«نظرة
الصمت» التى تقول كل شىء..
أول فيلم كبير فى المسابقة الدولية
بقلم:
سمير فريد
من بين ٢٠ فيلماً فى المسابقة الدولية لمهرجان فينسيا ٢٠١٤ هناك
فيلم تسجيلى واحد، وهو الفيلم الدنماركى «نظرة الصمت» إخراج جوشوا
أوبنهايمر، وكان أول فيلم كبير يعرض فى المسابقة، ومن الصعب ألا
يكون من الأفلام الفائزة مع نهاية المهرجان يوم السبت القادم.
اختار أوبنهايمر الأمريكى الذى ولد عام ١٩٧٤ وتخرج فى جامعة
هارفارد أن يعيش فى الدنمارك، واختار أن يصنع الأفلام التسجيلية
منذ ١٩٩٦، وأصبح من أعلام هذا الجنس من أجناس فن السينما مع فيلمه
التسجيلى الطويل الأول «فعل القتل» عام ٢٠١٢، والذى حقق نجاحاً
دولياً واسعاً على شتى المستويات، وكان فيلمه التالى «نظرة الصمت»
من الأفلام المنتظرة.
يساهم الفنان المبدع بقوة فى صنع المفهوم الجديد للأفلام التسجيلية
الذى تبلور فى العقدين الماضيين وارتبط بالثورة التكنولوجية، ودخول
هذه الأفلام وكذلك الأفلام التشكيلية (التحريك) إلى السوق على نحو
غير مسبوق بحيث أصبحت تنافس الأفلام الروائية فى إقبال الجمهور
وتحقيق الإيرادات.
ويمكن تلخيص ذلك المفهوم فى تحويل الشخصيات الحقيقية إلى شخصيات
درامية كاملة كما فى الأفلام الروائية، أى أن يصبح الفارق الوحيد
كونها حقيقية وليست خيالية. ولا غرابة أن يأتى «نظرة الصمت» علامة
جديدة من علامات بلورة المفهوم الجديد وقد اشترك فى إنتاجه إيرول
موريس الأستاذ والمعلم، وورنر هيرزوج المتفرد فى سينما الحداثة وما
بعد الحداثة، وفى العمق من الناحية الفكرية تلتقى رؤية أوبنهايمر
مع رؤية هيرزوج للحياة والعالم.
للوهلة الأولى يبدو «نظرة الصمت» من الأفلام السياسية، حيث إن
موضوعه الانقلاب العسكرى الذى وقع فى إندونيسيا عام ١٩٦٥، وقتل فيه
أكثر من مليون إندونيسى بدعوى أنهم شيوعيون، وهم- كما يقول مدرس
الأطفال فى مدارس إندونيسيا اليوم- كفرة لا يؤمنون بالله، ومتوحشون
قساة القلوب، ويتبادلون زوجاتهم. ولكن الفيلم يتجاوز الفيلم
السياسى إلى التعبير عن رؤية شاملة للإنسان الذى خُلق فى أحسن
تقويم، ثم أنزل أسفل سافلين حسب القرآن الكريم، ولا يعدو الانقلاب
والمذبحة التى أعقبته سوى وسيلة للتعبير عن تلك الرؤية. والمشاهد
التسجيلية فى الفيلم وثائق صُورت عام ١٩٦٥، وأخرى صورها أوبنهايمر
عام ٢٠٠٣، فهو يصنع الفيلم منذ عشر سنوات ويزيد.
الماضى والحاضر والمستقبل
إندونيسيا أكبر بلاد العالم الإسلامى، حيث يعادل عدد مسلميها كل
مسلمى العالم العربى وأكثر، وتتميز بجمال طبيعى مدهش صوّره ببراعة
المصور الدنماركى لارس سكرى، واستخدمه أوبنهايمر على نحو شكسبيرى
يكشف التضاد الصارخ بين ذلك الجمال وبين أفعال الإنسان.
نحن أمام كل الأجيال من المعمرين الذين بلغوا المائة أو ما بعد
المائة، وجيل الوسط الذى تمثله الشخصية الرئيسية التى تعمل فى طب
العيون، وتنظر نظرة الصمت، وتنطق بالحق وتبحث عنه، وطفليه اللذين
لا يزالان تحت سن العاشرة. وبطلنا يبحث عن قتلة أخيه الكبير عام
١٩٦٥، ولا يريد لطفليه أن يكبرا فى مجتمع يقبل صمت الضحايا
وتعايشهم مع القتلة، ويقبل معاملة القتلة كأبطال حتى اليوم،
ووجودهم فى مراكز الحكم المختلفة.
بطلنا يمثل الإنسان فى أحسن تقويم رغم أن الفيلم ينتهى نهاية يائسة
ترى أن ما حدث سوف يتكرر، والجملة الأخيرة فيه «وهكذا تمضى الحياة
على الأرض». وبالقرب من النهاية تسأله زوجته: ماذا سيحدث لنا؟
ويرد: إذا حدث أى شىء سيكون لأننا بحثنا عن القتلة. بل إننا نرى
أحد القتلة يرفع علامة النصر بعد أن يعترف بأفعاله المروعة ثم يقول
للمخرج الواقف خلف الكاميرا ولا نراه أبداً «كفى يا جوشوا.. أريد
الذهاب إلى الجامع».
ومن أسئلة جوشوا خلف الكاميرا لأحد القتلة: هل كان الرسول محمد
(عليه الصلاة والسلام) مع قتل الذين يختلفون معه؟ فيرد: لا لم يكن
كذلك، ولكن علينا اليوم أن نقتل أعداءنا، ثم إنها ثورة قام بها
الشعب وهذا ما طلبه الشعب. واعترافات القتلة فى الفيلم تقال فى
هدوء، والأدهى بفخر واعتزاز، وفيها ما لم يسمع على الشاشة ربما فى
كل تاريخ السينما عن شرب دماء الضحايا المتنوع بين المالح والمسكر،
وقطع أعضاء الرجال والنساء وهم أحياء، وقطع ثدى المرأة الذى يخرج
منه اللبن كما فى ثمرة جوز الهند.
ولا تقل براعة المونتير نيلز باج أندرسن عن براعة المصور سكرى،
ويلتحم الأسلوب مع الموضوع التحاماً عضوياً تاماً بحيث يصبح هو
المضمون ذاته، وتلك أعلى مراحل الإبداع فى الفن، فالكاميرا تصمت عن
الحركة بدورها، ولا موسيقى على شريط الصوت. إنها نظرة الصمت التى
تقول كل شىء.
«الإنسان
الطائر»: ولكن إيناريتيو لم يحلق
بقلم سمير
فريد
٣٠/
٨/
٢٠١٤
كان عام ٢٠٠٠ مولد قرن ميلادى جديد، وكان أيضاً مولد فنان سينمائى
كبير يتمتع بمخيلة نادرة، هو المكسيكى أليخاندرو جونزاليس
إيناريتيو الذى دوى فيلمه «بابل» عام ٢٠٠٦ فى العالم كله، وأصبح من
روائع السينما فى كل العصور. وما تميز به إيناريتيو أنه عبر فى
أفلامه عن خصوصية ثقافة أمريكا اللاتينية، أو عن الواقعية السحرية
التى عرف بها ماركيز وغيره من أدباء القارة العظماء، ولكن فى
السينما.
وقد افتتح مهرجان فينسيا ٧١ بعرض أحدث أفلام إيناريتيو فى
المسابقة، وهو الفيلم الأمريكى «الإنسان الطائر» أو «فضيلة الجهل
غير المتوقعة»، خامس أفلامه الروائية الطويلة، وأحد الأفلام
المنتظرة منذ فيلمه الرابع «جميل»، الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان
عام ٢٠١٠. ومن المقرر أن يعرض الفيلم على نطاق محدود فى السوق
الأمريكية، يوم ١٧ أكتوبر، للحصول على حق التسابق على جوائز
الأوسكار، ثم يعرض على نطاق واسع فى مختلف الدول فى يناير.
المشترك بين افتتاح فينسيا هذا العام والعام الماضى، حيث عرض
الفيلم الأمريكى «جاذبية الأرض» إخراج ألفونسو كورون خارج
المسابقة، أن مخرجى كلا الفيلمين جاءا إلى هوليوود من المكسيك، وأن
مدير تصوير الفيلمين المصور الكبير إيمانويل لوبسكى. ولكن «الإنسان
الطائر» يفتقد الخيال الجامح الذى تميزت به أفلام الفنان سواء
الطويلة أم القصيرة، أو بعبارة أخرى، ورغم عنوان الفيلم، لم يحلق
فيه كما حلق فى أفلامه السابقة.
إنه فيلم هوليوودى تقليدى ليس فيه شىء من عالم الفنان الخاص عن
دنيا الممثلين فى أفلام هوليوود ومسارح برودواى، ولم يصل إلى أى
عمق إنسانى يتجاوز الحدود الأمريكية. إنه فيلم جيد بالطبع، وكل
عناصره الفنية متقنة، ولكن لا أحد يذهب لمشاهدة فيلم من إخراج
إيناريتيو، باحثاً عن الجودة أو الإتقان فى التصوير أو المونتاج،
وإنما عن فيلم كبير. والمدهش حقاً أن الفيلم عن التمثيل والممثلين،
وأضعف عناصره التمثيل. كان إيناريتيو دائماً يحلق بخياله ويطير،
ولكن الإنسان الطائر فى فيلمه الجديد هو سوبر مان!
ثمن المجد
كان «الإنسان الطائر» أول فيلم أمريكى فى مسابقة فينسيا ٢٠١٤، أما
أول فيلم فرنسى فعنوانه: «ثمن المجد» إخراج زافير بيفوا، وإن كان
العنوان الإنجليزى «ثمن الشهرة» أفضل فى التعبير عن المعنى.
لفت بيفوا الأنظار عندما أخرج فيلمه السابق «عن الآلهة والبشر»،
الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان عام ٢٠١٠، ويعتبر من أهم الأفلام
الفرنسية فى العقد الأول من القرن. إنه فيلم حقق مقولة الناقد
والمنظر أندريه بازان «من أجل أن تكون السينما الفرنسية سينما
وفرنسية». وفى فيلمه الجديد يؤكد المخرج المكانة التى اكتسبها،
ولكن بدرجة أقل، فالفيلم بدوره فرنسى تقليدى، رغم موضوعه غير
التقليدى.
ومن المعروف أن العالم يحتفل هذا العام بمرور ١٢٥ سنة على مولد
شارلى شابلن و١٠٠ سنة على مولد شخصية المتشرد التى عرف بها. وقد
اختار بيفوا أن يتذكر شابلن من خلال حادثة حقيقية وقعت عام ١٩٧٧
عندما تمت سرقة تابوت شابلن من المقبرة. وأيا كان من سرقوا التابوت
فى الحقيقة، فهم فى الفيلم من المتشردين الذين عبر عنهم شابلن كما
لم يعبر فنان آخر. وقد أرادوا فى الفيلم الحصول على فدية لحل
مشاكلهم، وفشلوا.
وكما فى «عن الآلهة والبشر» يعبر الفنان الفرنسى عن نزعته
الإنسانية من خلال الصداقة التى تربط بين بطليه إيدى المسيحى
البلجيكى وعثمان المسلم الفرنسى الجزائرى الأصل. كما يعبر عن عالم
شابلن من خلال ما يعرض فى التليفزيون عنه بعد وفاته، ومن خلال
العلاقة التى تنشأ بين إيدى ولاعبة سيرك، والسيرك من الملامح
الشابلينية المعروفة.
والفيلم مباراة فى التمثيل بين الممثل الفرنسى الكبير بينو بيلفورى
(وله فيلم آخر فى المسابقة) الذى قام بدور إيدى، والممثل الفرنسى
الجزائرى الكبير رشدى زيم الذى قام بدور عثمان. ومن المؤسف حقاً أن
تشارك نادين لبكى فى تمثيل زوجة عثمان التى تعمل خادمة فى البيوت،
فهو دور كومبارس لا يضيف إليها، ولا أحد يدرى كيف توافق على تمثيل
هذا الدور وهى ملكة فى بلادها لبنان كمخرجة وممثلة من أعلام
السينما اللبنانية والعربية.
أكبر معمر فى تاريخ السينما يعرض فيلماً جديداً فى 19 دقيقة
بقلم سمير
فريد
الأربعاء 27-08-2014
خارج مسابقة مهرجان فينسيا 71 الذى افتتح أمس 17 فيلماً طويلاً
وفيلم قصير واحد فى 19 دقيقة من البرتغال يتطلع إلى مشاهدته بشغف
هائل كل ضيوف وجمهور المهرجان أكثر من أى فيلم آخر، وعنوانه «الرجل
العجوز من بيت لحم» إخراج فنان السينما البرتغالى العالمى الكبير
مانويل دى أولفيرا، فالفنان أكبر سينمائى معمر فى تاريخ السينما،
فقد بلغ «المائة» عام 2008، ولايزال يصنع الأفلام.
خارج المسابقة أيضاً «فيلم الختام الصينى» «العصر الذهبى» إخراج آن
هيو التى ترأس لجنة تحكيم مسابقة «آفاق»، وأحدث أفلام مخرجين كبار
مثل الأمريكيين بارى ليفينسون (الإذلال)، وبيتر بوجدا نوفيتش (إنها
طريفة هكذا)، وجيمس فرانكو (الصوت والغضب) عن رواية فوكنر،
والإيطالى جابريللى سالفا توريس (إيطاليا فى يوم) والنمساوى سيدل (فى
القبو)، والإسرائيلى جيتاى (تسيلى) وهناك أيضاً الجزء الثانى من
«الشبق» إخراج فنان السينما الدنماركى العالمى الكبير لارس فون
ترير المثير للجدل فى أغلب أفلامه، وكان الجزء الأول من «الشبق» قد
عرض فى مهرجان برلين فى فبراير الماضى خارج المسابقة أيضاً، وأثار
ضجة كبيرة بجرأته فى تناول العلاقات الجنسية.
وقد شهدت السنوات الماضية زيادة ملحوظة فى الأفلام الطويلة التى
تتكون من مجموعة أفلام قصيرة لكل منها مخرج، ولكن يربط بينها موضوع
واحد. وخارج مسابقة فينسيا يعرض أحدث هذه الأفلام المكسيكى «كلمات
مع الآلهة» لـ9 مخرجين منهم الصربى أمير كوستوريتشا والأرجنتينى
هيكتور بابينكو والإيرانى الكردى باهمان جوبادى والإسرائيلى جيتاى
والهندية ميرانار وهيدو ناكاتا من اليابان.
وبرنامج «آفاق» يتكون من مسابقتين للأفلام الطويلة والقصيرة، وتضيف
مسابقة الأفلام القصيرة إلى مصادر الأفلام فى المهرجان 4 دول هى
إسبانيا ورومانيا من أوروبا وإندونيسيا من آسيا والبرازيل من
أمريكا اللاتينية. وتعرض المسابقة 13 فيلماً وفيلماً واحداً خارج
المسابقة الإيطالى «انتظار مايو» إخراج سيمون ماسى عن الأفلام
التشكيلية المعروفة فى العربية باسم التحريك. وماسى من قلائل صناع
هذا الجنس من أجناس السينما فى العالم الذين لا يستخدمون
الكمبيوتر، وإنما يرسم بيديه، وهو مصمم ملصق المهرجان.
وكما أن الفيلم العربى الطويل الوحيد فى المهرجان من الأردن («ذيب»
إخراج ناجى أبونوار) فى آفاق الأفلام الطويلة، فالفيلم العربى
القصير الوحيد من الأردن أيضاً فى آفاق الأفلام القصيرة («فى الوقت
الضائع» إخراج رامى ياسين، وهو أمر يسعد كل مهتم بالسينما العربية،
وهناك فيلم عربى وحيد فى البرامج الموازية الفلسطينى الطويل «فيلا
توما» إخراج سها عراف فى برنامج «أسبوع النقاد».. ومن مصر هناك
مشروع فيلم «عندى صورة» إخراج محمد زيدان فى ورشة «قبل المونتاج
الأخير».
اليوم يبدأ مهرجان فينيسيا.. و«الإنسان الطائر» فى الافتتاح
والمسابقة
بقلم سمير
فريد
٢٧/
٨/
٢٠١٤
يبدأ اليوم فى جزيرة الليدو، وهى إحدى جزر فينسيا ذات الشوارع
المائية الفريدة حيث التاكسيات قوارب، مهرجانها السينمائى الدولى
المعروف باسم «الموشرا» أى المعرض بالإيطالية، وفيلم الافتتاح
الأمريكى «الإنسان الطائر، أو فضيلة الجهل غير المتوقعة» إخراج
اليخاندرو جونزاليس إينارتييو الذى يعتبر من كبار فنانى السينما
المعاصرة فى العالم فى العقد الأول من القرن الجديد.
المتعارف عليه أن يكون فيلم الافتتاح خارج المسابقة، والاستثناء أن
يعرض فيها، وهذا العام يعرض فيلم إينارتييو المنتظر منذ يناير فى
المسابقة مع ١٩ فيلماً. وفيما يلى قائمة أفلام المسابقة كما اعتدنا
مع القارئ فى نشر قوائم المسابقات الكبرى باعتبارها من أهم أفلام
العالم:
■
الولايات المتحدة الأمريكية
- ما نجلهورن إخراج ديفيد جوردون جرين
- قتل جيد إخراج أندرو نيكول
- ٩٩ منزلاً إخراج رامين بحرانى
- بازولينى إخراج آبل فيرارا
■
فرنسا
- ثلاثة قلوب إخراج جاك بينو
- ثمن المجد إخراج زافير بيفوا
- بعيداً عن الرجال إخراج ديفيد أولوفين
- ضربة المطرقة الأخيرة إخراج ألكس ديلابورت
■
إيطاليا
- روعة الشباب إخراج ماريو مارتونى
- قلوب جائعة إخراج سافيريو كوستانزو
- النفوس المظلمة إخراج فرانشسكو مونزوى
■
روسيا
- ليالى ساعى البريد البيضاء إخراج أندريه كونتشالوفسكى
■
ألمانيا
- القطع إخراج فاتح أكلين.
■
السويد
- حمامة تقف فوق غصن شجرة تفكر فى الوجود إخراج روى أندرسون
■
الدنمارك
- نظرة الصمت إخراج كوشوا أوبنهايمر
■
الصين
- فقدان الذاكرة الحمراء إخراج وانج زيا شواى
■
اليابان
- حرائق السهل إخراج شينيا تسو كاموتو
■
تركيا
- سيفاس إخراج كان موجيسى
■
إيران
- حكايات إخراج راكشان بنى اعتماد
وأكثر الأفلام المنتظرة فى هذه القائمة فيلم روى أندرسون المنتظر
منذ سنوات، وهو من المبدعين الكبار المعروفين بقلة عدد أفلامهم مثل
تيرانس ماليك، وكذلك أفلام فاتح أكلين ومارتونى وبيفوا وشواى
وكونتشالوفسكى وفنان السينما التسجيلية الكبير جوشوا أوبنهايمر،
فضلاً عن اكتشافات مسابقة فينسيا ٢٠١٤ سواء من أفلام الأسماء
الراسخة أو غير المعروفة على نطاق واسع، والمسابقة مزيج بارع منها.
غداً افتتاح فينيسيا ٧١ أعرق مهرجانات السينما الدولية فى العالم
بقلم سمير
فريد
غداً يفتتح مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى ٧١، والذى يستمر حتى ٦
سبتمبر، حيث تعلن جوائزه فى حفل الختام.
فى البدء كانت مسابقة الأوسكار عام ١٩٢٧ والمستمرة حتى اليوم عندما
أصبحت السينما صناعة كبيرة، وأصبح من الضرورى وجود مسابقة لتصفية
الإنتاج واختيار الأفضل، ورغم أن الأوسكار مسابقة للأفلام
الأمريكية أساساً، إلا أن قوة السينما الأمريكية على كل المستويات،
وهى الأقوى فى العالم من دون جدال، جعلت جائزة الأوسكار أشهر وأهم
جوائز السينما.
وفى خضم الصراع السياسى بين الفاشية والشيوعية بعد الحرب العالمية
الثانية، بدأ مهرجان فينيسيا عام ١٩٣٢ فى إيطاليا الفاشية بقيادة
موسولينى، وكان الرد فى مهرجان موسكو عام ١٩٣٥ فى روسيا الشيوعية
بقيادة ستالين، وأرادت فرنسا إقامة مهرجان «كان» عام ١٩٣٩ ليعبر عن
الديمقراطية ضد الأنظمة الشمولية سواء الفاشية أم الشيوعية، وتقرر
افتتاح كان الأول يوم أول سبتمبر، ولكن الحرب العالمية الثانية
اندلعت فى نفس اليوم، فلم ينعقد المهرجان، وبعد نهاية الحرب بدأ
مهرجان كان من جديد عام ١٩٤٦، وأصبح سيد مهرجانات السينما الدولية،
ولكن ظل فينيسيا ولايزال منافساً قوياً بعد أن بدأ من جديد بعد
الحرب، وتحول إيطاليا من النظام الفاشى إلى النظام الديمقراطى.
ومثل مهرجان كان، ولأن الغرض الأصلى تصفية الإنتاج السينمائى
واختيار الأفضل، أى الكيف لا الكم، لا يتجاوز عدد الأفلام الطويلة
الجديدة مائة فيلم، سواء فى برنامج المهرجان أو البرامج الموازية.
ويعرض مهرجان فينيسيا ٧١ هذا العام ٥٥ فيلماً طويلاً، منها ٥٤
عرضاً عالمياً أول وفيلم واحد عرضاً دولياً أول، أى خارج بلد منشأ
الإنتاج، ففى المسابقة ٢٠ فيلماً وخارج المسابقة ١٧ فيلماً، وفى
مسابقة آفاق ١٨ فيلماً، وموضوع التنافس بين المهرجانات كمية ونوعية
العروض العالمية الأولى.
وهذه الأفلام من ٢١ دولة من دول العالم، ١١ فى المسابقة هى
الولايات المتحدة من أمريكا الشمالية وفرنسا وإيطاليا وروسيا
وألمانيا والسويد والدنمارك من أوروبا، والصين واليابان وتركيا
وإيران من آسيا، ويضيف برنامج خارج المسابقة بريطانيا والنمسا من
أوروبا، وكوريا الجنوبية وإسرائيل من آسيا، والمكسيك من أمريكا
اللاتينية، وتضيف مسابقة آفاق جورجيا وكرواتيا من أوروبا، والهند
وأذربيجان والأردن من آسيا، وهى الدولة العربية الوحيدة المشتركة
فى المهرجان.
وعلى عكس المعتاد فى الإعلام العربى، حيث يعتبر عدد الأفلام وعدد
الدول التى تأتى منها من مقاييس النجاح، فالحقيقة أن الرقم الذى
يعتد به هو عدد الأفلام التى تقدمت للاشتراك، وقد تم اختيار الـ٥٥
فيلماً فى فينيسيا ٢٠١٤، من بين ألف و٦٠٠ فيلم تقدمت للاشتراك. |