نبيل عيوش عن فيلمه الفضّاح:
هناك واقع في المغرب لا نريد أن نراه
المصدر: "النهار"
- كانّ - هوفيك حبشيان
أحدث "الزين اللي فيك" للمغربي نبيل عيوش المشارك في "أسبوعا
المخرجين" - التظاهرة التي تجري على هامش مهرجان كانّ - صخباً
كبيراً في المغرب، تطوّر الى مهاترات ألكترونية بغيضة تناقش مسائل
على هامش الفيلم و"تحاجج" مخرج "علي زوّا" بالشتائم. عندما قابلته
"النهار" في فندق "ماريوت" غداة العرض العالمي الأول للفيلم، بدا
عيوش حزيناً لمحاسبة نياته استناداً الى بضعة مقتطفات انتشرت على
النت. الا انه لم يكن خائفاً سوى من سوء الفهم المحتمل بينه وبين
الجمهور. خامس أفلام عيوش الروائية الطويلة هو أيضاً أكثر أفلامه
شجاعة ومباشرة. فهو يطرح للمرة الأولى على هذا النحو العلني
الفضائحي الفجّ الذي يعالج المشكلة بالصدمة، قضية الدعارة المتسترة
المنتشرة في البلد العربي الاسلامي الجميل.
انها قصة أربع فتيات من مراكش يمارسن "أقدم مهنة في العالم"،
فنرافقهن من حانات الليل الى السهرات الخاصة ثم في حياتهن اليومية.
لم يتوانَ المخرج المشاكس في اظهار الاستغلال الذي تتعرض له فتيات
لم يبق لهن الكثير من الأحلام على رغم صغر سنهن. يحملنا الشريط
المستفز الى بيئة عاملات الجنس، ململماً تفاصيل كثيرة في منتهى
الدقة، معرّياً ازدواجية المجتمع المغربي (والعربي - الاسلامي
عموماً)، مسمّياً الأشياء بمسمياتها. نتعرف الى رندة، نهى، حليمة،
وخصوصاً سكينة (لبنى أبدير في دور قوي)، عاملة الجنس ليلاً،
والمحجبة نهاراً، ارضاءً للمنظومة الاجتماعية.
صورة الخليجيين المهووسين بالجنس (يبدو ان لدى بعضهم مشكلة مع
فلسطين المحتلة) أضحت مشكلة عند بعض النقّاد العرب الذين وجدوا
فيها كاريكاتوراً وعنصرية. الفيلم يصبح رقيقاً ازاء عاملات الجنس
في النصف الثاني، فيقارب تواطؤ كلّ افراد المجتمع (من الشرطة
الفاسدة الى الأم الانتهازية) ويحمّلهم المسؤولية في تحويل فتيات
عاديات الى قطع من اللحم. يسقط "المسكوت عنه" لمصلحة فيلم لا يُعّد
تحفة سينمائية ولا حتى عملاً تتوافر فيه كل شروط السينما الجيدة،
بيد انه في منتهى الصدق!
·
عندما قلت عن الفيلم انه شجاع قيل لي إن هذا ليس معياراً
سينمائياً. طبعاً لا، ولكن هناك احياناً معايير عدة لتقييم فيلم،
وخصوصاً اذا طرح مخرجه موضوعاً إشكالياً بهذا الشكل للمرة الاولى.
ما رأيك، وهل كنت تشعر بأنك حيال فيلم شجاع منذ البداية؟
-
كان عندي بالأحرى الشعور بأنني أُنجز فيلماً ملتزماً، لا يقدم
تنازلات. كنت أريد فيلماً يُظهر حقيقة معينة أو واقعاً معيناً لا
نريد ان نراه. نعم، بهذا المعنى كنت أدرك ما أفعل.
·
ما علاقتك بموضوع الدعارة في المغرب؟ متى لفتك؟
-
هذا الموضوع أثّر فيَّ كثيراً، وهو أصلاً حاضر في أفلامي السابقة
بطريقة متكتمة. سواء في "علي زوّا" حيث نرى والدة أحد الصبيان تعمل
عاملة جنس، أو في "يا خيل الله". إنه شأن حاضر في أعمالي وإن لم
أتعرض له بطريقة مباشرة. كلّ شيء بدأ عندما تمّ لقاء مع أربع فتيات
من مراكش. اتصلن بمدير الكاستينغ الخاص بالفيلم، الذي كنت طلبتُ
إليه أن يجري استقصاء حول موضوع الدعارة. فعلمتُ من الفتيات ان
لديهن قصة يردن روايتها لي، ليست قصة اي أحد، بل قصتهن. صعدت في
سيارتي وهرعت الى مراكش، وأمضيتُ يومين وأنا أستمع الى قصصهن.
أستطيع القول إن ما سمعته صدمني، وكان سبباً كافياً لي كي أنطلق في
تصوير هذا الفيلم. بعدها، تابعتُ اللقاءات مع عاملات الجنس،
فالتقيتُ نحو 100 منهن. أجريتُ عملاً ميدانياً. فأنا أميل عادة الى
أفلام تنطوي على إشكاليات معينة ويستهويني القيام بعمل أنتروبولوجي
قبل أن أضع على رأسي كاسكيت المخرج وأقف خلف الكاميرا. انتهجتُ
الطريقة عينها عندما أنجزتُ "علي زوّا" و"يا خيل الله". أحتاج أن
أتغذى من الواقع بهذه الطريقة، والا استعصى عليَّ انجاز فيلم.
·
ألهذا السبب أردتَ أن تموضع الحوادث في مراكش؟
ــ مراكش هي المدينة التي تنشط فيها الدعارة بشكل واسع. إنها مركز
الدعارة. لا فقط الدعارة اللوكس، بل كل المستويات منها. هناك دعارة
في الدار البيضاء وطنجة، لكن الأمر مختلف في مراكش، بالميثولوجيا
التي تجرجرها المدينة خلفها. فضلاً عن قدرتها العالية على الجذب.
إنها رمز في هذا المجال. كما كانت الحال في بيروت في مرحلة من
المراحل، وكما الحال في اسطنبول راهناً.
·
الدعارة مشكلة عالمية، ما الذي يختلف في المغرب في هذا الشأن؟
-
الدعارة مشكلة عالمية تتجاوز حدود المغرب والعالم العربي. لا أحد
استطاع إيجاد حلّ لها، حتى في الغرب. في فرنسا، يناقشها البرلمان
بين حين وآخر. الأسئلة نفسها تتكرر: أيجب معاقبة الزبون، أم
القوّاد، أم عاملة الجنس؟ النقاش لم يُغلق بعد. ما يميز عاملات
الجنس المغربيات، انهن قادرات على إعالة الآف العائلات. هؤلاء
الفتيات لا يعملن في الدعارة لصرف المال على أنفسهن بل لدعم
العائلة. نحن لا نتكلم هنا عن بضعة مئات من الأشخاص بل عن الآلاف.
لذلك، شئنا أم أبينا، هن يضطلعن بدور أساسي في المجتمع المغربي. في
المقابل، لا يلقين من المجتمع سوى الاحتقار والذل والاهانات، حتى
من الناس الأكثر قرباً لهن. هذا اكثر ما صدمني عندما تحدثتُ اليهن.
بعضهن قلن لي إن عائلاتهن لا ترى فيهن الا محفظة او بطاقة ائتمان
لسحب الفلوس. هذا شيء في منتهى القسوة والحقارة.
·
هل الفتيات الأربع اللواتي التقيتهن كانت لهن قصص متشابهة؟
-
لا، لكلّ واحدة منهن حكاية مختلفة. بعضهن فُضّت بكارتها بعدما
وعدها شابٌ ما بأنه سيتزوجها، فتحولت الى عاملة جنس. في معظم هذه
الحالات، تقول الفتاة لنفسها: "ما دام المجتمع يعتبرني عاهرة،
فسأكون عاهرة وأجني المال". طبعاً الجامع المشترك بينهن هو الفقر
والبؤس. تحديداً البؤس الاقتصادي والاجتماعي.
·
لفتني المشهد حيث يسحب صاحب احدى الفتيات المال منها. فهؤلاء
الفتيات يتم استغلالهن حتى من الناس الذين لديهم تجاههن مشاعر الود...
-
في هذا المشهد تحديداً، لا يمكن الحديث عن استغلال. انه بالأحرى
رابط غرامي، وهي التي تعطيه المال. حقكَ ان تنظر الى الموضوع من
وجهة نظر مخالفة، لكن يجب ان تعلم انه لا وجود لقوّاد، كما الحال
في اوروبا أو أميركا. هذا الشخص (صاحب الفتاة) متسوّل يقيم علاقة
غرامية معها وهي تعيله. أحببتُ هذه الانتروبولوجيا بالمقلوب حيث
النساء يمتلكن السلطة ويربحن المال، وهن وحدهن اللواتي يقررن على
مَن يصرفن هذا المال.
·
ألم يخطر في بالك في مرحلة من المراحل أن تنجز وثائقياً عن الدعارة
في المغرب بدلاً من فيلم روائي؟
-
بلى. في البداية، كنت أريد وثائقياً أو دوكو دراما، لكني أدركتُ
خلال التحقيقات أن عندي أشياء شخصية أريد إمرارها عن هذه القضية،
ولم تكن ممكنة عبر الوثائقي.
·
هل هناك سينماتوغرافيا معينة وجدتَ نفسكَ تتغذى منها؟
-
لطالما كنت ميالاً الى الواقعية الايطالية الجديدة، ولا سيما
فيتوريو دو سيكا. هذا الصنف من الأفلام شدّني فعلاً وجعلني التزم
الصدق في طرح أفكاري.
·
هناك عناية أقل بالجماليات مما كانت الحال في أفلامك السابقة؟
-
ربما الفيلم هنا أكثر صفاءً. اخترتُ صيغة تصويرية تناسب الموضوع،
تجعلني لا ألجأ الى أي مساومة. الكاميرا كانت متحركة وقريبة جداً
من الممثلات.
·
كيف جرى التصوير مع ممثلين غير محترفين؟
-
معظمهم ليسوا ممثلين ولكن هناك ممثلون أيضاً. الكاستينغ مزيج من
الاثنين. هناك مَن يخطو خطوة أولى له قبالة الكاميرا. أثارني أن
أعمل وإياهم. نهى [المحرر: لبنى أبدير] كانت قد شاركت في أفلام
بأدوار بسيطة، هذا الدور الاساسي الأول لها. أجرينا تمارين كثيرة
قبل دوران الكاميرا. علّمتُ الفتيات كيف ينظرن الى أنفسهن من منظار
آخر، وكيف يقدّرن أنفسهن، بهدف أن يُخرجن من دواخلهن البُعد
الانساني، ولهذا سميتُ الفيلم "الزين اللي فيك".
·
في الفيلم، تحمّل الجميع مسؤولية الدعارة في المغرب...
-
أحمّل المجتمع بأكمله المسؤولية، وأيضاً هؤلاء الشبان الذين يأتون
من الخارج، سواء من الخليج أو من أوروبا، للسياحة الجنسية. أشير
الى النفاق هنا. الى العائلة، الى المواطن. إنها مسؤولية جمعية.
عندما لا تلقى هؤلاء الفتيات آذاناً صاغية ويتعرضن للادانة
المستمرة، ماذا يبقى لهنّ؟ لا شيء سوى الوحدة والعزلة! ما أطرحه
هنا هو نتيجة مراقبتي لهنّ؛ راقبتُ حقيقة هؤلاء الفتيات والطريقة
التي يعبّرن فيها، والعنف الذي يُمارَس حيالهن.
·
ألم تخف الوقوع في الكاريكاتور وأنتَ تصوّر السياح السعوديين؟
-
الصورة التي أقدمها عنهم لا تطال الشعب السعودي، بل تطال الذين
يأتون الى مراكش للسياحة الجنسية. على السعوديين الا يشعروا بأنهم
معنيون بهذا الجزء من الفيلم والاّ ينشغلوا به، بل ان يتفقوا على
ادانة هذا النوع من الممارسات. ثم: لِمَ لا احد يعترض عندما أصوّر
أوروبيين...؟
·
ربما لأنك صوّرتهم أكثر ظرفاً وأقل بطشاً واستعلاء...
-
أنت تراهم ظرفاء، أنا أراهم مثيرين للشفقة... ربما أقل بطشاً،
أوافقك على هذا. لا تنس أنني أثير مسألة البيدوفيليين الأوروبيين
الذين يزورون المغرب ليناموا مع صبي في العاشرة، فهذا شيء في منتهى
العنف. ولكن، في هذه الحال، لا أحد يتهمني بالعنصرية تجاه
الاوروبيين. علينا ان نتعلم ان ننظر الى ذواتنا على الشاشة آخذين
منها مسافة. لنكفّ عن الوقوع في البارانويا في كل مرة.
·
لكن، لا نستطيع ان ننكر ان هناك حقداً كبيراً وكراهية كبيرة تجاه
الخليجيين في المغرب، وخصوصاً تجاه اؤلئك الذين يأتون الى المغرب
معتقدين انهم يستطيعون شراء كل شيء بالمال...
-
لا أراها كراهية من شعب الى شعب. هناك مشكلة مع بعض الخليجيين،
تحديداً الذين يأتون ببترودولاراتهم في جيوبهم ويتعاطون بتعالٍ مع
الفتيات واقاربهن. هذا ما يولّد مشاعر سلبية تجاههم. مرة أخرى: أنا
لا اعمّم، بالعكس، اعتبرها ممارسات جد فردية. هؤلاء الخليجيون
لاعبون أساسيون في قضية الدعارة في المغرب.
·
الحياة المزدوجة لبعض الفتيات (عاملة جنس ليلاً، محجبة نهاراً) هل
تنسحب أيضاً على المجتمع ككل؟
-
بالتأكيد. المواطن على علم بما يحصل ولكن عليه ملازمة الصمت.
·
هذا الفيلم اعلان حرب ضد كلّ الذين يقولون لك ان بلادنا ليست كذلك
وانك تشوّه صورة المغرب وكلّ هذه الكليشيهات التي تعبنا منها...
-
ما الذي يجعله حرباً؟ أضعهم في مواجهة واقع. هناك فرق. كان في
امكاني أن أختار طريقة منافقة لإنجازه، لكني اردتُ فيلماً على شكل
هذا الواقع. طبعاً ان تضع الناس أمام هذا الواقع، فعل عنيف،
وخصوصاً اذا كانوا يعيشون النكران منذ زمن بعيد. اعتقد ان فيلماً
كهذا يشارك في التغيير المرتقب، والا لما كنت انجزته. اتذكر عندما
بدأتُ أجري بعض التحقيقات لكتابة سيناريو "علي زوّا"، يومذاك سمعتُ
الناس يقولون: "لماذا فيلم عن ظاهرة اولاد الشوارع؟ ليس لدينا
اولاد شوارع في المغرب". الشيء نفسه تكرر عندما اردتُ تصوير
إرهابيي "يا خيل الله". هناك حقائق لا نرغب في رؤيتها. السينما
الأميركية حافلة بأفلام معارضة تمسك المجتمع وتخضّه. انظر كم أثّرت
هذه السينما في المجتمع الاميركي. انظر الى الافلام التي ظهرت عن
السود مثلاً. لا يمكن نكران هذا. بالتأكيد، عندما نطرح الأمور بهذه
الطريقة، نواجه خطر الا نلقى الاستحسان من الجميع. ولكن هل يكفي ان
أواجه خطراً كي أقرر الا اخوض مغامرة مماثلة؟ لا اعتقد ذلك.
·
في المغرب اليوم، كثر يتخذون مواقف من الفيلم من دون ان يشاهدوه،
مكتفين ببعض المقاطع التي رُفعت على النت...
-
انه لشيء مؤسف. هذه المقاطع التي شوهدت آلاف المرات، بيّنت انقسام
المجتمع بين معارض لفكرة تصوير قضية مماثلة ومؤيد لها. أتمنى ان
يهدأ هذا كله ريثما يشاهد الناس الفيلم ويتحدثون عنه على ضوء تلك
المشاهدة.
·
هل سيوّزع الفيلم في الصالات المغربية؟
-
لا أعرف حالياً. اتمنى ذلك وسأسعى الى عرضه في الصالات. سأناضل من
اجل ان يشاهده الجمهور المغربي. لكن الأمور لا تتعلق بي وحدي.
·
هل تشعر بالخوف؟
ـــ لا، كلّني أمل. الشيء الوحيد الذي يثير خوفي هو ألاّ يفهمني
الآخرون.
مهرجان كانّ 68 بين الحبّ والبطش!
هـ. ح.
بعد 35 سنة على لقائهما الأخير في "لولو" لموريس بيالا، يجتمع
جيرار دوبارديو وإيزابيل أوبير في فيلم ينطوي على قدر عال من
الفرادة: "وادي الحب" (مسابقة) لغيوم نيكلو، المخرج الذي شارك في
برلين العام الماضي بـ"اختطاف ميشال ويلبيك" وقبله بـ"الراهبة".
نيكلو عبر كلّ الجانرات السينمائية تقريباً قبل ان يستقر في حضن
هذا الفيلم العصيّ على التصنيف. دوبارديو وأوبير اللذان يحافظان
على اسميهما الحقيقيين في الفيلم، زوجان مطلقان لم يلتقيا منذ
سنوات. هو يعيش في الولايات المتحدة وهي في فرنسا، وكلاهما ارتبط
مجدداً وانصرف الى حياة جديدة. لكن في سينما المؤلف لا أحد يهرب من
ماضيه. فما سيجمعهما مجدداً بعد سنوات هو مايكل، ابنهما الذي انتحر
تاركاً لهما رسالة. تطلب الرسالة منهما ان يحضرا الى مواقع مختلفة
من وادي الموت في الثاني عشر من تشرين الثاني 2014. "انها فرصتي
الوحيدة كي أعود، يقول مايكل في الرسالة. هذا هو العقد الذي
بيننا". لا يمكن تخيّل رد فعل الأهل أمام طلب كهذا. مقابل الأب
اللامبالي نسبياً وغير المتحمس، هناك الأم التي تتماهى كلياً مع
لعبة الابن المنتحر، الى ان تبدأ علامات حمراء في الظهور على أيدي
وأرجل كلّ منهما. فهل عاد مايكل حقاً؟
* * *
السينما لا تمل من استعادة نصوص شكسبير في قوالب جديدة. حيناً في
اطار كوميدي وحيناً في اطار رومنطيقي خفيف. المخرج الاوسترالي
جاستن كرزل وجد زاوية جديدة للتعاطي مع "ماكبث" (مسابقة): الفيلم
الدموي العنيف حيث الكثير من البطش. لا ينقص الفيلم المشاهد
الملوّنة حيث تنفجر قدرة مدير التصوير على خلق اجواء انطباعية
قاتمة وغير بريئة! اختتم الفيلم مسابقة لم تفلح في رسم ابتسامة
طويلة على وجوه المشاركين في هذه الدورة.
* * *
هذه السنة، قدّم المخرج الفرنسي جاك أوديار واحداً من أكثر افلام
المسابقة بهتاناً: "ديبان". المشكلة كانت كبيرة مع الافلام
الفرنسية التي اختارها المهرجان داخل المسابقة الرسمية. "ملكي"
لمايوان و"مارغريت وجوليان" لفاليريا دونزيللي، تعرّضا لسخرية
الصحافة الدولية ونالا بعد فيلم غاس فان سانت الكارثي، أدنى
العلامات في تقويمات النقاد المنشورة في مجلة "سكرين". بعد "نبي"
و"عن الصدأ والعظم" (كلاهما عُرض في كانّ)، يأتينا أوديار بفيلم
غير مقنع لا يعلن فيه اي موقف من القضية التي يصوّرها واضعاً ايانا
في منطقة التباس شامل وكامل. هذه المرة، لا يستعين أوديار بممثلين
معروفين يضمنون له ايرادات عالية في شبّاك التذاكر. "ابطال" جديده
اقليات آسيوية هربت من الصراع في سري لانكا الذي نتج منه 200 ألف
قتيل بين 1983 و2009.
هـ. ح. |