كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الموت يخطف عمر أميرالاي

دمشق – من راشد عيسى

عن رحيل شيخ مخرجي سوريا

عمر أميرالاي

   
 
 
 
 
 
 

السينمائي السوري المخضرم أنجز عددا كبيرا من الأفلام التسجيلية التي أثارت جدلا كبيرا وأغضبت السلطات السورية.

توفي السبت في دمشق المخرج السينمائي السوري عمر أميرالاي عن عمر يناهز 67 عاما اثر اصابته بازمة قلبية على ما افاد سينمائيون سوريون مقربون منه.

واوضحت المصادر ان اميرالاي سيوارى الثرى الاحد على ان تنطلق جنازته ظهرا من بيته في دمشق في شارع الباكستان إلى مقبرة العصافيري.

والمخرج من مواليد دمشق العام 1944 من أصل شركسي، حقق عددا كبيرا من الأفلام التسجيلية التي اثارت جدلا، ومن أبرزها "طوفان في بلاد البعث" (2003)، الفيلم الذي أغضب السلطات السورية لدى عرضه في إحدى القنوات التلفزيونية العربية منذ سنوات.

ومن أبرز أفلامه الطويلة "الحياة اليومية في قرية سورية" (1976)، الذي اتى بالتعاون مع الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس وفيلم "مصائب قوم" عن الحرب اللبنانية، و"الدجاج".

كذلك حقق اميرالاي عدة أفلام عن شخصيات معروفة من أبرزها بنازير بوتو، والفنان التشكيلي السوري الراحل فاتح المدرس، والكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس.

غير أن البارز بين هذه الأفلام شريطه المعروف عن رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري تحت عنوان "الرجل ذو النعل الذهبي" (1999)، الذي اعتبر وثيقة شخصية نادرة وقريبة من تفاصيل حياة الحريري، والذي غير، على نحو إيجابي، نظرة الكثير إلى الملياردير اللبناني. واعتبر مواجهة نادرة بين مخرج سينمائي يساري، يعتبر مشاركته في ثورة الطلاب في فرنسا العام 1968 إحدى أبرز مكوناته، وبين رجل المال والأعمال.

وكان السينمائي الراحل يحضر لفيلم عن حياة وتجربة الممثلة السورية إغراء، الذي كان من المفترض أن يبدأ تصويره في غضون شهرين. وكان أميرالاي قال إن الفيلم سيكون بين الدرامي والوثائقي.

وقال السينمائي عروة نيربية، أحد المشرفين على إنتاج فيلم أميرالاي عن إغراء، وأحد منظمي مهرجان السينما الوثائقية في سوريا "لقد كرسنا حياتنا، أنا وكثير من أبناء جيلي للفيلم التسجيلي بسبب فيروس نشره عمر أميرالاي".

وأضاف "لقد أقنعنا أن السينما يمكن أن تغير حياتنا". وقال نيربية "كان رجلا أنيقا في صناعة أفلامه وفي حياته الشخصية، وقد رحل بنفس الأناقة".

وقال حكمت شطا أحد أصدقائه المقربين إن "لدى عمر مشاريع كثيرة كان يتحدث عنها" مضيفا "لكن المشروع الذي حدثنا عنه، وكنت أتوقع أن يكون على قدر كبير من الأهمية فيلم عن صديق له لم يره منذ الطفولة ليكتشف أنه أصبح إمام مسجد، فدفع به هذا الاكتشاف إلى التفكير بفيلم عن الفتن المذهبية".

وكان اميرالاي يحمل الجنسيتين السورية واللبنانية، وهو من أم لبنانية وقد عاش جزءا من طفولته في لبنان.

دخل كلية الفنون الجميلة في دمشق الا انه لم يكمل دراسته فيها. كذلك غادر دراسته للمسرح في فرنسا، ثم أوقف دراسته للسينما مع ثورة العام 1968 في هذا البلد.

كان اول فيلم انجزه بعنوان "محاولة عن سد الفرات" (1970) اما الثاني "الحياة اليومية في قرية سوري" (1974) بالتعاون مع الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس فقد أثار جدلا استثنائيا بالنسبة لفيلم تسجيلي سوري.

وتجدر الاشارة الى ان معظم أفلامه عن سوريا ممنوع من العرض .

فيلمه الثالث البارز كان بعنوان "الدجاج" (1977) وقد قال عنه الناقد الفرنسي الشهير سيرج دانيه "نحن أمام قامة من عيار بونويل" في اشارة الى المخرج الاسباني الشهير لويس بونويل.

وكان أميرالاي أحد مؤسسي ومدير المعهد العربي للفيلم في عمان، الذي استمر لعامي 2006 و2007 خرج خلالهما مجموعة من السينمائيين التسجيليين العرب. وقد اقام في فرنسا حتى أوائل التسعينيات.

 

ميدل إيست أنلاين في

05.02.2011

 
 
 
 
 

عمر أميرالاي.. أفلام تسجيلية أشبه بتجارب حية

الجزيرة نت 

عندما يقرر المخرج عمر أميرالاي ابن مدينة دمشق وبعد عودته من فرنسا أن يتحرك في ريف سوريا لاستكشاف واقع قد يبدو قصيَّا عليه فإنه يبرهن أن أفلامه ليست مجرد صناعة وإنما تجربة وفرصة له لكي يفحص فيها العلاقات بين الإنسان وواقعه. في السبعينيات وفي تجاربه الثلاث الأولى في فيلم محاولة عن سد الفرات والحياة اليومية في قرية سورية وفيلم الدجاج في قرية صدد نرى أن هذه الأفلام تصبح مرجعا وسؤالا في بحثه كإنسان وكمخرج للأفلام التسجيلية.

الواقع يتحدث عن ذاته بعد النكسة

عمر أميرالاي: أنا بطبيعتي يعني وبعمقي هيك جيناتي الشخصية شخص يعني عبثي وعَدَمي وساخر وكذا وإلى آخره يعني ما بأخذ الحقائق يعني أصلا كمسلمات وكمنتهيات وإلى آخره، طبعا هزيمة 1967 كانت يعني برأيي أول صحوة يعني أو صفعة الواحد بيتلقاها بشبابه يعني وصادف بنفس الوقت حوادث الطلبة يعني من جامعة مونتير اللي كنت أنا عم بأتلقى دروسي فيها بمعهد السينما، هزيمة 1967 كانت الوعاء شايفة كيف وثورة الطلبة 1968 كانت هي المحتوى يعني فركبوا على بعض يعني وصارت طبخة اسمها عمر أميرالاي، فهون بأعتقد عمته كانت لأبو خليل اللي هو كان مدخلنا للضيعة وكذا وإلى آخره كانت ساكنة هون لحالها فاستأجرنا عندها ثلاثة شهور، سكنَّا بعليَّة بطريقة هيك كثير عجيبة وكانت كثير فترة سوداوية لأنه كانت بالشتاء بعز الشتاء والضيعة بتنهجر بالشتاء يعني كل شبابها بيهجروها وما يبقوا إلا العجائز يعني أنا بصراحة تعرفت على صدد عن طريق صديق لي بالصدفة شو اسمه كان مسؤول عن الوحدات الإرشادية لصناعة البِسط لأنه هون مشهورين بصناعة البسط تفاجأت طبعا بعراقة الصدد ياللي عمرها فوق الأربعة آلاف وثلاثمائة سنة خمسمائة سنة مذكورة بالتوراة باعتبارها أنه هي كانت يعني على الحدود الشمالية لإسرائيل الكبرى، لاحظت فيها شو اسمه هذا التحول العجيب من ضيعة تقليدية عريقة كذا وإلى آخره لدخول نمط يعني برأسمال صناعي اللي هو تربية الدواجن، هذا كان سنة 1977 تقريبا بحدود الـ1977، ما فيه بيت كان بنهاية السبعينيات يعني لم يحوّل غرفة أو غرفتين وأحيانا معظم بيته إلى مدجنة ويعيش بين الدجاج وينام بين الدجاج ولا يخاطب أحدا إلا الدجاج فكانت ظاهرة شو اسمه يعني هيستريا بكل معنى الكلمة، إذا البشر صاروا حقيقيين يعني إذا الدجاج صاروا حقيقة، البشر بالفيلم صاروا مجازيين وهو فيلم يعني صُنِّف ويُدرَّس بالجامعات بفرنسا وكذا وإلى آخره أنه من جنس هذه الأفلام التي تتحدث عن البشر بلغة الحيوان، هو تعبير عن القهر.. يعني عن قهر المثقف وربما أحيانا عن عجزه على إنطاق الناس فالدجاج كان.. فيلم الدجاج كان رد فعل الصراحة على فيلم الحياة اليومية يعني ياللي أنه خلاله صار فيه تحول بعلاقتي أنا مع الواقع ومع الأفكار اللي هيك المطلقة وخاصة العلاقة مع الإنسان من بوابة النظرة الإيديولوجية لها الكائن البشري وإلى آخره فالإنسان يعني لم يعد هو ضحية قوانين جائرة في المجتمع أو صراعات أو طبقات أو إلى آخره، ممكن أنه الإنسان العادي أو الإنسان البسيط يكون ضحية نفسه، هو أنا رجعت سنة 1970 يعني مع الحركة التصحيحية طبعا كان فيه بذهننا مشروع سعد الله ونوس وأنا من باريس من 1968 أنه نعمل سلسلة أفلام بعنوان الحياة اليومية فيه ثلاث نقط يعني في قرية في مصنع في حي شعبي في مدرسة، رحت أنا استطلعت الفرات اللي صرت بأعرفها بناءً على فيلمي الأول والأخير وعملت فيلم الحياة اليومية، صورته سنة 1972 وتوقفت تقريبا سنة وشويه لأنه أخذوني خدمة عسكرية حتى أشارك بحرب تشرين.

من خلال هذا الفيلم الذي سيتم مونتاجه بعد سنتين يرصد عمر الحياة والواقع الريفي المهمل في قرية مويلح في منطقة دير الزور ويؤسس لعلاقة عضوية مع هذا الواقع لا تنتهي بانتهاء الفيلم التسجيلي.

عمر أميرالاي: فعلا ما طرحت على نفسي مرة واحدة إن هو يعني وصلت لمنطقة من مناطق الاختيار إنه طيب هلا حتى أعمل سينما مضبوط أنا لازم أعمل روائي، أنا ما سألت ليه حالي مرة واحدة إنه هلا خلاص للتسجيلي خلينا نفوت للروائي أو شو اسمه، أنا بالنسبة لي يعني حتى الآن الفيلم التسجيلي لم يخذلني على مستوى التعبير ولا على مستوى علاقتي بالواقع لأنه أنا بالنسبة لي الفيلم هو نتاج عَرَضي لعلاقة جديدة أبنيها مع الواقع عند كل مشروع فيلم والفيلم يأتي يعني كمحصلة لها المغامرة الجديدة يالي الواحد بيرمي نفسه فيها في الحياة وفي اكتشاف الناس، انجذابه لهم فأنا بيقولوا لي أنت عم تعمل فيلم تسجيلي إلى آخره أنا عم سايب السينما، على فكرة هذا نهر الخابور يالي بيعبر قريب منطقة الموالح وياللي كان بهاديك الفترة طبعا يعني مياهه غزيرة يعني منسوبها أعلى من هيك وأهم بس الشيء اللي شو اسم الشيء اللي بيتغير يعني اللي هو فعلا نسبة الخضار بالمساحات اللي عم تمتد حول النهر يعني بتشوف إنه ربما الطبيعة عم تتحول بس حال البشر يعني كأنه هو اللي عم بيتسحَّر.

في الثمانينيات لم ينقطع عمر أميرالاي عن السينما فقد عمل على مجموعة من الأفلام خارج سوريا مثل فيلم مصائب قوم إبان الحرب الأهلية اللبنانية وفيلم الحب الموءود في مصر والعدو الحميم عن المهاجرين العرب في فرنسا، كانت جميعها من إنتاج التليفزيون الفرنسي، من خلال هذه النقلة خرج عمر من موضوعاته حول الواقع السوري المحلي إلى البحث في واقع ووعي الإنسان العربي في دائرة أوسع وأكثر تعقيدا.

عمر أميرالاي: يعني مرة أخرى يعني أفلام بتشتغل على تطور المفاهيم والطباع عند الإنسان العربي يعني أنا هذا الشيء كتير بيعني لي لأنه هو نقطة البداية يعني لما بيبدأ الإنسان العربي يطرح أسئلة على نفسه وبالتالي يبدأ يكتشف واقعه وبؤس واقعه ويعني يقرر إنه يغيره بأعتقد بتكون هاي نقطة البداية للتغيير الحقيقي يعني ولذلك أنا اشتغلت دائما على ها المساحة من الوعي عند الفرد العربي يعني.

أحد شخصيات الفيلم: أنا اسمي الحاج علي من الجنوب، والله حبيت أشتغل بها الشغلة الأموات من مراحل الحرب اللي صارت عندنا بتلاقي جثث بالشوارع، صرت أدفنهم، أنا مصلحتي شوفير بأسوق على الإسعاف بس يكون عندي نقلة على الجنوب بأطلعها أو على بعلبك أو على طرابلس محل ما بتجينا نقلة لأني شوفير على سيارة الإسعاف وحبيت معاشرة الأموات أحسن من معاشرة ها.. معاشرة الأموات أحسن من معاشرة الأحياء لأنه أريح وأخف لبكة.

عمر أميرالاي: وين؟ يعني وين هذا العقل وين مشغول يعني وين شو يالي مستلبه يعني شو يالي معتقله يعني شو يالي عن بيجعله عصي على التحول وعلى التطور وعلى الانعتاق من خاصة من التقاليد والتراث والفكر الديني.

أحد شخصيات الفيلم: مربحة بس بأيام النهاردة الله بيرزقنا مثلا هذا بيموت بيروح بشوفير بالأمبلس بيروح، ما بيروح عندي سيارة هاي بأتكتك عليه زق عليه ركاب بيشغلها بالأجرة، النهاردة ما فيه أموات على الأمبلنس بيشتغل هيدا على الأحياء.

عمر أميرالاي: ولذلك مصائب قوم كان فيلم عن الحرب الأهلية في لبنان بذروة معمعة الحرب الأهلية يعني اللي يعني السنتين اللي سبقوا العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزو لبنان يعني واحتلال للمرة الأولي عاصمة عربية اللي كانت بيروت ولذلك يعني كان الفيلم تقريبا عم بيستشرف يعني وقوع الكارثة.

وفي فترة التسعينيات انتقل عمر أميرالاي إلى العمل على مجموعة كبيرة من البورتيرهات والتي كانت مدخلا لرؤية عمر النقدية وتساؤلاته حول المجتمع والحراك السياسي والتاريخي في المنطقة من خلال تصوير الأفراد وحياتهم ومن أهم هذه الأفلام، في يوم من أيام العنف العادي عن صديقه ميشيل سورا وفيلم، هنالك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث فيها المرء عن صديقه سعد الله ونوس.

البحث عن الذات في الواقع التسعيني

عمر أميرالاي: يعني الاثنين بتعرف قد إيش اتنين صديقين يعني وقد إيش صعب هيك فقدان الأصدقاء والأحبة يعني لأنه بالواقع بالأخير هم يعني هم شو بيسموه المقطع الأساسي من الحياة بيكون وبالتالي لما الواحد يعني مثل ما بيقولوا بيرحلوا بيخاف الإنسان من مواجهة الفراغ.

صديقي ميشيل كيف لي اليوم أن أنجز فيلما عنك دون أن يخدش ذلك ذاكرتنا ودون أن يفتح مناطق موصدة وينكأ جروح مضى عليها الزمن لذلك فكرت أن أتراجع ولكن بعد أن علمت بما حدث لأبيك قررت أخيرا أن أذهب إلى نهاية مشروعي.

عمر أميرالاي: لما بيصنع الواحد هيك أفلام كأنه عم بيقبل ها الحقيقة المرة وعم يعني بيكمل حداده تجاه هؤلاء الأشخاص وإلى آخره.

سعد يبدو أن هي محاولة اليوم للحديث عن علاقة جيلنا بموضوع الصراع مع إسرائيل عن يكون بالضرورة حديث عن عمرنا اللي ارتبط مصيره من البداية بمصير هذا الصراع يعني من نكبة فلسطين عام 1942وصولا إلى ما يطلق عليه اليوم عملية السلام، لا أخفيك إنه من لحظة ما فكرت فيك لتكون لسان حال وجداننا بهذا الصراع وأنا ما عم يفارقني هذا الشعور الحزين والمتشائم من إنه إحنا اليوم على أعتاب نهاية مرحلة من حياة جيلنا.

عمر أميرالاي: يعني شعور معذِّب يعني أنا لما بأشوف فيلم سورا أو فيلم سعد الله بأكتشف إنه يعني من هي كذبة إنه الواحد بيقف ليك حالة حداد أو بيختم حالة حداد وإلى آخره ما صحيح لأنه بكل مرة بيكون مشاهدة تُنكأ الجراح يعني ويُنكأ ألم يعني وبالتالي بيتجنب الوحدة أنا بأتجنب أشوف هال الأفلام لما بتنعرض.

وعندما تأكدت لنا الهزيمة بإعلان استقالة عبد الناصر أحسست أني سأموت تلك اللحظة، أحسست أني أختنق، بكيت وبكيت وكان لديّ الشعور بأن تلك هي النهاية، نهاية ماذا لا أدري.

عمر أميرالاي: صار الواحد يعني يبحث عن شيء يتمرى من خلاله فكانت هي يعني نقلة انتقالية بين يعني إلغاء الذات بالأفلام الأولي لاكتشاف الذات من خلال الآخرين لا بالأفلام الأخيرة ما عاد عنده حرج الواحد إنه يحط حاله يعني تحت.. يعني تحت شمس النقد يعني ولإعادة النظر ويكون هو موضع أفلامه فهي نقلة على ثلاث مراحل وثبة ثلاثية يعني خلينا نسميها أرجو إنه ما تكون الأخيرة يعني.

انتظر عمر أميرالاي طويلاً لكي يعود ثانيةً إلى منطقة الفرات، مكان الجريمة الفنية الأولى كما يراها، فهنا كان فيلمه الأول محاولة عن سد الفرات عام 1970 وهنا جاء فيلمه الأخير الطوفان كإغلاق للدائرة عام 2003.

عمر أميرالاي: بعد ها الثلاثة يعني 35 سنة أو 33 سنة مضت على الفيلم الأول ولما صار اللحظة المناسبة قررت أعمل فيلم عن سوريا ولحتى أقدر أحقق هذا المدخل للنقد الذاتي كان لابد إن الواحد يتناول أول عمل له اللي صادف إنه كان عن سد الفرات وبوادي الفرات بالذات، لما عملت استطلاع أي بحيرة لأن بحيرة الأسد اللي تشكلت وراء سد الفرات كانت مفاجأة يعني هزتني الصراحة لما اكتشفت إنه هاي البحيرة اللي كانت طبعاُ بقعة لا بأس فيها صارت طبعاً بحر بكل معنى الكلمة.

عمر أميرالاي: بلقاء هيك مع أهالي المنطقة عملت هاي المراجع لا هذا الحماس الأعمى اللي كان موجود اللي ما اكتشف إنه سد الفرات قد إيش سبب مآسٍ حضارية بتخص سوريا فبحثت وبمحض زرت قرية اسمها الماشي وكانت المفاجأة عندي إنه الضيعة اسم الماشي تسكنها عشيرة واحدة كلهن يعني سليلين عشيرة الماشي زعيم الضيعة ماشي، بير المياه بالضيعة اسمه الماشي فتماماً ها الحالة الشمولية اللي بتشبه حالة البلد ككل يعني، كان هو عبارة عن استعارة أو مجاز ليقول إنه الطوفان يعني كان شموليا ليس بالماء فقط وإنما أيضاً بهذه الأيديولوجيا اللي أغرقت البلد بعقلية يعني بده يقول الواحد زلابية لأنه بالتحديد اشتغلت على الوعي واشتغلت على العقل.

عمر أميرالاي: حاولت أنا ما بأعرف بالأخير أنتم والجمهور بيعرف يعني هل 18 ساعة اللي هي تقريباً مجموع ما صنعه الواحد لما الواحد بيحطهم ساعة وراء ساعة وبيشاهدهم يا ترى ممكن يقول بعد عشرين سنة ثلاثين سنة إلى آخره إنه كيف والله هذا وجه من وجوه العالم العربي لسنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات هاي كان بهاي الدرجة هاي كل واحد بيدور على حاله إلى آخره، أنا بألاقي هذا هو الهم الأساسي عندي اللي هو تصوري إن أنتِ مثلاً صورتي ثلاثين فيلما ما لاحظتيش الواحد بيعيش لحتى يصور أفلام كلاتها بتُختصر بالعشرين 25 ساعة بالأخير فبساعة تشيل الساعة من الشهادة على واقع معين أنتِ عشتيه على حياة أنتِ عشتيها على ناس أنتِ تعرفتي عليهم وبالنهاية تكون خلاصة حياتك، من هلا ورايح بدي أعمل سينما فُراتية يعني سينما متدفقة جارية غير ساكنة، حلوة ها؟ السينما يعني سبق وقلتها هي ساقية صغيرة أنا اخترتها لحتى توصلني لها النهر الفسيح والواسع اللي اسمه الحياة مثل الفرات.

 

الجزيرة نت في

05.02.2011

 
 
 
 
 

رحيل عمر أميرالاي صاحب «الرجل ذو النعل الذهبي»

بعد أيام من توقيعه بيانا لتحية الثورتين التونسية والمصرية

بيروت: سوسن الأبطح

لم يمهل الموت المخرج السوري عمر أميرالاي ليرى بعينيه النتائج التي ستفضي إليها الثورة المصرية، وهو الولوع بالدفاع عن الحريات، فقد فارق الحياة يوم أول من أمس، إثر جلطة دماغية أودت به، وأصابت بالصدمة أصدقاءه والوسط السينمائي السوري. البعض لم يصدق أن أميرالاي قد مات بالفعل، فهو منذ أيام فقط كان قد وقع مع عدد من المثقفين السوريين بيانا حيا فيه الثورة التونسية والانتفاضة المصرية. وعمر أميرالاي الذي عرف بغرامه بالفيلم التسجيلي، وحصل على العديد من الجوائز العالمية، أثار العديد من أعماله جدلا واسعا، وعام 2006 منعته السلطات السورية من مغادرة بلاده بعد توقيفه على الحدود السورية - الأردنية، بسبب آرائه غير المرحب بها.

عمر أميرالاي مخرج سينمائي مشاكس، رحل عن 67 عاما، وهو لا يزال في عز عطائه، وكان يحضر لإخراج فيلم عن حياة الممثلة السورية إغراء، يجمع بين الدرامي والوثائقي، لكنه غادرنا قبل أن يبدأ التصوير، ويعمل على جمع المعلومات والتحضير لإطلاق نقطة البدء.

وأحد الأفلام التسجيلية الشهيرة لعمر أميرالاي والذي عرض على نحو واسع في العالم العربي لا سيما في لبنان هو «الرجل ذو النعل الذهبي» (1999). وهو الفيلم الأهم، وقد يكون الأوحد الذي تم تصويره عن فكر ومسار رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، حيث يتحدث فيه عن نفسه، ودوافعه وطموحاته. وجدير بالذكر أن أميرالاي لم يكن من المعجبين بسياسة الشهيد رفيق الحريري، لكنه من خلال هذا الفيلم قدمه بفنية وشفافية، جعلت الكثيرين يرون في الرجل وجها إنسانيا لم يكونوا يعرفونه عنه من قبل.

ومن أفلام أميرالاي، هذا الفنان الشركسي الأصل، التسجيلية المهمة «طوفان في بلاد البعث» (2003)، الفيلم الذي أزعج السلطات السورية لدى عرضه في إحدى القنوات التلفزيونية العربية منذ عدة سنوات. كما أن أميرالاي أحد الذين عملوا مع الكاتب المسرحي المعروف سعد الله ونوس، وقدم عنه فيلما تسجيليا، هو عبارة عن مقابلات معه أثناء مرضه الطويل بالسرطان ممزوجة بمشاهد من حروب خاضتها سورية وصراعات دفع ثمنها الأبرياء الفلسطينيون، وله فيلم عن بنازير بوتو (عام 1990) وآخر عن الفنان التشكيلي الموهوب الراحل فاتح المدرس (1995).

وكان أول أفلامه «محاولة عن سد الفرات» (1970)، ثم «الحياة اليومية في قرية سورية» (1974)، تلاه «الدجاج» (1977)، «عن ثورة» (1978)، و«مصائب قوم» (1981)، «رائحة الجنة» (1982)، «الحب الموؤود» (1983) ثم «كرة السبحة»، وصولا إلى فيلمه «طوفان في بلد البعث» (2003).

كان أميرالاي ضيف الشرف في مهرجان «سينما الواقع» الذي أقامه مركز «بومبيدو» في باريس وعرضت فيه معظم أعماله، كما أن مركز «لينكولن»، الذي استضاف في نيويورك مهرجانا للسينما السورية، خصه بتكريم خاص وعرضت في حضوره أعمال عدة له. وقد درس أميرالاي المولود في دمشق في «كلية الفنون الجميلة» في سورية، دون أن يكمل دراسته فيها ثم انتقل إلى فرنسا، ليصادف وجوده مع اندلاع ثورة الطلاب الشهيرة عام 1968، فإذا به يقطع دراسته هناك أيضا. إلا أنه أقام في فرنسا لفترة مديدة كما في بيروت ودمشق، وعرف بنهجه السينمائي الخاص وبصمته الفنية التي تحمل اسمه.

 

####

 

دمشق تشيع عمر أميرالاي وسط غياب رسمي.. وحضور ثقافي وفني كبير

فرح بثورة الشباب لكن تراكم القهر غلبه

دمشق: سعاد جروس 

خيم حزن كبير على الأوساط الثقافية السورية التي فوجئت بوفاة واحد من أكثر سينمائييها تميزا، ومنذ أعلن نبأ وفاته بعد ظهر أول من أمس (السبت) بدأت جموع المثقفين والفنانين والأدباء في التوافد إلى بيته الكائن في منطقة الصالحية عرنوس وسط العاصمة دمشق، وفي ظل غياب رسمي واضح لممثلين عن وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما التي ناب عنهما أكاليل زهور زينت سيارة التشييع، خرج في موكب مهيب الأهل والأصدقاء والزملاء وجموع من الشباب لوداعه، حيث صلي على جثمانه أمس (الأحد) وووري الثرى في منطقة الشيخ محيي الدين قريبا من ضريح ابن عربي.

هناك وقف الجميع غير مصدقين أن عمر الذي كان قبل أسبوع يجمع مع زملائه تواقيع المثقفين لتأييد ثورة الشباب بتونس ومصر، قد خطفته جلطة دماغية على حين غرة، لم تمهله ليتم مشروعه الفني، الذي حقق فيه «خطوات مهمة من خلال تسليطه الضوء بشكل عميق ودقيق وصادق على مشكلات السوريين، تسليط الضوء في حد ذاته جزء من حل المشكلة» بحسب الدكتورة مية الرحبي التي بدت متأثرة جدا لرحيله، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف أن مشروعه الفني لاقى صعوبات وعراقيل كثيرة وجاء القدر أخيرا ليخطفه، ومن المؤسف أن أفلامه جرى التعتيم عليها ولم يتح لها العرض جماهيريا كي تلاقي الصدى الذي تستحقه». ومع أن الدكتورة مية الرحبي لا تعد من بين أصدقاء عمر أميرالاي المقربين، لكن تقول: «جمعنا معه مشروع واحد وهو (النهوض بالبلد)، وتعرفه منذ عاد من فرنسا ليكون ضمن مجموعة من الشباب السوري المتحمس لتقديم شيء مختلف في السينما للمجتمع»، وتضيف: «كل أفلامه كانت تسجيلية هادفة تسلط الضوء على مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية وبمستوى فني عال». وتقول الرحبي إن «عمر لاقى تقديرا عالميا لم يلاق مثله في بلده»، وتتابع: «كان مهموما بالنهضة والحرية والعدالة الاجتماعية والناس المهمشين الذين لا صوت لهم» منذ شارك في ثورة الطلاب بفرنسا عام 1968 وقطع دراسته ليعود إلى سورية وهو يحمل همّ الذين لا صوت لهم.

الأصدقاء الذين رأوا عمر في الفترة الأخيرة قالوا إنه كان فرحا جدا بثورة الشباب في تونس ومصر، وكان متابعا دؤوبا لأخبارهم، لذا كان موته مفاجئا، إذ لم يك يشكو من أي مرض، كما عرف عنه بعض العادات الصحية كالامتناع عن التدخين والشراب وأكل اللحوم، ونأيه عن الأضواء والصخب رغم قلقه الداخلي الكبير.

الشاعرة والسينمائية هالة محمد تتكلم عنه بصفته صديقا عزيزا وتقول: «عمر مخرج سينمائي عالمي وإنسان شديد المحلية كان يعلن دائما أنه يحارب البشاعة لذلك كان ينتقد طيلة الوقت تراكم مظاهر البشاعة في حياتنا كما ونوعا»، أما شخصيته «فتتسم بأنه هارموني غريب هو ساخر ومبتسم ومتأمل وهادئ ومسالم ومحب جدا للحياة ولبلده ولأصدقائه، وفي الوقت ذاته هو شخص مبدئي من الطراز الشرس». وتوضح هالة ما تقصده بكلمة شراسة بأنها المعنى الإيجابي «فهو لا يتنازل ولا يساوم على مبادئه حتى في طريقة لبسه ومظهره، كان بإمكانه حين يمشي في الشارع أن يكون شجرة جميلة أو أن يكون تمثيلا لفكرة الجمال التي تسكن في عقله الإنساني النبيل». وتؤكد هالة بحكم معرفتها الوثيقة بعمر أميرالاي الذي يرتبط بصداقة عميقة مع زوجها المخرج هيثم حقي وأخيها المخرج أسامة محمد، أن أصدقاء عمر يجمعون على أنه كان «مثالا للنزاهة ومثالا للمبدئية»، فهو «راديكالي في رؤيته للتغيير، التغيير في اتجاه حياة كريمة تليق بالإنسان»، فهو نموذج للإنسان «الراديكالي والمسالم، الذي كان يبتسم ابتسامته الساخرة تلك وهو يتصدى بحوارات ومواضيع سينمائية تسجيلية قضى حياته وهو يعمل بإخلاص لتحقيقها»، وتضيف هالة: «عمر إنسان ديمقراطي بامتياز تربى على الديمقراطية، كان يحترم الرأي الآخر ويتعلم منه ومعظم أصدقائه من الشباب، ليس ليكون معلما لكن ليبقى ديناميكيا في آن، ليكون مخلصا لفكرة التغيير التي كان يؤمن أن الشباب هم من سيحمل مشعلها»، لافتة إلى أنه إذا بحث عن «معلم في الفيلم التسجيلي العربي والسوري، فإن عمر أميرالاي هو الاسم الأول والعنوان، وعمر أميرالاي المثقف هو من الأسماء الأولى للعناوين الأولى».

صديقه المخرج السينمائي أسامة محمد كان متأثرا لرحيل صديق كان يحتل جزءا كبيرا من حياته، وفي لحظات الوداع كانت ذكرى اللقاء الأول حاضرة، وأسامة لا ينسى ذلك اليوم في مطلع السبعينات في ندوة حوارية مع الناقد الفرنسي سيرج دانييه دعا إليها النادي السينمائي العربي في دمشق، كان حينها أسامة يدرس السينما، وبعد الندوة دعاه عمر إلى بيته، ودار بينهما حوار طويل وعميق وكأنهما أصدقاء من زمن طويل، يقول أسامة: «كان اهتمامه بي وبمشروع تخرجي انعكاسا لكرمه الكبير ورغبته الأصيلة في تشجيع شاب في بحثه الفني، فكرة مشروعي عن تراجيديا الحياة، في تحول البشر الأشد فقرا وهامشية نتيجة الحصار الاقتصادي والروحي إلى أدوات قمع»، حينها قال عمر ملاحظة لا تزال محفورة في ذاكرة أسامة، وهي «عندما يتمكن المرء من الوصول إلى الحقيقة بعمق في لحظة واحدة ومكان واحد فهذا أهم من محاولة إثباتها عبر تكرار الأمكنة واللقطات»، يقول أسامة أذكر هذه الكلمة أثناء عملي كثيرا فهي «بالنسبة إلي ملاحظة تتمثل في الفن بكل تعثراته ونجاحاته». ويصف أسامة عمر بأنه «محاور مدهش ودائما مفاجئ، إذ يحتفظ دائما بمسافة بينه وبين الآخرين، فلا يحب الانخراط المجاني ولا الإعلان عن نفسه، ومن يعرفه عن قرب يكتشف كم هو إنسان هش وعاطفي»، موضحا أنه عندما كان يتعرض عمر للنقد «يتحول إلى مستمع إيجابي نادرا ما نلمس لديه رغبة في الدفاع عن النفس»، هذا فضلا عن أنه «كان يفرح لنجاح الآخرين» وهذا من «سمات الفنان الكبير».

الروائي خالد خليفة فضل التحدث عن أعمال عمر أميرالاي، مشيدا بإخلاصه الشديد لفن السينما التسجيلية، إذ «لم يقم بإخراج الأفلام الروائية ولا الدراما التلفزيونية رغم إغراءات كثيرة»، فهو من رواد السينما التسجيلية العربية وظل مخلصا لها، «سواء كمخرج أو معلم حرص على التواصل مع الأجيال الشابة التي جاءت من بعده، أو من حيث كونه مرجعا أساسيا لهذا النوع من السينما، حتى إن أغلب الشباب السوريين الذين يعملون في هذا المجال هم من تلاميذه بطريقة أو بأخرى»، ولفت خالد خليفة إلى ما يمثله عمر أميرالاي كـ«نموذج للعلاقة الشائكة بين المثقف والسلطة التي دفع ثمنها، سواء بمنع أفلامه أو التضييق عليه أثناء التصوير»، إلا أن أهم ما قام به أميرالاي، بحسب خليفة، هو تمكنه من «إيصال السينما التسجيلية السورية إلى العالمية»، وقال: «ستحتاج حياتنا الثقافية إلى وقت طويل كي تعوض مخرجا مثله تمكن من تقديم أفكار قوية تمس الحياة السورية بهذا المستوى الإبداعي».

الكاتبة والسيناريست كوليت بهنا قالت إن خسارة عمر موجعة، خاصة في «ظل تحولات عميقة يشهدها العالم، وكان عمر في طليعة من يسجلها بصدق»، وتضيف بهنا: «لقد أنجز عمر عددا من الأفلام المهمة والخاصة وعانى جراء ذلك الأمرين لكن المعاناة الأكبر كانت في منعها من العرض لأكبر عدد من المشاهدين، وظلت بعض الأفلام حبيسة الظروف والمتغيرات والعروض الخاصة.. في النهاية الفيلم يصنع للجمهور وليس للنخبة». وتلفت كوليت بهنا إلى أن عمر عرض فيلمه «الرجل ذو النعل الذهبي» بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وتقول: «ربما لولا هذا الحدث المؤسف ما كان يتسنى لعمر أن يعرضه عبر قناة تلفزيونية ليتعرف المشاهدون العرب على رؤيته الفنية، وبالتأكيد كان عمر، وكنا أيضا، يتمنى لو كانت أفلامه تعرض في صالات السينما، وهي المصنوعة للسينما».

 

الشرق الاوسط في

07.02.2011

 
 
 
 
 

محمد الأحمد لبوسطة:

عمر أميرالاي خلّف تجربة سينمائية رفيعة المستوى رغم عدم اتفاقي معه

خاص بوسطة - علي وجيه 

أرجع محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما، في تصريح خاص لـ «بوسطة»، سبب عدم حضوره جنازة المخرج السينمائي الراحل عمر أميرالاي إلى الانشغال بمتابعة اللمسات النهائية قبل افتتاح صالة كندي دمّر بالأمس، مؤكداً أنّه سيذهب للتعزية في صالة الخير في حي المهاجرين.

وكان جثمان الراحل قد شيّع ودفن في مقبرة الشيخ إبراهيم بالقرب من ضريح الشيخ محيي الدين بن عربي، وسط غياب رسمي وحضور نخبة من الوسط الفني والثقافي.

وأضاف الأحمد في حديثه لـ «بوسطة»: «عمر أميرالاي، رحمة الله عليه، رائد في السينما التسجيلية. لطالما كنتُ على خلاف معه، ولطالما كنتُ أحترمه ويحترمني. منذ حوالي أسبوعين، أرسل لي رسالة عبر صديق مشترك قال فيها: أعلم أنّنا على خلافات كثيرة وتباين في وجهات النظر، ولكن محمد الأحمد عاشق سينما حقيقي، وهذا سبب كاف لكي أحبه».

وحول تجربة صاحب «محاولة عن سد الفرات» 1970 و«طوفان في بلاد البعث» 2003، قال الأحمد: «عمر أميرالاي خلّف وراءه تجربة تسجيلية مهمة، لم أكن ميّالاً جداً لأفلامه، ولم أتفق مع معظمها، ولكنّه كان معجوناً بهذا الهم. كرّس حياته لأجله وبقي على ثوابته حتى النهاية. عمر أميرالاي قدّم سينما تسجيلية رفيعة المستوى. صحيح أنّني لم أكن متفقاً معها، ولكنّها تجربة محترمة للغاية. لا شكّ أنّه اسم وقيمة سينمائية سورية».

وتابع مدير مهرجان دمشق السينمائي: «للأسف، السينما التسجيلية في الوطن العربي تجربة غير مقروءة، على عكس أوروبا حيث توجد صالات سينما مختصة بعرض الفيلم التسجيلي وقنوات وأقسام خاصة لبيعها في المحلات. من هنا أقول: عمر أميرالاي مخرج لم يقيَّم بعد، وما قيّم من تجربته تمّ بشكل ناقص وخجول. أتمنى أن تُدرَس تجربة عمر لاحقاً وأن تقيّم بشكل صحيح، وأعتقد أنّه سيأتي الزمن الملائم لذلك».

يُذكَر أنّ عمر أميرالاي توفّي في دمشق يوم السبت الفائت 5 شباط/ فبراير إثر جلطة دماغية مميتة، تاركاً وراءه 20 فيلماً تسجيلياً معظمها ممنوع من العرض، ولم يُشاهد سوى على نطاق ضيق في بعض العروض الخاصة والمراكز الثقافية الأجنبية.

 

موفع "بوسطة" في

07.02.2011

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004