كان من أهم التطورات فى تاريخ السينما مع بداية القرن الميلادى الجديد
الواحد والعشرين، وبداية المئوية الثانية لفن القرن العشرين تزايد أعداد
الأفلام التسجيلية والأفلام التشكيلية (التحريك) الطويلة، ودخولها السوق
لتنافس الأفلام الروائية الطويلة لأول مرة، وتحقيق إيرادات كبيرة تتجاوز
المائة مليون دولار بالنسبة لبعض الأفلام التسجيلية مثل «فهرنهيت ٩١١»
إخراج مايكل مور، وتتجاوز المليار دولار بالنسبة لبعض الأفلام التشكيلية.
وكانت مسابقة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية
المعروفة باسم الأوسكار، التمثال الذهبى الصغير رمز جوائزها، تخصص جائزتين
لأحسن فيلم تسجيلى قصير وأحسن فيلم تشكيلى قصير، باعتبار أن الغالب على
إنتاج هذين الجنسين من أجناس الفن السينمائى الثلاثة إلى جانب الروائى هو
الأفلام القصيرة، ومع دخول الأفلام التسجيلية والتشكيلية الطويلة إلى السوق
أصبحت هناك جائزة أوسكار جديدة لكل منهما إلى جانب جائزتى الأفلام القصيرة،
بل يمكن ترشيح أى فيلم من الأجناس الثلاثة لأى جائزة حسب تصويت أعضاء
الأكاديمية، وعلى سبيل المثال رشح الفيلم التسجيلى الطويل «مطاردة الجليد»
إخراج جيف أورلوسكى لجائزة أحسن أغنية هذا العام، وهى أغنية «قبل زمانى»
تأليف وتلحين ح. رالف.
والأفلام المرشحة لأوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل هى «البحث عن رجل
السكر» إخراج مالك بن جلول، والواضح من اسمه أنه مغربى الأصل، عن حياة
موسيقى من جنوب أفريقيا، و«الحرب الخفية» إخراج كيربى ديك عن الاعتداءات
الجنسية بين صفوف الجيش الأمريكى، و«كيف تحافظ على طاعون» إخراج دافيد
فرانس عن مرض الإيدز، و«حراس البوابة» إخراج درور موريح عن جهاز الأمن
المعروف باسم «شين بيت» و«خمس كاميرات محطمة» إخراج عماد برناطوجى دافيد،
عن معاناة سكان قرية بلعين الفلسطينية نتيجة بناء الجدار العازل بين القرية
ومستوطنة إسرائيلية واستيلاء السلطات الإسرائيلية على مساحات من أراضى
القرية لبناء الجدار، وعنوان الفيلم مستمرة من حقيقة أن القوات الإسرائيلية
حطمت خمس كاميرات أثناء تصوير الفيلم للمظاهرات السلمية ضد الجدار، والتى
اشترك فيها المئات من يهود إسرائيل والأجانب المؤيدين للسلام، ومنهم
الإسرائيلى جى دافيد الذى اشترك مع الفلسطينى عماد برناط فى إخراج الفيلم،
وهو أول فيلم تسجيلى ناطق بالعربية يرشح للأوسكار فى كل تاريخ الجائزة منذ
٨٥ عاماً.
«الميدان»
فيلم عن الثورة يفوز بجائزة الجمهور فى مهرجان «صاندانس»
بقلم سمير
فريد
٢٩/
١/
٢٠١٣
ينتهى العام السينمائى كل سنة فى أمريكا مع إعلان ترشيحات الأوسكار فى
النصف الأول من يناير، ويبدأ العام السينمائى كل سنة فى أمريكا أيضاً مع
انعقاد مهرجان صاندانس للأفلام المشتعلة فى النصف الثانى من نفس الشهر، وقد
عقد المهرجان الذى تنظمه مؤسسة الممثل والمخرج الكبير روبرت رد فورد فى
مسقط رأسه دورته الجديدة هذا العام، وهى التاسعة والعشرون من ١٧ إلى ٢٧
يناير. ورغم أن المهرجان يقام فى يناير فإن العديد من أفلامه ترشح للأوسكار
فى يناير التالى، ومنها هذا العام «وحوش البرية الجنوبية» إخراج بن زيلتين،
المرشح لأوسكار أحسن فيلم،
و٣ أوسكارات أخرى، وأربعة من الأفلام الخمسة المرشحة لأوسكار أحسن
فيلم تسجيلى طويل. ورغم أن المهرجانات الدولية الكبرى الثلاثة للسينما التى
تقام فى أوروبا (برلين فى ألمانيا فى فبراير وكان فى فرنسا فى مايو وفينيسا
فى إيطاليا فى سبتمبر)، لا تعرض سوى الأفلام التى تعرض لأول مرة فى العالم،
ولكن هناك استثناءات قليلة، ومنها استثناء أفلام مهرجان صاندانس، وقد عرض
«وحوش البرية الجنوبية» فى مهرجان كان العام الماضى وفاز بجائزة الكاميرا
الذهبية لأحسن فيلم طويل أول لمخرجه وفى مهرجان برلين القادم تعرض خمسة من
أفلام صاندانس هذا العام، منها ٢ فى المسابقة.
تقدم إلى صاندانس ٢٠١٣ عدد ١٢ ألفاً و١٤٦ فيلماً طويلاً وقصيراً من
مختلف دول العالم، وتم اختيار ١١٩ فيلماً فى برامج الأفلام الطويلة، منها
أكثر من مائة فى عرضها العالمى الأول و٥١ فيلماً طويلاً أولى لمخرجيها.
وينظم المهرجان ٤ مسابقات للأفلام الطويلة: مسابقتان للأفلام الأمريكية
الروائية والتسجيلية، ومسابقتان دوليتان لنفس الجنسين من أجناس الفن
السينمائى، وفى مسابقة الأفلام الروائية الأمريكية هذا العام عرض الفيلم
الأمريكى القطرى - الأردنى «حى فى الصين»، إخراج الفلسطينية شيرين دعبس،
والذى اُختير مع ٣ أفلام أخرى للعرض فى أول أيام المهرجان، فليس هناك فيلم
افتتاح، وإنما أربعة أفلام.
وفى المسابقة الدولية للأفلام التسجيلية عرض الفيلم المصرى - الأمريكى
«الميدان» إخراج المصرية جيهان نجومى عن ميدان التحرير الذى أصبح رمزاً
لثورة ٢٥ يناير فى مصر، وفاز الفيلم بجائزة الجمهور ضمن جوائز المهرجان
التى أعلنت يوم الأحد الماضى، وأصبح أول فيلم مصرى يفوز فى تاريخ المهرجان،
وقد استغرق صنع الفيلم عامين، حيث بدأ تصويره أيام الثورة عام ٢٠١١، وصوره
محمد حمدى، واشترك فى المونتاج محمد المانسترلى، وسجل الصوت أحمد البربرى،
وأحمد فتحى ومحمد زغلول.
■
أرسل الناقد السينمائى اللبنانى المعروف محمد رضا ينبه إلى أنه أول من كتب
عن فيلم «خمس كاميرات محطمة» فى جريدة «الشرق الأوسط» العربية التى تصدر فى
لندن عدد ٨ يونيو ٢٠١٢، وذلك تعقيباً على مقال «صوت وصورة» عدد السبت
الماضى.
لماذا لم تشترك مصر فى الأوسكار.. وهل نقابة السينمائيين جهة حكومية؟
بقلم سمير
فريد
٢٨/
١/
٢٠١٣
منذ البداية كان من بين جوائز الأوسكار جائزة لأحسن فيلم أجنبى،
فالمسابقة للأفلام الأمريكية وللأفلام الناطقة بالإنجليزية عموماً،
والأفلام الأجنبية أى الناطقة بلغة أخرى غير الإنجليزية - جزء من صناعة
السينما فى أمريكا، وفى كل بلد من بلاد العالم.
وقد تطورت نظم المسابقة التى تقوم على التصويت بين أعضاء الأكاديمية
الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية التى تنظمها كل سنة، وأصبحت كل
الأفلام الناطقة بكل اللغات مطروحة للتصويت والترشح لكل الجوائز، وأصبح
المعيار الوحيد نتيجة التصويت.
ونظام أوسكار أحسن فيلم أجنبى يقوم على أن ترشح كل دولة من دول العالم
فيلماً واحداً لتمثيلها فى التسابق للفوز بهذه الجائزة، والشرط الأساسى أن
تختاره جهة غير حكومية إلى جانب الشروط الأخرى الإجرائية، أى أن يكون
«منتخباً» من سينمائيين للترشح، كما هو الحال بالنسبة لكل جوائز الأوسكار.
وفى هذا العام تقدمت إلى الجائزة ٧١ دولة بـ٧١ فيلماً عُرضت على ٥٠٠
من أعضاء الأكاديمية، وتمت تصفيتها إلى ٩ أفلام ثم إلى ٥ حصلت على
الترشيحات الخمسة، ويتم التصويت مرة أخيرة لاختيار فيلم واحد يفوز بالجائزة
ويعلن فى حفل الأوسكار يوم ٢٤ فبراير المقبل.
ومن بين الدول المشتركة هذا العام دولة واحدة من أفريقيا السوداء هى
كينيا بفيلم «نيروبى نصف حياة» إخراج دافيد توش جيتونجا، وثلاث دول عربية
هى المغرب بفيلم «موت للبيع» إخراج فوزى بن سعيدى، والجزائر بفيلم «زابانا»
إخراج سعيد ولد خليفة، وفلسطين بفيلم «لما شفتك» إخراج آن مارى جاسر التى
أصبحت أول مخرجة عربية تشترك فى مسابقة الأوسكار. ويشهد هذا العام اشتراك
١١ مخرجة وهو العدد الأكبر من المخرجات فى تاريخ الجائزة التى تنظم دورتها
الـ٨٥.
والمؤسف حقاً ألا تشارك مصر فى هذه المسابقة المفتوحة، وقد كان من
الممكن بل من الواجب الاشتراك بفيلم «بعد الموقعة» إخراج يسرى نصر الله،
الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان أكبر مهرجانات السينما الدولية فى العالم.
وقد كان المركز الكاثوليكى للسينما هو الذى يشكل لجنة اختيار الفيلم المصرى
سنوات طويلة، ثم رأت وزارة الثقافة أن تشكل اللجنة رغم مخالفة ذلك للشرط
الوحيد، وهو أن تختار الفيلم جهة غير حكومية، ولا أحد يدرى لماذا لا تقوم
نقابة المهن السينمائية باختيار الفيلم، أم ترى أنها جهة حكومية!
فيلم الأوسكار الناطق بالعربية ولماذا لم يعرض فى المهرجانات العربية؟!
بقلم سمير
فريد
٢٦/
١/
٢٠١٣
دخل فيلم «خمس كاميرات محطمة» إخراج عماد برناط وجى دافيد التاريخ
كأول فيلم تسجيلى ناطق بالعربية يرشح لأوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل.
وقد عرض هذا الفيلم لأول مرة فى مهرجان أمستردام الدولى للأفلام
التسجيلية فى ديسمبر ٢٠١١، الذى حل محل مهرجان ليبزج كأهم مهرجانات السينما
التسجيلية فى العالم، كما هو مهرجان أنس بالنسبة للأفلام التشكيلية
«التحريك»، ومهرجان كليرمون فيران بالنسبة للأفلام القصيرة من كل أجناس
السينما. وبعد أمستردام عرض الفيلم فى مهرجان صاندانس فى يناير ٢٠١٢، ولكن
لم يعرض فى أى من مهرجانات السينما العربية طوال العام.
والمقال الوحيد الذى نشر عن الفيلم فى جريدة عربية كان دون توقيع فى
«الحياة» العربية، التى تصدر فى لندن عدد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٢ بمناسبة عرضه
التجارى فى كندا، وذلك فى ملحق السينما الأسبوعى، الذى يشرف عليه الناقد
والكاتب اللبنانى الكبير إبراهيم العريس، الأمر الذى يثبت من جديد أنه ملحق
السينما الأهم على مستوى الصحافة اليومية فى كل العالم العربى.
وترشيح الفيلم للأوسكار دون عرضه فى أى مهرجان عربى يضع هذه
المهرجانات فى مأزق حقيقى، حيث يذهب إليها من يذهب لمشاهدة الأفلام من كل
مكان، ولكن مع التركيز على الأفلام العربية من كل أجناس السينما وأطوال
الأفلام. والأرجح ألا يكون السبب قلة المهنية، وإنما وجود مخرج إسرائيلى
اشترك مع المخرج الفلسطينى فى إخراج الفيلم، واعتبار عرضه شكلاً من أشكال
التطبيع مع إسرائيل، بينما الفيلم من واقع مقال «الحياة» يعتبر من أفلام
المقاومة الفلسطينية بامتياز، ولكن بمفهوم المقاومة التى تستهدف إجلال
السلام بين الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى بإقامة دولتين على أرض فلسطين،
وهو ما يرفضه اليمين الدينى الإسرائيلى والفلسطينى فى إطار اعتبار الصراع
بين اليهودية والإسلام صراعاً أبدياً لا ينتهى، وليس صراعاً من أجل أن يحصل
الشعب الفلسطينى على حقوقه.
والأرجح أيضاً أن يكون ذلك السبب وراء عدم عرض الفيلمين الروائيين
الطويلين «ماء» الذى اشترك فى إخراجه سبعة مخرجين إسرائيليين وفلسطينيين،
و«تراث ميراث» إخراج هيام عباس، الذى اشتركت فى إنتاجه شركة إسرائيلية،
وكلا الفيلمين عرض فى مهرجان فينسيا، والمؤكد أن الشعبين إما أن يعيشا معاً
أو يموتا معاً.
إيرادات الفيلم تتجاوز المليار ولا يرشح لأى جائزة أوسكار!
بقلم سمير
فريد
٢٢/
١/
٢٠١٣
منذ أقل من عشرين سنة كان الفيلم الأمريكى، الذى تصل إيراداته إلى
مائة مليون دولار فى عرضه الأول، يدخل نادياً يسمى نادى المائة مليون، وكان
عدد أعضاء هذا النادى لا يتجاوز فيلمين أو ثلاثة كل سنة.
ومنذ «تيتانيك» جيمس كاميرون عام ١٩٩٧، الذى كان أول فيلم تصل إيرادات
عرضه الأول إلى مليار دولار، أصبح هناك ناد جديد يسمى نادى المليار دولار،
وفى الوقت نفسه أصبح نادى المائة مليون نادياً «شعبياً» يصل عدد أعضائه إلى
العشرات.
وفى عام ٢٠١٢ دخل نادى المليار «المنتقمون» إخراج جوس ويدون، و«صعود
الفارس الأسود» إخراج كريستوفر نولان، ويقترب من أبواب النادى «السقوط من
السماء» إخراج سام مينديس، وهو أحدث أفلام جيمس بوند فى عام مرور ٥٠ سنة
على أول أفلام شخصية عميل المخابرات البريطانية، وترجع هذه الطفرة الهائلة
فى إيرادات الأفلام إلى عدة عوامل، أهمها أن العرض الأول أصبح يبدأ على
أكثر من أربعة آلاف شاشة. وبينما رشح «مارفل المنتقم» لجائزة أوسكار أحسن
مؤثرات ضوئية، ورشح «السقوط من السماء» لـ٥ جوائز هى: أحسن موسيقى وأغنية
وتصوير وتسجيل صوت وميكساج صوت، لم يرشح «صعود الفارس الأسود» لأى جائزة من
جوائز الأوسكار!
وقد سبق عدم ترشيح أفلام كثيرة حققت أعلى الإيرادات لأوسكار أحسن فيلم
أو أحسن إخراج، ولكن لم يسبق أن حقق أى فيلم مليار دولار ولم يرشح لأى
جائزة والترشيحات والجوائز فى الأوسكار تعبر عن الرأى العام السائد فى
هوليوود، لأنها تتم بالتصويت بين أعضاء الأكاديمية الأمريكية للفنون
والعلوم السينمائية التى تنظم المسابقة. وليس معنى عدم ترشيح «صعود الفارس
الأسود» لأى أوسكار أن الرأى العام ضد الأفلام التى تحقق أعلى الإيرادات،
وإنما لأنه يخضع لمؤثرات متناقضة وبعضها وقتى عابر مثل أى انتخابات.
من المتوقع أن يفوز «لينكولن» سبيلبيرج بأوسكار أحسن فيلم، أما
المفاجأة الكبرى فهى أن يفوز الفيلم النمساوى «حب» إخراج ميشيل هانكى أو
يفوز بأحسن فيلم وأحسن فيلم أجنبى، وهو ما لم يحدث من قبل فى تاريخ جوائز
السينما الأشهر فى العالم.
الأكبر عمراً تتنافس مع الأصغر عمراً فى تاريخ جوائز الأوسكار
بقلم سمير
فريد
٢١/
١/
٢٠١٣
ذكرنا فى عدد الخميس الماضى الأفلام التسعة التى تتنافس على جائزة
أحسن فيلم روائى طويل فى مسابقة الأوسكار، من مجموع ٢٤ فيلماً تتنافس على
١٨ جائزة مخصصة لهذه الأفلام.
الأفلام الأخرى الـ١٥ هى «السقوط من السماء» المرشح لـ٥ جوائز، و«أنا
كارنينا» (٤)، و«هوبيت: رحلة غير متوقعة» (٣) و«السيد» (٣)، وفاز بترشيحين
كل من «طيران» و«سنو وايت والصياد»، وفاز بترشيح واحد كل من «المستحيل»
و«مملكة شروق الشمس» و«مطاردة فى الجليد» و«تيد» و«مرآة، مرآة» و«هيتشكوك»
و«مارفل المنتقم» و«بروميثيوس» و«الفصول». ومن بين هذه الأفلام عرض «مملكة
شروق الشمس» فى افتتاح مهرجان كان، وعرض «السيد» فى مهرجان فينسيا.
ومن اللافت هذا العام أن الفيلم النمساوى «حب» إخراج ميشيل هانكى
يتنافس على أوسكار أحسن فيلم وأوسكار أحسن فيلم أجنبى، لأنه ناطق
بالفرنسية، والأصل أن أوسكار أحسن فيلم للأفلام الناطقة بالإنجليزية، لكن
لأن التحكيم فى الأوسكار يتم من خلال التصويت تخضع الترشيحات لعدد الأصوات
مهما كانت النتائج التى يأتى بها التصويت.
ومن اللافت أيضاً أن جائزة أحسن ديكور أصبحت تسمى أحسن تصميم إنتاج
وتشمل مصمم الإنتاج ومصمم الديكور معاً.
والأفلام الأربعة الأخرى التى تتنافس للفوز بأوسكار أحسن فيلم أجنبى
إلى جانب «حب» هى الفيلم النرويجى «كون - تيكى» إخراج يواكيم رونينج وإسبين
ساندبرج الذى عرض لأول مرة فى مهرجان تورنتو، والفيلم التشيلى «لا» إخراج
بابلو لارين الذى عرض لأول مرة فى برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان
كان، ولأول مرة فى العالم العربى فى مهرجان أبوظبى، وفيلمان عرضا لأول مرة
فى مسابقة مهرجان برلين، وهما الدنماركى «شؤون ملكية» إخراج نيكولاى أرسيل،
والكندى «ساحرة الحرب» إخراج كيم نجوين، الذى يعرض فى مسابقة مهرجان الأقصر
الثانى للأفلام الأفريقية فى مارس القادم.
والمنافسة قوية فى أوسكارات التمثيل الأربعة لأحسن ممثل وأحسن ممثلة،
وأحسن ممثل وأحسن ممثلة فى أدوار مساعدة، خاصة الرجال حيث يتنافس دانييل
داى لويس مع يواكيم فوانيكس ودانزل واشنطون وآلان أركين وروبرت دى نيرو
وفيليب سايمور هوفمان وتومى لى جونز وكريستوف والتنر، وكلهم من الجبابرة.
ومن اللافت بين النساء تنافس الممثلة الفرنسية إيمانويللا ريف التى عرفها
العالم عندما مثلت الدور الرئيسى فى فيلم آلان رينيه «هيروشيما حبيبى» عام
١٩٥٩، وذلك عن دورها فى فيلم «حب» مع الممثلة الأمريكية كيوفينانى ويلز عن
دورها فى فيلم «وحوش البرية الجنوبية» حيث تعتبر الأولى أكبر الممثلات
عمراً والثانية الأصغر عمراً بين كل الممثلات اللواتى رشحن للأوسكار فى كل
تاريخ الجوائز الشهيرة.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
21/01/2013
ستيفن سبيلبرغ المفضل لدى الجمهور للفوز
بأوسكار
أظهر استطلاع ل(رويترز)، أمس الأول، أن المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ
هو المفضل لدى الجمهور للفوز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه (لينكولن) في حفل
توزيع جوائز الأوسكار هذا العام . وفي حين خطف فيلم (ارغو) الأضواء من
(لينكولن) في المنافسة على جائزة افضل فيلم في حفل الأوسكار الذي سيقام في
24 فبراير/ شباط، فإن جائزة أفضل مخرج يبدو أنها متجهة الى شخص واحد .
ويتقدم سبيلبرغ (66 عاماً) بفارق كبير في قائمة المرشحين للفوز
بالجائزة التي تضم خمسة مخرجين جميعهم رجال . ورشح سبيلبرغ لجائزة أفضل
مخرج في مسابقة الأوسكار سبع مرات، وفاز بها مرتين عن فيلم دراما الحرب
العالمية الثانية (قائمة شندلر) في 1993 وفيلم (إنقاذ الجندي رايان) في
،1998 ووجد استطلاع رويترز/ابسوس الذي شمل 1641 أمريكياً أن 41 في المئة
يعتقدون ان سبيلبرغ سيفوز بجائزة الأوسكار . وقال 38 في المئة أنه الأكثر
ترجيحاً لنيل الجائزة عن الفيلم الذي يتناول فترة الحرب الأهلية في
الولايات المتحدة وجسد فيه الممثل البريطاني دانييل داي لويس شخصية الرئيس
الأمريكي الأسبق ابراهام لينكولن .
من ناحية أخرى ذكرت تقارير إعلامية أمس إن المغنية الشهيرة باربرا (سترايسند)
سوف تغني في حفل الأوسكار المقرر إقامته في شباط/فبراير المقبل .
وذكرت صحيفة “ديلي ميل البريطانية” أن هذه أول مرة تشارك فيها باربرا
فى الاوسكار منذ 36 عاماً . وكانت سترايسند قد فازت بجائزة أوسكار أفضل
أغنية عن أغنية “إيفر جرين” عام 1977 . كما فازت بجائزة أوسكار أفضل ممثلة
عن دورها في فيلم “فاني جيرل” (فتاة مرحة) عام 1968 . وكانت أكاديمية
العلوم والفنون السينمائية قد أعلنت أمس الأول أن المغنية أديل سوف تشارك
في الاوسكار . وهذه تعد أول مرة تظهر فيها على مسرح منذ ولادة ابنها
الأولفي أكتوبر/تشرين أول الماضي .
ومن المقرر أن تغني أديل (24 عاماً) أغنية أحدث سلسلة أفلام جيمس بوند
“سكاي فول”، وذلك ضمن فقرة للاحتفال بمرور 50 عاماً على بدء سلسلة جيمس
بوند مما يجعله أطول سلسلة أفلام مستمرة حتى الآن .
الخليج الإماراتية في
01/02/2013
"المستحيل":
الفيلم الذى يخاطب حواسك الخمس
إسراء إمام*
عادة عندما تشاهد أفلام الكوارث الطبيعية تلمس تلك المعادلة التقليدية
التى تتعثر بعناصرها تباعا بين المشاهد، مثل التفانى فى ابراز لقطات الدمار
والخراب والمراهنة على الدفع بتقنياتها إلى الذروة لتخلب الألباب وتعمى
الأبصار أحيانا عن القيمة السينمائية المٌقدمة إليك وسط كل هذه الجلبة
الرخيصة مثلما حدث فى أفلام من عينة "2012 " و"يوم الاستقلال" و "ما بعد
غد".
أما فيلم "المستحيل"
The Impossible وبغض النظر عن أنه مأخوذ من قصة حقيقية فهو يميل بك على ضفة الواقع
قليلا ، لا يسهب فى مغالاة الوحشية الشكلية للمشاهد التى يضرب فيها الفيضان
أرض بلد قررت أسرة أمريكية قضاء عطلة لطيفة بها، وإنما يتعمق فى تكثيف
الإحساس النفسى الشديد البشاعة فى لحظات كتلك.
نحن مثلا نرى لقطة مروعة لإحساس الأم وهى فى قلب موجات الفيضان. لا
ترى أنت شيئا بينما تستمع إلى ما تستمتع هي إليه من صوت المياه الذى ينقطع
أحيانا ويتلاشى ليعود مرة أخرى مع صورة قاتمة مظلمة لا تبلث أن تظهر ومن ثم
تختفى بدورها من جديد ، حينها يتجسد لك فرط معاناة اللحظة فلا تحتاج لأي
خدع جرافيكية مصطنعة تنقل إليك هول المأساة وفجاعتها.
من بعدها تتابع رحلة الأم مع ولدها الذى تلاقيه مصادفة بين الأمواج.
وعلى نفس الوتر يدق المخرج خونا أنطونيو بايونا
Juna Antonio Bayona فهو يجسد لك المعاناة الانسانية فى شعورهما معا بعد أن تيقنا من أن
البقية الباقية من العائلة تحت أنقاض الفيضان، إحساس فطرى يداهمك بالإنفعال
والمؤازرة تجاه ما تراه بعينيك من دون أن يجتر صناع الفيلم انسانيتك جبرا.
حوار قليل، والصورة هى التى تقص عليك الأحداث وتبث لك قبلها المشاعر
فى ايقاع متماسك ومعالجة محكمة، ينقسم فيها النصف الأول تقريبا من الفيلم
لينقل لك خطوات الأم مع ابنها الأكبر وحثِها له على إنقاذ طفل صغير استمعا
إلى صوته من بعيد. ورغم اعتراض الإبن فى البداية لأن ذلك سيخل بوقتهما إلا
أنه يذعن فى النهاية لرغبة أمه ، يتسلق ثلاثتهم شجرة عالية تحسبا لمجىء
ضربة أخرى من الفيضان وإثر آهات الأم الجريحة وهى تعتلى بصعوبة الفروع ترى
الطفل الصغير الذى اصطحباه معهما يربت على شعرها وذراعها فى حنو بالغ يلطّف
من فجاجة آلامها هى ومن توترك أنت جراء كل ما يحدث.
مشاهد مكتوبة بعناية
أقل مشاهد فى الفيلم مكتوبة بعناية ومُتضمنة تفاصيل تخدم الدراما
الصامتة التى تحدث وتحافظ عليك داخل الايقاع باحكام، ففى وقت تطلب فيه الأم
من ابنها وهى على سريرها بالمستشفى المزدحمة بضحايا الفيضان أن يُقبل على
تقديم المساعدة لأى منهم فإذا به يجوب أروقة المستشفى بالفعل فى محاولة
لتجميع بعض الأفراد التى شتت شملها الفيضان معا مرة أخرى، ورغم تعدد
المحاولات لم تنجح سوى واحدة يراقبها الولد من خلف النافذة على مبعده فيرى
الأب وولده وقد وجد كل منهم حضن الآخر وفى الوقت الذى يهرول فيه فرحا
ليُخبر والدته يكتشف أنها نُقلت من مكانها لينتهى به المطاف فى خيمة يُلصق
علي ملابسه فيها اسمه وبياناته بين عدد غيره من الأطفال التى لم يُستدل على
أهاليها. هذه النقلة النفسية القوية بين الهدوء والراحة التى تشعر بها مع
الولد وهو يشاهد الطفل فى حضن والده وبين الذعر والهلع والغربة التى انتهى
إليها تُحدث تباينا يدفع بحواسك كلها للتيقظ وانتظار الآتى بدون إلحاح ولا
فرد عضلات.
وعلى هذا المنوال يرأف السيناريو بك فمن بعد الظلمة التى تعميك عن
الرؤية أحيانا يأتى النور ليذيقك أملا جديدا فينتقل بك السرد فى النصف
الثانى من الفيلم إلى الأب والولدين الباقيين لتكتشف أنهم على قيد الحياة ،
وتمضى مع الأب فى رحتله وهو يبحث عن بقية الأسرة.
من اللفتات الرائعة لقطات "الفتومونتاج" التى تتوازى فيها ذاكرة الأم
وقت تداهمها موجات الفيضان تفصيلا بين لقطات إجراء العملية الجراحية لها،
لوهلة سيفضى بك هذا التوتر الدرامى إلى التصديق بأن الأم ستلقى حتفها.
"المستحيل" فيلم يسرد لك المستحيل بدون أية مغالاة على الرغم من انه
يخاطب اكثر من حاسة تملُكلها، فيضعك فى اطار إنساني تارة وأخرى ينتشلك إلى
حالة من التشويق وتارة ثالثة يجعلك شاهدا على بصريات كارثة طبيعية حقيقة،
وفى رأيى هو من أفضل الأفلام المُرشحة لهذا العام.
آخر كلمتين
* اللقطة التى يجتمع فيها شمل العائلة والتى تسبقها عدة لقطات شديدة
التشويق يُمكنها أن تنال من أعصابك وقدرتك على المتابعة الكثير ومن بعدها
تحوز على دموعك.
* فى أكثر التفاصيل روعة إصرار الولد على إخبار والدته فى نهاية
الفيلك أنه شاهد الطفل "دانيال" الذى أنقذه بامر منها فى أول الفيلم بين
يدى والده سعيدا يبتسم .
* نعومي ووطس وإيوان ماجريجر وأداء الأطفال كان أكثر من ساحر.
* صحفية وناقدة من مصر
عين على السينما في
01/02/2013
وثائقي إسرائيلي مرشح للأوسكار ينتقد ممارسات إسرائيل
الأمنية
رويترز: يركز الفيلم الوثائقي (حراس البوابة)
THE GATEKEEPERS المرشح لنيل جائزة الاوسكار على اسرائيل إلا ان مخرجه يقول إن بوسع
جميع الدول ان تستقي منه العبرة بشأن المخاطر الكامنة اذا ما ظلت وكالات
الامن الداخلي تمارس دورها دونما ضوابط تكبح جماح انشطتها. وفي الفيلم
يستعرض ستة من الرؤساء السابقين لوكالة الامن الداخلي في اسرائيل (شين بيت)
نجاحاتهم واخفاقاتهم في عمليات جمع المعلومات عن اعداء الدولة ويسردون
تفاصيل العمليات السرية التي قاموا بالتنسيق لها ورصد تحركات الناشطين.
ويعرض هؤلاء ايضا للصراع الاسرائيلي الفلسطيني من منظور غير متوقع. وقال
درور موريه مخرج الفيلم لرويترز "وجدت نفسي أكثر انجذابا لصفوف هؤلاء الذين
تنتابهم الشكوك ممن يطرحون الاسئلة على انفسهم. انني اخشى دوما من لا
يطرحون الاسئلة.. اولئك الذين لا تساورهم الشكوك."
عرض الفيلم الناطق بالانجليزية والعبرية يوم الجمعة الماضي في كل من
نيويورك ولوس انجليس ويعرض في بريطانيا في ابريل نيسان القادم بعد عرض خاص
للفيلم في اواخر عام 2012 رشحه للمنافسة على جائزة افضل فيلم وثائقي في
الاوسكار.
ويخوض الفيلم المنافسة على هذه الجائزة في حفل مسابقات الاوسكار في 24
فبراير شباط الجاري الى جانب فيلم (خمس كاميرات مكسورة) 5
BROKEN CAMERAS الذي يعرض رؤية للصراع في منطقة الشرق الاوسط بعيون فلسطينية والفيلم
الوثائقي (كيف تنجو من الوباء) الذي يتحدث عن مرض الايدز وفيلم (الحرب
الخفية) عن حوادث الاغتصاب في صفوف العسكريين وفيلم (البحث عن شوجرمان)
الذي يتناول حياة مغن شعبي امريكي يبزغ نجمه ليصبح ايقونة في الغناء
بالجنوب الافريقي.
يستهل فيلم (حراس البوابة) السرد بابراهام شالوم الذي تولى شؤون شين
بيت بين عامي 1980 و1986 وانتهاء بالفترة التي رأس فيها يوفال ديسكين هذا
الجهاز حتى نهاية مهمته عام 2011 .
ويعرض الرؤساء السابقون لشين بيت لسلسلة من الاحداث منها مهمة أمر بها
الجهاز لاغتيال فلسطينيين كانا قد اختطفا حافلة ومؤامرة ليهود متطرفين
لتفجير مسجد قبة الصخرة في القدس ومخطط اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي
الاسبق اسحق رابين عام 1995 والدور الذي لعبه شين بيت في الصراع الاسرائيلي
الفلسطيني.
وخلال مشاهد الفيلم يبرز الصراع بشأن كيفية إحداث توازن بين عناصر
الامن والقيم والسياسة فيما ناقش رجال كثيرون الفضائح التي واجهها الجهاز
بخصوص استخدام ما يصفه "بالممارسات الاستثنائية" خلال الاستجواب. ويعقد
موريه مقارنات بين الجدل الاسرائيلي بشأن الممارسات الامنية الاخلاقية
والسعي الحثيث للولايات المتحدة لتعريف التعذيب وضبط ممارساتها في حربها ضد
الارهاب.
وقال موريه "اعتقد انه في نهاية المطاف يتعين على أي جهاز سري لديه
مثل هذه القوة الهائلة مثل - شين بيت ووكالة المخابرات المركزية الامريكية
ومكتب التحقيقات الاتحادي والموساد - ان يجعل القانون نصب عينيه وان يستقي
منه التوجيه."
ومضي يقول "عندما يغيب الاشراف من قبل جهاز القضاء على هذه المؤسسات
فانها تتصرف كما لو كان القانون غير موجود فيما يتعلق باستجواب الاشخاص
وتعذيبهم وقتلهم." وألقى باللوم على ما وصفه بعدم وجود لوائح وضبابيتها
بشأن الممارسات التي أثارت غضبا عاما على مستوى العالم على غرار انتهاكات
الجنود الامريكيين للسجناء في معتقل ابو غريب. وقال موريه "هناك امريكيون
حمقى منحهم النظام سلطة مطلقة على الكائنات البشرية. لم يتلقوا تدريبا بشأن
كيفية التعامل مع ذلك ولم يتدربوا على الاستجواب وهذا ما أدى الى ما حدث في
ابو غريب."
جاءت ردود افعال الرؤساء السابقين لشين بيت مزيجا من التأكيد والاسف
الا ان الستة اجمعوا على ان السبيل الوحيد كي تحقق دولتهم السلام هو العمل
لمصلحة الفلسطينيين وليس ضدهم. وانتقد موريه الساسة الاسرائيليين لانهم
يغضون البصر عن سياسات الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة واحيانا ما
يتهاونون مع ما يفعله متطرفون يهود. ولخص عامي ايالون الذي راس شين بين بين
عامي 1996 و2000 الافكار المشتركة لمديري هذا الجهاز بقوله "كسبنا كل
المعارك الا اننا خسرنا الحرب." ويرى موريه ان حل الصراع الاسرائيلي
الفلسطيني اهم مسألة تواجه اسرائيل معبرا عن امله في ان يلعب الرئيس
الامريكي باراك اوماما دورا أكثر فاعلية في الجهود الدبلوماسية خلال فترة
ولايته الرئاسية الثانية.
وقال "يشبه الامر طفلين في روضة الاطفال - الفلسطينيون والاسرائيليون
- يريد كل منهما من مديري رياض الاطفال معاونتهما. هما في حاجة الى شخص
رشيد يقول لهما 'حسبكما هذا يا اسرائيل ويا فلسطين هذا ما هو مطلوب منكما
فافعلاه'."
إيلاف في
03/02/2013
أسامة الشاذلي يكتب :
ما بين تارانتينو وكوين
وجو...البيضة ولا الفرخة
نعاني جميعاً تلك الايام، يتمنى بعضنا لو ولد قبل هذا بخمسين عاماً
وعاش ثلاثينيات واربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، يشعر البعض بالظلم
الشديد ويعتبر جيله جيلا منحوساً كتبت عليه الحياة أن يحيا اسوأ ما فيها،
ويعتبره جيلاً أخر السبب الرئيس فيما نحيا فيه.
تتبادل الأجيال الاتهامات، ويبقى السؤال حائرا دون اجابة، الحياة أم
الذي يحياها، البيضة أم الفرخة، وعلى الشاشة الفضية نجح البعض في الوصول
لإجابة، بينما استمر البعض الخر في طرح الأسئلة
*****
في تنظيرة عبقرية للمخرج كونتن تارانتينو في الجزء الثاني من فيلمه
الأهم
Kill Bill على لسان بطله يقول أن "سوبر مان" هو بطله الخارق
المفضل، لأنه على العكس من سبايدر مان وبات مان، شخصيته الحقيقية هي
الشخصية الخارقة، بينما هم أدميين عاديين في شخصياتهم الحقيقية بينما
شخصياتهم البديلة هي الشخصية الخارقة، ثم اضاف تارنتينو على لسان بطله، أن
الشخصية البديلة لسوبر مان هي عبارة عن بشري ضعيف مهزوز الثقة متواضع
الذكاء، وهو ما يعكس نظرة البطل الخارق لبني البشر الذي لا ينتمي لهم.
وهو ما يعكس الرؤية الشخصية لتارانتينو شخصيا لبني البشر، لهذا يقتل
الكثيرون منهم في أفلامه ويستهين بهذا الدم السائل المتفجر، الذي يلون
افلامه بعنف يعتبره البعض مبالغ فيه، حيث يرى المخرج الكبير أن هذا ما
يستحقه البشر، بل أن هذا افضل ما يمكن تقديمه لهم.....وربما تلك هي نظرته
الشخصية نتيجة ما عاناه من البشر في مجتمعه حتى وصل إلى ما وصل إليه، ممتنا
بما منحته له الحياة، غاضبا مما قاساه من البشر، في الحقيقة يبدو محقاً
للغاية في ظل ما نحيا ونشاهد هذه الايام.
*****
على العكس من تارانتينو يرى الأخوان كوين البشر بمنظور أخر حيث يلقيان
بكل ما نواجهه إلى أزمة وجودية، وعبثية هذه الدنيا التي لا تطاق، حيث نشاهد
فس أكثر افلامهم عنفاً
No.Country For Old.Men،
نهاية عبثية جدا للأحدث جديرة تماما بهذه الدنيا وغير جديرة بتلك الحياة،
بينما في فيلمهم
The Big Lebowski
يراهن الأخوان كوين على هذا البطل الساذج في مواجهات كم التشوهات التي في
الحياة، ذلك البطل الذي يشغله تبول أحدهم على سجادة صالته،ولا يزعجه تهديده
بالقتل، ويجبره بعد ذلك على خوض قصة لا تخصه من قريب أو من بعيد، يعود منها
كما كان
هما ببساطة يريان الجنس البشري داخل اختبار
شديد العبثية، فعليهم ألا ينتحلوا شخصيات لا تمثلهم، عليهم أن يخلعوا
الأقنعة ويواجهوا الحياة كما هي بوجوده عارية وايد أشد عرياً لأنها لا
تستحق.
وربما كان فيلمهم
O Brother, Where Art Thou?
هو الصراع الأكثر جمالاً في معاندة تلك الحياة، واثبات الطبيعة الطيبة
للإنسان حتى لو كان مجرماً.
الأخوان كوين يعتبان على الحياة، لأنهما يعملان سويا، لا يعيران
اهتماماً لكل ما يحيط بهما من بشر، يتقبلان النتائيج بثقة مبهرة، لهذا
يريان العيب في الحياة ذاتها.. ربما ..من يدري؟
*******
يختلف يوسف شاهين تماماً عن كل ما سبق، فصاحب فيلم الاختيار الذي شغله
مشوار حياته فقدمه في عدة افلام مثل اسكندرية ليه، واسكندرية كمان وكمان،
واسكندرية نيو يورك، كان يبحث عن الذات، عن السبب فيما صارت إليه الحياة
دون إيماناً مسبق بالسبب، لا هو اختار البشر مثل تارانتينو ولا هو اختار
الحياة مثل الأخوين كوين، هو فقط طرح الأسئلة وأستمر في البحث عن إجاباتها.
قدم جو فناً عظيما هو الأخر، واتاحت له تلك المعضلة اختلافاً ملحوظاً
وتنوعاً بين افلامه، وسقطت ببعضها بالفعل وصعدت بالبعض الأخر إلى قمة
النضج.
لكن بقي أعظم مخرج عربي بلا إجابة حقيقية، وسار على دربه المخرجون
الحقيقيون في هذا الوطن، مثل محمد خان وداوود عبدالسيد وعاطف الطيب،
استمروا في طرح الأسئلة بحثاً عن إجابات، قدموا فناً عظيماً لكنهم لم يرسوا
على بر.
ربما هذا هو الفارق بين العوالم، بين ذلك الذي وصل إليه الغرب، وبقينا
نحن فيه، فالفن مرآة الشعوب، ونحن شعوب أرهقتها الأسئلة لأنها أمتنعت عن
طرحها منذ مئات السنين.
ربما ...
البداية المصرية في
03/02/2013
رؤساء سابقون لجهاز «شين بيت» الإسرائيلي يتحدثون فيه
بصراحة
«حراس
البوابة» الإسرائيلي الوثائقي مرشح
لـ«الأوسكار»
نيويورك: «الشرق الأوسط»
يقول مخرج الفيلم الوثائقي الإسرائيلي «حراس البوابة»، المرشح لنيل
جائزة الأوسكار، إن بوسع جميع الدول أن تستقي منه العبرة بشأن المخاطر
الكامنة إذا ما ظلت وكالات الأمن الداخلي تمارس دورها دونما ضوابط تكبح
جماح أنشطتها. وفي الفيلم يستعرض ستة من الرؤساء السابقين لوكالة الأمن
الداخلي في إسرائيل (شين بيت) نجاحاتهم وإخفاقاتهم في عمليات جمع المعلومات
عن أعداء الدولة، ويسردون تفاصيل العمليات السرية التي قاموا بالتنسيق لها
ورصد تحركات الناشطين. ويعرض هؤلاء أيضا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني من
منظور غير متوقع.
وقال درور موريه، مخرج الفيلم، لـ«رويترز»: «وجدت نفسي أكثر انجذابا
لصفوف هؤلاء الذين تنتابهم الشكوك ممن يطرحون الأسئلة على أنفسهم. إنني
أخشى دوما من لا يطرحون الأسئلة.. أولئك الذين لا تساورهم الشكوك».
عرض الفيلم الناطق بالإنجليزية والعبرية يوم الجمعة الماضي في كل من
نيويورك ولوس أنجليس، ويعرض في بريطانيا في أبريل (نيسان) المقبل بعد عرض
خاص للفيلم في أواخر عام 2012 رشحه للمنافسة على جائزة أفضل فيلم وثائقي في
«الأوسكار». ويخوض الفيلم المنافسة على هذه الجائزة في حفل مسابقات
الأوسكار في 24 فبراير (شباط) الحالي، إلى جانب فيلم «خمس كاميرات مكسورة»
الذي يعرض رؤية للصراع في منطقة الشرق الأوسط بعيون فلسطينية، والفيلم
الوثائقي «كيف تنجو من الوباء» الذي يتحدث عن مرض الإيدز، وفيلم «الحرب
الخفية» عن حوادث الاغتصاب في صفوف العسكريين، وفيلم «البحث عن شوغرمان»
الذي يتناول حياة مغن شعبي أميركي يبزغ نجمه ليصبح أيقونة في الغناء
بالجنوب الأفريقي.
يستهل فيلم «حراس البوابة» السرد بأبراهام شالوم، الذي تولى شؤون «شين
بيت» بين عامي 1980 و1986، وانتهاء بالفترة التي رأس فيها يوفال ديسكين هذا
الجهاز حتى نهاية مهمته عام 2011. ويعرض الرؤساء السابقون لـ«شين بيت»
لسلسلة من الأحداث، منها مهمة أمر بها الجهاز لاغتيال فلسطينيين كانا قد
اختطفا حافلة ومؤامرة ليهود متطرفين لتفجير مسجد قبة الصخرة في القدس،
ومخطط اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين عام 1995 والدور
الذي لعبه «شين بيت» في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وخلال مشاهد الفيلم يبرز الصراع بشأن كيفية إحداث توازن بين عناصر
الأمن والقيم والسياسة، فيما ناقش رجال كثيرون الفضائح التي واجهها الجهاز
بخصوص استخدام ما يصفه «بالممارسات الاستثنائية» خلال الاستجواب. ويعقد
موريه مقارنات بين الجدل الإسرائيلي بشأن الممارسات الأمنية الأخلاقية
والسعي الحثيث للولايات المتحدة لتعريف التعذيب وضبط ممارساتها في حربها ضد
الإرهاب. وقال موريه «أعتقد أنه في نهاية المطاف يتعين على أي جهاز سري
لديه مثل هذه القوة الهائلة، مثل (شين بيت) ووكالة المخابرات المركزية
الأميركية ومكتب التحقيقات الاتحادي والموساد، أن يجعل القانون نصب عينيه
وأن يستقي منه التوجيه». ومضي يقول «عندما يغيب الإشراف من قبل جهاز القضاء
على هذه المؤسسات فإنها تتصرف كما لو كان القانون غير موجود في ما يتعلق
باستجواب الأشخاص وتعذيبهم وقتلهم».
وألقى باللوم على ما وصفه بعدم وجود لوائح وضبابيتها بشأن الممارسات
التي أثارت غضبا عاما على مستوى العالم على غرار انتهاكات الجنود
الأميركيين للسجناء في معتقل أبو غريب. وقال موريه «هناك أميركيون حمقى
منحهم النظام سلطة مطلقة على الكائنات البشرية. لم يتلقوا تدريبا بشأن
كيفية التعامل مع ذلك، ولم يتدربوا على الاستجواب، وهذا ما أدى إلى ما حدث
في أبو غريب».
جاءت ردود فعل الرؤساء السابقين لـ«شين بيت» مزيجا من التأكيد والأسف،
إلا أن الستة أجمعوا على أن السبيل الوحيد كي تحقق دولتهم السلام هو العمل
لمصلحة الفلسطينيين وليس ضدهم. وانتقد موريه الساسة الإسرائيليين لأنهم
يغضون البصر عن سياسات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأحيانا ما
يتهاونون مع ما يفعله متطرفون يهود. ولخص عامي أيالون، الذي رأس «شين بين»
بين عامي 1996 و2000، الأفكار المشتركة لمديري هذا الجهاز بقوله «كسبنا كل
المعارك إلا أننا خسرنا الحرب».
ويرى موريه أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أهم مسألة تواجه
إسرائيل، معبرا عن أمله في أن يلعب الرئيس الأميركي باراك أوباما دورا أكثر
فاعلية في الجهود الدبلوماسية خلال فترة ولايته الرئاسية الثانية. وقال
«يشبه الأمر طفلين في روضة الأطفال - الفلسطينيين والإسرائيليين - يريد كل
منهما من مديري رياض الأطفال معاونته. هما في حاجة إلى شخص رشيد يقول لهما
حسبكما هذا يا إسرائيل ويا فلسطين.. هذا ما هو مطلوب منكما فافعلاه».
الشرق الأوسط في
04/02/2013 |