حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

فى كل مرة تتشابه النهايات

طارق الشناوي

فى الموسيقى تعبير كريشندو، أى تصاعد فى الإيقاع، يقابله على الجانب الآخر ديمنوندو، أى هبوط تدريجى حتى نصل إلى النهاية والصمت، أتصور أننا فى تلك اللحظات نعيش فى مهرجان «كان» تلك النهايات حيث ترى عوامل الانسحاب بادية على كل تفاصيل المهرجان، من واقع خبرتى هناك إرهاصات منها تضاؤل المطبوعات فى العدد والحجم، زمن المهرجان 12 يوما وأغلب المجلات المصاحبة للمهرجان مثل «فارايتى» و«سكرين» و«فيلم فرنسيس» لا تصل إلى العدد العاشر، وبعدها كأن مهرجانا لم يكن، حتى إننى أشعر بأن هذه المدينة تموت بعد صحوة الخمسة عشر يوما. أسعار الفنادق تهبط إلى النصف، الزحام الذى يحول بينك وبين الوصول إلى دار العرض بسبب هذا الفيضان البشرى تشعر بعده كأنك تعيش فى صحراء، نادرا ما تلمح أحد خصوصا فى تلك الساعات المبكرة التى تبدأ من السابعة، حيث يستعد الصحفيون للذهاب إلى قاعة موليير الكبرى، وكل منهم يتباهى بلون الكارنيه الذى يضعه على صدره مفاخرا الآخرين، لأن اللون يحدد موقعك فى أثناء المشاهدة. لن أشغل وقتكم بتلك التفاصيل وفروق الألوان الذى يبدأ من الأبيض وهو الأعلى والأهم وصولا إلى الأصفر ومكانه ذيل القائمة، صاحبه ينتظر على الباب إذا وجد كرسيا يحصل عليه، وبرغم أهمية تطبيق هذه القواعد فى مهرجان عريق مثل القاهرة، حيث يتقبل الصحفيون هناك ببساطة تلك التقسيمات ولكنك لو فعلتها فى مصر لهدد أصغر صحفى بأن يفضح الإدارة التى لم تراع مكانته، كما تجد أيضا من بين ملامح النهاية المباشرة الصناديق المصاحبة للصحفيين وهى خاوية تماما إلا من ورقة فقط لجدول العروض، بينما فى البداية كانت تمتلئ ونعجز عن ملاحقة قراءتها بسبب ضيق الوقت، فى دار العرض تكتشف أيضا تضاؤل عدد الزملاء الحاضرين إلى الصالة، أغلبهم لا ينتظر اليوم الأخير وبعضهم يغادر ليلة الختام، كنت دائما ما أغادر المهرجان بعد مشاهدة كل الأفلام وقبل إعلان النتائج بساعات وأصل إلى القاهرة لأشاهدها تليفزيونيا، ولكنى هذه المرة قررت أن أنتظر توزيع الجوائز، ربما لا يتبقى أكثر من 25% من الصحفيين والنقاد. الغريب أن المهرجان الذى كان يشكو بسبب كثرة الملاحقة والاهتمام فى المركز الصحفى، حيث فى العادة عدد مفترشى الأرض أكثر ممن يجلسون على الكراسى، فإنك تكتشف ببساطة أن الكراسى من كل صوب وحدب تناديك، أين أنت.

مساء الغد تعلن النتائج، وحتى الآن -أقصد عند كتابة هذه السطور- لم أعثر على الفيلم داخل المسابقة الرسمية الذى أقول إنه تحفة فنية يستحق كل هذه المشقة، فى قسم نظرة ما حماسى لا يزال مشدودا إلى الفيلم الكمبودى «الصورة المفقودة»، يليه فى الأهمية الفيلم الفرنسى «السنترال الكبير» ولكن من يستحق الجائزة هو الأول بلا منازع، رغم أنه لا يزال لدىّ فيلمان لم أرهما حتى كتابة هذا المقال وربما يغيران شيئا من هذا الأمر.

ما رأيكم هذه المرة أن نتحدث عن فيلم مختلف فى قسم لم يسبق أن تناولنا شيئا من أفلامه، إنه قسم خارج التسابق، ويمنح له اسم على شرف المسابقة فهو فيلم رسمى ولكن يجنبه المهرجان التنافس لرغبة المخرج، أو لأن الفيلم رائع من وجهة نظر لجنة الاختيار، ولكن هناك من هو ما بين الأفلام من يتفوق عليه، فى كل الأحوال فيلمنا «الكل خاسر» للمخرج جى ى شاندور بطولة المخضرم روبرت ردفورد لا نعرف طوال زمن الفيلم اسم البطل، ولن تجد حوارا بالطبع، فهو أقرب إلى مونودراما صامتة فقط لا غير، لا تستطيع أن تحيلها أو تصفها سوى بتلك التسمية هى بالطبع صامتة من الحوار، ولكنها ليست كذلك بالنسبة إلى كل مفردات شريط الصوت، حيث إن المؤثرات الصوتية تلعب دور البطولة. ردفورد هذا الممثل الذى يقترب من الثمانين من عمره يقدم أحلى وأصعب أدواره على الإطلاق، حيث إن عليك أن تتعايش فقط بالصورة، هل تذكرون فيلم «حياة باى» الحاصل على أكثر من جائزة أوسكار هذا العام، كان البطل بمفرده فى البحر فى جزء كبير من الفيلم ما عدا البداية والنهاية، ولكن كان معه عدد من حيوانات السيرك: نمر وضبع وقرد وحصان وحشى، وتبقى معه النمر الذى يجعل من المنطقى والحال كذلك أن يجرى معه حوارا، وقيمة الحوار فى الدراما أنه موجه للمتلقى لكى تصل إليه معلومة، كما أن «حياة باى» كان له أبعاده الثلاثة فى التصوير ولديه إمكانيات ضخمة فى استخدام التقنيات لتقديم مجسد للنمر، أما هذا الفيلم فإنه أبسط كثيرا. البطل ردفورد فى هذا الفيلم لا يتعامل سوى مع معدات قليلة داخل اليخت الذى انحرف به فى أعماق المحيط الهندى، فكرة أن تتعرض باخرة للغرق وأشهرها «تايتانيك» بالطبع تضمن فى الحد الأدنى أن المتفرج يتابعك بشغف، وهناك دائما خطر يزداد معدله كلما أوغلنا فى الفيلم، ويضيع تدريجيا أيضا الأمل كلما تبدد الزمن فى الإنقاذ، حتى تأتى النهاية التى يريدها المتفرج دائما سعيدة لأنه يتوحد مع البطل، كان بطلنا حريصا على الحياة عندما اكتشف أنه ليس لديه مياه حاول بوسيلة بدائية أن يقطر شفرات من ماء البحر وأن يترقبها فى كوب لتسقط ثم يشرب تلك القطرات، كان يفجر ما تبقى لديه من شماريخ وصواريخ يطلقها فى الهواء على أمل أن يلتقطها أحد، عندما يثقب اليخت ينطلق بقارب نجاة مطاطى صغير محاولا وحتى اللحظات الأخيرة الحفاظ على الحياة، ولكن كل الطرق تتبدد. المخرج ليس لديه سوى مفردات قليلة للتعبير وهو الممثل، ولهذا كانت اللقطات القريبة للوجه الوسيلة الوحيدة أمامه وسلاحه الوحيد أيضا، بين الحين والآخر وبتعبير أشبه باللزمة الموسيقية كان ينتقل إلى عمق البحر لنرى الأسماك ونشاهد بقايا حطام اليخت، ثم يعود بعد تلك اللزمة المرئية ليستكمل اللحن الأصلى، وتنتهى الرحلة بأن مركب النجاة أيضا تثقب ويفتقد المقاومة تماما ويغرق، ثم يقدم المخرج مشهدا أقرب إلى الحُلم لنرى يده ممسكة بيد، إنها يد الجمهور الذى يرفض أن يرحل البطل، أم إنها يد الله التى تنقذنا فى اللحظات الأخيرة!

من المنتظر أن تتم دعوة محمد صالح هارون إلى مهرجان الأقصر الدولى الإفريقى فى دورته الثالثة القادمة، حيث رشحه سيد فؤاد رئيس المهرجان لرئاسة لجنة التحكيم وعرض فيلمه فى الافتتاح.

الكاتب والمنتج ومدير مهرجان الإسماعيلية محمد حفظى كتب سيناريو فيلم جديد إنتاج مصرى إماراتى لبنانى «من الألف إلى الباء» المقصود بالعنوان من أبو ظبى إلى بيروت، إخراج الإماراتى على مصطفى، سبق للمخرج أن قدم فيلما روائيا قبل أربع سنوات باسم «أبواب المدينة».

تقيم مؤسسة الدوحة مهرجانين فى العام حيث انتقل «الدوحة ترايبكا» الذى كان يعقد فى شهر نوفمبر ليقام فى مارس، واستقل عن «ترايبكا» وأصبح اسمه الكاميرا التى اخترعها مخترع التصوير العربى الحسن بن الهيثم، سوف تُصبح هذه هى دورة المهرجان الخامسة، المهرجان الثانى فى شهر نوفمبر ومتخصص فى سينما العمل الأول وله رؤية شبابية. الفيلم الفرنسى «الأزرق اللون الأكثر دفئا» للمخرج التونسى عبد اللطيف كشيش ويحمل بالفرنسية اسما آخر وهو «حياة عديلة» اسم بطلة الفيلم، حصل طبقا لما ذكرته مجلة «فيلم فرانسيز» على المعدل الأكبر فى الترشيح للسعفة التى تعلن مساء غد.

التحرير المصرية في

25/05/2013

عندما هتف النقاد: راؤول.. راؤول

«الأزرق اللون الأكثر دفئا» للمخرج التونسى عبد اللطيف كشيل يحلل طبيعة المرأة السحاقية!

طارق الشناوي 

الطبيعة قاسية جدا هذه المرة على رواد المهرجان، حيث إن السماء لا تزال حبلى بالأمطار ورغم ذلك فإننا ونحن نترقب بعد غد إعلان النتائج لم نعثر حتى الآن على الفيلم الذى يستعصى على النسيان ويستحق مشقة الرحلة ماديا وأدبيا وأيضا صحيا، حيث أصيب أكثر من زميل بنزلة برد حادة، إلا أن هذا لم يمنع أغلبهم من أن يتعاقدوا مع الفنادق الصغيرة التى يقيمون فيها على أخذ عربون لـ«كان 2014»، كثيرا ما يبدو لى أن علاقتى بالمهرجان صارت ومع العديد من الزملاء تُشبه المدمنين، أجد نفسى منذ عام 92 وقد ذهبت إلى تلك المدينة الصغيرة فى الجنوب الفرنسى للحصول على الجرعة السنوية، «ياه» مر من عمرى 21 عاما، تُصبح جداول المهرجانات هى جداول حياتى، أصحو طبقا لعرض أول فيلم وأنام بعد مشاهدة الفيلم الأخير، مواعيد المهرجانات هى دستورى الدائم الذى لا أستطيع أن أخالفه مهما كانت الأسباب، فأنا مثلا لم أتخلف دورة واحدة عن حضور مهرجان «كان» منذ بداية علاقتى به، رغم ما أتكبده من نفقات يزداد معدلها عاما بعد عام بسبب قوة «اليورو» مقارنة بالجنيه المصرى وأترحم دائما على أيام «الفرنك» الفرنسى الطيب المتواضع الذى كان باستطاعة الجنيه المصرى آنذاك أن يتصدى له ويواجهه قائلا «قوم اقف وانت بتكلمنى»، أما «اليورو» فإن الجنيه لا يعرف أمامه حاليا سوى الانحناء والخضوع.

أتابع فى المهرجانات ليس فقط الأفلام والندوات ولكن أيضا الوجوه، وجوه البشر وأرى كيف يرسم الزمن بصماته التى لا تمحى على وجوه زملائى، وأقول من المؤكد أنهم يشاهدون الزمن وهو ينطق، بل يصرخ على ملامحى، ولكنى أسارع بطمأنة نفسى وأسمع صوتى الداخلى يردد ربما يكون الزمن كريما معى أو بتعبير أدق أظن ذلك وأرجو أن لا يخيب ظنى، أرى شحاذة فى مدينة «كان» منذ 21 عاما وهى تحمل طفلا عمره عام وبعد مرور 21 عاما لا يزال الطفل فى عامه الأول، إنها تذكرنى بالشحاذين فى بلادى حيث يؤجرون طفلا رضيعا ويظل إلى الأبد رضيعا، أرى القاعات والأشخاص حتى الذين لا أعرفهم شخصيا فأنا أراهم باعتبارهم من ملامح حياتى.

أتذكر وجوها عديدة كانت من معالم مهرجان «كان» ثم لم تعد تذهب إليه لأسباب متعددة، فى مهرجان «كان» تستمع إلى هتاف يسبق عرض بعض الأفلام وأستمع إلى اسم «راؤول» ناقد فرنسى راحل تعود أن يُنطق بصوت مسموع باسمه قبل عرض الأفلام، وبعد رحيله لا يزال زملاؤه القدامى يتذكرونه ويهتفون بمجرد إطفاء نور القاعة «راؤول.. راؤول»، فى المهرجانات نكتب عن الأفلام والندوات واللقاءات وحتى الكواليس بكل تفاصيلها، لكننا لا نكتب عن أنفسنا وعما نشعر به لأننا لسنا آلات تذهب للمتابعة فقط، إننا بشر، وأعترف لكم أن أسوأ مشاهدة للأعمال الفنية هى تلك التى نجد أنفسنا مضطرين لحضورها فى المهرجانات، لأننا متخمون بكثرة الأفلام التى تتدفق علينا، فى اليوم الواحد قد يصل كم المشاهدات أحيانا إلى خمسة أفلام، هل هذه عدالة؟! نحن نظلم أنفسنا بقدر ما نظلم الأفلام، لأنك بعد أن تشاهد الفيلم ينبغى أن تعايشه ليشاهدك ويمنحك نبضاته، ولكن كيف يتحقق ذلك وأنت تلهث من فيلم إلى آخر، ثم بعد أن نعود من السفر ينبغى أن تستعيد نفسك قليلا قبل أن تشد الرحال إلى مدينة أخرى ومهرجان آخر، ووجوه تلتقى بها كثيرا ووجوه تشاهدها لأول مرة، أسعد بالأيام وأشعر بالشجن على الزمن الذى يسرق من بين أيدينا، نعم المهرجان يعنى عيدا وفرحة وبهجة وهو بالنسبة لى يحقق كل ذلك إلا أنه أيضا يخصم من أعمارنا زمنا وكما قال الشاعر «ما أروع الأيام يا صاحبى لولا أنها إذا مضت لا ترجع»، أشعر بمرارة الأيام والسنوات المسروقة، ويتردد فى أعماقى صوت عبدالوهاب بشعر على محمود طه «أنا من ضيع فى الأوهام عمره»، أما أنا فأقول «أنا من ضيع فى المهرجانات عمره»!!

لمن تسند جنسية العمل الفنى إلى المخرج، أقصد هوية المخرج أم إلى الإنتاج، هذا هو السؤال الذى كثيرا ما يتردد وأتذكر أننا قبل عامين فى أثناء إعداد اللائحة الجديدة لمهرجان، تناقشنا طويلا وكان رأيى أن الإنتاج هو الذى يحدد الهوية، ورغم ذلك لو تابعت أغلب ما نشر فى وسائل الإعلام خصوصا العربية عن المشاركة العربية فى «كان» هذه الدورة ستجد أن فيلم «الأزرق اللون الأكثر دفئا» للمخرج عبد اللطيف كشيك يصنفه البعض على اعتبار أنه فيلم تونسى، رغم أنه فقط فرنسيًا، الإنتاج هو الذى يحدد المسار، حتى لو كانت القضية عربية أو الأبطال يتحدثون لغة عربية فهذا لا يمنح الفيلم هوية أخرى.

كان مثلا المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد حريصا على أن إنتاج فيلمه الجديد «عمر» برأسمال فلسطينى وبمساندة من مهرجان «دبى»، بينما فيلمه قبل الأخير «الجنة الآن» أسهمت فيه أكثر من دولة، ولكن ظل الفيلمان فلسطينيين طالما شارك فى الإنتاج الجانب الفلسطينى.

الهوية إذن لفيلم «الأزرق اللون الأكثر دفئا» هى الفرنسية حسب جهة الإنتاج، بينما المخرج عبد اللطيف كشيك تونسى الهوية. يتناول الفيلم قضية شائكة وهى الميول الجنسية المتناقضة لفتاة فى الخامسة عشر من عمرها، لا تدرى أين تتجه بمشاعرها لأى الجنسين، بينما الفتاة الأخرى تكبرها بنحو عشرة أعوام واختارت أن تُصبح سحاقية، بالطبع حتى فى المجتمع الأوروبى على عكس ما يعتقد البعض فإن تلك الميول لدى قطاع من المجتمع مستهجنة ومرفوضة، رغم أن القانون لا يدينها إلا أن المجتمع المحافظ بطبعه يرفض ذلك، المخرج وهو أيضا كاتب السيناريو لا تستطيع أن تقول إنه يبيح أو لا يبيح، فقط هو يحلل الطبيعة السحاقية لبطلتى الفيلم لى سيدو وعديلة إيكشرابو، قدمت الممثلتان مشاهد الصراع والعتاب بمساحة كبيرة من التلقائية، حرص المخرج على أن يسمح لكل منهما أن تسمح فقط للأحاسيس لكى تنطلق وأن تتعاملا مع الحوار اللحظى الذى قد يخرج بهامش على السيناريو، كما أنه قدم إلى الفتاتين أسرتين متناقضتين واحدة لا ترى بأسا فى الإفصاح عن تلك الميول، والأخرى تحيط ذلك بقدر كبير من السرية، ليلقى ظلالا غير مباشرة على طبيعة المجتمع الفرنسى، طالت مشاهد الممارسات السحاقية، حتى إنك لو لم تكن متابعا للفيلم منذ البداية لاعتقدت أنك بصدد فيلم «بورنو» إلا قليلا!! كان المخرج يحاصر دائما بطلتيه فى أماكن ضيقة ليبدو اللقاء حميما، كما أنه يضمن أن الصراع على الجانب الآخر سيصبح عنيفا، كان يبدو وكأنه يخنق بطلتيه داخل الكادر. إنه فيلم يصطدم بالمجتمع الشرقى بقيم دينية وثقافية ترفضه شكلا وموضوعا، ولهذا أرى أنه على الرغم من أن البعض حاول أن يتباهى «بشعر بنت أخته» ويعتبره فيلما تونسيا ليؤكد أن للعرب فيلما فى المسابقة الرسمية، فإن العديد من المهرجانات فى عالمنا العربى ستتحرج فى عرضه إلا فقط فى إطار عروض خاصة وللصحفيين والنقاد فقط، ويبقى العنوان «الأزرق اللون الأكثر دفئا» إنها البطلة الأكبر عمرا والتى أدخلت المراهقة الصغيرة إلى هذا العالم الشاذ حيث كانت ترتدى باروكة زرقاء وكأن العنوان يحمل الإجابة فالبطلة المراهقة اختارت أن تُصبح سحاقية.

عُرض صباح أمس الفيلم الأمريكى «نبراسكا» للمخرج ألكسندر باين أظنه من الممكن أن يصبح هو الحصان الأسود فى تلك الدورة ويقتنص السعفة!!

التحرير المصرية في

24/05/2013

 

فرهدى ينافس على السعفة.. ودوجلاس مثلى.. والأخوان كوين يقدمان دراما موسيقية رائعة..

الكبار يتنافسون فى الأسبوع الثانى لمهرجان كان

رسالة مهرجان كان ـ علا الشافعى 

نستطيع أن نطلق على الأسبوع الثانى من مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ66 أسبوع الكبار، لأن المنافسة تشتد، وإدارة المهرجان وضعت فى برمجتها أفلام المخرجين الكبار فى الأسبوع الثانى، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الصراع الحقيقى فى الترشيحات بدأ مع عرض فيلم المخرج الإيرانى أصغر فرهدى «the past» أو الماضى الذى يتصدر ترشيحات النقاد لنيل السعفة، مع فيلم الأخوين كوين inside llewyn davis الذى كان من أكثر العروض ازدحاما، سواء فى عرضيه الأول أو الثانى، وهو الفيلم الذى لم يخيب توقعات النقاد ومرتادى المهرجان، فاستحق أن يحصل على أعلى التقديرات من النقاد ونافس فرهدى.

توالت بعد ذلك عروض أهم الأسماء فى عالم المبدعين مع عرض فيلم المخرج ستفين ستودبرج Behind the candlabara أو «خلف الشمعدان»، ويشهد الأسبوع الثانى أيضاً عرض فيلم المخرج الكبير رومان بولانسكى، واللذان يعرضان فى نهاية الأسبوع، كما عرض فيلمان إيطاليان أهمهما فيلم the great beauty للمخرج paolo sorrentio وهو الفيلم الذى يناقش قضية فلسفية بالغة التعقيد، وهى فلسفة الجمال، وأين يجده الإنسان، هل فى الطبيعة أم النساء الجميلات أم الدين والزهد فى الحياة؟، ويحمل الفيلم جانبا كبيرا من السخرية من الكنيسة فى أوروبا.

وإذا كان فرهدى فى فيلمه قد ناقش قضية إنسانية يبدو مهموما بها فى إبداعاته طوال الوقت، ألا وهى مؤسسة الزواج، والارتباط الإنسانى بين شخصين، وما قد يؤدى بهما إلى الانفصال عندما تقطع السبل بينهما، فهناك شىء غامض فى العلاقات الإنسانية والنفس البشرية، يحاول المخرج الإيرانى الغوص فيه، فإن الأخوين كوين فى فيلمهما قد اختارا حياة مغنى شاب يبدع فى الموسيقى الشعبية، حيث تبدأ الأحداث بجرينوتش فيليب عندما يجد هذا المطرب الموهوب.

والباحث عن الشهرة نفسه فى مفترق طرق بعد أن يقرر تحقيق شهرته بنفسه، وبعيدا عن مساعدة أصدقائه الذين هم العون الحقيقى له فى الحياة، ويحاول أن يتمرد على وضعه كمغنٍ فى المقاهى والبارات، ويذهب فى رحلة قاسية إلى ولاية أخرى ليغنى أمام أحد عمالقة الموسيقى الذى يقوم باكتشافه وإطلاق المواهب، وهو بود كروس مان، لكنه يعود خائبا. قد تبدو القصة تقليدية للبعض، لكن الأجمل فى هذا الفيلم هو الطريقة التى صنعها به الأخوان كوين، وقدرتهما على رسم الصورة الحقيقية لهذا المطرب الموهوب القليل الحظ، والصورة البصرية لأجواء تلك الفترة التاريخية، وتفاصيل الشخصية، والشكل الخارجى لها، وبرغم الموهبة الفذة فإن هذا المطرب رث المظهر، متخبط فى علاقته حتى مع صديقته، إلا أنه بمجرد أن ينطلق فى الغناء تنسى أى شىء عنه، ولا تتذكر إلا صوته من خلال دراما موسيقية تتصاعد أحداثها كجملة موسيقية تعم وتحتد فى تفاصيل علاقته بصديقته، وتصل إلى الاكتمال بعودته محبطا من نيويوركوى، الشخصية التى جسدها النجم أوسكار إيزاك ببراعة شديدة، فهو لم يلعب فقط على الانفعالات المركبة لتلك الشخصية، بل أيضاً وظف جسده بشكل جيد، بداية من الطريقة التى كان يمسك بها الجيتار، وينفصل مع الغناء متى تنظر عيناه إلى جمهوره، ومتى يحلق هو فى عالمه.

ومن أهم العناصر السينمائية المميزة فى فيلم الأخوين كوين الإضاءة التى أضافت تماماً إلى دراما الفيلم، وطبيعة الشخصية، فكانت تميل إلى الألوان الداكنة فى الكثير من المشاهد. وإذا كان الأخوان كوين قد اختارا قصة حياة مطرب شاب مغمور فى الستينيات رغم موهبته، فإن المخرج الأمريكى ستفين ستودبرج قد اختار موسيقيا آخر موهوبا جداً، وصل لقمة الشهرة وعرفته كل أمريكا، وهو عازف البيانو الشهير ليبراتشى الذى ظهر قبل ألفيس برسلى وألتون جون، وكان ليبراتشى فنانا مجنونا بالشو على المسرح. فالمسألة لا تتعلق فقط بالطريقة المبدعة التى يعزف بها على البيانو، بل أيضاً بالملابس التى يرتديها والإكسسوارات، والطريقة التى يدخل بها إلى المسرح، وأيضاً حياته الخاصة التى تبدو غامضة إلى البعض، حتى يتكشف أنه مثلى الجنس.

ومع المشهد الافتتاحى نرى ليبراتشى كيف يدخل إلى خشبة المسرح - جسد الدور مايكل دوجلاس بعبقرية شديدة - ويجلس إلى البيانو الخاص به، وكيف يقيم حوارا جذابا مع جمهوره الذى ينتظر حفلاته بشغف، وتبدأ علاقته بمات ديمون منذ اللحظة الأولى التى يراه فيها مع أحد أصدقائه، حيث ينجذب إليه، ويبدأ فى إدخاله عالمه الشديد الخصوصية، ومع المشهد الذى يستقبله فيه بمنزله، نرى كل شىء فى حياة هذا الموسيقار المبدع الذى يميل إلى المبالغة والاستعراض، فمنزله ملىء بقطع أثاث ضخمة، وتحف كثيرة، وحتى ملابسه الحريرية مرصعة بالفصوص. وإذا كان مايكل دوجلاس قد قال إن هذا الدور جاءه بمثابة الهدية بعد فترة مرضه بالسرطان، ورحلة علاجه، وإنه كان يخشى الدور، خاصة أنه معقد، وطبيعة شخصيته غامضة، بالإضافة لكونه مثلىّ الجنس، ويرتبط بشباب أصغر منه فى العمر، حيث عاش مع سكوت - مات ديمون - خمس سنوات فى سرية داخل منزله فى السبعينيات، رغم فارق العمر والاختلاف الاجتماعى، فبرغم كل ما فى الدور من غموض وصعوبة فى الأداء، فإن دوجلاس جسده بحرفية عالية جداً.

ومن أجمل مشاهد الفيلم المشهد الذى شاهد ليبراتشى نفسه فى أحد البرامج التليفزيونية، وقد تقدم فى العمر، فصرخ: «لقد أصبحت أشبه بوالدى»، لذلك قرر أن يقوم بإجراء عمليات تجميل، ليستعيد بعضا من شبابه، ليس ذلك فقط بل أقنع «سكوت» أن يجرى عملية تجميل، ليكون قريب الشبه منه. وإذا كان دوجلاس قد أجاد فى أداء شخصية واحد من أمهر عازفى البيانو فى العالم، وظهر فى مراحل عمرية مختلفة، فقد ساعده براعة المكياج، والملابس، وعمله هو على الشخصية، وتقبله فى مثل عمره بأن يجسد شخصية مثلى الجنس، حيث بدا كأنه نفخ فى روح هذه الشخصية ليستعيد معها حياته التى كان على وشك أن يفقدها فى رحلة مرضه، ونفس الحال بالنسبة لمات ديمون الذى أجاد إلى حد كبير فى تجسيد دور الشريك الذى كان يصر طوال الوقت على أن يؤكد لليبراتشى أنه يحب النساء أيضا، وليس الرجال فقط، رغم أننا طوال الفيلم لم نره فى لقطة ولو عابرة مع امرأة، وهو ما كان يقوله ليبراتشى «من الضرورى أن تكون نفسك»، ومرت الشخصيتان على مستوى الشكل بمراحل كثيرة وانفعالات وكيف تطورت العلاقة من إعجاب إلى حب وغيرة، ومحاولة سكوت تدمير ليبراتشى.

اليوم السابع المصرية في

24/05/2013

 

الشاذ الذى عشقته النساء

مايكل دوجلاس يقهر السرطان مع "ليبريس"

كتبت- حنان أبوالضياء: 

فيلم (ليبريس)، أحد الأفلام المثيرة للجدل فى الآونة الأخيرة ليس لكونه من أهم الأعمال المرشحة لاقتناص السعفة الذهبية, ولا لانه بطولة نجمي هوليوود الشهيرين مايكل دوجلاس ومات دامون.. ولكن لانه حتى الآن لا يعرف أحد هل مخرجه ستيفن سودربيرج سيعتزل السينما أم لا... والجانب الأهم أنه يتناول بكل جرأة جزءا من حياة عازف البيانو الشهير والدزيو فالنتينو ليبريس، الذي عاش حياة مترفة واشتهر بجمع الألماس والفراء وامتلاك السيارات الفاخرة. والمعروف بشذوذه ويلعب دوجلاس دور ليبريس، بينما يلعب دامون دور ثورسون صديقه الذى عاش معه فترة طويلة».

والفيلم اخرجه سودربيرج لقناة تلفزيونية خاصة وهي قناة HPO..مما يعد علامة استفهام حول مشاركة فيلم تليفزيونى فى كان ؟ ويعد هذا الفيلم سادس مشاركة للمخرج ستيفن سودربيج بمهرجان كان منذ (حب وأكاذيب وفيديو) Sex ،Lies and Videotap، الذي حصل بفضله على السعفة الذهبية سنة 1989. ولقد التقى مايكل دوجلاس مع المخرج سودربيرج، في Traffic- الحاصل على أوسكار أفضل فيلم سنة 2001- وفيلم Haywire.

والفيلم يعد استعراضا لحياة عازف البيانو الكلاسيكي «الدزيو فالنتينو ليبريس» منذ طفولته وانتقل للعمل بالملاهي الليلية والسهرات. ولإبراز شخصيته بشكل جيد، تمكن المخرج من التصوير في الأماكن الحقيقية التي أمضى بها العازف حياته فى بالما سبرينج ولاس فيجاس مرورا بشقته بلوس أنجلوس.ولأجل إعادة خلق أجواء تلك الحقبة، قام مهندس الديكور بجمع بعض الكنوز والأشياء والآلات التي تدخل في ديكور الفيلم خاصة فى فترة السبعينات.ومن المعروف ان «فالنتينو ليبريس» كانت حياته خارقة للعادة. كان هناك سر بشأن مثليته الجنسية والكثير من النساء من بين المشاهدين لأعماله كن جميعهن عاشقات له.

وقال عنه مايكل دوجلاس: التقيت به في بالم سبرينج وكنت آنذاك في الثانية عشرة من العمر، وبرفقة أبي الذي كان يعرفه قليلا. كمية المجوهرات التي يحملها كانت تجعله يلمع في الشمس. فقد كان سابقا للنجوم مثل ألتون دجون. ولقد بدأت تصويره بعد مرض السرطان الذي اصابني، وكان هذا الدور الرائع هو هدية ستيفين لي. لا أنكر هذا الجميل من كامل الفريق الذي انتظرني. وقال مات دايمون: هذه المرة كانت السابعة التي أتعاون فيها مع ستيفين؛ خلال التصوير تجاوز هذه المرة الحدود المألوفة من وجهة نظر تكنولوجية. فقد أنشأ موقعا يتيح للفريق متابعة التصوير في الوقت الحقيقي. وفي المساء، كان بوسعي رؤية نتيجة ماصورناه خلال النهار وحصول الممثل على كل هذه المعلومات مهم جدا.

يعد ستيفن سودربيرج مخرجا مميزا استطاع لفت الأنظار إليه منذ أول أعماله السينمائية وإلى فيلمه الذى عقد فى مهرجان برلين الأخير «الآثار الجانبية» وتناول مشكلة الآثار الجانبية لأدوية العلاج النفسي وفي مقدمتها أدوية الاكتئاب التي يقبل عليها المشاهير بطولة كاثرين زيتا جونز، حيث جسدت دور طبيبة نفسية غريبة الأطوار، والنجم البريطاني جود لو، فضلا عن تشايننج تاتوم. وتدور أحداث الفيلم في جو من الإثارة بصورة نجحت في شد انتباه المشاهد من أول الفيلم إلى وجنس وأكاذيب وشريط فيديو، الذى أخرجه وكتب له السيناريو وقام بمونتاجه حين كان في السادسة والعشرين سنة من العمر، ضجة في هوليوود لفتت اليه الانتباه كمخرج شاب مجدد واعد، ومن أشهر أفلامه فيلم «ترافيك» أو خيوط التهريب الذي حصل من خلاله على الأوسكار عام 1996 كما يعد فيلمه «عصابة اوشن11» من أشهر أفلام هوليوود على الإطلاق حيث تدور أحداثه في أكبر كازينوهات لاس فيجاس، بالإضافة إلى فيلمه القيم عن حياة وكفاح المناضل الأرجنتيني تشي جيفارا، والذي قام ببطولته النجم اللاتيني بنيثيو ديل تورو.وفيلم «كافكا» الذي تناول السيرة الذاتية للكاتب العظيم فرانز كافكا بطولة جيرمي ايرون و فيلم «ايرين بروكوفيتش» الذي قامت ببطولته جوليا روبرتس وحصلت عن دورها على بطولة الأوسكار. وقدم المخرج ستيفن سودربيرج بعد ذلك فيلم الشيء الخفي (1994) الذي يتميز ببراعة استخدام اسلوب الارتجاع الفني (FLlashback)، وفيلم تحليل جراح (1996) الذي يشتمل على عرض للراوي والفنان الشهير سبالدنج جراي، والفيلم السيريالي الساخر سكيزوبوليس الذي قام ببطولته وتأليفه وإخراجه. وفيلم «بعيدا عن النظر «الذي جمع بين النجمين السينمائيين جورج كلوني وجنيفر لوبيز، في دور مجرم فار من السجن وضابطة أمن يقعان في الحب.

ومن المعروف أنه بعد التخرج من المدرسة الثانوية في سن السابعة عشرة قرر ستيفن سودربيرج عدم الالتحاق بالجامعة والتوجه مباشرة الى هوليوود ليجرب حظه وللأسف باءت محاولته بالفشل وعاد فقام في أوقات فراغه باخراج فيلم هزلي قصير عن تجربته الفاشلة في هوليوود. وبعد ذلك انضم إلى شركة الإنتاج أشرطة الفيديو وحقق بعض النجاح كمخرج لأشرطة الفيديو الغنائية، ورشح عن أحدها لجائزة جرامي الموسيقية.

ويستعد المخرج ستيفن سودربيرج حاليا لبدء مشروعه السينمائي المقبل الذي يعيد فيه تقديم قصة فيلم (المحيط 11) الذي ظهر عام 1960 وجمع بين المغني والممثل فرانك سيناترا ومجموعة من اصدقائه الممثلين والمغنين ومنهم دين مارتن وسامي ديفيس الابن.

الوفد المصرية في

24/05/2013

 

« التونسية» في مهرجان «كان» السينمائي(15-26ماي )

أربعاء تونسي النكهة ...و «كشيش» يدعو الشباب التونسي إلى ثورة جنسية...؟؟؟

من موفدنا الخاص – نبيل بنّور

في قسم كلاسيكيات مهرجان «كان» عرض يوم الأربعاء الماضي فيلم «جحا» للمخرج الفرنسي جاك باراتيي، وقد تم ترميم نسخة الفيلم من طرف المركز السينمائي الفرنسي وجرى إنجاز نسخة مرممة انطلاقا من النسخة السلبية الأصلية من المحفوظات الفرنسية للفيلم  ، بالتعاون مع ديان باراتيي، ابنة المخرج، كما جرى ترميم رقمي للصوت  الذي كان بصيغة أحادية.  

وقد حضر العرض الذي قدمه مندوب عام المهرجان تيري فريمو كل من إبنة المخرج «ديان» ومن الوجوه التونسية حضر عدنان خضر مدير عام المركز الوطني للسينما والصورة وفتحي الخراط مدير عام إدارة السينما بوزارة الثقافة كما حضر نجيب عياد والفاضل الجزيري و رشيد فرشيو والمنتج عماد الأسود (شقيق  الراحل سفيان الشعري). ومن تونس ايضا حضر فريد بوغدير الذي إلتحق بالركح بدعوة من مندوب عام المهرجان وكانت النجمة كلاوديا كاردينال في مقدمة الحضور بإعتبار مشاركتها في الفيلم في دور ثانوي قبل اكثر من 55 سنة، وتحدثت كلاوديا كاردينال بعفوية العادة عن ذكرياتها بالمعهد الذي كانت  تزاول فيه دراستها بنهج مرسيليا بتونس العاصمة.

ويعد فيلم «جحا» أول فيلم تنتجه تونس المستقلة فقد تم تصويره سنة 1957 وشارك بإسم تونس في مهرجان «كان» في السنة الموالية محرزا على الجائزة الكبرى والفيلم من إخراج Jacques Baratier  في أول فيلم طويل بإمضائه وقد رحل باراتيي عن دنيانا في نوفمبر 2009 وقد إعتبر مندوب عام مهرجان «كان»  «باراتيي»  مخرجا نادرا في عصره،  جعل من أفريقيا حيزا لأول أفلامه الروائية، بعد أن كان قد أنجز ما يزيد قليلا عن عشرة أفلام قصيرة. قال المخرج آنذاك أنه «يريد دخول العالم العربي». فوجّه له أحد أصدقائه النصيحة بقراءة كتاب جحا الساذج، من تأليف ألبير جوسيبوفيسي، الصادر عام 1919

قال جاك باراتيي عن خياره في اقتباس القصة للسينما أنه كان دائما مفتونا بـ «الكائنات الطبيعية» غير المثقفة. لكن اعترضت متابعة الفيلم عقبات قبل نهايته وجلها مالية. جرى عرض فيلم «جحا» في «كان» عام 1957، وكان الفيلم الثاني لكلوديا كاردينال، التي تمثل فيه دور خادمة «تاج العلوم» الذي تقع زوجته الثانية التي تصغره سنا في غرام «جحا» الذي يتخذ من حماره صديقا مخلصا له ويقوم بدور جحا ، عمر الشريف الذي إختاره المخرج  بعد أن شاهد صورته في إحدى المجلات ، وهو أول فيلم يظهر فيه ميشيل شلهوب بإسم عمر الشريف.

ومن أبرز الممثلات التونسيات في «جحا» الزهرة فائزة وحسيبة رشدي ،  ومن الإجحاف ان ندعي اننا سنقدم قراءة نقدية في فيلم «جحا»، فقيمة الحدث أساسا في استعادة فيلم يعد من ذاكرة السينما العالمية، والتونسية بوجه خاص، ونحن نستغل الفرصة لندعو وزير الثقافة مهدي مبروك ليقوم ما باستطاعته (لأن الله لا يحمّل نفسا إلا وسعها)  لينقذ ما يمكن إنقاذه من أرشيف السينما التونسية، وحتى لا نطلق الأحكام جزافا نلفت نظره إلى فيلم «حكاية بسيطة كهذه» لعبد اللطيف بن عمار وهو الفيلم التونسي الوحيد(بإعتبار جنسية مخرجه أيضا) الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» مطلع السبعينات من القرن الماضي. فتونس لا تملك ولو نسخة يتيمة من هذا الشريط، فهل يعقل هذا «معالي الوزير»؟ 

ولئن كنا نتمنى أن يكون ترميم «جحا» تونسيا فلا عيب في كل الحالات  في أن تسعى وزارة الثقافة إلى الحصول على نسخة من هذا الفيلم والتفكير في عرضه في الدورة القادمة من أيام قرطاج السينمائية.

عبد اللطيف كشيش :على الشباب التونسي ان يقوم بثورة جنسية؟ 

في إطار المسابقة الرسمية للدورة 66 لمهرجان «كان» عرض فيلم «حياة آدال» للمخرج  التونسي –الفرنسي، عبد اللطيف كشيش في أول مشاركة له في المهرجان، وعلى الرغم من تصريح « تيري فريمو» بشأن إلتزام كشيش اختصار فيلمه من ثلاث ساعات إلى ثلاث ساعات إلا ربع، فإن مخرجنا المعروف بمطولاته السينمائية لم يحذف من يوميات «آدال» بطلة فيلمه سوى خمس دقائق ، وبالمناسبة فإن الفيلم سيعرض في القاعات الفرنسية بداية من 9 اكتوبر وإن كانت تونسية عبد اللطيف كشيش تهم القائمين على السينما فما عليهم سوى السعي إلى برمجة الفيلم في القاعات التجارية التونسية قليلة العدد  في تاريخ عرضه في القاعات الفرنسية «الشقيقة»، وسيكون هذا العرض إن تحقق إختبارا جديا لهامش الحريات المتاحة في بلادنا في ظل الحكومة ذات النكهة الإسلامية، بعد  تنامي التيارات السلفية التي باتت تسعى بالفعل والجهاد لا بالقول والدعوة إلى أن تصيغ أذواق الناس على مزاجها أو لنقل على مقاس فهمها للدين الذي بلغنا مثلنا مثلهم «بين دفتي كتاب» ، ويدور فيلم «كشيش»  حول فتاة «آدال» – وإن كان المخرج وكاتب السيناريو في ذات الوقت عبد اللطيف كشيش يعمد إلى تفسير الإسم خلال أحد مقاطع الحوار بإبراز معناه باللغة العربية وهو «العدل».  

يبدأ الفيلم و«آدال» في الخامسة عشرة من عمرها، وحيدة أبويها إذ لا نرى غيرها في البيت، عائلة لا نعرف عنها الكثير سوى عشقها للسباقيتي الإيطالية  التي يطهوها الأب بمهارة عالية، ولأن الفتاة تتميز بجمال أخاذ فقد ادارت اعناق زملائها في المعهد، ودون إقتناع كبير تخوض «آدال»تجربة عاطفية لم تستمر اكثر من مدة العلاقة الجنسية التي جمعتها بزميلها لتنتبه إلى ان نداء جسدها يهفو إلى وجهة اخرى  من جنسه...

تكتشف «آدال» ميولها الجنسية إلى الفتيات بإلتقائها  صدفة، وهي صدفة معدة بعناية بطالبة الفنون الجميلة»Emma»  لترتبط حياتهما حتى إلتقاء «إيما» بصديقتها السابقة بعد سنوات من القطيعة، تشعر»آدال» بالإهمال فتخوض تجربة مع أحد زملائها في المدرسة التي تزاول بها عملها كمعلمة صبيان...

يقفز عبد اللطيف كشيش بشخصيته عبر الزمن دون إعتناء كبير، لا يهم، فالمونتاج قادر على إختزال السنوات، تكتشف «Emma»   «خيانة» «آدال» فتطردها من البيت، رغم محاولات الإستعطاف وابداء الندم، وقد كان ندمها صادقا...

تمر السنوات سريعة و»آدال» على وفائها لحبيبتها «إيما»، لم تغير سوى تسريحة شعرها  ، تلتقي الحبيبتان من جديد لقاء الغرباء، لقاء  تتأكد معه القطيعة بين العاشقتين العشيقتين...

هل تنجح «آدال» في صياغة حياتها من جديد ؟ هل تعثر على عشيقة جديدة أو تنخرط في علاقة»سوية» هذه المرة؟

يترك كشيش النهاية مفتوحة و«آدال»  تملأ حياتها باطفالها ونعني تلاميذها الصغار في المدرسة ...وكما سبق أن كتبنا فعبد اللطيف كشيش مقلّ في الظهور الإعلامي، ولكنه أدلى بحوار تم إدراجه في الملف الصحفي للفيلم،  ما لفت نظرنا هو السؤال التالي: بوصفك فرنسيا من أصل عربي، فإن موضوعا مثل الشذوذ الجنسي ليس دائما محل فهم وتقبل، هل تعتقد أن إثارتك للموضوع سيكون لها وقع إيجابي وقوي بإعتبارك شخصية  لها مكانتها؟ 

أما ردّ عبد اللطيف كشيش فكان « عندما أنهيت الفيلم، قلت في نفسي سيكون للفيلم أثر طيب في الشباب التونسي، فالثورة لا يمكن لها أن تقع وتكتمل دون ثورة جنسية»... 

أما خلال ساعات الفيلم الثلاث  فخلا الحوار أو كاد من أي جدل حول «الظاهرة» ولكن موقف المخرج كان واضحا مستعينا بإضاءة متميزة لمدير التصوير التونسي سفيان الفاني، فقد صورت اللحظات الحميمية بين العشيقتين وكأنها انامل رسام تلهو بالألوان على اللوحة بتأنّ يسمح بمزيد الإتقان... أي أن المخرج قصد إبراز تلك المشاهد «المكروهة» إجتماعيا في ثقافتنا والمحرّمة «دينيا» عند العرب والمسلمين –ونحن مبدئيا من بين هؤلاء حتى إشعار آخر من إخواننا السلفيين المرابطين في الشعانبي -  في صياغة فنية مغرية وجذابة ... ويبقى التأويل مسألة شخصية والموقف من ظاهرة الشذوذ سلبا أو إيجابا لا ينبغي أن يسقط على الموقف من الفيلم، فـ «حياة آدال» فيلم سينمائي مصنوع بحرفية عالية مع بعض الرتابة في غياب أحداث تطور النسق الدرامي وتسرّعه نحو النهاية، أما قضية الفيلم فمسألة ثانية لكل فيها رأيه.... 

موقع "التونسية" في

24/05/2013

 

«كشيش» يذهب إلى الحد الأقصى

كوثر الحكيري 

«الأزرق لون دافئ»، قصة في الصور المتحركة للكاتبة «جولي مارو» أثارت الكثير من الجدل في فرنسا، اختارها المخرج الفرنسي تونسي الأصل «عبد اللطيف كشيش» نصا تأسيسيا لفيلمه الجديد «حياة آديل» الذي ألفه رفقة شريكة العمر «غالية لا كروا» وبه استطاع أن يكون ضمن قسم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام...

في قراءة أولى لل»أزرق لون دافئ»، تذكرت رواية أحلام مستغانمي الأخيرة «الأسود يليق بك»، وتساءلت: لماذا لا نلون ليالينا العربية بغير السواد؟ ألأنه سيد الألوان ونحن نعاني من صراع مزمن على الزعامات؟ أو أن «الأسود يليق بنا» حقا؟؟

«عبد اللطيف كشيش» مخرج يغرد خارج السرب... عرفناه في تونس التي غادرها وهو في السادسة من عمره ممثلا، ولعله لم يكن راضيا بهذا الدور منذ البداية فاختار الإخراج أين تميز بصناعة عدد من الأفلام أهمها «الكسكسي والبوري» و»فينيس نوار»، وفي جميع أفلامه يحلم «عبد اللطيف كشيش» بقيم الحرية المطلقة والعدالة الاجتماعية...

قد يتفاجأ الكثيرون إذا قلنا إنه صور 750 ساعة كاملة كمادة خام لفيلمه الجديد اشتغل عليها أربعة منتجين ليقتطع منها ثلاث ساعات وسبع دقائق قبل أن يحذف ربع ساعة أخرى بطلب من مندوب مهرجان «كان السينمائي» تيري فريمو»... 

تفاصيل العرض الخاص بفيلم «حياة آديل» نختصرها في الورقة التالية:

شتي يا دني شتي

تزامن العرض الصحفي الأول لفيلم «حياة آديل» مساء الأربعاء 22 ماي الجاري مع أمطار غزيرة جدا فرضت على الصحافيين الذين ازدحموا أمام قاعة «ديبوسي» الانتظار تحت المطر أكثر من ساعة، وهو ما دفعهم إلى الصراخ احتجاجا على تجاهل المنظمين الذين لم يفتحوا الأبواب إلا ربع ساعة قبل العرض دون أن «يشفقوا» على الجموع المزدحمة التي اغتسلت بحبات المطر...

هذه التضحية الجسيمة في سبيل فيلم «حياة آديل» لم يخيبها «عبد اللطيف كشيش» المخرج الخجول جدا... ولعل خجله هو الذي جعله بعيدا عن الصحافة والإعلام حتى أنه نادرا ما رفع عيناه من الأرض أثناء جلسة التصوير قبل الندوة الصحافية التي انتظمت صباح يوم أمس الخميس 23 ماي الجاري...

خجل «عبد اللطيف كشيش» كإنسان تقابله جرأة سينمائية كبيرة جدا على جميع المستويات، وقد أكد في حوار نشر في «الكاتالوغ» الخاص بالفيلم إن الثورة في تونس لن تكتمل من دون ثورة جنسية... والحديث في الجنس فيه الكثير من المطبات والمنزلقات التي تجاوزها «كشيش» بالكثير من الذكاء ذاهبا في موضوعه وفي طريقة تصويره إلى الحد الأقصى...

سلوك المعجبين

لا يجد بعض الصحافيين حرجا في التعامل كمعجبين مع النجوم، وأحدهم قطع الصفوف راكضا للفوز بتوقيع ممثل من «الدنمارك»، وهو تصرف أثار استياء الكثير من الزملاء ممن دفعهم الصحافي_المعجب، من أجل التوقيع...

وكما لا يليق سلوك كهذا بصحافي، لم يكن لائقا بالمخرج «فريد بوغدير» الذي يسجل حضوره في مهرجان كان السينمائي بصفته صحافيا في الصعود على البوديوم خلال الندوة الصحافية الخاصة بفيلم «حياة آديل» ليطلب من المخرج «عبد اللطيف كشيش» رقم هاتفه الذي دونه في ورقة قبل أن يتابع الندوة الصحافية... 

سلوك «فريد بوغدير» لا يختلف عن سلوك الصحافي_المعجب ولا يليق بهما...

الإنسان الحر ابن إرادته

لأنه يعيش مع شخصياته كتابة، وتحضيرا وتصويرا ومونتاجا، تخرج كائناته السينمائية من عالمها الافتراضي وتتحول إلى شخوص يريد أن يعرف ما الذي استجد في حياتها... هكذا يتعامل «عبد اللطيف كشيش» مع شخصيات أفلامه كما أكد خلال الندوة الصحفية ردا على سؤال إذا كان يخطط لإنجاز جزء ثالث من «حياة آديل» وقد جاءت النسخة الحالية في جزئين... هو لم يستبعد تقديم جزء ثالث من الفيلم ولم يؤكده خاصة أن النهاية جاءت مفتوحة جدا...

تتزامن القضية العامة التي يطرحها فيلم «حياة آديل» وهي الحرية الجنسية، وحق المثليين الجنسيين في حياة طبيعية معلنة مع احتداد النقاش حول السماح للمثليين بالزواج، واعتماد فرنسا لهذا القانون الذي خلف ردود فعل متناقضة بين منتصر له ومحتف به، وبين معترض عليه...

ولكن «عبد اللطيف كشيش» ينكر الصلة بين الفيلم وقضية الزواج المثلي المطروحة على طاولة النقاش السياسي ويؤكد أن المصادفة وحدها هي التي وضعت الفيلم في الإطار السياسي للموضوع، موضحا أنه يشتغل على «حياة آديل» منذ سنوات...

يغير «كشيش» اسم البطلة من «كليمونتين» في النص الأصلي «الأزرق لون دافئ» إلى «آديل» محتفظا باسم البطلة الحقيقية التي تقمصت الدور ببراعة «آديل اكسرشبولوس» ويوضح السبب بما يعنيه الاسم في اللغة العربية (عدالة)، والحقيقة أن «كشيش» مخرج فرنسي لكنه يختلف عن الفرنسيين بدفء عربي ميز جميع أفلامه...

ومثل أفلامه السابقة يتحرك «عبد اللطيف كشيش» في فضاءات واقعية نابضة بالحياة والحركة، معتمدا في تصويره على تقنية الكاميرا المحمولة لإضفاء حرارة الوثائقي على فيلمه الروائي... وهو شديد الحرص على التفاصيل، لقطاته في الغالب قريبة (gros plan et plan serre) ترصد تعبيرات الوجه والجسد وانفعالاته المتنوعة أثناء البكاء، الأكل (شاهدنا البريك والمقرونة بالبولوناز من الأطباق الرئيسية في الفيلم)، والرغبة المستترة وغيرها من الانفعالات، وهذا مبرر باعتبار أن فيلم «حياة آديل» لا يقوم في شكله السردي على الأحداث الكبرى ولا يحتكم إلى قواعد السرد التقليدي (مقدمة، العقدة، حل العقدة) وإنما على حياة مراهقة فرنسية تطمح إلى اكتشاف ذاتها، لا تجد متعتها الجنسية مع الرجال وتكتشف ميولها الشاذة أثناء لقاء عابر بامرأة شعرها أزرق اللون... هذا اللقاء العابر الذي لم يدم ثوان تشابكت خلالها النظرات مما أربك «آديل» وجعلها تتحرر من انغلاقها بالكثير من التردد خوفا من نظرة المجتمع الذي أنكرت أمامه حقيقة شذوذها... وفي حانة للشذوذ تلتقي مجددا بالمرأة زرقاء الشعر، واللون الأزرق في التحليل النفسي هو دليل الحياة... هو لون البحر والسماء... لون التمرد والعمق... ولون الامتداد والمطلق... لون الحرية... 

هذه المرة لم يكن اللقاء عابرا وتعرفت «آديل» على «إيما» امرأة اكثر تحررا، دارسة للفنون الجميلة، متصالحة مع حقيقة شذوذها الجنسي... تتطور العلاقة بينهما ويصور «عبد اللطيف كشيش» بالكثير من الجرأة اللحظات الحميمية بين المرأتين في لقطات طويلة تكررت أكثر من مرة لتكشف تفاصيل العلاقة الجنسية بينهما وما يحفها من حماس وشغف... وهي سابقة في السينما العالمية، إذ لم يحدث أن صور مخرج على مدى تاريخ السينما العالمية تفاصيل علاقة جنسية شاذة كما فعل «عبد اللطيف كشيش»، وقد تحدثنا في كواليس يوم أمس عن فيلم «حياتي مع ليبريس» وشجاعة «مايكل دوغلاس» في تصوير حميمية لحظاته مع صديقه، لكن ما صوره «ستيفن سودربيرغ» لا شيء مقارنة بعبد اللطيف كشيش في «حياة آديل»، إذ اختار الذهاب إلى الحد الأقصى ولكن اللقطات على طولها وطريقة تصويرها في لقطات قريبة لم تكن جارحة للمشاهد لأنها موظفة ببراعة، ومعها يتحرر الجسد من قبضة الأخلاقي والممنوع، ويصبح مخلصا لرغباته فقط...

يستمر الفيلم متتبعا «آديل» التي بدأت شيئا فشيئا تتخلص من خوفها وخجلها، ولكن لا تستطيع مواجهة عائلتها بعلاقتها الشاذة، في المقابل لا تجد «إيما» حرجا في مكاشفة عائلتها... وهذا يعني أن المجتمع الفرنسي (وربما المجتمع بشكل عام) منقسم إلى نصفين بين معترف بحق المثليين في الحياة علنا، وبين معترض على ذلك، ولكن الغريب أن العائلتين اختفتا من الفيلم دون مبرر، ليقفز الزمن سنوات نرى فيها «آديل» مدرسة تقيم مع «إيما» تحت سقف واحد، وتخطئ بعلاقة رجالية عابرة لا تغفرها لها «إيما» التي تصفها بالمومس، وتنتهي هذه العلاقة التي خلفت أثرها في «آديل» فلم تنجح على مدى ثلاث سنوات بعدها في نسيان المرأة التي عرفت على يديها معنى أن تكون حرة، ولا في مواصلة الطريق مع غيرها... ينتهي الفيلم بحضور «آديل» أول معرض ل»إيما» وتتأكد أنه لا مجال للعودة وهي التي عرفت امرأة أخرى... تمشي «آديل» بخطوات متأنية، ثقيلة ولكنها ثابتة... عليها هذه المرة أن تختار في أي اتجاه تسير بعد أن حددت رغباتها...

الإنسان الحر هو ابن إرادته، هكذا نختصر الفيلم الذي لن يخرج من دائرة المتوجين بإجماع النقاد، وتتجه الأنظار نحو الممثلتين «ليا سايدو» و»آديل اكرشبولوس» اللتين أذهلتا الجميع بآدائهما العالي، وقد تتوجا معا بجائزة التمثيل النسائي، وإن كان الفيلم بشكل عام يستحق واحدة من جوائز المهرجان الثلاث (السعفة الذهبية أو لجنة التحكيم أو الجائزة الكبرى)

الصريح التونسية في

24/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)