في الدورات الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي، كان يحدث أمر لافت: هناك
دائماً في كل دورة عدد لا بأس به من أفلام تخوض المسابقة الرسمية التي
تعتبر التظاهرة الأساسية. ولكن، من بين تلك الأفلام هناك خمسة أو ستة تبرز
متميّزة منذ لحظات عرضها الأولى وتروح تخمينات الجوائز الأساسية في
اتجاهها، ليس فقط بفضل تميّزها الواضح دائماً، وإنما لأن ما تبقى من عروض
لا يرقى إلى مستواها. وإلى هذا قد تكون هناك أيضا مفاجأة أو مفاجأتان أو
أكثر تتمثل في تحف سينمائية استثنائية، حتى وإن كان يحدث أحياناً، أمام أسف
النقاد ومحبي السينما الحقيقيين، أن يتجاهل المحكّمون تلك التحف فتبقى
للتاريخ وتتلطخ «سمعة المهرجان» بما ليس في صالحه. في اختصار، خلال السنوات
الفائتة، كان يبدو واضحاً بعد عرض معظم الأفلام أن الحصاد الكبير قليل.
وبالتالي أن مهمة لجنة التحكيم، لن تكون عسيرة في الاحتفال الختامي.
آمال كبيرة
حتى الآن، قبل أيام قليلة من افتتاح الدورة الجديدة لهذا الذي يعتبر
أكبر وأهم مهرجان سينمائي في العالم، حتى وإن حصّل منافساه «البندقية» و
«برلين» أحياناً على أفلام تفوق قيمتها ما يَحصل هو عليه، حتى الآن إذاً،
قد يكون من الصعب على المرء أن يخمّن نوعية ما سوف يعرض، فالعدد الأكبر من
الأفلام لا يزال عصيّاً على المشاهدة حيث أن أصحابه يحيطونه – كالعادة –
بأكبر قدر من التكتّم. غير أن في إمكان المتابع، مع هذا، أن يخمن منذ الآن
وإن بشيء من الحيطة، أن ما تعدنا به هذه الدورة، في المسابقة الرسمية
الأساسية، كما في بقية التظاهرات مثل «نظرة ما» و «أسبوعي المخرجين» – الذي
يظل هامشياً بالنسبة إلى المتن الرئيس للمهرجان، والذي سنعود إليه بالتفصيل
في الأسبوع المقبل طالما أنه يستحق عادة وقفة خاصة – و «أسبوع النقاد»
وعشرات التظاهرات الثانوية الأخرى، قد لا يحمل مفاجآت كبيرة تنهض بفيلمين
أو ثلاثة أو أكثر إلى تاريخ السينما الكبير وتحسم الأمور منذ البداية، كما
يحدث بين الحين والآخر. ولكن في المقابل لن يكون صعباً القول منذ الآن أننا
في الإجمال موعودون بدورة كبيرة قد تحمل قدراً لا بأس به من التجانس في
المستوى على الأقل... أما الحكم على هذا منذ الآن فيعود إلى أن المشاركين
في العروض الأساسية للدورة هم من أولئك الذين باتوا يعتبرون – وغالباً بفضل
مهرجان «كان» نفسه – كلاسيكيّي السينما المعاصرة في العالم. ونقول هذا حتى
في ظل غياب كبار كان البعض يتوقع مشاركتهم. فوودي آلن لن يحضر بفيلمه
الجديد. ولارس فون ترير لن يحضر – وربما لأنه لم ينجز جديده الموعود بعد،
ولسنا ندري ما إذا كانت مشاركته ستكون مستحبة، حتى لو فعل، بعد البيان الذي
أصدرته ضده إدارة المهرجان قبل عامين بسبب تصريحات له اعتبرت حينها «معادية
للسامية»-، وكذلك استنكف تيرنس ماليك عن إرسال فيلمه الجديد (الثالث خلال
عامين بعد مسيرة ثلث قرن لم تنتج سوى خمسة أفلام!!)...أما وانغ كار واي فهو
عرض فيلمه الجديد قبل شهور بعدما تأخر عن «كان» الماضي.
كل هؤلاء الكبار غائبون كما بتنا نعرف، غير أن هذا الغياب لن يعني
«ضعفاً» في الدورة الكانية الجديدة... لأن الباقي ليس هيّناً، بل هو من
القوة إلى درجة أن بعض الأقلام تساءلت منذ إعلان أسماء الأفلام المشاركة في
«كان» قبل أسبوعين وأكثر: ما الذي سيبقى للبندقية إذاً؟. طبعاً لن نجيب هنا
على سؤال لن نعرف جوابه إلا خلال أيام «كان» ولكننا نعود لنفترض أن «كان»
حظي بما يمكن اعتباره حصة الأسد من الحصاد الإنتاجي السينمائي للشهور
الأخيرة. ونحن إذ نقول هذا نقوله ونحن نستعرض البرنامج النهائي لعروض
المهرجان. فحين يجتمع رومان بولانسكي والأخوان جويل وايتان كون، وباز
ليرمان (هذا خارج المسابقة ولكن في العرض الأسمى: عرض الافتتاح المكرس
لفيلمه «غاتسبي العظيم» عن رواية سكوت فيتزجيرالد التي سبق اقتباسها إلى
السينما والتلفزة، غير مرة بل حتى اقتبسها المخرج المصري محمد خان في فيلم
«الرغبة» الذي كان واحداً من أول إبداعاته) وجيمس غراي وجيم جارموش
وألكساندر باين وستيفن سودربرغ وباولو سورنتينو ونيكولاس وندنغ ريفن في
تظاهرة واحدة، آت كلّ منهم بفيلم لم يتوقف الحديث عنه والتوقع في شأنه منذ
شهور، يمكن لهواة السينما الكبيرة أن يأملوا خيراً... ويزداد مفعول هذا
الأمل حين تنضاف إلى هذا الجمع الجميل أسماء أربعة أو خمسة مبدعين فرنسيين
وغيرهم من الآسيويين وحتى الشرق أوسطيين في التظاهرة نفسها إليهم. ونتحدث
هنا، بالطبع، عن آرنو ديبليشين وفرانسوا اوزون وعبد اللطيف كشيش وأصغر
فرهادي وجيا جنكي والتشادي محمد صالح هارون وتاكاشي مييكي. هؤلاء من الذين
أثبتوا في سنوات «كان» وغيره الفائتة حضوراً سينمائياً مشرفاً... يقيناً أن
هذا كله يعد بالكثير وبأن علينا من الآن وصاعداً أن نعتاد الحديث عن أفلام
تحمل عناوين تبدو اليوم آتية من العدم، لكنها ستشغل الصحف والأقلام والعيون
الشاخصة خلال الشهور المقبلة، وربما السنوات أيضاً... من يدري، عناوين مثل
«جيمي بي.» (ديبليشين) و «المهاجر» (غراي) و «لمسة خطيئة»(جانكي) و «حياة
آديل- الفصلان1و2» (كشيش) و «نبراسكا» (باين) و «فينوس ذات الفرو»
(بولانسكي) و «خلف الكنديلابرا» (سودربرغ) و «الآلهة وحدها تغفر» (وندنغ
ريفن).
للنساء نصيب... هناك
كل هذا وما زلنا نتحدث عن أفلام المسابقة الرسمية وحدها. لكن هذه
المسابقة ليست كل شيء كما نعرف، حتى وإن كانت التظاهرة الأهم. بل ثمة ضمن
إطار هذه التظاهرة الرئيسة، ولكن خارج المسابقة، أفلام أخرى لا تقل أهمية
عن أفلامها عادة، بل تحمل مرات كثيرة أسماء بعض كبار السينمائيين الذين
يفضلون ألا يخوضوا لعبة التباري. والعروض في هذا المجال تحمل هذه المرة
تواقيع ذات مكانة إلى جانب تواقيع ستكون لها مكانتها من الآن فصاعداً...
فهناك ستيفن فريز الذي يأتي بفيلم عن الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي وهناك
جوني تو («التحري الأعمى») وغيوم كاني – صاحب سعفة ذهبية قبل سنوات –
بجديده «روابط الدم» وجيمس توباك في جديده « أُغوي بها وهُجرت» بين آخرين.
وفي تظاهرة «نظرة ما» التي تعتبر الثانية من حيث الأهمية بعد المسابقة
الرسمية ولها هي الأخرى جوائزها ولجنة تحكيمها – راجع حول المحكّمين مكاناً
آخر في هذه الصفحة -، هناك مجموعة لا بأس بها من الأفلام التي تبدو منذ
الآن لافتة إلى حدّ كبير، ولا سيما إن عرفنا أن الافتتاح سيكون بفيلم صوفيا
كوبولا الجديد «ذا بلنغ رينغ»، وهو أول افتتاح بفيلم من إخراج امرأة منذ
زمن، علماً بأنه إذا كانت أصوات كثيرة قد ارتفعت شاجبة كون المسابقة
الرسمية تقتصر على مشاركة امرأة-مخرجة وحيدة هي فاليري بروني تدسكي – أخت
كارلا وسلفة نيكولا ساركوزي -، فإن «نظرة ما» تبدو معوّضة بشكل جدي في هذا
المجال: قرابة نصف المعروض هنا من إخراج نساء يحملن أسماء إما صاخبة أو
جديدة سوف تصخب بعد حين، مثل كلير ديني («الأوغاد») و «كاترين جيبي
(«انبعاث») وفلوريا غولينو («عسل») وكلوي روبيشو («ساره تفضل
السباق»)...هؤلاء النساء وغيرهن سيشكلن في هذه التظاهرة منافسات صلبات
بالتأكيد للذكور الذين أتوا من أنحاء عدة من العالم ليعرضوا جديدهم. ومن
بين هؤلاء هذه المرة الفلسطيني هاني أبي أسعد الذي، بعد سنوات من النجاح
الكبير الذي كان حققه فيلماه السابقان «عرس رنا» و «الجنة الآن»، ها هو
يخوض السباق بجديده «عمر».. وفي هذا السباق لن يكون أبي أسعد الشرق أوسطي
الوحيد إذ هناك أيضاً العراقي الأصل المبدع الكردي هاينر سليم الذي يعود
بعد أعمال متألقة حققت له ولسينماه سمعة عالمية خلال السنوات السابقة بجديد
يحمل عنواناً يبدو كالبرنامج الكامل ويعد بالكثير: «أرضي... أرض البهار
الحلو». وإلى هذين ثمة في المسابقة نفسها أفلام لجيمس فرانكو المنتقل من
التمثيل إلى الإخراج في طموح دفعه – كما يدل عنوان فيلمه على الأقل، «فيما
أنا مستلق احتضر» – إلى الدنو من أدب ويليام فوكنر الذي يبدو عادة عصياً
على كبار المتمرسين في الإخراج السينمائي. والحقيقة أن فرانكو يؤمّن بهذا –
إلى جانب الفرنسي آرنو دي باليير صاحب «ميخائيل كولهاس» المشارك في
المسابقة الرسمية – حضوراً ما للأعمال الأدبية في دورة «كانية» يبدو حضور
الأفلام المنطلقة من عوالم الموسيقى – وتحديداً موسيقى الروك من طريق أفلام
تحمل تواقيع جويل وايتان كون وجيم جارموش بين آخرين -، أكثر وضوحاً فيها...
وطبعاً كلّ هذا الذي يبدو اليوم تكهنياً سوف يزداد وضوحاً بعد عرض الأفلام
ليعبّر عنه في رسائل لاحقة، رسائل تتوقف عند العديد من الأفلام والتظاهرات
الأخرى بما في ذلك العروض الاحتفالية بالسينما الهندية لمناسبة مئويتها،
وعروض «كلاسيكيات السينما» التي تبدو منذ الآن لكثرتها، وكأنها جعلت من
دورة «كان» هذه المرة نادياً للتثقيف السينمائي يتمحور نشاطه من حول تاريخ
السينما بقدر ما يتمحور من حول حاضرها. وربما يجدر بنا للتيقن من هذا أن
نتأمل البرنامج الخاص بهذه الكلاسيكيات: فهناك عروض تمتد من «الإمبراطور
الأخير» لبرناردو برتولوتشي إلى «التفصيل الأخير» لهال آشبي و «كليوباترا»
لجوزف مانكفتش، ومن «مانيلا» للراحل لينو بروكا إلى «الملكة مارغو» لباتريس
شيرو، ومن «شمس ساطعة» – عن رواية باتريسيا هايسميث – لرينيه كليمان إلى
«الحسناء والوحش» لجان كوكتو، مروراً بأعمال شهيرة لجاك ديمي وماركو فيريري
وألفريد هتشكوك (الرائع «فرتيغو» الذي هو هنا ربما للاحتفال بكونه نال هذا
العقد مرتبة أفضل فيلم في تاريخ السينما في استفتاء صاخب لمجلة «سايت أند
صاوند» الإنكليزية زائحاً عن عروشها أفلاماً مثل «المواكن كين» و «الدارعة
بوتمكين و «قواعد اللعبة»...) وساتياجيت راي وآلان رينيه... واللائحة تطول.
إن كثراً قد يرون في كثرة هذه العروض التاريخية الكلاسيكية مبالغة،
وكثراً قد يحتجون على كون الإنتاج الفرنسي يطغى على عروض المسابقة الرسمية
– نحو ثلث العروض – كما احتج كثر على شبه الغياب الأنثوي في المسابقة
نفسها-، وكثر قد لا يجدون مبرراً لمعرض الرسوم الكاريكاتورية – حول السينما
– الذي يقام في أروقة قصر المهرجان تحت إشراف رسام صحيفة «لوموند» الشهير
بلانتو، وذلك تحت شعار الحرية وانطلاقاً من كون مهرجان «كان» «ملاذاً
للمضطهدين في بلادهم»، كما أشار رئيس المهرجان جيل جاكوب في تقديمه لهذه
التظاهرة الكاريكاتورية... ولكن هل ستهمّ كل هذه الاحتجاجات كثيراً، أمام
عيد سينمائي حقيقي يتواصل اثني عشر يوماً من العروض ثم شهوراً طويلة من
السجال والمناقشات والحديث عن الأفلام وأصحابها وربما عن خيبات الأمل من
أحكام لجان التحكيم في نهاية الأمر؟
التحكيم بين سبيلبرغ جين كامبيون وفينتربرغ
حتى وإن كان بعض الأصوات ارتفع في احتجاج دام اياماً قليلة، قبل شهور،
حين تمّ الإعلان عن ان المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ سيكون هو رئيس لجنة
التحكيم للدورة السادسة والستين لمهرجان «كان» السينمائي، بحجة ان سبيلبرغ
«ليس من نمط المخرجين المبدعين الذين اعتاد مهرجان كان أن يتخذهم رؤساء
لمحكّميه» (!)، فإن هذه الأصوات التي اعتبرت ناشزة سرعان ما صمتت حين أجمع
عالم النقد السينمائي الجادّ وأهل المهنة على ان المهرجان «لم يخطئ في
اختيار سبيلبرغ بل اخطأ في انتظار كل هذه السنوات قبل ان يختاره»... اليوم
ها هو صاحب تلك الافلام الناجحة تجارياً وجماهيرياً بالتالي مثل «تان تان»
وسلسلة «انديانا جونز» و «الفك المفترس» و «الحديقة الجوراسية»، المتضافر
في شخصه مع مبدع روائع مثل «امبراطورية الشمس» و «اللون القرمزي» و «لائحة
شندلر» و «انقاذ المجند رايان» و «مبارزة» و «محطة الوصول»... وغيرها، ها
هو يستعد لخوض هذه التجربة الجديدة في مساره السينمائي الطويل، تجربة الحكم
على افلام مبدعين آخرين والفصل بينها... فالحال ان هذه المهمة ليست بالمهمة
السهلة ولا سيما في دورة كدورة هذا العام
يبدو انها تتميز بمستوى متساوٍ لأفلامها، وبحضور كبار المبدعين
الذين لا شك ان كثراً من نقاد العالم يعتبرون بعضهم اكثر اهمية في عالم
سينما اليوم من سبيلبرغ نفسه...
مهما يكن لن يخوض سبيلبرغ المهمة وحيداً وإن كان من المتعارف عليه في
تحكيميّات «كان» ان لرئيس اللجنة الرأي المهيمن في الأحكام النهائية. فثمة
الى جانبه في لجنة تحكيم المسابقة الكبرى، التي – وكما نعرف – تشخص كل
الأبصار اليها في ليلة الختام، اربعة من ابرز مخرجي زمننا الراهن:
اليابانية ناوومي كاواسي، والإنكليزية لين رامزي، والصيني - الأميركي آنغ
لي واخيراً الروماني الفائز غير مرة في «كان» كريستيان مونجيو. ولاستكمال
هذه اللجنة المرموقة هناك من الممثلين، الفاتنة الأسترالية نيكول كيدمان
وزميلها الفرنسي دانيال اوتاي والممثلة الهندية فيديا بالان اضافة الى
الفنان النمسوي المميز كريستوف وولتز الذي حقق في اول فيلمين مثلهما خارج
بلاده خلال السنوات الأخيرة نجاحاً كبيراً، مرة حين نال جائزة كان الكبرى
لأفضل ممثل عن «اوغاد سيئون» لكوينتن تارانتينو، ثم حين نال ذلك النجاح
الكبير الذي نعرف في جديد تارانتينو نفسه «جانغو طليقاً»
اما بالنسبة الى مسابقة «نظرة ما» فإن رئاسة لجنة التحكيم فيها اُسندت
الى المخرج الدنماركي توماس فيندربرغ، احد اقطاب تيار الدوغما الى جانب
لارس فون ترير، والذي كان فيلمه المشارك في «كان» العام الفائت «الصيد» قد
امن جائزة افضل تمثيل رجالي لبطله مادس ميكلسن، هذا فيما ترأس المخرجة جين
كامبيون (فيلمها الرائع «البيانو» فاز بسعفة مهرجان «كان» قبل نحو عشرين
عاماً) متجنبة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة.
الحياة اللندنية في
10/05/2013
سعد هنداوى:
«دعاء وعزيزة» فى سوق «كان» يبحث عن شرف السينما التسجيلية
أحمد فاروق:
الفضائيات لا تعتبر الأفلام الوثائقية منتجًا وتعرضها بالمجان مقابل
لقاء مع المخرج رغم أنها السوق الحقيقية
يشارك المخرج سعد هنداوى بفيلمه التسجيلى «دعاء وعزيزة» بقسم الـ «DOC corner»
فى سوق مهرجان كان السينمائى الذى تبدأ فاعلياته 15 مايو الحالى.
وقال سعد هنداوى لـ«الشروق» إن الهدف من مشاركته فى مهرجان «كان» أن
يجد تسويقا للفيلم لأن هذا المهرجان يحضره العديد من المنتجين والموزعين
وأصحاب المحطات الفضائية التى تعتبر السوق الحقيقية للسينما التسجيلية،
وليس دور العرض مثل الافلام الروائية الطويلة، والسؤال الاهم: لماذا
الفضائيات المصرية لا تريد ان تقتنع أن الافلام التسجيلية والروائية
القصيرة «منتج» وله سعر فى العالم وعليهم أن يدفعوا أموالا حتى يحصلوا على
حقوق عرضه ولو لمرة واحدة؟
فهذه القنوات تتصور أن لها الحق فى عرض هذه الافلام مجانا لمجرد أنها
تجرى لقاء مع المخرج، لذلك أنصح المخرجين دائما بعدم منح افلامهم كاملة
للفضائيات وانما أجزاء صغيرة منها.
وقال هنداوى إنه يعتب على المصريين الذين يقومون بتأجير «stand»
للأفلام الروائية الطويلة فى سوق «كان» وآخر لمهرجان القاهرة
السينمائى ولا يسوقون من خلاله الافلام التسجيلية والروائية القصيرة، رغم
أن انتاج مصر لهذا النوع من السينما متميز ويرتقى للمنافسة عالميا وبالفعل
هناك محطات تليفزيون عالمية اشترت العديد من الافلام التسجيلية والروائية
القصيرة.
يفعلون ذلك رغم أنه ولا مرة تم تسويق الافلام الروائية الطويلة التى
يذهبون بها كل عام الى مهرجان كان، وهؤلاء المنتجون والموزعون يعرفون جيدا
أن عملية تسويق الفيلم الروائى تبدأ قبل تصويره وليس بعد عرضه.
وعما اذا كان سيسعى لعرضه تجاريا أكد هنداوى أنه على قناعة كاملة بأن
دور العرض ليست السوق الرئيسية للسينما التسجيلية، وأن عرض فيلمى «عن يهود
مصر» و«الطيب والشرس والسياسى» كانت
حالات فردية لأن قصة الاول مثيرة فالجميع
يريد أن يعرف ما الذى جرى ليهود مصر وأين هم الآن، والثانى عن الثورة وتم
عرضه فى وقت كان الشارع ما زال مشتعلا، وهذا لا ينطبق على معظم الافلام
التسجيلية.
فى كل الاحوال سأخصص عرضا للفيلم بدار الاوبرا المصرية بعد العودة من
كان، واذا رأى الموزعون أنه يصلح للعرض تجاريا سأرحب.
وعن الفيلم يقول هنداوى «دعاء وعزيزة» فيلم تسجيلى طويل مدته 90
دقيقة، انتجته على نفقتى الخاصة، وشارك فى مهرجان دبى الذى رشحه للمشاركة
فى سوق مهرجان كان.
وكشف هنداوى أن تصوير الفيلم استغرق 6 سنوات لأنه يعتمد على تتبع حياة
بطلتى الفيلم اللتين اتخذتا قرارا مصيريا فى 2005 عكس بعضهما تماما،
فالأولى قررت فى نفس التوقيت العودة الى مصر رغم أنها تعلمت فى مدارس فرنسا
وتخرجت فى جامعة السربون، وتركت كل حياتها لتبنى حياة جديدة فى مصر، أما
الثانية التى لها كيانها الخاص فى مصر، ولكن كثرة الضغوط عليها تجعلها تقرر
الهجرة الى فرنسا لتبنى حياة جديدة، واستمر هذا التصوير حتى 2011 عقب ثورة
25 يناير التى لم يكن طبيعيا أن اتجاهلها، والقصة بشكل عام تتطرق لمحاور
كثيرة فى حياتنا سواء قبل أو بعد الثورة.
الشروق المصرية في
11/05/2013
"السعفة
الذهبية" لا تعرف الصراعات السياسية
كتبت- حنان أبوالضياء:
لم تكن السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الذي تنطلق فعالياته
الأربعاء القادم موجودة في الفترة من 1946 إلي 1955، وكانت لجنة تحكيم
المهرجان تمنح الجائزة الكبري، ولكن بعد ذلك أصبحت السعفة الذهبية هي
الجائزة، التي لا تعرف الصراعات الإنسانية ولا الاتجاهات السياسية.. إنها
فقط متحيزة للفن والإبداع، لذلك فاز بها معظم الاتجاهات الإبداعية في
العالم.
كان عام 1956 تحيزا للأفلام الوثائقية، فمنح السعفة الذهبية لفيلم
«عالم الصمت» يكشف لنا القبطان كوستو وفريقه ولأول مرة بالألوان جمال
البحر، اكتشاف بواخر غارقة وحدائق المرجان وأسراب حوت العنبر والدولفين
والسباحة مع أسماك القرش، يدعونا غطاسو باخرة «كاليبسو» إلي التعرف علي
عالم مدهش، والفيلم نتاج عمل مشترك مع المخرج لويس مال، وكان بمثابة عمل
بارز في عالم الأفلام الوثائقية لما يقدمه من صور بحرية رائعة.
الحياة حلوة، «بالإيطالية:
la dolce vita»
هو فيلم إنتاج عام 1960 للمخرج الإيطالي فدريكو
فلليني، ويعد الفيلم مرحلة انتقالية لفلليني من الأفلام الواقعية إلي
الأفلام ذات الطابع الفلليني، وأحداث الفيلم حول الصحفي مارسيلو وحياته
الشخصية وما يدور فيها وخلال إحدي جولاته يلتقي إحدي العاهرات التي تكون
سبباً في انتحار صديقته ايما. اما «فيريديانا» الفائز بسعفة ذهبية في كان
للمخرج الإسباني المشهور عنه كرهه للبرجوازية ورفضه للدين، فلم يخرج في
فيلمه عن هاتين الفكرتين، وفي 1967 فاز «blow up»
من إخراج
antonioni michelagelo
يتحدث الفيلم عن شاب طموح في مهنة التصوير
الفوتوغرافي، يدعي توماس، يعيش في مدينة لندن ولديه منزل داخله الاستوديو،
وغرف لتحميض الصور.. يلتقط الصور لعارضات الأزياء يلبسن آخر صيحات الأزياء
والملابس.
و«وقائع سنين الجمر» فيلم جزائري للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة،
تدور أحداث هذا الفيلم الذي حاز علي جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان عام
1975، حول وقائع تاريخ الجزائر النضالي، الذي غطته مساحات الدماء الحمراء،
من أجل نيل الاستقلال، كما صور الفيلم الحياة القبلية في جبال الجزائر، ثم
لم تلبث أن تحولت الصحراء إلي ساحة للقتال والجهاد، ويغلب علي الفيلم روح
التراجيديا، حيث سادت فيه مناظر البؤس والألم والمجازر الدموية لمئات من
المواطنين.. في عام 1982 حصل فيلم «مفقود» الذي أخرجه اليوناني الأصل كوستا
جافراس مستعرضاً أحد مآسي المخابرات الأمريكية التي ساندت وبدعم من البيت
الأبيض واحداً من أكثر النظم الدموية نظام الديكتاتور «أوجست بونشيه»،
جافراس من خلال مشاهده القاتمة، أوضح للمتلقي أن مفقوده ليس هو الوحيد فكم
من مفقود في معظم بلدان أمريكا اللاتينية.
وحقق ستيفن سودربيرج في فيلمه الأول «أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو» ما لم
يكن أحد يتوقع، فكان فيلماً مثل وحصل علي سعفة «كان» الذهبية، والفيلم عن
أربع شخصيات رئيسية تتمثل في الزوجة المخدوعة «آنا» الذي يقوم زوجها «جون»
بخيانتها بشكل دوري مع أختها، إخراج رومان بولانيسكي.. كما فاز الفيلم
بجائزة السعفة الذهبية، في مهرجان كان السينمائي، فاز أيضاً بأوسكار أفضل
مخرج، وأفضل ممثل وأفضل سيناريو مقتبس، وقام المخرج بتمويل الفيلم بالكامل.
وفيلم «فهرنهايت 11/9» هو فيلم وثائقي من إنتاج عام 2004 كتبه وأخرجه
منتج الأفلام الأمريكي المخرج مايكل مور، وينتقد فيه المخرج فترة الرئيس
الأمريكي جورج دبليو بوش، بداياتها وأحداثها، أحداث 11 سبتمبر 2001، طريقة
تعامل الرئيس الأمريكي ومعاونيه مع أحداث سبتمبر، الحرب علي الإرهاب وطريقة
تغطية وسائل الإعلام الإخبارية الأمريكية لتلك المواضيع، وعرض لأول مرة في
مهرجان كان، وبعد عرضه نال أطول تصفيق في تاريخ المهرجانات السينمائية لمدة
20 دقيقة، ترشح الفيلم للعديد من الجوائز وفاز بكثير منها أهمها: جائزة
السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2004، وانتهي به المطاف بـ 26
جائزة و12 ترشيحاً.
في 2006 فاز فيلم «الرياح التي تهز الشعير» يعود هذا الفيلم إلي
أيرلندا في بداية العشرينيات من القرن الماضي، وفاز الفيلم التايلاندي «lung boonmee raluek chat»
بالسعفة الذهبية في دورته الثانية والستين،
والفيلم يحكي قصة رجل يحتضر، ويتخيل شبح زوجته المتوفاة وابنه المفقود،
وإخراج أبيشات بونج ويراسثاكول.
وفيلم شجرة الحياة
«the tree of life»
إخراج وسيناريو تيرانس ماليك، بطولة براد
بيت وشون بن وجيسيكا تشاستين، العرض الافتتاحي له كان في «كان 2011» وحصل
المخرج تيرانس ماليك علي جائزة السعفة الذهبية لفئة أفضل فيلم يتحدث عن أصل
الحياة علي الأرض، لب الموضوع
هو كم يؤدي التشدد الديني إلي نقيضه، وفي
العام الماضي فاز بالسعفة الذهبية.
«amour»
الذي يأسرك بأبعاده الإنسانية حول عجوز وأزمته
عندما تفقد زوجته قدرتها علي الحركة قبل أن تصاب بشلل كامل، ويطرح الأحاسيس
المخرج النمساوي الكبير «مايكل هنكه» وفاز الفيلم بـ 15 جائزة، بالإضافة
إلي 12 ترشيحاً آخر.. الفيلم يختلف عن الأفلام الرومانسية الشائعة، فأحداثه
تدور حول زوجين في الثمانين من عمريهما يعيشان وحدهما بعد أن أحيلا الي
المعاش، تصل الأحداث إلي قمتها الإنسانية عندما تصاب الزوجة بمرض خطير
يجعلها غير قادرة علي قضاء حاجاتها بنفسها، فيقوم زوجها بالمساعدة الدائمة
لها، لتظهر مشاعر الحب الحقيقي.
الوفد المصرية في
12/05/2013
رحلة مع كان في دورته هذا العام مهرجان كان66
سعيد عبدالغني
مهرجان له علاقة تاريخية قوية.. بالسينما المصرية.. وتؤكد هذه
العلاقة بقيام الأفلام المصرية.. والسينما المصرية بوقوفه إلي جانب
المهرجان كان.. بعد الحرب العالمية الثانية.. والتي كان قد توقفت
دوراته منذ بداية الحرب حتي عام1946.. وأسرعت
السينما المصرية بأفلامها ونجومها إلي المشاركة الفعالة في دوراته واشترك
في لجان تحكيمه للمسابقات الرسمية.. بأكبر نجوم السينما المصرية.. يوسف
وهبي.. في لجنة المسابقة الرسمية للأفلام المشاركة.. واستمرت السينما
المصرية في دعم دورات كان بمشاركة أفلام مصرية هامة وصل عددها إلي15
فيلما منذ بداية دورات المهرجان بعد الحرب.. حتي آخر دورات المهرجان في
دورته العام الماضي بفيلم بعد الواقعة المصري الذي تدور أحداثه حول قيام
ثورة25 يناير.
ومع دورات المهرجان كل عام.. تكون رحلتنا مع أحداثه.. الحالية..
وضرورة ذكر دور السينما المصرية التاريخي بأفلامها ونجومها مساندة صادقة
لهذا المهرجان الذي عاش مع أفلام السينما المصرية.. وعاشت معه السينما
المصرية وأفلامها.. ونجومها.. وأبطالها في كل عناصر الأفلام التي شاركت
في المساندة وفي الوقت الذي لا يمكن إلا أن تذكره دورات المهرجان..
وإدارتها طوال السنين الماضية حتي دورته رقم66 التي ستبدأ أعمالها يوم
الأربعاء القادم الموافق15 مايو.. وتستمر حتي26 من نفس الشهر ولنا مع
هذه الدورة.. رحلة واجبة.. ومع تاريخ المهرجان وعلاقته بالسينما
المصرية
أفلام المسابقة الرسمية.. تضم19 فيلما.. وهي تنافس علي السعفة
الذهبية.. وأهمها..
أفلام ـ فيلم إنسان إخراج لويس دافيس ـ وفيلم الرب وحده هو الذي يسامح
للمخرج نيكولاس ونيدينج ـ والفيلم الفرنسي آن شاتوه الإيطالي ـ وفيلم وراء
الشمعدان وهو عن حياة عازف البيانو لبيراس للمخرج ستيفين سودبرج.. وفيلم
فراء فينوس للمخرج رومان بولانسكي.. وفيلم عصابة بلينج للمخرجة صوفيا
كوبولا.. وهو من تأليفها وإنتاجها وتقوم ببطولته إيماداتسون بطلة أفلام
هاري بوتر.. والفيلم الفرنسي وداعا للغة إخراج جان لوك جودار.. وفيلم
روابط دموية بطولة ماريون كوتيلا وميلاكونيس.. وهو فيلم فرنسي إخراج
جويوم كانيه.. والفيلم الفرنسي الجحيم للمخرج لوك بيسون.. وبطولة روبرت
دي نيرو وتومي لي جونز والسينما الفرنسية ستكون هي السينما التي لها أغلب
أفلام المسابقة.. وإلي جانب بعض الأفلام للدول العربية واحتمال دخولها في
المسابقات وهي الفيلم التونسي الأزرق اللون الأكثر دفئا للمخرج عبداللطيف
كشيش.. وهناك الفيلم الشهير ديانا أميرة القلوب بطولة ناعومي وانس..
وإخراج الألماني أوليفرهير شبيجل..!!
حكاية شعار..
مهرجان كان هذا العام
كل عام.. يظهر شكل جديد... يحمل كل شعار معني في رسالة من مهرجان
كان... لكل نجومه... هذا العام جاء شعار المهرجان قبلة رائعة.. بين
بطل.. وبطلة.. من خلال فيلم رائع اسمه... نوع جديد من الحب وكأنه
دعوة من المهرجان.. لبداية نوع جديد من الحب.
والفيلم بطولة النجم بول نيومان.. والنجمة وبطلة الفيلم هي جوان
وودوارد.. وهي في نفس الوقت زوجته في الحقيقة وفي أحداث الفيلم.. وهو
مايعداحتفالا بذكري النجم بول نيومان الذي توفي في عام2008 وكذلك زوجته
النجمة جوان وودوارد.... وكانالمهرجان قد استضافهما واحتفل بهما
عام1958 وهو نفس العام الذي تزوجا فيه... وكان لهذه اللقطة تأثير كبير
حيث قدم اقتراح بانتاج فيلم حركي قصير حول قصة هذا الشعار مع خلفية موسيقية
تضاف اليه.. ويعتبر هذا الشعار أقوي الشعارات التي قدمها المهرجان في
السنوات الأخيرة.. وجاء بعد شعار عيد ميلاد مارلين مونرو في صور لها
وأمامها شمعة عيد الميلاد.
يوميات ممثل
جريمة.. في منزل.. صديقي النجم
يقدمها: سعيد عبد الغني
صمت الحيرة.. والاندهاش مازال يسيطر علي أنا وصديقي النجم الهاديء.
ونحن ننظر إلي ذلك الشوال الراقد أمامنا في الظلام في بلكونة صديقي..
وبداخله هذا الهيكل العظمي.. لإنسان!!
وبعدين.. ما هو الحل؟! قالها صديقي وهو واقف بلا حركة أمام الشوال
في الظلام.. سألته.. من أين جاء لك هذا الشوال؟! وما هي حكاية وجوده
أمامنا الآن؟
وردد لي ما حدث
نحن نقيم في هذه الشقة منذ أكثر من20 عاما.. وهي آخر دور في
العمارة.. وأمام الشقة سطوح العمارة.. وبه حجرة كانت توجد في أسطح
العمارات القديمة لكل شقة.. فهي حجرة الغسيل وتعتبر مخزنا لكل شقة في
العمارة ولم تكن هناك إلا غرفة وحيدة تخص شقتي وهي مغلقة باستمرار وبداخلها
بعض المنقولات والأخشاب.. وأشياء قديمة.. كتلك التي تحرص عليها الأسر
المصرية بلا مبرر.. وتبقي في هذا المخزن بلا استعمال.. مع باقي الحجرات
التي تخص باقي شقق العمارة.. المغلقة هي الأخري.. وتبقي بها هذه
الأشياء بلا بيع أو التبرع بها.
وأمس طلبت من الشغالة التي تحضر إلينا مرتين في الأسبوع أن تحاول
تفريغ ما بهذه الحجرة.. وتأخذ هي منها ما ينفعها وترسل الباقي لمن يحتاجه
من أقاربها ومعارفها.. وكانت زوجتي وابنتي في اجازة عند والدها وأسرتها
لعدة أيام لمرض والدها.. فوجئت بالشغالة تنادي علي وهي تحمل هذا الشوال
وهي في حالة من الفزع.. الذي انتقل إلي من هولها وخوفها وهي تقول بصمت
مكتوم خوفا وفزعا.. الشوال فيه قتيل يا أستاذ.. عثرت عليه ملقي في
الحجرة وسط الكراكيب.. وعندما أردت رفعه كان ثقيلا جدا.. وكأنه لا يريد
أن يترك الغرفة.. وعندما نظرت بداخله.. وجدت جثة القتيل عظاما كاملة
لإنسان فها هو الشوال بما فيه.. وأنا لن أستطيع أخد شيء وأنا مرعوبة..
واسمحلي بالانصراف.. ووضعت الشوال في البلكونة وهمت بالانصراف.. فأمسكت
بها وقلت لها لا تخبري أحدا بهذا الشوال وما فيه.. حتي اتصرف فيه ولا
تخبري زوجتي وابنتي أيضا حتي لا يصابوا بالهلع والخوف.. وانصرفت وهي تجري
بطريقة غريبة من رعبها.. وخوفها..
وجلست أفكر منذ خروجها حتي الآن.. كيف اتصرف في هذا الهيكل
العظمي.. وكيف وصل إلي حجرة الخزين؟! ولمن تكون هذه العظام؟!..
وتواردت أفكار كثيرة أرهبها ان هناك جريمة قتل.. وان هذه الجثة لقتيل
وضعها القاتل في هذه الحجرة قبل أن نسكن في العمارة أو بعد ان سكنا
فيها.. وعندما وصلت إلي كيفية التصرف ولم أجد وسيلة للخلاص.. استنجدت
بك لتجد معي طريقة الخلاص.. والتصرف في هذه الجريمة..
قلت له بعد صمت محير.. علينا أن نبلغ الشرطة.. ونخبرهم بتخيلاتنا
ونروي لهم القصة بكاملها.. وعليهم هم حل المشكلة!!
وصاح صديقي الهادي في وجهي.. الشرطة.. أنت لا تعلم ما الذي سيحدث
عند تدخل الشرطة في هذا الموضوع.. تحقيق.. ومعاينة.. وسين وجيم معي
ومع الشغالة ومع أسرتي.. ومع سكان العمارة.. ثم تأتي تداعيات الموضوع
عندما ينشر الخبر في الصحافة.. ومانشتات حمراء.. جريمة قتل في شقة
الفنان الهادي فلان الفلاني.. والعثور علي هيكل عظمي للقتيل ان كان رجلا
أو سيدة.. وعلاقة النجم بها أو به.. والبحث عن كل علاقاتي القديمة
والجديدة وبعثرة بلا حدود لحياتي الشخصية والأسرية.. وهذا ما سوف
يحدث.. وطبعا مع الشرطة الحق في كل ما تعمله وصولا لحل لغز الهيكل العظمي
في منزل النجم الهادي.
هذا ما سوف يحدث عندما نبلغ الشرطة.. قلت له.. طيب والحل؟!
نظر إلي ثم بعد صمت قال.. أنا سوف أتصرف بطريقة أخري للخلاص من هذه
الحادثة.
ونظرت إليه.. في انتظار كيف سيتصرف في حل هذه الجثة والجريمة..
والهيكل الذي يرقد في الشوال في ظلام البلكونة!
وإلي العدد القادم
لقطة.. مهمة
السينما المصرية.. في سوق كان
لأن السينما المصرية.. ليس لها أفلام تشارك في مهرجان كان هذا
العام.. لأسباب عديدة غريبة.. ولم يحاول أهل السينما... في المشاركة
في كان هذا العام.. علي الرغم من تاريخ السينما المصرية ودورها الذي
سنعرضه ضمن رحلتنا في مهرجان كان هذا العام.
لم تظهر أي محاولة لمشاركة أفلامنا في فعاليات دورة هذا العام...
حتي في قسم نظرة ما التي تتسابق اليها كثيرا من أفلام الدول العربية لاثبات
وجودها في عالم المهرجانات.
وطبيعي أن تظهر نائبة رئيس مهرجان القاهرة السينما.. الملقبة
بدينامو النشاط الفني في دورات المهرجان السينمائي الدولي المصري... أن
تصر بنشاطها وحبها لوجود السينما المصرية صاحبة المائة عام.. في دورة كان
هذا العام. وقامت منذ شهرين سعيا وراء العثور علي مكان للسينما المصرية
في سوق المهرجان... وبقدراتها المخلصة حصلت علي مكان في قلب السوق لتضع
عليه عنوان هنا مكان السينما المصرية في سوق كان. وأصبح للسينما المصرية
وجود من خلال هذا السوق في قلب سوق المهرجان.. وداخل قصر المهرجان..
كان.. انها الدينامو سهير عبدالقادر.. وزميلتها هالة الخطيب الأمين
العام للمنشآت الفندقية بوزارة السياحة.
لجنة تحكيم المسابقة الرسمية مدينة النخيل.. كان.. تعيش كلها المهرجان
كان.. مدينة النخيل.. تعيش كلها في حالة طواريء.. وحالة مهرجان
كان.. المحلات.. والسيارات.. والفنادق.. ومحلات المجوهرات..
والملابس تعلن حالة الطواريء.. والاستعداد لمقابلة النجوم.. والنجمات
الذين يحضرون المهرجان.. وهم في أشيك ملابس.. وآخر موضات الأزياء..
والمجوهرات التي يتم الحصول عليها سواء الملبس والمجوهرات من المحلات
وبأجور بسيطة.. أو بدون أجور.. مقابل الدعاية الكبيرة التي تحصل عليها
هذه المحلات من خلال استعراض بضاعتها وهي ترتديها النجمات والنجوم.. وهم
يسيرون علي البساط الأحمر.. ويتم تصويرهم بكاميرات الصحافة والمجلات
والجرائد الفنية.. وكاميرات التليفزيون المحلية والفضائية التي تتابع
أحداث المهرجان باعداد تصل إلي آلاف الكاميرات ويقوم البودي جاردات بحراسة
الحضور والنجوم ليس لحمايتهم.. ولكن لحماية المقتنيات والمجوهرات التي
يتم التحلي بها خوفا عليها.. وعلي من يرتديها.
وتعيش كان.. مدينة النخيل.. وشواطيء البحر الهادي في حياة
مهرجانية رائعة.. وفي حماية وآمان.. وحراسات تمت بدقة.. حفاظا علي
الأمن والأمان.. خصوصا بعد تلك الأحداث والانفجارات التي تمت في
أمريكا.. بوسطن.. وإعلان الدول بالقيام بوسائل رعاية الأمن والأمان..
وتعيش كان في أمن الفن والسلام.
فيلم الافتتاح.. جاتسي العظيم
جاتسي العظيم.. بطولة ليوناردو دي كابريو الذي سيحضر المهرجان بعد
غياب6 سنوات.. والفيلم.. سيعرض في نفس يوم افتتاح المهرجان.. عرضا
عالميا... وفيلم الافتتاح جاتسي العظيم بطولة ليوناردو...
هو من اخراج بازلو هرمان.. وهو مأخوذ عن رواية تحمل نفس اسم الفيلم
للمؤلف الأمريكي فرانسيس فيتزجيرالد ونشرت عام1925... وكتب سيناريو
الفيلم المخرج الاسترالي بازلو..
ذاكرة كان
وهو قسم متفرع من قسم كلاسيكيات السينما العالمية.. وسوف يعرض فيلم
ـ كليوباترا.... الشهير وبطلته النجمة الكبيرة اليزابيث تايلور....
والنجم الشهير ريتشارد بيرتون... وهو الفيلم الذي أحدث ضجة سينمائية
كبيرة وأحداث زواج ليزا من ريتشارد... بعد
قصة حب أثناء تصوير الفيلم... ويعرض الفيلم كتقدير المهرجان للسينما
العالمية الخاصة بالزمن الماضي.... وقد بدأت فكرة الكلاسيكيات الخاصة
بالزمن الماضي... وقد بدأت فكرة الكلاسيكيات منذ عام2004 في مهرجان
كان.
الأهرام المسائي في
12/05/2013
الأثرياء العرب وسوق المتعة الجنسية في مهرجان كان
السينمائي
نشرت صحيفة "ميل أونلاين" البريطانية الالكترونية (10 مايو) تحقيقا
طريفا حول بائعات المتعة من العارضات والحسناوات اللاتي يغشين اليخوت
الخاصة التي تقف على ساحل مدينة كان أثناء انعقاد مهرجانها السينمائي
الشهير.
وتقول الصحيفة إن الواحدة منهن يمكنها أن تكسب آلاف الدولارات من
تقديم المتعة الجنسية إلى الأثرياء في الفنادق الفخمة على شاطيء الكروازيت
أو اليخوت الخاصة الراسية أمامها.
وتنقل الصحيفة عن إيلي نحاس (48 سنة)، وهو لبناني أعتقل في 2007 بتهمة
إدارة شبكة تضم 50 عاهرة من جنسيات مختلفة، تخصصت في العمل خلال مهرجان
كان، وكانت تقدم خدماتها للأثرياء العرب تحديدا القادمين من الشرق الأوسط
لحضور المهرجان.
وقال نحاس الذي لا يمكنه مغادرة لبنان حاليا في انتظار أمر الطعن
القضائي الذي تقدم به للقضاء الفرنسي، إن الفتاة يمكنها أن تحقق دخلا قدره
40 ألف دولار في الليلة الواحدة.
ونقلت الصحيفة عن مجلة "هوليوود ريبورتر" أقوالا ذكرها إيلي نحاس في
حوار أجرته المجلة معه ونشرته في عددها الصادر بتاريخ 7 مايو، منها أن
"العرب هم أكثر الناس كرما في العالم. إذا أعجبتهم فتاة فهم يمنحونها
الكثير من المال. إنهم يحملون المال في حزم تبلغ كل منها 10 آلاف يورو.
بالنسبة لهم فهي ليست أكثر من مجرد حزمة من الورق. إنهم حتى لا يحبون أن
يحصوها.. بل يقدمونها فقط إلى الفتاة بدون أي تفكير".
النظام في كان
إيلي نحاس، الذي يمتلك وكالة في بيروت لتوريد الموديلات (العارضات) modelsوالذي كان الساعد الأيمن لمعتصم القذافي- إبن العقيد القذافي
الذي قتل هو وأبوه في 2011- ينفي أن يكون قد أدار شبكة للدعارة.
إلاأنه يشرح قائلا: إنني أعرف "النظام". الفتيات الخبيرات في المهنة
يترددن على الفنادق الفخمة التي ينزل فيها الأثرياء العرب ويبقين في ردهة
الفندق بعد العاشرة مساء في انتظار أن يصل العرب ويلقون عليهن نظرة
ويختارون. الأمر يتم بمجرد الإشارة فقط. يلوح الرجال بأرقام غرفهم..
وتتبعهم الفتيات على الفور".
ويضيف نحاس قائلا: "أما في اليخوت التي تضم مجموعة من أكثر الرجال
ثراء في العالم بعضهم متزوج والأغلبية من العزاب، فيتم إنفاق المال
بغزارة".
"كل عام أثناء إقامة مهرجان السينما يأتي 30 أو 40 يختا فاخرا تقف
أمام الخليج في كان، وهذه اليخوت مملوكة لأشخاص شديدي الثراء. يوجد على متن
كل يخت 10 فتيات (عادة من العارضات) وهن عادة عاريات أو نصف عاريات... وفي
نهاية السهرة تنتظر الفتيات المظاريف الخاصة بهن.. هذا ما يجري هناك منذ 60
عاما".
لكن الأمر لا يقتصر فقط على اليخوت والفنادق الفخمة فهناك أيضا
العاهرات المحليات اللاتي يقدمن الخدمة مقابل 75 دولارا في الساعة جنبا إلى
جنب مع بائعات المتعة من الشريحة الرفيعة المستوى التي تتقاضى كل منهن 4
آلاف دولار في الليلة.
تقول إحدى بائعات المتعة – وهي إيرانية- مهما كان نوع بائعة المتعة،
فمهرجان كان هو "أكبر مناسبة للكسب في السنة". وتقول "ديزي" وهي عاهرة
تمتلك موقعها الخاص على شبكة الإنترنت: .. إننا جميعا نتطلع إليه
وننتظره".. هناك منافسة شديدة بسبب وجود عدد كبير من الفتيات، لكن المحليات
لهن ميزة خاصة. فنحن نعرف العاملين في مكاتب الاستقبال بالفنادق". وهي تضيف
أن "من المفروغ منه أن نترك بعض المال لهؤلاء العاملين في الفنادق الفخمة
بالمدينة، ولذلك يتعاونون معنا بتسهيل مهمة الرجال الباحثين عن المتعة
وتوجيههم إلينا".
وطبقا لما تقوله "هوليوود ريبورتر" فهناك 200 فتاة يترددن على الفنادق
الكبيرة كل يوم من أيام المهرجان.
وبينما تأتي بعض العاهرات رفيعات المستوى بالطائرات من باريس ولندن
وفنزويلا والبرازيل والمغرب وروسيا للإستفادة من المهرجان الكبير تأتي
بعضهن ضمن شبكات منظمة.
ويقول فيليب كامبس الذي كان محاميا عن نحاس في قضيته، إن بعض الفتيات
غرر بهم البعض وأتوا بهم إلى كان تحت وهم أنهم سيصبحن نجوما ثم أرغموهن على
ممارسة الدعارة.
أما نحاس الذي سجن لمدة 11 شهرا عقب محاكمته قبل أن يخرج بسبب عدم
كفاية الأدلة، فيصر على أنه تم توريطه بدون وجه حق في القضية بسبب علاقته
بالقذافي.
إلا أنه يقر بأنه كان يرتب إستقدام الفتيات إلى كان، ويقوم باستقابلهم
بنفسه في مطار نيس ثم ينقلهن إلى اليخت الخاص بابن القذافي المسمى (شي
جيفارا) في كان، وغيره من اليخوت الفخمة.
ويضيف "لم أكن طرفا في أي شيء آخر.. وليس لي دخل بما كان يحدث بينه
وبينهن.. ربما لم يتجاوز الأمر تناول الشراب والضحك"!
ويضيف نحاس إن هاته الفتيات وبعضهن من العاهرات المحترفات والبعض
الآخر من العارضات أو ممثلات هوليوود من الدرجة الثالثة، فكانوا يأتين إلى
كان أثناء المهرجان.. ويطلق عليهن "فتيان اليخوت".
وتقول كارول رافاييل ديفيز، وهي ممثلة فرنسية_أمريكية، إن من الشائع
بالنسبة لبعض نساء المجتمع البارزات أن يعملن عاهرات من الطبقة الأولى
(غاليات الثمن) خلال المهرجان. وتضيف أن كثيرا من اللاتي عرفتهن لم يكن
يستمتعن بالجنس لكنهن لم يكن يمانعات في مضاجعة رجال لا يعرفونهم ذوي سلوك
فظ أحيانا، من أجل الحصول على المال. فالمال هو كل شيء عندهن!
عين على السينما في
12/05/2013 |