افتُتحت مساء الخميس الفائت في عاصمة الجليد السينمائي، برلين،
النسخة الخامسة والستون من المهرجان الألماني المنتظر الذي يستمر
الى الخامس عشر من الجاري، وفي جعبته أكثر من 400 فيلم من القارات
الخمس موّزعة على أقسام وفئات وتصنيفات متنوعة، في مقدمها المسابقة
الرسمية التي تنطوي على 19 فيلماً سينمائياً. لجنة التحكيم التي
يترأسها السينمائي الأميركي دارن أرونوفسكي سيمنح هو ورفاقه في
نهاية ماراتون المشاهدة الجوائز الى مستحقيها (أو الى غير مستحقيها
وفق التقليد الذي تكرس في الكثير من التظاهرات السينمائية).
في قائمة الأفلام المتسابقة على "الدب الذهب"، أسماء لسينمائيين لم
يعد لديهم شيء يثبتونه (اندرياس درايسن، بونوا جاكو، بيتر غرينواي،
فيرنير هيرتزوغ، باتريسيو غوزمان...)، تصاحبها تجارب جديدة لمخرجين
يخطون خطواتهم الاولى من ألمانيا ورومانيا وبريطانيا. اثنان من
أصحاب القامات الكبيرة في السينما المعاصرة يشاركان في المسابقة
هذه السنة: الأميركي تيرينس ماليك والإيراني الممنوع من العمل جعفر
بناهي. بيد انهما لن يحضرا المهرجان (سبق ان فازا ببرلين). خارج
المسابقة، نجد كلاً من اوليفر هرشبيغل، بيل كوندن، كينيث برانا،
انطون كورباين، ايرمانو اولمي، وفيم فاندرز الذي سيحظى بجائزة
فخرية لمجمل أعماله، فيما ستُسند "كاميرا البرليناله" الى المخرج
الفرنسي الكبير مارسيل أوفولس. كل واحد من هؤلاء لديه جديدٌ يأتي
به الى المهرجان، والأهم ربما كيف سيغادره، بعد أن يكون قد وضع
نتاجه الجديد أمام أعين المتفرجين والمحكّمين. في البانوراما الذي
يتضمن 34 فيلماً، لدينا هذه السنة كما دائماً تجارب "مختلفة"، يأمل
المبرمجون في هذا القسم أن يخرج من جناحهم سينمائيو المستقبل. كذلك
بالنسبة إلى "الفوروم" الذي يحتضن فيلم المخرج اللبناني غسان سلهب.
لا ينسى الـ"برليناله" أيضاً القديم المجدد. الذاكرة السينمائية
جزء من التراث الثقافي في بلد وضع أحد أهم التيارات في تاريخ
السينما: "التعبيرية". استعادة هذه السنة تحمل عنوان "التكنيكولور
المجيدة"، ويُعرض في اطارها 30 فيلماً. ذروة هذا البرنامج: "ذهب مع
الريح" لفيكتور فليمينغ و"غناءٌ تحت المطر" لستانلي دونان. في
الآتي، 15 فيلماً سترفع حرارة الشتاء البرليني.
1 - "لا
أحد يريد الليل" لإيزابيل كوشيت:
يُفتتح الفيلم بمشهد قتل لدب قطبي بسلاح جولييت بينوش، ما يثير
تعليقات ساخرة من بعضهم، كون الدب رمز المهرجان وجائزته. هذا انتاج
أوروبي توزع تمويله بين فرنسا واسبانيا وبلغاريا، تجري حوادثه في
غرينلاند مطلع القرن الماضي. مهلاً، هذا ليس كل شيء: الفيلم من
بطولة الممثلة اليابانية رينكو كيكوشي والفرنسية جولييت بينوش
والإيرلندي غبريال برن. الاسبانية كوشيت البالغة الرابعة والخمسين
من العمر، افتتحت الـ"برليناله" بهذا الفيلم المُشارك في المسابقة
الرسمية، عائدةً الى المهرجان الألماني بعد 12 سنة من مشاركتها فيه
مع "حياتي من دوني". آخر مشاركة لها في تظاهرة سينمائية كبيرة كانت
في مهرجان كانّ 2009 مع "خريطة أصوات طوكيو"، وعلى الرغم من انها
تنجز الأفلام منذ نهاية التسعينات، لم تعرف التكريس الدولي الى
الآن. الحكاية تُلّخَص في الآتي: جوزفين بيري مناضلة متزوجة من
المغامر القطبي روبرت بيري. عندما تنقطع اخباره في خلال رحلته الى
القطب، تضطر جوزفين الى التخلي عن كل شيء والذهاب الى غرينلاند
بحثاً عن الرجل الذي تحبه والذي يفضّل قسوة الجليد على الحياة
البورجوازية الدافئة. غير انها، عندما تصل الى هناك، تكتشف ان
امرأة اخرى، تصغرها سناً، تنتظر عودة روبرت.
2 - "عندما
كنّا نحلم" لأندرياس درايسن:
واحد من أبرع السينمائيين في ألمانيا يروي سيرة خمسة أصدقاء يقيمون
في ضواحي لايبتزيغ في فترة ما بعد سقوط جدار برلين. يصوّر مخرج
"صيف في برلين"، فوضى اعادة اتحاد بلاده، حيث قوانين أمس لم تعد
فاعلة اليوم. انها حياة المجون والصخب والفسق من خلال كمشة شخصيات
خارجة على القانون وأصول الحياة المدنية، حيث الأحلام تصطدم
بالواقع. درايسن تعاون في هذا الفيلم (مسابقة رسمية) مع كاتب
السيناريو وولفغانغ كولهاس، مختزلاً باكورة الأديبة المولودة في
لايبتزيغ كليمانس ماير التي حصلت على جوائز عدة عن روايتها هذه
الصادرة في العام 2006. ينطوي النصّ على مواضيع تحملنا الى مقاربة
متناقضة للحياة: الصداقة تلحقها الخيانة، الأمل يختمه تبدد
الأوهام، الرقة يكللها العنف. أراد درايسن (1963) من خلال هذا
الفيلم، قول حال الشباب الضائع في بحثهم المزمن عن معنى السعادة.
3 - "ايزنشتاين
في غواناخواتو" لبيتر غرينواي:
أن ينجز بيتر غرينواي فيلماً عن المخرج الروسي الكبير سيرغي
ايزنشتاين، فهذا ضرب من الجنون. الجنون الذي لا يغيب عن أفلام
المخرج البريطاني الشهير، صاحب "جريمة في حديقة انكليزية". مرة
أخرى، نحن ازاء فيلم (يُعرض في المسابقة الرسمية) شاركت في انتاجه
خمس دول (المكسيك، هولندا، فنلندا، بلجيكا، فرنسا). لا أحد يعرف
كيف ستكون النتيجة، فنحن امام لقاء بين ثائر بريطاني واسطورة روسية
كانت خلف وضع بعض من قوانين السينما وأصولها. تبدأ الحكاية في
العام 1931 مع رحلة يقوم بها ايزنشتاين الى المكسيك. آنذاك، كان
المعلّم في ذروة حياته المهنية، وكان يتمتع بسلطة كبيرة لكن
الأميركيين ينبذونه، ويتعرض للضغوط كي يعود الى الاتحاد السوفياتي.
خلال اقامته في غواناخواتو لتصوير فيلم، يقع تحت سحر هذه المدينة
ولعنتها. الشريط بحسب مجلة "فرايتي"، يستكشف عقل المخرج وهو يواجه
رغباته الداخلية وخوفه من الحب والجنس والموت، من خلال الأيام
العشرة التي يمضيها في المكسيك، وهي الفترة التي ستشارك في تحديد
شكل بقية مسيرته. السلطات الروسية سبق ان عبّرت عبر المسؤول في
مركز دعم السينما التابع للدولة، عن عدم رضاها عن السيناريو الذي
وضعه غرينواي، وخصوصاً الشق المتعلق بعملية تصوير "البارجة
بوتمكين". في المقابل لم يُسَجَّل اي اعتراض رسمي واضح على مثلية
ايزنشتاين الجنسية التي يكشفها غرينواي في الفيلم.
4 - "زرّ
الجوهرة" لباتريسو غوزمان:
المخرج الوثائقي التشيلياني الكبير يعود الينا بعد تحفته
"نوستالجيا الضوء" بعمل جديد عن المحيط وأسراره (مسابقة)، يعتبره
عملاً مكمّلاً للأول. تقول المادة المتوافرة عن الفيلم: يحتوي
المحيط على تاريخ الانسانية كلها. في البحر كلّ اصوات الأرض وكل
الأصوات التي تأتي من الفضاء الخارجي. المياه تتلقى "اعتداءات" من
النجوم وتحولها الى البشر. المياه وهي أطول حدود لتشيلي تحتوي
أيضاً على زرَّين غامضين عُثِر عليهما في قعر المحيط... يتطرق
غوزمان الى حكاية حقيقية حاملاً اياها أبعد من الرواية الرسمية،
فيلتقي في نهاية المطاف مواضيع سبق أن اشتغل عليها، كالذاكرة
والماضي والتاريخ، ويطرحها من وجهة نظر الخاسرين وليس الأبطال.
5 - "يوميّات
مدبّرة منزل" لبونوا جاكو:
المخرج الفرنسي الغزير الذي انجز 43 فيلماً بـ41 عاماً (بحسب
الناقد روي نوغييرا)، يجد ضالته في إحدى كلاسيكيات الأدب (يُعرض في
المسابقة)، نشر غوستاف ميربو النص في العام 1900، واقتُبس أربع
مرات في السينما، احداها تعود الى المخرج الاسباني لويس بونويل في
العام 1964، بطولة جانّ مورو. ليا سايدو تضطلع بدور سيليستين،
مدبّرة منزل شابة تصل من باريس للعمل في منزل عائلة لانلير
البورجوازية المقيمة في منطقة نورماندي. سيليستين تريد ان تتفادى
تكرار الأخطاء التي وقعت فيها الطبّاخة ماريان. عليها أيضاً أن
توفّق بين اعجاب معلمها بها وتلميحاته الجنسية وتعليمات زوجته
الصارمة والمتسلطة، وصولاً الى اليوم الذي تتعرف فيه الى جوزف،
بستاني غامض يسحرها. سيليستين ستكون شاهدة على انحطاط هذه الطبقة
ونفاقها. هذه النسخة لرواية ميربو التي شارك في انتاجها الأخوان
داردين، ستكون، بحسب المنتجة كريستينا لارسن، الأكثر وفاءً للأصل
الأدبي، علماً ان جاكو يلقي نظرة قاسية على البيئة التي يصوّرها.
في البداية، كانت ماريون كوتيار مرشّحة لأداء الدور، الا ان
التصوير تعارض مع تصوير اقتباس جديد لـ"ماكبث" (اخراج جاستن
كارزل)، تضطلع فيه كوتيار بدور اللايدي ماكبث.
6 - "فارس
الكؤوس" لتيرينس ماليك:
اليكم سابع أفلام واحد من معلّمي الشاشة الحديثة. 3 أعوام بعد "الى
الروعة"، يعود المخرج الأميركي الكبير بفيلم (مسابقة) تعدنا دعايته
بتحفة سينمائية جديدة. يظهر من خلال هذه الدعاية، تمسّك ماليك
بأسلوب صار علامته المسجلة: مشاهد خاطفة، صوت داخلي، مونتاج سريع،
شخصية رئيسية معذبة تبحث عن ذاتها داخل سلسلة أسئلة وجدانية فلسفية
روحية. الفائز بـ"سعفة" كانّ في العام 2011 عن "شجرة الحياة"،
استعان بكاتبَي سيناريو هما نيكولاس غوندا وسارة غرين من أجل تأليف
نصّ نشتمّ فيه رائحة تصفية حساب مع هوليوود. الحكاية: كاتب سيناريو
من لوس انجليس يحاول اعطاء معنى للأشياء الغريبة التي تحصل من
حوله. ريك عبدٌ للسيستام الهوليوودي، مدمنٌ النجاح الاجتماعي
والمهني ولكن في الوقت نفسه يعاني فراغاً عميقاً، فيعيش محاطاً
بالأوهام في غياب الحياة الفعلية.
7 - "ملكة
الصحراء" لفيرنير هيرتزوغ:
فيلم جديد لصاحب "فيتسكارالدو"، أميركي الانتاج، بطولة نيكول
كيدمان وجيمس فرانكو. صوّر هيرتزوغ الفيلم في المغرب والأردن
بتكلفة 36 مليون دولار، ويشارك به في مسابقة الـ"برليناله". "ملكة
الصحراء" عن المغامِرة والأديبة والمستكشِفة وعالِمة الآثار
البريطانية غرترود بلّ (1868 ــ 1926). شخصية استثنائية خدمت
الأمبراطورية البريطانية كجاسوسة، وأقامت علاقات واسعة جراء
أسفارها في آسيا والعالم العربي، وكان لها دورٌ كبير في قيام
الدولة الهاشمية. هيرتزوغ استبدل ناومي واتس في دور بلّ بكيدمان،
بعدما عانى، بحسب قوله، من مشكلة ان يحصل على كل الممثلين الذين
أرادهم في المكان والزمان نفسيهما.
8 - "تاكسي"
لجعفر بناهي:
كعادته، يعبّر الـ"برليناله" عن اخلاصه للمخرج الايراني المضطهَد
جعفر بناهي. عامان بعد "برداية"، آخر أفلامه الذي صوّره بطريقة
سريّة. "تاكسي" (مسابقة) وصفه مخرج "الدائرة"، بالآتي: "انه
بورتريه لطهران". الفيلم شبيهٌ بوثائقي تدور فصوله في سيارة أجرة
يقودها بناهي بنفسه، فيجوب بها الشوارع، وتتنقل معه شخصيات لها
كلمتها ورأيها في القضايا الاجتماعية والسياسية في ايران. طبعاً،
يفكّ الفيلم الأغلال التي وضعتها السلطات الايرانية على يدَي
بناهي، متجاهلاً قرار منعه عدم التصوير على مدار عشرين عاماً. بعد
مرور فترة قصيرة على الكشف عن عرض الفيلم في برلين، أصدر بناهي
بياناً يعلن فيه عدم تراجعه عن انجاز الأفلام، مهما حصل، قائلاً ان
ضرورة التعبير في مثل هذه الحالات من احتجاز الحرية تنمو عند
البشر، علماً ان بناهي لن يشارك في المهرجان.
9- "النادي"
لبابلو لوراين:
مخرج تشيلياني آخر يُشارك في مسابقة برلين. الفيلم الذي تردد انه
يتكلم عن "الحبّ والشغف والتوبة"، انجز من دون تغطية اعلامية
لعملية التصوير. لوراين الذي رُشّح لجائزة "أوسكار" عن فيلمه
السابق "لا"، صوّر "النادي" بالسينماسكوب، ويروي فيه مصير أربعة
رهبان يعيشون معاً في مدينة محاذية للشاطئ. كلٌّ منهم ارسل الى هذا
المكان، كي يتخلص من الذنوب التي تلازم ضميره، فنراهم يتابعون
حياتهم وفق تعليمات صارمة تحرص على تطبيقها سيدة. بيد أن الأشياء
تنقلب رأساً على عقب، عندما يدخل البيت رجلٌ خامس، فيجلب معه
ماضياً اعتقد الرهبان الأربعة انه مضى مع الرياح. روى لوراين لمجلة
"فرايتي": "تربيتُ في مدرسة كاثوليكية. من الرهبان الذين التقيتهم
في حياتي، كان بعضهم محترماً. بعضهم الآخر سُجن أو تعرض لملاحقات
قانونية. هذا الفيلم عن الرهبان الذين ضلّوا الطريق".
10 - "ألسر"
لأوليفر هرشبيغل:
بعد سقطته الفنية المدوية مع "ديانا" (2013)، يعود المخرج الألماني
أوليفر هرشبيغل الى اهتماماته، تلك التي برزت بوضوح في فيلمه
الأشهر الى اليوم "السقوط" (2004)، عن آخر أيام هتلر. هذه المرة،
يتعاون هرشبيغل مع كاتب سيناريو فيلم "صوفي شول" (2005)، لسرد
حكاية مجموعة مقاومين كانوا يريدون اغتيال الفوهرر في العام 1939.
الفيلم يعيد الاعتبار الى جورج ألسر، والهجوم غير الموفق الذي
نفّذه ضد الديكتاتور النازي في المكان الذي كان تركه فقط قبل 13
دقيقة من الانفجار. نتابع سيرة ألسر (1903 - 1945)، هذا المقاوم ضد
النازية الذي قُتِل في معسكر اعتقال داشاو وبقي في الظلّ لسنوات
طويلة. ألمانيا الحديثة اعترفت به كمقاوم كبير، ووضعت صورته على
طابع بريدي في العام 2003، مع شعار: "أردتُ أن أمنع حدوث الحرب".
يشارك الفيلم خارج المسابقة.
11 - "خمسون
ظلاً للرمادي" لسام تايلور جونسون:
اقتباس الجزء الأول من ثلاثية الكاتبة البريطانية اريكا ميتشل،
التي باعت نحواً من 70 مليون نسخة من ثلاثيتها هذه. على ناستازيا
ان تُجري حواراً مع رجل الأعمال كريستيان غراي لمجلة الجامعة، خدمة
تسديها إلى صديقتها كايت التي لا تستطيع الذهاب بنفسها. اثناء
المقابلة، يغريها محاورها الذي سرعان ما يعرض عليها عرضاً غير
تقليدي. هذا ثاني فيلم روائي طويل لجونسون بعد "صبي اللامكان"
العام 2009، الذي يروي طفولة جون لينون، مؤسس فرقة الـ"بيتلز".
يتضمن "خمسون ظلاً للرمادي"، على غرار الأصل الأدبي الذي اقتبس
منه، مشاهد جنسية فاضحة يبلغ طولها نحو 20 دقيقة، ما شكل حتى قبل
خروجه الى الصالات في الاسبوع المقبل، مادة دسمة للصحافة الصفراء.
الفيلم يشارك في الـ"برليناله" خارج المسابقة.
12 - "البحر
من ورائكم" لهشام العسري:
"
في مكان آخر، في بلد بلا ألوان، حيث تُقطع أيادي اللصوص، عالمٌ
يُعتبر فيه الانسان حيواناً، والحيوان عدماً، وقعت ظاهرة غريبة:
تلوث الماء وأصابت العدوى كل شيء". بهذه الكلمات يلخّص المخرج
المغربي هشام العسري البيئة التي يجري فيها فيلمه الروائي الطويل
الثالث. نتعرف الى طارق (مالك أخميس)، رجلٌ يرتدي زيّ امرأة،
يتبرّج مثلها، على الرغم من شاربيه. يرقص فوق عربة يجرّها حصان
يحتضر. طارق هذا تخلّى عنه والده. حصانه الذي سمّاه "العربي"، يرفض
المضي خطوة واحدة، واضعاً طارق في استحقاق حياتي جديد. مع ذلك، لا
يهمه من الحياة الا سؤال واحد: لماذا تشمّ الكلاب مؤخرات بعضها
البعض عند أول لقاء بينها؟ سينما صاحب "النهاية"، تمضي في طريقها
الى المزيد من الانفلات من ابجديات السينما العربية. أبطاله باتوا
يشبهون الأرض التي يمشون عليها، معستهم قسوة الزمن، حدّ انها
جعلتهم كائنات تستهلك ولا تصنع، تصمد ولا تعيش، تضحك ولا تفرح.
معروض في قسم "بانوراما".
13 - "الوادي"
لغسان سلهب:
بعد نجاته من حادث سيارة على طريق نائية وسط وادي البقاع اللبناني
المعزول، يقع رجل أصيب بفقدان الذاكرة (كارلوس شاهين) في يد مجموعة
من الأشخاص الذين يعملون في مزرعة محلية تُستخدَم كمرفق لإنتاج
المخدرات. عن وادي البقاع الذي احتضن تصوير الفيلم، يقول المخرج
اللبناني غسان سلهب الذي سبق ان نال جائزة أفضل مخرج عن فيلمه هذا
في مهرجان أبو ظبي الأخير: "البقاع مكان غريب جداً لأن هناك جبلين
يمنحانك الانطباع بأنهما يحميانك، لكنهما في الوقت نفسه يشكلان
مصدر تهديد. هذا ما أثار فضولي في الحقيقة. ثمة أرض شاسعة، ثمة
أفق، لكنه أفق مسدود. كنت أريد أن يكون المكان وسيعاً، كي تتبلور
فيه كلوستروفوبيا غريبة. "الجبل"، فيلمي السابق، كان بئراً. كان من
الواضح منذ البداية أن البطل يريد أن يغلق على نفسه. هنا، أردتُ
فيلماً مضيئاً".
14 - "سلما"
لآفا دوفرناي:
يؤرخ الفيلم للمسيرات التي جرت من سلما إلى مونتغومري عاصمة ولاية
ألاباما، قادها مارتن لوثر كينغ، وكان الهدف منها المطالبة بمنح
الأميركيين الأفارقة حقوقاً متساوية في التصويت، على الرغم من
المعارضة الشرسة التي كانت تقف في وجههم. في النهاية، أدى نضال
كينغ الى اقرار قانون التصويت في العام 1965، بتوقيع من الرئيس
جونسون. نال الفيلم الذي يُظهر كينغ عاشقاً ومناضلاً (شاركت في
انتاجه المذيعة الأميركية أوبرا وينفري)، جوائز عديدة، وهو مرشّح
لجائزة أفضل فيلم، في حفل جوائز الـ"أوسكار" الذي سيقام في الـ22
من الجاري. يُعرض خارج المسابقة.
15 - "حياة"
لأنطون كورباين:
مخرج "الأميركي"، الهولندي كورباين، وقّع هذا الشريط (يُعرض خارج
المسابقة) مباشرة بعد انجازه فيلمه الأخير مع الراحل فيليب سايمور
هوفمان. دنيس ستوك مصوّر يعمل لوكالة ماغنوم، يُقدم على اجراء
ريبورتاج مصور عن نجم صاعد في هوليوود يُدعى جيمس دين، بعد فترة
قليلة من تصوير "غرب عدن" لايليا كازان، الفيلم الذي سيشهره. خلال
الريبورتاج، تنشأ صداقة خاصة بين ستوك ودين، فيقومان برحلة عبر
البر من لوس انجليس الى نيويورك فأنديانا. روبرت باتينسون يضطلع
بدور ستوك، في حين أسنِدت شخصية دين الى داين دهان. |