«مشاهدة
الصمت».. السينما على الطريقة اليابانية فى«كان»
كتب- خالد محمود:
-
مخرجة فيلم
«an»
تعترف: طلبت من أبطالى أن يؤدوا أدوارهم كما يعيشون فى الواقع
يبقى قسم
Un CERTAIN REGARD
أو «نظرة ما» أحد أهم الاقسام الموازية فى مهرجان كان السينمائى،
بل تعد مسابقته مجالا خصبا لاكتشاف وطرح مخرجين موهوبين يمثلون
دائما تيارا جديدا فى دنيا الفن السابع.
وقد افتتح نظرة ما هذا العام بفيلم
«an»
للمخرجة اليابانية ناومى كاوازى، الذى عرض لها المهرجان فيلمها
الرائع
Still Water
العام الماضى، والفيلم الجديد يواصل التيار الجديد للسينما
اليابانية التى تبوح بالقضايا الاجتماعية بلغة هى أقرب إلى مخاطبة
الروح أكثر من أى شىء آخر، وهو مقتبس عن رواية لتيتسويا أكيواكا
وتتناول احداثه حياة سانتارو مدير متجر فطائر تقليدية يابانية
تُسمى «دورياكى». ذات يوم تأتيه توكو، امرأة عجور فى السبعين من
العمر، باحثة عن عمل ويقوم بتوظيفها بعدما ذاق العجينة التى تصنعها
بالفاصوليا.
وقالت ناومى كاوازى: طلبت منى مؤلفة الكتاب، تساتسويا أكيواكا، أن
أقتبس روايتها واحولها للسينما واتفقت مع الممثلة كيرين كيكى على
اداء الدور الرئيسى. ولم يكن هنا كأى مستثمر فى الفيلم فى ذلك
الوقت، وذات يوم كنا فى مركز لعلاج الجذام وشاهدنا غروب شمس جميلا،
ثم ظهر القمر. كانت لحظة سينمائية للغاية. فى تلك الليلة ولد
الفيلم.
وعن ظروف التصوير قالت: أثناء التصوير، أولى اهتماما كبيرا
للواقعية. طلبتُ من أبطالى أن يمثلوا كما يعيشون حياتهم. مثلا
طلبتُ من مازاتوشى ناغازى، الذى يمثل دورسانتورو، أن يعيش تجربة
مدير متجر الحلويات دوراهارو، وأن يبيع بنفسه حلويات دورياكى
لزبائن حقيقيين. وكذلك كيارا أوشيدا، الذى يمثل دور واكانا، أقنعته
بالعيش فى شقة مخصصة للفقراء طوال فترة التصوير.
أما كيرين كيكى، التى تمثل دور توكو، فقد تعلمت صناعة عجينة «آن»
المصنوعة من الفاصوليا الحمراء، إلى أن أصبحت مولعة بالطبخ. هكذا
تولّدت واقعية الشخصيات. تصرف فريق التصوير على نحو لا يشبه تصرف
سائر فرق التصوير. كنت أشير إليهم لكى يعرفوا متى يبدأ التصوير دون
أن أقول أى شىء. لذلك، فطوال التصوير، كان الممثلون يأدون أدوارهم
من دون أن يعرفوا إن كانت الكاميرا تصور فعلا.
وعن مصادر إلهامها فى الفيلم أشارت ناومى كاوازى إلى أن فيلم
an
اقتباس للرواية الأصلية. وأنها أول مرة تقتبس فيها فيلما، وقالت ما
إن قرأتُ العمل، آمنت بأنه يجب على إخراج فيلم مقتبس منه.. وأجمل
ما فيه هو الإيمان بالغيب ومشاهدة الصمت: ما أردتُ تصويره هو تطور
هذه الأمور الخفية والصامتة. فهى توحى إلى الندم وإلى تدمير النفس
واليأس
والقلق والشعور بأنك شخص مهم فى العالم. ومع ذلك، أو بالأحرى بسبب
ذلك، فإننا نـأمل بمستقبل أفضل. أظن بأننا إذا كنا نؤمن بذلك، وبأن
بابا سنفتح على عالم يسوده الحب والعطف.
أعضاء لجنة التحكيم.. يفكرون.. يتهامسون
ــ المخرج المكسيكى جييرمو ديل تورو، عضو لجنة تحكيم المسابقة
الرسمية، قال إن مهرجان كان السينمائى شهد أول أفلامه فى 1993 وهو
يتمنى الآن أن يعطى الفرصة للأجيال الجديدة من صناع الأفلام.
واضاف ديل تورو «اشعر بمسؤولية كبيرة لأن المهرجان شهد بدايتى
السينمائية عندما فاز فيلمى «كرونوس» بجائزة أسبوع النقاد.. أدرك
ما يعنى اختيار عمل لـ«كان». هذا مابدل حياتى. والواقع يمثل هذا
المهرجان احتفاء حقيقيا بالسينما وتشكل المشاركة بهذه المغامرة
فرصة فى مسيرة مهنية.
بينما قال المخرج الكندى الشاب كزافيه دولان – الذى فاز فيلمه
«مومى» بجائزة لجنة التحكيم فى دورة العام الماضى بالمهرجان – إنه
شرف باختياره ضمن لجنة التحكيم فى سن 26 وإن هذا سيساعده فى مشروعه
القادم.. كرمنى هذا المهرجان وانا اليوم هنا لاكتشاف أفلام كعاشق
سينما، تكمن مسئوليتى فى لجنة التحكيم بالدفاع بشكل إنسانى عما
يؤثر بى.
وقال دولان «إن اللحظة تشكل شعورا طيبا.. إنه الجانب الآخر من
المرأة وهو مثير للغاية».
وأضاف «لم أعتقد أن هذا سيحدث فى وقت مبكر من حياتى، أن أكون فى
لجنة التحكيم، لذلك فالأمر ملهم للغاية.. وسنرى، ولا أتصور أن هناك
إعدادا للفيلم الذى أنا على وشك الشروع فيه أفضل من مشاهدة 25
فيلما».
كما عبرت نجمة السينما الإسبانية روسى دى بالما عن بالغ اعتزازها
وحماسها لاختيارها ضمن لجنة تحكيم دورة هذا العام، وقالت «عندما
تلقيت خبر الدعوة بالمشاركة فى لجنة التحكيم، قفزت من الفرح خصوصا
لجنة تحكيم كبيرة.. أشعر بالفخر.. فخر كبير، أنا سعيدة للغاية فهذا
يشبه الحلم».
ومن عاصمة السينما الامريكية هوليوود يمنح الممثل جيك جيلنهال ــ
الذى بدأ ظهوره مع فيلم (نايت كرولر) فى 2014 – بريقا خاصا على
لجنة التحكيم وقال «شرفنى فعل ااختيارى لأكون عضوا فى لجنة التحكيم
هذه، وأنا اليوم محاط بشخصيات فذة. كونى من السويد آمل الانتساب
بطريقة ما إلى إنغريد بيرغمان... هى رائعة».
وقال الاخوان جويل وايثان كوين رئيسا لجنة تحكيم المسابقة الرسمية:
«سعدنا جدا باستلام دعوة تييرى فريمو. لقد اصبحنا فى كان.. وأخيرا
انتهاز الوقت لمشاهدة أفلام سينمائية».
النجمة الفرنسية صوفى مارسو التى تختار بمشاعرها وتقرر بأحاسيسها
قالت «تضفى مشاركة أصحاب الموهبة فى لجنة التحكيم طاقة جديدة، لقد
حالفنا الحظ بإطلالة وجه انجريد بيرجمان الجميل علينا».
وقالت الممثلة المالية: رقية تراورى إننى عاشقة لمجال الموسيقى فى
السينما، أعتقد أننا فى حال الشغف بشىء ما من الصعب أحيانا انتهاز
الفرصة للاستفادة منه. سنشاهد هنا كل هذه الأفلام ونتقاسم لحظات
متميزة».
وأشارت النجمة سيينا ميلر «لم يسبق لى أبدا أن أتيت إلى كان وأشعر
بالتواضع الكبير أن أكون بين هذه المجموعة من المخرجين والممثلين،
وأقدر تماما أننا نأتى من أجواء مختلفة».
قضية المغرب الساخنة..
Much Loved
كتب- خالد محمود:
اختارت إدارة مهرجان كان السينمائى فيلم المخرج المغربى نبيل عيوش
Much Loved،
ويعالج قضية ساخنة وهى الدعارة، ليكون ضمن قائمة الأفلام التى
اختارها المهرجان للعرض فى دورة هذا العام.
ورغم أن الفيلم الجرىء لم يُختر فى قائمة المسابقة الرسمية
للمهرجان، وإنما فى قائمة الأفلام الموازية غير المتنافسة، إلّا أن
مخرجه، نبيل عيوش، ابدى سعادة كبيرة بعرض الفيلم، إذ تحدث لصحف
مغربية عن أنه فوجئ بالخبر، خاصة أن الفيلم كان لفترة قصيرة فى
مراحل المونتاج النهائية.
وقد قام المخرج ببحث عميق استمر أكثر من عام، من الوصول إلى رؤية
حقيقية، حيث يحكى فيلم
Much Loved
قصة أربع فتيات يعملن بمجال ممارسة الجنس بمدينة مراكش، يكافحن
يوميا من أجل قوتهنّ، رغم نظرة المجتمع الرافضة والقوانين التى
تمنع هذه الممارسة والسلوك العنيف للزبائن. وكشف نبيل عيوش أنه
تحدث مع مائة ممتهنة لتجارة الجنس من أجل المشاركة فى هذا الفيلم
الذى أنتجه المخرج بوسائله الخاصة بعد عدم قبول المركز السينمائى
المغربى التابع للدولة دعمه.
عيوش شارك من قبل فى المهرجان بفيلم «يا خيل الله» الذى يعالج
موضوع منابع الإرهاب التى اجتاحت المغرب.
فرحة سلمى حايك بعد أكل قلب «وحش البحر»
كتب- خالد محمود:
النجمة سلمى حايك بدت أكثر سعادة قبل وبعد عرض فيلمها «حكاية
الحكايات» بعد أن رشحه كثير من النقاد بقوة للفوز بالسعفة الزهبية،
وكذلك تلقاه الجمهور بردود افعال طيبة نظرا للحرفية الشديدة
والرؤية الفنية بمفرداتها الثرية وقد وصف الناقد السينمائى
البريطانى بيتر باردشاو الفيلم بأنه الأروع فى كل المشاهد.
سلمى حايك اكدت ان العمل العمل المخرج الايطالى ماتيو غارونى كان
بمثابة تحد كبير لها، وهو تحد رائع كشف عن ملامح جديدة فى رحلتها
كممثلة.
فهى تجسد دور ملكة فى القرن السابع عشر ميلاديا.. ملكة عبوس
وحزينة، تسعى أن تكون أما وتنجب طفلا، وكى يتحقق حلمها، ينصحها أحد
المشعوذين بأكل قلب تنين أو ما يسمى قلب «وحش البحر»،.، بعد أن
تطبخه عذراء. فتطهو إحدى الخادمات الوجبة السحرية وتحبل بدورها
فتضع المرأتان توأما.
أشارت حايك إلى أن جارونى أراد أن يظهر المشهد حقيقيا، فطلب من
صانعى الفيلم أن يصنعوا قلبا لكى تقوم حايك بتناوله خلال المشهد،
وقالت أن المشهد كان صعبا للغاية، ولا تعرف كيف جسدته خاصة أنها
اعتبرته أصعب مشاهدها، خاصة أنهم صنعوا لها قلبا من المكرونة
والحلويات وأشياء أخرى كى تستطيع أن تأكله خلال تصوير المشهد.. ثم
قالت: جسدت دور آكلة قلوب الوحوش.
ولم تكن الفرصة مهيئة لحايك فقط للفوز بجائزة، لكن النقاد ايضا
رشحوا الممثل الأمريكى توبى جونز، الذى جسد دور الملك فى الفيلم
بجوار حايك للحصول على جائزة أفضل ممثل فى كان.. وايضا مخرجه
جارونى الذى استلهم الفيلم من أكبر أثر أدبى أوروبى فى القرن 17:
«حكاية الحكايات» لجيانباتيستا بازيل، حيث قال عنه الناقد
البريطانى روبى مولين لموقع ديلى تليجراف، إن المخرج جارونى فعل
شيئا من الجنون، واستطاع أن يجمع بين الإطار الكوميدى والمثير
للأعصاب.
فيلم «حكاية الحكايات» كان من أكثر الأفلام ترقبا فى الكروازيت لما
أثاره من فضول للحضور بملخصه الاعلانى الذى يوحى بعالم عجيب لمثل
بطلته سلمى حايك.
«السلام
عليك يا مريم» يقدم خمس راهبات وهبن أنفسهن للصمت
كتب- خالد محمود:
مع بداية عرضه العالمى الأول فى مسابقة الأفلام القصيرة ضمن
فعاليات مهرجان كان السينمائى حصلت القناة الفرنسية
Canal+
على حقوق العرض التلفزيونى الحصرى للفيلم الفلسطينى الكوميدى
القصير «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل، ليتم عرضه على
القناة قريبا.
وجاءت هذه الخطوة من خلال اتفاق أجرته
Canal+
مع الشركة المنتجة للفيلم
Incognito Films
بباريس، والتى عقدت اتفاقا مع شركة
MAD Solutions
لتوزيع الفيلم فى العالم العربى.
وقد تقرر ان يكون العرض الخاص بالإعلاميين فى مهرجان كان فى
الحادية عشرة صباح الثلاثاء 19 مايو فى قاعة مسرح بازن، بينما عرضه
الرسمى الاول سيكون صباح السبت 23 مايو والعرض الثانى فى الرابعة
عصر نفس اليوم.
ومن المقرر أن يشارك السلام عليك يا مريم أيضا فى مهرجان سيدنى
السينمائى (3 ــ 14 يونيو)، ضمن قسم الأفلام القصيرة حيث يحظى
الفيلم بعرضين يومى السبت 6 يونيو والثلاثاء 9 يونيو.
وخلال 14 دقيقة، يقدم الفيلم قصة نمط الحياة الصامت الذى تعيش به 5
راهبات فى دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض
عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير فى بداية
يوم السبت الذى يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية
مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت.
عنوان الفيلم السلام عليك يا مريم مأخوذ من صلاة قديمة باللغة
اللاتينية، وهو من بطولة ماريا زريق، هدى الإمام، شادى سرور، روث
فرحى ومايا كورين. وقد شارك باسل خليل فى تأليف الفيلم بالتعاون مع
دانيل يانيز.
باسل خليل مخرج ومؤلف السلام عليك يا مريم وُلد فى الناصرة من أب
فلسطينى وأم بريطانية، ودرس الماجستير فى تطوير مشروعات الشاشة
بالأكاديمية السينمائية الاسكتلندية، ليبدأ عمله كمنتج تلفزيونى،
ثم يتجه إلى التأليف والإخراج السينمائى. |