كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

خان يولد من جديد!

طارق الشناوي

عن محمد خان وفيلمه الجديد «فتاة المصنع»

   
 
 
 
 

كان الألم حاضرًا وبقوة فى فيلم «فتاة المصنع» ورغم ذلك كانت السخرية وإرادة المقاومة هى المسيطرة، الفيلم يُشبه روح سعاد حسنى التى أهدى إليها المخرج محمد خان فيلمه، انتهت حياتها بمأساة ليس مهمًّا إذا كانت انتحرت أم قُتلت، ورغم ذلك فإن ما يتبقى من سعاد ليس الدموع ولكن «الدنيا ربيع والجو بديع قفّل لى على كل المواضيع».

عشنا حالة فنية مختلفة مع أغانى سعاد التى لم تكن لسان حال البطلة، ولكنها الموجة التى ضبطها المخرج لتصبح شفرة التواصل التى نُطل بها على الشريط السينمائى.

كأننا أمام مخرج فى عز شبابه وجنوحه وجموحه وجنونه، هكذا رأيت خان فى «فتاة المصنع» يجدد مرة أخرى شباب خان، الفيلم ينتمى بقوة إلى عالمه الخاص، ولكنه فى نفس اللحظة يرقص سينمائيًّا على إيقاع هذا الزمن، به وقار يليق بكهل فى السبعين بقدر ما به من «روشنة» لا يفعلها سوى شاب فى العشرين.

لا يوجد لدى المخرج شخصيات ولا أحداث معلبة، كل شىء طازج بنار الفرن، هناك حالة من الانسيابية فى التتابع ،أرى دائمًا أن الإبداع هو الشباب، لا يوجد فنان كهل أو طاعن فى العمر، السنوات تمضى وكلنا نكبر ويترك الزمن بصمته ويخصم الكثير من قوانا الطبيعية، ولكن الفنان إذا ظهرت على ملامحه الإبداعية علامات الشيخوخة وتجاعيد الزمن عليه أن يترجل، وخان أراه فى «فتاة المصنع» فى عز شبابه.

هناك حالة من المزج اللا شعورى مع سعاد حسنى، ليست أغنياتها ولا صوتها أو حياتها وأفلامها، خصوصا «السفيرة عزيزة»، لكنها الروح التى عليها الفيلم ثم ما يلبس بين الحين والآخر أن يحلق بنا فى أجواء كلثومية، ليصبح صوتها بمثابة آلة شجية تقدم تنويعة على نفس النغمة.

للكاتبة وسام سليمان منذ أن رأيتها فى فيلمها الأول «أحلى الأوقات» لهالة خليل بصمة خاصة تؤكد دائمًا أن الحياة سوف تستمر، وأن الهزيمة ليست فى أن تخسر جولة، ولكن أن تستسلم وتفقد إصرارك على البقاء، وهكذا دائمًا أرى أبطالها منتصرين حتى ولو كانوا بحساب الورقة والقلم خاسرين، طزاجة التناول هو عنوانها.

أبطال «فتاة المصنع» يشكلون الأغلبية بين المصريين، حتى البيت الثرى الذى تذهب إليه بطلة الفيلم «ياسمين رئيس»، لمساعدة خالتها «سلوى محمد على» فى تنظيفه، لا يعنينا فى شىء، هو فقط وسيلة لرزق إضافى، فارس أحلامها «هانى عادل» واحد من الفقراء حتى لا يدخلنا الفيلم فى صراع آخر ليس قضيته. حتى مشهد الانتحار هو ليس انتحارًا.

تذكَّروا نهاية سعاد حسنى التى تعددت فيها الدوافع والأسباب، البطلة تابعت حبيبها فى الحارة بعد أن أخذوه عنوة ليعقد قرانه عليها، ولم تتحمل المشهد وأمسكت بالسور الخشبى للشرفة فوقع بها ولم ينقذها من الموت سوى حبل غسيل الجيران، كل الفقراء فى الفيلم بمن فيهم البطلة ليسوا ناصعى البياض، ولكنهم لديهم الحرص على الحياة والرغبة والشرف والجدعنة والنخوة، بالإضافة إلى الخيانة والطمع، وكلهم ينتظرون يد الإله وهى تحنو عليهم فى اللحظات المصيرية.

هل تلك هى حكاية الفيلم؟ إنها مثل كل الحكايات ولكنها أيضًا ليست مثل كل الحكايات.

الفتاة الفقيرة «نادين رئيس»، التى تخشى من وصولها إلى رقم 21 من عمرها، والذى يعنى مبادئ العنوسة فى مجتمع يترقب دائمًا لحظة الزواج التى تعنى الحماية للمرأة وإخراس كل الألسنة. والتتابع الذى نعرفه كلنا من قبل أن نراه فهى تحب شابًّا وسيمًا «هانى عادل»، تتمتع بروح إيجابية فى مطاردة الحبيب ويهرب منها بعد قُبلة عابرة، وتُتهم بأنها قد فرطت فى عرضها وتنتهى الأحداث بأن ترقص فى يوم فرحه بعد أن يكتشف أهل الحارة أنها أبدًا لم تفقد عذريتها، مثلما رقصت سعاد حسنى فى «زوزو» ولكنها ليست الفيلم، ما وراءها هو الفيلم.

أرى المرأة الإيجابية التى تسعى لتحقيق حلمها ولا تنتظر أن يأتى فارس الأحلام يطرق الباب، تطرق هى الباب، الحارة المصرية الساحرة بكل التفاصيل اختارت عين محمد خان من الواقع المصرى، دلالاته الحياتية، وكلماته، وروحه، ومع رسم متقن للإضاءة لفنان يصعد بقوة مدير التصوير محمود لطفى، الحالة الإبداعية ليست أن تصور فى الواقع، ولكن أن تنقل روح الواقع، خفة الظل فى اختيار كلمات الأغنيات المعبرة ليست عن الحدث، ولكن الأهم الإحساس العام بالشخصية والموقف.

تضافرت العناصر الفنية «مونتاج وإنتاج دينا فاروق، وموسيقى جورج كازازيان»، ويحصل المخرج من ممثليه على درجة عالية جدًّا من الطبيعية، خصوصا هانى عادل وسلوى محمد على وسلوى خطاب، والوجه الجديد ابتهال الصريطى، الأدوار الصغيرة وحتى الكومبارس، الكل على الشاشة يسهم فى تعميق هذا الإحساس.

ويبقى رهان المخرج الصائب على الممثلة ياسمين رئيس، وجه يملك حضورًا وتلقائية تصل للذروة، تفجرت موهبتها، امتلأت بالشخصية فنضحت على ملامحها وروحها بحضور طاغٍ يستحيل نسيانه.

هذا الفيلم لا يثبت فقط أن السينما المصرية بخير، ولكن أن مصر بخير!

التحرير المصرية في

08.12.2013

 

«عمر» لافتتاح مهرجان دبي السينمائي..

تشابكات «فتاة المصنع».. انقلاب ضد السلطات القائمة

نديم جرجورة 

لم يكن اختيار "عمر"، الفيلم الروائي الطويل الجديد للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، لافتتاح الدورة العاشرة (6 ـ 14 كانون الأول 2013) لـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي"، عادياً. فالفيلم، المدعوم بمنحة من "صندوق إنجاز" التابع للمهرجان، يُشكّل لحظة تأمّل في المسار المهني لصاحبه. والمضمون يعكس حرفية لافتة للانتباه في الكتابة والتنفيذ، ويخترق بواطن لا يزال البعض يعتبرها من المحرّمات، على مستوى مناقشتها وتحليلها والإضاءة عليها. والمهرجان، الذي يحتفل بعيده العاشر، وجد في "عمر" نوعاً من واجهة تعكس صدق طموحاته السينمائية، التي يُمكن القول إن أبرزها دعم السينما العربية الجادّة والسجالية والجميلة.

يأتي "عمر"، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة ببرنامج "نظرة ما" في الدورة الـ66 (15 ـ 26 أيار 2013) لمهرجان "كانّ" السينمائي، في زمن انقلابات وارتباكات عربية، من دون أن يقترب من التحوّل الراهن في البيئة الاجتماعية والسياسية والإنسانية والحياتية العربية. المقصود بظهور "عمر" في زمن انقلابات وارتباكات عربية كامنٌ في أن اللحظة تستدعي مزيداً من التأمّل في الأحوال الداخلية المحضة، المتعلّقة بسلوك المجتمعات العربية، وبحكايات أفرادها، وبمصائرهم المعلّقة أمام أصعب تحدّيات وأخطرها. هاني أبو أسعد يدخل، مجدّداً، عالماً معقّداً من التفاصيل الصغيرة التي تصنع حياة، وتبني مشاعر، وتدفع إلى البوح والقول والتعبير. وإذا كان "الجنّة الآن" (2005)، الفائز بجائزة "غولدن غلوب" في فئة أفضل فيلم أجنبي في دورة العام 2006، حاول أن يُفكّك التشابك الفلسطيني بين بؤس الواقع، وانسداد الأفق، والذهاب إلى الموت بتفجير الذات (هل هي عمليات استشهادية أو انتحارية؟)، ومعنى الذاكرة الفردية المرتبطة بالتعامل مع المحتلّ الإسرائيلي (والد إحدى الشخصيتين الرئيستين تعامل مع غسرائيل فقتله فلسطينيون)، فإن "عمر" يقترب من الأسئلة نفسها تقريباً، لكن بطريقة مختلفة: ثلاثة أصدقاء منذ الطفولة يواجهون شقاء منبثقاً من قسوة الاحتلال. عمر (آدم بكري)، الشخصية الرئيسة، يُغرم بشقيقة صديقه، بينما أحد هؤلاء الثلاثة يُحبّها. التشابك، هنا، حاصلٌ بين أمور عديدة: الحب/ العشق، الصداقة واصطدامها بالأنانية والخبث والخديعة، مقاومة المحتلّ، القتل، التغلّب على الجرح الفردي من أجل تفعيل صداقة بات واضحاً أنها "نُحرت" بسبب أنانية فرد، ووضع آخر في موضع الاتهام بالتعامل مع الإسرائيليين. يحتاج تفسير هذه المسائل كلّها إلى قراءة نقدية مستقلّة لفيلم متماسك البناء الدرامي والجمالي والفني والحكائي، ولمضمون سلس في سرده الحكايات المتداخلة في أطر تُعرّي شيئاً من الواقع اليومي. لكن، يُمكن القول، باختصار، إن "عُمر" أحد أجمل الأفلام الفلسطينية العربية التي تثير متعة المُشاهدة، على الرغم من قسوة الحكايات، والتي تحرّض على نقاش مفتوح على الاحتمالات كلّها.

الفيلم العربي الثاني الذي يُثير متعة والمُشاهدة التحريض على النقاش النقدي أيضاً، يحمل عنوان "فتاة المصنع" للمصري محمد خان. جديد خان يُشارك في "مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة" في "مهرجان دبي العاشر". يُشارك أساساً في التزام سينما خان واقعاً اجتماعياً وإنسانياً، ينطلق من قصص فردية في الحارات أو الطبقات "الأعلى"مرتبة، كي يروي مصائر أناس وتحوّلات أزمنة وأمكنة. "فتاة المصنع" مبنيٌّ على تورّط الجماعة في تزمّتها الصارم أمام أخلاقيات وضعتها بنفسها لتحمي ركاكتها وفراغها الروحي وخداعها نفسها. أو ربما لتحمي وهمها بأنها الأفضل والأحسن. هيام (ياسمين رئيس) تعمل في مصنع للألبسة، كفتيات ونساء كثيرات في إحدى عشوائيات القاهرة. مُعجبة هي بالمهندس المُشرف على العمل (هاني عادل) إلى درجة الهيام به. لكن صرامة السلوك الحياتي حوّلت مسألة بيولوجية بحتة لدى هيام إلى "جريمة" يجب أن تُعاقَب عليها. تتعقّد المسائل، لكن الفيلم يفضح ويُعرّي ويضع أصابع عديدة على جراح مجتمع وجد نفسه، ذات لحظة، أمام "انقلاب" فعلي ضد أنماط السلطات القائمة.

السفير اللبنانية في

09.12.2013

 

«فتاة المصنع» يجسد أقدار فريقه مع الفيلم المستقل في مصر 

أبرزت مناقشات المؤتمر الصحافي، المتعلقة بالفيلم المصري" فتاة المصنع" للمخرج محمد خان، صباح أمس، أهم أشكال المنظومة التفاعلية للقائمين على الفيلم، وتحديداً فريق العمل، المشارك في المؤتمر ..

والذي اعتبر الفيلم قد جسد شغفه وتضحياته وأقداره مع الفن السابع ولاسيما الفيلم المستقل في مصر، مبيناً خان أنه بحث في "فتاة المصنع" عن تحرير المرأة وجدانياً، معلناً من صوت الراحلة سعاد حسني، إحياءً لذكراها المتجذرة في قلوب الفتيات، وعن محبة شخصية يكنها لها، مضيفاً: إن عدد الفتيات المتقدمات لـ (كاستنق) الفيلم وصل إلى نحو 200 فتاة، واصفاً دعم "دبي السينمائي" للفيلم بالعلاقة غير الشرعية، المحملة بأبعاد المحبة للسينما والإيمان المتبادل بينه وبين المهرجان بالصناعة.

آراء الصحافيين

عودة موسيقيين يعملون في مجال تصميم الموسيقى التصويرية، والاطلاع على الطبقية بين فئات المجتمع، ودافع الحب في تشكيل العلاقات، إضافة إلى المغامرة والتجربة الجديدة للممثلين، أبرزها ما أقدمت عليه الممثلة ياسمين رئيس من قص شعرها، سعياً منها لتوسد صدق الشخصية في الفيلم، جميعها محاور ساهم الفيلم في بلورتها بحسب آراء الصحافيين..

وتناولها الممثلون المشاركون في المؤتمر وهم: ياسمين رئيس، محمد سمير، هاني عادل، والسينارست وسام سليمان، إلى جانب مخرج الفيلم، حيث أدار المؤتمر السينمائي عرفان الرشيد.

بدأ التفاعل الصحافي مع اللقاء من خلال اعتبار خان أن الفيلم نموذج لقصة حب، آمن بها، عبر الشروع في تحليل مسألة الطبقات الاجتماعية، وعمدت من خلالها الكاتبة وسام للعيش لمدة تقارب 7 أيام في مصنع للملابس، لمعايشة لغة الأماكن والأشخاص..

وتحويلها إلى مشهدية سينمائية، أكد خان أنه اهتم بالموسيقى، حضوراً لصوت الجاز، بدل الاكتفاء بالناي، مؤمناً أن الفيلم يحمل لغة عالمية، لا تمس المشاهد العربي، وإنما الصيني كذلك، وجاء الأخير رداً على سؤال إحدى الصحفيات الصينيات عن إمكانية مواجهة صعوبات في التوزيع، مضيفا خان أن اختيار الممثلين حدث ضمن أقدار الاحترافية ورغبته الشخصية في اختيارهم.

صنّاع الشغف

أما الممثل محمد سمير، فاعتبر "فتاة المصنع" مغامرة، لم يتوقع أن يتولى إنتاجها، بعد 12 سنة من العمل "مونتيراً"، قائلاً: "كنت في السابق أعتقد أنه يجب أن تتنازل عن بعض من مبادئك، في السينما، بعدها اكتشفت أن هناك سينما مختلفة ومستقلة..

وفعلياً حبي لصناعة الأفلام، عززه الشغف الذي قدمه محمد خان، كمخرج ملهم، تسبب في تجسيد حراك الطاقة بدواخلنا، والإيمان بالتجربة، باعتبار أن مصر تمثل تاريخاً سينمائياً عربياً طويلاً ". واعتبرت ياسمين رئيس أن تضحيتها بشعرها تمثل جزءاً من إيمانها بأزلية الفيلم، كون الحياة الفنية للممثلين معرضة للتوقف، أما السينما والصورة تحديداً وصناعة مصداقيتها هي من ستظل للتاريخ والفن.

مصداقية

حول السيناريو، أكدت وسام سليمان أن الكتابة بعد الأحداث الأخيرة في مصر أصبحت أصعب، خاصة بعد موجة الحس التجاري في السينما المصرية، إلا أنه باعتقادها يظل الخيار لدى الكاتب في توجهاته وتعاونه. ولقد اندلعت بذرة الفكرة مع خان عام 2005، ولفتتها وجذبتها، قائلةً: "صحيح عايشت الحالة ما يقارب أسبوعاً في مصنع حقيقي للملابس، وتوقفت بعدها سنة، وآمنت أنه إذا كان شيئاً أصيلا في داخلي، فسوف يأتيني الإلهام واستمر، وفعلاً تحقق ذلك". وبالنسبة للممثل هاني عادل فإنه لم يتوقع استمراره في عالم التمثيل، وأنه سيكتفي بالموسيقى كحالة فنية مرتبطة به.

علاقة قوية

جاء إعلان المخرج محمد خان لطبيعة علاقته مع مهرجان دبي السينمائي الدولي بالصفة غير الشرعية، رداً على سؤال الصحافة في ماهية دور دعم المهرجان للفيلم، تأكيداً من المخرج بعمق التلاحم النوعي بين الطرفين، ودوره في تنشيط التلاقي والتفاهم السينمائي العربي بين المنصات الاستثمارية وصناع الأفلام.

البيان الإماراتية في

09.12.2013

 

"فتاة المصنع".. خان في حب بنات مصر

لمياء راضي - دبي - سكاي نيوز عربية 

كيف للحب الجميل أن يعيش ويزدهر، وكيف للبنات في سن العشرين أن تتحقق أحلامهن البسيطة وسط قبح وفقر عشوائيات مصر التي تسلب الناس روحهم وتنهك أبدانهم، هذا هو لب فيلم المخرج المصري المخضرم محمد خان "فتاة المصنع" الذي تم عرضه العالمي الأول مساء الأحد في مهرجان دبي السينمائي.

أدت ياسمين رئيس بجدارة ودون تكلف دور هيام "فتاة المصنع" التي تقع في حب صلاح، الذي يقوم بدوره هاني عادل، المشرف على مصنع الملابس الذي تعمل فيه معظم فتيات شارعها الضيق الواقع في إحدى مناطق القاهرة العشوائية.

وينجذب صلاح إليها لكنه مثل عائلته ينظر إليها على أنها من طبقة أدنى منه على الرغم من أنه ليس أيسر منها حالا إلا بدرجة بسيطة.

فتستسلم هيام لغرامها ولحلمها بهذا الشاب رغم الفوارق مما يجعلها تواجه اتهامات زميلاتها وجزء من عائلتها بأنها "وقعت في المحظور" والتي يصدقها حبيبها نفسه.

لكن هيام على صغر سنها ورهافة جسدها تجد في داخلها القوة لمواجهة مجتمعها رغم القسوة والظلم التي تجدهم منه، بل أنها تتغلب على حبها نفسه عندما ترفض الزواج من الحبيب الذي خذلها عندما يحاول أهلها تزويجه لها رغما عن رغبته "درءا للفضيحة". وترقص هيام في النهاية رقصة النصر على أنغام أم كلثوم.

يقول خان "لقد صنعت فيلما عن قصة حب يظهر الطبقية حتى بين الطبقات الفقيرة نفسها، ويبين صعوبة أن يتقبل الناس قصة حب وكيف أن بطلتي تحرر نفسها على الأقل وجدانيا".

عن اختيار ياسمين رئيس، التي حضرت المهرجان وهي في أخر شهور حملها، قال خان في مؤتمر صحفي "لعب القدر دوره في هذا الاختيار فقد كنت قد اخترتها لدور أخر لكنني شعرت أنها يمكن أن تقوم بدور هيام وبالفعل لم تؤدي الدور بل أصبحت هي هيام".

المخرج أهدى فيلمه للممثلة الراحلة سعاد حسني التي وظف مقطوعات من أغانيها لترجمة ما يدور في وجدان بطلته، وهو ما وفق فيه بادئ الأمر ولكن تكراره أكثر من اللازم أضر بهذه الوظيفة. كما أن الفيلم كان فيه بعض الإطالة حيث كان يمكن أن تختصر بعض المشاهد التي أثقلت الإيقاع في منتصفه.

وقال خان "سعاد حسني حب شخصي وكنت أريد أن يتذكرها الناس، وسعاد في وجدان البنات وفي خلفية ثورتنا وكنت ندرت أن أحي ذكراها في فيلم وها أنا قد وفيت".

ووظفت ياسمين رئيس نظرات عيونها المعبرة لتنقل دون حوار ما تختلج بها نفسها من مشاعر سواء من حب، هيام، رغبة أو ذل وانكسار وخذلان ثم قوة وانتصار فكانت القوة المحركة للفيلم.

كما أدت سلوى خطاب دور الأم التي تدافع عن ابنتها بسلاسة فكانت محببة للجمهور مثلها مثل كل الممثلات اللاتي أدين أدوارا ثانوية ولكنها أساسية في السياق الدرامي.

على عكس البطلة، جاء أداء هاني عادل ثقيلا بعض الشيء وبحاجة إلى المزيد من التدريب على تغيير تعبيرات وجهه. هاني عادل هو في الأساس عازف وملحن في فرقة "وسط البلد" التي تمزج بين الموسيقى الغربية والشرقية.

سكاي نيوز عربية في

09.12.2013

 

"فتاة المصنع" يمثل مصر فى مهرجان دبى

كتبت ــ دينا دياب

عرض مساء أمس فيلم «فتاة المصنع» ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان دبى السينمائى الدولى، والذى يمثل مصر فى مسابقة المهر العربى للأفلام الطويلة.

الفيلم يعود به المخرج الكبير محمد خان إلى شاشة السينما بعد 7 سنوات من الغياب، الفيلم بطولة ياسمين رئيس وهانى عادل وتأليف وسام سليمان، وحافظ فريق العمل على حضور أول عرض جماهيرى له الذى لقى نجاحاً بين الحضور.

حاز الفيلم على دعم عدد كبير من المؤسسات السينمائية حول العالم، وصل عددها إلى سبع مؤسسات ومنها «صندوق إنجاز التابع لمهرجان دبى السينمائى الدولى، صندوق سند التابع لمهرجان أبوظبى السينمائى، مؤسسة GIZ، مؤسسة Global Film Initiative، مؤسسة Women in Film، وصندوق دعم السينما التابع لوزارة الثقافة المصرية»، حيث إن سيناريو الفيلم كان حصل على منحة من وزارة الثقافة لدعم إنتاجه، بجانب حصول المنتج محمد سمير، على منحة شبكة المنتجين التى تمنحها سنوياً لجنة التحكيم بملتقى دبى السينمائى عن سيناريو الفيلم.

وتدور أحداث «فتاة المصنع» حول «هيام» وهى فتاة فى الواحد والعشرين من العمر تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير فى مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة دون أن تدرى أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه فى رمال تقاليده البالية والقاسية.

يذكر أن «فتاة المصنع» شهد عدداً كبيراً من الاعتذارات من قبل الفنانين منهم منة شلبى ودرة وروبى نتيجة لصعوبة موضوعه، إضافة إلى أنه فيلم روائى مستقل فى ثانى تجارب خان للأفلام المستقلة بعد فيلمه «كليفتى» الذى حقق نجاحاً كبيراً وقدمه كفيلم ديجيتال وحوله لـ 35 مللى من بطولة باسم سمرة ونال العديد من الجوائز فى المهرجانات، لكنه لم يحقق نجاحاً جماهيرياً بسبب صعوبة تقبل الجمهور لهذه النوعية من الأفلام وقتها.

حددت الشركة المنتجة للفيلم لصاحبها محمد سمير عرض الفيلم جماهيرياً فى الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر على أن يستمر عرضه فى قاعات السينمات 3 أسابيع فقط، كما هو محدد لمعظم الأفلام المستقلة التى عرضت مؤخراً ومن بينها فرش وغطا، وميكروفون، والشتا الى فات، وهليوبوليس، وعين شمس.

الوفد المصرية في

09.12.2013

 

المدى في مهرجان دبي السينمائي 10..

المخرج محمد خان يعود بعد غياب بـ(فتاة المصنع)

دبي/ علاء المفرجي  

اليوم الثالث من المهرجان شهد عودة المخرج المصري الكبير محمد خان بعد غيبة ليست بالقصيرة  من خلال فيلمه (فتاة المصنع) ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة، وصاحب (طائر على الطريق) وأحد أهم صنّاع السينما الواقعية في مصر يعود بعد آخر فيلم له عام 2007 (شقة في مصر الجديدة) ليقدم رائعته البصرية التي تتوج بحق مسيرة اكثر من أربعة عقود من الزمن مع السينما مخرجا وممثلا وسيناريست.

يختار خان لفيلمه الجديد الذي أهداه للنجمة الراحلة سعاد حسني موضوعة لطالما تطرقت لها السينما المصرية لكنها مع معالجة خان تأخذ قالبا مشوقا بصنعة فنية محترفة.. حيث تأخذه إلى حاضنة الفقر والمعاناة عشوائيات القاهرة حيث مجموعة من الفتيات يعملن في معمل لصنع الملابس وهيام واحدة من تلك البنات،  والحكاية تدور على مدى أربعة فصول من السنة ،وكأني بالمخرج يشير إلى نضج الحكاية والحدث وإلى الدورة المتعاقبة للزمن والتي تطحن من لا يقوي على التعايش معها .. هيام سيتفتح ربيعها مع قدوم صلاح مشرفاً على العاملات، ستقع في غرامه وتستسلم لحلمها بذاك الشاب رغم الفوارق الطبقية. ستجابه الواقع وستقع بـ "المحظور "اجتماعياً، إلا أنها في الصيف ستمتلك الشجاعة لمجابهة كل القسوة والإدانات التي ستلاحقها والتي سيتبناها صلاح نفسه، لا بل إنها سترفض الزواج بصلاح ـ الحبيب الذى طالما تمنته فى خيالها ـ عندما يجبرونه على الزواج بها درءاً للفضيحة، محاولةً التخلص من حياتها بدلاً من قبول تلك المسرحية المعروفة  . في الخريف سترقص هيام رقصة النصر.

المدى العراقية في

10.12.2013

 

محمد خان في «دبي»: السندريلا تواجه الإسلامويين

بانة بيضون/ دبي 

مساء الجمعة، افتُتحت الدورة العاشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بفيلم «عمر» لهاني أبو أسعد. هذه السنة تشارك أسماء مكرّسة في مسابقة «المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة»، أبرزها محمد ملص (سلم إلى دمشق)، ومحمد خان (فتاة المصنع) وجيلالي فرحاتي (سرير الأسماء)

مساء الجمعة الماضي، انطلقت الدورة العاشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بتكريم عشرة من رواد السينما العربية الذين اختيروا إثر مشاركتهم في الأفلام التي أوردتها قائمة المهرجان حول أفضل 100 فيلم عربي (الأخبار 11/11/2013). من لبنان، وقع الاختيار على كارمن لبس التي كرِّمت لدورها في فيلم زياد دويري «بيروت الغربية»، إلى جانب عزت العلايلي (الأرض) ويسرا. من بين المخرجين، كرم المهرجان محمد ملص ومحمد خان ومفيدة التلاتلي.

افتُتح المهرجان بفيلم «عمر» لهاني أبو أسعد الذي يصوّر الحرب النفسية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطيني، حيث يحاول تقليبه ضد نفسه وتشكيكه بهويته وقضيته. يعتمد صاحب «الجنة الآن» على لغة سينمائية تتميز بالتقطيع الحاد، كأنّما ليحاكي كل الحواجز المادية أو النفسية التي يضعها الاحتلال بين الفلسطينيين في محاولة لتفكيك وحدتهم. في اليوم الثاني للمهرجان، عرض فيلم «أغسطس: مقاطعة أوساج» للمخرج جون ويلز. اقتُبس الشريط من مسرحية ترايسي ليتس الشهيرة الحائزة جائزة «بوليتزر» من بطولة ميريل ستريب التي تقدم دوراً رائعاً إلى جانب جوليا روبرتس التي تمثل ببراعة غير متوقعة وتثبت جدارتها بالوقوف إلى جانب ستريب.

الفيلم الذي يتناول صراعاً بين الأم المصابة بالسرطان والمدمنة على الحبوب (ميريل ستريب) وابنتها (جوليا روبرتس) بعد انتحار الأب واجتماع العائلة بعد غياب طويل، يتوغل في الروابط العائلية مصوّراً كل العنف الذي يكمن داخلها والذي لا يتجزأ عن الحب. أهمية الفيلم تكمن في حواراته المشغولة بعناية وبناء شخصياته العميق الذي يصوّر تناقضات الكائن البشري بهشاشته وقسوته. جون ويلز يوظف هذا العمل المسرحي في رؤية سينمائية تستغل نقطة قوته الكامنة في حواراته وأداء ممثليه، فيرينا الشخصيات المسجونة ضمن الكادرات الثابتة التي تبرز سجنها الداخلي، لكنه لا ينجح في بناء مشهدية تحاكي قوة هذا العمل الدرامي.

ومن العروض الافتتاحية فيلم محمد خان «فتاة المصنع». عمل محيّر إلى حد ما. رغم حبكته الروائية البسيطة ظاهرياً، إلا أنه أشبه بضفة وصل بين السينما المصرية قديماً وحاضراً ويجسد رؤية نقدية للمجتمع والسينما في آن. سعاد حسني التي أهداها محمد خان عمله، حاضرة بروح الحقبة التي تمثلها في تاريخ مصر. تعود السينما المصرية من خلال أفلام سعاد حسني وأغانيها التي تحلم بها بطلة الفيلم كأنها الشاهد الوحيد على ذلك العصر. في «فتاة المصنع»، يقدم خان نسخة معاصرة لسندريلا مصرية تعيش في إحدى عشوائيات القاهرة وتعمل في مصنع للنسيج وتنتظر الأمير الذي يأتي متجسداً في شخصية مهندس مصنع النسيج. لكن سندريلا لا تتحول إلى أميرة عندما يقبّلها الأمير، بل تحمل منه ولا يتزوجها بل يحاكمها كما المجتمع. يستكشف خان مشهدية سينمائية خاصة تشبه العشوائيات والواقع المصري الذي لا يبحث عن تجميله، بل يتماهى معه: كادرات ضيقة ومحكمة تبان فيها الشخصيات مسجونة ضمن الأمكنة والعشوائيات والمباني، تقطيع سريع وحي يحاكي إيقاع الأحداث، والحوار الذي لا ينضب، وتأتي أغنيات سعاد حسني ومشاهد من أفلامها لتتناقض مع الواقع الذي يصوّره الفيلم وتجسد الحنين إلى حقبة غابرة أو مساحة للحلم باتت منسية، أجهضها الفقر والتشدد الديني كما جنين هيام (ياسمين رئيس) الذي تفقده في آخر الفيلم. العالم النسائي الحميم الذي يصوره خان يتميز بحواراته المشغولة بعناية التي تبحث أيضاً في وضع المرأة المصرية وتقارن بين الماضي والحاضر والحريات التي سلبت منها ضمن موجة الحركات الإسلامية التي سيطرت على المجتمع المصري.
لكن من ناحية أخرى، لا يكرّس الفيلم الكليشيه. رغم أنّ هيام محجّبة كبقية زميلاتها في المصنع، إلا أنّ ذلك لا يقيد حريتهن. شخصية هيام تبتعد عن التقليدية، فهي التي تبادر وتتقرب من المهندس وتذهب إلى منزله. وحين تحمل منه، لا تخبره وترفض فكرة إرغامه على الزواج بها. يشارك «فتاة المصنع» في «مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة» إلى جانب أفلام عربية أخرى كـ«سلم إلى دمشق» للسوري محمد ملص، و«سرير الأسرار» للمغربي جيلالي فرحاتي، و«مي في الصيف» للفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس، و«هم الكلاب» للمغربي هشام العسري، و«سمكة وقطة» للإيراني شهرام موكري، و«المعدية» للمصري عطية أمين، إضافة إلى «عمر».

كما يشارك فيلمان لبنانيان في المسابقة، هما: «وينن» للمخرج طارق قرقماز و«طالع نازل» لمحمود حجيج. ويتمثّل عدد من الأفلام الوثائقية اللبنانية في «مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية» كالوثائقي التجريبي «طيور أيلول» لسارة فرنسيس، و«أرق» لديالا قشمر و«بطل المخيم» لمحمود قعبور، و«ميراث» لفيليب عرقتنجي و«يوميات شهرزاد» لزينة دكاش. وتنضم هذه الأعمال إلى 174 فيلماً سيقدمها المهرجان الذي يستمرّ حتى 14 من الشهر الجاري؛ من بينها 70 تُعرض للمرة الأولى في العالم.

تكريمات

انضم إلى لائحة المكرمين في «مهرجان دبي» المخرج الكويتي خالد الصديق لدوره الرائد في السينما الخليجية. ومنحت أيضاً جائزتا تكريم لمديري التصوير رمسيس مرزوق وطارق التلسماني لعملهما ضمن عدد من الأفلام التي وردت في قائمة أفضل مئة فيلم عربي. كما منحت جائزة «تكريم إنجازات الفنانين» العربية للناقد سمير فريد، وأخرى دولية للممثل مارتن شين.

الأخبار اللبنانية في

10.12.2013

 

محمد خان مصري ونصّ

محمد عبد الرحمن/ القاهرة 

بماذا يردّ محمد خان (1942 ــ الصورة) عندما يستمع إلى سؤال نانسي عجرم في أغنيتها الشهيرة «أنا مصري»: «لو سألتك إنت مصري تقولي إيه؟ تقولي مصري ابن مصري، وابن مصر، الله عليه». سؤال تداوله محبو المخرج الكبير وهم يجددون دعوتهم الحكومة المصرية إلى منح المخرج الباكستاني الأب والمصري الأم الجنسية المصرية.

الدعوة الجديدة انطلقت تزامناً مع تكريم خان في افتتاح الدورة العاشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» الخميس الماضي، في مناسبة دخول ثلاثة من أفلامه قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما العربية. الأفلام الثلاثة جميعها مصرية بكل تأكيد، لكن صاحب «زوجة رجل مهم» و«أيام السادات» و«سوبر ماركت» و«الحريف» لا يستطيع حتى الآن الإدلاء بصوته في أي استحقاق سياسي في المحروسة!

لطالما أعرب خان الذي يستخدم جواز سفر بريطانياً عن إحباطه بسبب حرمانه الجنسية المصرية. هو يعلم جيداً أنّه لا يحتاج إلى أوراق ثبوتية؛ لأنّ كل الجوائز التي حصل عليها من مهرجانات عدة حول العالم حملت اسم مصر. لكن ألا يحق له أن يحمل اسم المحروسة، فيما حصل فنانون عرب آخرون على الجنسية المصرية.

بعد «ثورة 25 يناير» 2011، انطلقت دعوات عدة لمنح مخرج «بنات وسط البلد» الجنسية رسمياً، وجّهت أوّلها إلى حكومة عصام شرف التي تولت المسؤولية مطلع آذار (مارس) 2011، وكانت توصف وقتها بـ«حكومة الثورة». يومها، حمل وزير الثقافة عماد أبو غازي لرئاسة الوزراء طلباً رسمياً بمنح خان الجنسية، لكن أحداً لم يستجب. بعدها، عمد بعض زملاء المخرج، والنقاد والصحافيون إلى فتح الملف مجدداً بين الحين والآخر، حتى أنّ خان نفسه كتب أكثر من مرة عبر حسابه الفايسبوكي، يؤكد حاجته الشديدة لأن يحمل جنسية البلد الذي عاش فيه وصنع أفلاماً عن أهله. آخر دعوات خان الفايسبوكية كانت في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حين كتب: «إلى من يهمه الأمر، هل من الممكن لحكومة الدكتور الببلاوي أن تمنحني الجنسية وأنا في العقد السابع من عمري قبل فوات الأوان؟». كانت هذه الجملة شرارة حملة أطلقها أصدقاؤه ومحبوه، وتهدف إلى جمع التواقيع وممارسة الضغط لمنحه الجنسية، وقد بدأها رئيس قسم التاريخ في «جامعة القاهرة»محمد عفيفي بعبارة «المصرية ليست مجرد جنسية إنّها ثقافة. عبد الرحمن الجبرتي مؤرخ مصر من أصول شرق أفريقية! محمد خان أثرى الثقافة المصرية بفنه، الجنسية المصرية لخان، من يوقع معي؟». لكن الحكومة المصرية لا تزال غائبة عن السمع وسط تخوّف من استمرار هذا الصمت.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر @MhmdAbdelRahman

«فتاة المصنع» في دبي

لم يقتصر وجود محمد خان في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» هذا العام على تكريمه ضمن قائمة مخرجي أفضل 100 فيلم عربي؛ إذ تشهد الدورة العاشرة العرض الأوّل لفيلم خان الجديد «فتاة المصنع» الذي يثبت المخرج السبعيني من خلاله أنّه ما زال قادراً على التعبير بالصورة عن المتغيرات التي يشهدها الشارع المصري. ويدور الشريط بالكامل داخل أحد المصانع المصرية، كاشفاً عن تفاصيل حياة العاملات في هذا المصنع، من خلال رؤية تمزج بين الوثائقي والروائي. وهو من بطولة ياسمين رئيس (1985) التي قبلت الدور بعد اعتذار روبي، وإنتاج السينمائي الشاب محمد سمير. ويرجح عرضه تجارياً في مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

الأخبار اللبنانية في

09.12.2013

 

دعاء سلطان تكتب من دبي:

«عمر» و«فتاة المصنع».. ارفع راسك فوق أنت عربى

رسلة دبي 

على هذه الأرض ما يستحق السعادة، ومشاهدة أفلام جيدة لا شك أنها تمنحنا السعادة، ومشاهدة فيلمين عربيين جيدين أحدهما فلسطينى والثانى مصرى، بالتأكيد تشعرنا بفخر نفتقر إليه كثيرا عند الحديث عن عروبتنا وحال أوطاننا العربية.

الفيلم الأول «عمر» للفلسطينى هانی أبو أسعد، والثانى «فتاة المصنع» للمصرى محمد خان. هل الاحتلال الإسرائيلى يقتل الفلسطينيين بالسلاح فقط؟ أم أنه يخرب نفوسهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض، ويحولهم من ضحايا يعيشون تحت قمع الاحتلال، إلى خونة وقتلة لأقرب الناس إليهم؟ ذلك هو السؤال الذى ستطرحه بالتأكيد عقب مشاهدة الفيلم الفلسطينى «عمر» الحائز على جائزة لجنة التحكيم فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى بقسم «نظرة ما» والذى اختارته إدارة مهرجان دبى السينمائى الدولى كفيلم افتتاح للدورة العاشرة. يبدأ فيلم المخرج هانى أبو أسعد الحاصل على جائزة الـ«جولدن جلوب» عن فيلمه السابق «الجنة الآن»، بـ«عُمَر» الشاب الفلسطينى الذى يعمل خبازًا، ويعيش فى الجانب الإسرائيلى من الجدار العازل، وهو يتسلق الجدار بخفة، ليقابل حبيبته «نادية» التى تعيش على الجانب الآخر «الفلسطينى» من الجدار، لنكتشف أن «عمر» العاشق مقاوم ينتمى مع صديقيه، طارق شقيق نادية وأمجد، إلى إحدى كتائب المقاومة الفلسطينية التى تستهدف جنودًا إسرائيليين. يخطط الثلاثة لأولى عملياتهم، ويقتلون جنديًّا إسرائيليًّا، ويتم القبض على «عمر»، بعد وشاية من أحد أفراد المجموعة عليه. خيانة واحدة تكفى لتدمير الجميع.. يصمد «عمر» تحت التعذيب، ويرفض الاعتراف على أعضاء مجموعته، حتى بعدما قالت له محاميته إنه مهدد بالسجن لتسعين عامًا، ولا حل للخلاص ما دام هناك احتلال إسرائيلى.

لا حل إذن إلا بانتهاء الاحتلال الإسرائيلى، أو التعاون معه.. يختار «عمر» طريقًا ثالثًا.. التحايل واللعب عليه.. طريق خطير، ولكنه ورغم التوائه، فإنه الطريق الأمثل لشخص باستقامة «عمر» وإخلاصه لقضيته وأصدقائه.. يقبل عرض رجل المخابرات الإسرائيلية بالتعاون لتسليم صديقه طارق منفِّذ العملية، يخرج بناءً على هذا الاتفاق، ويتوجه إلى صديقيه ليطلعهما على ما حدث، فيقرروا عمل كمين للقوات التى ستأتى للقبض على طارق، ويتم اكتشاف هذا الكمين من قبل المخابرات الإسرائيلية، لنكتشف أن هناك خائنًا بينهم.. يشك الجميع فى بعضهم البعض، ويعود «عمر» إلى المعتقل مجددًا، ويعرض التعاون مع المخابرات الإسرائيلية ثانية.. يخرج وتطارده نظرات الشك والوصم بالخيانة من الجميع، حتى حبيبته «نادية»، فالمقاوم الخائن لا يستحق الحياة، لتكشف الأحداث فی ما بعد عن الخائن الحقيقى، وهو «أمجد»، الذى يرتكب سلسلة خيانات أشدها قسوة كانت فى كذبه للزواج من «نادية»، حتى إن «عمر» يساعده على الزواج بها جراء تلك الكذبة. قُتل «طارق» برصاصة خطأ، وتزوجت نادية بـ«أمجد»، بينما حصل «عمر» على حريته بعد أن سلَّم المخابرات الإسرائيلية جثة «طارق»، ولكنه لم يعد «عمر» الذى بدأ الفيلم وهو يتسلق الجدار العازل بخفة، فقد أول تسلقه وفشل وأجهش بالبكاء لفشله.. انطفأت روحه وانكسرت، وفقد حيويته. ينتهى الفيلم بمشهد مفاجئ يطلق فيه «عمر» الرصاص على عميل المخابرات الإسرائيلية، بمسدس طلبه منه لقتل «أمجد»، لتعتم الشاشة تمامًا. هل خان «عمر» قضيته؟ هل خان أصدقاءه؟ هل خان «أمجد» الجميع؟ هل تصلح إدانتها؟ هذا بالضبط ما يحدثه الاحتلال الإسرائيلى.. تخريب الإنسان الفلسطينى، وتحويل القضية من مقاومة للاحتلال إلى مقاومة لضعف النفوس.. من مواجهة للاحتلال المسلح، إلى مواجهة للنفس وأصدقاء وشركاء نفس المعركة.. ليس بالرصاص وحده يقتل الإسرائيليون المقاومة الفلسطينية، فكما جاء على لسان محامية «عمر» فى الفيلم: لا خلاص.. ما دام هناك احتلال إسرائيلى.

ومن فيلم فلسطينى مبهر وراقٍ وعميق يثقل النفس بعد مشاهدته، ويضعنا أمام القضية -الفلسطينية- الأعقد بين قضيانا العربية، إلى الفيلم المصرى «فتاة المصنع»، الفيلم الثالث والعشرون فى مسيرة المخرج محمد خان السينمائية، وكما أن الخيانة تَقتل فى فيلم «عمر»، فإن النميمة تَقتل فى «فتاة المصنع»، ونظرات المجتمع وأفكاره وتقاليده تشوه ألطف الكائنات وتجرحهن. فيلم يحتفى بالبنات، ويدين مَن يقهر أحلامهن.. الفيلم مُهدَى إلى روح سعاد حسنى.. تقدم أغنياتها لمشاهده وأحداثه.. تدور تفاصيله بين حارة لا ينجب رجالها إلا فتيات، وبين مصنع تعمل فيه فتيات.

تغلف الفيلم روح طفولية مشاغبة تظهر فى الحوار، ومع كل لقطة ومشهد لأحاديث البنات وحكاياتهن.. هيام «ياسمين رئيس» بطلة الفيلم ذات الواحد والعشرين ربيعًا.. فتاة مقبلة على الحياة.. تعشق مهندس المصنع، وهى جريئة فى تصريحها له بحبها، يعتقد الجميع أنها تحمل منه، حتى أمها تشك فيها، وتبدأ رحلة قتلها معنويًّا، حتى نصل إلى ذروة الإهانة لها بعد أن قصَّت لها جدتها شعرها فى مشهد شديد القسوة لفتاة تتفتح على الدنيا فلا تواجهها إلا بقتل كل جينات الحياة فيها.. ثم تقرر أن تلقى بنفسها من شرفة المنزل، فى مشهد يشبه كثيرًا مشهد النهاية فى حياة سعاد حسنى، ومن أغنية «بمبى بمبى» وبهجتها، تتحول أحداث الفيلم إلى أغنية «بقى هما الناس كده.. بقى هى الدنيا كده» بكآبتها.. يكتشف الجميع بعدها براءة «هيام» التى ما زالت عذراء أو «بختم ربها» كما جاء فى الفيلم.

إلى جوار هيام هناك قصص أخرى لنساء وفتيات أخريات يعشن فى واقع قاسٍ، منهن مَن تقهر نفسها بنفسها متمسكة بالتقاليد وكلام الناس، كابنة خالة «هيام» التى تخشى كلام الناس حتى إنها تقهر أمها أيضًا. ينتهى الفيلم برقصة «هيام» فى فرح حبيبها.. رقصة الحياة والضرب بعرض الحائط بعبث وهراء كلام الناس فى مجتمع يقهر محبى الحياة ولا يحب البنات.

المخرج محمد خان مع السيناريست سام سليمان يتوجان بهذا الفيلم مسيرتهما السينمائية معًا بعد فيلمى «فى شقة مصر الجديدة»، و«بنات وسط البلد» بفيلم يغوص فى تفاصيل حياة البنات. إنهما فيلمان يستحقان المشاهدة، ويبعثان الروح فى السينما العربية، فى بعض الأحيان نستطيع أن نقول بفخر: ارفع راسك فوق.. أنت عربى.

التحرير المصرية في

10.12.2013

 

 “فتاة المصنع” لمحمد خان يقدم في دبي صورة الحب الحاضر

أ. ف. ب.: يصور المخرج المصري محمد خان في فيلمه "فتاة المصنع" الذي افتتح "الليالي العربية" في مهرجان دبي السينمائي العاشر، صراع الطبقات واوضاع المرأة في المجتمع المصري الراهن، في عمل تحضر فيه صورة الفنانة الراحلة سعاد حسني التي يعتبرها "جزءا من وجدان البنت العربية والمصرية وجزءا من الثورة".

ويقدم محمد خان في "فتاة المصنع" يوميات الشابتين هيام وبسمة، وآمالهما وأحلامهما المشروعة في العاطفة والحب، في الوقت الذي تخوض فيه المرأة المصرية ثورتها على واقعها، حتى من قبل اندلاع ثورة 25 يناير في العام 2011.

ويقول محمد خان في حديث لوكالة فرانس برس حول فيلمه الثالث والعشرين "فتاة المصنع أساسا قصة حب.. هيام فتاة تعرف كيف تتغلب على الإحباطات، لأنها تعيش في مجتمع مليء بالإحباطات، في مدينة متوترة، وهي تحرر نفسها وتعرف كيف تصل إلى الحرية (..) وتقوم بثورتها الخاصة قبل الثورة".

وتقع أحداث القصة على مدى عام، وتدور حول هيام (تؤدي دورها الممثلة هيام رئيس)، ابنة الحي العشوائي التي تقع في حب شاب ميسور.

ويلفت خان الى ان زمن عمله هذا كان قبل ثورة 25 يناير، ويضيف "لا أحب أن اعمل فيلما عن الثورة لأنها لم تنته بعد، لم تكتمل ولم تنضج".

ويصور الفيلم الذي وضعت السيناريو له مريم نعوم، الصراع الطبقي وعدم إمكانية كسر جدار الفوارق الاجتماعية بين الفقير والغني ولا حتى بالحب.

وتلف صورة سعاد حسني، التي يهدي خان فيلمه إلى روحها، هذا الفيلم، فتضفي عليه نوعا من المقارنة مع الماضي الجميل.

ويقول المخرج عن ذلك "سعاد (حسني) جزء من وجدان البنت العربية والمصرية وهي جزء من الثورة، في الثورة رفعوا صورها مع أنها كانت قد ماتت، هذا فضلا عن عن حبي الشخصي لها".

ويوضح ان "اضافتها للسيناريو جاءت بعد الثورة"، مضيفا "أتمنى الا ينساها الناس وان يتذكروها".

وكان محمد خان بدأ التفكير بمشروع فيلمه "فتاة المصنع" قبل اربع سنوات سبقت تنفيذه فعلا.

ويتنافس فيلم "فتاة المصنع" على جوائز المهر العربي الى جانب أعمال مخرجين شباب، وهذه احدى ميزات مهرجان دبي الذي يجمع بين الاجيال السينمائية العربية في مسابقة واحدة. فتتنافس أعمال محمد خان ومحمد ملص وجيلالي فرحاتي مع أعمال اولى لمخرجين من جيل الشباب.

وفي رحاب مهرجان دبي، يفرض محمد خان روحه المرحة على المحيطين به ولا يكف عن المزاح او حكاية روايات السينما المصاحبة لتصوير اعماله القديمة وحكاياته مع سعاد حسني واحمد زكي وكثير من الممثلين الذين عملوا معه.

كذلك يبدي حماسة كبيرة لمشاهدة الافلام وحضورها اكثر بكثير من المخرجين الشباب.

محمد خان الذي لم تمنح له الجنسية المصرية لكون والده باكستانيا هو من اكثر المخرجين المصريين "مصرية" في سينماه. وقد تحول هذا الامر الى نكتة في الساحة الفنية. وقد ظهرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تناصره في مسعاه للحصول على الجنسية المصرية علما ان مصر تقدمه دائما على أنه "مخرج مصري".

إيلاف في

11.12.2013

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)