حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم   

85th Academy Awards

"لينكولن"..

أن تكون صوتاً فى السياسة.. وسوْطاً فى الحرب!

محمود عبد الشكور

أتمنى أن تكون النظرة الأوسع لفيلم Lincolnالذى أخرجه ستيفن سبيلبرج، باعتباره فيلماً عن القيم الأمريكية التى دافعت عنها هوليوود طوال تاريخها، وفى أفلام مختلفة الأنواع والموضوعات، دون أن يلغى ذلك بالطبع أن الفيلم عن إحدى الشخصيات الكبرى فى التاريخ الأمريكى، ربما يكون المعنى الأدق أن "لينكولن" تم استدعاؤه لأنه أحد الذين يعبرّون عن تلك القيم، التى تدور حول الحرية والإتحاد، وتمزج بين الأفكار المثالية والوسائل البرجماتية، وتُعْلى قيمة الأسرة والدين، مع التركيز على أن الأحداث الكبرى فى التاريخ ليست فى حقيقتها سوى جهد وإلهام وتصميم حفنة من الأبطال، الذين نجحوا فى تحقيق ما يؤمنون به.

لو قصرنا زاوية الرؤية على تفصيلات الشهور الأربعة الأخيرة فى حياة الرئيس الأمريكى محرر العبيد، فنحن أمام فيلم متقن الصنع، يحتاج بالقطع الى بعض التكثيف، ودمج بعض الأحداث، أما إذا انطلقنا الى أنه فيلم عن القيم التى تبناها لينكولن فأصبحت جزءاً من الفكرة الأمريكية عن الوطن والحياة، ستنفتح أمامنا آفاق أكثر اتساعاً. لاشك عندى فى أن نجاح الفيلم التجارى فى الولايات المتحدة، يرجع بالأساس الى أن سبيلبرج لعب على الوتر الثانى، هم يحفظون سيرة حياة لينكولن،  يدرسون حياته فى التعليم، ولكنهم اكتشفوا فى الفيلم تلك المعانى الأعمق التى دأبت هوليوود على تكرارها، تستطيع أن تتحدث فى الواقع عن تمهيد الطريق لبذور الحلم الأمريكى، كان من المستحيل أن تقول إن أمريكا هى أرض الفرص المتساوية أمام الجميع، بينما ينقسم الشعب الى عبيد وأحرار.

إحدى مناطق الذكاء فى رسم شخصية لينكولن أنه يبدو كما لو كان رئيساً ينتمى الى القرن الحادى والعشرين، وليس رئيساً من القرن التاسع عشر، طريقته فى إدارة الصراع بوسائل السياسة والحرب معاً، واعتبار الحرب وسيلة أو أداة من أدوات السياسة وليست غاية فى حد ذاتها، فكرة رجل الدولة صاحب الرؤية الإستراتيجية الذى يسبق زمنه، كل ذلك يكاد يقدم نموذجاً معاصراً تماماً، ويكاد يلمح الى حلم مفقود يستحق الإستدعاء.

زعيم استثنائى

لا تقدّم الشخصيات التاريخية الكبرى فى الأفلام الناضجة لأسباب تعليمية إخبارية تقريرية، ولا لكى تقول إن لينكولن هو الذى حرر السود، ولكن لكى تقول من خلال الماضى أشياء معاصرة، الفيلم كتب له السيناريو تونى كوشنر عن كتاب أصدرته دوريس كيرنز جودوين بعنوان "فريق المتنافسين: العبقرية السياسية لدى ابراهام لينكولين"، الحكاية إذن عن دور فن السياسة فى خدمة الأفكار الكبرى، الفكرة المثالية وحدها لم تصنع أمريكا، ولكن الحصافة والرؤية والبراجماتية الساسية هى التى جعلت المستحيل ممكناً، هذا هو المعنى العام للقصة كلها، ولايوجد أفضل من هذا القديس المحارب والسياسى لضرب كل هذه العصافير بفيلم واحد.

لينكولن فى فترة رئاسته الثانية هو الشاهد والدليل، وتحديداً فى الشهور الأربعة الأولى من العام 1865، من يناير الى أبريل حيثت تنتهى معركة هذا الزعيم الإستثنائى بمقتله بالرصاص فى أحد المسارح، أرجو أن تلاحظ أن لينكولن سيكون فى هذه الفترة بالذات بمثابة المرآة الواضحة لكل الأفكار المطلوب معالجتها: أمريكى بسيط، صعد الى السلطة، أمامه هدفان لايغيبان عن نظره: وحدة الشمال والجنوب ورفض انفصال ولايات الجنوب بقوة السلاح وذلك من خلال الحرب، وإقرار مجلس النواب للتعديل الثالث عشر الشهير بإلغاء الرق والعبودية من خلال السياسة، الفيلم ببساطة هو فى التقاطع بين الفكرتين: الماكر لينكولن يعتبر أن تمرير التعديل سينهى الحرب، وخصومه يريدون إنهاء الحرب حتى لايمر التعديل.

يترجم السيناريو هذه اللعبة الشاقة على مدى 150 دقيقة، يسير خط الحرب جنباً الى جنب مع خط السياسة، يمسك لينكولن بالطرفين، ويتلاعب بهما كيفما شاء، ربما أثقلت التفصيلات والبصمة التوثيقة البناء فى بعض الأوقات، كان أفضل بالقطع إذا تم التكثيف والإختزال، ولكن السيناريو لم يفلت أبداً فكرته: هذا هو الرجل، وهذه هى القيم المقدسة التى دافع عنها، وتلك هى وسائله البشرية لتحقيقها، وهذا هو الثمن الذى دفعه مقابل ذلك.

يعمل النص فى عدة إتجاهات متداخلة: ملامح إنسانية لشخصية معروفة، أفكار مثالية، وأدوات براجماتية، منذ المشهد الأول تكتب عبارات مباشرة عن تلك الصعوبات التى واجهت الديمقراطية الأمريكية، وفى مشهد تمهيدى يلتقى فيه لينكولن مع اثنين من الجنود السود، يتحدث الجندى كلارك عن المستقبل: اليوم تحرير العبيد، وغداً إقرار حقهم فى التصويت، وبعد نصف قرن دخولهم مجلس النواب، لم يبق إلا أن يقول، وفى وقت ما سيحكم أمريكا رئيس أسود.

يقول لنا هذا المشهد الإفتتاحى الهام إن فيلمنا عن الأمس الذى لولاه ما كان اليوم، يتعمد سبيلبرج أن يحتل الجنود السود الصورة، بينما نسمع صوت لينكولن فقط، وحتى عندما تنتقل الكاميرا إليه، يظهر لأول مرة فى لقطة متوسطة محايدة، ويستبقى  سبيلبرج اللقطة القريبة المكبرّة المنتظرة لوجه لينكولن لإنهاء المشهد، وكأن الحلم لن يحققه سوى هذا الوجه.

معارك محسوبة

نعرف إن إصرار لينكولن على طرح التعديل الدستورى الخطير على مجلس النواب لم يكن الأول، فقد فشل من قبل فى تمريره، هو ينتمى الى الحزب الجمهورى،  تمريرالتعديل ينقصه موافقة عشرين نائباً إضافياً على الذين يضمن تصويتهم الى جانبه، منذ تلك اللحظة يتبلور الصراع واضحاً، هناك جناح شديد المحافظة فى الحزب الجمهورى، يعتقد أنه يمكن إنهاء الحرب بدون هذا القرار، وهناك بعض أعضاء الحزب الديمقراطى الذين يرفضون أصلاً فكرة المساواة بين الأبيض والأسود، ويرفضون إلغاء العبودية من الأساس.

تنطلق خطة لينكولن فى عدة اتجاهات: استمالة المترددين من خلال فريق قام بتكوينه وزير خارجيتة وليام سيوارد، يقابل الفريق هؤلاء واحداً واحداً، مع وعدهم بوظائف لمكافأتهم حال إقرار التعديل، ثم يتدخل لينكولن بنفسه فى محاولات الإقناع، من ناحية أخرى، يستمر الضغط العسكرى الشرس على الجنوبيين، أنصار الرق والإنفصال، ويتم ذلك بقصف دموى للميناء الأخير الذى كان يساعدهم على الإستمرار فى الحرب، من ناحية ثالثة يخوض لينكولن معركة عائلية مع أسرته: زوجته مولى ترفض التعديل الخطير، تذكر زوجها بمحاولة اغتيال فاشلة، ترفض أيضاً أن يذهب ابنها روبرت الى الحرب، ما زالت تعيش مأساة وفاة أحد ابنائها بالتيفود.

ثلاث معارك متداخلة أماكنها البيت الأبيض والبرلمان وساحة الحرب، ووجهان للرئيس المحرّر: صاحب رسالة لتحقيق العدل والمساواة القادمين مباشرة من السماء (مشهد الحلم الإفتتاحى يجسده مثل نبى وحيد على ظهر سفينة تبحث عن شاطئ وتسير بسرعة هائلة)، ورجل سياسة يعلم أن الأفكار الكبرى تحتاج الى حيل كبرى لتمريرها، المعنى هنا أنه رجل رأسه فى السماء، وقدماه الطويلتان على الأرض، المعنى أيضاً أن هذه الثنائية هى التى صنعت أمريكا.

فى أحد أذكى حوارات الفيلم، يقول تاديوس ستيفنز، وهو أحد أكثر انصار فكرة تحرير العبيد، ويلعب دوره المشخصاتى الكبير تومى لى جونز:"إن أعظم خطوات القرن التاسع عشر تم تمريرها بالفساد من خلال أنقى شخصية فى الولايات المتحدة"، هذا المزيج هو بالضبط التوليفة الأمريكية التى تنزل الأفكار المجردة الكبرى الى ملعب التطبيق البراجماتى بكل نقائصه الإنسانية.

تظهر القيمة الهوليودية الثانية فى الدفاع عن الحرية والمساواة كغاية، بدونها لا يمكن أن يتحقق الحلم الأمريكى، نظرة عيون لينكولن ( بأداء الفذ دانييل داى لويس) تقول ببساطة إنه لا ينظر الى قدميه، ولكن الى أمريكا القادمة غير المرئية للآخرين، وكأنه يقوم بتعبيد الطريق للغد، هناك قيمة ثالثة هى فكرة الرسالة الأمريكية للبشرية كلها، يقول لينكولن فى المشهد الأخير، إن علينا أن ندافع عن السلام الدائم والحرية والمساواة، يتحدث بوضوح عن خروج القيم الأمريكية الى العالم كله.

يمثّل مشهد التصويت على التعديل، بعد محاولات مضنية من الديمقراطيين، ذروة الدراما، يستخدم سبيلبرج كل أسلحته لكى يسجل هذه اللحظة التاريخية الفارقة، بفارق صوتين فقط يتم تمرير التعديل الذى سيغّير وجه أمريكا الى الأبد، سيتحايل لينكولن على محاولة تأجيل التصويت، سيكتب عبارة "على حد علمى" لكى ينكر وجود وفد من الجنوبيين للتفاوض فى واشنطن.

لا ينسى لينكولن أنه محام سابق، نراه يحكى عن تلك المرأة التى تعاطف معها الجميع، فسمحوا بتهريبها رغم أنها قتلت زوجها، يحكى عن ذكاء السياسى الأمريكى الذى تعامل مع وجود صورة واشنطن فى المرحاض أثناء وجوده فى لندن، يبدو الحق كما لو كان فى حاجة الى شيطان يدافع عنه، تظل الأمور دائماً مرهونة "بنتائجها الواقعية"، وهذا هو جوهر الفلسفة البراجماتية الأمريكية.

السهم الأخير

لاينتهى الفيلم رغم تمرير التعديل، مازال الجنوبيون يرفضون إلغاء الرق الذى سيحرر 4 ملايين من السود، ثم قد يفتح الباب أمام تحرير الملونين، وقد يسمح بزواج البيض والسود، وإعطاء المرأة حق التصويت كما قال جورج وود أحد أكبر خصوم التعديل فى مجلس النواب، ولكن مشكلة الجنوبيين فى أن تحرير السود سيؤدى الى تدمير اقتصاد الجنوب الذى يعتمد على هذه الأيدى العاملة الرخيصة.

يتحدث إليهم لينكولن بنفس المنطق البراجماتى عن مجتمع حر ومفتوح، بل إنه يدافع عن الحرب باعتبارها وسيلة لتحقيق غايته "النبيلة"، نراه فى مشهد تال وهو يتفقد القتلى على حصانه دون أن يهتز له جفن، يستسلم ثوار الجنوب، يعود وجه القديس، يرفض الإنتقام، يتم اغتيال لينكولن، لا نشاهد الحادث، ولكننا نشاهد رد فعل طفله الصغير، يستمع الى الخبر، وهو يشاهد مسرحية فى مسرح آخر.

اكتملت الشهور الأربعة الأخيرة، السهم الأخير يغلق القوس، الزوجة التعيسة مولى يبدو أنها قد تصالحت مع زوجها، تقول إنها مجنونة به قبل  فترة قصيرة من اغتياله، يحدثها مثل ناسك عن رغبته فى الحج الى القدس، الابن روبرت يظهر كجندى بعد أن أصر على أن يحقق حريته واختياره الخاص، رغم مخاوف والده ومعارضته، قيمة أخيرة طالما دافعت عنها الأفلام الأمريكية: قد لا تكون الأسرة مثالية، ولكن لابد أن تظل أسرة متماسكة، أما التاريخ فقد صنعه فرد عرف كيف يستخدم الصوت فى السياسة، بنفس القدر الذى عرف كيف يستخدم السوط فى الحرب.

أصبح من التكرار أن نتحدث عن الإتقان فى عناصر الفيلم الأمريكى، الأدق أن نتحدث عن التجويد والإضافة الى الإتقان المفروغ منه، يثبت سبيلبرج من جديد قدرته على تقديم بناء كلاسيكى متماسك بصرياً، وباستثناء الملاحظة الأساسية بضرورة التكثيف لاختزال التفاصيل مثلما تم تكثيف موسيقى جون ويليامز فى مشاهد محددة، فإن هناك مشاهد أخرى بأكملها تقدم بطريقة مشبعة وقوية مثل المواجهة بين لينكولن وزوجته، وبين لينكولن وابنه روبرت، ومشاهد مجلس النواب جميعها، مدير التصوير المفضل لدى سبيلبرج هو بالطبع يانوس كامينسكى الذى استخدم ببراعة الضوء الطبيعى القادم من النوافذ المفتوحة، مما منح لينكولن هالة شبه مقدسة، وفى مشاهد أخرى بدا كما لو أن إضاءته الحادة تنحت وجه لينكولن تعبيراً عن صلابته الداخلية.

دانييل داى لويس نجح بامتياز فى الإختبار، كان مرعوباً من الشخصية التى ظهرت فى أفلام سابقة، ولكن المشخصاتى القدير حافظ ببراعة على كل الخيوط، المشكلة ليست فقط فى الملامح الشكلية البدنية ( كان لينكولن مفرط الطول تتأرجح يداه الى جانبيه ويسير محاولاً السيطرة على توازن سيقانه الطويلة وهو ما جسّده لويس حرفياً)، ولكن الصعوبة الأخطر فى هذه الوجوه المتعددة للشخصية: محارب وسياسى وقديس صاحب رسالة، أب حنون وقائد صارم، تلونت التعبيرات على وجه لويس القدير كيفما شاء، ولكن شيئاً واحداً كان مثل الخيط الذى يربط كل شئ، إنها نظرة العين الثابتة، وكأن الرجل ينظر الى أشياء غير مرئية، هذا هو مفتاح الأداء كله: لينكولن رجل يرى هدفه واضحاً وثابتاً، وكل ما يفعله من أجل تحقيق ما يراه.

تعود الرائعة سالى فيلد الى أدوارها الكبرى بدور الزوجة مولى، هذا الوجه المجهد، وتلك الانفعالات المفاجئة، تكشف عن بركان تحت الابتسامة المفتعلة للحفلات، مجرد امرأة تريد الدفاع عن أسرتها وما تبقى من أولادها، براجماتية محدودة للغاية، نقطة ضعفها أنها تحب زوجها، ولا تستطيع أن تتركه، أما تاديوس سيتفنز (تومى لى جونز) فهو تنويعة أخرى على نغمة لينكولن، يؤمن بالحرية والمساواة، يقاتل لمدة 30 عاماً من أجل إلغاء الرق، ويقتنع فى النهاية أن عليه أن يتحايل من أجل تمرير التعديل التاريخى، نكتشف فى النهاية أن حبيبته سوداء، يضمهما سرير واحد، تقرأ له التعديل، وكأنه تترنم فى أذنه بأجمل عبارات الحب.

فيلم "لينكولن"  يقول بخبث فنى إن هذا الرئيس كان عظيماً بقدر عظمة القيم الأمريكية التى تستحق الدفاع عنها، لم يكن الرجل يستهدف تحرير أربعة ملايين أسود فقط فى عصره، ولكنه كان يستهدف تحرير كل السود الذين سيولدون بعد ذلك (منهم رئيس أسود سيدخل البيت الأبيض)، يحتاج الحق  والخير الى أنياب تدافع عنهما، وإلا ظلا مجرد أحلام مثل حلم سفينة لينكولن الضبابى.

عاد محرر العبيد الى الشاشة لكى يصنع امتزاجاً كاملاً بين الدين والفلسفة البراجماتية والديمقراطية والسلاح، فهل لا يزال البعض مصرّا على قراءة "لينكولن" على أنه فيلم تاريخى وكفى؟!

عين على السينما في

23/02/2013

 

لينكولن

كمال رمزي

هل تتذكر الممثل البريطانى دانيال دى لويس الذى أدى، باقتدار، وخصوصية فريدة، دور الجزار، الموغل فى الشر، القائل، صاحب الضمير الميت، فى «عصابات نيويورك» لمارتن سكورسيزى 2002، واستطاع، على نحو ايحائى، التعبير عن الجانب المظلم، الوحشى، فى تراث العم سام، متمثلا فى الرغبة العارمة فى الهيمنة، والابتزاز، والاستعداد الدائم لاستخدام قوة القمع.. دانيال دى لويس، بنظراته المتنمرة، حتى وهو يبتسم، تشيع جوا كثيفا من التوتر، ينتقل من الشاشة إلى المشاهد الذى يتوقع اندفاعه غادرة من المدية التى يجيد استخدامها، حسب هواه، فأحيانا، لمجرد علامات  غائرة على الوجه، تظل باقية طوال الحياة، وغالبا، للقتل.. الجزار، فى جملة واحدة: خطر يمشى على قدمين.

إذا تذكرنا هذه الشخصية العاتية، تفهمنا لماذا رفض دانيال دى لويس، فى البداية، القيام بدور الرئيس لينكولن، المناقض تماما للجزاء.. أغلب الظن أن الممثل الكبير أحس بصعوبة الانتقال من هذا النموذج المتمرغ فى الوحل والدم، إلى ذاك الرجل، صاحب المثل العليا.. وربما خشى الفنان عدم تصديق الجمهور، خاصة أن أحداث «عصابات نيويورك» تدور عام 1863، أثناء فترة رياسة لينكولن، بالإضافة إلى أن المخرج ستيفن سبيلبرج، عرض على دى لويس أداء الدور عقب انتهاء الأخير من تجسيد الجزار مباشرة، فما كان من سبيلبرج إلا إعلانه أنه لن يحقق «لينكولن» إلا ببطولة دانيال دى لويس.. بعد عشر سنوات من «عصابات نيويورك»، قرأ دى لويس النسخة الأخيرة من السيناريو الذى كتبه تونى كوستر، والواضح أنه أعجب به، فوافق.. وبالتالى، أصبح عليه أن يتمثل شخصية الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، ويجسده، شكلا وجوهرا، وعلى نحو يختلف ــ إن لم يتميز ــ عن أكثر من مائتى ممثل قدموا «لينكولن» فى أفلام روائية من أنواع متباينة إن لم تكن متضاربة، حتى زن بعضها، مثل «إبراهام لينكولن: صياد مصاص الدماء»، ينتمى لأفلام فانتازيا الرعب.

دانيال دى لويس، يتطابق مظهرا من صورة «لينكولن»: طويل، نحيل، يمشى بعناء، عظام وجهه بارزة، تجاعيد حول عينيه الغائرتين، حليق الشارب مطلق اللحية، ناعم الشعر، بسيط فى ملابسه، يتحرك بتوءدة.. أما عن صوته، غير المتوفر، فإن دى لويس، كما يقول، أخذ يدرس ويبحث ويتخيل كيف ينطق الرئيس كلماته، من خلال كتاباته وخطاباته، حتى أنه ــ والكلام للممثل ــ أصبح يسمع صوت لينكولن فى أذنه.

أما عن الأبعاد الداخلية للرئيس، فإن الفيلم وضع نصب عينيه أن الرجل مسئول عن آفة فى حظه، فالحرب الأهلية التهمت ستمائة ألف نفس بشرية، والاقتصاد شدد التدهور، وولايات الجنوب تصر على الانفصال، وترفض تحرير العبيد.. ومثل كل الأوطان التى تمر بمثل هذه المآزق، إما أن تفرز قيادة قادرة على الوصول إلى بر آمن، أو تتسلط عليها طغمة جاهلة، فاسدة، تزيد الأمور انهيارا.

إبراهام لينكولن، تاريخيا، هو رجل الساعة، يملك الخيال والإرادة ونفاذ البصيرة، وبعيدا عن الفترة الصاخبة التى عاشها لينكولن «1809 ــ 1865»، تعمد الفيلم الاكتفاء بالشهور الثلاثة الأخيرة فى حياته، وابتعد عن المشاهد الضخمة للمعارك الحربية، فيما عدا ثلاثة مشاهد تكاد تكون صامتة، بل ساكنة أيضا. فى البداية، تحتدم موقعة حامية، تتلاحم فيها الأجساد وتتصادم الخيول، وكأن سبيلبرج يذكرنا أنه صاحب «إنقاذ الجندى رايان»، وأنه يجيد إخراج مثل هذه الأمور.. أما المشهد الثانى، المكثف، الأعمق تأثيرا، فتتابع فيه الكاميرا عربة يد خشبية، يدفعها رجلان حمولتها مغطاة بملاءة سوداء. سوائل تتساقط من العربة، تقترب من حفرة. يكشف أحدهما العطاء. الحمولة مكونة من أذرع وأرجل مبتورة، تلقى بداخل الحفرة المليئة أصلا بأطراف بشرية ممزقة.. أما المشهد الثالث، الطويل نسبيا، يطالعنا فيه الرئيس، ممتطيا صهوة جواده، ومعه عدد من جنرالاته، يسير متمهلا، فوق أرض موحلة، تتناثر فيها، بكثافة، جثث متفسخة، لا فرق بين جنوبيين وشماليين.

فى المقابل، اتجه سبيلبرج بفيلمه نحو الداخل، سواء على مستوى المكان، أو بالنسبة لبطله. معظم المشاهد تدور داخل البيت الأبيض، قبل اختراع اللمبات الكهربائية، ولعل الطموح إلى إضفاء المزيد من الواقعية، جاءت الإضاءة أقرب لمحاكمة الشموع، والأشعة الشحيحة المتسللة من النوافذ، وبالتالى بدت الكثير من اللقطات، خاصة الليلية، على درجة كبيرة من الإعتام، وربما قاتمة، وفى ذات الوقت، تعبر عن الوضع النفسانى الكئيب لوطن تتهدده المخاطر من كل جانب.. لكن هذا الأسلوب، فى تقديرى، تسبب فى انزعاج مشاهدين عاديين ونقاد، ودفعهم إلى مغادرة قاعات العرض.

لينكولن، فى الفيلم، ليس زعيما، ولا يتمتع بكاريزما تخلب لب مريديه، ولكنه، حسب رؤية تونى كوسنر وسبيلبرج وأداء دانيال دى لويس، رجل بسيط، قيمته الرفيعة ترجع لانحيازه للعدل، وإيمانه أن أمة، نصفها من العبيد، ونصفها من السادة، هى، كلها، أمة من العبيد.. بعبارة أخرى، يدرك لينكولن أن بقاء الولايات المتحدة، مرهون بالعدل، وهو، يقف إلى جانب المستقبل.

الحوارات، فى الفيلم، على درجة كبيرة من الأهمية، تبين بجلاء أن القيم السائدة، الموروثة، ليست بالضرورة صائبة، وسيأتى اليوم الذى تصبح فيه تلك الأفكار من مخلفات ماض بغيض، فحين يقترح أحد رجال لينكولن، فى مجلس النواب، عن إضافة مادة للدستور، تنص على أن كل المواطنين لهم ذات الحقوق أمام القانون، يصيح أحد المتعلقين بأهداب الماضى «وقد يأتى اليوم الذى تسمحون للجميع بالتصويت أيضا».. وبغضب وانزعاج يقول أحد العنصريين «وماذا بعد ذلك؟.. السماح للنساء بالتصويت!».. عندئذ، تضج القاعة بالاستياء والاستنكار.

تجنب الفيلم إضفاء أية هالات قداسة من الممكن أن يضعها على هامة لينكولن، وابتعد عن اعتباره أسطورة، فالرئيس، وهذه ميزته، رجل دولة بحق، لا يتصرف على نحو عشوائى، يعرف كيف يقود سفينة الوطن، ويجعلنا نرى، كيف تدار الأمور، أيا كانت درجة تدهورها.. و«لينكولن» فى هذا، يأتى للدراسة والتأمل، والمقارنة إن شئت، وليس لمجرد المتعة العابرة.

الشروق المصرية في

23/02/2013

 

"حب".. فيلم ينتمي لسينما الصورة

إسراء إمام 

السينما بالأساس هى فن الصورة، وإن إنتميت يوما إلى فيلم شامل، تتضمن جمالياته تباعا فى حواره وصورته وموسيقاه فإننى أظل أكثر إنتمائا لسينما الصورة.. الصورة التى تحوى آلاف الكلمات وتمنحك الاحساس من دون صراخ، السينما التى تُبدع فى الصمت وتفترش فوقه مساحة لخطابة العيون وتذوق الألوان وتلّمس كيانات الأشياء التى تكّون الكادر فى الوقت الذى يمتلك فيه صناعها حق استخدام الحوار الذى يتبدى أمام إبداعهم فقط حبر على ورق.

فيلم "حب" من أفلام سينما الصورة، أي من الأفلام التى تتضح فيها هوية المخرج وشخصيته، من الأفلام التى تتحدث فيها مفردات المشهد ونفسية الممثل، من الأفلام التى لها خصوصيتها فلا تُشبه غيرها لتكون ضليعة فى أن تكون ذاتها وتُخلّف فيما ورائها لمسات بدائية هى اختلقتها قد يعدّها الآخرون نهج ليسيروا عليه.

سيدة مع تقدم عمرها تعانى من حالة شلل نصفى تتطور مع مرور الوقت إلى فقدان كامل للقدرة على التعايش ليفضى بها الأمر فى النهاية قعيدة الفراش من دون حراك ولا نطق قائما على رعايتها زوجها الذى تحمّل أمرها على عاتقه، محترما رغبتها فى عدم الذهاب إلى المستشفى أو دار للرعاية، إذن أنت أمام قصة عادية قد تم تداولها بشكل أو بآخر فى أكثر من فيلم والأهم معالجتها بالشكل الأكثر شيوعا المتمثل فى غواية المُشاهد انسانيا والاسهاب فى إغراقه بين فكاك دراما شاعرية خاوية فاقدة الحس رغم حرارية شاشاتها على الدوام بحق أو بدون وجه حق!

جمالية الفيلم تقوم فى الأساس على الحالة التى إختار أن يقدمها لك متجسدة بتكثيفه الواقعية المأساوية التى تحويها تركيبتنا البشرية والتى تفوق فى دراميتها مما ننسجه من دراما يفرزها الخيال. المخرج "مايكل هانيكا" قرر فى هذا الفيلم أن يعكس صورة المرآة التى ما إن وقف أمامها أبطال قصته لتجلّت ووضحت فيها صراعات كل منهم فرادا واشتباكات كل منهم بالآخر، وبالعدسة القريبة فصّل لك وجهى الرجل وإمرأته وبينهما ضعف لعين مُتلبس هيئة مرض أصاب جسد المرأة ونفض ذرات الغبار عن خبايا نفسيتين بشريتين تعاشرت لسنوات طوال دون وعى منها بأناها الكاملة.

المرأة كلما التهم جسدها المرض تشبثت بضراوة فى كبريائها ليعّولها عناء ضعفها الذى نال من روحها أكثر مما ناله مرضها، حب زوجها ورعايته لم يهبانها السلام الروحانى المطلوب كأولوية لمواقعة الحياة فإذا بها فزعة على الدوام غاضبة وغير راضية يتملكها إحساس الاهانة، وفى المقابل صبر الزوج لم يهبه حصانة كافية من شذرات نصالها الجامحة الضاربة بعرض الحائط وجوديته والكيان الملموس لاحتواءه الازمة ومحاولته التعامل معها بأخلاق الفروسية التى تليق بما يجمعهما من حب أو بالأحرى ما تجمعهما من حقيقة على مبعدة من المبالغات السينمائية الدرامية التى قد تصور نفس انسانية قادرة أمام كل هذا الضغط النفسى والعصبى أن تحافظ على هدوئها وحكمتها فى التعامل مع الأمر فى سبيل حب أفلاطونى لا حقيقة لوجوده بين مكامن أنفسنا.

كادرات واسعة فى بداية المشاهد لا تُلقى بنظرك هباءا هنا وهناك طالما لم يقتضي الظرف ذلك، تنقل فى براح الصورة.. الجامدة التي لا تشقها لقطات استعراضية بلا داعى، دوما يتوارى الشخص الآخر بوجهه عن الكاميرا إن كان الكادر يحمل شخصين ليدفع بذهنك متيقظا لما يرسمه هذا الوجه من ملامح لن تراها أنت فى هذه اللحظة أبدا.. فقط ستكون قادرا على تصورها فتبقى حالة النشاط الذهنى حليفة لك وأنت تتبع الحدث.

لقطات طويلة صامتة تشعر وكأنها تخترق رئتى الشخصية وتقتحم مخيلتها ونبض مزاجيتها بشكل يفوق بمراحل التعبير بالكلمات. الاحتفاظ بالكاميرا لتلحظ من بعيد حركة الشخصيات فى اوقات غيابها بداخل غرفة نوم أو مطبخ وخلافه لترى ظلالها تتحرك أو تكتفى فقط بخطوات قدميها.. فى لمسات كتلك كلها تضع يدك على شخصية ومنهجية "مايكل هانيكا" فتتعرف على بطاقته السينمائية المتفردة والتى تفسح لك مجالا لأن تبحث بعينك وترى بمُخيلتك وتسمع بإحساسك.

وأنت تشاهد "حب" تترفع نفسك عن نوعية من الابتذال باتت مشروعة منذ الأزل فى أدائية الممثل وكتابة السيناريو ورؤية الإخراج، فلا تتعثر بأى تلميحات مُبتذلة على وجه الممثل ليشير لك فى بلاهة بما يعانيه جوفه. كل شخصية تحتفظ بما يختلج فى صدرها قصرا عليها ويتبدى على وجهها بالضبط ما تريد الاجهار به أمام من يقابلها ، حتى الكابوس الذى راود الزوج فى منتصف ذروة الأزمة بعدما تسرب إليه الشعور بالتيه لم يكن أبله ساذج خرائطى فى تكوينه يدلك فى سهولة على ما تنتفض به نفسية الشخصية بل وارب لك بابا بات عليك أنت وحدك أن تنفذ منه ، وبمحاكاة كتلك إكتسب الفيلم أقوى منطق قد يُعبر عنا " أننا نحن لم نتفهم ما نُعانى لكى نروضه طواعية صورة واضحة أمام من حولنا ". ولذلك كان المشهد الذى امتدت فيه يد الزوج إلى الوسادة بكل هدوء ليخنق به زوجته فى فراشها بقلب بارد ذات صدى زلزالى.

اللقطات التى تقصدت أن تأتى بالعتمة والوحشة فى أرجاء المنزل اثر اكتشاف مرض الزوجة مباشرة جاءت لتُعلمك بأن ثمة حياة انتهت فى هذا المنزل لتبدأ أخرى لا تشبه الأولى فى شىء ، والمشهد الذى يُخرج فيه الزوج الحمامة التى تطأ بقدميها الصغيرتين باحة المنزل عندما استشرت به رائحة المرض تُعلمك هذه المرة بأنه ليس ثمة أى حياة بين هذه الجدران.

"لقد جعلتها هذه المرة تتحرر".

تلك الجملة التى كتبها الزوج فى ورقياته قاصدا بها نفس الحمامة التى زارت بيتهم من قبل، جاءت إثر مشهد طويل طارد فيه الحمامة بتعنت قاس ومن ثم أمسك بها تحت شال عريض وأنت على غير هدى بمصيرها المحتم على يديه ومن ثم تجىء هذه الجملة التى خطها بقلمه لتنبئك بكل بساطة عن معنى التحرر الذى بات يتشبث به وكأنه قارب نجاة.

النهاية رغم صمتها جاءت مفجعة من غير أى عويل أو تضليل درامى، يسمع الزوج صوت جلبة تُحدثها زوجته التى قتلها منذ أيام بالمطبخ فيخرج ليراها تخبره وهى منهمكة فى أعمالها " كدت أنتهى تقريبا .. إرتدى حذاءك لو أردت" فيلبى طائعا رغبتها فى رضا يشوبه بعض من تردد ومن ثم ترتدى هى معطفها وتملى عليه جملة أخرى تطلب منه فيها ارتداء معطفه ليخرجا سويا إلى عالما لن يعود منه الزوج.

آخر كلمتين:

* آخر لقطات ذهبت فيها الابنة لزياره الشقة وهى خاوية من أمها وأبيها جاءت ضعيفة وأخذت من وقع تأثير النهاية.

* الاستخدام القليل للموسيقى جعلك أكثر إرهافا فى الاستمتاع بكيان الصورة ومفرادتها والانصات إليها.

عين على السينما في

23/02/2013

 

دانييل واي لويس.. هل يفوز بها للمرة الثالثة؟

«لينكولن» فرس الرهان في أوسكار 2013

عبدالستار ناجي 

يعلن مساء يوم الاحد المقبل، 24 فبراير الحالي نتائج جوائز الأوسكار، التي تمنحها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية لعام 2013، في حفل ينقل بواسطة الأقمار الاصطناعية لأنحاء العالم.

وحتى لحظات قليلة، لايزال فرس الرهان والسبق، فيلم «لينكولن» للمخرج الأميركي ستيفن سبيبرغ حيث ترشح الفيلم لاثنى عشر جائزة من بينها أفضل فيلم ومخرج وممثلين... والفيلم كما هو معروف يرصد حياة الرئيس الأميركي الأسبق ابراهام لينكولن وجهاده من اجل الغاء الرق والعبودية في الولايات المتحدة الاميركية، ولكن الحديث عن الترشيحات يختلف شكلا ومضمونا عن الفوز، حيث يتوقع ان تكون هناك أكثر من مفاجأة، بالذات فيما يخص فيلم «زيرو دارك ثيرتي» وايضا فيلم «ارغو».

وفيما يلي القائمة الخاصة بالترشيحات الأساسية وهي موزعة حسب التالي:

- أفضل فيلم.

- لينكولن «حياه باي» البؤساء «البطانات الفضية».

- ارغو «حب» دجانجو «زيرو دارك ثيرتي» الحيوانات البرية في الجنوب.

أفضل مخرج.

ستيفن سبيلبرغ «لينكولن» مايكل هانيكه «حب». 

دايفيد اوراسل «البطانات الفضية» انغ لي «حياة باي» بيته زيتلين «الحيوانات البرية في الجنوب».

جينفير لورانس «البطانات الفضية».

أفضل ممثل مساعد:

- الان اركين «ارجو» روبرت دوتيرو «البطانات الفضية» فيليب سيمور هوفمان «المعلم» تومي لي جونز «لينكولن» كريستوفر والتر «ديجانجو».

أفضل ممثلة مساعدة:

- ايمي ادانر «المعلم» سالي فيلد «لينكولن» آن هاتواي «البؤساء» هيلين هانت «الجلسات» جاكي ويفر «البطانات الفضية».

أفضل سيناريو أصلي:

- مايكل هينكية «حب» كونتين ناراتينو «ديجانجو».

- جون جايتنز «رحلة جوية» ويس اندرسون، وردحان كوبولا «مملكة القمر المشرق».

أفضل فيلم أجنبي:

- حب «النمسا» كون - تيكي «النرويج».

- لا «نشيلي» قضية ملكية «الدانمارك» .

- حرب «كندا».

ونشير هنا الى ان التنافس يبدو مستوايين بين «لينكلون» و«اراغو» الذي يتناول حكاية الأسرى الأميركان في ايران، بالاضافة الى فيلم «زيرو دارك ثيرتي» الذي يرصد اللحظات الاخيرة لاغتيال اسامة بن لادن.

فيما يشهد التنافس على جائزة افضل مخرج تنافسا أكبر، بالذات بين ستيفن سبيلرغ وانج لي «حياة باي».

بينما يبدو البريطاني دانييل دي لويس قريبا من اوسكاره الثالث، مع تنافس كبير من جو اكيم فينكس الذي يعود بقوة بعد اعتزال فوقت.

في اطار التمثيل النسائي، أتوقع شخصيا ان تكون هوليوود امام ترسيخ عدد من الوجوه الجديدة، ففي اطار أفضل ممثلة هناك جينفر لورنس التي شاهدناها من ذي قبل «هنجر جيم» و«ونتر بونز» وفي اطار افضل ممثلة مساعدة هنالك ذات النهج في كل حضور اني هاثواي في فيلم «البوساء» ومزجها بين الغناء والتمثيل في مشهد يقطع القلب.

المفاجآت في «الأوسكار» واردة، ولكن اعضاء الاكاديمية من المحترفين يظنون دائما هم المصدر لوزن الامور والوصول لأهم النتائج، التي نظل نحافظ على سمعة ومكانة هذه الجائزة.

وفي مجال الافلام غير الناطقة بالانكليزية، شخصيا أتوقع فوز «حب» وهو تحفة، وان ظلت المنافسة حاضرة من الفيلم التشيلي «لا».

ويبقى أن نقول..

اوسكار 2013 تؤكد أن السينما لاتزال بألف خير.. لأنها تمتلك هذا الكم الرائع من المبدعين الذين يحولون الشاشة البيضاء إلى فكر.. وفن.. وإبدع.. وأوسكار يخلدهم في ذاكرة الفن السابع

ترشيحات «النهار»

أفضل فيلم: أرغو - لينكولن.

أفضل مخرج: انغ لي (حياة باي) دايفيد أوراسل (البطانات الفضية).

أفضل ممثل: جواكيم فينكس (المعلم - دانييل داي لويس) (لينكولن).

أفضل ممثلة: جينيفر لورانس (البطانات الفضية) - إيمانويل ريفا (حب).

أفضل ممثل مساعد: فيليب سمور هوفمان (المعلم) - آلان أركين (أرجو).

أفضل ممثلة مساعدة: آني هاثواي (البؤساء) - جاكي ويفر (البطاقات الفضية).

أفضل سيناريو مقتبس: كريس تيربو (ارجو) - دايفيد أو راسل (البطانات الفضية).

أفضل سيناريو أصلي: كونتين تاراتينو (ديجانجو) - مايكل هينكية (حب).

أفضل فيلم أجنبي: حب (النمسا) - لا (تشيلي)

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

23/02/2013

 

في أوسكار 2013، فئة أفضل ممثلة تحطّم الأرقام القياسية

يوسف يلدا/ سيدني

كل التوقعات تشير إلى أن جينيفر لورانس ستفوز بجائزة أوسكار في فئة أفضل ممثلة، غير أن الترشيحات لهذه الفئة تحمل معها، هذا العام، مفاجأة لم تشهدها هذه المسابقة طوال تأريخها.

يصادف في الدورة 85 لجوائز أوسكار 2013، التي ستوزع في 24 فبراير/ شباط الجاري، أن تلتقي ممثلة مخضرمة ترشّحت لجائزة أفضل ممثلة، بأخرى أصغر منها ب 76 عاماً، حصلت على الترشيح ذاته، على الرغم من أن جميع التوقعات تشير إلى فوز جينيفر لورانس عن دورها في فيلم "المعالجة بالسعادة". 

نسلّط أدناه بعض الضوء على الممثلات الخمس اللاتي ترشّحن لجائزة أوسكار فئة أفضل ممثلة:

جينيفر لورانس، التي لم تتجاوز 22 عاماً، تم ترشيحها لفئة أفضل ممثلة لجوائز أوسكار العام الحالي. وكانت لورانس فازت بجائزة إس آي جي، وجائزة الكرة الذهبية.

  جيسيكا تشاستاين تعود للترشيح من جديد لجائزة أوسكار، وهذه المرة بصفتها بطلة، بعد تجسيدها لدور العميلة بوكالة الإستخبارات الأمريكية التي تطارد بن لادن في فيلم "ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل". ورغم أن لورانس أقرب إلى نيل أوسكار أفضل ممثلة، لكن تشاستاين لم تقل كلمتها الأخيرة حتى الآن، وفوزها في حفل الأكاديمية الأمريكية وارد جداً.

ناعومي واتس، النجمة البريطانية البالغة 44 عاماً، التي كانت عثرت على الطريق المؤدية إلى الأوسكار في عام 2003 على يد المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إنياريتو، عبر فيلم "21 غرام"، تعود في 2013 للترشيح للجائزة عن دورها في فيلم "المستحيل" للمخرج خوان أنطونيو بايونا

الفرنسية المخضرمة إيمانويل ريفا، 85 عاماً، المرأة الأكبر سناً بين النجمات المرشحات لفئة أفضل ممثلة، إستطاعت أن تنافس العديد من الأسماء اللامعة في هوليوود وتترشح لجوائز أوسكار 2013، وذلك من خلال دورها في الفيلم النمساوي "حب"، الذي تمت عملية تصوير أحداثه في فرنسا.

ويعد فيلم المخرج النمساوي مايكل هانيكي من أقوى الأفلام المرشحة للفوز بجائزة أفضل فيلم أجنبي، الأمر الذي منح الممثلة إيمانويل ريفا زخماً قويّاً، وفرصة أكبر للحصول على جائزة أفضل ممثلة.

كوفنزهاني واليس ، ذات التسعة أعوام فقط، تمكنت من أن تبلغ المركز الذي طالما حلمن به العديد من الممثلات على إمتداد مسيرتهن السينمائية، ونقصد بذلك الترشيح لجائزة أوسكار. والفضل كلّه يعود إلى إنتاج فيلم مستقل يروي قصة مجموعة من الناس تعيش في منطقة آسنة في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر عيون طفلة صغيرة، ويحمل عنوان "وحوش البرية الجنوبية".  وجدير ذكره أن هذه أول مرة تلجُّ واليس عالم الفن السابع. وفي فيلمها الثاني الذي سيعرض في بحر العام الحالي، سنشاهدها مع براد بيت، وبول جياماتي.

إيلاف في

23/02/2013

 

«بن لادن» ينافس على جوائز الأوسكار !

ريهام بسيوني 

كشفت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية عن قائمة الترشيحات النهائية لحفل جوائز الأوسكار لعام 2013 وحددت الجمعية قائمة بأهم الأفلام التى عرضت فى عام 2012 من ضمن 85 فيلماً حققت أعلى الايرادات حول العالم كما اختارت قوائم الممثلين والممثلات الأفضل لنيل جائزة الأوسكار.

ومن المقرر إقامة حفل توزيع جوائز الأوسكار ليلة الأحد 24 فبراير الجارى على مسرح دولبى فى هوليوود.

ويتنافس على جائزة أفضل فيلم الفيلم التاريخى «لينكولن» وفيلم «سيلفر لايننج بوك» وفيلم «لايف أوف باى» وفيلم «أمور» وفيلم «جانجو انتشايند» وفيلم «ارجو» وفيلم «بيستس أوف ذا وثرون وايلد» وفيلم «زيرو دارك ثيرتى» والذى يروى تفاصيل عمليه مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، فيما ينافس على جائزة أفضل ممثل هم نخبة من ألمع نجوم هوليوود وهم «برادلى كوبر» عن دوره فى فيلم «سيلفر لايننج بلاى»، و«دانيال لويس» عن تجسيده لدور الرئيس الأمريكى فى فيلم «لينكولن هيو جاكمان» عن دوره فى فيلم «البؤساء»، و«جواكين فينكس» عن دوره فيلم «ذا مستر»، و«دينزل واشنطن» عن دوره فى فيلم «فلايت».

وفى فئة أفضل ممثلة تتنافس كل من «جيسكا تشاستاين» عن دورها فى فيلم «زيرو دارك ثيرتى»، و«جنيفر لورانس» عن دورها فى فيلم «سيلفلا لايننج بلاى بوك»، و«إمانويل ريفا» عن فيلم «أمور»، و«كوافينزان واليس» عن فيلم «ذا أوف ذا ساووثرن وايلد»، و«ناعومى واتس» عن دورها فى فيلم المستحيل، وفى فئة أفضل ممثل مساعد يتنافس كل من «روبرت دى نيرو» عن دوره فى فيلم «سيلفر لايننج بلاى بوك»، و«الن اركين» عن دوره فى فيلم «ارجو»، و«فيليب سيمور هوفمان» عن دوره فى فيلم «ذا ماستر»، و«تومى لى جونز» عن دوره فى فيلم لينكون»، و«كرستوف والتر» عن دوره فى فيلم «ديجانجو».

أما فئة أفضل ممثلة مساعدة فتتنافس فيها كل من «آن هاثواى» عن دورها فى فيلم «البؤساء»، و«إيمى ادمنز» عن فيلم «ذا ماسترز»، و«هيلين هانت» عن دورها فى فيلم «ذا سيزون»، و«جاكى ويفير» عن دورها فى فيلم «سيلفر لايننج بلاى بوك»، و«سالى فيلد» عن دورها فى فيلم «لينكولن».

وفى فئة أفضل مخرج يتنافس كل من المخرج «ميكل هانيكى» عن فيلم «أمور»، والمخرج «دايفيد راسيل» عن فيلم «سيلفر لايننج بلاى بوك، والمخرج «انج لى» عن فيلم «لايف اوف باى»، والمخرج «ستيفن سبيلبرج» عن فيلم «لينكولن»، والمخرج «بن زيلتن» عن فيلم «بيستس اوف ذا ساوثرن وايلد».

ويتنافس فى فئة أفضل فيلم وثائقى تتنافس كل من والأفلام التالية «خمس كاميرات مكسورة» للمخرج الفلسطينى عماد برناط، و«ذا جايت كيبر» من إخراج «ايستل فايلون»، و«هاو تو سيرفيف ابليج» للمخرج «دايفد فرانس هوارد»، وفيلم «ذا انفيزبل وار» من إخراج «ايمى كريبى ديك وايمى زيرنج»، و«البحث عن رجل السكر» من إخراج «ماليك بندجاول» و«سيمون شين».

أما فئة أفضل أغنية للأفلام السينمائية فتتنافس فيها كل من أغنية «كل شخص يحتاج لصديق مخلص» للنجم «سيث ماكفلارنس»، وأغنية «قبل ميعادى» للنجم «جى رالف»،وأغنية «السقوط من السماء» للنجمة «أديل»، والأغنية الهندية لفيلم «بى» للنجم «بومباى جياشارى»، وأغنية فجأة (suddenly) للنجمين «هيربرت كريتزمر» و«اليان بوبيال».

أكتوبر المصرية في

24/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)