تفتتح بعد أيام الدورة الـ66 من مهرجان كان السينمائي التي تقام في
الفترة من 15 إلى 26 مايو. ويأمل القائمون على المهرجان أن تكون الدورة
الجديدة مختلفة ومتميزة سواء بالأفلام الجديدة التي ستشهد عروضها العالمية
للمرة الأولى، أو بالأحداث والمناقشات وأيضا،مجال التسويق السينمائي من
خلال السوق الدولية الكبرى للسينما التي تعد الأضخم في العالم والتي يتم
عبرها، شراء وبيع حقوق مئات الأفلام الجديدة وتبادلها من خلال شركات
التوزيع العالمية.
يفتتح المهرجان بالفيلم الأمريكي الجديد "جاتسبي العظيم" Great Gatsby
للمخرج الأسترالي باز ليرهمان، وهو مأخوذ عن رواية سكوت فيتزجيرالد، التي
سبق أن تحولت إلى فيلم سينمائي عرض عام 1974 من إخراج جاك كلايتون وبطولة
روبرت ريدفورد. أما الفيلم الجديد فيقوم بدور البطولة فيه النجم الأمريكي
ليوناردو ديكابريو.
وقد أعلن المدير الفني للمهرجان، تيري فريمو، أن المهرجان تلقى 1858
فيلما إختيرت من بينها 48 فيلما في "البرنامج الرسمي" للمهرجان، الذي يتكون
من الأقسام التالية: المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة (20 فيلما)، وقسم
"نظرة ما" (18 فيلما)، و"خارج المسابقة" (3 أفلام)، وعروض "منتصف الليل"
(فيلمان)، و"عروض خاصة" (5 أفلام).
المسابقة
أهم أقسام المهرجان قسم المسابقة الرسمية التي تضم هذا العام 20 فيلما
جديدا تتننافس على السعفة الذهبية، منها 6 أفلام أمريكية، 9 أفلام فرنسية
منها 5 أفلام من الإنتاج المشترك مع كل من ألمانيا والدنمارك والصين
وإيطاليا وتشاد لمخرجين من هذه الدول، وهو ما يؤكد على أن مسابقة كان
"فرنسية" تماما مع وجود فيلمين من اليابان، وفيلم من الصين، وفيلم من
هولندا، وفيلم من المكسيك.
الأفلام الأمريكية في المسابقة بعد فيلم الإفتتاح (الذي يعرض خارج
المسابقة) هي أولا فيلم "داخل ليوين ديفيز" للأخوين كوين اللذين سبق ان
فازا بالسعفة الذهبية من قبل عن فيلمهما "بارتون فينك" عام 1991. أما
الفيلم الجديد فتقوم ببطولته الممثلة البريطانية كاري موليجان التي تقوم
أيضا ببطولة فيلم "جاتسبي العظيم" أمام ديكابريو.
الفيلم الأمريكي الثاني في المسابقة هو فيلم "نبراسكا" للمخرج ألكسندر
باين، بطولة بروس ديرن وويل فورت. والفيلم الثالث هو "المهاجر" للمخرج جيمس
جراي ويقوم بأدوار البطولة فيه جواكين فينيكس وماريون كوتيار وجيريمي رينر،
وتدور أحداثه في العشرينيات من القرن الماضي.
الفيلم الرابع يعود به المخرج ستيفن سودربرج للإخراج وهو فيلم "وراء
الشمعدان" بطولة مايكل دوجلاس ومات دامون وهو فيلم تليفزيوني يتناول علاقة
مثلية بين دوجلاس الذي يقوم بدور موسيقار، ودامون الذي يلعب دور صديقه
الشاب. وكان سودربرج قد شارك في مسابقة مهرجان برلين بفيلمه "أعراض جانبية"
الذي لم يترك إنطباعا جيدا لدى النقاد ولا لجنة التحكيم فخرج من المهرجان
خالي الوفاض، وأعلن سودربرج أنه سيعتزل الإخراج بعد فيلمه الأخير.
وقد صرح المدير الفني لمهرجان كان، فريمو، بأن سودربرج أراد عرض فيلمه
خارج المسابقة إلا أن فريمو رجاه أن يقبل عرضه بالمسابقة فوافق. وكان فيلم
سودربرج الأول "جنس، وأكاذيب وأشرطة فيديو" قد حصل على السعفة الذهبية في
كان عام 1989.
أما الفيلم الأمريكي الخامس في المسابقة فهو فيلم "العشاق فقط هم
الذين نجوا" للمخرج المعروف بانتمائه للسينما المستقلة في أمريكا، جيم
جارموش.
المشاركة الفرنسية
الأفلام الفرنسية التسعة في المسابقة منها أولا ثلاثة أفلام لمخرجين
فرنسيين تماما (أي غير متجنسين أو لاجئين) هي "قصر في إيطاليا" للمخرجة
فاليري بروني تيدشي، و"جيمي ب" للمخرج آرنو ديشبليشين، و"شابة وجميلة"
للمخرج فرنسوا أووزن.
الأفلام الفرنسية الإنتاج الأخرى فهي لمخرجين من أصول غير فرنسية هي
أولا فيلم المخرج التونسي الأصل- الفرنسي الجنسية عبد اللطيف قشيش "الأزرق
هو اللون الأكثر دفئا". وثانيا: فيلم المخرج الإيراني أصغر فرهادي
"الماضي"، وفيلم المخرج التشادي محمد صالح هارون الذي يشارك بفيلم بعنوان
"جريجريس" Grigris
ويدور حول رجل يسعى لأن يصبح راقصا رغم كونه مصابا بعاهة، وكان قد
شارك في مسابقة المهرجان بفيلم "الصرخة" عام 2010، وفيلم المخرج البولندي
الأصل- الفرنسي الجنسية، رومان بولانسكي (الحاصل على السعفة الذهبية عن
فيلم "البيانو" عام 2002) الذي يشارك بفيلمه الجديد "فينوس ترتدي الفراء".
وجدير بالذكر أن فيلم المخرج الإيراني تدور أحداثه في باريس وهو فيلم فرنسي
تماما في موضوعه يقوم بدوري البطولة فيه الممثل الجزائري الأصل طاهر رحيم
(بطل فيلم "نبي") وبيرينس بيجو (بطلة فيلم "الفنان") في حين يقوم بطل فيلم
الفنان، الممثل الفرنسي ماتيو أمالريك ببطولة فيلم "جيمي ب" أمام الممثل
بينيسيو ديل تورو (من بورتوريكو) الذي سبق أن قام ببطولة تشي جيفارا في
فيلم سودربرج الشهير. وفيلم "جيمي ب" من نوع الدراما النفسية تدور في
الولايات المتحدة، والفيلم ناطق بالإنجليزية ويصعب إعتباره فيلما فرنسيا،
غير أن المهرجان يصنفه ضمن المشاركة الفرنسية.
وهناك بعد ذلك ثلاثة أفلام من الإنتاج المشترك بين فرنسا ودول أخرى هي
الفيلم الألماني- الفرنسي "مايكل كوهلاس" من إخراج المخرج الفرنسي آرنو
ديسبالييه، وفيلم "الله فقط هو الذي يسامح" للمخرج الدنماركي نيكولاس
ويندنج ريفن (صاحب الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا في عروضه العالمية "القيادة" Drive)
من الإنتاج الدنماركي الفرنسي المشترك، وأخيرا فيلم "الجمال الهائل"
The Great Beauty
للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو (فرنسي- إيطالي).
يتبقى في المسابقة ستة أفلام أولها الفيلم الصيني "لمسة الخطيئة"
لتيان زو دينج الذي يعتبر رائد تيار الجيل السادس في السينما الصينية. وهو
يروي أربع قصص تدور في أماكن مختلفة من الصين المعاصرة. والثاني الفيلم
المكسيكي "هيليي" للمخرج أمات إسكالانتي، ثم فيلمان من اليابان أولهما
للمخرج الشهير تاكيشي مييكي بعنوان "درع من القش"، والثاني للمخرج كوريدا
هيروكازو وهو بعنوان "الإبن مثل أبيه".
في المسابقة 13 فيلما من 20، لمخرجين سبق أن شاركوا في التنافس على
السعفة الذهبية، وستة مخرجين يشاركون بالمسابقة للمرة الأولى.
نظرة ما
من بين الأفلام العشرين في المسابقة هناك فيلم واحد لمخرجة امرأة هي
الفرنسية فاليريا بروني تيديتشي. أما خارج المسابقة في قسم "نظرة ما" فهناك
مخرجتان من مشاهير الإخراج السينمائي هما أولا صوفيا كوبولا- إبنة العملاق
فرنسيس كوبولا- التي تقدم فيلما جديد هو الذي ستفتتح به هذه التظاهرة
الموازية المهمة . والفيلم بعنوان "بلنج رنج"
Bling Ring
بطولة الممثلة البريطانية المعروفة إيما واطسون، والمخرجة الفرنسية
كلير دينيس التي تشارك في "نظرة ما" بفيلمها الجديد الأوغاد" The Bastards
التي تقوم ببطولته الممثلة كيارا ماستروياني.
وفي نفس التظاهرة يعرض فيلم " عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد
(صاحب فيلم "الجنة الآن")، وهو الفيلم الوحيد من العالم العربي في البرنامج
الرسمي، مع فيلم قصير يمثل فلسطين والأردن في مسابقة الأفلام القصيرة. وقد
صور أبو أسعد الفيلم بأكمله في الناصرة وفي الضفة الغربية، ويقوم بأدوار
البطولة فيه كل من وليد زعيتر وآدم بكري وسامر بشارة وإياد حوراني. وتدور
الأحداث حول أربعة أصدقاء من الطفولة، ثلاثة رجال، وفتاة، يبحثون عن الحرية
في وطن مغتصب.
يشارك في "نظرة ما" أيضا المخرج الإيراني محمد رسولوف بفيلم "مجهول".
ومعروف أن روسولوف كان قد إشترك مع جعفر بناهي في إخراج فيلم "هذا ليس
فيلما" الذي عرض في المهرجان عام 2011.
كلاسيكيات كان
أما برنامج "كلاسيكيات كان" فيعرض 21 فيلما من الأفلام القديمة التي
تحتفي بتاريخ السينما من أهمها "الإمبراطور الأخير" لبرناردو برتولوتشي
الإيطالي، و"شارولاتا" لساتيا جيت راي الهندي، و"فيدورا" لبيلي ويلدر
الأمريكي.
وأعلن المهرجان أن النجمة الأمريكية المعتزلة كيم نوفاك ستقدم نسخة
جديدة من تحفة ألفريد هيتشكوك "دوار"Vertigo.
ومن بين الكلاسيكيات القديمة التي ستعرض "الجنرال" لبستر كيتون من عام
1926 وسيعرض ضمن عروض الشاطيء، في السينما الصيفية المكشوفة، كما سيعرض
فيلم "يوم العيد" لجاك تاتي.
ومن الكلاسيكيات الأحدث فيلم "لاكي لوتشيانو" لفرنشيسكو روزي،
و"كليوباترا" لجوزيف مانكفيتش، و"هيروشيما حبيبي" لآلان رينيه، و"الوليمة
الكبرى" لماركو فيريري.
وبمناسبة الذكرى الخمسين على وفاة فنان السينما الفرنسي الكبير جان
كوكتو سيعرض في هذا القسم الخاص فيلم "الحسناء والوحش" الذي أخرجه كوكتو
عام 1946.
نصف شهر المخرجين
إلى تظاهرة "نصف شهر المخرجين" التي تقام بالتوازي مع المهرجان
الرسمي، وينظمها اتحاد المخرجين الفرنسيين منذ عام 1969، والتي ستفتتح
بفيلم "الكونجرس" The Congress
للمخرج الإسرائيلي آري فولمان الذي أثار فيلمه "الرقص مع بشير" منذ سبع
سنوات، جدلا كبيرا بسبب موضوعه الذي كان يتناول موضوع الغزو الإسرائيلي
للأراضي اللبنانية عام 1982 ويصور معاناة الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا
في تلك الحرب من خلال استدعاء ذكرياتهم الشخصية بعد مرور سنوات طويلة على
تلك الحرب. وقد إستخدم فولمان في الفيلم أسلوب أفلام التحريك (الرسوم). وهو
يعود في فيلمه الجديد لكي يستخدم أسلوبا مشابها حيث يمزج بين التحريك وبين
الدراما المصورة. وتدور أحداث الفيلم في المستقبل، حيث ترغب ممثلة في تحقيق
الشهرة عن طريق بيع صورة مزورة لها لإحدى شركات الإنتاج مما يجعلها تصبح
سجينة تلك الصورة المزيفة، وعندما تصبح في الخامسة والستين من عمرها تحاول
التحرر من صورتها المزيفة وإستعادة حقيقتها. والفيلم مستمد من رواية شهيرة
للكاتب البولندي الشهير ستانسلاف ليم، ومن الإنتاج المشترك بين شركات من
إسرائيل وبولندا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسبورج، ويشارك
بالتمثيل فيه هارفي كايتل وروبن رايت وبول جياماتي وداني هوستون.
ومن أهم "أحداث" تظاهرة "نصف شهر المخرجين" عودة المخرج الشيلي
الأسطوري أليخاندرو خودوروفسكي إلى الأضواء بفيلم جديد هو "رقصة الواقع"
الذي يروي خلاله سيرته الذاتية ويظهر فيه بنفسه جنبا إلى جنب مع أولاده
الثلاثة، وهو حاليا في الرابعة والثمانين من العمر، وكان فيلمه الأول "الطوبو" El Topo (1970)
قد تحول إلى "أيقونة" من أيقونات سينما العالم، وظل يعرض لسنوات في
الولايات المتحدة وأوروبا. ومعروف أن خودوروفسكي لم يخرج سوى ستة أفلام قبل
فيلمه الأخير هذا الذي سيعقبه عرض فيلم تسجيلي طويل عن أعمال هذا المخرج
وفنه الغرائبي. وقد أخرج خودوروفسكي عشرات الأعمال المسرحية، وكتب عددا
كبيرا من القصص القصيرة والقصائد واصدر عشرات المجلات المصورة الساخرة، كما
أسس حركة مسرحية خاصة في باريس في الستينيات عرفت بمسرح البانيك، وكانت
تتميز بالجرأة الشديدة والتمرد التام على تقاليد المسرح المعروفة. وتتميز
أفلامه بالسريالية التي يعد من أعلامها الكبار. وكان مهرجان كان قد احتفى
قبل خمس سنوات باستعادة نسخة فيلمه الأول الطويل "الطوبو" في نسخة جديدة
بعد أن ظل منتجه يمنع عرضه لأكثر من ثلاثين سنة بسبب خلافه مع مخرجه
المعروف بتمسكه بقيم الفن ورفض كل الضغوط التجارية.
أخيرا.. دورة مهرجان "كان" الجديدة مليئة بالأسرار التي ستكشف عنها
الأيام القادمة!
الجزيرة الوثائقية في
13/05/2013
أقوى لجنة تحكيم هذا العام
كشيش وفرهادي وبولانسكي في مهرجان «كان» السينمائي
زياد الخزاعي
(لندن)
كعادته، حدّد جيل جاكوب «قيصر» مهرجان
«كانّ» السينمائي وجهة أكثر احتفائيات العالم رونقاً، في رسالة حملت
هواجس مسيَّسة، لا علاقة لها ببرمجة الدورة الـ66 (15 ـ 26 أيار 2013)،
التي أشرف على عناوين مسابقتها المندوب العام تييري فريمو وفريقه. أعلن
جاكوب أن المهرجان «ملجأ للمبدعين المهدَّدين»، متّخذاً من اسم المخرج
الروسي الراحل أندريه تاركوفسكي نموذجاً لصنّاع سينما تعرّضوا للاضطهاد في
بلدانهم، وتمّت دعوتهم و«حمايتهم تحت هالة المهرجان»، مؤكّداً أن مدينة
«كانّ» «أرض الترحاب» بالجميع.
الجميع يعرف أن جاكوب لا يجامل أحداً. مهرجانه مشهد سينمائي عالمي
يُختزل باثنتي عشرة ليلة من بهاءات الصُوَر. لا تعيش السينما من دون
«كانّ»: حقيقة يعرفها الثنائي جاكوب ـ فريمو. لذا، اختار الأول في رسالته
الإشارة بحصافة إلى امتدادات الأجيال، مُعلناً: «لم أفوّت أية فرصة كي
أقول: ازرعوا كي تجنوا فلّينييّ الغد، ومثلهم برغمانييّه وبونويلييّه»،
مزكّياً بقوّة العناوين الأربعة الذائعة الصيّت في هرمية المهرجان:
«الكاميرا الذهبية» للفيلم الأول، وتترأسّ الفرنسية أنياس فاردا لجنة
تحكيمها هذا العام، و«سينيفاونديشن» لدعم المواهب الشابّة، التي اختارت 18
فيلماً من أصل 1550 مشاركة، قدّمتها 277 مدرسة عالمية، و«ريزيدنس» الخاصة
بإقامة السينمائيين الشباب في باريس، وتابعتها «الورشة» التي تختار سنوياً
50 سينمائياً شاباً، تستضيفهم خلال المهرجان، وتسهّل اتصالاتهم ولقاءاتهم
مع مخرجين وفنيين ومنتجين وغيرهم.
هذه حصّة جاكوب الإعلامية. أما الخبطة الأكبر، فظلّت معقودة على خزانة
فريمو وخياراته للمسابقة، التي لم تقع ضحية التسريب النذل، كما حدث لقائمته
العام الماضي، وأحدثت دوياً كبيراً. الانصاف يدفع إلى القول إن لفريمو
خبطتين لا واحدة: أعلن عن أقوى لجنة تحكيم على مدى سنوات طويلة، ضمّت أسماء
لامعة وقديرة، برئاسة الأميركي ستيفن سبيلبيرغ، ومعه الصيني آنغ لي،
والروماني كريستيان مونجيو، واليابانية نعومي كاواسي، والأسكتلندية ليني
رامسي، والأسترالية نيكول كيدمان، والفرنسي دانيال أوتوي، والهندية فيدايا
بالان، والنمسوي كريستوفر فالتز. ومثلها العناوين (الافتتاح مع «غاتسبي
العظيم» للأسترالي باز ليرمان)، حيث عزّز التونسي عبد اللطيف كشيش مكاناً لموهبته مع جديده «حياة
أديل»، عن افتتان صبية بأخرى قابلتها في الطريق عرضاً (سبب الهيام أن شعر
الأخيرة أزرق). قريباً منه، يحكي زميله الفرنسي فرانسوا أوزون في «يافعة
وجميلة» هواجس
جنسية لفتاة باريسية عبر 4 حكايات و4 أغان، تقودها إلى بحث ذاتي عن هويتها
وكيانها. كما هي مأساة فيلمه السابق «انفصال»، يصوغ الإيراني أصغر فرهادي
في جديده «الماضي» مظالم
مدينية وعرقية، بطلها إيراني يعود إلى باريس بعد 4 أعوام على انفصاله عن
زوجته الفرنسية، لاستكمال قضية طلاقهما، ليقف على علاقة ندّية بين ماري
وابنتهما لوسي، تكشف له ماضياً أسود. أما التشادي محمد صالح هارون فيعود مع «غريغري»، حول شاب مُعوّق يسعى إلى تحقيق حلمه بأن يكون راقصاً مشهوراً. مثله،
يعرض المكسيكي أمات إسكالانته نصّه الروائي الثالث «هيلي»، عن إرادات إنسانية بائسة، تحيا في مدينة محاصرة بالجريمة و«كارتلات»
المخدرات وفساد الشرطة والبغاء والموت. ويقدم الصيني جيا زهانغ كي في «لمسة
خطيئة» شبكة
معقّدة من الحكايا حول صين الانفتاح، متنقّلا بين صخب «متروبوليسات» كـ«كوانغتشو»،
وفقر أرياف مقاطعة «شانشي». ويتصدى الياباني كوري ـ إيدا هيروكازو في «مثل
أب، مثل ابن» لمفارقة
صاعقة تمسّ كيان أب يُدرك أن وليده ليس ابنه بعد 6 سنوات من العِشْرَة. أما
مواطنه تاكاشي ميكي، فيحيك في «درع
من قشّ» مطاردة
حداثية مثيرة لمليونير يضع مكافأة سخية لتصفية قاتل حفيدته. هذا الانتقام،
يقود البطل الجديد الدنماركي نيكولاس فيندينغ ريفن «الله
وحده الذي يغفر» إلى مجزرة للنيل من قتلة شقيقه، بينما يظلم «بورغمان» للهولندي
ألكس فن فارميردام عائلة بعصابية ملتبسة.
عن مسرحية لديفيد أيفز، يشارك رومان بولانسكي بـ«فينوس
ذات الفراء»،
حول ممثلة تستميت لإقناع مخرج أنها صالحة لتأدية دور رئيس في عمله المقبل.
كما اقتبس الفرنسي آرنو دي باليير قصّة الألماني هاينريش فون كلايست «ميشائيل
كولهاس»، عن تحوّل رجل عادي في القرن السادس عشر إلى قاطع طريق، انتقاماً من
قرار إقطاعي اقتصّ من عبوره أراضيه من دون دفع جزية. واختار مواطنه آرنو
ديبليشين في «جيمي
بي» حكاية
جندي من أصول هندية حمراء، يعاني انهياراً نفسياً بعد خوضه حرب تحرير
أوروبا، لا ينقذه سوى عالم فرنسي. ويعتق الشاب أورلاندو، بطل حكاية
الأميركي جيمس غراي «المهاجر»، الحسناء البولندية أيوا من البغاء الذي فرضه عليها ابن عمها الخسيس
في نيويورك في عشرينيات القرن الماضي.
الأميركيون: ستيفن سودربيرغ والأخوان إيثان وجويل كوين اختاروا
سِيَراً ذاتية موسيقية. للأول «خلف
الشمعدانات»، حول عازف البيانو الاستعراضي الراحل «ليبراتشي» وشذوذه الجنسي
ونرسيسيته. فيما يحكي «في
كيان ليوين ديفيز» مغامرات موسيقي شاب يسعى إلى اختراق المشهد الفني
في نيويورك الستينيات. بينما يحتفي الإيطالي باولو سورنتينو في «في
غاية الجمال» بعوالم
روما، عبر ضمير صحافي متقاعد. المرأة الوحيدة بين الجميع، هي الممثلة
والمخرجة الفرنسية فاليريا بروني ـ تيديشي، التي تشارك بـ«قصر
إيطالي» عن
مصائر عائلة صناعية ثرية، تمزّقها أهواء أفرادها، وأمراضهم وشيخوختهم.
السفير اللبنانية في
13/05/2013
كان 2013:
جنس وموسيقى و... «محاربون قدامى»
ساندي الراسي/ كان
تكفي نظرة على الأسماء المشاركة في الدورة 66 لنعرف أنّها من أقوى
المحطات هذه السنة. الأخوان كوين، جيم جارموش، فرنسوا أوزون، رومان
بولانسكي، عبد اللطيف قشيش، وأصغر فرهادي... المهرجان الذي ينطلق بعد غد
الأربعاء سيشكّل تحدياً للسينمائي الاميركي ستيفن سبيلبرغ الذي يرأس لجنة
التحكيم
بعد غد الأربعاء، تنطلق الدورة 66 من «مهرجان كان السينمائي الدولي»
مع أسماء تعد بدورة مشوقة وعشرين فيلماً تتنافس على السعفة الذهبية. في
العام الماضي، أثار غياب المخرجات عن التشكيلة الرسمية بعض الجدل. وهذه
السنة، تنضم فاليريا بروني تيديسكي بوصفها المخرجة الوحيدة المنافسة في
المسابقة الرسمية مع فيلمها «قصر في إيطاليا» الذي يرصد يوميات عائلة من
الصناعيين الايطاليين. إدراج المخرجة الفرنسية في التشكيلة جاء مفاجئاً بعد
التوقعات التي رشّحت صوفيا كوبولا. لكنّ الأخيرة ستكتفي بتظاهرة «نظرة ما»
حيث يُعرض فيلمها «ذا بلينغ رينغ» الذي يتناول سرقة مجموعة مراهقين لمنازل
النجوم في هوليوود.
طبعاً، فرنسا ممثلة بقوة في المسابقة. نرى ضمن التشكيلة الرسمية أرنو
ديبليشان («جيمي بي» دراما نفسية عن أحد المحاربين القدامى في الحرب
العالمية الثانية)، وفرنسوا أوزون (شابة وجميلة)، والفرنسي من أصل تونسي
عبد اللطيف قشيش (حياة أديل)، وأرنو دي باليير (مايكل كولهاس). بعد مرور 10
سنوات على عرضه «حوض السباحة» ضمن المسابقة الرسمية، يعود أوزون بفيلم عن
الجنس والدعارة من خلال قصة مراهقة. ليس ديبليشان غريباً على الكروازيت
أيضاً. رغم دخول أربعة من أفلامه ضمن المسابقة الرسمية منذ التسعينيات، إلا
أنه لم يتمكن من نيل السعفة. وسيكون أرنو دي باليير من المخرجين الجدد في
المسابقة، لكنّ فيلمه «مايكل كولهاس» منتظر خصوصاً أن مادس ميكلسن الذي
يؤدي بطولته، حاز جائزة أفضل ممثل في الدورة السابقة من المهرجان. مخرج
«عازف البيانو» (حائز السعفة الذهبية في «كان» 2005) رومان بولانسكي سيصعد
مجدداً الكروازيت لتقديم فيلمه «فينوس ذات الفراء» المقتبس عن رواية مازوخ
الشهيرة.
الى جانب الحضور الفرنسي القوي في المسابقة، يقترح المهرجان العريق
على ستيفن سبيبلرغ الذي يترأس لجنة التحكيم، خياراً كبيراً من الافلام
الاميركية أيضاً. أصحابها ليسوا بأسماء عابرة: من الأخوين كوين الى جايمس
غراي وستيفن سودربرغ وألكسندر باين وجيم جارموش، جميعهم أصحاب أعمال سبق أن
كوفئت ضمن المهرجان أو خارجه. إيثان وجويل كوين يعودان مع «داخل لوين دايفس»
الذي يرصد سيرة مغني فولك في قرية غرينويتش النيويوركية في الستينيات. وفي
أجواء الغناء، يدور شريط سودربرغ «خلف الشمعدان» مع مايكل دوغلاس ومات
دايمون. «خلف الشمعدان» يتطرق الى قصة عازف بيانو، والعلاقة السرية التي
تربطه برجل آخر. لم يكن جيم جارموش من الأسماء المطروحة ضمن المسابقة عندما
كشف المنظمون عن البرنامج في منتصف نيسان (أبريل). الا أنّه كما جرت العادة
في السنوات الأخيرة، أضيف فيلمه «وحدهم العشاق تُركوا أحياء» قبل أسبوعين
من انطلاق التظاهرة. حصل الأمر نفسه قبل سنتين مع فيلم «الفنان» الذي دخل
المسابقة في اللحظة الأخيرة، وراح يراكم الجوائز منذ ذلك الوقت. أما «نبراسكا»
لألكسندر باين، فكان من الأعمال التي وجدت نفسها مدرجة في المسابقة بعد
مرور أقل من 48 ساعة على إنجازها.
من المخرجين العائدين الى المهرجان، نذكر نيكولاس ويندينغ ريفن الذي
نال جائزة الاخراج عام 2011 (عن «درايف»). يأتينا السينمائي الدنمركي
بفيلمه «وحده الله يسامح»، كما يعود الياباني تاكاشي ميكي للمرة الثالثة مع Wara No Tate،
وباولو سورنتينو مع «الجمال العظيم». أما أصغر فرهادي، أحد أبرز رموز
السينما الإيرانية المستقلة، فيسابق بفيلمه «الماضي» الذي يجمع نجمين، هما:
بيرينيس بيجو والجزائري الفرنسي طاهر رحيم ليحكي قصة مواطن إيراني عالق في
قضية طلاقه، ما يذكّرنا برائعته السابقة «انفصال». في ظلّ هذه الأسماء
الكبيرة التي تتضمنها تشكيلة الدورة 66، قد تكون مهمة اختيار الفائز صعبة
على المخرج الاميركي ستيفن سبيلبرغ.
«مهرجان كان السينمائي الدولي»: من 15 حتى 26 أيار (مايو) المقبل ــ
http://www.festival-cannes.fr
لجنة التحكيم
تضمّ لجنة تحكيم الدورة 66 من مهرجان «كان» التي يترأسها المخرج
والمنتج الأميركي ستيفن سبيلبرغ الممثلة الهندية فيديا بالان، والمخرجة
اليابانية ناومي كاواسي، والممثلة والمنتجة الأوسترالية نيكول كيدمان،
وكاتبة السيناريو والمخرجة والمنتجة البريطانية لين رامسي، والممثل والمخرج
الفرنسي دانيال أوتوي، وكاتب السيناريو والمخرج والمنتج التايواني أنج لي،
وكاتب السيناريو والمنتج والمخرج الروماني كريستيان مونجيو، إضافة الى
الممثل الأوسترالي كريستوف وولتز. وسيكون الافتتاح مع فيلم «غاتسبي العظيم»
للمخرج الأوسترالي باز لورمان المقتبس عن الرواية الشهيرة، ويختتم مع شريط
Zulu
للفرنسي جيروم سال.
حضور فلسطيني وتحية إلى مارون بغدادي
ساندي الراسي
في الدورة السابقة من «مهرجان كان السينمائي الدولي»، نجح المخرج
المصري يسري نصر الله في أن يكون السينمائي العربي الوحيد المشارك في
المسابقة الرسمية. فيلم «بعد الموقعة» كان محاولة لرصد المرحلة التي عاشتها
مصر بعد «ثورة 25 يناير». أما هذه السنة، فالعالم العربي سيكون ممثلاً
بالمخرج التونسي الأصل عبد اللطيف قشيش وفيلمه «حياة أديل». يُعتبر الأخير
أيضاً ضمن لائحة الافلام الفرنسية المتنافسة على السعفة الذهبية، وهو من
أطول أفلام المسابقة (3 ساعات و7 دقائق) واختير بعد الانتهاء من إنجازه
بأقل من يومين تقريباً، بعدما كان قد تردّد أنّ المخرج قد لا ينجح في
تقديمه في الوقت المناسب. وعلى غرار فرنسوا أوزون، يتناول العمل الحياة
الجنسية لمراهقة في الـ15 تبدأ باكتشاف الرغبة بعد لقائها بفتاة.
من ناحية أخرى، تحفل تظاهرة «نظرة ما» أحياناً بمواهب وأعمال
استثنائية. يرأس لجنتها هذه السنة المخرج توماس فينتربرغ خلفاً لتيم روث
العام الماضي، ونجد ضمنها الفلسطيني هاني أبو أسعد وفيلمه الجديد «عمر».
المخرج الذي اتخذ من هولندا مقراً له، تعرّفت إليه الساحة السينمائية في
«كان 2002» حين قدّم فيلمه «عرس رنا» ضمن «أسبوعي المخرجين»، التظاهرة
الموازية للمهرجان التي تمّ خلالها اكتشاف الكثير من المخرجين الكبار. أما
أبرز نجاح له فيبقى «الجنة الآن» الذي حاز عنه جائزة «غولدن غلوب» لأفضل
فيلم أجنبي عام 2006. لطالما سعى السينمائي في أعماله الى الغوص في مشكلات
بلاده ومحاولة تفهمها. في «عمر»، لا يبتعد عن ذلك. يروي صراع ثلاثة أصدقاء
وامرأة في الاراضي المحتلة.
أيضاً، ستكون السينما الفلسطينية ممثلةً بمحمد وأحمد أبو ناصر ضمن فئة
الأفلام القصيرة مع فيلم
Condom Lead.
هو عمل تهكمي حول عملية 2009 على قطاع غزة التي حملت عنوان «عملية
الرصاص المصبوب». كما أنه أول عمل من القطاع يدخل ضمن المسابقة الرسمية.
لبنانياً، وبعدما شهدنا في السنتين الماضيتين حضوراً ضمن تظاهر «نظرة
ما»، مع نادين لبكي وفيلمها «هلأ لوين» (2011) وضمن فئة الافلام القصيرة «سينيفونداسيون»
مع باسكال أبو جمرة وفيلمها «خلفي شجر الزيتون»، نرى غياباً تاماً للوجود
المحلي في الدورة الحالية. لعلّ العزاء يكمن في التحية التي يوجّهها الجناح
اللبناني في سوق الفيلم إلى السينمائي الراحل مارون بغدادي (1950 ـــ
1993). بالتعاون بين «نادي لكل الناس» و«مؤسسة سينما لبنان» ورعاية وزارة
السياحة، ستُطلق مجموعة من أفلام السينمائي الحائز جائزة لجنة التحكيم في
«كان 1991» عن شريطه «خارج الحياة». وتضمّ المجموعة التي تُطلق يوم 20 أيار
(مايو)، أفلامه الروائية، والوثائقية وحتى الدعائية. كما يعرض شريط لارا
سابا «قصة ثوان» ضمن سوق الفيلم.
الأخبار اللبنانية في
13/05/2013
ستيفين سبيبلبرج.. رئيسا للجنة تحكيم "كان" وتميمة الحظ
لـ"هوليوود"..
قرر أن يصبح سينمائيا منذ طفولته ورفض لمس
الأوسكار إلا كأحسن مخرج.. ومحاولات مقاطعة أفلامه تفشل ويدعم
إسرائيل بملايين الدولارات
علا الشافعى
لم يكن أحد يتخيل أن ذلك الشاب الصغير الذى خطى خطواته إلى استوديوهات
هوليوود وهو فى سن السابعة عشرة من عمره، ليشاهد بعينه كيف تصنع الصورة،
بعد أن تسلل إلى أحد الاستوديوهات ليشاهد تصوير فيلم سينمائى، سيكون واحدا
من أهم مخرجى العالم الذين سيثيرون بإبداعاتهم الكثير من الجدل، ويحفر اسمه
ليكون واحدا من أهم مخرجى السينما فى العالم، اتفقنا أم اختلفنا حول آرائه
وميوله السياسية، إنه المخرج ستيفن سبيلبرج، الذى تنطبق عليه إلى حد كبير
مقولة الكاتب باولو كويلهو فى روايته «ساحر الصحراء»: عندما تريد شيئا من
قلبك فإن الكون يتآمر معك لتحقيقه. سبيلبرج اختارته إدارة مهرجان كان
السينمائى فى دورته الـ«66» التى تبدأ فعالياتها يوم الأربعاء المقبل وحتى
الـ26 من مايو الجارى ليترأس لجنة التحكيم، واختارته مجلة التايم كواحد من
أهم 100 شخصية فى العالم لعام 2013، وهو الاختيار الذى يؤكد أن سيبلبرج كان
يملك حدسا حقيقيا، ورأى حلمه أمامه، وأراده من كل قلبه.
ذلك الشاب الصغير، الذى حمل حقيبة أبيه وليس بها سوى قطعة خبز وقطعتين
من الحلوى، ثم عاد إلى الاستوديو وكأنه ينتمى إليه، وتجول بنظره فى المكان
إلى أن وجد بيتا متنقلا مهجورا، لم يتردد لحظة فى أن يقوم بكتابة جملة
«ستيفن سبيلبرج.. مخرج» مستخدما الأحرف البلاستكية، وبدأ يتحرك بثقة داخل
المكان وصار وجهه مألوفا للعاملين فى الاستوديوهات، بعد أن قضى صيفا كاملا
هناك، ولثقته ويقينه فى حلمه لم يتردد فى طلب مقابلة العاملين فى المكان من
المخرجين والكتاب والمحررين، وكان يقوم بتدوين كل الملاحظات ويكتسب الكثير
من الخبرات حول صناعة الفيلم والتقنيات وكيفية عمل فيلم ممتع، ولأن وجهه
صار مألوفا، أسندت له شركة يونيفرسال عقدا ليخرج فيلما متواضعا وهو فى سن
العشرين، وبعد ذلك عرضت عليه الشركة أن يوقع معها عقدا لمدة 7 سنوات ليخرج
مسلسلا تليفزيونيا، وفى كل خطوة كان سبيلبرج يدرك أن حلمه صار قريبا جداً،
وكان يدرك أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا آخر فى الحياة سوى أن يصير مخرجا،
لذلك قرر أن يبدأ بمرحلة الانتشار بمعنى أن يقدم فيلما تجاريا شديد التماسك
ويحقق قدرا كبيرا من المتعة لجمهوره ويجنى الكثير من الإيرادات، وهذا هو
الدرس الأول الذى تعلمه سبيلبرج فى بداية تواجده داخل الاستوديوهات، وقدم
فيلمه الذى يعد البداية الحقيقية لانطلاق سبيلبرج فى عالم الشهرة فيلم
الرعب Jaws
فى عام 1975، الذى عرف باسم «الفك المفترس»، وحقق نجاحا عالميا، ويحكى عن
سمكة قرش تثير الرعب فى إحدى المناطق الساحلية وتأكل وتقتل البشر الذين
يسبحون فى البحر، ورشح لـ4 جوائز أوسكار حصل على 3 منها، وصار التحدى
المقبل لسبيلبرج أن يقتنص فى المرة القادمة جائزة أفضل فيلم، وبدأ يفكر فى
كيفية الاقتراب من هذا الحلم لذلك قدم فيلمه الثانى Third Kind Close Encounters of
فى عام 1977 والذى رشح لـ8 جوائز أوسكار، وحصد واحدة فقط.
وطوال الوقت كان سبيلبرج يبحث عن نقطة التحول التاريخى، التى من
المفترض أن تضعه فى مصاف أهم نجوم العالم، وبالفعل حدث هذا مع فيلمه الأكثر
شهرة والذى نال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء وحقق أرقاما قياسية فى
الإيرادات وهو فيلم E.T.the Extra - Terrestrial
والذى يدور حول ذلك الكائن الفضائى الذى نسيه أهله على سطح الأرض
ويحاول مجموعة من الأطفال مساعدته للعودة من جديد إلى كوكبه وسط أهله، وحقق
الفيلم أيضاً نجومية كبيرة للطفلة ذات السنوات الست «درو باريمور»، وترشح
الفيلم لـ9 جوائز أوسكار خرج منها بأربع.
ولم يتوقف نجاح سبيلبرج نقديا أو جماهيريا عند الأفلام السابقة، بل
استمر يقدم أفلاما جعلته المخرج رقم واحد من حيث الإيرادات والشهرة، فأصبح
الجمهور يذهب إلى دور السينما لمشاهدة فيلم يحمل اسم سبيلبرج، ومنها فيلمه Indiana Jones and the Temple of Doom
بطولة هاريسون فورد وحصل على 4 جوائز أوسكار من 8 ترشح لها.
واستمر المخرج الكبير فى تحقيق العديد من النجاحات على المستوى النقدى
والجماهيرى وصار تميمة الحظ للكثير من المنتجين، فاسمه أصبح كفيلا بتحقيق
إيرادات كبيرة، إلى أن اقتحم ستيفن عالم الإنتاج، فى محاولة حقيقية وصادقة
لينتج أفلاما يستطيع من خلالها أن يحصل على تمثال أوسكار أحسن مخرج، وهو
الحلم الذى لم يفكر ستيفن إلا فى أن يحوله إلى حقيقة، وفى هذا السياق يؤكد
المخرج المبدع: «أنه كثيرا ما كان يرى تماثيل الأوسكار عند أصدقائه من
الفنانين، أو مع أحد من فريق العمل الذين يعملون معه إلا أنه كان يرفض أن
يحمله أو يلمسه، إلا عندما يحمله فى يده كأحسن مخرج».
وتحقق الحلم وحمل سبيلبرج تمثال الأوسكار لأفضل مخرج مع فيلمه المثير
«قائمة شندلر» ورشح الفيلم لـ12 جائزة أوسكار خرج منها بـ7 جوائز من أهمها
أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل تصوير.
وبعد ذلك أسس المخرج شركته الأشهر فى عالم الإنتاج Dream Works
التى أنتجت الكثير من الأفلام الناجحة تجاريا، وتعاون فيها مع كبار نجوم
هوليوود، ومنهم توم كروز وتوم هانكس، واستمر سبيلبرج يحصد ملايين الدولارات
والنجاحات النقدية فى أفلامه ومنها «إنقاذ الجندى رايان» وامستاد، وصار من
الطبيعى أن يحمل أيضا جائزة الأوسكار كأفضل مخرج أكثر من مرة.
ورغم الشهرة الفائقة التى حققها سبيلبرج على مدى مشواره الفنى
وإبداعاته التى لا يستطيع أى متابع للسينما أن ينكرها إلا أن مواقف سبيلبرج
السياسية دائما تثير الجدل مثل أفلامه، خاصة فى المنطقة العربية والشرق
الأوسط، فهو من أكبر الداعمين لإسرائيل، ليس فى أفلامه فقط والتى يحمل
البعض منها وجهات نظر مؤيدة لكل جرائم إسرائيل فى المنطقة العربية، بل إن
ستيفن الذى ينتمى للحزب الديمقراطى الأمريكى قام بالتبرع بمليون دولار
لإسرائيل فى حربها على لبنان عام 2006، وهو ما دعا البعض إلى إطلاق دعوات
فى حينها بمقاطعة أفلامه، وهو القرار الذى لم ينفذ بكل تأكيد.
مهرجان القاهرة يعقد مؤتمرا صحفيا على هامش "كان السينمائى"
علا الشافعى
يعقد مهرجان القاهرة السينمائى مؤتمرا صحفيا بالتنسيق مع وزارة
السياحة المصرية وشركة نيوسنشرى على هامش فعاليات الدورة 66 من مهرجان كان
السينمائى الدولى بفندق كارلتون.
ويقام المؤتمر فى الثانية عشرة ظهر الاثنين 20 مايو، وتطرح فيه إدارة
المهرجان رؤيتها حول الدورة الـ36 لمهرجان القاهرة السينمائى وكيفية
الاستعداد لها، خصوصا أن الدورة الماضية شهدت الكثير من الصعوبات، وستعقد
الدورة المقبلة من القاهرة السينمائى فى الفترة من 19 لـ26 نوفمبر المقبل.
من واقع خطابات والده الغرامية إلى والدته
ستيفن سبيلبيرج يعتزم إنتاج فيلم عن «الحدود الهندية
الباكستانية»
فى حوار مطول أجراه المخرج العالمى ستيفن سبيلبيرج مع مجلة التايمز فى
نسختها الهندية كشف عن أنه ينوى تقديم فيلم عن الحدود الهندية الباكستانية،
فى منطقة كشمير، وسينتج الفيلم فقط ولن يخرجه.
وتربط سبيلبيرج علاقة قوية بالهند، فكان والده يعيش فى كاراتشى خلال
الحرب العالمية الثانية بينما كان يجوب ويتنزه فى كل أنحاء الهند فى فترات
الراحة والإجازة، ولم يستقر سبيلبيرج حتى الآن على اسم الفيلم.
وصرح ستيفن سبيلبيرج للتايمز الهندية بأنه أثناء بحثه فى ثلاث صناديق
كانت تخص والده الذى يبلغ من العمر حاليا 96 عاما تفاجأ بوجود عدد هائل من
الخطابات الغرامية التى كتبها لوالدته إضافة إلى 9 أظرف عليها بعض الأختام
وبداخلها عدة صور «نيجاتيف» كل منها حجمها يتراوح بين 8 إلى 10 بوصات، وقد
حمل سبيلبيرج كاميرا الفيديو ليصور بعض ما عثر عليه.
أسرار اتفاق صائد الجوائز مع إدارة مهرجان كان منذ عامين
كتبت - رانيا علوى
أعلن تييرى فريمو المفوض العام لمهرجان كان أن ستيفن سبيلبيرج وعد بأن
يتفرغ بشكل كامل من أجل رئاسة لجنة التحكيم، وهو الأمر الذى لم يكن سهلا
بالمرة حيث رفض المخرج المنصب عدة مرات بسبب انشغاله التام فى أفلام، وهو
ما جعل إدارة المهرجان تتفق معه على أن يكون رئيسا للجنة تحكيم الدورة
المقبلة منذ عامين كاملين حتى يستطيع تنظيم جدول عمله والتفرغ الكامل
وحينها أعطى إدارة المهرجان موافقة مبدئية. وبالفعل استطاع ستيفن أن يتفرغ
لهذه المهمة الكبيرة التى وصفها بأنها تثير اهتمامه، وهو ما أسعد إدارة
المهرجان بشكل كبير، حيث أصدرت بيانا تؤكد فيه فخرها كإدارة مهرجان بانضمام
مخرج كبير وصانع عدد هائل من الأعمال الناجحة فى هوليوود أن يكون رئيس لجنة
تحكيم كان لعام 2013.
يعد سبيلبيرج مخرج وكاتب سيناريو ومنتج سينمائى أمريكى شهير عرف
بأعماله المميزة وحائز على عدد هائل من الجوائز من أبرزها جائزة «AFI Award»
عام 2002 عن «Band of Brothers»
وفى 2006 عن «Munich»
و2011 عن «The Pacific»
وفى 2012 عن «War Horse»
وفى 2013 فاز بنفس الجائزة عن «Lincoln».
كما نال ستيفن سبيلبيرج عددا كبيرا من جوائز الأوسكار منها جائزة
الأوسكار أفضل مخرج، وفاز بها عام 1999 عن
«Saving Private Ryan»،
وفاز عام 1993 بجائزة أفضل مخرج عن
«Schindler>s List».
وفاز ستيفن سبيلبيرج بجائزة
« Avoriaz Fantastic Film Festival»
عام 1973 عن
« Duel».
ستيفن أعاد اكتشاف دى كابريو وكريج وكروز وإيميلى واتسون
كتبت - رانيا علوى
عمل عدد هائل من النجوم مع المخرج ستيفن سبيلبرج الذى استطاع أن يعيد
اكتشافهم ويبرز مواهبهم من جديد، وآخر هؤلاء النجوم هو دانيال دى لويس الذى
فاز بجائزة الأوسكار العام الحالى كأفضل ممثل عن فيلم
«Lincoln»
الذى قدمه سبيلبرج، حيث أشاد بأدائه النقاد حول العالم مؤكدين أن
المخرج استطاع إبراز موهبة داى لويس بشكل مختلف بينما ظهرت النجمة سالى
فيلد بإطلالة مبهرة ضمن الأحداث.
كما كان للنجم توم هانكس نصيب للعمل مع ستيفن سبيلبرج من خلال فيلم «Saving Private Ryan»
الذى فاز بأكثر من 14 جائزة مختلفة عن دوره بالفيلم، وتبدأ أحداثه عندما
يسافر فريق من الجنود الأمريكيين إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية من
أجل إنقاذ الجندى ريان الذى توفى كل أشقائه فى الحرب، وإعادته لوالدته
سالما.
يبدأ الفيلم الشهير للمخرج العالمى ستيفن سبيلبرج عندما تفقد امرأة 3
من أبنائها فى الحرب، ويتبقى لها ابن رابع هو جيمس ريان المتواجد فى فرنسا
ليقاتل مع الجيش الأمريكى فى الحرب العالمية الثانية.
كما جمع فيلم
«Catch Me If You Can»
بين توم هانكس وليوناردو دى كابريو ليتألقا تحت
إدارة سبيلبرج فجسد دى كابريو شخصية حقيقة مثيرة للجدل، هى شخصية الشاب
فرانك أبانجال جونيور، والذى ترك منزله وهرب إلى نيويورك بعد أن فاصل
والديه عقب خسارة والده مبالغ كبيرة وتعرضه لأزمة مع الضرائب، ويهرب فرانك
من منزله دون أن يحمل فى جيبه سوى 25 دولارا فقط، ولكن خلال أقل من 4
سنوات، يتم القبض عليه.
اليوم السابع المصرية في
13/05/2013 |