من توقيع الأخوين داردان
فيلم «يومان وليلة»
تحفة سينمائية عن أزمات البطالة في أوروبا
عبدالستار ناجي
فيلم في منتهى البساطة.. امرأة يتم ابلاغها بانه سيتم فصلها وان
القرار سيتم التصويت عليه خلال يومين من قبل مجموعة من العاملين
معها. ويبدا تحرك تلك المرأة التي تعاني اصلا ازمات اقتصادية وعبء
الاسرة بالاشتراك مع زوجها. وتبدأ محاولات المرأة على مدى يومين
وليلة من اجل اقناع زملائها من العاملين معها للبقاء في عملها.
هكذا هو المحور العام للفيلم البلجيكي
«يومان
وليلة»للاخوين
جان بيير ولوك داردان اللذين يقدمان تحفه سينمائية سخية بالمضامين
والقيم الكبرى. الم امرأة وعذاباتها وهي تتبلغ بقرار سيتخذ لفصلها
من العمل لاسباب اقتصادية بحتة تمر بها الشركة.
حكاية
«ساندرا
ماريون كوتيار»تبلغ
بقرار قريب للفصل.. تتفاعل معها احدى صديقاتها في العمل بالاضافة
الى زوجها
«مانو»فابريزيو
رونجوين ويبدأ التحرك من اجل استثمار الوقت المتبقي لاقناع عدد من
اعضاء اللجنة المناطة بالقرار.
عبر تلك الرحلة التي تبدو في ظاهرها بسيطة الا انها تكشف معاناة
امرأة والم متجمع يرزح تحت الضغوط المالية الصعبة التي تواجه
المجتمع الاوروبي بكامله. ومع كل شخصية تلتقي بها هناك حكاية والم
ودلالات. فاحدهم يرفض التعاون لانه يريد ان يحصل على عوائد اضافية
واخر يضحي من اجل ان تبقى المرأة تعمل وكم من الحكايات والدهاليز
والصراع المادي الذي يطحن الفقراء وايضا التهديدات بعدم تجديد
العقود اذا ما تم التصويت لصالح المرأة.
كم من الحكايات التي تدهشنا بشفافيتها العالية. حول الظروف
الاقتصادية التي تحيط بالعمالة في اوروبا ولربما العالم.
وتمر الاحداث بايقاع متسارع وكي تتحمل ساندرا تلك الضغوط تبدأ
بالتهام الادوية الحبة تلو الاخرى حتى تصل الى مرحلة الانتحار
والانهيار بعد ان وصلت الى ابواب مسدودة رغم بعض الدعم. في اللحظة
التي تبدأ بها بالانهيار تأتيها الاخبار عن دعم اكثر من عامل ولهذا
تضطر الى دخول المستشفى لاجراء الفحوصات وانقاذها من كمية الحبوب
التي التهمتها.
وفي صباح يوم الاثنين ينتهي التصويت بالتعادل ثمانية ضد ثمانية وهو
امر لا ينقذها فقد كان المطلوب الاغلبية. لتبدأ بشكر من وقف معها
والتحضير لاخذ حاجياتها والانصراف. عندها يطلب المدير لقاءها
واخبارها انه سيبقيها على عقد خاص وانه خلال فترة قصيرة سيتم تجديد
وانهاء عدد من العقود عندها يمكن ان تعود بشكل رسمي ولكنها ترفض
لانها لا تريد ان تتسبب في تعاسة والم والاخرين كما فعل معها عدد
من زملائها الذين ظل تفكيرهم ذا بعد مادي بحت.وتخرج من مكتب المدير
لتبدأ حياة جديدة.. بعد ان كنا قد طفنا في فضاء من الحكايات
والجحورات التي يحاول البعض تبرير سلوكهم المادي حتى لو كان ذلك
على حساب الم وتعاسة الاخرين وبالذات صديقتهم ساندرا التي عرفت
بالتزامها وتضحياتها الكبيرة للاخرين حيث يشيد اكثر من صديق بهذا
الجانب.
ورغم خروجها خاسرة في نهاية الفيلم الا انها كسبت تطوير علاقتها مع
زوجها اولا واسرتها ثانيا وعدد من زملائها الذين وقفوا الى جوارها
من بينهم شخصيات ذات دلالة عربية واسلامية من المهاجرين او ذي
الاصول العربية والذين يتعاطفون معها رغم ظروفهم الحياتية والمادية
القاسية..
ممثلة من الطراز الاول تلعب الشخصية وتجعلنا اسرى ادائها العالي
وتفهمها واستيعابها للشخصية التي بين يديها وهي شخصية ثرية
بالتفاعلات والمضامين. ماريون كوتيار تذهب بعيدا في تقديم مفردات
الشخصية ودلالاتها ومضامينها الانسانية والاجتماعية والضغوط
الاقتصادية التي تداهمها فتجعلها وسط عاصفة من التفاعلات والالم
المطلق الذي يوصلها حد الانتحار.
كتابة الفيلم هي البساطة في تداعي الاحداث وتطورها بلا مبالغة وبلا
حذلقة سينمائية وهكذا هو نهج الاخوين داردان مشيرين هنا الى ان هذا
الثنائي كانا قد فازا بالسعفة الذهبية مرتين وهما يحققان انجازا
سينمائيا صعبا وبعيدا.
الأخوان داردان بدأ مشوارهما في فيلم فلاش 1987 ولكن نقطة التحول
كانت مع فيلم
«روزيتا»1999
وعنه فازا بالسعفة الاولى ثم فيلم
«الابنس
لتأتي السعفة الثانية وتتواصل الاعمال مع عدد اخر من الاعمال التي
هي في حقيقة الامر تحف سينمائية كبيرة.
فيلم كبير عن اوروبا ولكن عبر صياغة تبدو للوهلة الاولى بسيطة
بينما هي في حقيقة الامر البساطة الصعبة المنال. البساطة التي تفجر
القضايا وتجعلنا في اتون من الاحداثيات والالم والتعب الانساني.
اوروبا امام الازمة وان الضحية هو الانسان الاوروبي على وجه الخصوص
والذي راح يتساقط الواحد تلو الاخر.
سينما الانسان.. سينما الالم.. سينما الحياة هي تلك التي يقدمها
الأخوان دارادن من بلجيكا. وهذه المرة يذهبان بعيدا باختيارهما
النجمة الفرنسية ماريون كوتيار التي تبدو مستعدة لحصد أكبر عدد من
الجوائز تضاف الى اوسكار افضل ممثلة الذي حصلت عليه عن فيلم
«الحياة
الوردية».
ويبقى ان نقول.. فيلم
«يومان
وليلة»للاخوين
داردان سينما تصرخ انقذوا الانسان من الازمات الاقتصادية التي تخنق
اوروبا.
من إخراج الأميركي بينيت ميلر
«صيد
الثعالب».. عن هيمنة المال على الرياضة
عبدالستار ناجي
يسأل المخرج الاميركي بينيت ميلر عن اثر هيمنة المال على الرياضة.
بالذات المال غير الواعي لما يقوم به من تصرفات اثر تضخم الذات
والاعتقاد بان المال يفعل كل شيء.
عبر ذلك المحور البالغ الحساسية تأتي احداثيات فيلم
«صيد
الثعالب»او
«فوكس
كاتشر»الذي
عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته
السابعة والستين. حيث يعتمد الفعل الروائي للفيلم على قصة حقيقية
كتب لها السيناريو كرستين غور واي ماكس فري ودان فيترمان. تنطلق
الحكاية بعد فوز الاخوين مارك ودافي بالميدالية الذهبية للمصارعة
في اولمبياد 1984 تبدأ التحضيرات لاولمبياد سيوول عندها يأتي احد
الاثرياء لتقديم عرض لمارك للانضمام الى فريق
«صيد
الثعالب»ويوفق
امام الاغراءات المالية الا ان شقيقه دافي يرفض.
وسرعان ما يغرق مارك في عوالم ذلك الثري المدعي الذي يفهم في كل
شيء وهو دون ذلك بمسافة كبيرة. فهو العالم وهو المفكر وهو الباحث
والعبقري وايضا اللاعب الفذ.. كل ذلك لانه يبذل المال دونما حساب.
ولكنه يظل يفكر في الحصول على خدمات الشقيق الاخر بعد ان رفض العرض
الاول فهو يريده مدربا للحصول على الميداليات والجوائز. وينال ما
يريد مقابل عرض سخي اخر. كل ذلك ليصبح هو المدرب الاعلى لفريق
المصارعة والذي سيمثل الولايات المتحدة في اولمبياد سيوول.خصوصا
بعد ان تبرع بنصف مليون دولار لاتحاد المصارعة الاميركي. شيء من
الغرور ومن تضخم الذات والرغبة في الظهور امام الكاميرات والاضواء
تحرك ذلك الثري الذي يتصور نفسه فوق كل شيء ويعمل على استحواذ كل
شيء ولكن النتيجة معروفة سلفا. فكل شيء بالنسبة له مجرد لعبة يلهو
بها حينا ليتركها الى لعبة اخرى.. وهنا تسوء علاقته مع مارك.. ثم
لاحقا مارك وبعد نهاية الاولمبياد والخروج بدون حصاد يقوم باغتيال
دافي لانه لم يستطع ان يحقق له اي انجاز...
ينتهي الفيلم الى كارثة.. اغتيال دافي وخسارة مارك ودخول الثري الى
السجن بعد ان فشل في تحقيق اي شيء مقابل انجازات اسرته التي اورثته
المال ولم يحافظ عليه. لشخصية مارك كان هناك النجم الاسترالي
شايننج تاتوم الذي شاهدناه من ذي قبل في عدة افلام ومنها
«افاتار».
ولدور دافي
«مارك
روفالو»الذي
تميز في تجسيد الشخصية بكل تفاصيلها الانسانية والجسدية ولدور
الثري جون دي بون
«ستيف
كارول»الذي
ذهب بعيدا هو الاخر في تقمص شخصية الثري الذي يبدي غير ما يبطن من
احاسيس ومشاعر والذي يسخر ثروته للبروز والنجومية والشهرة حتى لو
اوصله ذلك الى الجنون والجريمة.
المال الغبي يدمر كل شيء بالذات الرياضة التي يحاول البعض القفز من
خلالها الى النجومية والأضواء والشهرة بعد ان يستحوذ على كل شيء
ولكن حينما لا يحصد اي شيء يدمر كل شيء انه جنون العظمة والشهرة
والغرور المطلق. فيلم ثري وان كان طويلا ومشبعا بمشاهد التمرينات
الرياضية والمباريات في العديد من الدورات والبطولات الرياضية.
فيلم يظل يعطي الاشارات منذ اللحظة الاولى الى النهايات التي سيخلص
اليها الفيلم وهي ان المال الغبي يورث الدمار والكارثة.
«كان»
حكايات وأخبار
عبدالستار ناجي
-
وصل الى كان المخرج البريطاني كين لوش حيث سيعرض آخر افلامه في
الايام المقبلة عن حياة المناضل البريطاني جيمي هيل.
-
استقبل فيلم اليابانية نعومي قواسي «لايزال الماء» بحفاوة كبيرة
واضطرت للوقوف لأكثر من ربع ساعة امام تصفيق الحضور
-
يشهد الجناح القطري في قصر المهرجان حضورا متزايدا من قبل كبار
المنتجين والموزعين العالميين ودائما في استقبالهم عبدالعزيز
الخاطر.
-
أكد نور الدين صايل مدير مهرجان مراكش ان المهرجان سيقام في موعده
وان الدورة المقبلة ستشهد حضورا سينمائيا دوليا رفيع المستوى.
-
تجري الاستعدادات في المنامة لاقامة مهرجان سينمائي دولي تتمحور
دورته الاولى حول سينما البحر وسيقام في نهاية فبراير المقبل.
-
بدأت جميع الصحف التي تصدر هنا في كان بتقديم ترشيحات اولية عن اهم
المرشحين للسعفة الذهبية وفي المقدمة دائما الفيلم التركي «البيات
الشتوي» لنوري جيلان.
-
عادت الشمس من جديد الى كان بعد ثلاثة ايام عاصفة وممطرة اضطرت
الجميع لرفع المظلات امام هجوم المطر.
-
عدد من السينمائيين العرب يحرصون على التواجد في الجناح المصري
الذي تقيمه وزارة السياحة المصرية وتديره السيدة سهير عبدالقادر
المديرة السابقة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. |