افتتح يوم الأربعاء الماضي مهرجان كان السينمائي الدولي الذي ينعقد في
المدينة الفرنسية حتى الأحد القادم حيث تعلن جوائزه. هذه هي الدورة الـ66
للمهرجان الذي يعد أكبر مهرجانات السينما الدولية في العالم.
يتكون المهرجان من ستة أقسام: أربعة مسابقات 2 للأفلام الطويلة منها
مسابقة تحمل عنوان "نظرة خاصة"، و2 للأفلام القصيرة منها مسابقة لأفلام
الطلبة، والقسم الخامس خارج المسابقة وكل أفلامه طويلة، والسادس "كلاسيكيات
كان" الذي يعرض نسخاً جديدة مرممة من أفلام مختارة من تاريخ السينما من
مختلف الدول.
أفلام الكلاسيكيات هذا العام 33 فيلماً منها 32 فيلماً طويلاً وفيلم
قصير واحد "بوروم ساريت" إخراج فنان السينما السنغالي عثمان سمبين
(1923-2006) عام 1963، وكان أول فيلم لمخرج أفريقي يشارك في كان في تاريخ
السينما.
وأفلام المهرجان داخل وخارج المسابقات 84 فيلماً منها 57 فيلماً
طويلاً و27 فيلماً قصيراً، وهذه الأفلام من 26 دولة: 42 فيلما من 13 دولة
أوروبية و18 من أمريكا الشمالية (17 من الولايات المتحدة وفيلم من كندا)
و18 من آسيا و6 من أمريكا الجنوبية، ولا يوجد أي فيلم من أستراليا
وأفريقيا، ولكن هناك الأسترالي باز لورمان مخرج فيلم الافتتاح الأمريكي "جاتسبي
العظيم" الذي عرض خارج المسابقة، والتشادي محمد صالح هارون الذي يعرض فيلمه
الفرنسي "جريجريس" في مسابقة الأفلام الطويلة.
وأثناء المهرجان تنعقد الدورة الـ52 لأسبوع النقاد الذي تنظمه نقابة
نقاد السينما في فرنسا، ويخصص مسابقته للأفلام الطويلة الأولى أو الثانية
لمخرجيها، ويعرض 21 فيلماً منها 11 فيلماً طويلاً و10 أفلام قصيرة، ويضيف
إلى الدول مصادر الأفلام السويد والبرتغال بفيلمين قصيرين والبرازيل بفيلم
طويل.
كما تنعقد أثناء المهرجان الدورة الـ45 لنصف شهر المخرجين الذي تنظمه
نقابة مخرجي السينما في فرنسا، ويعرض 30 فيلماً منها 31 فيلماً طويلاً و9
أفلام قصيرة، ويضيف إلى الدول مصادر الأفلام سويسرا بفيلمين طويلين وفيلم
قصير، وسنغافورة بفيلم طويل، والمجر وكولومبيا بفيلمين قصيرين.
وهذا يعني أن مجموع أفلام برنامج المهرجان والبرنامجين الموازيين 135
فيلماً من 33 دولة منها 89 فيلماً طويلاً و 46 فيلماً قصيراً ترسم أهم
ملامح خريطة السينما في العالم هذا العام. ومن بين هذه الأفلام فيلم عربي
طويل واحد وآخر قصير، وكلاهما من فلسطين. أما الفيلم الطويل "عمر" إخراج
هاني أبو أسعد فيعرض في مسابقة "نظرة خاصة" للأفلام الطويلة، وأما الفيلم
القصير "الواقي من الرصاص" إخراج محمد وأحمد أبو ناصر فيعرض في مسابقة
الأفلام القصيرة، وهو أول فيلم فلسطيني يعرض في هذه المسابقة في تاريخ
المهرجان.
وبإضافة النسخ الجديدة من الأفلام المختارة من تاريخ السينما، يصبح
مجموع أفلام كان 2013 التي يختار منها ضيوفه وجمهوره ما يرغبون في مشاهدته
طوال 12 يوماً 168 فيلماً منها 121 فيلماً طويلاً و47 فيلماً قصيراً.
الأفلام التسجيلية
ومن بين هذه الأفلام 15 فيلماً تسجيلياً منها 12 فيلماً طويلاً و3
أفلام قصيرة، وهو عدد قليل مقارنة مع مهرجان برلين أو مهرجان فينسيا،
واللذيْن يعتبران مع مهرجان كان أكبر ثلاث مهرجانات تعرض ما يفوق 75 في
المائة من أهم أفلام العالم كل سنة، والـ25 في المائة الأخرى في مهرجانات
أخرى أهمها تورونتو في كندا.
كلاسيكيات كان
في قسم "كلاسيكيات كان" فيلمان تسجيليان طويلان وهما الفيلم الفرنسي
"مايو الجميل" إخراج كريس ماركر وبيير لوم عام 1962، والذي صور في باريس في
مايو من ذلك العام بعد انتهاء حرب السنوات السبع بين الاحتلال الفرنسي
والمقاومة الوطنية في الجزائر. ويعتبر الفيلم من أهم أفلام كريس ماركر الذي
ولد عام 1921 وتوفي العام الماضي، وهو من كبار مخرجي الأفلام التسجيلية في
فرنسا والعالم في القرن العشرين. ومن اللافت أن كتالوج المهرجان لا يشير
إلى وفاته العام الماضي.
والفيلم السجيلي الطويل الآخر الألماني "رؤيا الثمانية" عن أوليمبياد
ميونخ عام 1972 الذي وقع فيه الحادث الشهير الذي قامت أثناء انعقاده إحدى
فصائل المقاومة الفلسطينية باحتجاز الوفد الإسرائيلي. وقد اشترك في الفيلم
ثمانية من كبار المخرجين العالميين وهم التشيكي ميلوش فورمان والياباني كون
إيشيكاوا والروسي يوري أوزيروف والأمريكي آرثر بن والفرنسي كلود ليلوش
والسويدية ماي زيترلنج والألماني ميشيل فليجار والبريطاني جون شلسينجر الذي
قام بإخراج مقطع احتجاز الوفد الإسرائيلي.
نظرة خاصة
وفي مسابقة "نظرة خاصة" للأفلام الطويلة فيلم تسجيلي واحد هو الفيلم
الفرنسي "الصورة المفقودة" إخراج فنان السينما الكمبودي ريتي بان الذي ولد
عام 1964 في بنوم بنه، ويعتبر أكبر مخرج في كمبوديا، والذي وضع سينما بلاده
على خريطة السينما العالمية منذ أخرج أول أفلامه عام 1989.
هذا هو الفيلم السابع عشر للفنان الذي يخرج الأفلام من الجنسين
الروائي والتسجيلي، وفيه يعود مرة أخرى إلى فترة حكم "الخمير الحمر" في
كمبوديا من 1975 إلى 1979، والذي كان حكماً دموياً ومن صفحات العار في
تاريخ الإنسانية.
خارج المسابقة
وخارج المسابقة 6 أفلام تسجيلية طويلة منها 4 عن السينما، وهي
"بوليوود: أعظم قصة حب" إخراج راكيش أومبراكاش ميهرا وجيف زيمباليست عن
تاريخ السينما الهندية بمناسبة احتفال المهرجان بمئوية أول فيلم هندي طويل
هذا العام، والفيلم البريطاني "قصة الأطفال والأفلام" إخراج الأيرلندي مارك
كوسينس الذي أخرج 15 فيلماً كلها تسجيلية منذ عام 1993، وفي فيلمه الجديد
الـ16 يعبر عن صورة الأطفال في السينما العالمية من خلال مشاهد من 53
فيلماً من 25 دولة. والفيلم الإسباني "حافية القدمين في المطبخ"
إخراج ديجو جالان الذي ولد عام 1964 وأخرج 6 أفلام كلها تسجيلية منذ عام
1977، وفي فيلمه الجديد السابع يعبر عن صورة المرأة في السينما الإسبانية
من الثلاثينيات إلى اليوم من خلال مشاهد من 180 فيلماً.
وإلى جانب هذه الأفلام التي تكتب تاريخ السينما بلغة السينما، الفيلم
الأمريكي "غواية وهجر" إخراج جيمس توباك الذي ولد عام 1944، وأخرج 12
فيلماً منذ عام 1974 منها فيلم تسجيلي واحد من الأفلام العلمية "الانفجار
الكبير" عام 1990. وفي فيلمه التسجيلي الثاني الذي صوره أثناء مهرجان كان
العام الماضي يناقش تاريخ وحاضر ومستقبل السينما مع مجموعة من كبار مبدعيها
مثل الإيطالي بيرتولوتشي والبولندي بولانسكي، والأمريكيين كوبولا وسكورسيزي.
والفيلم الخامس الفرنسي "الظلم الأخير" إخراج كلود لانزمان الذي ولد
عام 1925، وهذا فيلمه السابع منذ عام 1973، وكلها تسجيلية. ويعبر لانزمان
في كل أفلامه بما في ذلك فيلمه الجديد عن "الهولوكوست" أو حرب الإبادة التي
قام بها النازيون ضد اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945). وكل
إنسان في العالم يقف ضد إبادة أي مجموعة بشرية لأي سبب إذا كان حقاً ينتمي
إلى الإنسانية. ولكن لانزمان، ومنذ أول أفلامه، وعنوانه "لماذا إسرائيل"
ينحاز إلى الحركة الصهيونية انحيازاً كاملاً، ويعتبر وجود إسرائيل نتيجة
طبيعية لجرائم النازية ضد اليهود، وذلك من دون الإشارة إلى وجود إسرائيل
على حساب الشعب الفلسطيني، والجرائم التي ارتكبتها الحركة الصهيونية ولا
تزال ضد هذا الشعب، والتي لا يمكن إلا أن تسمى حرب إبادة، أو "هولوكوست"
بدورها. ومن دون الإشارة إلى أن الشعب الفلسطيني من هذا المنظور الذي
يتبناه يدفع ثمن جريمة لم يرتكبها، ومن دون الإشارة إلى حقيقة أن ضحايا
النازية لم يكونوا من اليهود فقط، وإنما من كل الأديان والأعراق والاتجاهات
السياسية المعادية للنازية.
والفيلم السادس الأمريكي "شيبارد ودارك" إخراج تريفا ورمفيلد التي
ولدت عام 1978 في أول أفلامها، وفيه تعبر عن الصداقة التي استمرت 40 عاماً
بين الكاتب المسرحي سام شيبارد الذي فاز بجائزة بولتيزر، ورشح للأوسكار
كممثل، وبين صديقة جوني دارك الذي تزوج امرأة مسنة، وتزوج شيبارد من ابنتها.
نصف شهر المخرجين
وفي برنامج "نصف شهر المخرجين" ثلاثة أفلام تسجيلية طويلة منها فيلمان
عن السينما، وهما الفيلم الفرنسي "مسافر" إخراج مارسيل أوفيلس الذي ولد عام
1927 في فرانكفورت، وهو ابن المخرج الكبير ماكس أوفيلس الذي هاجر مع أسرته
من ألمانيا إلى فرنسا بعد صعود النازية إلى الحكم عام 1933، ثم هاجر إلى
الولايات المتحدة بعد الاحتلال النازي لفرنسا عام 1941، وعاد إلى فرنسا عام
1951.
ويعتبر مارسيل أوفيلس من كبار مخرجي الأفلام التسجيلية في فرنسا
والعالم، وأغلب أفلامه عن النازية والحرب العالمية الثانية، ولكن من دون أن
يحولها إلى مشكلة يهودية مثل لانزمان. وقد أخرج أوفيلس 12 فيلماً منذ عام
1962 من أهمها "الأسى والشفقة" 1969، و"ذكريات العدالة 1976، والذي يستغرق
عرضه خمس ساعات، وعرض في مهرجان كان ذلك العام، وكان وربما لايزال أطول
فيلم تسجيلي في تاريخ السينما. وفي فيلمه الجديد الثالث عشر "مسافر" يروي
الفنان سيرته الذاتية، والتي لا تعبر فقط عن حياته، وإنما أيضاً عن صفحة من
تاريخ السينما ومن تاريخ العالم في القرن العشرين.
والفيلم الثاني عن السينما الأمريكي "تلال جودوروفسكي" إخراج فرانك
بافيش عن محاولة فنان السينما العالمي الكبير أليخاندرو جودوروفسكي إخراج
فيلم عام 1974 عن رواية الخيال العلمي المعروفة "تلال".
والفيلم الثالث في البرنامج السويسري "الصعود" إخراج كافي بختيار الذي
ولد في طهران عام 1978، وهاجر إلى سويسرا. ويتناول الفيلم حياة المهاجرين
الإيرانيين غير الشرعيين في أثينا.
وكلا الفيلمين "تلال جودوروفسكي" و"الصعود" من الأفلام التي تتسابق
للفوز بجائزة الكاميرا الذهبية لأحسن مخرج في فيلمه الطويل الأول أو الثاني
في برنامج المهرجان والبرنامجين الموازيين، ولهذه الجائزة لجنة تحكيم خاصة
ترأسها هذا العام المخرجة الفرنسية الكبيرة آنييس فاردا، ويتنافس على الفوز
بها 23 فيلماً.
الأفلام القصيرة
أما الأفلام التسجيلية القصيرة الثلاثة فهي الفيلم البريطاني "السفاح"
إخراج ليني رامساي في برنامج "نصف شهر المخرجين"، وهو أحدث أفلام المخرجة
الكبيرة التي تشترك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة. وفيه تتأمل معنى
السباحة فوق الماء وتحت الماء وفي الليل والنهار.
والفيلمين الآخرين في برنامج "أسبوع النقاد"، وهما الفيلم الصيني
"مصباح مكتب ياك" إخراج هيو وي عن زيارة يقوم بها بعض رعاة التبت إلى بكين،
وهو الفيلم القصير الثالث لمخرجة منذ 2009. والفيلم البرازيلي "بياتو"
إخراج علي موريتيبا عن المساجين وهم يلعبون الكرة ويرقصون ويتحدثون عن
الحرية، وهو الفيلم القصير الرابع لمخرجه منذ 2008.
الجزيرة الوثائقية في
19/05/2013
سمير فريد يكتب من «كان»:
«هيلي» بداية ضعيفة لمسابقة قوية
بدأت مسابقة الأفلام الطويلة بعرض الفيلم المكسيكى «هيلى» إخراج آمات
إيسكلانتى، وهو الفيلم الوحيد الذى يعرض من أمريكا اللاتينية فى المسابقة،
ويجعلها لا تقتصر على الأفلام الأمريكية والأوروبية والآسيوية، وربما كان
ذلك أحد أسباب اختياره.
هذا هو الفيلم الروائى الطويل الثالث لمخرجه بعد «سانجرى»، الذى عُرض
فى برنامج «نظرة خاصة» عام ٢٠٠٥ وفاز بجائزة الاتحاد الدولى للصحافة
السينمائية (فيبريسى)، و«الأوغاد» الذى عُرض فى نفس البرنامج عام ٢٠٠٨،
فالمخرج من أبناء مهرجان كان، ولكن فيلمه الجديد، الذى يعتبره البعض الجزء
الثالث من ثلاثية عن المكسيك المعاصرة، ليس من الأفلام الكبيرة، وليس من
المعقول اعتبار ثلاثة أفلام ثلاثية لمجرد أنها تدور حول مجتمع واحد فى زمن
واحد.
إنه فيلم صغير لا يتميز بأسلوب خاص، ولا رؤية عميقة للواقع الذى يعبر
عنه، وهو واقع الفقراء الذين يسكنون فى بيوت عشوائية فى جواناجواتو وسط
المكسيك، حيث يعيش العامل الشاب مع زوجته وطفلهما ووالده وأخته وينامون
جميعاً على سريرين. ويتم التعريف بها من خلال وسيلة درامية بدائية، وهى
قدوم موظفة من جهاز الإحصاء تسأل عدة أسئلة عن عدد الأفراد وعدد الغرف وعدد
الأسرّة إلى آخره!
والسيناريو الذى كتبه المخرج مع جابرييل ريفيس يدور حول أخت العامل
التلميذة الصغيرة التى لا يتجاوز عمرها ١٢ سنة، والتى تتبادل الحب مع جندى
فى السابعة عشرة من عمره، وهى قصة حب غير طبيعية ولا تُصدق حتى لو كانت
تحدث فى الواقع، بل وانتهاك للطفولة دون مبرر سوى إثارة الاستغراب والدهشة
المفتعلة، وكأننا نرى مخلوقات من عالم آخر غير إنسانى.
«هيلى»، وهو اسم العامل الشاب، فيلم آخر عن العنف والفقر وحرب
المخدرات فى المكسيك بين السلطات والعصابات، وفساد السلطات والقسوة
والوحشية المفرطة التى تمارسها العصابات. فأثناء حرق الكوكايين الذى تصادره
السلطات يتمكن الجندى من إخفاء كمية فى منزل الطفلة التى يتبادل معها الحب،
وعندما يعثر عليها هيلى تتحول حياة الأسرة البائسة إلى جحيم كامل. ونحن
نتابع هذا التحول دون تحليل للواقع وكأنه قدر لا مفر منه، وبأسلوب لا يختلف
عن أفلام العصابات التجارية.
صحيح أن الفيلم يبدأ بداية قوية بلقطة طويلة من منظر كبير لحذاء عسكرى
يضغط على وجه شخص جريح وبجواره آخر لفظ أنفاسه الأخيرة فوق سيارة نصف نقل
تسير بسرعة، ثم تتحرك الكاميرا إلى مقدمة السيارة، حيث السائق ومساعده، ومن
داخل السيارة نرى الطريق حتى الوصول إلى المدينة الصغيرة، وهناك تقف
السيارة عند جسر على نهر، وفى اللقطة الثانية من بعيد نرى من يحملون شخصاً
ثم يسقطونه من الجسر ليشنق وتتدلى جثته. إنهما لقطتان تعبران عن المدى الذى
وصل إليه العنف، ولكنهما لا تكفيان ليصبح الفيلم من الأفلام التى تتنافس
للحصول على السعفة الذهبية.
نقطة تحول
موضوع الفيلم الصينى «لمسة خطيئة» إخراج جيا زانج- كى عن العنف أيضاً،
ولكن فى الصين، وهو عمل فنى كبير من فنان سينمائى من أعلام السينما
المعاصرة، ومن أهم مخرجى السينما الصينية فى السنوات العشر الماضية.
أخرج زانج- كى، الذى وُلد ١٩٧٠ وتخرج فى أكاديمية بكين للسينما، أول
أفلامه «ياو يو» ١٩٨٨، وكان من اكتشافات برنامج «الملتقى» فى مهرجان برلين
ذلك العام. وأخرج بعده خمسة أفلام روائية طويلة عُرضت كلها فى مهرجان كان
ومهرجان فينسيا، حيث فاز بالأسد الذهبى عام ٢٠٠٦ عن «حياة ساكنة»، وأربعة
أفلام تسجيلية طويلة، عُرض ثلاثة منها فى مهرجان كان ومهرجان فينسيا، وعُرض
«فى العلن» فى مهرجان مارسيليا ٢٠٠١، حيث فاز بالجائزة الكبرى. وها هو
فيلمه الطويل الحادى عشر «لمسة خطيئة» فى مسابقة مهرجان كان هذا العام.
ينتقل زانج- كى من الروائى إلى التسجيلى بسهولة تامة، ويتميز بعدم
الجمع بين الروائى والتسجيلى فى فيلم واحد، فلا التسجيلى يشبه الروائى عنده
ولا الروائى يشبه التسجيلى، وإنما الموضوع وكيفية معالجته هما ما يحدد
الجنس السينمائى للفيلم. وهو فى كل أفلامه من الجنسين يعبر عن الواقع
المعاصر بأسلوب سينمائى خالص مستمد من الثقافة الوطنية، وبعمق فكرى وأصالة
فنية.
ومن العسير فى ظل نظام حكم الحزب الواحد، كما فى الصين، أن يعبر أى
فنان بالحرية التى يتمتع بها أى فنان فى ظل نظام التعددية الحزبية. وهنا
يصبح على الفنان الموهوب أن يحمى إبداعه دون الخضوع للسلطة، ودون الصدام
معها فى نفس الوقت حتى يتمكن من الإبداع. وهذا حال زانج- كى وغيره من فنانى
السينما الكبار فى السينما الصينية المعاصرة.
«لمسة خطيئة» ليس من الأعمال الفنية التى ترتفع إلى مستوى التحف،
ولكنه نقطة تحول فى السينما الصينية المعاصرة، لأنه أول فيلم صينى يعبّر عن
العنف فى المجتمع الصينى اليوم، أى فى الزمن الحاضر. فالفيلم يتكون من
أربعة أجزاء منفصلة عن أربعة حوادث حقيقية وقعت فى شمال وجنوب وغرب ووسط
الصين فى السنوات الماضية.
ولا يستمد الفيلم أهميته من وقوع تلك الحوادث فى الحقيقة، فهذه
معلومات من خارج الفيلم، وإنما من تعبيره عنها للدلالة على اتساع الفجوة
بين الأثرياء والفقراء، وهم أثرياء «الانفتاح» الصينى فى العقود الثلاثة
الماضية، وعلى أن القانون لم يعد يحقق العدل، وأصبح على كل فرد أن يحاول
الحصول على حقه بنفسه عندما يفقد الأمل فى الحصول عليه. ويصل العنف إلى
درجة العنف المجانى، أو القتل للقتل.
يبدأ الفيلم بسيارة طماطم مقلوبة على طريق رئيسى، ونرى من نعرف بعد
ذلك أنه العامل الفقير ضاحى (جيانج يو) يقف بجوار السيارة ويعبث بقطعة
طماطم. وعلى نفس الطريق يحاول ثلاثة من الشباب سرقة رجل يقود موتوسيكلا،
فيُخرج مسدساً ويقتل اثنين، وعندما يهرب الثالث يطارده الرجل حتى يقتله. ثم
نعود إلى ضاحى وهو يأكل قطعة الطماطم، وفجأة يدوى انفجار هائل فى الخلفية.
وهذه الافتتاحية تكثف معنى القتل المجانى، وذلك الانفجار الغامض تعبير عن
معنى الفيلم بأكمله، حيث يحذر من انفجار المجتمع فى ظل غياب القانون العادل
وانتشار الفساد.
يقاوم ضاحى الفساد فى بلدته الفقيرة ويحاول أن يرسل شكوى إلى بكين
لكنه يفشل ويسخر منه الجميع، فيتحول إلى قاتل سفاح يقتل العديد من الرجال
والنساء دون تردد ولا رحمة ويتمكن من الهرب. وهذا نشال فى مدينة أخرى غير
فقيرة لا يكتفى بنشل حقيبة زوجة تسير فى شارع مزدحم فى الظهيرة مع زوجها،
وإنما يطلق عليهما النار ويقتلهما معاً، ويتمكن من الهرب بدوره.
«لمسة خطيئة» يدشن واقعية نقدية جديدة فى السينما الصينية، واشتراك
استديو حكومى فى إنتاجه يعنى أن السلطات الحاكمة التى تفرض رقابة مشددة على
كل الفنون أصبحت تدرك ضرورة زيادة هامش حرية التعبير فى مواجهة الواقع
المتغير، وإزاء الفنانين الذين يفرضون على السلطات مواقفهم، وينتزعون
حريتهم فى التعبير.
مؤتمر لجنة التحكيم
من تقاليد مهرجان كان المؤتمر الصحفى مع لجنة تحكيم الأفلام الطويلة
فى بداية المهرجان، والمؤتمر الثانى مع اللجنة بعد إعلان الجوائز. فى مؤتمر
هذا العام كان السؤال الأول عن اشتراك سبيلبيرج، رئيس اللجنة، مع آنج لى،
أحد الأعضاء، بعد أن رُشحا لأوسكار أحسن مخرج منذ شهور، وفاز آنج لى عن
فيلم «حياة باى». قال آنج لى: «إننى وستيفن صديقان، أنا لا أدرى مشاعره
تجاهى، ولكنى أقدره، لقد كان دائماً فارس أحلامى». وعلّق سبيلبيرج: «نحن لم
نتنافس أبداً، وكنا دائماً زميلين، وسوف نستمر كذلك. إننى أقدر فيلم (حياة
باى) وأقدر آنج لى كذلك». وقال: «الأمر يختلف هنا عن التصويت على الأوسكار،
هنا لا توجد حملات انتخابية، وهذا يجعلنى أتنفس هواءً نقياً». وعن
الاختلافات الثقافية بين أعضاء اللجنة التسعة، وكيف سيتمكن سبيلبيرج من
التوفيق بينهم للوصول إلى قرارات الجوائز، قال إنه سوف يعيد مشاهدة فيلم
سيدنى لوميت «اثنا عشر رجلاً غاضباً»، فى إشارة طريفة إلى الفيلم الشهير
الذى تدور كل أحداثه فى قاعة القضاة أثناء إحدى المحاكمات.
المصري اليوم في
19/05/2013
سمير فريد يكتب من «كان»:
العرب في المهرجان
يعتبر مهرجان كان أكبر تجمع دولى فى العالم بعد أوليمبياد الألعاب
الرياضية مع وصول عدد الحضور إلى عشرين ألف صحفى وسينمائى (٥ آلاف صحفى و١٥
ألف سينمائى منهم ١٢ ألفا فى سوق الفيلم الدولية).
ومنذ عام ٢٠٠ يتضمن السوق (القرية الدولية) التى تشترك فيها الدول
ممثلة فى وزارات الثقافة والمراكز الوطنية للسينما. وفى هذا العام تشترك ٤٥
دولة منها ٥ دول عربية هى الجزائر وتونس والمغرب ولبنان وقطر، وتغيب مصر،
أو بالأحرى وزارة الثقافة فى مصر والمركز الوطنى للسينما فيها. ولكن مصر
تحضر من خلال صناع ونقاد السينما، وهم أصحاب الثقافة المصرية والممثلون
الحقيقيون لها، ومن البدهى أن ثقافة من دون وزارة أفضل من وزارة من دون
ثقافة!
هنا صفاء الليثى تمثل جمعية نقاد السينما المصريين فى لجنة تحكيم
الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية (فيبريسي) حيث تمثل الجمعية مصر فى
الاتحاد. وهنا سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وعزة الحسينى
مديرة المهرجان من أجل التحضير للدورة الثالثة للمهرجان العام القادم. وقد
وجها الدعوة إلى المخرج التشادى محمد صالح هارون الذى يشترك فيلمه الفرنسى
«جريجريس» فى مسابقة الأفلام الطويلة، وذلك لعرض الفيلم فى افتتاح مهرجان
الأقصر خارج المسابقة.
وهنا يسرى نصرالله ليشترك فى إحدى الندوتين اللتين ينظمهما برنامج
«نصف شهر المخرجين» عن تجارب المخرجين المستقلين، كما يشترك فيها عدد من
المخرجين العالميين منهم الكندى دافيد كروننبرج والإيطالى ماتيو جارونى
والبريطانى كين لوش والبرازيلى والتر سالس والفرنسى برتراند تافرنييه
والروسى أندريه زفياجينستييف والرومانى كرستيان مونجيو.
وهنا يوسف شريف رزق الله وماجدة واصف للإعداد لمهرجان الأقصر الثانى
للسينما الأوروبية هذا العام. وماريان خورى للإعداد لبانوراما السينما
الأوروبية السادسة فى القاهرة (٢-١٢ أكتوبر القادم)، وسهير عبدالقادر
للإعداد لمهرجان القاهرة السينمائى الـ٣٦ (١٩-٢٦ نوفمبر القادم) وحيث ينعقد
اليوم الاثنين مؤتمر صحفى عن المهرجان الساعة الثانية عشرة ظهراً تعقبه
دعوة غداء فى الصالون الكبير بفندق كارلتون أعرق وأشهر فنادق المدينة. وهنا
محمد حفظى، مدير مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة السادس
عشر، والذى يعقد دورته الجديدة الشهر القادم.
نشرات المهرجان
تصدر فى المهرجان هذا العام خمس نشرات يومية هى نشرة «سوق الفيلم»
بالفرنسية، ونشرات أهم صحف صناعة السينما فى العالم، وهى «فيلم فرانسيه»
بالفرنسية، و«فارايتي» و«هوليوود ريبورتر» و«سكرين إنترناشيونال»
بالإنجليزية.
تحت عنوان «قيادات الإنتاج السينمائى فى المستقبل» اختارت سكرين
إنترناشيونال محمد حفظى، وذكرت أنه منتج «ميكروفون» إخراج أحمد عبدالله،
و«أسماء» إخراج عمرو سلامة، و«عشم» إخراج ماجى مرجان من الأفلام المصرية،
والفيلم البريطانى «أخى الشيطان» إخراج سالى الحسينى. وأن من أفلامه
القادمة «فرش وغطا» إخراج أحمد عبدالله، و«فيلا ٦٩» إخراج أيتن أمين، و«لا
مؤاخذة» إخراج عمرو سلامة، وغيرها من الأفلام المصرية والعربية المنتظرة.
«قط» إبراهيم البطوط
عرض فى سوق الفيلم «الشتا اللى فات» إخراج إبراهيم البطوط، ونشر عنه
إعلان على صفحة كاملة بالغلاف الداخلى الخلفى لنشرة «فارايتى» يتضمن أن
الفيلم سيعرض للمرة الثانية بعد غد الأربعاء. وفى الصفحة الأولى من العدد
الأول من «فارايتى» نشر نيك فيفاريلى خبراً مطولاً عن بداية تصوير الفيلم
الجديد الذى يخرجه البطوط تحت عنوان «القط»، الذى يشترك فى تمثيله عمرو
واكد وفنان السينما والمسرح الفلسطينى الكبير محمد بكرى، وأن شركة ذاتها
التى تنتج الفيلم سوف تنتج أيضاً «المنفى» إخراج عاطف حتاتة، الذى يبدأ
تصويره فى أكتوبر القادم فى الأقصر.
وفى الصفحة الأولى من العدد الثانى من نشرة «فارايتي» كتب فيفاريلى
خبراً آخر تصدر الصفحة عن عودة نجيب ساويرس إلى السينما، حيث أسس مع المنتج
التونسى العالمى طارق بن عمار شركة جديدة برأسمال ١٣٠ مليون دولار أمريكى.
وتضمن الخبر تصريحاً لنجيب ساويرس قال فيه «كنت دائماً أحب السينما
والتليفزيون، ومع طارق وجدت أخيراً الشريك الذى أستطيع معه تحقيق أحلامنا
المشتركة». وجاء فى الخبر أن الفيلم الأول للشركة الجديدة عنوانه «بيرتا»
إخراج القطرية صوفيا الماريه، والذى سيصور فى القاهرة وتونس.
جناح الإمارات العربية المتحدة
الحدث الأهم فى سوق الفيلم على الصعيد العربى تحويل الجناح المتميز
على البحر مباشرة من جناح مهرجان أبوظبى إلى جناح دولة الإمارات العربية
المتحدة، وذلك لأول مرة منذ عام ٢٠٠٤. ففى ذلك العام أقيم جناح باسم مهرجان
دبى، وفى عام ٢٠٠٧ أقيم جناح آخر باسم جناح أبوظبى. وكان من اللافت أن
أجنحة الدول تقوم بالترويج لكل المهرجانات التى تقام فيها، وبدا للكثيرين
من غير العرب وكأن أبوظبى ودبى دولتان منفصلتان، وأخيراً تم تصحيح الوضع
هذا العام.
اشتركت كل المؤسسات السينمائية الإماراتية فى الجناح، وهى مهرجان دبى،
ومهرجان أبوظبى، ومهرجان دبى لأفلام الخليج، وسوق دبى السينمائية، ولجنة
أبوظبى للأفلام، ولجنة دبى للإنتاج التليفزيونى والسينمائى، ومؤسستا إيمدج
نياشن و٢٤-٥٤ فى أبوظبى. ولا شك أن من أسباب هذا التطور الإيجابى اختيار
السينمائى الإماراتى الشاب على الجابرى مديراً لمهرجان أبوظبى العام الماضى،
والتعاون المثمر بينه وبين رئيس مهرجان دبى المثقف الإماراتى البارز
عبدالحميد جمعة، ومدير المهرجان مسعود أمرالله الملقب بالأب الروحى للسينما
الإماراتية، حيث أسس أول مهرجان لأفلام الإمارات والخليج عام ٢٠٠١، وكان
وراء دعم ورعاية أهم المخرجين الإماراتيين.
عندما شاهدت الجناح باسم الإمارات شعرت بأن أبناء وأحفاد الشيخ زايد
رحمه الله يواصلون تحقيق الحلم الذى وضع أسسه، وهو توحيد الإمارات السبع
المتجاورة لتصبح دولة واحدة قادرة على البقاء فى عالم لا مكان فيه للكيانات
الصغيرة. وقد نشرت نشرة سوق الفيلم فى عددها الأول مقالاً عن هذا الموضوع
تحت عنوان «الإمارات العربية المتحدة فى جبهة موحدة فى مهرجان كان». إن
التنافس مشروع، بل ومطلوب، لكن هناك فرقا كبيرا بين المنافسة والصراع:
المنافسة تعنى أن يعود النجاح على الجميع، والصراع يؤدى إلى فشل الجميع.
إيليا سليمان مستشاراً
أصبحت قطر الدولة الثانية فى الخليج بعد الإمارات التى تشهد بدايات
نهضة فى السينما والفنون بصفة عامة. وفى العام الماضى أيضاً، وكما حدث فى
مهرجان أبوظبى، تم تعيين سينمائى قطرى كمدير لمهرجان الدوحة، وهو عبدالعزيز
الخاطر. وكان من أهم الأخبار التى أعلنت فى جناح قطر منذ يومين تعاقد
مهرجان الدوحة مع المخرج السينمائى الفلسطينى الكبير إيليا سليمان ليكون
مستشاراً فنياً للمهرجان، وأصبح بذلك أول مخرج يقوم بهذه المهمة فى مهرجان
دولى.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
20/05/2013
بعد غياب طويل يعود المخرج التشيلياني الى "كان" بفيلم
وثائقي عن أعماله
إعداد: كوليت مرشليان
من مفاجآت "مهرجان كان" السينمائي واحدة حملها معه المخرج التشيلياني
ألكسندرو غودوروفسكي الذي غاب عن المهرجان قرابة 23 عاماً وها هو يعود هذا
الموسم مع فيلم جديد بعنوان "رقصة الواقع" الذي اقتبسه عن الرواية "تلّ
الرمل" للكاتب فرانك هربرت وأيضاً سيُعرض له فيلم وثائقي عن كيفية اقتباسه
لهذه الرواية التي حاول معها للمرة الأولى بين العامين 1973 و1975 ثم عدل
عن الفكرة التي اعتبرها يومها "مجنونة" من شدة صعوبتها. لكنه عاد إليها بعد
كل هذه الفترة. والوثائقي سيضع المشاهدين أمام كل الصعوبات التي واجهته
وعنوانه "تلة غودوروفسكي الواقعية". وهذا المخرج التشيلي الرائع كانت له
تجارب سابقة مع "مهرجان كان" حين عرض من أعماله "ايل توبو" و"الجبل المقدس"
وأيضاً في إطار الشرائط المصوّرة حيث كان أيضاً كاتب السيناريو في "الولد
الجذع" و"بونسر".
اليوم يبلغ غودوروفسكي 84 عاماً وقد أعرب لوسائل الإعلام في المهرجان
عن سعادته بالعودة الى فرنسا والمشاركة بفيلمه الجديد فقال: "أجد نفسي
اليوم في مكان يشبهني وأيضاً في المكان المناسب لعرض تجربتي الجديدة هذه".
وفي الوثائقي الخاص بأعماله الذي حضّره وصوره فرانك بافيتش، يقول هذا
الأخير إن غودوروفسكي شاعر من شعراء الفن السينمائي. وهو منذ اقتباسه
لأعمال كبار مثل جاك سترنبرغ وآرابال، عبّر عن مكنوناته التي تفيض بالشعر،
كما اعتبر أن أعماله في أوائل السبعينات وحتى منتصفها أثّرت بقوة على
الصناعة الهوليوودية، وها هو ينطلق اليوم في مغامرة شاعرية جديدة آمن بها
المنتج ميشال سيّدو الذي اعتبر أن فيلم "رقصة الواقع" سيكون واحداً من أجمل
ما تقدّم للسينما... والمخرج الذي يُعرف في الأوساط المقرّبة منه باسم "غودو"
قام بما لا يمكن أن يفعله أحد في السبعينات حين حضّر لتصوير الفيلم المقتبس
عن أكثر الروايات جرأة وفانتازية في العالم لكن الأمر فشل يومها. ويتذكّر
أحد معاونيه في حديث له قائلاً: "في السبعينات، ربحنا معارك كثيرة لنصل الى
التحضير الأولي للفيلم لنعرض الفكرة على شركات الإنتاج لتصويره: لقد جمعنا
فريق "بينك فلويد" وأيضاً "ماغما" في الفيلم. كما طلبنا من الرسام العالمي
سلفادور دالي أن يجسد في الفيلم شخصية الإمبراطور المجنون في الكوكب فرضي
بشرط أن تُدفع إطلالته القصيرة بمعدل 100 ألف دولار للدقيقة، فاتفقنا معه
على ذلك. كما كان سيطلّ في الفيلم عدد من الوجوه المعروفة وكان سيشارك
الرسام مويبوس في وضع رسوماته... وقد جمعنا يومها 500 كتاب لتفاصيل التصوير
في الفيلم وتمّ إرسالها كلها الى أكبر ستوديوات التصوير في لوس أنجلس، الى
"وارنر"، الى "باراماونت" مروراً بشركة "أونيفرساليس" و"أم.جي.أم"... كلهم
رفضوا المشروع. فكتب يومها أكثر من ناقد عن متاعب للمشروع: "كلهم خافوا من
غودو الرؤيوي والتقدمي والمتحرر والشاعري الى أقصى الحدود...".
اليوم ألكسندر غودوروفسكي أو "غودو" ينتقم لنفسه ولمشروعه. وهو علّق
قبيل عرض فيلمه للمرة الأولى في "كان" بالآتي: "ثمة رابط ما بين فيلم "رقصة
الواقع" والفيلم الوثائقي "تلة غودوروفسكي الواقعية" وذلك لأن الوثائقي
يبدو وكأنه خطابي الذي يشرح فلسفتي الخاصة المتعلقة بالسينما... إنها
السينما المتخيّلة، وبمساعدة صديقي ميشال سيّدو الذي أخذ على عاتقه إنتاج
"رقصة الواقع" حققت هذا الحلم"...
المستقبل اللبنانية في
20/05/2013
فيلم ياباني من توقيع كوري إيدا هيرو كازو
«الأبناء
كما الآباء».. ماذا حينما نكتشف استبدال صغارنا عند الولادة؟
تتمتع السينما اليابانية برصيد ضخم من الاسماء والمبدعين الكبار الذين
ساهموا عبر اجيال طويلة الى ترسيخ حضور السينما اليابانية على المستوى
العالمي. ولسنا هنا بمعرض استعراض لوائح الاسماء ولكن تبقى هناك مجوعة من
البصمات مثل اكيرا كيروساوا وياسجيرو اوزو وشوهى ابمامورا وناجيزا اوشيما
وتطول القائمة حتى نصل الى اسم المخرج كوري ايدا هيرو كازو الذي قدم في
المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي تحفة سينمائية عالية
الجودة. حتى مع طغيان الجوانب الدارمية الا ان تلك الجوانب تجعلنا نحلق في
فضاء التحليل الاجتماعي لدراسة ملابسات هكذا حدث يجعلنا في حالة من الدهشة.
الفيلم ينطلق من سؤال محوري ماذا اذا اكتشفنا ان ابناءنا تم استبدالهم
عند الولادة وان الطفل الذي ربيناه هو ليس ابننا انما هو ابن اسره اخري
قامت بدورها بتربية طفلنا.
ولكن قبل الفيلم ما احوجنا التي الاقتراب من المخرج هيروكازو وهو من
مواليد طوكيو في 6 يونيو 1962 وقدم للسينما الكثير من الاعمال الهامة لعل
ابرزها انا اتمنى 2011 ولا يزال يمشي 2008 و لا احد يعرف 2004 وغيرها من
الاعمال السينمائية.
في الفيلم نتابع حكاية اسرة ميسورة الحال يصلها اتصال هاتفي من
المستشفى الذي انجبت به الزوجة طفلها تدعوهم الزوج والزوجة الى ضرورة زيارة
المستشفى. حيث يتم اخبارهم ان احدى الممرضات اعترفت بانها قامت باستبدال
طفلهم مع طفل عائلة متوسطة الحال. لتبدا بعدها الدراما الحقيقية في مواجهة
هذا الخبر الصاعق عبر حكاية تتداخل احداثها وتفاصيلها من وجهه نظر
العائلتين.
كيف سيتم تقبل هكذا امر من قبل الوالدين في كل من الاسرتين. ثم كيف
سيتم ايصال المعلومة الى اطفالهم او ابناء الاسرتين بالذات الطفل الذي
سينتقل من هذة الاسرة الى الاسرة الاخرى.
رحلة من الالم النفسي المشترك سواء من قبل الاهل او الابناء فكيف لطفل
ان ينسلخ عن اسرته وكيف لاب او ام ان تتصور اقتلاع ابن من حضنها.. رحلة
وفيلم يعتمد العمق الاجتماعي والاشتغال على الشخصيات واداء عال من جميع
نجوم الفيلم وبالذات الاطفال الذين يجعلون الشابة تنتقل من قمة الفرح الى
قمة الحزن ومن لحظات الانتظار الى اخرى مقرونة بالانكسار وكاننا جزاء من
تلك الورطة التي ذهب اليها الفيلم.
اجتماعيا واعتقد شخصيا ان فكرة هذا العمل حينما تلتقطها الصحافة
العالمية فانها سوف تتحول الى كمية من المسلسلات والافلام ومن بينها اعمال
بالعربية خصوصا ونحن امام فكرة ذهبية يمكن من خلالها الذهاب الى الكثير من
المواجهات السياسية والاجتماعية. فيلم ثري اجتماعيا يجعلنا نشعر باهمية
الاسرة والاطفال. وهكذا هي السينما الاجتماعية العالية الجودة حتى لو كانت
من اليابان.
مباراة في التمثيل بين بنيوكيو دل تورو وماثيو الماريك
«جيمي
ب» للفرنسي أرنو دبلشين يذهب إلى التحليل النفسي
استطاع النجم المكسيكي بينوكيو دل تورو ان يتحمل الثقل الاساسي لفيلم
المخرج الفرنسي ارنو دبلشين «جيمي ب» الذي يروي حكاية جندي اميركي من اصول
هندية حمراء تعرض للاصابة خلال الحرب العالمية الثانية ما تسبب له بالم
نفسي استدعى معالجة خاصة من طبيب فرنسي متخصص. استطاع من خلال تلك الجلسات
والتجربة ان يحقق فتحا في مجال الطب النفسي. هكذا هو المحور الاساسي لفيلم
«جيمي ب» او «جيمي بيكار د» الذي يحمل اسما هنديا بعنوان الرجل الذي يتحدث
عن الاخرين ومن خلال ذلك الاسم وتلك الحالة النفسية المعقدة ياتي ما يمثل
فتحا كبيرا في عالم الطب والمعالجة النفسية بعد ان مرت تلك الشخصية بكم من
المحطات والمعالجات التي بلغت في المرحلة الاولى ادخاله الى مستشفى
المجانين. بينما حالته النفسية هي شيء مختلف.
قام بكتابة السيناريو المخرج ارنو دبلشين بالتعاون مع جولي بير وكنت
جونز معتمدين على رواية بعنوان المعالجة النفسية لهندي احمر من تاليف جورج
ديفرو وهو ذات الشخصية التي عالجت الهندي الاحمر والذي تم استدعاؤه لخوض
هذا التجربة. ونعود الى الحكاية. فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية. يتعرض
احد المقاتلين الامريكان من ذوي الاصول الهندية الحمراء الى اصابة تجعله
يعيش حالة من الخلل النفسي والتصورات والرؤى والالم الجسدي والذي يصل الى
حد الهذيان. تقوم على رعايته شقيقته الكبرى ولكنها في مرحلة لاحقة وبعد
تدهور حالتة الصحية تذهب به الى احد المستشفيات النفسية ليخضع الى علاج
نفسي. وحينا تغلق جميع الابواب ويتم استدعاء طبيب نفسي فرنسي جورج الذي
يبدأ بتوثيق الحالة في ظل معرفته التامة للغات الهندية الحمراء والقبائل
وتاريخها وغيرها من المعطيات التي تساهم في تطوير العلاقة بين الطبيب
المتخصص والمريض الذي يبدا بسرد الحكايات وايضا الاحلام التي تمر به وفي كل
مرة تزداد المسافة اقترابا بين المريض وطبيبه او بمعنى ادق بين الطبيب
ومريضه. رحلة كانت طويلة ومرت بحوارات طويلة ظلت خالية من الحلم والصورة في
عدد من المشهديات الى انها كانت بمثابة الرحلة لاستعرض البعد النفسي
والفلسفي للعلاج النفسي الذي يتطلب كثيراً من التأني والهدوء وايضا
التضحيات للاقتراب من الحالة النفسية من الطرفين. حالة من الغوص في
التفاصيل الدقيقة لاكتشاف الاخر وكاننا امام عملية تصوير كامل من الداخل
للوصول الى تفسير حالة مرضية جديدة. لهذا يذهب المخرج الفرنسي ارنو دبلسين
الى تلك الشخصية الرائدة في عالم الطب النفسي لاستحضارها وتوثيقها عبر فعل
درامي عالي الجودة وان ظل يعاني من شيء من التطويل وغياب الصورة البديلة
لتلك الحوارات المطولة.
الا ان المباراة العالية المستوى في التمثيل بين الثنائي المكسيكي
بينوكيو دل تورو والفرنسي ماثيو الماريك ساهم في خلق متعة اضافية الى قيمة
الموضع الذي كنا نشاهده. تمثيل رفيع المستوى.حيث نستطيع التاكيد ان هذا
النجم الاميركي الجنوبي بينوكيو او نبيسيو دل تورو يعتبر اليوم احد اهم
قامات التمثيل السينمائي يمتاز بمقدرته في الغوص والتماهي مع الشخصية التي
يقدمها وقد شاهدناه في عدد من الاعمال السينمائية المهمة لعل ابرزها الموت
والحياة في لاس فيجاس مع جوني ديب. بالاضافة الى فيلم تشى عن حياة تشي
جيفارا مع المخرج ستيفن سودربرغ. وهو هنا يذهب بنا بعيدا ياسرنا يجعل
المشاهد اسير حضوره السخي بالقيم والتعابير الجديدة الخالية من التقاليد
الساعية الى فضاءات من الاضافة الى رصيد حرفة التمثيل السينمائي. وهكذا هو
شان النجوم الحقيقيين الذي يذهبون الى ذاكرتنا بافلامهم وابداعتهم. فيلم «جيمى
ب» سينما من النوع الخاص حيث سينما المؤلف الذي يقدم ما يريد الى ما يريد
المنتج.. وهذا ما يرسخ حضور ومكانتة ارنو دابلشين.. الذي كلما عاد الى
السينما... ادهشنا.. وامتعنا.. حتى رغم صعوبة الموضوع الذي يتعرض له.
علي مصطفى: مشروعي الجديد من «الألف إلى الباء» قريباً
أعلن السينمائي الاماراتي علي مصطفى، الذي اشتهر باخراجه فيلم دار
الحي الحائز على العديد من الجوائز في كثير من مهرجانات الأفلام عام 2009،
عن مشروعه الروائي الجديد
A to B،
وهو فيلم ذو قصة مشوقة ومليئة بالمغامرات تدور في اطار كوميدي مضحك. وسيدخل
الفيلم الذي تدعمه twofour54
أبوظبي في مرحلة الانتاج في شهر أكتوبر المقبل في الامارات العربية المتحدة.
ويتميز الفيلم بأنه يشمل تعاوناً بين فريق رائع من كبار صناع السينما
العربية، اذ يتضمن ذلك المخرج الاماراتي علي مصطفى، المنتج اللبناني بول
بابوجيان، السيناريست والمنتج المصري محمد حفظي، والمنتج السعودي محمد
التركي. كما تساهم twofour54
أبوظبي في انتاج الفيلم الروائي الجديد.
محمد حفظي كاتب ومنتج فيلم A to B
ومؤلفه بدأ مسيرته الفنيه ككاتب سيناريو في مصر، حيث ألّف العديد من
الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً. بعد ذلك، بدأ حفظي نشاطه الانتاجي، حيث
له العديد من الأفلام الناجحة من بينها أفلام تحرير: 2011، ميكروفون وأخي
الشيطان.
اما بول بابوجيان فهو منتج لبناني ناجح تمتد خبرته على مدار 10 أعوام
ساهم خلالها في اثراء الاعلام وصناعة السينما العربية. حصدت أعماله العديد
من الجوائز في مختلف المهرجانات الدولية من بينها فيلم شتي يا دني، الذي
حصد جائزة اللؤلؤة السوداء من مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي الى جانب
غيرها من الجوائز كما حصد فيلمه الوثائقي عالم ليس لنا على جوائز كثيرة من
المهرجانات العربية والعالمية.
وقد تمكن محمد التركي من خلق جسر بين الشرق والغرب في عالم الترفيه،
كما أنه يتمتع بشهرة كبيرة في الوسط السينمائي بهوليوود أولاً ثم في العالم
العربي. في السادسة والعشرين من عمره فقط، قام التركي بانتاج الفيلم
العالمي الناجح
Arbitrage
الذي شارك في بطولته كل من ريتشارد جير، سوزان
سارندن، نات باركر وتيم روث، وهو الفيلم الذي ترشح عنه ريتشارد جير لجائزة
جولدن جلوب. كذلك أنتج محمد مشاريع سينمائية أخرى ضمت مجموعة من أكبر نجوم
السينما في العالم مثل جون كيوزاك، دينيس كويد، زاك ايفرون وفريدا بينتو.
وتبدأ مرحلة انتاج
A to B
في نهاية شهر أكتوبر، حيث من المخطط أن يستمر
تصويره على مدار ستة أسابيع عبر دول عربية من بينها أبوظبي في الامارات
العربية المتحدة، عمان، الأردن ولبنان. كما سيتضمن الفيلم مشاهد يظهر فيها
عدد كبير من كبار نجوم السينما في الوطن العربي.
يستهدف الفيلم الجماهير العربية والعالمية، حيث تدور قصته حول ثلاثة
شباب من العرب يعيشون في أبوظبي ويقررون القيام برحلة برية ينطلقون فيها من
أبوظبي متجهين الى بيروت من أجل احياء ذكرى صديقهم المقرب. يخطط الشباب
للسفر مسافة 2500 كيلومتر على مدار ثلاثة أيام، ولكن تواجههم العديد من
العراقيل فتضفي الى مغامرتهم لحظات من المرح أثناء مواجهتم العديد من
التحديات في رحلتهم عبر المنطقة العربية.
وتعليقاً على الفيلم الجديد، صرح علي مصطفى قائلاً: «كنت أبحث عن
مشروع جديد مناسب بعد فيلم دار الحي، ووجدت أن A to B
سيجذب الجمهور العربي والعالمي في الوقت نفسه. فأنا أشعر بالحماسة الشديدة
للتعاون مع محمد حفظي، الذي كتب سيناريو الفيلم، وبول بابوجيان. كما تُعد
مشاركة المنتج محمد التركي اضافة رائعة لقيمة الفيلم الجديد. وما يجعل هذا
الفيلم تجربة رائعة هو الدخول في شراكة انتاجية تجمع بين ثلاثة من صناع
السينما، أنا، بول، وحفظي، وهو ما يوحي بأن ثلاثتنا قررنا الخوض في مغامرة
انتاجية على غرار المغامرة التي يمر بها أبطال الفيلم من أبوظبي الى بيروت».
فاطمة المناعي: مهرجان أجيال السينمائي خلال نوفمبر في الدوحة
أعلنت مديرة المهرجان السينمائي القطرية فاطمة المناعي عن اعتزام
مؤسسة الدوحة للافلام اطلاق الدورة الاولى لمهرجان اجيال السينمائي في
نوفمبر المقبل، واشارت المناعي في تصرح خاص هنا في مدينة كان جنوب فرنسا
الى انة وبعد اربعة اعوام من الاهتمام والدراسة والتحضير خلال مهرجان
الدوحة ترابيكا السينمائي الدولي جاء القرار من قبل هيئة الدوحة للافلام
الى اطلاق الدورة الاولى لمهرجان اجيال السينمائي الذي يعمل على تقديم
الابداعات السينمائية والفنية التي تناقش قضايا الشباب والاسرة بشكل عام
وتلبى احتياجات تلك الشريحة الكبيرة من المشاهدين وتؤمن لهم احتياجاتهم
الفنية والتربوية المتخصصة. وقالت المناعى انه تم اعداد الفريق المتخصص
لاحتياجات هذا المهرجان السينمائي الدولي، وان لجنة التحكيم ستكون رائدة من
نوعها حيث سيتم اختيار اكثر من 300 طفل من المواطنين والمقيمين على حد سواء
للتحكيم على الافلام المشاركة في المهرجان والقادمة من انحاء المعمورة.
واكدت مديرة مهرجان اجيال السينمائي من الدوحة على ان المهرجان يمثل
فرصة للجمهور القطري والخليجى بشكل عام للاستفادة من فعاليات هذا الملتقى
التي ستغطى جميع المجالات الابداعية وان ظلت المسابقة الرسمية مقتصرة على
الاعمال السينمائية من جميع انحاء العالم.
وفي تصريحها قالت المناعي الى ان انشاء وحدة تطوير الافلام في الخليج
تحت مظلة مؤسسة الدوحة للافلام عمل على اقامة العديد من الورش والدورات
المتخصصة لاخذ بيد الكوادر السينمائية من دول مجلس التعاون الخليجي في
التخصص في مختلف المجالات الابداعية، وان ظل التركيز دائما على جيل الشباب
الذي يمثل احد الرهانات الحقيقية لمستقبل المنطقة وابناءها. وأشارت مديرة
مهرجان اجيال السينمائي فاطمة المناعي الى ان فرق الاعمال شرعت بعملها من
اجل التحضير للدورة الاولى التي ستستضيفها الدوحة في نوفمبر المقبل. وستكون
نقطة الانطلاق من خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي الذي تتواصل
اعماله هنا في مدينة كان جنوب فرنسا وتشارك دولة قطر من خلال جناح متميز
يمثل مؤسسة الدوحة للافلام. وشددت المناعي على الامال المعقودة على دور
الكوادر القطرية الوطنية التي يتم اعداها الى هذة المهمة ذات البعد
المستقبلي والتي ترسخ الدورة كنقطة اشعاع ثقافي والبداع وكمركز يحتفى
بالابداع الانساني من كل مكان. كما اكدت المناعي ان التحضيرات انطلقت وان
فرق العمل تعمل في سباق مع الزمن لكي يكون الموعد في نوفمبر المقبل حيث
الدوحة هي المحطة التي ستتجه اليها انظار العالم بمناسبة استقبال مهرجان
اجيال السينمائي الذي سيكون دائما موعدا لمتعة الاسرة بجميع افردها من خلال
الابداع السينمائي الثري بالقيم والمضامين الاجتماعية والتربوية الكبري.
وحري بالذكر انه يتنافس على سعفة كان الذهبية هذا العام 21 فيلما ليس من
بينها اي فيلم عربي.
النهار الكويتية في
20/05/2013 |