لم تغب تغطية حفل توزيع جوائز الأوسكار في هوليوود الأحد الماضي، عن
وسائل الإعلام الإيرانية. وكان لبرنامج «فوتوشوب» حصّة في هذه التغطية. إذ
قامت وكالة «فارس» الإيرانية باستخدام البرنامج لإدخال بعض التعديلات على
صورة السيدة الأميركيّة الأولى ميشال أوباما. وكانت زوجة الرئيس الأميركي
أطلّت على المشاركين في حفلة توزيع الجوائز، من خلال بثّ مباشر من داخل
البيت الأبيض في واشنطن، لتعلن عن فوز فيلم «آرغو» بجائزة أفضل فيلم.
ظهرت السيدة الأولى بفستان فضّي يكشف عن كتفيها وساعديها، إلا أنّ
الوكالة الإيرانية، وقبل نشر الصورة على موقعها الإلكتروني، أعادت تصميم
الفستان بما يتناسب مع المعايير والقيود التي تحدد كيفية ظهور المرأة في
وسائل الإعلام الإيرانية، فأصبح الفستان يغطّي رقبتها وجزءاً من ساعديها.
ولطالما كانت صور نساء مشاهير وشخصيات أجنبية ضحية لنظام الرقابة في
العديد من الحالات خصوصاً في السعوديّة وإيران، والمثال الأبرز على ذلك «تستير»
وسائل الإعلام الإيرانيّة صورة رئيسة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية
كاترين آشتون. ففي كانون الثاني 2011 التقطت صورة لأشتون مع كبير المفاوضين
الإيرانيين سعيد جليلي، خلال لقائهما لمناقشة ما يتعلق بتكنولوجيا إيران
النووية؟ يومها قامت صحيفة «همشري» الإيرانية بتعديل الصورة وتغطية رقبة
كاترين آشتون بشكل كامل قبل أن تنشر الصورة على صفحتها الأولى في اليوم
التالي من اللقاء. هذا التعديل أثار استغراب وسائل الإعلام الغربيّة،
وعلّقت عليه صحف عديدة، منها «غارديان» و«واشنطن بوست»، مستعيدةً تجارب
أخرى في تعديل الصور على الطريقة الإيرانيّة.
فتركيب الصور الصحافية وتعديلها أصبحا أمراً رائجاً في وسائل الإعلام
الإيرانية، وتتنوّع الأسباب بين اجتماعية وسياسية ودعائية. فقد أتى تعديل
ونشر صورة ميشال أوباما في حفلة الأوسكار بعد أقل من أسبوعين على فضيحة
الصورة الوهمية والمزيفة لطائرة الشبح المقاتلة الجديدة «قاهر 313» التي
قام بنشرها موقع «خوز» الإيراني الإخباري بهدف «نشر الرعب بين أعداء
إيران»، بحسب ما أعلن الموقع. وبعد تدقيق خبراء ومدونين في الصورة، تبيّن
انها مركّبة بواسطة «فوتوشوب»، كما تبيّن أنّ خلفية الصورة أخذت من موقع
الكتروني مخصّص لعرض صور خلفيات لشاشة الحاسوب وليس من جبل دامافاند في
إيران كما يذكر الموقع.
وفي العام الماضي قامت وسائل الإعلام الإيرانية بعرض ونشر صورة لأول
طائرة من دون طيّار من صنع إيراني. وبعد فحص دقيق لصور طائرة «كوكر 1»
تبيّن انّها تعود لتصميم تمّ بناؤه وإطلاقه في العام 2008 من قبل فريق من
جامعة «شيبا» في اليابان.
السيدة الأولـى.. «أولـى» في الرقص أيضاً
تفشّى على الشبكة العنكبوتيّة فيديو راقص، نجمته ميشال أوباما، سيّدة
الولايات المتحدة الأولى. تمّ تحميل الفيديو على «يوتيوب» في 22 شباط
الحالي، بعد مشاركة أوباما في برنامج «لايت نايت مع جيمي فالون» الأميركي،
على شاشة «أن بي سي»، في سياق ترويجي لحملة «لنتحرّك» المعنيّة بمحاربة
السمنة عند الأطفال والمراهقين. أطلقت ميشال أوباما هذه الحملة قبل أيّام،
وأرادت أن تروّج لها على الشاشة، بطريقتها الخاصّة. هكذا انضمّت إلى مقدّم
البرنامج الساخر جيمي فالون في رقصة حملت عنوان «تطوّر الأم الراقصة». وعلى
مدى دقيقتين، رقصت أوباما بكلّ عفويّة وحريّة إلى جانب فالون الذي تنكّر
بزي ربّة المنزل الأميركيّة النمطيّة. وأدّى الثنائي حركات مستوحاة من نمط
الحياة الأميركي الكسول.
ساعات قليلة وتحوّلت السيدة الأولى إلى حديث الميديا العالميّة،
بوصفها أوّل سيّدة أولى في تاريخ أميركا، ترقص في برنامج فكاهي ليلي، أمام
الملايين. اللافت أنّ أوباما لم تتردّد في أداء الحركات الراقصة التي لا
تخلو من التهكّم على نمط الأم الأميركيّة التقليديّة. لكنّ ذلك جاء في سياق
إصرار أوباما على أن تكون مثالاً أعلى يحتذى به، وعملها على تقريب صورة
السيدة الأولى من يوميّات المواطنين الأميركيين العاديين.
انتشار هذا الشريط الراقص قد يكون أفضل ترويج لحملة Let’s move
أو لنتحرّك والتي تسعى من خلالها أوباما إلى حثّ الأميركيين وخصوصاً
الأطفال منهم على الحركة وممارسة الرياضة، لمحاربة السمنة، وهي واحدة من
أبرز الأعباء على خطط الصحة العامّة في الولايات المتحدة. («السفير»)
http://www.youtube.com/watch?v=Hq-URl9F17Y
السفير اللبنانية في
28/02/2013
من دفتر ذكريات الأوسكار فى العصر الذهبى لهوليوود
سامية صفان
نشرت مجلة التايم الأمريكية على موقعها الإلكترونى، صورا نادرة لنجوم
العصر الذهبى لهوليوود، الذين حصلوا على جائزة الأوسكار فى الفترة من 1937
وحتى عام 1964.
من دفتر ذكريات هوليوود، عرضت التايم خمس عشرة صورة لنجوم كانوا
أيقونات فى عصرهم، منهم من خفت بريقه وطواه النسيان، ومنهم من استمر اسمه
لامعا، وحفظه التاريخ.
الصور بلونيها الأبيض والأسود، ضمت وجوها مختلفة، ولكن العامل المشترك
كان تمثال الأوسكار الذى حمله الفائزون، سواء لحظة تسلمهم للجائزة أو فى
مكان آخر احتفظوا فيه بالتمثال.
الصورة الأولى كانت لأول فنانة تحصل على الأوسكار فى تاريخ هوليوود
عام 1937.
انها لويز رانر صاحبة أول جائزة، وصاحبة أقصر مشوار فنى فى تاريخ
هوليوود أيضا.
مشوارها لم يستمر أكثر من ثلاث سنوات، بعد احتجاجها على نظام العقود
الصارمة فى استديوهات MGM، ترحل بعدها الفنانة الألمانية من مدينة السنيما، وتعيش فى بلدها
ألمانيا، ويبهت نجمها الذى بدأ قويا.
حصلت لويز على الأوسكار مرتين، كأحسن ممثلة عن دورها فى فيلم «The Great Ziegfeld»
عام 1937، وفيلم «The Good Earth».
الصورة الثانية كانت لقطة هوليوود المحبوبة، «اليزابيث تايلور»، وعلى
عكس زميلتها لويز، صنعت تايلور مسيرة فنية طويلة وحافلة فى هوليوود، التى
دخلتها وهى فى الثانية عشرة من عمرها.
حصلت تايلور على الأوسكار مرتين، الأولى عام 1960 عن دورها فى فيلم «BUtterfield 8»،
وفى عام 1966 كأحسن ممثلة عن فيلم
Who´s Afraid of Virginia Woolf.
تايلور، التى اعتنقت اليهودية، وانحازت للاستعمار الإسرائيلى لفلسطين
فتم منعها من دخول مصر، مثلت أشهرت أدوارها للملكة كليوباترا، ليصبح أشهر
وأهم الأفلام التاريخية.
وحتى وفاتها فى مارس 2011، كانت تايلور أيقونة، ضمتها صالة المشاهير
فى كاليفورنيا عام 2007 إلى صف المشاهير الخالدين فى تاريخ السنيما
الأمريكية.
الصور التى نشرتها التايم، ضمت واحدة للجميلة فيفيان لى، بطلة الفيلم
الكلاسيكى الأشهر ذهب مع الريح،
«in Gone With The Wind»،
وحصلت عنه ليليان على الأوسكار كأفضل ممثلة عام 1940، والصورة المنشورة
تظهر فيها فيفيان وهى تضع التمثال فوق المدفأة فى بيتها.
ومن بين النجوم الرجال، كانت صورة جيمى ستيوارت، وهو يضع جائزته
الذهبية وسط صوره وهو ببذلته العسكرية، وصور والده الذى شارك فى الحرب
العالمية الأولى.
جيمى دخل عالم هوليوود عام 1935، وهو أول ممثل أمريكى يلبس البدلة
العسكرية، ويعتبر أفضل ثالث ممثل فى تاريخ هوليوود، حسب تصنيف المؤسسة
الأمريكية للأفلام، وهى منظمة غير ربحية أسسها الصندوق الوطنى للفنون.
حصل جيمى على اوسكاره الوحيد، عن فيلم
The Philadelphia Story،
وحصل على أوسكار شرفية عام 1985، بعد مرور خمسين عاما على مسيرته الفنية.
الشروق المصرية في
28/02/2013
التوقيت المتأخر و جوائزالأوسكار يفسدان حوار الرئيس
كتب محمود موسي:
حوار الرئيس محمد مرسي الذي عرض علي عدد من الشاشات المصرية في
الساعات الأولي من صباح الاثنين الماضي وتحديد بعد الواحدة والنصف أثار
حوله كثير من الجدل والنقاش حول توقيت العرض
وليس مضمونه الذي كان ينتظره ملايين المصريين, وهذا الفشل كانت
وراءه عدة أسباب معلنة وبعضها سيتم الكشف عنه خلال الأيام المقبلة.
ويرجع كثير من المراقبين تلك الأسباب إلي:
أولا: الحوار كان قد أعلن عن عرضه وبثه في الثامنة مساء, وهذا يعد
أفضل توقيت لعرضه خصوصا أن المعلومات تؤكد أن الإعلامي عمرو الليثي بدأ
تسجيل الحوار في الساعة الثانية ظهر نفس اليوم, والمؤكد أنه انتهي منه علي
أقصي تقدير في الرابعة عصرا, وانتظر الشعب المصري الحوار أكثر من8 ساعات
دون جدوي مع استمرار تكرار إشارة' حوار الرئيس بعد قليل', ولأن القليل لم
يأت حتي ساعات الصباح الأولي نامت الجماهير حتي تصحو مبكرا للذهاب لأعمالها
الاعتيادية, وهذا يؤكد علي لسان خبراء السياسة والإعلام أن الوطن لن
يدارإلا بمن يملكون الموهبة, ولأنه لا ضرورة ولا نتيجة عظيمة جاءت من حالة
التسرع في عرض الحوار خصوصا أنه مسجل ومن هنا فالعجلة لا تفيد بل إن إعلان
تأجيله مع عرض' برومو' من الحوار كان سيفيد الرئيس أكثر من عرضه والناس
نيام.
ثانيا: اختيار توقيت عرض الحوار في ساعات اليوم الأولي جاء أيضا غير
مناسب لأن كثيرا من الذين لا ينتمون إلي الإخوان, انتظروا طويلا لعلهم
يجدون كلمة أمل, وبعد الانتظار الطويل فضل بعضهم أن يشاهد حفل توزيع جوائز
الأوسكار, وهؤلاء كان من السهل أن يكونوا من مشاهدي الحوار لو جاء في وقت
عرضه المعلن, وتلك السلبية سببها رجال الإعلام المعنيين في الرئاسة وتصب في
خانه الارتباك والجهل بالمواعيد والتوقيتات التي تجذب الملايين من الجمهور.
أما أصحاب العقول الذين لا يعجبهم العجب فذهب فريق منهم إلي أن كل شيء
مقصود ومترتب ومتفق عليه, وأن حالة القصد من التعليق وجعل الناس تنتظر
الحوار بإعلانه بعد قليل المقصود منه قياس شعبية الرئيس, وبعضهم الآخر ذهب
إلي ما هو أبعد من ذلك وهو أن توقيت عرض الحوارفي هذا الوقت المتأخر من
الليل والشعب المصري في القري والنجوع وحتي المدن في حالة نوم عميق لايهم,
لأن من لديهم القرار أرادوا أن يظهر الحوار في توقيت ذروة المشاهدة في
أمريكا مع بداية نشاط وكالات ونشرات الاخبار العالمية, وكأن الحوار موجه
إلي الإدارة الأمريكية.
الأهرام اليومي في
28/02/2013
حياة تتخللها الموسيقى وأصوات الشوك والسكاكين
«أمور»..
الحب لا يقتله الموت الرحيــم
علا الشيخ - دبي
يستمعان إلى الموسيقى، ويستمتعان بالقراءة، وحضور الحفلات الموسيقية،
وعلى تواصل بابنتهما المتخصصة أيضاً بالموسيقى الكلاسيكية، هذه هي حياة
الزوجين جورج وآن المتقاعدين الكبيرين في السن، أو بالأحرى هكذا يفهم
المشاهد هذه الحياة في النصف الأول من فيلم «أمور» او بالعربية «الحب» الذي
حصل على أوسكار فئة أفضل فيلم أجنبي أخيراً، وهو للمخرج النمساوي مايكل
هانكه وبطولة الفرنسيين «ريفا ايمانويل وجون لويس ترانتيجنون» ويعرض حالياً
في دور سينما اماراتية.
حول رغبة الموت والتمسك بالحياة في اللحظة نفسها، حول التفاني في
العطاء واتخاذ قرار قد يلغي كل المعادلة، عن حب واحترام عمره عشرات
السنوات، عن قرار يتخّذ والمشاهد لايزال مندهشاً ومتعاطفاً غير ناقم، كل
هذه المشاعر ظهرت في الفيلم الذي أعاد للسيناريو الأوروبي حضوره.
حياة موسيقية
بين اسطوانات الموسيقى الكلاسيكية وبين عزف منفرد تقوم فيه «آن» وبين
دعوات لحضور الأوركسترا والأوبرا، لا يمكن ملاحظة أي تعقيد يحوم حول هذا
البيت الواسع المملوء بالكتب والاثاث الفرنسي الأنيق. انهما ببساطة زوجان
طاعنان في السن متقاعدان لا يعيشان خارج الزمن بل يعيشان خارج الحياة، في
ذلك المكان الذي لا يوجد إلا في سيناريو الأفلام الفرنسية التي تعلن أن
الفرنسيين هم «الاستثناء الثقافي» للعالم.
تفاصيل
وحيدان أو منقطعان عن العالم باستثناء زيارات ابنتهما أو اجراء
مكالمات هاتفية معها، يعرفون أن ما تبقى من عمرهما لن يكن بقدر الذي ذهب،
لذلك هما متأنيان في كل شيء حتى في اختيار فستان الاستقبال أو ببيونة
الحفل، يريدان أن يعيشا بين الموسيقى فقط، هذا الرتم البطيء قد يشعر
المشاهد ببعض الملل، يكسره ربما محاولة شخص اقتحام منزلهما بغرض السرقة،
وهي أول إشارة تزعزع كل هذا الاستقرار، وكانت هذه الحادثة جاءت لتضيف حركة
في منزل لا تصدح منه سوى أنغام الموسيقى وصوت الشوك والسكاكين اثناء
الطعام، تظهر «آن» كأنها تدعي الخوف لتحول الحادثة إلى قصة كبيرة تحكي
عنها، هي بحاجة الى أن تحكي، فالصمت على ما يبدو آن له أن يصرخ، فلا يتردد
الزوج في الانصياع إلى هذا الخوف ويعود بدور الرجل الذي يريد حماية زوجته،
ويكتفي فقط بإحكام غلق الباب من دون حتى ابلاغ الشرطة، فهما طيبان، وفي
داخلهما كانا شاكرين لهذا الحدث الذي أضفى صخباً ولو لمدة قصيرة.
ففي هذا الوقت لا يعرف المشاهد ماذا سيحدث لاحقاً، هو امام زوجين
مثاليين محترمين لا ينطقان ولا كلمة واحدة فاحشة أو عبارة بذيئة، مع حضور
اشارات وهمية تصور تفاصيل حياتهما كأن الكبت شعارها وقلة العاطفة عنوانها.
منطق الأسلوب
كل هذه التفاصيل سابقة الذكر جاءت عملياً، بعد المشهد الافتتاحي
للفيلم، وقد ظهر جورج كأنه يقتل زوجته «آن»، مشهد وضعه المخرج كي يجعل
المشاهد دائم الشك في نية الزوج، ويحاول بناء المشاهد كي يؤكد أن الزوج لا
يستحق العطف على الرغم من كل الحب والموسيقى اللذين يملآن البيت، فبعد
المشهد الأول يعود المخرج بخاصية «الفلاش باك» لذكر تفاصيل حياتية عاشها
الزوجان معاً.
الإشارة الثانية
لو توقف جورج عند قصة محاولة اقتحام منزلهما، لكان سير الحياة ظل على
بساطته ورتابته، لكنه لم يتوقع أن تقحم حياته إشارة ثانية ستقلب بيته
وسكونه رأسا على عقب، فـ«آن» العجوز الجميلة ذات الأصابع الطويلة التي تلعب
على مفاتيح البيانو بخفة وألق، تصاب بسكتة قلبية، وجراحة تفشل معها كل
المحاولات بأن تعود آن مشياً على قدميها، هي مشلولة الآن على جانب واحد
وكرسي متحرك، تعود إلى بيتها الذي تسميه وطنها بعد غربة حسب تعبير عيونها
قضتها في المستشفى، تعود لترى جورج الى جانبها وابنتهما، لا تعابير ولا
قدرة على الكلام، وطبعاً لا جلوس خلف البيانو، كل شيء انهار فجأة، ردة فعل
الابنة وخوفها وغضبها، والأب المكابر الذي لا يريد التفكير الا في اللحظة،
مشاعر تنقل أحداث الفيلم من الهدوء الى الصخب، تنفعل معها مشاعر المشاهدين،
خصوصاً عندما تحاول «آن» التكلم وتكون جملتها بطلب وعد من جورج الا يعيدها
الى المستشفى، مع نظرة توسل، وإيحاء بأنها على استعداد للموت وعليه أن يسمح
لها بذلك.
وهذا الإيحاء أو الفهم بين زوجين قضيا عشرات السنين مع بعضهما هو الذي
سيكشف كل خيوط مشهد القتل الافتتاحية.
وإلى أن تحين هذه اللحظة، يقوم جورج بكل ما بقي من طاقته كي يهتم
بزوجته العاجزة، من تحضير الطعام لها وإطعامها وإدخالها إلى الحمام
والعناية بنظافتها، وحتى سماع الموسيقى معاً.
تبرير البداية
لا شيء يبرر القتل، هذا صحيح، ولكن الطب وأصحاب المواقف الأخلاقية
لايزالون على حيرة من أمرهم بما يسمى «الموت الرحيم» فبعد ساعة و40
دقيقة من مدة الفيلم التي تقترب من الساعتين، سيكون المشاهد أمام زوج يعتني
بزوجته الحبيبة العاجزة، المشاهد وصل إلى مرحلة بدأ يتعاطف مع جورج كأنه
يتواطأ معه بشكل غير مباشر مع أي قرار سيأخذه، وهذا ذكاء من المخرج الذي
أدخل المتلقي إلى تفاصيل الحبكة، فالمشاهد جلها صورت في المنزل، بكاميرا
على الأغلب ستكون واحدة، تنتقل من زاوية إلى زاوية، إضاءة تسلط على العيون
والرجفان الذي لا علاقة له هذه المرة بالعمر، إلا أن يأتي المشهد الذي
يعتبر الحاسم بين كل تفصيل تم ذكره في الفيلم، «آن تتألم بكبرياء وعزة
امرأة لم تعرف سوى الحب والموسيقى، يجلس الى جانبها جورج يمسك بيدها، يؤكد
لها أنه معها، وأن كل شيء على ما يرام، لينتقل بحديث عن الخوف ليشغلها عن
ألمها، تخف تأوهاتها، لكنه لم يعد يحتمل أكثر».
بين الموت والحياة
في نهاية الفيلم الذي يكشف عن تفاصيل بدايته، المشاهد قد يتورط
اخلاقياً مع قرار جورج بإنهاء حياة «آن»، في عينيه يتضح أنه يعرف زوجته
أكثر من أي شخص أو أي حكم، هو أخذ الاشارة منها، هي تريد الموت كي يرتاح
جسدها من العجز والألم، تأتي الكاميرا على يديه، وجهه اختفى تماماً عن
المشهد، يمسك في الوسادة، والشيء الوحيد الظاهر في الكادر هي ساق «آن» وهي
تقاوم الموت، مشهد مخيف ومؤلم على درجة ألم «آن» نفسها، قد تكون على
استعداد للموت لكن هذا لا يعني أنها على استعداد لوقف حياتها، فحركة ساقاها
تؤكد هذه المعادلة، في المقابل، جورج وسلوكه الراقي طوال الوقت مع زوجته
التي يحبها، لا يريد سوى انهاء كل هذا البؤس، في تحدٍ لأي موقف معترض قد
يصدر من الجميع.
لمشاهدة المزيد من المواضيع عن
الفن السابع، يرجى الضغط على هذا الرابط.
الإمارات اليوم في
28/02/2013
بعد إعلان نتائج الدورة الـ 85
«الأوسكار»
عجائب وغرائب.. وأرقام قياسية
شريف صالح
تمثال خليط من القصدير والنحاس والمطلي بالذهب، يبلغ طوله 34 سم ووزنه
3.85 كغم، ويجسد شكل فارس يحمل سيفاً ويقف على شريط فلمي. هذا هو حلم كل من
يعمل في مجال السينما. ومنذ انطلاق جائزة الأوسكار عام 1929 وهي حافلة
بالعجائب والغرائب والأرقام القياسية.
ولعل الدورة ال 85 التي أُعلنت أخيراً من أكثر الدورات التي شهدت
تحطيماً، للعديد من الأرقام القياسية:
>
لأول مرة يفوز ممثل بثلاث جوائز أوسكار أفضل ممثل، وهو دانيال
دي لويس.
>
لأول مرة ترشح ممثلة مرتين وهي في سن الثانية والعشرين من
عمرها، ونالتها في المرة الثانية وهي جنيفر لورانس.
>
لأول مرة تتنافس ممثلتان على الجائزة نفسها، رغم ان فارق العمر
بينهما 76 عاماً، وهي الفرنسية ايمانويل ريفا المولودة عام 1927 (التي حققت
رقماً قياسياً خاصاً بها لترشحها وهي في سن الـ 58) وتنافسها كوفنزاني والس
المولودة عام 2003 والتي حققت رقماً قياسياً خاصاً بها لترشحها في سن تسع
سنوات.
>
لأول مرة منذ 12 سنة يرشح فيلم أجنبي لجائزتي أفضل فيلم وأفضل
أجنبي معاً وهو فيلم «الحب».
>
لأول مرة منذ 31 عاماً يرشح فيلم لجوائز التمثيل الأربع وهوSilver
Linings Playbook
كما أنه أول فيلم منذ ثماني سنوات الذي ينافس على الفئات الخمس الكبرى
للجائزة وهي (أفضل فيلم، مخرج، ممثل، ممثلة، وسيناريو)، منذ فيلم كلينت
ايستوود «فتاة المليون دولار».
أما الأفلام التي نالت شرف الفوز بالفئات الخمس في تاريخ الجائزة كلها
فهي: حدث ذات ليلة 1934، طار فوق عش المجانين، وصمت الحملان.
هزيمة لينكولن
برغم ان لينكولن الرئيس فاز في الواقع، لكن «لينكولن» الفيلم هُزم في
الأوسكار، فمن بين 12 ترشيحا لم يفز سوى بجائزتين احداهما أفضل ممثل
لدانيال دي لويس. لكنه على أية حال ليس الأسوأ حظاً في تاريخ الجائزة،
ففيلم «عصابات نيويورك» لنفس الممثل رشح لعشر جوائز ولم يفز منها بأي
جائزة، والأسوأ منه فيلما «نقطة الانعطاف» 1977 و»اللون الأرجواني» 1985 بـ
11 ترشيحاً، دون أي فوز!
أما الأفلام الأعلى ترشيحا وفوزاً فهي ثلاثة: «تايتانيك» بـ 14
ترشيحاً فاز منها بـ 11، و«بن هور» بـ 12 ترشيحاً و11 جائزة، و«سيد
الخواتم» بـ 11 ترشيحاً فاز بها كلها.
يليه «قصة الحي الغربي» فاز بـ 10 جوائز من 11 ترشيحاً، أما «المريض
الانكليزي ففاز بتسع جوائز من 12 ترشيحاً، ومثله فاز «جيجي» و«الامبراطور
الأخير» بالعدد نفسه، لكن من تسع ترشيحات فقط.
بينما فاز «ذهب مع الريح» بثماني جوائز من 13 ترشيحاً، «العراب» الجزء
الأول فاز بثلاث جوائز والجزء الثاني بست جوائز من 11 ترشيحاً لكل منهما،
بينما اكتفى الجزء الثالث بسبعة ترشيحات دون فوز، وأخيراً «صوت الموسيقى»
فاز بخمس جوائز من عشر ترشيحات.
أشهر الترشيحات
بينما حقق دانيال دي لويس رقماً قياسياً في الدورة الـ 85 بفوزه بثالث
أوسكار أفضل ممثل له، تبقى الراحلة كاثرين هيبورن صاحبة الرقم القياسي الذي
يصعب جداً تحطيمه، حيث فازت بالجائزة كأفضل ممثلة أربع مرات من 12 ترشيحاً.
لكن الرقم القياسي في عدد الترشيحات يظل من نصيب ميريل ستريب، وليس من
المتوقع تحطيمه، حيث رشحت 17 مرة، ونالتها مرتين كأفضل ممثلة وممثلة مساعدة.
وأقرب منافس لها هو جاك نيكلسون بـ 12 ترشيحاً، فاز منها مرتين كأفضل
ممثل وممثل مساعد.
وتأتي الراحلة بيتي ديفز في المركز الثالث بـ 11 ترشيحا نالت منها
جائزتين كأفضل ممثلة. ثم سبنسر تريسي بـ 9 ترشيحات فاز منها مرتين
متتاليتين عامي 1938 و1939 (وهو انجاز نادر كرره توم هانكس عامي 1994
و1995) ويتطابق انجاز مارلون براندو مع تريسي بـ 9 ترشيحات فاز منها مرتين
كأفضل ممثل (واعتذر عن الجائزة الثانية اعتراضاً على سياسة أميركا ضد
الهنود الحمر) ثم آل باتشينو بـ 8 ترشيحات وفوز يتيم، وهو تقريباً الممثل
الوحيد الذي رشح في العام نفسه لجائزتي أوسكار كأفضل ممثل عن «عطر امرأة»
وأفضل ممثل مساعد عن «القبعة غلين روس».
ثم كل من داستين هوفمان بـ 7 ترشيحات وفوز مرتين كأفضل ممثل، وروبرت
دي نيرو بالعدد نفسه، وفوز مرتين كأفضل ممثل وممثل مساعد.
أما نجوم ال 5 ترشيحات فأبرزهم: توم هانكس، اليزابيث تايلور وشون بن،
ونالها كل منهم مرتين كأفضل ممثل، والأكثر حظاً بالطبع دانيال دي لويس
لفوزه ثلاث مرات من خمس ترشيحات.
أشهر النجوم الذين ترشحو 4 مرات هما بطلا «صمت الحملان» جودي فوستر
وفازت مرتين كممثلة رئيسية ومساعدة، وأنتوني هوبكنز وفاز مرة واحدة كأفضل
ممثل.
وهناك من رشح مرتين وفاز بهما، أشهرهم بطلة «ذهب مع الريح» فيفيان لي،
فقد رشحت وفازت في المرتين كأفضل ممثلة، احداهما عن هذا الفيلم. والأمر
نفسه تكرر مع هيلاري سوانك بطلة «فتاة المليون دولار». و أبرز من رشح مرة
يتمية وفاز بها كل من ميل غيبسون عن «قلب شجاع» وهالي بيري عن «كرة الوحش».
فيما اكتفى راسل كرو حتى الآن بجائزة واحدة عن «المصارع» من ثلاثة ترشيحات.
أما أسوأ الممثلين حظاً مع الأوسكار فهم: الممثلة جودي دنيش التي فازت
مرة يتيمة كأفضل ممثلة مساعدة من ست ترشيحات، والأسوأ منها ريتشارد بيرتون
(أشهر أزواج اليزابيث تايلور) بـ 7 ترشحيات دون أي فوز، وبيتر أوتول بـ 8
ترشيحات ولم يحصل سوى على أوسكار شرفية عن انجاز العمر!
نجوم الشباك
ومن نجوم هوليوود من هم أصحاب أرقام قياسية في شباك التذاكر لكنهم غير
محظوظين مع «الأوسكار» أشهرهم على الاطلاق نجمة الاغراء مارلين مونرو التي
لم ترشح على الاطلاق، وهاريسون فورد النجار الذي أصبح بطل أشهر السلاسل في
هوليوود مثل «حرب النجوم» و«أنديانا جونز» فليس لديه سوى ترشيح يتيم.
لكن هناك نجوم لديهم حضور في شباك التذاكر وفي الترشيح وان لم يحالفهم
الحظ حتى الآن بالفوز وهم: براد بيت بأربعة ترشيحات، ليوناردو دي كابريو
وجوني ديب وتوم كروز بثلاثة، وأخيراً جون ترافولتا وويل سميث بترشيحين.
الأطفال
الطفلة كوفنزاني والس (تسع سنوات) التي رشحت هذا العام لأوسكار أفضل
ممثلة، أعادت الى الأذهان علاقة الأطفال بهذه الجائزة الكبيرة، فتعتبر
تاتوم اونيل أصغر فائزة بحصولها على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم
«القمر الورقي» وهي لا تزال في العاشرة من عمرها، أما أصغر مرشح فهو جاستن
هنري وكان عمره ثماني سنوات عندما رشح لجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في «كرايمر
ضد كرايمر». بينما حصلت شيرلي تيمبل على أوسكار شرفي عام 1935 وهي في
السادسة من العمر لمواهبها المتعددة في التمثيل والغناء والرقص.
حظوظ
شهد تاريخ الجائزة حظوظاً أخرى غريبة، ولا تنسى منها:
قد لا يعلم الكثيرون ان والت ديزني المنتج والمخرج والكاتب الشهير هو
صاحب الرقم القياسي في الترشيح والفوز بالأوسكار في مختلف الفئات حيث بلغ
عدد ترشيحاته للجائزة 64 ترشيحا حصل منها على 22 فوزا وأربع جوائز تكريمية.
الممثل والمخرج والمنتج السينمائي وارن بيتي يمتلك رقماً قياسياً
فريداً اذ انه الوحيد الذي ترشح لأربع جوائز أوسكار في العام نفسه عن
الفيلم نفسه بوصفه منتجاً ومخرجاً وكاتباً وممثلاً، حدث ذلك أولاً مع فيلمه
«الجنة تستطيع الانتظار» 1978 ولم يفز وتكرر الأمر بعدها بثلاث سنوات مع
فيلم «أحمر» 1981 وفاز عنه بأوسكار أفضل مخرج.
المخرجان جون فورد وجوزيف مانكفيز يشتركان في انجاز فريد من نوعه اذ
تمكن كل واحد منهما من الفوز بأوسكار أفضل مخرج في عامين متتاليين، جون
فورد عن فيلمي «عناقيد الغضب» 1940 و«كيف كان الأخضر وادياً» 1941 أما
جوزيف مانكفيز ففاز عن فيلمي «رسالة الى ثلاث زوجات» 1949 وفيلم «كل شيء عن
حواء» 1950 لكن يبقى فورد صاحب الرقم القياسي باعتباره المخرج الوحيد الذي
حاز على الجائزة أربع مرات من ست ترشيحات، وأسوأ المخرجين حظاً ألفرد
هيتشكوك بخمسة ترشيحات دون فوز.
يعد الكاتب الشهير جورج برناردشو الوحيد الذي جمع بين جائزتي الأوسكار
ونوبل حيث حصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1925 ثم حصل على أوسكار أفضل
نص سينمائي مقتبس عام 1939عن فيلم «بيجماليون».
بيتر فينش هو الممثل الوحيد الذي نال الأوسكار بعد وفاته، حيث فاز
بجائزة أفضل ممثل عن دوره في «الشبكة» عام 1977، لكنه لم يتسلمها بنفسه،
لأنه مات بأزمة قلبية قبل أيام من حفل توزيع الجوائز. أما جيمس دين أسطورة
الشباب فرشح مرتين بعد وفاته عن «شرق عدن» 1956 و«العملاق» عام 1957 وكلا
الفيلمين عرضا بعد وفاته عام 1955 في حادث سيارة.
الأسطورة شارلي شابلن تلقى الترحيب الأطول في تاريخ الأوسكار الشرفية
عام 1972عن مجمل أعماله حيث تلقى ترحيباً حاراً من الحاضرين وقوفاً لمدة
خمس دقائق كاملة.
الممثلة الانكليزية ماغي سميث فازت بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن «شقة
كاليفورنيا» عام 1978 وكان دورها في الفيلم ممثلة انكليزية ترشحت للأوسكار!
شخصية العراب «دون فيتو كورليوني» هي الشخصية الوحيدة التي فازت
بالجائزة مرتين، حيث فاز عنها مارلون براندو عام 1972 وروبرت دي نيرو عام
1974
مهندس الصوت كيفن أوكونيل أكثر الأشخاص خيبة أمل في تاريخ الأوسكار
حيث بلغ عدد ترشيحاته ثمانية عشر ترشيحاً دون أي فوز.
هايتي ماكدانيال أول ممثلة سمراء، أميركية من أصول افريقية تحصل على
الأوسكار عن دورها في «ذهب مع الريح» 1939 كأفضل ممثلة مساعدة ثم استمر
تجاهل الممثلات السود حتى عام 2002 عندما فازت هالي بيري بجائزة أفضل
ممثلة. بينما يعتبر سيدني بواتيه أول ممثل أسود يفوز بها عام 1963
ثلاثة ممثلين فازوا بالأوسكار دون ان ينطقوا كلمة واحدة وهم: جين ويمان
أفضل ممثلة عن «جوني بليندا» 1948، جون ميلز أفضل ممثل مساعد عن «ابنة
رايان» 1970، وهولي هنتر أفضل ممثلة عن «البيانو» 1993
الانجاز لا عمر له والدليل ترشيح غلوريا ستيوارت لأفضل ممثلة مساعدة
عن دور «روز» في فيلم «تايتانيك» عام 1997 وكان عمرها 87 أما الممثلة
الأكبر سناً عند فوزها فكانت جيسيكا تاندي التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة
عن دورها في «قيادة الآنسة ديزي» وكان عمرها 81 عاماً.
عائلتا هيوستن وكوبولا حافظا على المنافسة على جوائز الأوسكار لثلاثة
أجيال، فالجد والتر هيوستن فاز بأوسكار أفضل ممثل مساعد عن «كنز جبال مادر
1948 والأب الكاتب والمخرج جون هيوستن فاز بأوسكاري أفضل نص سينمائي مقتبس
وأفضل مخرج عن الفيلم نفسه والحفيدة أنجليكا فازت بأوسكار أفضل ممثلة
مساعدة عام 1985عن فيلم «شرف بريزي». ومن أسرة كوبولا فاز الجد كارماين
كوبولا بأفضل موسيقى تصويرية عن الجزء الثاني من «العراب» وفاز الأب
فرانسيس فورد كوبولا أكثر من مرة ككاتب ومخرج ومنتج، وأخيراً فازت الحفيدة
صوفيا كوبولا بأفضل نص سينمائي عن فيلمها «ضائع في الترجمة».
عمر الشريف هو الممثل العربي الذي ترشح للأوسكار عن دوره في فيلم
«لورانس العرب» 1962 .
Sherifsaleh2000@gmail.com
النهار الكويتية في
28/02/2013 |