هنالك نوعية من المخرجين يذهبون بافلامهم الى ما ابعد من حدود الصورة
والموضوع والحكاية بل ان كل تلك الاحداثيات تغذي تلك القيم التي يريدها
اولئك الصناع الكبار ومنهم الاخوان ايثان وجويل كوين. اللذان يشتغلان في
النسبة الاكبر من اعمالهم على شخوص مستمدة من المجتمع النيويوركي واليهودي
على وجه الخصوص شانهما بذلك شان المخرج وودي الان الذي يعتبر افضل من يحلل
المجتمع اليهودي ويقدمه بكثير من الشفافية والعمق عبر حرفية سينمائية عالية
المستوى.
الاخوان ايثان وجويل كوين او كوهين يمثلان جيلاً من المبدعين الذين
يشتغلون على السينما من منظور سينما المولف التي تمثل هويتهما وخصوصيتهما
واحترافهما السينمائي.
وفي فيلمهما الجديد داخل لوين دائفز يذهبان الى رصد حياة ومشوار
المطرب الاميركي النيويوركي لوين دايفز الذي يعتبر من ابرز صناع الاغنية
الفلكلورية في نيويورك.
فيلم يرصد عذابات الطريق والتعب الانساني والاجتماعي والرغبة في تقديم
فن غنائي مختلف شكلا ومضمونا عامر بالخصوصية والتفرد. تجري الاحداث في
غرينوش فيلج في نيويورك. في العام 1961. حيث عازف الغيتار والمطرب الشعبي
النيويوركي الذي يغزل اغانيه باحاسيسه ولكن النجومية تظل بعيدة عنه حتى
الاسطوانة التي حققها لم تحقق اي اهتمام او مبيعات.
تلك الرحلة الانسانية تاتي على خلفية الظروف الاجتماعية التي يمر بها
ومجموعة العلاقات الاجتماعية التي تحيط به مع شقيقته وعدد من المطربين
الشباب وايضا المنتجين وعدد من افراد الطائفة اليهودية الذين يظلون يقدمون
له الدعم والرعاية ضمن اشارات الدعم الذي يقدمه ابناء الطائقة لابنائهم
الذين يظل الفيلم يصفهم بانهم المبدعون الذين يعانون من اجل الوصول الى
النجومية والقمة.
اختيارات غنائية عالية الجودة ولغة سينمائية ذات مشهديات تمزج الرقة
بالقضية ومن خلال قضية ذلك المطرب اليهودي نتعرف على المجتمع اليهودي
والعلاقات التي تحكمه والقوانين غير المعلنة لتقديم الراعية والدعم بحيث
تظل جميع الابواب مشرعة امام الجميع وكاننا في مجتمع نموذجي.
رحلة في حياة نجوم وصوت ومبدع غنائي علم في ذاكرة الاغنية الفولك
الشعبية في نيويورك والان تتم استعادته واكتشافه من جديد. بدور لوين حضر
الممثل اليهودي اوسكار اسحاق ومعه كاري موليغان وجيمس غولدمان وف ميرفي
ابراهام وجستين تامبرلانك وكم اخر من الاسماء والنجوم الذين تعودنا حضورهم
في افلام الاخوين كوين مشيرين الى ان اكثرهم من الطائفة اليهودية ومنهم
اوسكار اسحق وف ميرفي ابرهام وجون جودمان وغيرهم..
ونتوقف عند الرصيد الابداعي لهذا الثنائي المبدع الاخوين كوين بدا
مشوارهما في فيلم الدم البسيط 1984 ويراسينج ايرزونا 1987 و بارتون فينيك
1991الذي يمثل النقلة في مسيرتهما حيث فازا عنه بالسعفة الذهبية في مهرجان
كان السينمائي الدولي في ذات العام. وفي رصيدهما ايضا افلام هامة مثل فراغو
1996 ولوبانسكي الكبير 1998و- لا وطن لكبار السن 2007 وعنة فاز الاسباني
خافيير براديم باوسكار افضل ممثل.
السينما التي يقدمها هذا الثنائي تختلف شكلا ومضمونا عما يقدمه
الاخرون. لانهما يذهبان الى موضوعات يتم من خلالها ترسيخ الضامين التي
تتعلق بالهوية اليهودية رغم السخرية التي يقدمان بها اعمالهما السينمائية
التي تأتي عامرة بالاحداث والايقاع السينمائي المحبوك. وفي هذا العمل ورغم
الغياب شبه التام للتنامي الدرامي والاحداث المحورية الا ان المشاهد يظل
راصدا ومتابعاً لانه يظل يتوقع الكثير من هذا الثنائي.
في فيلم- داخل ليوين دايفز حيث بهاء الصورة والتمثيل وقبل كل هذا وذاك
الموسيقى والغناء والاجواء في الستينيات في نيويورك حيث الشتاء القارس
والبارات التي صدح بها ذلك المطرب الذي ظل ينتظر الشهرة والنجومية والتي لم
يبلغها ولكنه ظل متمسكا بفنه وحرفته واسلوبه الغنائي الثري بالخصوصية
والتفرد.
ويبقى ان نقول.. الاخوان كوين يحتفيان بمسيرة المطرب الشعبي
النيويوركي ليوين دايفر في فيلم من العيار الثقيل.
anaji_kuwait@hotmail.com
الجابري:
أبوظبي السينمائي من 24 أكتوبر إلى 2 نوفمبر
اعلن مدير مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي علي الجابري ان المهرجان
سيعقد في دورته السابعة في الفترة من 24 اكتوبر ولغاية 2 نوفمبر وجاء
اختيار هذا الموعد بالتنسيق مع المهرجانات السينمائية الدولية وايضا تلك
التي تقام في العالم العربي وفي دولة الامارات العربية المتحدة علي وجه
الخصوص. وشدد الجابري في تصريح على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي
الدولي ان مهرجان ابوظبي السينمائي استطاع وعلى مدى السنوات الست الماضية
ان يحقق حضوره على خارطة المهرجانات السينمائية الدولية على صعيد
الاختيارات والبرمجة والتنظيم، متوقعا ان تشهد الدورة المقبلة نقلة جديدة
في ظل الاعتماد الى المزيد من الكوادر الوطنية الاماراتية المتخصصة في عالم
صناعة الفن السابع.
واشار مدير مهرجان ابوظبي السينمائي الى ان فريق متميز من الكوادر
الوطنية الاماراتية من عناصر المهرجان تتواجد في مهرجان كان السينمائي
للاستزادة بالخبرة في جميع المجالات الخاصة بتطوير الكوادر في مجال
المهرجانات السينمائية الدولية.
كما المح الجابري الى ان مديري التظاهرات فى مهرجان ابوظبي شرعوا
باجراء اتصالات للحصول على العروض السينمائية الدولية وتأمين وجبة سينمائية
عالية الجودة لجمهور ونقاد وضيوف مهرجان ابوظبي السينمائي، كما اشار الى ان
صندوق سند الخاص بدعم السيناريوهات الجديد بصدد الاعلان عن المشاريع
السينمائية التي سيتم انتاجها من انحاء العالم ومن بينها عدة سيناريوهات
خليجية جديدة.
«برجمان»
محذراً:
هناك من يخطط لتدمير أوروبا
يمثل الفيلم الهولندي «برجمان» الذي يشارك في المسابقة الرسمية
لمهرجان السينمائي بمثابة الناقوس المجلجل الذي يحذر من التحديات التي
يواجهها البيت الاوروبي من خلال حكاية مغرقة في الرمزية لكنها تحمل الكثير
من المعاني والدلالات الكبيرة التي لا يخطئها المشاهد المتأمل.
الفيلم من توقيع المخرج الهولندي اليس فان وارمدريم وهو من مواليد 14
اغسطس 1952 في منطقة هارلييم في هولندا. بدأ مشواره من خلال السينما
الوثائقية والتسجيلية وفي عام 1986 قدم فيلمة الروائي الاول «ابيل» ليقدم
بعدد عدد من الاعمال السينمائية التي تشتغل على روح السخرية وآخر افلامه «الايام
الاخيرة» (2009) وفي كل مرة يذهب وارمدريم الى الرمزية.
وتعالوا نذهب الى حكاية الفيلم حيث تبدأ احدث الفيلم في احدى الغابات
عندما تطارد مجموعة من الشخصيات من بينها قس القرية الغاية والعمل على
استخراج عدد من الشخصيات التي تعيش تحت الارض وكأنها تعيش في ملاجىء،
وحينما يتم محاصرتها تهرب الى البيوت القريبة من الغابة.
حيث يصل احدهم الى احد المنازل متضرعا بفقرة وعجزة ومرضة ورغبة بأخذ
حمام لتنظيف نفسة لكن سرعان من تتحول تلك الزيارة الخاطفة الى سيطرة على
المنزل الواحد تلو الاخر وتصفيات الشخصيات غير المرغوب مثل المزارع والاب
وعدد اخر من الشخصيات ليتم بعدها فرض الهيمنة على ذلك المنزل الفخم
والمجهز. كل ذلك يأتي عبر رمزية تجعلا نتساءل من هو ذلك الشخص ومن هي
الشخصيات التي يتعاونون معه ويلبون أوامره والقوى التي يتمتع بها والهيمنة
على جميع الشخصيات والافكار المبتكرة في القتل والتصفية بلا أحاسيس او
عاطفة. سينما تبدو للوهلة الاولى وكأنها تتحدث عن عناصر من كواكب اخري ولكن
ومع مرور الاحداث نكتشف أننا امام شخصيات حقيقية لكنها تضمر الشر للبيت
ونقصد البيت الهولندي والبيت الاوروبي بشكل عام. لقد تحرك ذلك الرجل وفريقة
وبأساليب وانماط عدائية ملتوية ومبتكرة على صعيد التصفية تارة وعلى مستوى
تجنيد الكوادر وغيرها من الممارسات التي كانت دائما ترسخ معطيات السيطرة
بالذات على اطفال ذلك البيت الذي يتحول بكاملة الى تحت الهيمنة.
يجمع الفيلم أكبر عدد من نجوم المسرح والسينما في هولندا ومن بينهم
جان بوغيت وهيدويش منز وجيرون بروفيسال.. حيث الاندماج التام بالشخصيات
التي تظل تذهب الى قدرها تحت هيمنة الرموز التي تعطي اشارات الى هيمنة
قادمة تهدد الامن في اوروبا والتي تريد السيطرة وتمزيق البيت الاوروبي
الكبير والذي كان من الببوت الفخمة.. لكن وكما يقول الفيلم هل يبقى او هل
يصمد؟
هكذا هو فيلم «برجمان» الذي يعتبر أول فيلم هولندي في المسابقة منذ
عقود طويلة من الزمان. يضاف الى ذلك، القيم الرمزية والمشهديات المبتكرة
بالذات على صعيد الاغتيالات والتصفيات التي تذهب بعيدة في طروحات بل تحمل
اشارات قاسية جدا.. ومن خطورة وأهمية هذا الفيلم الهولندي المثير للجدل..
فما هو الخاطر الذي يداهم اوروبا.. سوال يطرحة فيلم «برجمان».
مؤسسة الدوحة للأفلام تطلق مهرجانين سينمائيين
أعلنت في مدينة كان جنوب فرنسا مؤسسة الدوحة للأفلام اليوم عن إطلاق
مهرجانين سينمائيين جديدين في استجابة عملية لتحقيق رؤيتها في تعزيز
الثقافة السينمائية في المنطقة ونشرها على نطاق أوسع.
وسينطلق المهرجان السينمائي الأول الذي يحمل اسم «مهرجان قمرة
السينمائي» في مارس 2014 حيث سيركز على صانعي الأفلام الجدد الذين يخرجون
أفلاماً للمرة الأولى أو الثانية، وسيتضمن مسابقات دولية للأفلام الطويلة
والقصيرة ويوفر فرصاً للتعاون الابداعي بين صانعي الأفلام والمختصين في
الصناعة. أما المهرجان الثاني «مهرجان أجيال السينمائي» فيركز على المجتمع
ويعرض أفلاماً ويقيم أنشطة متعلقة بالسينما بهدف رفع الذائقة السينمائية
بين الشباب والأسر ويقام مهرجان أجيال السينمائي في نوفمبر 2013. وقال
عبدالعزيز الخاطر الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام في تصريح خاص في
السنوات الأربع الماضية، حظيت البرامج المجتمعية باقبال كثيف من المواطنين
والمقيمين على حد سواء، ولذلك ارتأينا أن نبني على القاعدة التي أسسناها في
تلك السنوات ونواصل عملنا لنمو ورفع الذائقة السينمائية لدى جميع شرائح
المجتمع في قطر.
في الوقت نفسه، قررت المؤسسة مواصلة التركيز على صانعي الأفلام
الواعدين وتوسيع المسابقات لتتضمن أفلاماً من مختلف أنحاء العالم، ولهذا
فاننا وجدنا أن الخطوة الأفضل لتحقيق أهدافنا هي إقامة مهرجانين سينمائيين
منفصلين.
يلتزم مهرجان قمرة السينمائي باستكشاف خيال ورؤى المخرجين الواعدين
ومساعدتهم في إنتاج مشاريعهم وتوفير منصة متينة لاطلاق أعمالهم، وستكون
المسابقات الدولية للمخرجين الجدد الذين يخوضون تجاربهم الإخراجية للمرة
الأولى أو الثانية محل تركيز واهتمام المهرجان، وسيتم اختيار الفائزين
بالجوائز في فئتي الأفلام الطويلة والقصيرة من ضمنها فئة «صنع في قطر» من
قبل لجنة تحكيم دولية مرموقة.
ويضم المهرجان أيضاً فئات من خارج المسابقة الرسمية من ضمنها
بانوراما الأفلام العالمية لكتاب معاصرين ومخرجين معروفين ومواهب جديدة، تم
اختيارها نظراً لمعايير عدة منها المستوى الفني والابتكار والموضوع الرئيس
الذي تعالجه.
وستكون هذه الفئة مفتوحة لمشاركة المخرجين المعروفين ليعرضوا أفلاماً
لعبت دوراً في ابراز مكانتهم السينمائية، بالإضافة إلى عروض تكريمية
تقديراً لمساهمات شخصيات مميزة في تاريخ عالم السينما.
إلى جانب ذلك، سيمثل مهرجان قمرة السينمائي فرصة نادرة لمشاهدة أولى
الأفلام التي أخرجها صانعو الأفلام المحتفي بهم على الشاشة الكبيرة.
وسيتضمن البرنامج العام لمهرجان قمرة السينمائي إقامة ندوات دراسية وورش
عمل وحلقات نقاش، بالإضافة إلى مبادرة مشاريع الدوحة التي تجمع الحاصلين
على منح أفلام من المؤسسة مع المنتجين واللاعبين الرئيسيين في صناعة
الأفلام. وسيضم المهرجان أيضاً العديد من المعارض والعروض الموسيقية
والفنية المميزة.
وفي هذا الاطار، اعلن صانع الأفلام المعروف عالمياً إيليا سليمان الذي
يشغل منصب المستشار الفني لمؤسسة الدوحة للأفلام في تصريح خاص قائلاً:
«التوجه واضح وعميق، وهو بناء حالة من ثقافة السينما القائمة على الأمل.
وأعتقد بأنه يمكننا أن نجد جوهر هذا الأمل في الأجيال المقبلة من المواهب
السينمائية الإبداعية والخلاقة من جميع أنحاء العالم، ولقد أصبح هذا الأمر
ضرورة في وقتنا هذا».
النهار الكويتية في
21/05/2013
"كانّ"
السينمائي الـ66..
أفلام واعدة وجماليات متنوّعة
نديم جرجورة
في كل عام، يُقدّم مهرجان "كان" السينمائي مجموعة من الأفلام الصادمة،
جمالياً وثقافياً وسينمائياً ودرامياً. ذلك بأن هذا المهرجان المُصنّف "فئة
أولى" يُقدّم لضيوفه المتنوّعين أفلاماً جديدة لم تُعرض سابقاً أبداً، إلاّ
باستثناءات قليلة جداً كأن يُعرض فيلم ما في بلد المنشأ فقط. وغالباً ما
يختار مبرمجو المسابقة الرسمية والمسابقات الجانبية أفلاماً تشي بكثير من
الإبداع البصري الآسر. هذا ما تابعه (ويُتابعه) ضيوف الدورة السادسة
والستين (15 ـ 26 أيار 2013) للمهرجان، إذ بدا بعض العناوين اللافتة
للانتباه بمثابة إضافات نوعية على المشهد السينمائي الدولي.
من بين هذا الكمّ الجميل، هناك أفلام ردّدت تعليقات نقدية عديدة بأنها
"طبعت" الدورة الجديدة هذه بـ"سمات جمالية ومؤثّرة"، لكونها نابعة من عمق
المعالجة المتخيّلة لوقائع وحكايات، كـروابط الدم" للمخرج الفرنسي غييوم
كاني، الذي وإن لم يُدرج في لائحة الأفلام المتنافسة على "السعفة الذهبية"،
إلاّ إن صعود مخرجه وممثليه سلالم "قصر المهرجان" قبيل العرض كان له "وقع
خاص"، لأنه الفيلم الأول لصاحبه الذي ينطق باللغة الإنكليزية، والمرّة
الأولى أيضاً التي يتعاون فيها مع "نجوم" من هوليوود، أمثال كليف أوين
وميلا كونيس وزوي سالدانا، إلى جانب الفرنسية الرائعة ماريون كوتيار. وقد
اعترف كاني أنّه واجه صعوبات جمّة في نيويورك قبل إطلاق عملية التصوير،
لأنه لم يكن معروفاً هناك، فشعر كما لو أنه يصوّر فيلمه الأول (تبدأ عروضه
التجارية في 30 تشرين الأول 2013). هناك أيضاً "حياتي مع ليبيراس" لستيفن
سودربرغ (تمثيل: مايكل دوغلاس ومات دايمون ودان آيكرويد). أما ليبيراس، فهو
عازف بيانو اشتهر في أميركا بين خمسينيات القرن المنصرم وسبعينياته، يؤدّي
دوره دوغلاس، في فيلم يروي مسار هذا الفنان الصاخب، والبيئات التي عاش فيها
وعرفها، والمناخات المختلفة التي عاصرها. أما "شابة وجميلة" لفرنسوا أوزون،
فاعتبر من أكثر الأفلام جرأةن لتناوله قصّة طالبة جامعية (17 عاماً) تقرّر
العمل في الدعارة. اختار أوزون لهذا الدور عارضة الأزياء مارين فاتش، التي
اشتهرت بإعلاناتها الخاصّة بعطر "سان لوران"، وهو أطلقها في فيلم يعتمد على
الجمالية أكثر من اعتماده على المشاهد الجريئة، التي هي في الفيلم أقلّ من
المتوقّع.
بالإضافة إلى هذا كلّه، هناك "داخل لوين دايفيس" للأخوين إيتان وجويل
كوين (تمثيل: أوسكار اسحاق وكاري موليغان وغاريت هيدلوند ودون غودمان):
يحكي قصّة المغنّي دايف فان رونك، الذي كان يشبه بأسلوبه بوب ديلان، وكان
يملأ شوارع "غرينويتش" بموسيقاه في ستينيات القرن الماضي. في المقابل، هناك
"المهاجر" لجايمس غراي (تمثيل: ماريون كوتيار ويواكيم فونيكس وجيريمي رينير).
يحكي قصّة المهاجرتين الأميركيتين إيوا سيبولسكي وأختها ماغدا، اللتين
تُهاجران من بولونيا إلى القارة الجديدة، المعروفة باسم "قارة الوعود
والأحلام". غير أن الأمور تجري في اتجاه معاكس. فيلم "قصر في إيطاليا"
لفاليريا بروني تيديشي ولويس غاريل وكزافييه بوفوا، بمثابة سيرة ذاتية
لفاليريا تيديشي، التي أعطت الدور البطولي إلى جانبها لصديقها لوي غاريل،
كما تلعب دور والدتها أمها الحقيقية: "يحمل الفيلم تشويقاً وإثارة في كشف
تفاصيل حياة المخرجة"، وهي أخت كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي السابق
نيكولا ساركوزي.
السفير اللبنانية في
21/05/2013
الكامبوديون الحُمر «الأصليون» وإعادة كتابة التاريخ
طارق الشناوي
ساندوتشك فى شنطتك كراستك معاك ومطوتك فى جيبك هكذا كانت أم اللمبى
عبلة كامل تتأكد من توفر كل عناصر السلامة لابنها محمد سعد قبل استعداده
للنزول إلى الشارع، وفى مهرجان «كان» تستطيع أن تقول آى بادك فى إيدك
ولابتوبك فى شنطتك وتليفونك فى جيبك إنه الثالوث الذى صار مقدسا لكل من
يعمل فى هذه المهنة، فلا يمكن أن نتصور أن صحفيا يتخلى الآن عن واحد من
الثلاثة، وعليك الآن أن تفتح عينك ولا تطمع فى أن تأكل ملبنا فقط، ستحمى
نفسك من السرقة، هناك الحقيقة أكثر من تجربة للسطو على لابتوب أو محمول
تكررت كثيرا، وكاتب هذه السطور تعرض قبل بضع سنوات لسرقة ليس فقط تليفون
ولكن اثنين مرة واحدة، واحد خط مصرى والثانى فرنسى، ومنذ ذلك الحين وأنا
دائما ما أتحسس فى كل لحظة جيبى لأتأكد أن التليفون لا يزال فى جيبى، نعم
الشىء المشترك الوحيد بين مدينتى القاهرة و«كان» هو أننا صرنا نتعرض بضراوة
للسرقة ولكن القاهرة تفوقت فى الأشهر الأخيرة بضراوة فى هذا الشأن.
لماذا يتكبد الزملاء الصحفيون والنقاد تلك المشقة ويتحملون المغامرة
ويدفعون المبالغ الطائلة لمشاهدة أفلام المهرجان، أتذكر ناقدا مصريا كبيرا
وهو الأستاذ كمال رمزى بعد أكثر من عشرين عاما ظل يحرص خلالها على رحلة
«كان» قرر أن يتوقف قبل عشر سنوات عن الذهاب وعندما سأله أحد الزملاء عن
الأسباب؟ قال لهم أغلى تذكرة فى السينما بعشرين جنيها، هكذا كان سعرها حتى
مطلع عام 2000، ومهرجان «كان» أو أى مهرجان آخر كبير لن تجد أكثر من خمسة
عشر قول عشرين فيلما تندم كثيرا لو لم تشاهدها فى حينها، وكانت وقتها
الإقامة والتذكرة فى أصغر فندق تكلف 15 ألف جنيه ولو أضفت سعر الأكل والشاى
والقهوة لأصبح المبلغ يقترب من 20 ألفا، معنى ذلك أن الفيلم الواحد يكلفك
الدخول إليه ألف جنيه، فهل يوجد فى الدنيا فيلم يستحق أن تشاهده مقابل هذا
«باكو» هكذا كنا نسمى الألف جنيه فى تلك السنوات، بالطبع لا يوجد، ولكن هل
تدرك عزيزى القارئ أن هناك مرضا فنيا يسمى إدمانا حتى ولو كان للأشياء
الحميدة مثل مشاهدة الأفلام، أى أنك تبحث عن تلك الجرعة السنوية كما أن
طقوس المهرجان تصبح أشبه بمعالم خاصة لحياتك، وهناك بالفعل من استطاع أن
يشفى بالعقل والمنطق من هذا الإدمان، بينما أنا لا أزال أنتظر الجرعة فى كل
سنة. ورغم ذلك فإن مهرجان «كان» يظل هو المؤشر الذى تنتظره من عام إلى عام
كل المهرجانات، خصوصا العربية، ولهذا تتعدد منصات المهرجانات العربية، من
خلال الأجنحة المنتشرة فى السوق، ومهرجان القاهرة رغم كل شىء حريص على أن
يحتل أى مساحة ولو صغيرة ولكنه موجود، كما أن عددا كبيرا من النجوم كانوا
يحرصون على المجىء لحضور فاعلياته ومنهم هذا العام لبلبة التى لم تتوقف إلا
فى القليل النادر عن الحضور، وهذا العام حرصت على المجىء للمهرجان، فى
«كان» دائما تكتشف أن هناك تجديدا للدماء وسوف تجد فنانا يأتى لأول مرة مثل
عمرو يوسف، ويبقى السؤال الأول هل تستحق مشاهدة تلك الأفلام كل تلك المشقة؟
شاهدت فيلما داخل قسم «نظرة ما» وهذا القسم يفتح الباب للتجارب التى تحمل
فى عمقها تمردا ما على الشكل التقليدى ورغم أن هذا التوصيف غير دقيق على
إطلاقه، ومن الممكن أن تجد فيلما يميل للتجريب فى «المسابقة الرسمية» بينما
آخر يميل فى بنائه للتقليدية فى قسم «نظرة ما» فإن هذه هى السمة الغالبة
مثل فيلم «الصورة المفقودة» الذى شاهدته من كامبوديا للمخرج «ريثى بانه».
«الصورة المفقودة «تروى تاريخا يقع ما بين عامى 75 و79 فى أثناء حرب
الإبادة التى تعرض لها جزء أصيل من شعب كامبوديا، كانت هناك محاولات فى
أثناء تلك الحرب لتوثيقها، ولكن اكتشف المخرج أن عوامل الزمن تدخلت وسحقتها
تماما، مزج المخرج بين تلك الرؤية التى صورت فى زمن سابق بين التسجيلى
والروائى، وهو ما يطلق عليه
«سيمى دراما» شبه درامى، مستعينا أيضا بالرسوم التى سجلها فنانون،
ولكنها لم تكتمل، بل وبحكم الزمن وضآلة الخبرة فى التخزين ضاعت ملامح هذه
الأشرطة تماما وتوارت تفاصيل تلك الرسوم، ولكن المخرج لم يكتف فقط بأن
يحاول ترميمها، ولكنه كان يحرص على أن يعيد إليها أيضا نبض الحياة. الفنان
دائما لا يقهره شىء والفن لا يزال هو القادر على التوثيق، وكما كتب القدماء
المصريون التاريخ على أوراق البردى وحفروه على أعمدة المعابد فإن الشريط
السينمائى وثق حياتنا، ولكن ماذا يفعل الفنان عندما يجد أن الأرشيف تم
انتهاكه والصور ضاعت ملامحها، يستطيع الفنان أن يعيد إلينا هذه الحياة من
خلال إضافاته الخاصة، لقد استطاع المخرج مجددا أن يقفز فوق كل العوائق وحفر
العديد من الشخصيات على الخشب وأعادها إلينا مرة أخرى فى حالة ألق وإبداع
لنسترجع كيف حدثت الإبادة لمن نطلق عليهم «الكامبوديون الحُمر» مثل الهنود
الحُمر السكان الأصليين لأمريكا الذين تمت إبادتهم من الحياة، يمزج المخرج
بين تلك الرسوم والمجسدات وأيضا الطبيعة لنرى كل هذا الألق والحضور الذى
يطل علينا عبر الشاشة. شاهدت الفيلم الممتع ووجدت أنه يحظى بالقسط الأكبر
من تصفيق الجمهور فى الصالة، أعتقد أنه لن يخلو الأمر من جائزة يوم السبت
القادم، يوم إعلان جوائز قسم «نظرة ما» حيث إنها تسبق بأربع وعشرين ساعة
إعلان جوائز «المسابقة الرسمية» مساء الأحد.
ويبقى أن بالمهرجان أحداثا أخرى هامشية لفتت الانتباه، بل سرقت
الكاميرا من أفلام وأحداث المهرجان، تابعت أجهزة الإعلام كلها حادثة سرقة
المجوهرات فى «كان» والتى تمت على طريقة فيلم «لصوص ولكن ظرفاء» بطولة أحمد
مظهر وعادل إمام ومارى منيب، حيث إن اللصوص استأجروا حجرة فى الفندق الذى
تعمد فريق الأمن أن يكون فندقا صغيرا ثلاثة نجوم، وذلك كنوع من التمويه حتى
لا يشك أحد ولكن تسرب الخبر وتمت سرقة المجوهرات التى ترتديها النجمات على
سبيل الإعارة ولكن اللصوص تمنكنوا وحتى كتابة هذه السطور من الاحتفاظ بها،
واحدة أخرى هذا المواطن غير المتزن الذى أطلق رصاص طائش فى الهواء أثناء
تصوير برنامج تليفزيونى لقناة فرنسية هذه المرة تم إلقاء القبض عليه. إنها
تبدو مثل الشىء لزوم الشىء طالما هناك مهرجان «شىء» فإن هناك من يسرق
الكاميرا «لزوم الشىء»! شاهدت قبل لحظات الفيلم الفلسطينى «عُمر» للمخرج
هانى أبو أسعد الذى يمثل السينما العربية فى المهرجان داخل قسم «نظرة ما»،
لن تندموا لو انتظرتمونى للغد نتناول هذا الفيلم!
التحرير المصرية في
21/05/2013
مايكل دوجلاس من «كان»: صورت «ما وراء الشمعدانات» بعد إصابتي بالسرطان
رويترز/ أحمد الجزار
قال الممثل الأمريكي مايكل دوجلاس، إنه صور فيلمه «ما وراء
الشمعدانات»، الذي تدور أحداثه حول السيرة الذاتية لعازف البيانو والموسيقي
الأمريكي الشهير «فالدزيو فالنتينو ليبراس»، بعد إصابته بمرض السرطان،
مشيرًا إلى أنه قابل «ليبراس» لأول مرة في «بالم سبرينجس» عندما كان في 12
من عمره، برفقة أبيه الذي كان يعرفه قليلًا.
وأضاف «دوجلاس» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الممثل مات ديمون،
الذي شاركه بطولة فيلمه خلال فعاليات الدورة 66 لمهرجان «كان» السينمائي،
والذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية، للمخرج الشهير ستيفن سودربرج، أن الفيلم
يتطرق للعلاقة الشاذة بين «ليبراس» وسائقه الشاب «سكوت ثورسون»، والتي
استمرت لمدة6 سنوات حتى وفاة «ليبراس» عام1987 مصابًا بالإيدز.
وتابع: «أكثر ما فاجأني عندما قابلت ليبراس كمية المجوهرات التي
يحملها والتي كانت تجعله يلمع في الشمس، لذا أعتبر هذا الدور الرائع هدية
لي من ستيفين، ولن أنكر جميل فريق العمل».
وقال مات دايمون، الذي جسد دور الصديق: «هذه المرة السابعة التي
أتعاون فيها مع (ستيفين)، وفي هذه المرة تجاوز (ستيفين) حدود التكنولوجيا،
وتابعت معه أولا بأول ما يتم تصويره، فقد أنشأ موقعًا يتيح للفريق متابعة
التصوير في الوقت الحقيقي، وفي المساء، كان بوسعي رؤية نتيجة ما صورناه
خلال النهار، وأرى أن حصول الممثل على كل هذه المعلومات مهم جدًا».
وتحدث «سودربرج» عن قرار تقاعده قائلًا: «أود الخلود إلى استراحة، ولا
يمكنني أن أقول إن كان هذا فيلمي الأخير أم لا، فهناك علاقة بين هذا الفيلم
وبين أول فيلم قدمته، فكلاهما يتناول أشخاصا تعيش في عالمها الخاص، أظن
أنني طورت قليلًا من الأسلوب، الإخراج أوضح الآن، ومباشر أكثر مما مضى».
«لوسيا»
ابنة المخرج الأرجنتيني لويس بوينزو في «كان»: «واكولدا» كان مغامرة
أحمد الجزار
قالت المخرجة لوسيا بوينزو، ابنة المخرج الأرجنتيني لويس بوينزو، عن
فيلمها «واكودا» الذي عُرض الثلاثاء، ضمن «نظرة ما»، في الدورة 66 لمهرجان
«كان» السينمائي، إن هذا هو فيلمها الثالث، وروايتها الخامسة، مشيرة إلى
أنها أمضت سنة تقريبًا في كتابة الرواية لأنها كانت غارقة في فهم الأسباب
المعقدة التي دفعت الحكومة الأرجنتينية إلى فتح أبوابها أمام العديد من
النازيين، وإصدار قانون يسمح لهم باستخدام أسمائهم الحقيقية، معتبرة أن هذا
الفيلم واجه صعوبات عديدة، وهو ما جعلها تعتبره مغامرة.
وأضافت «لوسيا» عن فيلمها الذي يدور حول قصة حقيقية لعائلة تستضيف في
منزلها شخصًا نازيًا دون أن تدرك حقيقته، خلال لقاء صحفي معها ضمن فعاليات
المهرجان: «استهوتني الأسباب التي جعلت مئات العائلات الأرجنتينية تتآمر مع
هؤلاء الأشخاص، لقد صورنا كل مشاهد الفيلم تقريبًا في (باتاجونا) ووصلت
درجة الحرارة في بعض الأحيان إلى تحت الصفر، كل يوم كان بمثابة مغامرة، لكن
كانت الحياة أكثر مرحاً، أقمنا جميعًا في الفندق نفسه الذي كنا نصور فيه
الفيلم، لذا، امتزج حدود الواقع بالخيال طيلة ستة أسابيع».
وتحدثت عن الرواية الجديدة التي تكتبها حاليًا قائلة: «أكتب الآن
رواية بعنوان (Los invisibles)
وأعمل على نصين لمنتجين من أمريكا اللاتينية، الأول يرتكز على حياة المصورة
الفوتوغرافية الإيطالية (تينا مودوتي)، والثاني يحمل عنوان
(Dementiaville)
سيتم تصويره في كولومبيا العام المقبل، كما أقوم بإعداد فيلم
قصير حول حرب (ملفيناس) قمت بتصويره الشهر الماضي في (باتاجونيا)
المصري اليوم في
21/05/2013
الفلسطيني هاني أبو أسعد بعد عرض فيلمه في «كان»:
بكيت أثناء تصوير «عمر»
أحمد الجزار
قال المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، بعد عرض فيلمه «عمر»، صباح
السبت، ضمن فعاليات الدورة 66 لمهرجان «كان» السينمائي، داخل قسم «نظرة
ما»، إن الحياة تمنح قصصًا رائعة للكُتاب، وفيلم عمر ليس استثناءًا لهذه
القاعدة، مشيرًا إلى أنه بكى أثناء تصوير الفيلم بسبب أحد المشاهد التي
تفاعل معها.
وأضاف «أبو سعدة»: «كنت برام الله منذ بضع سنوات، أتناول فنجانًا من
الشاي مع أحد الأصدقاء، الذي روى لي محاولة عميل مخابرات استعمال المعلومات
التي بحوزته لإجباره على العمل معه، وحاولت معرفة المزيد عن هذا الموضوع
منه لدراسة التبعات التي يمكن أن تتسبب فيها علاقات الحب والصداقة والثقة».
وتحدث عن كواليس العمل قائلًا:«عشت لحظات سعيدة في هذا العمل لم أعشها
في أي فيلم من قبل، حتى أن بعض مشاهدي أثرت فيّ شخصيًا ولمست عواطفي حتى
أنني لم اتمالك نفسي من الدموع أثناء تصوير أحد المشاهد قبل أن (أقطع)
المشهد، ونظرت إلى الأسفل لأنني أردت إخفاء عيناي التي كانت مليئة بالدموع».
واستكمل الموقف قائلًا: «بعد ذلك اكتشفت أن طاقم الفيلم كان له نفس
الإحساس بهذه اللحظة، لقد حبسنا دموعنا جميعًا، وهذا جعلني أتساءل؟ لماذا
يحاول الناس إخفاء أحاسيسهم وغيرهم لا؟ لماذا نحرم أنفسننا من تشارك هذه
اللحظة خلال تصوير فيلم في مكان نعمل فيه جميعًا؟، وتأكدت في هذه اللحظة أن
السينما قوية جدًا، لأنها المكان الذي يذهب إليه الناس لغخراج أحاسيسهم
بدون تحفظ، إنه المكان الذي لا يكبح فيه الناس أفكارهم وعواطفهم».
المصري اليوم في
20/05/2013
على هامش مهرجان «كان»
هيفاء المنصور تفخر بـ«وجدة» وتواصل مسيرة التصوير في
السعودية
كان (ا ف ب) - تنوي أول مخرجة سعودية هيفاء المنصور صاحبة فيلم
«وجدة»، تصوير أفلام أخرى في بلادها الذي لا تتوافر فيها صالات سينما، على
ما أكدت في مقابلة مع وكالة فرانس برس، مشيرة الى أن «ثمة انفتاحاً أكبر»
في السعودية الآن.
وأوضحت المخرجة، على هامش مهرجان «كان»، حيث منحت جائزة «فرنسا ثقافة
سينما» (فئة الاكتشاف) عن فيلمها «وجدة»، «أريد أن أصور أفلاماً مجدداً في
السعودية. ثمة الكثير من القصص التي تروى هناك.. إريد أن أذهب الى مسقط
رأسي وأروي قصص زميلات الدراسة السابقات.. هذا مصدر وحي رائع».
وقد رحب النقاد بفيلمها الروائي الطويل الأول “وجدة” الذي ينقل
الأجواء الاجتماعية المحافظة في المملكة عبر قصة “وجدة”، الفتاة السعودية
الطموحة التي تحلم بشراء دراجة هوائية لتتسابق مع ابن الجيران، وتحاول أن
تجمع المال لشرائها. وكان “وجدة” قد شارك في مهرجان البندقية السينمائي
ونال جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الدولي، هما جائزة أفضل فيلم، وجائزة
أفضل ممثلة للطفلة وعد محمد. وحاز “وجدة” أيضاً جائزة الجمهور في مهرجان
فريبورج السويسري.
وليس من السهل تصوير فيلم في بلد لا توجد فيه قاعات سينما، فيما
النساء شبه غائبات عن الساحة العامة. ففي الرياض اضطرت هيفاء المنصور (38
عاماً) الى التصوير في شاحنة صغيرة بعيداً عن الأنظار وأدارت ممثليها عبر
جهاز لاسلكي. وفي بعض أحياء المدينة حاول سكان محليون تعطيل التصوير
أحياناً. إلا أن المنصور تحافظ على تفاؤلها قائلة “في المملكة العربية
السعودية الأمور تتغير والناس أصبحوا أكثر انفتاحاً”. وتوضح المخرجة أن وعد
محمد “لا تواجه أي مشكلة لقد فازت بجائزة التمثيل في مهرجان دبي.. وهي تتصل
بي من وقت الى آخر لتقول لي، لدي مقابلة تلفزيونية، لقد أصبحت نجمة في
مدرستها”. وشددت المنصور على أن الفيلم “حميمي جداً وليس استفزازياً”.
وقد تابعت المخرجة السعودية دروسها في الجامعة الأميركية في القاهرة،
ومن ثم حصلت على إجازة ماجستير في السينما من جامعة سيدني في أستراليا.
وهي تأمل أن “تدفع مخرجين آخرين ونساء أخريات في السعودية الى الايمان
بأنفسهم وبقدرتهم على تغيير الواقع اليومي”.
الإتحاد الإماراتية في
21/05/2013 |