حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم   

85th Academy Awards

قال: نشأت ممثلا ولم أكن أفكـر في أن أصنع أفلامي بنفسي

بن أفلك بعد الـ«غولدن غلوب»: لو زرت إيران لاستغلوني إعلاميا

محمد رُضا

* قبل ثلاثة أعوام، وفي جلسة خاصـة على شرفة فندق فوق جزيرة صغيرة بحجم صخرة كبيرة مزروعة شجرا وثمارا، جلس بن أفلك يتلقـى تهاني من أعضاء «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» إثر مشاهدتهم فيلمه الثاني مخرجا «البلدة» وقبل أشهر من سباق الـ«غولدن غلوب»، الذي توزعه الجمعية، في مطلع كل عام. حينها، لم يفز الفيلم بترشيح، لكن ممثله الثاني، جيمي رنر، نال ترشيحا عن دوره فيه.

خلال اللقاء، كشف أفلك عن أنه لا يزال يتعلم مهنة الإخراج: «لقد نشأت ممثلا ولم أكن أفكـر في أن أصنع أفلامي بنفسي. ليس أمرا هيـنا وسألت عددا من الممثلين - المخرجين النصيحة وتجاوبوا».

·        ما أهم هذه النصائح؟

أجاب: «ألا أخاف من أن أختلف وأجرب، وأن تكون عيني كممثل على الإخراج وعين المخرج على نفسي كممثل»، وضحك حين أضاف: «ما زلت لا أعرف تماما كيف أقوم بذلك».

بن أفلك خامة جيدة كممثل وكمخرج. وربما هو أفضل ممثلا تحت إدارته منه ممثلا تحت إدارة كثيرين من المخرجين. حقق فيلمه الأول كمخرج حين تصدى لرواية بوليسية من دنيس ليهان، الذي كان كلينت إيستوود (وهو ممثل - مخرج بدوره) استعار من بين أعماله «ميستيك ريفر» - أحد أفضل أفلامه. الحكاية التي استهوت أفلك بعنوان «Gone Baby Gun»، وهو أسند البطولة لشقيقه الأصغر سنـا كايسي أفلك. تستطيع بالكاد أن تسمع كايسي وهو يتكلم، لكن الفيلم باستثناء ذلك كان جيدا في إطاره. «البلدة» أفضل منه، وما هو أفضل من الاثنين، هو فيلمه الثالث الذي نال عنه «غولدن غلوب» أفضل إخراج وأفضل فيلم.

بدا بالغ السعادة بتقدير نقاد الجمعية وصحافييها له الذي تجاوز تقدير أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي أغفلته عن ترشيحات جائزة أفضل مخرج، ولو أنه الآن يكرر أنه سعيد بالترشيح الذي ناله فيلمه في سباق أوسكار أفضل فيلم، «كيف لا أكون سعيدا وأنا هناك مع هنيكه وسبيلبرغ وآخرين؟».

كانت جائزتا الـ«غولدن غلوب» ما زالتا ساخنتين كالبيض الذي وضعته الدجاجة للتو، عندما التزم بوعده إجراء هذا الحديث في أكثر الأماكن بعدا عن الملائمة: في واحدة من حفلات ما بعد حفلة توزيع الجوائز.

·     هل تتوسم أن يكون فوز «أرغو» بجائزة الـ«غولدن غلوب» كأفضل فيلم تمهيدا لفوزه بالأوسكار بعد أسابيع؟

- لا أعتقد أنني أستطيع أن أتكهـن بذلك. أشعر الآن بسعادة كبيرة وثقة جيـدة بالفعل، لكن لا أستطيع ربط هذه الجائزة باحتمالات أخرى. أنا سعيد بأن الفيلم هو أحد الأفلام الخمسة المرشحة هناك، وهذا يكفيني. طبعا، سأكون سعيدا أكثر إذا فزت (يضحك).

·     هل هناك مد سياسي لأفلام هذا العام بشكل لافت؟ «أرغو» عن موضوع محتجزين أميركيين في طهران. «زيرو دارك ثيرتي» عن التخطيط لقتل بن لادن. «لينكولن» عن الرئيس وتشريعه المعادي للرق. «دجانغو بلاقيود» حول الموضوع نفسه.

- لا أستطيع إلا أن أوافقك على هذا المنظور. لكن السؤال الآخر الذي يراودني هو ما إذا كان كل ذلك نتيجة حالة طبيعية وأن هذه الأفلام وغيرها أنتجت معا بمحض الصدفة؟ جوابي هو أني لا أعتقد، وليس هناك من تخطيط لذلك. نعيش عالما يمر بفترة اضطرابات واسعة ولا يمكن للسينما أن تتجاهل ذلك.

·        كيف تكون في ذهنك أسلوب معالجة «أرغو»؟ ما الخيارات التي كانت مطروحة؟

- لم تكن هناك خيارات كثيرة أمامي. ربما أمكن تقديم هذا الفيلم في أكثر من صورة، يعود ذلك إلى كل مخرج ونظرته وما يرغب في إنجازه من ورائه. لكن بالنسبة لي، كان علي أن أجد كيانا يرضيني على أكثر من مستوى ويرضي الجمهور على أكثر من مستوى إذا أمكن.

·        تقصد المستوى السياسي كما الفني؟

- صحيح. بعد حين، كلاهما يصبح واحدا، وإلا لما تمكـن الفيلم من إنجاز ما يريد.

·     هل زرت إيران لكي تتطلع على مسائل تساعد على منح الفيلم تلك الدرجة من الواقعية التي مارست بها عملك؟

- لا، لم أفعل. وشكرا على ملاحظتك بما يتعلـق بواقعية الفيلم. رغبت في أن أكون دقيقا، وهذه الرغبة حدت بي لأن أتحرى عن إمكانية السفر إلى إيران. لكن الاستوديو (وورنر) لم يحبـذ الموضوع، على أساس أن سلامتي وسلامة فريق التصوير ستكون مهددة. بعد ذلك، سألت مسؤولين حكوميين، وكانت حجتهم قوية. قالوا لي إنني حتى لو ذهبت كفرد عادي، فإن الإيرانيين سوف يستغلـون المناسبة للقيام بحملة إعلامية مصورة. سيتقدم مني مسؤولون ويصافحونني أمام كاميرات معدة سلفا لهذه الغاية. واقتنعت بوجهة النظر.

·        لم تكن هناك معارضة رسمية في هذا الصدد؟

- لا.

·     الواقعية التي سألتك عنها لا تعني أنك لم تتدخل أنت وكاتب السيناريو لتأسيس نهاية تشويقية. كما قرأت نهاية الكتاب تختلف عن نهاية الفيلم.

- بالفعل، تختلف. لكن الفيلم ليس تسجيليا لكي يـطالب بأن يلتزم بما حدث، ما لا يتيح إمكانية الخروج عن الواقع. الفصل الأخير أردت له أن يمرر كل ما سبق بتجربة أعتقد لا بد منها. إنه ذروة التشويق الذي هو وسيلة سرد على شبه بأي فيلم سياسي - تشويقي من قبل.

·     رغم أن النظام الإيراني ديكتاتوري في الأساس، فإنك ابتعدت عن تنميط الإيرانيين ما أعتقد أنه رفع من شأن الفيلم. أعتقد أن المخرج يخسر إذا ما نمط الشخصيات المعادية عوض منحها وجودا حقيقيا. هل توافق؟

- جدا. لقد كان لدي خيار. لكن على المرء دائما أن يحرص على التفريق بين الناس والمسؤولين والقادة. قبل أن أبدأ التصوير، كانت لدي فكرة عن نظام الحكم الحالي في إيران، رغم ذلك سعيت للمزيد من المعرفة وسألت مخرجين إيرانيين مهاجرين، فإذا بالصورة أكثر سلبية مما كنت أعتقد. أنت كمخرج إيراني تعرض نفسك للاعتقال إذا ما خرجت عن النص. إنه نظام صارم في هذا الشأن.

·        كيف تعاملت مع الكتاب كمصدر معلومات؟ هل حاولت تحقيقه كما هو؟

- على العكس. كل ما أوردته مستخلص، في معظمه، من فصل واحد من كتاب توني منديز «سيد التنكر». لم أكن قرأت الكتاب حين خرج قبل ثماني سنوات، لكني قرأت عنه في مقالة لإحدى المجلات وأثارني ما فيه من معلومات. عند هذا الحد تريد أن تعرف ما إذا كنت ستجد مادة جيدة لفيلم سينمائي أو لا.

·        كانت هناك محاولة لاحقة لإنقاذ باقي الرهائن..

- نعم، حاولت الإدارة إرسال حامية عسكرية، لكن المهمـة كانت خطرة، لأنها كانت ستعرض الرهائن للقتل فيما لو لجأت السلطات الإيرانية للانتقام.

·        تستحق فيلما آخر؟

- (يضحك).. لقد قلت ما أردت قوله في هذا الفيلم. دع غيري يحاول.

الشرق الأوسط في

18/01/2013

 

اعتبره النقاد أفضل أفلام 2012

"المستحيل" حقيقة تحبس الأنفاس

إعداد: أشجان محمود  

مع بداية العام الجديد انطلق عرض فيلم “المستحيل” عالمياً، بطولة الممثلة البريطانية نعومي واتس والممثل الاسكتلندي إيوان ماكريجور ومن إخراج المخرج الإسباني خوان انطونيو بايونا، وكتب السيناريو سيرجيو جي سانشيز . الفيلم تدور قصته حول الأحداث المأساوية التي عاشتها أسرة إسبانية خلال قضائها إجازة الكريسماس في تايلاند في اليوم نفسه الذي ضرب فيه تسونامي سواحل المحيط الهندي عام 2004 .

عرض فيلم “المستحيل” لأول مرة في مهرجان “تورونتو” السينمائي الدولي بكندا في سبتمبر ،2012 ثم في إسبانيا في أكتوبر ،2012 وحصد إيرادات ضخمة قدرت بنحو 13 مليون دولار .

يعد الفيلم ثاني تعاون بين الممثلين نعومي واتس وإيوان ماكريجور، بعد ظهورهما سوياً في فيلم “stay” عام 2005 . وفيلم “المستحيل” إنتاج مشترك بين شركتين إسبانيتين هما “أباتشيز انترتاينمنت” و”تليسينكو سينما”، وبدأ تصويره في مدينة أليكانتي الإسبانية في أغسطس/ آب ،2010 ثم انتقل إلى تايلاند في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه .

قصة الفيلم حقيقية مأخوذة عن أسرة إسبانية، الأب رجل أعمال إسباني هو كويك ألفراز ولعب دوره إيوان ماكريجور، والأم ماريا ألفراز ولعبت دورها نعومي واتس، والابن الأكبر لوكاس قام بدوره الممثل الصغير توم هولاند، وتدور أحداثه عندما سافرت الأسرة لقضاء إجازة “الكريسماس” في تايلاند قبل ثماني سنوات، وخلال وجودها في أحد الفنادق الشاطئية هناك ضرب تسونامي ساحل المحيط الهندي، فأطاح بالفندق ومن فيه .

يحكي الأبطال الحقيقيون قصة الفيلم، وكيف تم تحويلها إلى فيلم سينمائي، لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، وهنا نص ما قالوه .

القصة تم سردها في الفيلم بذكر أغلب الأحداث الحقيقية التي وقعت فيه، فكانت الأم “ماريا” تدون كل ما تتذكره من أحداث، حتى الأحلام المفزعة والكوابيس التي كانت تطاردها في نومها وكانت تجعلها تستيقظ مفزوعة، كانت تدونها، وتعود وتتصل بالمخرج لتخبره بها .

تقول ماريا: خلال وجودنا حول حمام السباحة، كنت أقلب في صفحات الكتاب الذي أحضرته معي، وأدعو ابني لوكاس لتناول مشروب بارد، وكان يقف بجانبي كويك، والذي وصلته رسالة عبر “البلاك بيري” بوجود مشاكل في جهة العمل، وكان يعمل وقتها في شركة “جيليت” في اليابان، وأنه ربما يخسر عمله قريباً، فأخبرته بألا يقلق لأنه إذا حدث ذلك سأعود لعملي كطبيبة، والذي توقفت عنه للتفرغ لتربية الأبناء، وذهب بعد ذلك كويك للعب مع أطفالنا في حوض السباحة، وفي هذه اللحظة ضربت موجة تسونامي الشاطئ، بينما كان ابني الأكبر يخرج من حوض السباحة للعب بالكرة البلاستيك على الشاطئ .

سيطرت حالة من الفزع والرعب في المكان حيث قذفت الأمواج بالشاليهات، وارتطمت بالأرض، وغطت الأمواج الأطفال، وغمرت المياه الفندق .

تصف مايرا حالتها وقت إحساسها بالغرق قائلة: ظللت تحت المياه لفترة طويلة، وأتذكر كيف دفعتني لأحد جدران الفندق التي لم تتحطم ما جعلني ارتطم بها بشدة، وهذا ما أودى بحياة الكثيرين الذين ماتوا من شدة الارتطام بالحائط، وكنت أعتقد وقتها أن لحظة موتي اقتربت، ولكنني كنت أرى أنواراً كثيرة تحت الماء، وأنفاقاً كثيرة بها أنوار، وهذه اللحظات المخيفة كنا نسمعها من أشخاص في لحظات الموت، وكنت أتمنى وقتها لو أستطع أن أحدد موعد وفاتي حتى أستريح من هذا الإحساس المفزع، وكنت أرى أن الحياة لا تستحق العيش من دون أبنائي الذين من المؤكد أنهم لقوا حتفهم جميعاً .

تتابع ماريا: فجأة وجدت نفسي أصعد على سطح الماء ورأيت فرع شجرة تعلقت به، وسمعت صراخ ابني لوكاسا والمياه تقذفه أمامي، عندها شعرت أن الحياة جميلة وأنها تستحق أن أعيشها ولو مع ابن واحد فقط من أبنائي، وظللت أسبح وأنا متعلقة بالشجرة حتى وصلت إلى لوكاسا .

هذا المشهد كما وصفه النقاد يدمي القلب، لأنه تم تمثيله بحرفية عالية، ولم يتمالك المشاهدون أنفسهم من كثرة البكاء خاصة عندما كانت البطلة نعومي واتس (الأم) تنادي على ابنها وهي تصرخ “لوكاسا” (هولاند)، والابن يناديها “ماما” حتى احتضنا بعضهما، وتمسكا بالأشجار، وبعد فترة عادت موجة كبيرة ففرقتهما عن بعضهما، ثم التقيا مرة أخرى بعد انحسار الأمواج، ووجدا أنفسهما غارقين في الطين، وأصيبت الأم في فخذها الأيمن وكانت تنزف، فاكتشف لوكاسا أن عليه العناية بوالدته، وكان وقتها يبلغ العاشرة من العمر . وبعد فترة من وجودهما وسط الطين سمعا صراخ طفل، فكرا أنه ربما يكون أحد الأبناء سيمون أو توماس، ولكنهما عثرا على طفل صغير سويدي يدعى دانيال، وكانت ماريا قد نزفت كثيراً بسبب الجرح الذي أصابها، حتى أنقذهم بعض القرويين، وتم نقلها إلى المستشفى الذي كان يمتلئ عن آخره بالجثث والجرحى والمفقودين والذين يبحثون عن أفراد عائلاتهم، وأخبر الطبيب الابن لوكاس بأن والدته تحتاج إلى إجراء جراحة سريعة لإسعافها، ولكن الحظ ظل يعاثرهما، فبعد انتهاء الجراحة دوّن الطبيب اسمها خطأ وتم نقلها إلى مكان آخر فلم يستطع الابن العثور عليها في سجلات المستشفى واعتقد أنها ماتت .

على الجانب الآخر يروي الأب تفاصيل الأحداث التي عرضت كما هي في الفيلم قائلاً: كنت في حمام السباحة مع أطفالي، واستطعت الإمساك بتوماس وسيمون، وبدأنا نجري في اتجاه الفندق، إلا أن موجة ضخمة ضربتنا، جعلتني اصطدم بعمود في ساحة الفندق وأفقد الطفلين، ولكنني ظللت أقاوم وجودي تحت الماء التي جرفتني لمسافة طويلة ولم أستطع رؤية شيء أمامي غير المياه وقمم الأشجار من حولي، وجاءتني فكرة أن أتعلق بأحد الأشجار، عندها سمعت صوت توماس وكان معلقاً في قمة شجرة، أخذت أسبح في اتجاهه، وتسلقت الشجرة، ثم سمعت صوت سيمون البالغ من العمر خمس سنوات، وكان وقتها هو الآخر معلقاً في شجرة أخرى، وكان قد تعلم للتو السباحة .

فيلم “المستحيل” يظهر كيف التقى الأب بطفليه، لكنه لا يوضح كيف استطاع إنقاذهما .

يضيف الأب: عندما انحسرت المياه، أخذت طفليّ إلى مكان آمن في الفندق، وكان عليّ أن أقوم بالاختيار بين أمرين أحلاهما مر، إما أن أبقى معهما أو أتركهما للبحث عن ماريا ولوكاسا، ووجدت زوجاً آخر يبحث أيضاً عن أبنائه، فقررنا أن نواصل البحث سوياً .

من جهة أخرى، أثنى النقاد بشكل كبير على أداء كل من واتس، وكريجور، والطفل هولاند، ويرون أنهم استطاعوا تأدية أدوارهم بمهارة عالية، كما أعطى البعض الفيلم أربع درجات من خمس، وقال البعض الآخر إنه “من أفضل الأعمال السينمائية لعام 2012” .

تجاوز المحنة

يرى أفراد الأسرة أن هذا العمل الفني سيساعدهم على تجاوز المحنة التي مروا بها والتي ظلت ترافقهم ل 8 سنوات، وسيقربهم من الأشخاص الذين تواصلوا معهم خلال هذه الرحلة، ومنهم الطفل دانيال والذي عثرت عليه الأم، وتتمنى أن تعرف ما الذي حدث له بعد كل هذه السنوات .

داخل خزان مياه

عن الصعاب التي واجهت الممثلين في هذا الفيلم تقول نعومي واتس: كان العمل شاقاً، فقد قضيت ستة أسابيع داخل خزان من المياه مغطى بالحطام، ولكنني لم أكن حافية القدمين، فقد كنت أرتدي حذاء مطاطياً شديد الشبه بالقدم .

الخليج الإماراتية في

18/01/2013

 

افتتاح «دبى» يفوز بـ١١ ترشيحاً لـ«الأوسكار» و٤٤ فيلماً تتنافس على ٢٤ جائزة

بقلم   سمير فريد

أعلنت فى العاشر من يناير ترشيحات جوائز أوسكار ٢٠١٣ عن أفلام ٢٠١٢ فى مسابقة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية، فى دورتها الـ٨٥، وهى أعرق وأشهر جوائز السينما فى العالم. 

حصل ٤٤ فيلماً على ١٢٢ ترشيحاً لـ٢٤ جائزة: ٢٠ للأفلام الروائية «١٨ للأفلام الطويلة، وجائزة لأحسن فيلم أجنبي أى ناطق بلغة أخرى غير الإنجليزية»، و٤ جوائز للأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة والتشكيلية «التحريك» الطويلة والقصيرة.. ترشيحات وجوائز الأوسكار تتم عبر التصويت بين أعضاء الأكاديمية، وسوف يصوت الأعضاء لاختيار الفائزين فى الفترة من ٨ إلى ١٩ فبراير المقبل، ثم يتم إعلان الجوائز يوم ٢٤، وهو يوم ختام جوائز أفلام العام السابق. 

يعتبر الترشيح للأوسكار فوزاً فى ذاته قبل الفوز بالجوائز، وبالنسبة للأفلام الروائية الطويلة جاء فى المقدمة من حيث عدد الترشيحات «لينكولن» إخراج ستيفن سبيلبيرج «١٢ ترشيحاً»، يليه «حياة باى» إخراج آنج لى «١١ ترشيحاً»، الذى يعرض فى مصر الآن، وكان عرضه العالمى الأول فى افتتاح مهرجان نيويورك فى نوفمبر، وعرضه الدولى الأول - أى خارج بلد منشأ الإنتاج فى افتتاح مهرجان دبى فى ديسمبر، ويثبت مهرجان دبى بذلك ومن جديد أنه مهرجان دولى بحق، وكبير بحق، ويتربع على قمة المهرجانات السينمائية العربية من دون منافس، إلا مهرجان أبوظبى. وكلاهما فى دولة الإمارات التى لا منافس لها فى السياسات الثقافية اليوم بين الدول العربية فى مجال السينما سوى المغرب.. الأفلام المرشحة لـ«أوسكار» أحسن فيلم روائى طويل تسعة، وهى بترتيب الحصول على أكبر عدد من الترشيحات:

١- لينكولن «١٢».

٢- حياة باى «١١».

٣- الكتاب الفضى، إخراج دافيد أو روسيل «٨».

٤- البؤساء، إخراج توم هوبر «٨»

٥- آرجو، إخراج بن أفليك «٧».

والأفلام الثلاثة تعرض فى مصر الآن.

٦- حب، إخراج ميشيل هانكى «٥».

٧- جانجو طليقاً، إخراج كوينتين تارانتينو «٥».

٨- ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل، إخراج كاترين بيجلو «٥».

٩- وحوش البرية الجنوبية، إخراج بن زيلتين «٤».

وليس من بين هذه الأفلام سوى ثلاثة كان عرضها العالمى الأول فى مهرجانات، وهى إلى جانب «حياة باى»، الفيلم النمساوى «حب» إخراج ميشيل هانكى، الذى عرض فى مهرجان «كان» وفاز بالسعفة الذهبية، والذى يتنافس أيضاً للفوز بجائزة أحسن فيلم أجنبى، لأنه ناطق بالفرنسية، والفيلم الأمريكى «وحوش البرية الجنوبية» إخراج بن زيلتين، الذى عرض فى مهرجان صاندانس، وفاز بالجائزة الكبرى، وفى مهرجان «كان» فاز بجائزة الكاميرا الذهبية، وكان عرضه الأول فى العالم العربى فى مهرجان أبوظبى. 

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

17/01/2013

مقعدبين الشاشتين

السينما الأمريكية تنافس نفسها

بقلم : ماجدة موريس 

* أعلنت مساء الاحد الماضي جوائز "الجولدن جلوب" الأمريكية لأفضل الأعمال السينمائية عن العام الماضي. وهي جوائز تقدمها سنوياً جمعية المراسلين الاجانب في هوليوود عاصمة السينما الامريكية وهذا هو عامها السبعون. وهي ما تعني بالضرورة انها ليست جوائز أمريكية وإنما الجمعية التي تقدمها مقرها أمريكا أما اعضاؤها فمن كل الجنسيات التي تتابع وتكتب عن السينما الأمريكية. وأهمية هذه الجوائز تكمن في انها تأتي من هؤلاء الصحفيين الذين يكتبون عن هذه السينما برغم تعدد جنسياتهم ومواقع عملهم وهو ما يجعل ترشيحاتهم أشبه بتقرير دولي سنوي عن أفضل الاعمال التي قدمتها السينما في أمريكا ولهذا جرت العادة علي أن جوائزهم هي الأكثر مصداقية وهي التي تبشر صناع الأفلام وجمهورها بما سوف يحدث في حفل الاوسكار من اتجاهات وجوائز وبالتالي اصبحنا نحن الذين نكتب ونري الأفلام عن بعد ندرك أهمية جوائز "الجولدن جلوب" في التأثير علي الجوائز الأشهر وحيث تقرر ان يكون حفل الاوسكار هذا العام في 24 فبراير القادم بدلا من 8 مارس لكن من جهة أخري فقد اعلنت منذ أيام ايضا ترشيحات جوائز أخري كبري وهي جوائز "البافتا" البريطانية التي تقدم سنويا لأفضل الأعمال السينمائية وبعد فترة غير بعيدة سوف تعلن جوائز أخري مهمة هي جوائز "سيزار" الفرنسية عن أفضل اعمال السينما عام 2012 وهذه الجوائز السنوية الراسخة التي اقيمت في البداية من أجل دعم الانتاج السينمائي الوطني في كل دولة من هذه الدول الكبري قبل ان تتحول لدعم الانتاج الافضل عامة تذكرنا بأن المهرجان القومي للسينما المصرية قد أوقف منذ 2010 ولا توجد أنباء عن عودته حتي الآن بالرغم من أهميته البالغة في لفت النظر إلي صناعة السينما في مصر ودعم الأفلام الجيدة وكل عناصرها. 

* أول الملاحظات علي الأفلام المرشحة هو التنوع الشديد فيما بين التاريخي "حياة الرئيس لينكولن" والسياسي "قصة الرهائن الأمريكيين في إيران وقصة مقتل بن لادن" والاجتماعي "البؤساء" والرومانسي "حب" وغيرها من الأنواع وهو ما أوصل ثمانية أفلام إلي الترشح لجائزة أفضل فيلم في الأوسكار وهو عدد كبير يعني ارتفاع المستوي في كل الأنواع وصعود مواهب جديدة لمواقع رئيسية مثل النجم الممثل بن أفليك الذي اخرج لأول مرة فيلم "ارجو" أحد هذه الأفلام الثمانية المرشحة للأوسكار والذي حصل بالفعل علي جائزة أفضل مخرج لفيلم درامي في "الجولدن جلوب" وحصل الفيلم علي جائزة الافضل ايضاً.. ومن الجدير بالذكر ان بن أفليك انتزع الجائزة من مخرجين كبار منهم ستيفن سبليرج عن فيلمه "لينكولن" ومايكل هانكن "حب". 

* فاز فيلم "البؤساء" بجائزة أفضل فيلم كوميدي موسيقي ليسجل عودة السينما إلي التعامل مع الأدب الكلاسيكي بقوة وإعادة تفسيره بما يضيف له الكثير من المعانيص التي قد تتجاوز رواية فيكتور هيجو الشهيرة وهو ما تعبر عنه كتابات عدد كبير من النقاد المصريين بعد رؤيتهم للفيلم الذي يعرض الآن بالقاهرة والذي حصل ممثلاه هيوجا كمان وآن هاتاواي علي جائزتي أفضل ممثل رئيسي وأفضل ممثلة مساعدة غير ان ممثل آخر هو دانيل دي لويس الفرنسي حصل ايضا علي جائزة التمثيل الاولي للفيلم الدرامي عن "لينكولن" وايضا حصلت عليها جيسكا تشاشتين عن دورها في "30 دقيقة بعد منتصف الليل" عن مصرع بن لادن وهذه الجوائز تم تكرار اغلبها في ترشيحات "البافتا" التي اضيفت إليها ممثلة كبيرة هي هيلين ميرين عن دور زوجة المخرج الفريد هيتشكوك في فيلم "المعلم" وهو الفيلم الذي اضيف في بريطانيا لمجموعة الأفلام الامريكية خاصة وهو يقدم حياة المخرج الكبير الانجليزي الاصل وأضيف معه فيلم آخر وهو الجزء الأخير وسلسلة أفلام جيمس بوند والمعني من هذا كله ان السينما الامريكية مازالت هي سيدة السينما في العالم برغم كل شيء منها تأتي الافلام المهمة وأفلام التسلية فقط وعلاقتها بالسياسة لا تتوقف برغم كل ما يقال عن الحريات الأمريكية وهو ما تؤكده أفلام مرشحة وفائزة مثل "آرجو" الذي يقدم قصة الرهان الأمريكية الذين اختطفوا في إيران وتم تهريبهم بوسائل مبتكرة بعد أزمة هزت العالم منذ عشرين عاماً ثم "30 دقيقة بعد منتصف الليل" للمخرجة كاترين بيجلو الذي يقدم الشهور التي سبقت القبض علي بن لادن ومراقبته في أفغانستان وهو الفيلم الذي آثار أزمة في حين اعلنت وكالة الاستخبارات الأمريكية ان ما قدمه من مشاهد تغريب لبعض المعتقلين لدفعهم بالاقرار حول مكان بن لادن مشاهد تعذيب ولم تأخذ المخرجة تصريحاً بتصويرها.. أيا كانت الضجة هنا فمن الواضح ان صناعة الفيلم المتقنة دفعته إلي صدارة الجوائز.. وربما تصبح جوائز السينما الامريكية هذه دافعاً للاهتمام بالسينما المصرية في الأيام القادمة. 

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

17/01/2013

 

فيلم بن أفلك حصد جائزتي «غولدن غلوب»

في «أرغو» الهوليوودي «الإيرانيون لا يعرفون مكانهم»

زياد الخزاعي (لندن) 

«الإيرانـيون لا يعرفـون مـكانهم». تشـكّل هذه الجـملة أساس التمويه السينمائي وتكراره، الذي يعدّ الثيمة العامة في جديد المخرج بن أفلك «أرغو» (جائزتا «غولدن غلوب» أفضل فيلم وأفضل إخراج)، ليكون محطّ الأنظار حتى 24 شباط 2013، كي يحسم «الهَوَس الإيراني» في هوليوود أمره مع سبع جوائز «أوسكار» رُشِّح لها.

تعتقد قيادة الأزمات في «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» ان «الفرار البطولي» لستة دبلوماسيين ولجوءهم إلى منزل السفير الكندي في طهران، إثر اقتحام السفارة مع بداية ثورة الخميني في العام 1979، هما معضلة أكثر من كونهما ضمان أنفس. ذلك أن تهريبهم إلى الخارج شبه مستحيل، إذ لا يمكن تخفّيهم كمعلمين، لأن المدارس مغلقة منذ أشهر، ولا تنكّرهم كمغيثي أطفال مجاعة، لأن «دعايات الأميركيين تحمل صُوَر أطفال سود» لا يشبهون الفرس، كما يتهكّم أحدهم

قبل هذا، صرف أفلك الدقائق العشر من بداية فيلمه لتوثيق اجتياح السفارة الأميركية. صوَّر «استغلال» موظّفيها مواطنين إيرانيين من طالبي التأشيرات، واستخدامهم غطاءً للالتفاف على فوضى الموالين لآيات الله، والوصول إلى قلب المأمن الغربي

اشتغال أفلك شديد التراتب، تقليدي النبرة، مع هوس بمقارنة الأمكنة والملابس والأجواء والطباع. الخارج لا يمكن تمويهه، لأن الغرض الأهم إبراز قوّة الدهاء الغربي الذي لا يزوّر السحن والأسماء وحسب، بل إن إقدامه وشجاعته يجعلان من خدعة سفيهة تنطلي بيسر على «معتوهي» ثورة العمائم ومسؤوليها البـائسين، الذين لن يمسكوا فوارق اللكنة بين اللسانين الأميركي والكندي. هكذا تكون السينما في «أرغو» وسيلة غدر سياسي، وتعيير مخابراتي لثورويين انطلت عليهم «فقرة تمثيلية» و«جلسات مكياج»، مهّدت لعبور الهاربين منافذ مطار طهران بشوارب عساكره ولحاهم الكثّة (تأكيد مظهري لعدوانيتهم الشرقية) إلى «حرياتهم»، وكـتب المذكرات اللاحـقة التـي يوردون فيها مرارات الأسابيـع الطـويلة، ورعب التصفيات والدم، بعدما أنقذهم العميل السري الكتوم توني مينديز (بن أفلك)، البارع في «تسريب الأميركيين من براثن الأعداء».

قاد المقدام مانديز رعيّته الصالحة من دون عصا موسى، بل بتذاكر طـيران صـفراء اللون، أصدرها «مركز لانغلي» بعد صراع إداري مرير كاد يطيح رؤوسهم، لولا عناد العميل واعتداده بحنكته الاستخباراتية

لن يُخبرنا أفلك شيئاً عن تورّط هذه الرعية في «عمليات قذرة» أو «مهمات جاسوسية» في إيران، بل يُصوّرهم قطيعاً خدمياً صغيراً، انفـصل، لحـسن حظهم، عمّن احتجزوا في المبنى الضخم لـ444 يوماً. يصبح أمر تهريبهم رمزاً للعزّة الوطنـية الأميركيـة، وامتحاناً لعسر الأمّة وصبرها. نجاح مهـمة «أرغو» تكريم مشع لبنائي الـ«سي. آي. أي.» الأوائل، الذين حيّاهم السينمائي روبرت دي نيرو في عمله الملحمي «الراعي الطّيب» (2006)، وتحديداً شخصية إدوارد ويلسن المرعب بتكـتّمه وإصراره وقـسوته، التي تتـماهى إلى حدٍ مدهش مع ما لدى نظيره مانديز الحقيقي.

العملية وفكرتها حقيقيتان. أقنع مانديز منتجاً (ألن أركن) وماكييراً (جون غودمان) في هوليوود بتأسيس شركة بمال الوكالة، لإنتاج فيلم خيال علمي عنوانه: «أرغو»، وهو اسم السفينة في الحكاية الأسطورية «جيسن والعمالقة». جاءه إلهام الخطة من متابعته «معركة كوكب القرود» (1973) مع ابنه. تجتاز الحيلة امتحانها. يسير مانديز بشجاعة نادرة، وبقامة مديدة لأمبريالي لا يهاب الموت في بازار العاصمة، بحجّة معاينة مواقع تصوير، وفي جيبه ستة جوازات سفر كندية، مخترقاً طهران كلّها إلى مطارها، ثم إلى الحرية التي يرمز لها بفجاجة إعلان مضيفة الخطوط السويسرية: «تقديم الكحول بات مسموحاً على الطائرة». 

تمويه السينما وإغواءاتهـا رمزان لهـما دلالات سياسية بيّنة، عندما يختتم أفلك ومعه شريكه في الإنتاج جورج كلوني عملهما بدمى أشرطة خيال علمي شهيرة، كـ«حروب النجمة» و«ستار ترك» و«كوكب القرود» وغيرها، تتناسخ إلى تحيات لأفـضالها في إتمـام خدعة سينمائية أنقذت سـتة أفراد، بينـما تخلّت بلؤم عن ملايين الإيرانيين يعانون العسف وظلام الجُبب.

السفير اللبنانية في

18/01/2013

 

"دجانغو المحرَّر" يفخخ ذاكرة العبودية في أميركا!

هوفيك حبشيان 

من مصادفات البرمجة ان يحلّ في بيروت خلال شهر واحد فيلمان عن فصل قاتم من التاريخ الأميركي: زمن استغلال البيض للسود، وزمن الرقّ الذي يبدو ان السينما تعود اليه اليوم، ليس من دون ان تولّد هذه العودة سجالاً، محمّلاً العتب والملامة بين الأميركيين.

استعادة التاريخ تلهب تأويلات، أظهر مجمل ما حصل من أخذ ورد كلاميين في الأسابيع الماضية، أنها لا تنال بركة أصحاب البشرة السمراء، الفئة العرقية التي وقعت ضحية الرقّ في أميركا ما قبل حقبة التمدن. نبش الذاكرة موجع دائماً، وأن يكن للتصالح مع الذي فات. فكيف اذا وجد ذوو البشرة الداكنة أنفسهم قبالة فيلم تتكرر فيه كلمة "نيغر" مئات المرات؟

فيلمان اذاً، الأول هو "دجانغو المحرَّر" لكوانتن تارانتينو ــ في صالاتنا بدءاً من اليوم. أما الثاني فهو "لينكولن" لستيفن سبيلبرغ (31 الجاري). الغريب أن كلاًّ من الفيلمين يكمل الآخر، من دون ان يكون هناك اتفاق مسبق بينهما. ذلك ان تارانتينو ينهي فيلمه في المكان الذي يباشر منه سبيلبرغ طرح رؤيته لتاريخ بلاده. والتاريخ، في جوانبه الغامضة والسجالية، لا يُمكن الا ان يكون مادة سينمائية ملهمة يجد فيها مخرجون من امثال تارانتينو وسبيلبرغ ضالتهما. عبر نكء هذا الجرح في الجسد الأميركي السقيم، شرّع تارانتينو وسبيلبرغ النقاش، مع امكان ان يساهم هذا في إشهار الأسئلة المثيرة المتعلقة بالحقبة تلك، حقبة قال عنها المخرج الأسود سبايك لي، مستهجناً: "... كانت عبارة عن هولوكوست وليس فيلم وسترن". طبعاً، كلّ الغضب الذي ينهال على تارانتينو اليوم يشير الى حجم التابو الذي اسقطه

"دجانغو المحرَّر" يبدأ في تكساس، جنوب أميركا، قبل سنتين من اندلاع الحرب الأهلية. صياد الجوائز الدكتور شولتز (كريستوفر والتس) يشتري الأسير الزنجي دجانغو (جيمي فوكس) من اصحابه، في حركة مسرحية تفتتح الفيلم الثامن لصاحب "اقتل بيل". مقابل تحريره من اغلاله، يتعين على دجانغو أن يساعد معلّمه الجديد الرحوم في قتل ثلاثة أشقاء من قطّاع الطرق يطاردهم شولتز، طمعاً بالمال الذي تدفعه السلطات لمن يأتيها برؤوسهم. بيد أن في بال دجانغو همّاً آخر: البحث عن حبيبته برومهيلدا (كاري واشنطن) التي اضطر للانفصال عنها، وكل احلامه تدور مذذاك في فلكها. شولتز ودجانغو سيشكلان معاً الثنائي الذي يحتاجه تارانتينو لينطلق في "وسترن" غرائبي، صعوداً ونزولاً على امتداد اراضي الجنوب الشاسعة والقاحلة. وسترن فيه توقٌ إلى الحرية وبحث عن العدالة وفق المفهوم الانتقامي للكلمة. بعد النازية في اربعينات القرن الماضي في "سفلة مجهولون"، هاكم الاستعباد في اميركا القرن التاسع عشر!

لا حاجة للقول ان كل شيء سيكون وفق ذائقة تارانتينو، عاشق الأفلام المشغولة بعجل. هذا الذي يؤلّه سيرجيو ليوني، والـ"سلاشرز"، والسينما المعروفة بـ"استغلال السود" وأفلام الحركة والكونغ فو. نعم، كل شيء عنده عالق في ذلك الهاجس الذي لا يقهر، فيلماً بعد فيلم، عاماً بعد عام. عبر استعارة قليل من كل شيء، انجز تارانتينو فيلماً هجيناً، يقفز فيه الشريط الصوتي من انيو موريكوني الى موسيقى الهيب هوب فلحن "فريدوم" لريتشي هافنز، حدّ اننا نكاد ننسى ان المسألة هي واحدة من أكثر المسائل جدية: العبودية في الولايات المتحدة. هذه الجدية ستبقى حكراً على دجانغو. مع التذكير بأنه لا يمكن الاعتماد على نظرة تارانتينو كرواية رسمية للعبودية في اميركا. نحن هنا في عمق الباروديا

الطرافة التارانتينية في الجزء الأول من الفيلم يعود فيها الفضل الى اداء كريستوفر والتس في دور شولتز. فلنقلها من دون تردد: والتس حضورٌ أوروبيّ ثقافويّ في مواجهة زمرة من البرابرة الأميركيين والهمج الجنوبيين. شولتز رجل أنيق يدرك مَن هو موزار ويعرف ان ثمة دماًَ أسود يجري في عروق الكاتب ألكسندر دوما (صاحب أشهر رواية انتقام  ــ "مونتي كريستو"). نمسوية والتس تخرج من مسامات جلده واطراف شاربيه وبؤبؤ عينيه، خصوصاً في كل لحظة يشدّ فيها على الحرف الأخير من كل كلمة، بعد لحظة تلكؤ ما. هذا الممثل يحمل الفيلم على كتفيه، يعقمه ويجعل منه مادة قابلة للاستهلاك. انه سيناريست الفيلم ومخرجه، والشخصية التي تتأبط ما كان يسمّيه هيتشكوك بالـ"ماك غوفين". اذ ان دجانغو، هذا العبد الذي سيمتطي حصاناً ليرافق شولتز، سرعان ما سيكون محلّ استغراب عند الأميركيين البيض، ليتجسد، في نهاية الجولة، السؤال كله في الآتي: ماذا يريد شولتز من هذا الزنجي ليضعه في مرتبة الرجل الحرّ؟ المهمومون بهذا السؤال لا يعرفون ما نعرفه كمشاهدين او ما نريد أن نقتنع به: شولتز معحب بدجانغو مذ عرف ان حبيبته تتكلم الألمانية. سنراه في ما بعد، يشيّد أسطورة حول الجرمانية تلك. فجأة يعود الينا بالزيّ الوهمي للنازي الذي اضطلع بدوره في "سفلة مجهولون"...

كنا نتوقع فيلماً تحية لسرجيو ليوني، فوجدنا أنفسنا امام عمل أقرب الى اسلوب فرانكو نيرو وسام بكينباه وكلاسيكيته البديعة (الحكاية تتبع سرداً خطياً لدى تارانتينو هذه المرة) مع احالات سينيفيلية على نوعية درجت في السبعينات. هناك مشهدية مؤسلبة، عنف يصبح جزءاً من ادبيات الصورة وجمالياتها، نصّ بصري يعمل وفق منطق الاحتقان/ التفريغ الى حين وصولنا الى الانفجار الشامل. طوال الفيلم، سيتعامل تارانتينو مع شخصياته بجدية منقوصة، جاعلاً منها ابطال الحكايات المتسلسلة (BD). حيناً يغيظنا فنشعر بالخزي، وحيناً آخر نخدر العاطفة لننجرف في سيل اللقطات المتعاقبة تعاقباً جهنمياً.

ثم هناك الاخراج الذي يكاد يكون ممسرحاً في بعض فصول فيلم يبسط سلطته على 164 دقيقة. لا شيء يأتي دفعة واحدة، بل ينبغي لنا الانتظار كثيراً في بعض الأحايين للوصول الى لحظة نشوة، لذا يعمل السيناريو وفق نظام تصاعدي يتبلور ضمن حلقة ايقاعية تتباطأ وتتسارع، بحسب رغبات المخرج، وهي رغبات لها منطقها الخاص

هذا فيلم يؤمن بالكلام الأنيق وينتصر للحرية، ولكنه يذعن ايضاً لحقيقة العالم، الذي لا ضرر من كشفها: كل شيء يولد من العنف، من الوحشية. وهذه النزعة الى العنف البهيمي لدى تارانتينو، الذي استوعب أفلامه كلها، يجد هنا حضناً دافئاً، ولكن لا يجد البُعد الطريف الذي كان يلقاه سابقاً. تعرض العنف لدى تارانتينو الى لطشة شيخوخة وفقد معها ظرافته الأصلية. "دجانغو" هو عن الحاضر بقدر ما هو عن الماضي. هنا اهميته وهنا جانبه المفخخ. لطشة الشيخوخة جعلت واحداً من أكثر السينمائيين تأثيراً في الوعي الشبابي أكثر نضجاً ولكن اقل براءة. أخاله يراقب المشهد الخلاصي في آخر الفيلم وهو ينتظر من يفكّ قيوده من طموحاته التي لا تتسع لها كل هذه السينما المتوحشة.  

hauvick.habechian@annahar.com.lb

¶ Django Unchained ــ يُعرض حالياً في الصالات اللبنانية (التفاصيل في الصفحة ما قبل الأخيرة). نال جائزة أفضل سيناريو (تارانتينو) وافضل ممثل في دور ثانوي (والتس) في حفل "الكرة الذهبية"، وهو مرشح لخمس جوائز "أوسكار". ستعلن النتائج في 24 شباط المقبل.  

النهار اللبنانية في

18/01/2013

 

أسامة الشاذلي يكتب عن فيلم ( أرجوو ) :

تخلى عن قناعاتك لبعض الوقت  

هل تستطيع السينما تغيير قناعات المشاهد الشخصية؟.. سؤال مهم وإجابته : نعم هي تستطيع ولو حتى لبعض الوقت.

هذا تماماً ما يفعله فيلم ارجوو ( Argo ) في مشاهديه الذين يكرهون السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويعتبرون وكالة الاستخبارات الأمريكية سي أي إيه أعتى منظمة داعمة للإرهاب في العالم، كذلك هؤلاء الذين يرفضون استضافة طغاة العالم الثالث في أي دولة، ويطالبون بتسليمهم لشعوبهم.

يجبرك الفيلم على أن تتعاطف مع المخابرات الأمريكية وعمليتها لتحرير ستة رهائن فروا من السفارة لمنزل السفير الكندي وظلوا بداخله لمدة 10 اسابيع، قبل أن تقرر وزارة الخارجية بمعاونة المخابرات تنفيذ العملية "أرجو" لإخراجهم من طهران ومن ثم إيران.

وعلى عكس تلك الأفلام التي تعمل على تمجيد الرموز الأمريكية يعالج الفيلم موضوعا شديد الإنسانية بناء على قصة واقعية أعطت للفيلم مصداقية عالية.

*****

يقدم الفيلم بن أفليك كمخرج من طراز خاص، نجح في تقديم القصة بطريقة معبرة للغاية بداية من الرسوم المتحركة التي تشرح التاريخ الإيراني في القرن العشرين ثم الانتقال للغضب العارم عند اقتحام السفارة الأمريكية بواسطة الثوار الغاضبين من استضافة الشاه، من خلال صورة مشوشة ولقطات سريعة متحركة توحي بالارتباك.

ومن خلال السيناريو الذي كتبه كريس تريو والتي كانت شخصيات المختطفين سطحية للغاية، نجح طاقم العمل على تجنيب الكراهية للغطرسة الأمريكية، من خلال تعاطف المشاهد مع مجموعة هاربة من القهر وخائفة من الإعدام، مع حرص هائل على بث العديد من التفاصيل التاريخية الدقيقة، والتي استعرضها الفيلم في تتره الختامي مقارنة بالتفاصيل الحقيقية ليؤكد تفوقه - ويستعرض عضلاته -.

ليعطي بن افليك درساً إخراجيا في كيفية تقديم الأفلام التاريخية والحرص على ابسط التفاصيل من ملابس وديكورات وحتى ذلك المكياج الرائع الذي جعل المخطوفين يتشابهون تماما مع الشخصيات الحقيقية، وهو ما لن يؤثر على المشاهد، لكن سيضع طاقم العمل في حالة تفاعلية تزيد فيها المصداقية.

*****

نعم تعاطفت مع المخابرات الأمريكية لمدة ساعتين هي عمر الفيلم، وصرخت سعيداً بعبور الطائرة التي تحمل الرهائن الستة المجال الجوي الإيراني، من خلال فيلم رائع يستحق الفوز بجائزة الجولدن جلوب، لكني أعود فوراً إلى قناعاتي بعد النهاية، منتظراً الفيلم الذي قررت فيه إيران الرد على هذا العمل، سعيداً بكشف التعاون الخفي ما بين هوليوود والـ سي أي إيه خلال أحداث الفيلم.

أحمد عبد المنعم رمضان*:

أغنية بؤساء غاضبين  

كانت ليلة دافئة بشهر يونيو, عندما بات الثوار خلف ما بنوه من سد يحتمون به بعدما أخترقوا جنازة الجنرال لامارك فى مجموعات , كل من عشرين شخصا, حيث لا يسمح القانون الفرنسى بحينها باحتشاد أكثر من عشرين شخصا, اخترقوا الجموع وانتظموا فى صفوف خاضت معارك دامية مع الجنود الفرنسيين, باتوا ليلتهم خلف المتاريس المقامة من حطام المنازل وبقاياها, وعندما انسدل ستار الليل ,نام بعضهم وبات البعض منتظرا المد الشعبى . بدأت الشمس فى السطوع , فوقف أحد قادتهم خافضا سلاحه منهزما وقال لهم بلهجة منكسرة " الشعب لم يستجب لنا, علينا أن نعود , لقد هزمنا."

أجابه آخر بأن عليهم إكمال ما بدأوه , أن يستمروا بالرحلة لآخرها, لعل كفاحهم أو موتهم يبثوا فى الشعب من روحهم روح الثورة, تقدم الطفل الأشقر أمام المتاريس وقادهم لغناء نفس الأغنية التى رددوها فى البار أثناء تخططيهم ورسمهم لأخر خطوط حلمهم " Do you hear the people sing , singing the song of the angry men "...

"هل تسمع غناء الشعب وهو يشدو أغنية الغاضبين؟ هو صوت الشعب الذى لن يصبح عبدا من جديد. عندما تتناغم ضربات قلبك مع دقات الطبول. ستبدأ حياة أخرى عندما يأتى الغد الجديد ".

انتهت تلك الانتفاضة التى قادها شباب العمال وأصحاب المحال كسلسلة من الانتفاضات المستمرة لسنين, انتهت بين ليلة وضحاها –حرفيا- , بعدما شهدت مواجهة دامية بين ثلاثة آلاف ثائر, وثلاثين ألفا من الجنود.

كانت من عادات فيكتور هوجو, كاتب رواية البؤساء, أن يذهب إلى الحدائق الباريسية , يحتضن ألوانها الزاهية بينما يكتب أعماله المخلدة , وكذلك كان بهذا اليوم, الخامس من يونيو 1832, عندما سمع أصوات طلقات الرصاص بسماء باريس, تسلل خارج الحديقة واندس بين الاشتباكات, أختبأ بأحد الأزقة متابعا تبادل النيران ومحتميا من الرصاص حتى عاد إلى بيته مع مطلع الفجر بهزيمة الثوار. كان ذلك قبل أن ينشر روايته عن أحداث هذا اليوم وليلته بعد مايزيد عن ثلاثين عاما.

عاد العالم بصباح يوم 6 يونيو كما كان عليه بالخامس من يونيو بعدما سقط 93 قتيلا من الثوار و73 من صفوف الجنود, أنطفأت نيران الغضب بعد هذا اليوم لستة عشر عاما وعادت باريس إلى هدوء طويل قبل انطلاق ما سمى لاحقا بالربيع الأوروبى, وشارك فيها فيكتور هوجو نفسه بشكل أكثر فاعلية, وانتهت انتفاضة 48 فى فرنسا بتتويج نابليون الثالث رئيسا للجمهورية بعد أن حظى بتأييد شعبى حقيقى وكبير, فأسس نابليون الثالث الجمهورية الفرنسية الثانية قبل أن ينقلب عليها ويعلن نفسه امبراطورا للبلاد بعد ثلاثة أعوام, استمرت امبراطورية نابليون الثالث ثمانية عشر عاما حتى سقطت وقامت الجمهورية الفرنسية الثالثة.

الغريب بالأمر أن انتفاضات الربيع الأوروبى ب 1848 انتهت جميعا بالفشل.

فيلم (البؤساء )المنقول عن النص المسرحى لرواية فيكتور هوجو يستمر فى سرد أحداثه باخلاص كبيرإلى النص الروائى الطويل الذى كتب فى 365 فصلا بعدد أيام السنة, على مدار عما يزيد عن الساعتين والنصف ننتقل فيهم عبر أزمان وشخصيات وجيلين مختلفين.

يبدأ الفيلم مثله فى ذلك مثل الرواية بمشهد خروج جان فالجان من السجن بعد تسعة عشر عاما عقوبة اتهامه بسرقة كسرة خبز, حيث يغنى السجناء أثناء تأديتهم لأعمالهم الشاقة تحت أعين الضابط خافير بنظراته الجامدة, يغنون بأصواتهم الغاضبة منشدين " أنظر لأسفل وشاهد الشحاذين عند قدميك, أنظر لأسفل وأظهر بعض الرحمة لو كان بمقدورك, أنظر لأسفل على رفيقك الانسان."

الفيلم الموسيقى الغنائى يتنقل بنا بين عوالم الرومانسية والنضال والبؤس, دون جملة حوارية واحدة. انتابات بعض الممثلين مبالغات مسرحية فى الأداء كسمانثا باركس (فى دور ايبونين) أو راسل كرو (خافير) فى مشهد انتحاره الذى أمتد أكثر مما تحتمل حساسية المشهد. ولكن رغم مسرحية أدائهم, لم يهرب ايقاع الفيلم من بين يدى المخرج فى ظل أداء متقن بأغلب الأحيان, وكان المخرج الشاب الفائز بأوسكار 2011 عن فيلمه الرائع (خطاب الملك), توم هوبر, يتبع بفيلمه الثالث أسلوبا غير معتاد فى تصوير الأفلام الغنائية , حيث اعتمد على الغناء الحى للممثلين أثناء التصوير ولم يلجأ لل playback كما يحدث بأغلب الأفلام الموسيقية. وكان غرضه أن يتفرغ الممثلين لأداء دورهم باتقان وأن يندمجوا فى بث احاسيسهم دون انشغال بتحريك شفاهم. كان الممثلين يضعون سماعات صغيرة بآذانهم كى يتابعوا الموسيقى أثناء غنائهم, وكذلك قام هوبر بتصوير بعض المشاهد بهاندى كام ( كاميرا محمولة) تاركا للممثلين حرية الحركة ليعبروا عن احاسيسهم بطلاقة وعفوية, وقد أتت محاولاته بثمارها, وتألق الممثلين بأدوارهم وبالخصوص هيو جاكمان فى دور جان فالجان, الذى أبدع غناء وتمثيلا وشكلا, حيث بدا عجوزا منهكا بآخر مشاهد الفيلم. صام جاكمان ,الذى فقد ما يزيد عن العشر كيلوهات من وزنه من أجل أداء الدور, صام 36 ساعة عن الشرب والسوائل لتبدو عليه علامات العجز والاعياء وقاموا بتصوير مشاهد موته بأجواء سقيع شديدة مما أرهق صوته وحشرجه أثناء غنائه أغنية الموت.

مشاهدة فيلم بهذا القدر من الجودة والاتقان والشاعرية هو فعل انسانى جدا, ومتابعة رحلة أبطاله تبث فى النفس روحا من ثوريتهم . قد ترهقك كثرة الأغانى ولكنك ستجد نفسك متورطا فى الاستمتاع بها, باستثناء الدقائق الخمسة عشر الأخيرة التى أتسمت بالمبالغة والإطالة , تمهيدا لمشهد النهاية الكبير, عندما يتجمع الثوار وموتاهم, وجان فالجان وفانتين بعد موتهما متصدرين الحشود , ويغنون جميعا بصوت جمعى هادر ببهجة ووهج المنتصرين رغما عن هزيمتهم أغنيتهم المتكررة عن الشعب الغاضب " Do you hear the people sing ? "حاملين أعلام بلادهم والأعلام الحمراء خلف المتاريس التى تسترخى عند سفحها جثث الجنود, يبشروننا من مثواهم بعالم أفضل قادم وبآمالهم وأحلامهم التى ستتحقق.

قد تدمع عيناك أثناء هذا المشهد أو ذاك لأنك سترى علاء عبد الهادى واقفا يغنى معهم, سترى الشيخ عماد عفت فى القسيس الذى يستقبل الشهداء ويرشدهم إلى الجنة, سترى جيكا واقفا خلف المتاريس, سترى الألتراس فى حماسهم ومحمد محمود فى جرأتهم, سترى نفسك وانت تختبئ خلف الأسوار, سترى فصلا أصيلا من حياتك يجسد فى أراض وأزمان مختلفة, وسترى هزيمتهم واستبشارهم بالنصر, وستحزن وتتفائل بآن واحد.

* روائى مصرى

البداية المصرية في

18/01/2013

 

إشادة نقدية بالطفلة كوففينزهان ويلز بعد ترشحها للأوسكار

كتبت - رانيا علوى 

بعد ترشح الطفلة كوففينزهان ويلز ذات التسع سنوات للتنافس على جائزة الأوسكار هذا العام فى دورته الخامسة والثمانين عن دورها فى فيلم  «Beasts of the Southern Wild» تصدرت صورها عددا كبيرا من الصحف والمجلات، وكتب عنها الكثير من النقاد يشيدون بأدائها

الكاتبة نيكول سبيرلينج فى «Los Angeles Times» قالت: إن ترشح كوففينزهان لجائزة مهمة كهذه سيمنحها فرصة عظيمة للالتقاء بعدد كبير من النجوم حول العالم، وقالت نيكول على لسان الطفلة إنها تتمنى لقاء كل القائمين والعاملين بديزنى.

بينما كتبت مادلين بوردمان فى موقع «huffingtonpost» أن كوففينزهان ويلز استطاعت أن تبدأ فى كتابة تاريخها الفنى بمجرد ترشحها لجائزة أفضل ممثلة بالأوسكار فى دورته الخامسة والثمانين، وبذلك تصبح ويلز أصغر المرشحات لنيل هذه الجائزة وسط أسماء كبيرة ومهمة، فتنافس كوففينزهان ويلز كلا من: إيمانويل ريفا عن فيلم «Amour»، وجنيفر لورانس عن فيلم «Silver Linings Playbook» وجيسيكا شاستين عن فيلم «Zero Dark Thirty» وناعومى واتس عن فيلم «The Impossible».

وكتبت عايشة هاريس فى «slate» عن الطفلة كوففينزهان مقالا بعنوان «نعم الأطفال أيضا يمثلون» وذلك بعد عرض فيلمها «Beasts of the Southern Wild» فى سانداى فيستيفال، حيث أشادت عايشة بأداء ويلز التى تقدم شخصية هوشبوبى، وأن ترشح ويلز للأوسكار بجانب نجوم كبار لهم أعمال ضخمة سيدعم الطفلة طوال مشوارها الفنى.

وقد تم ترشيح عدد كبير من الأطفال على مر السنين لنيل جائزة الأوسكار، وكان منهم جوستين هنرى فكان عمره حينها ثمانى سنوات وذلك عن دوره فى «Kramer vs. Kramer» عام 1979، فكان جوستين مرشحا عن فئة أفضل ممثل مساعد، كما رُشح شاكى كوبر فى عامة التاسع لينل جائزة أفضل ممثل عن دوره فى «Skippy» عام 1931، وفى عام 1962 تم ترشح النجمة هارى بادهام كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى «To Kill a Mockingbird»، وبراندون دولوايد رشح لأفضل ممثل مساعد عن «Shane» فى 1953.

أما تاتوم أونيال فى عامه العاشر فتم ترشحه للأوسكار عام 1973 لنيل جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى «Paper Moon»، وأبيجال برسلين رٌشحت نيل أفضل ممثلة مساعدة لعام 2006 عن «Little Miss Sunshine»، وآنا باكين التى تم ترشحها حين كان عمرها أحد عشر عاما عن دورها فى «The Piano» عام 1993.

اليوم السابع المصرية في

17/01/2013

 

"البؤساء".. الخلاص بالحب والخلاص بالحلم!

محمود عبد الشكور 

يقدم الفيلم البريطانى  les miserables المأخوذ عن رواية فيكتور هوجو الشهيرة نموذجاً مدهشاً للطريقة التى يتم بها تقديم دراما موسيقية تتفاعل مع روح العمل الأدبى، تنقل مضمونه وفكرته من خلال الغناء والموسيقى، وتستخدم فريقاً فنياً إحترافياً يجعلنا نكتشف من جديد قصة إنسانية نكاد نحفظها بكل تفاصيلها.

الفيلم ليس مقتبساً مباشرة عن الرواية، ولكنه يمثّّل إعداداً سينمائياً لمسرحية موسيقية بنفس العنوان، نحن بالأساس أمام تكثيف لأحداث رواية ضخمة، ومحاولة لحصر الأماكن المتعددة واختزالها، ولكن النجاح الأهم فى اختيار تلك المواقف الإنسانية التى تصلح لكى يترجمها الغناء، نستطيع وقد شاهدنا الفيلم أن نتحدث عن نجاح مذهل فى هذا الصدد، مع نجاح جيد فى استخدام إمكانيات السينما الأكثر تأثيرا،ً وخصوصاً فى مشاهد الحركة والخدع والمؤثرات البصرية.

البؤساء كما ظهروا فى أحدث طبعاتهم، لم يقللوا شيئاً فى التعبيرعن معاناتهم، بل إن الجانب العاطفى فى الفيلم قوى ويهز المشاهد من الأعماق، لم ينتقص السيناريو أيضاً من الخلفية السياسية للأحداث خصوصاً فى نصفه الثانى، والآجمل أن طرفى الصراع المعروفين وهما جان فالجان وجافيير، قُدما بصورة تكشف عن وعى وعمق، عبّر الفيلم بالغناء والموسيقى عن منطقيهما ببراعة، كما أضاف لهما تساؤلات تجعلهما تجسيداً لتيارين يتعاملان مع الإنسان من زاويتين مختلفتين.

روح الرواية التى نقلها الفيلم هو التعاطف الكامل مع الطبيعة الإنسانية الخيّرة، والانحياز المطلق لفكرة الرحمة التى تسبق العدل، والرفض الواضح لأى قانون جامد وأحمق يجعل من الإنسان رقماً، تنسجم هذه النظرة تماماً مع كلمات هوجو التى قدّم بها روايته حيث قال :"تخلق العادات والقوانين فى فرنسا ظرفاً إجتماعياً هو نوعٌ من الجحيم البشرى، فطالما توجد لامبالاة، ويوجد فقرعلى الأرض، فإن كُتباً كهذا الكتاب، ستكون ضرورية دائماً".

الإطار السياسى

تبدو شخوص الرواية الشهيرة وكأنها تدفع ثمن ما انتهت إليه الثورة الفرنسية، من التصفيات بالمقصلة، الى صعود نابليون وانكساره، بدا كما لو أن شعارات مثل الحرية والإخاء والمساواة مجرد عناوين، الإطار السياسى لأحداث رواية البؤساء يمتد من سقوط نابليون الى الثورة الفاشلة عام 1832، سيتضح أكثر فى الفيلم ما سيقود إليه الفشل السياسى والعسكرى من زيادة الفقر والبؤس، سيتحول تمرد جان فالجان الفردى الى محاولة تمرد جماعى، وسيقترح الفيلم طريقاً رومانتيكياً للخلاص بالحب وبالحلم، وبقدر إدانة المنطق الأحمق الذى يمثله جافيير، سيتعاطف الفيلم مع منطق فالجان والثوار معاً، سيُبعث الموتى والضحايا من جديد، لكى يقدموا أغنية للمستقبل.

وبينما يبدأ الفيلم بالمساجين الذين يمارسون الأشغال الشاقة وهم يرددون بصوت مهيب "اخفضوا عيونكم"، ويكادون يعيشون بلا أمل غير واثقين من وجود إله، ولا يؤمنون إلا بوجود الجحيم، فإن النهاية متفائلة تماماً، الذين عانوا وضحّوا يعودون ليحتلوا الميدان، يرفعون أعلامهم، ويبشرون بيوم جديد، رؤوسهم الى أعلى، وخلفهم آلاف الثائرين.

تتابع الدراما الموسيقية جان فالجان فى مراحله المختلفة، من لص يقضى عقوبته، ويحمل رقماً هو 24601 ، الى عمدة يحمل اسم مادلين بعد ثمانى سنوات من الإفراج المشروط عنه، وصولاً الى رجل ثرى يقوم برعاية الطفلة كوزيت، التى تركتها أمها البائسة الراحلة، وكانت تعمل فى مصنع يمتلكه مادلين/ فالجان، وتتابع الدراما، على الطرف الآخر، الضابط جافيير، من السجن الى المدينة، وصولاً الى محاولته خداع الثائرين، وانكشاف أمره، ثم مواجهته لنفسه، وانتحاره، فشل ن يتغيرّ، كان صلباً فانكسر، ربما كان سيتعذب إذا استرجع ماضيه وسلوكه الذى لم يستطع الصمود أمام تسامح جان فالجان.

دخل جان فالجان السجن لأنه سرق رغيفاً لأن ابنة شقيقته كانت جائعة، حُكم عليه بخمس سنوات فقط، ولكنه كان يحاول الهرب فيُحاكم من جديد، بعد عشرين عاماً يطلقون سراحه، ولكن بشرط أن يمتثل للعودة فى أى وقت، يحمل معه وثيقة تؤكد أنه مجرم خطير، بالطبع لن يجد عملاً على الإطلاق.

وحده القس الطيب يفتح له أبواب الكنيسة، وحتى عندما يسرقه جان فالجان، يدّعى القس أنه هو الذى منح مضيفه "المحترم" الفضيّات المسروقة، بل ويمنحه تحفتين إضافيتين، فى مونولوج غنائى بديع، تستيقظ روح جان فالجان، يقرر أن يمنح روحه لله، يلقى بشهادة السجن فى الهواء، ترتفع الكاميراً الى الفضاء، لتصاحب ورقة شجر تتراقص فى سعادة.

يمكن أن تعتبر البؤساء، الرواية والمسرحية والفيلم،  مجرد حكاية عن حلم البداية الجديدة، جافيير هو الذى يحاول أن يدمر بدايات فالجان الجديدة، وهو أيضاً الذى يحاول إفشال ثورة البؤساء فى باريس، ورغم الظروف القاسية التى تجعل فانتين (آن هاثواى) تبيع شعرها لكى ترسل عشرة فرنكات لابنتها، ورغم أنها تحترف الدعارة، إلا أن فالجان يلعب تجاهها نفس الدور الذى لعبه القس فى حياته، يعدها وهى على فراش الموت، بأن يحافظ على ابنتها كوزيت.

هوس الواجب

أما مشكلة جافيير كما قدمها الفيلم فهى تجاوز فكرة هوس أداء الواجب الوظيفى، إنه يؤمن بأن الإنسان شرير بالفطرة، يقف  الضابط الصارم ( يلعبه راسيل كرو) على حافة الهاوية ليغنى تحت سماء مليئة بالنجوم،يقدم نفسه باعتباره سيف العدل الباتر للخطيئة، لم يتأمل جافيير تلك المسافة الواسعة بين القانون والعدل، ولم يفهم أن تحويل الإنسان الى رقم لا يقضى على البؤس أو الشر، هذه النظرة المتعالية للمذنبين تكاد  تجعل ممن يطبقون القانون أنصاف آلهة لا يخطئون أبداً.

عندما يتحول جان فالجان الى عمدة طيب، يطارده جافيير حتى يضطر الى مغادرة المدينة، فى إحدى أجمل لوحات الفيلم الغنائية تتداخل أصواتهما تعبيراً عن وجهتين للنظر على طرفى نقيض، يتبارزان، يظل جان فالجان مصمماً على أن خلاص الإنسان روحى وليس قانونى، يتابع رحلته لإنقاذ كوزيت.

فى باريس يكتشف الشباب أن الماساة الفردية التى تعبّر عن نفسها فى صور المتسولين والعاهرات والجائعين، تحتاج الى حل جماعى يتمثل فى الثورة، يختارون جنازة الجنرال لامارك للتمرد، يسدّون الشوارع بالمتاريس، يعتقدون أن الشعب سيثور،  يحلمون بأنه سيعيد من جديد ما فعله فى ثورته الكبرى.

ماريوس الشاب الثرى الثائر يحب كوزيت بينما تحبه الفقيرة إيبونين، فى لوحة غنائية أخرى يجادله زملاؤه حول الخلاص بالحب والخلاص بالثورة، اللون الأحمر لون الرغبة والعاطفة المشتعلة، وهو أيضاً لون دماء الضحايا، اللون الأسود هو لون الماضى البائس، وهو أيضاً لون الأيام فى عين من فقد حبيبته.

وسط الثورة والحب ومطاردات جافيير لغريمه فى باريس، تظهر إحدى أجمل شخصيات فيكتور هوجو، الطفل الصغيرجافروش، المتسول الثائر الذكى الذى يكشف للثوار شخصية جافيير الحقيقية، يغنى جافروش ساخراً وراصداً ثورة شعب طالب بالحرية والمساواة، وانتهى به الأمر وهو يطالب بالخبز  والطعام.

تنتصر القوة الغاشمة على الثوار الحالمين، وينتصر جان فالجان على غريمه أخلاقياً، يحرّره من الثوار ويطلق سراحه دون شروط، يواجه جافيير نفسه فينتحر، يخوض فالجان معركته الخاصة لإنقاذ ماريوس من الموت، يصارحه بقصته القديمة، فى الكنيسة يستدعى فالجان صورة فانتين، يموت بين ماريوس وكوزيت، يظهر القس الطيب الذى أهداه الخلاص الروحى، يُبعث كل ضحايا الثورة ليغنون أغنية النهاية، البؤساء ينتصرون، حتى لو كان ذلك على مستوى الحلم.

ينجح الفيلم رغم طوله فى اختيار أكثر مناطق الرواية تأثيراً، لا يمكن أن أصف لك جمال الأغنيات وطاقتها التعبيرية والروحية دون أن تسمعها، ودون تراها بإدارة المخرج توم هوبر الواعية، إنه يترك الكاميرا فى مرات كثيرة ل هيو جاكمان لكى يعبر عن مشاعر متباينة ومعقدة لدى السجين التائب ، ويتركها للرائعة آن هاثواى لكى تستقطر لحظات البؤس والإنتهاك الجسدى لدى فانتين، وينطلق بالكاميرا الى الفضاء أكثر من مرة وكأنه يحاول أن ينتزعها من الأرض وهمومها، ربما أسرف هوبرفى استخدام الكادر المائل كتعبير مكرر عن الحال المائل، ولكنه أدار ببراعة كل أبطاله من النجوم، اكتسبت مشاهد الثورة حيوية فائقة بقطعات المونتاج، ونجح فى نقل الجو العام الخانق والمؤلم، واستوعب إيقاع كل لوحة غنائية ومزاجها العام.

ولكن البطل الأول للفيلم فى رأيى هو واضع الموسيقى كلود ميتشيل شونبرج، قال سيد درويش ذات يوم إنه يستطيع أن يقوم بتلحين الجريدة، أعتقد أن شونبرج يستطيع تلحين كل جرائد العالم، التداخلات الحوارية بين الشخصيات كما فى لوحة اليوم السابق على الثورة، أو فى لوحة علاقة الحب بين كوزيت وماريوس من ناحية، وبين إيبونين وماريوس من ناحية أخرى، تقدم درساً مجانياً فى الإستخدام الفذّ للموسيقى فى التعبير الدرامى القوى والمؤثر.

ويبقى أفضل ما فى نسخة البؤساء السينمائية الجديدة، أنها تمنح مشاهدها أملاً رغم كل شئ، يموت فالجان وجافيير وفالنتين وجافروش والثوار، لكن أرواحاً أخرى تولد من قلب المأساة، يعود الموتى مبتسمين، لم يعد جان فالجان رقماً، ولكنه أصبح  نموذجاً للإنسان الذى أنقذ روحه، فأنقذ الآخرين. 

عين على السينما في

17/01/2013

 

»البؤساء« و»لينكولن« علي رأس قائمـة الترشيحــــــــــــات للجـــولـدن جلـــوب

ماجـــدة خـــيراللــه 

تم الإعلان هذا الأسبوع عن ترشيحات جوائز الجولدن جلوب، لعام ٣١٠٢ وتبدو بعض الترشيحات منطقية للغاية ومتوقعة، وبعضها لم يكن في الحسبان، أو بعيداً تماما عن الأذهان وخاصة لهؤلاء الذين لم يتابعوا كل ما أنتجته هوليوود من أفلام! أنا شخصيا اندهشت لوجود فيلم "أرجو" ضمن قائمة أفضل فيلم دراما، وفي رأيي أنه فيلم متوسط القيمة، وأن هناك عشرات الأفلام أكثر منه إبداعا، غير أنه وربما لهذا السبب يعتمد علي حادثة حقيقية، وقعت في السبعينيات من القرن العشرين، عندما قامت المخابرات المركزية بعمل خطة لإنقاذ ستة من موظفي السفارة الأمريكية تم احتجازهم في إيران بعد ثورة الخوميني، وبين قائمة الترشيحات لجائزة أفضل فيلم كان من الطبيعي أن يكون بينها فيلم "حياة باي"، للمخرج آنج لي، وفيلم" لينكولن" لستيفن سبيلبرج، وفيلم "دجانو غير مقيد" لكوانتين ترانتينو، وزيرو دارك ثيرتي للمخرجة بيجولو ، المرأة الوحيدة الحاصلة علي الأوسكار عن فيلم" قلوب مغلقة".

 وفيلمها الجديد عن عملية اصطياد بن لادن والقضاء عليه! أما قائمة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي فتضم خمسة أفلام أيضا، أولها بالطبع البؤساء، ومملكة الشمس الساطعة، وصيد السالمون في اليمن، والكتاب الفضي، أما قائمة أفضل ممثل فتضم دانييل داي لويس، عن فيلم لينكولن، وريتشارد جير عن "آربيتراج"، وجواكين فونيكس عن الأستاذ، ودانزيل واشنطن عن "الطيران"، بينما ضمت قائمة أفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي كلا من جاك بلاك عن فيلم بيرني، وبرادلي كوبر عن فيلم الكتاب الفضي، وهيوجاكمان عن البؤساء، وبيل موراي عن هايد بارك في هدسون، أيوان ماجواير عن صيد السالمون في اليمن!

أحيانا تبدو المؤشرات تتجه إلي ممثل بعينه، بعد استعراض أسماء الممثلين والأدوار التي قدموها هذا العام، ويبدو أن اسم دانييل داي لويس هو الأقرب للفوز، فهو لم يقدم تشخيصا لأهم فترة في حياة إبراهام لينكولن، وخاصة الأشهر الأخيرة منها، ولكنه منح هذا الرجل ملامحه هو وطريقته الهادئة في الحديث، ونظرته الحائرة، وابتسامته التي تحمل عمقا، وانحناءة ظهرة أثناء سيره، فنحن لم نسمع أو نشاهد إبراهام لينكولن لنتشبث بصورة ذهنية عنه، فقد عاش ومات الرجل قبل اختراع كاميرا السينما، ولم يصلنا منه إلا بعض الصور الفوتوغرافية، وبعض الرسومات، ولكن دانييل داي لويس قد حفر أسلوبه الخاص علي الشخصية، بحيث إنك سوف تستدعي ملامحه كلما جاء الحديث عن إبراهام لينكولن، الفيلم الذي أخرجه سبيلبرج يحمل اسم الرئيس الأمريكي الذي كان له الشرف في إلغاء قانون الرق والعبودية، وتحمل غضبة رجال الكونجرس والأثرياء منهم أصحاب الأراضي والمقاطعات الذين كانوا يعتبرون الزنوج العبيد جزءا من ممتلكاتهم الشخصية وثروتهم الخاصة، مما دفعهم إلي مناهضة أي تعديلات في الدستور تمنع او تجرم الرق، والفيلم لايعتمد علي استعراض شراسة الحرب الأهلية بين ولايات الشمال والجنوب التي استمرت أربع سنوات، وراح ضحيتها مئات الآلاف، من الطرفين ، ولكنه يمنح الجزء الأكبر من أحداثه، لتلك المجادلات والنقاشات التي دارت بين أروقة البيت الأبيض، بين الرئيس الأمريكي الذي تم انتخابه مرتين، وبين أعضاء حملته الانتخابية وبين معارضيه! وكانوا يمثلون النسبة العظمي بين أعضاء الكونجرس الأمريكي! كان القانون الذي يحارب لينكولن من أجله يحول الزنوج العبيد إلي مواطنين، لهم نفس الحقوق والواجبات، ويمنح المرأة أيضا حق التصويت، ينتهي الحدث بانتصار لينكولن علي معارضيه ومن ثم وقف الحرب الدائرة بين الشمال والجنوب، ولكن المخرج ستيفن سبيلبيرج سار بالأحداث حتي اللحظة الاخيرة من حياة الرجل ، الذي تم اغتياله برصاصة استقرت في صدره أثناء حضوره مع عائلته أحد عروض الأوبرا.

أما دينزل واشنطن بطل فيلم الطيران، فهو يقدم أيضا أداء مميزا، يعيدة مرة أخري لسابق تألقه، حيث يقدم شخصية طيار سكير، يخرج في إحدي رحلات الطيران، وهو في حالة من السكر البيِّن، ولكنه يتمتع بقدرة هائلة علي التحكم في قدراته الذهنية، ومهاراته في القيادة، بحيث يتمكن من إنقاذ الطائرة التي تعرضت إلي خلل ما أثناء التحليق في الجو، مما يتسبب في خسائر هائلة لشركة الطيران، ويقوم محاميه بمحاولة لإنقاذه تتلخص في إنكاره القيادة وهو مخمور، لأن في الحقيقة أن هذا لم يكن السبب الوحيد لما لحادث الطائرة، ولكن أثناء المحاكمة لم يستطع الرجل الكذب وادعاء أنه كان غير الحالة التي كان عليها، عملا بمقولة ماذا يفيد الإنسان أن يكسب العالم ويخسر نفسه.. الممثل إيوان ماجواير بطل فيلم صيد السلامون في اليمن، جاء ترشيحه مفاجئا للبعض، ادعي أنني منهم، فلم يكن أداؤه لافتا، لهذه الدرجة، وربما يكون وبلا أي انحياز دور عمره وأكد أنه أكثر إقناعا وتأثيرا، ولكن الحياد الكامل صعب أحيانا، وتقديرات أعضاء رابطة نقاد السينما في هوليوود التي تمنح جائزة الجولدن جلوب ربما تخطئ أحيانا، ولكن علي كل الأحوال تبدو فرصة هيوجاكمان في الفوز بجائزة أفضل ممثل عن فيلم موسيقي أو كوميدي أقرب للمنطق، وخاصة أنه هنا يستخدم جميع مواهبه في الغناء والأداء الموسيقي بالإضافة إلي تقديم واحدة من أهم الشخصيات التي خلدتها رواية الأديب الفرنسي فيكتور هوجو، وهي شخصية جان فالجان اللص الصغير الذي سرق يوما رغيفا، فأصبح مطاردا من العدالة، لأكثر من عشرين عاما، حاول خلالها أن يصبح مواطنا شريفا، يتعاطف مع الفقراء ويشيع الحب والبهجة فيمن حوله، ولكنه لاينجو من مطاردة رجل الشرطة الذي ظل يلاحقه طوال هذه السنوات!

آخر ساعة المصرية في

17/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)