لنا فلم تتردد
في الذهاب إلى المطبخ كي تشرف أو تسهم في إعداد المعكرونة وغيرها من
الأطباق الايطالية الشهية التي سال لها لعابنا".
كما تحدث عن وقوعه في غرام الممثلة الفرنسية أنوك إيميه،
وذلك في حوار له لصحيفة «الشرق الأوسط»، قائلا: «بدأت قصة الحب عندما قدمت
دورا عصريا في فيلم (الموعد) إخراج سيدني لوميت، وأمام أنوك إيميه»، التي
أحبته بشدة، وتفانت في إظهار الحب الذي أبهره وجعله يتشبث بهذه الفتاة
الرقيقة التي اقتحمت وبهدوء حياته فجأة حتى صارت ملمحا أساسيا فيها لا يمكن
الاستغناء عنه، وذلك بقدر ما أسعده أخافه. |