كان تصفيقاً كبيراً ذاك الذي تلا العرض الأول لفيلم «ماي سويت
بيبرلاند» للمخرج الكردي هينر سليم، في مهرجان كان السينمائي. لم يفاجئ
التصفيق أحداً، بمن فيهم أولئك الذين وجدوا أن جزءاً أساسياً من الفيلم لا
يستحق أي تصفيق، فالفيلم آت من واحدة من مناطق العواصف في العالم، وهو
بالتالي، أسوةً بالسينما الفلسطينية والأفغانية واللبنانية وحتى الإيرانية،
شرط أن تكون معارضة أو تحمل شبهة اعتراض، سينال التصفيقَ الذي تستحقه
القضية، وخصوصاً إذا كان مخرجُه تقدمياً ليبرالياً، على الأقل في تصريحاته
الصحافية إن لم يكن على شاشة فيلمه نفسها. تلك هي عادةً، في مهرجان كان أو
في غيره - قواعد اللعبة، فمن ذا الذي سيعطي نفسه ترف خرْقِها؟
لا نريد القول إننا لسنا هنا مرة أخرى أمام فيلم من الأعمال
السينمائية الجيدة التي بدأت تفرض نفسها في السنوات الأخيرة، وتفرض على
عالم السينما أيضاً مواضيعَها الجديدة وجغرافيتَها الغرائبية ونواياها
الطيبة، الكثيرَ من النوايا الطيبة. ولهينر سليم نفسه باعٌ مبهر في هذا
المجال، سواء أحقَّقَ فيلماً كردياً أم آخر فرنسياً، وهو وإن لم يكن
المخرجَ الوحيد الآتي من كردستان العراق، فإنه الأشهر اليوم، والمبدع الذي
ينتظر كثرٌ أعماله الجديدة.
والحقيقة أن الانتظار هذه المرة كان كبيراً ومشروعاً، طالما أن سليم
عاد هنا ليصور موضوعاً كردياً في كردستان نفسها، ومن تمثيل فاتنة السينما
الإيرانية المشاكسة، والمغضوب عليها من سلطات بلادها بالتأكيد، غولشفتي
فرحاني، كما من إنتاج السينمائي الفرنسي الأرمني الأصل روبير غيديغيان.
الحال أن هذا شكَّل منذ البداية ضمانة لفيلم سبقته سمعة طيبة وحققه
مخرج صار في رصيده عدد من الأفلام المتميزة، ولربما يمكن القول إن الفيلم،
من ناحية ما، استجاب للتوقعات، ولكن ضمن حدود ضيقة جداً. فهو في موضوعه
الذي يتأرجح بين أفلام الوسترن الأميركية، ولكن على الطريقة الشرقية،
وحكايات الحب النازعة إلى أسطورية ما، وبين الخطاب السياسي والأيديولوجي،
من منظور الأفكار التقدمية والتطلع صوب تحرر المرأة، تمكَّن من أن يقول
أشياء كثيرة. ولكن، قد يصح القول إن كثرة هذه الأشياء أتت عبئاً على
سيناريو ضعيف ومفكك يفتقر إلى الخط الدرامي، حتى ضمن منطقه الخاص.
والمشكلة أن المخرج إذ اعتمد، كنوع من التعويض غير الواعي عن تهافت
السيناريو، على تصوير مميَّز لبيئة الشمال الكردستاني الرائعة، لم يدرك أن
البيئة المحيطة وجمال الوجوه والموسيقى الرائعة، المحلية التقليدية
والمبتكرة، ناهيك عن الاداء الجيد كالعادة، والذي قدمته فرحاني، قد تكفي
لتحقيق عمل وثائقي أو فيلم سياحي، لكنها لا تنقذ نصاً سينمائياً لم يتمكن
من قول أي شيء. فمثلاً: يقول ملخص حكاية الفيلم إن البطل باران ذهب إلى
المنطقة النائية ليفرض القانون، لكننا لم نر مشهداً واحداً يفصّل ذلك. ثم
أين هو الصراع بينه وبين عزيز، سيد المنطقة و»قبضايها»؟ وأين هم أهل
المنطقة؟ فحتى مساعد الضابط سرعان ما يختفي... لتحل المشاكل في النهاية
بطريقة بدائية ساذجة يُقتل فيها من يُقتل بأيدي نساء مرتديات الزي العسكري
لا يقول لنا الفيلم من هنّ وماذا يفعلن هنا!
مع هذا، كان الفيلم بدأ في مشاهده الأولى بداية رائعة تحمل عمقاً
سياسياً وطرافة وأبعاداً إنسانية تَعِد بالكثير، وذلك قبل أن يتحول إلى تلك
الـ «ويسترنية»، التي يبدو أن المخرج أراد من خلالها إبهار متفرجيه، الذين
يبدو أنهم انبهروا بالفعل بجمال المنطقة الأخّاذ إلى درجة أنهم تغاضوا عن
سذاجة الموضوع وسذاجة معالجته، مكتفين لاحقاً بالعثور على إجابات على أي
اسئلة قد يكونون طرحوها على أنفسهم في كتيّب الفيلم، حيث ثمة حوار مسهب مع
المخرج يُسأل فيه مثلا: «... ولكن من هي هذه المجموعة من النساء التي تظهر
وتقاتل لتحسم النهاية؟»، فيجيب: «إنهن من المقاومة الكردية في تركيا».
حسناً، كل شيء هنا بات واضحاً، فلماذا لا يوزع الكتيّب على المتفرجين في
الصالات لاحقاً، على سبيل التوضيح؟
أربعة أعمال تؤمّن وحدها حضوراً للأدب الكبير في دورة هذا العام
كما سبق أن أشرنا في غير رسالة سابقة عن الدورة الحالية لمهرجان
«كان»، تبدو أفلام هذه الدورة شديدة التنوع من حيث جغرافية البلدان المرسلة
أفلامها، ومن حيث الأساليب والتيارات السينمائية، ومن حيث التوجهات في مجال
أنواع المواضيع. كما تبدو الدورة على قدر كبير من التوازن في مجالات عدة،
حتى وإن فقد هذا التوازن في المسابقة الرسمية، حيث لا يوجد سوى فيلم واحد
من تحقيق امرأة، مقابل نحو عشرين فيلما «ذكورياً». والتوازن نفسه مفقود
أيضاً في مجال الأفلام المقتبسة من أعمال أدبية كبيرة، وعلى الأقل مقارنة
مع ما حدث في العام الفائت في دورة المهرجان السابقة، حيث كانت أعمال
سينـــمائية مقتبسة من نصوص أدبية شهيرة في المقدمة، ومنها فيلم «على
الطريق» لجاك كيرواك، و «كوزموبوليس» لديليلو... طبعاً لا نعني هنا غياب
هذه الفئة من الأفلام، بل نعني أنه كان على جمهور «كان» أن يكتفي بأربعة
أفلام فقط، منها واحد لا غير في المسابقة الرسمية، ولا يبدو أن ثمة ما يكفي
من دعاية تحيط به حتى الآن، ونعني بهذا فيلم «ميكائيل كولهاس» المأخوذ عن
رواية ألمانية كلاسيكية شهيرة لفون كلايست.
مهما يكن، حتى كتابة هذه السطور، لا يعرف أحد شيئاً عن هذا الإنتاج
الفرنسي-الألماني المشترك، والذي يقوم بالدور الرئيس فيه مادس ميكلسن، الذي
نال العام الفائت جائزة افضل ممثل، مع أن الرواية معروفة وتدرّس في
الثانويات. دخول «ميكائيل كولهاس» المسابقة الرسمية يعيد في آن معاً الأدب
الكلاسيكي والتاريخ إلى أهم تظاهرات «كان» بعد غياب طويل، وهذا في حد ذاته
يسجّل بقوة لصالح اختيارات هذا العام، وربما يعوّض إلى حد ما تضاؤل حصة
الأدب بشكل عام في دورة لعل ما يميزها كذلك كثرة «الأفلام الأولى»
لمخرجيها، ما يعني منطقياً غلبة المواضيع الخاصة والعصرية والحميمة،
وبالتالي تجنب النصوص الأدبية، حيث من المعروف أن قلة فقط من خائضي التجربة
الإخراجية يفضلون الاقتباس في أعمالهم المبكرة.
خيبة غاتسبي العظيمة
خارج المسابقة الرسمية هناك ثلاثة أفلام «أدبية» أخرى يمكن التوقف
عندها في هذا السياق، اثنان منها موزعين على التظاهرتين الأساسيتين. وهما «غاتسبي
العظيم» الذي عرض في الافتتاح خارج المسابقة الرسمية، فلم ينل من الاهتمام
بعدما شوهد ما كان ناله قبل أن يعرض، و «فيما احتضر» الذي يعرض في مسابقة
«نظرة ما» منافساً على جوائزها ، أما الفيلم الثالث والأخير في هذه
المجموعة، فهو «بيغ شور»... الذي مرّ من دون أن يتنبه إليه كثر مع انه كان
يستحق مصيراً أفضل من ذلك، لسبب نعرفه بعد سطور.
أما هنا، فلا بد من تذكّر أنه في الأيام والأسابيع القليلة السابقة
على افتتاح الدورة، كان من المتوقع أن يكون «غاتسبي العظيم» نجم المهرجان
من دون منازع، وليس فقط لأنه فيلم الافتتاح، ولا لأن مخرجه الأسترالي باز
ليرمان يعتبر منذ سنوات أحد النجوم الكبار في السينما العالمية، ولا سيما
بعد نجاحه الكبير في «كان» نفسه مع تحفته «مولان روج»، ولا حتى لأنه من
بطولة ليوناردو دي كابريو. أكثر من هذا، لأنه مأخوذ عن تلك الرواية
الأسطورية لكاتب غدا هو الآخر مع الزمن اسطورياً: سكوت فيتزجيرالد، ففي
الثلاثينات وقبلها قليلاً وبعدها قليلاً، كان فيتزجيرالد واحداً من النجوم
الكبار في الأدب الأميركي بل حتى في هوليوود نفسها.
ومن المعروف أن إيليا كازان اختتم حياته المهنية بفيلم «آخر العمالقة»
المأخوذ عن رواية أخرى –أسطورية ايضاً– لهذا الكاتب، الذي كان وودي آلان
أعاده إلى الواجهة، والواجهة الكانية تحديداً، قبل عامين، إذ جعله وزوجته
الفاتنة زيلدا، من شخصيات فيلمه «منتصف الليل في باريس».
كل هذا كان قبل العرض الأول للفيلم، الذي كرست له الصحـــافة أغلفة
أعدادها وصفحات لا تنتهي. بعد ذلك أتى الصمت المرتبك، اللهم إلا حين راح
الحديث يجري حول أرقام مبيعات الفيلم، ليتبين أنه، ومهما كان رأي النقاد
الجديّين فيه، سيكون من أنجح أفلام العام تجارياً... غير أن هذا شيء آخر
على غير علاقة بقيمته الفنية، التي لم ترض النقاد كثيراً فظلت النسخة التي
حققها جاك كلايتون عن الرواية نفسها في السبعينات ذات الحظوة لديهم!
التحدي الكبير
أمام هذه الخيبة، قد يكون من المنطقي التساؤل حول رد الفعل الذي سوف
يتركه العرض الأول لفيلم «فيما احتضر» الذي اقتبسه الممثل جيمس فرانكو في
ثاني تجربة إخراجية هامة له، عن رواية ويليام فوكنر، التي اشتهرت دائماً
بكونها من الروايات التي يستحيل تحويلها فيلماً –كما حال روايات فوكنر بشكل
عام-. ومع هذا، خاض فرانكو التجربة، في تحد يصعب حتى كتابة هذه السطور
معرفة مقدار حجمه، فنحن هنا أمام حكاية ترويها نحو 15 شخصية في عشرات
المقاطع الصغيرة التي هي أشبه بمونولوغات عائلية تتحدث عن تلك الأم آدي
باندرين التي بعد موتها يقطع زوجها وأبناؤها مسافة طويلة لدفنها متحدثين
عنها وإليها خلال رحلة تمثل إما عودة إلى الجذور أو هبوطاً إلى الجحيم، وفق
وجهة نظر المتفرج. فكيق ستكون النتيجة؟ من المؤكد أن عرض الفيلم نفسه سيحسم
الجواب.
في انتظار ذلك، «يبرز»، ولكن في زاوية خفية بعيداً من كل التظاهرات
ذات المكانة في المهرجان، فيلم «بيغ شور» لمايكل بوليش. اهمية هذا الفيلم
بالنسبة إلى السياق الذي نتناوله هنا، تكمن في أن هذا الفيلم الذي مرّ
قبلاً وبشكل لافت، على الدورة الأخيرة لمهرجان ساندانس الأميركي للسينما
المستقلة، مأخوذ من كتاب لجاك كيرواك، تماماً كما حال «على الطريق» في
العام الفائت...
واللافت هنا هو أن لا أحد اهتم جدياً بكيرواك والفيلم المأخوذ عنه هذا
العام مقارنة بالاهتمام الكبير الذي كان له في العام الفائت. وربما يكمن
السبب في أن رواية فيلم هذا العام التي تتحدث عن سنوات كيرواك في الجامعة،
ليست لها شهرة «على الطريق» التي تتحدث عن رحلاته داخل الولايات الأميركية
وصداقاته مع الآخرين من رفاقه في تيار «البيت جنرايشن». وسواء أكان السبب
هذا أم غيره، يظل أن بهذا الفيلم يرتفع عدد الأفلام البارزة المنقولة من
الأدب إلى أربعة، من دون أن نحصي ما في السوق أو التظاهرات الهامشية جداً
من أفلام قد تكون هي الأخرى ذات أصول أدبية، ما يضعنا أمام حصيلة ضئيلة
ويدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان ثمة حقاً تراجع في السينما المقتبسة من
الأدب... والأدب الكبير تحديداً؟
هوامش من مهرجان «كان»
نيكول كيدمان تجسّد غريس كيلي لعام واحد لا أكثر
كان لا بد لهذا من ان يحدث يوماً في عالم السينما. كان لا بد لنيكول
كيدمان من ان تحقق حلماً قديماً لديها وهو ان تعير ملامحها وجمالها الأخّاذ
الى غريس كيلي إحدى أجمل فاتنات السينما الأميركية والعالمية في الخمسينات،
والمرأة التي لم يفق ألفريد هتشكوك ابداً من «صدمة» تخليها عن العمل معه
بطلة لأفلامه كما عن التمثيل السينمائي في شكل عام إثر زواجها الصاخب من
أمير موناكو. كما لم يفق هذا الأخير من رحيلها بعد ذلك بسنوات في حادث
سيارة بات شهيراً. فنيكول كيدمان - وكما تقول أنباء مؤكدة أُعلنت في «كان»
- ستكون خلال الشهور المقبلة منهمكة في تصوير دورها مجسدة شخصية غريس كيلي
في فيلم «غريس اوف موناكو» الذي يحققه اوليفييه دهان (صاحب فيلم «لا موم»
عن حياة إديث بياف). غير ان الفيلم، وعلى عكس ما كان شائعاً، لن يتناول
السيرة الذاتية لغريس، بل سيتحدث فقط عن عام واحد من حياتها، هو العام 1961
الذي شهد ازمة ديبلوماسية خطيرة بين إمارة موناكو والحكومة الفرنسية. في
ذلك الحين، وكما عرف لاحقاً، كان لغريس الدور الأول في تسوية الخلاف، ما
جعلها تستحق شكر باريس والأمير رينيه معاً. والفيلم الذي يتابع فقط احداث
ذلك العام، من المتوقع ان يعرض اوائل العام المقبل، أما موازنته فلن تقل عن
عشرين مليون دولار.
صاحب «الذهب الأسود» يصل الى السهوب المونغولية
قبل عقود كان الفرنسي جان – جاك آنو واحداً من ابرز الذين عولموا
السينما الفرنسية وصنّاعها حين اقتبس رواية امبرتو ايكو الشهيرة «اسم
الوردة» في ذلك الفيلم الناجح الذي نعرف. ولكن قبل عامين من الآن، ضمّ آنو
اسمه الى قائمة اكثر المخرجين فشلاً تجارياً بسبب الفيلم الكارثي الذي حققه
بأموال قطرية، «الذهب الأسود»... اما اليوم فها هو يواصل رحلته العالمية
واصلاً هذه المرة الى سهوب مونغوليا، حيث بدأ في تصوير فيلم جديد له من
المتوقع ان يكون اكثر اعماله طموحاً «وأكثرها استجابة لاهتماماتي بتصوير
الطبيعة وعلاقة الإنسان بها، ناهيك بتطلعي الدائم الى اكتشاف حضارات خفية»،
كما يقول. الفيلم الجديد عنوانه «طوطم الذئب»، وهو مأخوذ من رواية صينية
تعتبر الأشهر اليوم في هذه اللغة بعدما باعت في الصين 20 مليون نسخة وترجمت
الى 18 لغة عالمية حتى الآن. اما البطولة في الفيلم فمعقودة لذئب و... ذئبة.
ونعرف ان لآنو تجارب مميزة في التعامل في «بطولة» افلامه مع الحيوانات
البرية، يشهد على هذا اثنان من اجمل افلامه: «الدبّ» و «الشقيقان». بقي ان
نذكر نقلاً عن الأخبار التي أُعلنت رسمياً في «كان» ان الفيلم سيصور بتقنية
الأبعاد الثلاثة وباللغة الصينية المندرية...
سكارليت تغوص في عوالم ترومان كابوتي
...
مخرجةً هذه المرة
يعرف الجميع ان طموحات النجمة الأميركية الشابة سكارليت جوهانسون، لا
تحدّ. فالفاتنة التي لفتت الأنظار منذ كانت في الرابعة عشرة حين مثّلت تحت
إدارة الأخوين كون في «الحلاق» الذي يعتبر واحداً من اقوى افلامهما، لم تعد
تكفيها النجومية وكونها تعتبر، الى نجوميتها، ممثلة كبيرة شرط ان تعمل تحت
ادارة مخرج متمكن، بل تتطلع الآن الى ما هو اكبر: تتطلع الى الإخراج. وهي
اعلنت ذلك بنفسها في لقاء صحافي عقدته خلال حضورها مهرجان «كان» مؤكدة ان
فيلمها الأول سيكون مقتبساً من رواية للكاتب الأميركي ترومان كابوتي (الذي
اشتهر من اعماله نصه المدهش «بدم بارد»، كما اشتهر بكونه من اكثر كتاب
اميركا القرن العشرين غرابة أطوار). اما كتاب كابوتي الذي اجتذب سكارليت
للوقوف وراء الكاميرا، فهو قصته «عبور الصيف» التي كانت اول ما كتب في
سنوات شبابه الأولى واعتبرت مفقودة حتى السنوات الأخيرة حين أُعيد اكتشافها
ونشرها. وتتحدث القصة عن مراهقة اميركية في زيارة باريسية مع اهلها تهرب
منهم لتلتحق بخادم في اجواء العاصمة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية
مباشرة.
بيتر غريناواي يعود الى الإخراج بعد غياب مقلق
خلال السنوات القليلة الفائتة، لم يتوان محبو سينما الفنان البريطاني
بيتر غريناواي عن التعبير عن قلقهم لعدم تمكنه من العودة الى العمل مخرجاً
إثر إخفاق افلامه الأخيرة ومنها تحفته الفنية «دورية الليل» التي لم تجتذب
ما يكفي من متفرجين على رغم ان الفيلم مأخوذ عن لوحة شهيرة لرمبراندت. اما
هذا العام فيبدو ان القلق لم يعد في محله حيث افادت أنباء أُعلنت في «كان»
– حيث يشارك السينمائي والرسام البريطاني في فيلم ثلاثي حول تقنيات البعد
الثالث، مع جان جاك غودار... في تظاهرة «اسبوعي المخرجين» -، بأن غريناواي
يشتغل في وقت واحد تقريباً على مشروعين كبيرين، اولهما «ايزنشتاين في
غواناخواتو» الذي يتتبع حكاية تصوير المخرج الروسي الكبير لفيلمه المكسيكي
غير المكتمل والذي بات اسطورياً مع مرور الزمن، اما الثاني فهو إعادة
اقتباس، إنما على طريقته الخاصة، لرواية توماس مان «موت في البندقية» التي
سبق ان حوّلها لوكينو فيسكونتي الى فيلم لا ينسى... والجديد هنا هو ان
احداث الرواية التي تدور في البندقية كما نعرف، وكما ينص العنوان صراحة،
ستنقل الى انكلترا... كما ان الفيلم سيتوسع اكثر في تتبع ما ستكون عليه
حياة تادزيو بعد موت الكاتب ايشنباخ...
اسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه يحقق فيلماً عن سيرته
لا تخلو أنباء مهرجان «كان» من طرائف مدهشة... ولعل اكثر تلك الأنباء
مدعاة للدهشة ما اعلنه اسطورة كرة القدم البرازيلي الأكبر بيليه عن بدئه
تصوير فيلم سينمائي يتناول سيرة حياته والكيفية التي تحوّل بها من صبي بائس
لا مستقبل له، الى واحد من اعظم نجوم كرة القدم في القرن العشرين محققاً
لبلاده كأس العالم ثلاث مرات... في «كان»، بعدما اعلن بيليه عن مشروعه الذي
دخل الآن مرحلة الإنتاج الفعلي، قال اللاعب الشهير انه يهدف من أفلمة سيرته
الى «إعطاء فكرة مبدئية للفتيان عن الآفاق التي تفتحها الحياة امامنا...
وفي اعتقادي ان هذا امر ضروري ضرورة ان نجعل من نجاحنا مثالاً يحتذى».
مهما يكن من امر، اكد بيليه لمستمعيه في «كان» ان هذه ليست المرة الأولى
التي يقدم فيها على الإخراج السينمائي حيث سبق له ان حقق عدداً لا بأس به
من الأفلام لجمهور الصغار ولا سيما في المواسم الأولمبية. «اما هذه المرة،
فإن الله قال لي: هيا يا بيليه، حان الوقت كي تحوّل سيرتك فيلماً». بقي ان
نذكر نقلاً عن فنان الكرة الذي يلقب عادة بـ «الجوهرة السوداء» ان الفيلم
سيكون جاهزاً للعرض في حزيران (يونيو) المقبل، بالتزامن مع افتتاح كأس
العالم للعام 2014 في البرازيل.
«الجمال
العظيم»:
مارتشيللو يختتم رحلة حياته اللذيذة في روما الصاخبة
إبراهيم العريس
يومان آخران ويختتم مهرجان «كان» السينمائي عروض دورته السادسة
والستين ويوزع جوائزه التي يتطلع كثر إليها ولا سيما منها «السعفة الذهبية»
التي تعتبر واحدة من أهم الجوائز السينمائية في العالم. حتى الآن، وعلى عكس
ما كانت الأمور عليه في بعض الدورات الأخيرة، لا يبدو من السهل التكهن
بالفيلم الذي يبدو أشبه باليقين أن السعفة ستكون من نصيبه، والسبب قد يكون
بسيطاً: حتى الآن ليس هناك أي فيلم انقضّ على المتفرجين كالعاصفة فأدهشهم
بشكل استثنائي وجعل نوعاً من الإجماع المسبق من حوله. وإلى هذا ثمة مزاجية
لا يمكن توقعها بسهولة لدى لجنة التحكيم بشكل عام ورئيسها ستيفن سبيلبرغ
بشكل خاص.... ثم لم ينته كل شيء بعد فما زالت عند كتابة هذه السطور عروض
عدة في الأفق ومعظمها لأفلام تحمل الكثير من الوعود والتوقعات.
ومع ذلك كله قد يمكن المراهنة منذ الآن على ثلاثة أو أربعة أفلام تبدو
بارزة بشكل ما في تفضيلات المرء كمحبّ للسينما ولما تقدمه من جديدها على
الأقل. نقول هذا وفي ذهننا مثلاً فيلم الأخوين كون «داخل لوين دايفيز»،
وفيلم الإيراني أصغر فرهادي «الماضي» وربما أيضاً فيلم الكيتش الصاخب
«حياتي مع ليبراتشي» لستيفن سودربرغ – الذي قد يرتدي أيضاً جزءاً من أهميته
انطلاقاً من قوانين زواج المثليين التي كانت فرنسا آخر من يشتغل عليها
قانونياً في أوروبا حتى الآن! -... أما الفيلم الذي يحمل عناصر عدة تؤهله
ليكون من دون تردد ضمن هذه اللائحة، فهو بالتأكيد «الجمال العظيم» للإيطالي
باولو سورنتينو. أما العنصر الأبرز من بين هذه العناصر فهو كونه أعاد إلى
«كان» بعد غياب طويل، ساحر السينما الإيطالية الكبير فدريكو فلليني بعد
عشرين عاماً من رحيله.
أنطولوجيا فللينية
طبعاً لا نعني بهذا أن الفيلم عن فلليني أو أن هذا الأخير يظهر فيه،
بل نعني أن تمعّنا في «الجمال العظيم» سوف يجعله يبدو لنا وكأنه أنطولوجيا
لشيء من سيرة فلليني السينمائية... حيث ثمة في الفيلم ما يذكر بما لا يقل
عن نصف دزينة من أفلام صاحب «دولتشي فيتا» و «ثمانية ونصف»...
ذلك الفنان الكبير الذي اعتاد «كان» واعتاده هذا الأخير إلى درجة أن
سؤالاً طرح لدى رحيله عن كيف ستقوم للمهرجان قائمة من دونه. هكذا إذا،
استحضره سورنتـــينو في «الجمال العظيم» ولكن ليس في شكل مباشر ولا من طريق
المحاكاة. بل ربما من طريق ينطلق من سؤال قد يكون سورنتينو طرحه على نفسه
ذات يوم وهو يشاهد – للمرة المئة – تحفة فلليني «دولتشي فيتا»: ترى لو كان
فلليني لا يزال اليوم حياً بيننا وأراد أن يتساءل سينمائياً عما آلى إليه
مصير مارتشيللو – الشخصية المحورية التي لعبها مارتشيللو ماستروياني في ذلك
الفيلم الذي صار اليوم كلاسيكياً ومرجعاً – بعد مشاهد النهاية حين ينظر
بحيرة إلى الصبية الحسناء متسائلاً عمن تكون على الشاطئ، كيف كان ســـيرسم
الشخصية ومصيرها في فيلم جديد قد يود تحقيقه اليوم وقد شارف مارتشيللو الذي
كان عشرينياً يوم تحقيق «دولتسي فيتا»، على السبعين اليوم؟ لسنا على يقين
طبعاً من أن سورنتينو طرح السؤال على نفسه في هذا الشكل على الأقل، ولكن كل
شيء هنا يذكر بمارتشيللو القديم. ناهيك بأن كل شيء أيضا يذكر بروما فلليني،
طالما أن «الجمال العظيم» هو أساسا فيلم عن روما اليوم، روما منظور إليها
بعيني مارتشيللو السبعيني كما أن مارتشيللو القديم أمضى وقته يجول في روما
الخمسينات والستينات ويتأملها... فإذا أضفنا إلى هذا فصول الفيلم المتحدثة
عن الراهبة القديسة والتي تذكر هي والكاردينال ببعض ملامح فيلم آخر لفلليني
هو «ساتيريكون»... وفصولاً تصور الانسداد الإبداعي لدى بطل الفيلم وتحيلنا
إلى أزمة فلليني الإبداعية في واحد من أجمل أفلامه «ثمانية ونصف»، سنجدنا
بالتأكيد وسط أسئلة فلليني وقلقه. ومع هذا لا بد لنا أن نصدق سورنتينو حين
يقول بعد «اعترافه» بهذا كله، أن أفلاماً مثل «دولتشي فيتا و «روما فيلليني»
– ويضيف إليها الحديث عن مشاهد من «الشرفة» لإيتوري سكولا -، تشاهد بقوة
لكنها لا تحاكى أو تقلّد أبداً. نصدقه لأننا هنا، وبعد كل شيء، أمام فيلم
ينتمي إليه مباشرة. يحمل نظرته إلى روما وقلقه وأسئلته، ناهيك بأنه رسم
الدور فيه لممثله المفضل توني سيرفيلو الذي رافقه في العدد الأكبر من
أفلامه حتى اليوم.
ومن هنا بالتأكيد لم نعد أمام مارتشيللو ماستروياني ولا أمام فلليني.
بل صرنا في مواجهة سينما سورنتينو كما عايشناها في «الديفو» – عن رئيس
حكومات الديموقراطية المسيحية جوليو أندريوتي – وفي «نتائج الحب» كما في
«صديق العائلة»، وبخاصة في العام الفائت في «لا بد أن هذا هو المكان» الذي
صوره في أميركا من بطولة شون بين: سينما قائمة على الرصد وتشظي اللغة
السينمائية وسلبية الشخصية المحورية وإعطاء الأهمية الأساس للمكان، إضافة
إلى محاولة الشخصية التخلص من عبودية الزمن لها...
الماضي الذي يعود
كل هذا نجده هنا من خلال الرسم المدهش في «الجمال العظيم» لشخصية
البطل الذي يعيش مبدئياً حياة نجاح فاقع وثراء لافت بعدما عمل في الصحافة
الفنية الاجتماعية وصار واحداً من نجوم الحياة الفنية والثقافية يتنقل من
نجاح إلى آخر ومن علاقة إلى أخرى ويعيش متخماً بالأصدقاء... غير أنه يشعر
الآن أنه غير قادر على التخلص من عبء الزمن المداهم، فيزداد كآبة ولؤماً
وتهكماً بين سهرة وأخرى ولقاء وآخر، وكل هذا على خلفية صيف روماني مدهش
ورصد لروما وسياحها من شرفته السـاحرة المطلة على الكوليزيه، معلم روما
السياحي الأول. وهو رصد صورته كاميرا المخرج وسيناريو الفيلم أشبه بلوحة
أخّاذة لعالم صاخب يعيش انهياره وفوضاه بما يزيد ألف مرة عما كانت عليه
الأمور مرة في «دولتشي فيتا» ومرة على الأقل في «روما فلليني» إن كل شيء
لدى هذا الوجه الاجتماعي يبدو صاخباً ومثيراً للإعجاب، لكنه هو نفسه ليس
سعيداً ولا تشعره روما اليوم بالسعادة. بل يشعر بأن المدينة تعيش آخر
أيامها كما يعيش هو آخر ايامه.
وهذا الوضع يدفعه ضمنا الى مجابهة الفشلين الكبيرين في حياته: الرواية
التي كتبها قبل زمن غابر وحققت له نجاحاً ومكانة ثم «أخفق» في كتابة غيرها،
والصبية التي لم يتمكن من الاستجابة إلى غرامها حين كان شاباً، ففقدها
وبفقدانها سيمكن له وقد أضحى عجوزاً أن يكتشف أنه فقد كل شيء. وهذا ما
يعيدنا مرة أخرى إلى اللقطة الأخيرة في «دولتشي فيتا» فلليني وإنما من دون
أن يغيب عن بالنا لحظة أننا أمام فيلم جديد صنع في بداية العقد الثاني من
هذه الألفية من قبل مخرج ينتمي إلى الجيل الثالث في السينما الإيطالية بعد
فلليني. مخرج ربما يعيد السينما الإيطالية إلى زمن الجوائز الكبرى بعد
سنوات طويلة من غيابها عنها.
مهرجان كان يتعرض لثاني سرقة مجوهرات مشتبها بها
كان (فرنسا) - رويترز
قالت شركة دي غريسوغونو لصناعة المجوهرات الفاخرة امس الخميس إن حادث
سرقة ثانيا مشتبها به اكتشف خلال مهرجان كان السينمائي بعد اختفاء قلادة من
الألماس بقيمة مليوني يورو (2.6 مليون دولار) اثناء احتفال حضره حشد من
النجوم.
وقال مؤسس الشركة السويسرية فواز غروسي (المولود من أم أيطالية وأب
لبناني) إن القلادة كانت ضمن المجموعة التي صنعت لمناسبة الذكرى السنوية
العشرين للشركة والتي عرضتها 20 عارضة ازياء في حفل باهر بفندق دو كاب إدن
روك في أنتيب خارج كان ليلة الثلاثاء الماضي حضرته شارون ستون وباريس
هيلتون.
واضاف غروسي ان 80 حارسا شخصيا والشرطة المحلية وأمن الفندق وموظفي
الشركة كانوا متواجدين في نوبة عملهم لكن عندما تم الجرد الأخير في نهاية
الليلة كانت القلادة الطويلة مفقودة.
وقال لرويترز "لا نعلم بالتحديد ماذا حدث ... كانت إحدى أفضل القطع
لدينا. تحاول الشرطة معرفة ما حدث".
وقال مصدر في الشرطة إن السلطات تقوم بتحقيقات لمعرفة إذا كان الحادث
سرقة أم خطأ في الجرد أم أن القلادة فقدت.
وكانت مجوهرات أخرى بقيمة 1.4 مليون دولار مملوكة لشركة شوبارد
السويسرية أيضا سرقت في الاسبوع الأول من المهرجان الذي يستمر 12 يوما على
شاطئ الريفيرا والذي يجذب آلاف الممثلين والمخرجين والصحافيين.
واشارت الشرطة الى إن مجوهرات شوبارد التي كانت ستتزين بها نجمات
السينما في المهرجان كانت في خزانة غرفة بفندق سويت نوفوتيل في وسط كان
استأجرها موظف بشركة المجوهرات.
وقال مصدر بالشرطة إن الخزانة انتزعت بالكامل من الحائط وأخذت من
الغرفة ليلة السادس عشر من ايار/ مايو. واضاف أن شخصا ما دخل الغرفة من دون
كسر الباب أو حتى استخدام البطاقة المغناطيسية لفتحه.
وقلّل متحدث باسم شوبارد، وهي احد رعاة المهرجان، في وقت لاحق من شأن
التقرير وقال إن قيمة المسروقات مبالغ فيها وإن القطع لم تكن مخصصة
لاستخدام الممثلات.
وتستغل بيوت الأزياء ومتاجر المجوهرات أكبر مهرجان سينمائي في العالم
في مدينة كان للترويج لمنتجاتها وتقدم الملابس والحلى للمشاهير الذين تلتقط
لهم الصور فوق البساط الأحمر الشهير وفي الحفلات التي تقام على ممشى
الكروازيت الساحلي الذي يحفه النخيل.
الحياة اللندنية في
24/05/2013
من بطولة ريان جلوسنج
الدانماركي ريفن يضل الطريق في فيلم «الله وحده الذي يغفر»
عبدالستار ناجي
حينما قدم المخرج الدانماركي نيكولاس ويدينج ريفن فيلمه السابق «درايفن
» سواقة عام 2011 حصدت شهرة عالمية واسعة خصوصا بعد ان تكلل باحدى جوائز
مهرجان كان السينمائي لمقدرته على تقديم فيلم مشبع بالعنف بمواصفاته
السينمائية الخاصة والتي تذهب الى متعة الفرجة وايضا التعامل السخي بالقيم
مع موضوعات التحدي والارادة .
ولكن ماذا عن جديدة ؟
سؤال يفتح الباب امام كم من الحكايات وردود الافعال التي تتداخل وان
ظل البعد الاكثر حضورا هو سلبيا وكان هذا المخرج الذي كانت تبشر به السينما
الاوروبية أضل الطريق الى الهدف
.
في فيلم «الله وحده الذي يغفر» امام حكاية اكثر من تقليدية وعادية جدا
حتى وان قدمت باحترف سينمائي عال من قبل مدير التصوير ولكن القيم والابعاد
تظل مغيبة .
ونذهب الى الحكاية حيث الشباب الدانماركي جوليان الهارب من جريمة
اغتيال والده الى تايلند حيث افتتح ناديا للملاكمة يكون غطاء لعمليات
المتاجرة بالمخدرات التي تديرها والدته
.
يقوم شقيقه الاكبر باغتصاب احدى الفتيات التايلنديات ويقوم باغتيالها
ايضا وحينما يصل احد المحققين القساة ويقبض على الفاعل يطلب من والد الفتاة
ان يأخذ بثاره وقتل الاخ «بيلي» الابن المضل عند الام تقوم بالدور كرستين
سكوت توماس .
هذه الأم تصل من اميركا من اجل الاخذ بثأر ابنها وتأمر ابنها وايضا
رجاله للانتقام من الأب القاتل وايضا من المحقق.. وهكذا ندخل في دوامة من
الجريمة والقتل والثارات التي لا تنتهي حيث تتحول الى الشاشة من اللون الأب
الى اللون الاحمر .
المحقق يصفي رجال جوليان والأم والعصابة وهم في المقابل يسعون اليه..
ونشاهد كمية من مشهديات القتل الارعن والمبتكر قبل من العيون ومن الاذان
والسيف والأسلحة النارية والضرب وكل ما يخطر على بال القارئ الكريم من
ممارسات عدوانية حادة ومتطرفة.. لا يسلم منها احد حتى ابنة المحقق البريئة
لا يقول الفيلم صرحة ماذا كان مصيرها ولكن العنوان يوصلنا الى النتيجة..
حيث يظل المحقق يواصل غناءه بعد كل جريمة ومواجهة يقودها من خلال سيف
الساموري القاتل
.
ولكن الى أين تكون النتيجة انها الى اللاشيء جديد والى منطقة تبدو
بعيدة بعض الشيء عما وصل اليه المخرج نيكولاس ريفن في آخر أعماله كما
أسلفنا .
الفيلم صورت مشاهده الخارجية في بانكوك وان ظلت جملة المشاهد قد صورت
في احد الاستديوهات وضمن ديكورات وادارة مشاهد عالية المستوى وايضا مدير
تصوير هو لاري سميث «الذي قدم لوحات سينمائية عالية المستوى». ولكن كل ذلك
يذهبر هباء ونحن نلهت وراء المشاهد وجرائم القتل وتقطيع الاطراف والاجساد..
وصرخات الموت .
القتل الأرعن.. والثأر الذي لا ينتهي والشرطة التي تتفرج على محقق
يحقق العادلة بطريقته الخاصة.. ونعني بواسطة السيف
.
مع المخرج نيكولاس ريفن عدد بارز من الاسماء وكالعادة نجمه المفضل
ريان جوسلنج الذي ينطلق كما السهم في فضاء النجومية الرحب من المملكة
المتحدة الى هوليوود مباشرة.
وهو يجسد شخصية ريان الذي تدور النسبة الاكبر من الاحداث في رأسه الا
ان الواقع اكثر تدميرا وعنفا وحدة وان ظل ممسكا بالشخصية الان انه يظل الى
تقمص شخصية البطل الذي يستخدم عضلاته اكثر من عقله.
ومعهم في الفيلم بدور الأم كرستين سكوت توماس حيث التسلط وهي السبب
المباشر وراء الخلل في تربية الابناء والذات جوليان الذي عاش وهو يمتلك
الاحساس بانه أقل من أخيه بيلي المدلل والذي كان وراء كل تلك الدماء التي
غرقت بها الشاشة .
ولا يمكن تجاوز الاداء المتميز للنجم التايلندي فيثيا بنسغرام الذي
قدم شخصية المحقق شونج القاسي الذي يحقق العدالة بأسلوبه وطريقته الخاصة .
سينما العنف تجتاح السينما في العالم
.
ولكن المخرج الدانماركي في هذه التجربة يذهب الى مرحلة من العنف التي
لا تدهشنا بقدر من تجعل الكثير من المشاهدين يغلق عينيه وقد كانت الى جواري
صحافية كبيرة من ايطاليا اضطرت مرتين ان تغلق عينيها ولما تصاعد ايقاع
العنف حملت حقيبتها وتركت الصالة. ولأنني من النوعية التي لا تترك الصالة
مطلقا تحملت العنف والدم وتقطيع الاوصال.. ولكنني لم أصل الى نتيجة من حمام
الدم في فيلم «الله وحده الذي يغفر».
anaji_kuwait@hotmail.com
من خلال فيلمه الجديد «الساحر»
التشادي محمد صالح هارون يرسخ حضوره في السينما الأفريقية
حينما قدم المخرج التشادي محمد صالح هارون فيلمه الروائي الاول «باي
باي افريقيا» 1999 أعلن عن ميلاد مخرج أفريقي يمتلك أدواته ذات البعد
الافريقي والتشادي على وجه الخصوص، راح بعدها يعمق هذا الحضور السخي المشبع
بالحكايات والصور القادمة من القارة الافريقية.
وتتواصل أعماله ليقدم فيلم «والدنا» 2002 و«درات موسم رطب» 2006
«وفيلمه الاهم «الرجل الذي يصرخ » 2010 الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم
الخاصة وحفنة اخرى من الجوائز من بينها جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي .
واليوم حينما يعود الى مهرجان كان السينمائي وفي المسابقة الرسمية
يقدم فيلمه الجديد «الساحر» عن حكاية شاب تشادي معاق من اصول من بوركينا
فاسو يعيش في احدى المدن التشادية يمارس الرقص للحصول على المال ويعمل مع
زوج أمه المريض في مجالات الخياطة والتصوير يتعرف على فتاة تعمل في الاندية
الليلية جاءت للتصوير من اجل المشاركة في مسابقة للحصول على موديلات
.
الظروف الصحية تسوء لزوج الام ما يتطلب نقله الى المستشفى وهذا ما
يعني الكثير من المصاريف الاضافية من اجل العلاج وهذا ما يدفع الشاب المعاق
والذي يحمل لقب «الساحر» للبحث عن اي عمل ليلتحق بالعمل مع احد المهربين
الذين يعملون في تهريب البترول من الدول المجاروة من النيجر للمتاجرة به
وبأسعار مرتفعة نظرا لارتفاع اسعاره، ويقوم ذات يوم بسرقة الشحنة وبيعها
الى مهرب آخر ويدعي بان الشرطة قبضت علية وضربته ولكن المهرب الاساسي لا
يصدق ذلك العذر
.
لتبدأ بعدها عملية تعذيب وتحقيقات يضطر بعدها هذا الشاب للهروب برفقة
تلك الفتاة التي تعمل «بائعة هوى» في الاندية الليلية ويصلان الى احدى
القرى البعيدة حيث تتم استضافتهم من احدى الصديقات ولكن احد رجال المهرب
الاول يلحقون به وتأتي المواجهة الا ان نساء القرية يقمن بالواجب من خلال
مهاجمة ذلك الرجل الذي يتم قتله وحرق سيارته ومحو كل الاثار وينتهي الفيلم.
النظرة الاولى للفيلم تؤكد لنا اننا امام فيلم افريقي مئة في المئة
يسير على ركب الكثير من الاعمال السينمائية حيث محاولة مواجهة الفقر
والعازة . تارة بالرضا بالواقع وتارة اخرى بامتهان أقدم المهن وتارة ثالثة
بالانخراط بالجريمة بجميع انواعها من بينها التهريب والعنف
.
المخرج محمد صالح هارون يعرف ماذا يريد المشاهد في بلاده وايضا
المهرجانات والمشاهد الاوروبي ولهذا فهو في
كل مرة يعود الى عمل روائي سخي بالتفاصيل والعرض الحقيقي لواقع
الحياي اليومية في بلاده تشاد مع اشارت الى بقية الدول الافريقية فنحن امام
شاب من اصول من بوركينا وفتاة من اصول غانية وأب فرنسي لم تره من ذي قبل .
الفقر حالة دائمة نعيشه في افلام محمد صالح هارون ولا يحتاج الى كثير
من الوقت لاستعراض ملامح ومعطيات الفقر القاسي الذي يعيشه الانسان في ذلك
البلد الافريقي وفي بقية الدول الافريقية
.
في فيلمه السابق تحدث عن الحروب التي خاضتها تشاد وهو هنا يذهب الى
تداعيات الفقر الذي تعيشه بلاده . عبر حكاية في غاية البساطة ولكنها تقودنا
الى الهروب من المدينة حيث الامان المتبقي ورغم ذلك يظل الخطر حاضرا .
وفي الدول الفقيرة لا حياة للفقراء الا مزيد من الانسحاق تحت ضغوط
الديون والتضخم ما يجعل نسبة كبيرة تضطر للذهاب الى الابواب المحرمة وهي
تخص الجنسين .
وفي الدول الفقيرة كل شيء مباح الانسان من الجنسين وايضا الدين حيث
نتابع عددا من المشهديات الخاصة بموضوع الدين حيث الابن يكذب في موضوع
الصلاة وزوج الأم يبرر له ذلك وفي مشهد القسم حيث يحنث الشاب بالقسم من اجل
تبرير سرقته .
كما يتضمن الفيلم كما من الاشارات الدينية بالاضافة لعدد من الاشارات
حول العلاقات بين اهل المدينة واهل الريف ومنطق القوة في عالم الجريمة.
سينما محمد صالح هارون سينما افريقية عالية الجودة ثرية بالفقر والألم
والمعاناة والتفاصيل الدقيقة للحياة اليومية في ذلك البلد الافريقي.
فهو يذهب في جميع أفلامه الى حكايات بسيطة لينطلق من خلالها الى
استعراض الظروف الانسانية المعاشة وكأنه يقدم تقريرا مفصلا عن الظروف
الموضوعية للانسان الافريقي بوجه عام والتشادي بشكل خاص لان الظروف تكاد
تكون متشابهة.
معه في الفيلم عدد من الاسماء ومن بينهم سليمان ديمي «وهو يستخدم اسمه
الاصلي في الفيلم بالاضافة الى اسم «الساحر او الحاوي» القادر على اكتساب
اعجاب الناس حتى خصومه
.
وايضا هناك الصبية الجميلة انييسس مونري ولدور الاب الممثل التشادي
ماريس يالول بالاضافة الى بطل فيلمه السابق الممثل يوسف دارو... وكم آخر من
الفنانين الذين تعاونوا في تحقيق هذا التجربة السينمائية التي حصلت على
الدعم المادي من عدد من الشركات والتلفزيونات الاوروبية.
في المحطة الاخيرة نشير الى الحاجة لمزيد من التواصل مع السينمات
القادمة من انحاء العالم وبالذات السينما الافريقية التي تشهد شيئا من
الحراك الذي يظل صداقا في التعبير عن المعاناة والألم والفقر.
السينما الافريقية ليست فقيرة بل هي عكس ذلك تماما فهي ثرية بقضايا
الانسان.. حيث الألم والمعاناة هما العنوان المحوري للسينما الافريقية او
سينما الانسان.
علي مصطفى أعلن عن مشروعه السينمائي الثاني
أعلن المخرج الاماراتي علي مصطفى هنا في مدينه كان جنوب فرنسا عن
مشروعه السينمائي الروائي الثاني خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي.
واشار في تصريح خاص ان العمل الجديد سيحمل عنوان «من الالف الى الباب»
وهو يرصد حكاية مجموعة من الشباب الاماراتي يقوم برحلة من دبي الى بيروت
بواسطة السيارة مرورا بعدد من الدول الخليجية والعربية
.
وشدد علي مصطفى في تصريحه الى انه وبعد عامين من انجاز عمله الروائي
الاول الذي حمل عنوان «دبي دار الحي» والذي عرض في حفل افتتاح مهرجان دبي
السينمائي في دورته السابعة بمشاركة حشد من نجوم السينما الاماراتية، وقال
انه حصل على الدعم الانتاجي من عدد من المصادر الاماراتية من بينها صندوق
«انجاز» التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي
.
كما نوه المخرج الاماراتي علي مصطفى بالمكانة المرموقة التي يحتلها
مهرجان كان السينمائي بين المهرجانات السينمائية وتطلع متمنيا ان يرى ذلك
اليوم الذي تعرض به اعماله ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان والذى وصفه
بانه المنصة الحقيقة لصناع السينما للانطلاق الى العالمية
.
وقال علي مصطفى ان حركة الانتاج السينمائي في دول مجلس التعاون
الخليجى تشهد كثيرا من التطور في ظل الاهتمام الرسمي لعدد من دول المنطقة
بصناعة الفن السابع .
هذا وتتواصل في مدينه كان جنوب فرنسا اعمال الدورة السادسة والستين
لمهرجان كان السينمائي الذي يترأس لجنته التحكيمية المخرج الاميركي ستيفن
سبيلبيرغ
نواف الجناحي:
مهرجان «كان» البوابة إلى العالمية
شدد المخرج الاماراتي الشاب نواف الجناحي على الاهمية التي يحظى بها
مهرجان «كان» السينمائي والذي وصفه بانه البوابة للانطلاق الى العالمية،
واشار في تصريح خاص الى انه يحرص ومنذ خمسة اعوام على التواجد في هذا
المهرجان السينمائي الدولي، منوها بتنامي الحضور الخليجي خلال السنوات
الماضية وهو ما يمثل اضافة لرصيد السينما في دول مجلس التعاون الخليجي
.
وصرح الجناحي الى انه يحض لفيلمه الروائي الثالث بعد فيلمه «الدائرة»
و«ظل البحر» الذي «كان» قد منذ ايام باحدى جوائز المهرجان السينمائي الثاني
لدول مجلس التعاون الخليجي الذي استضافتة الكويت، مؤكدا على اهمية تطوير
مفردات التعاون الفني المشترك سينمائيا بين دول المنطقة مستفيدين من تجارب
الدول الاوروبية في هذا المجال .
وأشار في تصريحه قال انه يتوقع وخلال زمن قريب جدا ان تكون هناك
مشاركات خليجية فاعلة ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي
مشيرا الى خمس سنوات كأقصى حد لمثل هذة المشاركات السينمائية الخليجية
.
وقال المخرج الاماراتي نواف الجناحي الى اهمية ارسال البعثات الشابة
من دول المنطقة الى الاستفادة من هذا العرس السينمائي ليس على صعيد
المشاهدة بل على جميع الاصعدة والاطر الخاصة بالتنظيم والاختيارات والحوار
المشترك لخلق نتاجات سينمائية مشتركة تليق بالمرحلة المقبلة من تاريخ
السينما الخليجية .
هذا وتتواصل اعمال الدورة السادسة والستين لمهرجان «كان» السينمائي
الدولي وتتنافس على السعفة الذهبية هذا العام 21 فيلما ليس نمن بينها افلام
عربية .
أميركي وإيراني يتصدران الترشيحات في الأسبوع الأول
تنحصر المنافسة بعد نهاية الاسبوع الاول من فعاليات مهرجان كان
السينمائي حتى الان بين الفيلم الاميركي «داخل ليوين دايفز» للاخوين ايثان
وجويل كوين ويكاد يزاحمه على المقدمة فيلم «الماضي» للمخرج الايراني اصغر
فرهادي.
ويتناول الفيلم الاميركي «داخل ليوين دايفز» رحلة الألم والتعب للمطرب
الشعبي الاميركي ليوين دايفز الذي توفي قبل ان تتعرف الجماهير على ابداعاته
لتشرق نجوميته بعد رحيله. وحري بالذكر ان مخرجي الفيلم الاخوين كوين كانا
قد فازا بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1991 عن فيلمهما «بارتون
فينيك».
اما المخرج الايراني الحاصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2012 عن
فيلم «انفصال» فانه في هذا الفيلم يذهب الى مرحلة ما بعد الانفصال حياة
انتهاء العلاقة الزوجية التي تجمع بين شاب ايراني وامراة فرنسية والظروف
التي تحيط بتلك العلاقة وتداعيات الطلاق
.
هذا ويشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي 21
فيلما من انحاء العالم ليس من بينها فيلم عربي ويترأس لجنة التحكيم المخرج
الاميركي ستيفن سبيلبيرغ، وتتواصل أعمال المهرجان في الفترة من 15 حتى 26
مايو الحالي.
النهار الكويتية في
24/05/2013 |