تشارك في مهرجان دبي السينمائي بفيلمها «ماي الجنة»
هيا عبدالسلام: أتوقع الفوز بجائزة أفضل ممثلة
تشارك الفنانة الشابة هيا عبدالسلام في مهرجان دبي السينمائي المقام
حاليا من خلال فيلم روائي قصير بعنوان «ماي الجنة» للمخرج عبدالله بو شهري،
يشاركها في بطولته الفنان خالد أمين.
هيا أكدت لـ«القبس» بأنها متفائلة جدا على الرغم من أنها المشاركة
الأولى لها في مهرجان سينمائي دولي بضخامة مهرجان دبي، وتتوقع الفوز بجائزة
في المهرجان.
التقينا بها في كواليس المهرجان، فحدثتنا عن هذه التجربة قائلة: أولا
أشكر إدارة مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة على هذا الاهتمام
والرعاية التي وجدتها منذ يوم الافتتاح وحتى الآن، كما أنني سعدت كثيرا
بوجودي أمام نجوم كبار أمثال أحمد السقا ورغدة وبوسي وسلوم حداد ومصطفى
فهمي وغيرهم، وعلى الرغم من أنني مازلت في بداية مشواري الفني إلا أن
المهرجان منحني دفعة معنوية قوية إلى الأمام.
·
كيف كان شعورك عندما مشيت على
السجادة الحمراء مع هؤلاء النجوم الكبار؟
- شعور لا يوصف أبدا، كان مزيجا ما بين الخوف والرهبة والفرح في آن
واحد، فلم أتخيل أو أتوقع في يوم من الأيام أنني سأمشي فوق «السجادة
الحمراء» لمهرجان السينما، شعرت بأنني أسير في خطوات مدروسة، وأنني أمشي في
الطريق الصحيح نحو النجومية.
لا أخشى المنافسة
·
تشاركين في المهرجان من خلال
فيلم «ماي الجنة» في المسابقة الرسمية، هل تخشين المنافسة مع الأفلام
الأخرى؟
- لا أخشى أحدا، والمنافسة الشريفة مطلوبة، وهذه هي حلاوة المهرجانات
حين تدخل منافسا في عمل بين مجموعة أعمال قوية، ثم تتفوق عليها، أنا
والمخرج عبدالله بو شهري والفنان خالد أمين تعبنا كثيرا في هذا الفيلم،
وبذلنا جهدا لا يستهان به، لذلك أتوقع أن يحصل الفيلم على جائزة في
المهرجان.
·
بعيدا عن المهرجان نلاحظ أن أغلب
أعمالك التلفزيونية تكون مع المخرج محمد دحام، هل أنت محتكرة له؟
- لا طبعا، دحام لا يحتكرني، وسبب ارتباطي بأعماله هو تميزه كمخرج،
بالإضافة الى أنه يضعني في الأدوار التي تناسبني وتناسب عمري وشخصيتي، لذلك
أعشق العمل معه.
أعمال جديدة
·
هل لديك أعمال تلفزيونية جديدة
في الفترة المقبلة؟
- نعم اصور حاليا مسلسل «تو النهار» أيضا مع المخرج محمد دحام، كذلك
اشارك كمخرجة منفذة في مسلسل «متعب القلب» مع المنتج أحمد الجسمي والمخرج
جمعان الرويعي.
·
هل تشعرين بغيرة من فنانات جيلك
اتجاهك؟
- الغيرة موجودة في الوسط الفني، وأنا لا أهتم بأي فنانة تغار مني،
لأنني أركز في عملي فقط، ولا أهتم بهذه المهاترات أو الامور الهامشية،
لأنها تضيع وقت الإنسان دون فائدة.
أفلام عن الحب
تشهد مجموعة الأفلام المنتقاة من العراق وسوريا إقبالاً كبيراً من قبل
جماهير السينما خلال الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. وتتميز
هذه الأفلام، التي تدور أحداثها في الماضي البعيد، بخلفياتها الزاخرة
بمشاهد الحب والترابط العاطفي التي تجد لها صدى عالمياً قوياً.
وتدور أحداث فيلم «مطر أيلول»، للمخرج عبداللطيف عبدالحميد، في دمشق
في أربعينيات القرن المنصرم. ويرسم المخرج القدير في فيلمه هذا لوحة درامية
مؤثرة للعائلة والمجتمع يستطلع من خلالها ماهية الحياة في العاصمة السورية،
ويضفي عليه لمسات سريالية ومؤثرات بصرية تبعده عن الإطار التقليدي وتنفحه
بخفة سردية مشوقة.
ويسلط فيلم «المغني»، للمخرج قاسم حول الضوء على الحقبة الدكتاتورية
في العراق من خلال قصة المغني «بشير» الذي عليه أن يغني أمام الحاكم، لكنه
يمر بظروف تجعله يتأخر عن الموعد المحدد لفقرته فيكاد يموت رعباً لأن أحداً
لا يجرؤ على إهانة الحاكم على هذا النحو.
ويروي فيلم «دمشق مع حبي» للمخرج محمد عبدالعزيز، قصة فتاة يهودية
سورية على وشك الهجرة من دمشق. في المطار يكشف لها والدها سراً قديماً
فتلغي رحلتها وتعود لتنبش في الماضي عبر رحلة بحث طويلة ستكتشف من خلالها
الوجه الآخر للمدينة التي يعيش فيها الكثير من الثقافات بتجانس قل مثيله.
ومن خلال الآخرين ستكتشف نفسها لأول مرة. فيلم عن الحب والآخر.
القبس الكويتية في
16/12/2010
# # # #
خواطر ناقد
ميكروفون ينتظر مهر
دبي
بقلم : طارق الشناوي
هذا الفيلم يقفز من مهرجان إلي آخر حصل قبل أقل من شهرين علي
»التانيت« الذهبي لمهرجان قرطاج السينمائي الدولي وهي جائزة عزيزة المنال
حيث أن آخر عهدنا بهذا »التانيت« الذهبي كان عام ٢٧٩١ مع فيلم »الاختيار«
ليوسف شاهين عندما منحته لجنة التحكيم في المهرجان وقتها جائزة عن مجمل
أعماله.
لم تنطبق شروط مهرجان القاهرة في المسابقة الدولية علي فيلم
»ميكروفون« نظرا لأنه اشترك من قبل في أكثر من مهرجان آخر ولهذا مثل
السينما المصرية في المسابقة العربية التي لاتخضع لهذا الشرط وهي مسابقة
تقام علي هامش المهرجان وحصد الفيلم جائزة الأفضل بين عشرة أفلام عربية
وللمفارقة أن الفيلم الحائز علي »الهرم الذهبي« في المسابقة الدولية »الشوق« للمخرج
»خالد الحجر يدخل إلي نفس المسابقة ويخرج خاوي الوفاض.. بالطبع فإن هناك
لجنتي تحكيم وليس لجنة واحدة.. واحدة دولية منحته الهرم الذهبي والثانية
عربية حرمته من أي جائزة أو حتي شهادة تقدير ولكن المؤكد أو علي أقل تقدير
هذه هي قناعتي أن فيلم »ميكروفون« تظل له مكانة أفضل بين الأفلام المصرية
وتفوقه الفني علي فيلم »الشوق«
الحاصل علي »الهرم الذهبي« تدركه ببساطة لو شاهدت الفيلمين.. الفيلم ينتقل إلي مهرجان
»دبي« ليتنافس علي جائزة »المهر« الذهبي التي تعلن يوم الأحد القادم وأري من
خلال مشاهدتي حتي كتابة هذه السطور لأغلب الأفلام العربية المشاركة في
مسابقة
»المهر« العربي أنه يستحق تلك الجائزة وقدرها ٠٠١ ألف دولار..
الفيلم يقع في إطار ما تعودنا أن نطلق عليه كنوع من الاستسهال السينما
المستقلة لأنها لاتخضع لسطوة النجوم مثلما يحدث علي الأقل في ٠٩٪
من انتاج السينما المصرية هذه الأفلام المحدودة التكاليف بالقياس بالطبع
لأفلام كبار النجوم.. الحقيقة أن تلك التكاليف المحدودة ربما تصبح هي أحد
العوامل التي تتيح الحرية للمخرج لأن المغامرة تبدو محدودة جدا بالقياس
للأفلام التي تتكلف الملايين.. أيضا التصوير بكاميرا الديجيتال يبدو في
جانب منه أحد العوامل التي تؤدي لخفض الميزانية.. الاستعانة بعدد من الوجوه
الجديدة أو بفنانين لايزالون في بداية الطريق يؤدي إلي أن تنخفض أيضا
الميزانية لأن النجوم يحصلون علي ٥٧٪
من ميزانية الفيلم.
فنان مثل »خالد أبوالنجا«
الذي أصبح أحد الوجوه الدائمة في تلك النوعيات من الأفلام لأن »خالد« برغم
تمتعه بالنجومية إلا أنه لم يحقق بعد نجومية شباك التذاكر أي أنه لم يصبح
نجما يقطع من أجله الجمهور تذكرة الدخول إلي دور العرض وهو يبدو في جانب
منه أيضا ان هذا يمنحه قدرا من الحرية في اختيار المغامرة التي ينحاز إليها
فنيا بالاضافة إلي أن »خالد« ساهم مثلا في انتاج فيلم »هليوبوليس« أو أفلام المخرج
»أحمد عبدالله« بأجره، هذه المرة في »ميكروفون« يساهم بالاضافة إلي أجره
بقسط من المال.. الحقيقة أن كل ما ذكرت آنفا لايمكن أن يصنع
فيلما متميزا إلا اذا كان وراء ذلك إحساس فني وهكذا التقط المخرج
»أحمد عبدالله« الفكرة التي تتناول حياة انسان مصري يعود من الخارج إلي
مدينة الاسكندرية.. كان يعتقد أنه قد جاء في الوقت المناسب إلا أنه يكتشف
أنه علي المستوي الشخصي قد خانه فروق التوقيت.. والده ازدادت العلاقة بينهما تصدعا وفتورا ونفورا..
حبيبته التي تؤدي دورها »منة شلبي« لم تعد قادرة علي أن تعيش في مصر وتسعي
للهجرة خارج الحدود ولكنه يقترب إلي ما هو أهم،
إنه يتعرف علي نفسه ليس من خلال تلك العلاقات الاجتماعية المتمثلة في الأب
والحبيبة ولكن الناس إنه يريد أن يرصد حياة هؤلاء الفنانين في الاسكندرية..
هناك من يرسم لوحات علي الجدران ومن يغني في الشارع ومن يمسك بكاميرا لكي
يصور ومن يتلصص علي كل ذلك لكي يصور من يقومون بالتصوير، نشاهد الشباب علي الرصيف وعلي المقاهي تجدهم
يمثلون كل الأطياف لديهم أمل مشوب بإحباط وإحباط لايخلو من أمل..
»الميكروفون« هو أحد وسائط الاعلام التي منحت ذيوعا وانتشارا للمادة الفنية
والثقافة منذ زمن يربو علي ٠٥١ عاما.. ويصبح الميكرفون - هذه الأنتيكة - التي يبحث عنها
»خالد أبوالنجا« في معناها الرمزي هو وسيلة التواصل مع الأخرين..
»خالد« لايرصد ولايصور ولكنه يشارك في العطاء والغناء فهو مأخوذ بما يراه
علي الوجوه والمشاعر لهؤلاء الشباب الذين يبحثون ليس عن التغيير ولكن عن
التعبير، يريدون أن يكونوا أنفسهم وبرغم بساطة ومشروعية الأمل إلا أنه صار
يبدو عزيز المنال.. الفيلم علي مستوي اللغة السينمائية يقدم من خلاله »أحمد
عبدالله« حالة عصرية في التناول والانتقال بين اللقطات وكذلك يمنح فيلمه
إحساسا توثيقيا وليس فقط واقعيا ولكنك تري في ثنايا الفيلم تلك الحالة
التلقائية الشديدة حتي في اختياره لتكوين الكادر فهو لايضع تكوينا مسبقا
بقدر ما يترك اللحظة أثناء التصوير تفرض عليه الكثير من تفاصيل الحالة
الإبداعية..
عين تسجيلية ترصد كل شيء وفي نفس الوقت تزداد حميمية واقترابا من المكان
والبشر بإحساس جمالي لايمكن إغفاله.. المشاعر التي تنتقل إلي بطل الفيلم هي
نفسها التي نعيشها كجمهور ونحن نتابع أحداث الفيلم.. يراهن الفيلم علي كل
ما هو صادق وحقيقي في مصر إنه وجه مصر المطمور.. وجه مصر الكامن في الأعماق
ومنهج »أحمد عبدالله«
ورفاقه من المخرجين المغامرين هو أيضا المعبر عن السينما القادمة التي أري
أن اقتناصها للجوائز في الأشهر الأخيرة هو الأمل الذي سيخلق تيارا قادما
وصوت »ميكروفون« أحمد عبدالله بالتأكيد سوف يصل للجمهور بعد أن حصد
الجوائز!!
أخبار النجوم المصرية في
16/12/2010
# # # #
مهرجان دبي السينمائي..
افلام تعاين دواخل النفس البشرية بصمت بليغ
ناجح حسن
استقطب مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة الي تتواصل
لغاية يوم السبت المقبل الكثير من الابداعات السينمائية القادمة من ارجاء
المعمورة بزخم من الصعب مجاراته في ملتقيات ومناسبات ومهرجانات سينمائية
مماثلة .
تحضر المشاركة الاردنية هذه الدورة بوفد سينمائي مكون عاملين في صناعة
الافلام واصحاب شركات انتاج وتقنيين وممثلين ومخرجين واعلاميين .
يشارك الفيلم الاردني القصير المعنون (بهية ومحمود ) للمخرج الشاب زيد
ابو حمدان الى جوار الفيلمين الطويلين (مدن ترانزيت) لمحمد الحشكي و(هذه
صورتي عندما كنت ميتا) لمحمود المساد الذي حققه برؤية تسجيلية عبر اسلوبية
الانتاج المشترك بين كل من الامارات العربية وهولندا واميركا وهو صاحب
الفيلمين الشهيرين (الشاطر حسن) و(اعادة خلق) والفلامك الثلاثة تتنافس على
جوائز المهر العربي للفلم الروائية والتسجيلية الطويلة والقصيرة .
بهية ومحمود
يتناول فيلم (بهية ومحمود) في احداثه تلك العلاقة بين ثلاثة ازواج من
خلال ثلاث قصص حب في حين يخشى شابان صغيران الكشف عن علاقتهما لمدة طويلة
وهناك علاقة اخرى تجري وقائعها في ملجا للمسنين ويظهر الفيلم فيها اهمية
التواصل الانساني في كافة اعمار البشر .
والمخرج ابوحمدان نال شهادة الجامعية الولى من الجامعة الاميركية في
بيروت بتخصص السينما والتلفزيون .
نظم القائمون على المهرجان جلسة حوارية لطاقم الفيلم الروائي الاردني
الطويل (مدن ترانزيت) جرى فيها تبيان وقائع انجاز الفيلم بدءا من الفكرة
الى الشاشة .
وقال الناقد العراقي عرفان رشيد مدير برنامج الافلام العربية في
المهرجان انه وقع الاختيار على الفيلم الاردني ليكون ضمن مسابقة المهر
العربي في المهرجان كونه يسجل رحلة رجوع وعودة الى الذاكرة والمكان والوطن
بابعاد انسانية.
وثمن رشيد الذي ادار الندوة بالجهود التي تقوم فيها الهيئة الملكية
الاردنية للافلام في منح فرص صناعة الافلام الى مخرجين شباب جدد الى جوار
ما تضطلع به من عمليات تسهيل لشركات الانتاج السينمائي العالمية الكبرى .
ولفت مدير عام الهيئة الملكية الاردنية للافلام جورج داوود الى حجم
البرامج التي تنظمها الهيئة لافراد المجتمع المحلي من بين اصحاب المواهب في
خوض غمار صناعة الافلام مبينا ان فيلم (مدن ترانزيت) جاء ضمن متطلبات
برنامج تدريبي متكامل على صناعة الافلام.
وبين المخرج محمد الحشكي الظروف التي التقط فيها فكرة العمل الذي يعد
تجربته الاولى في حقل الفيلم الروائي الطويل بعد ان قدم انجازات على صعيد
الفيلم القصير : (العيش مؤقتا ) و(فراشة) ورأى ان كان نتيجة لتضافر مجموعة
من الجهود للعاملين معه في الفيلم الذي جاء يسرد قصة من واقع الحياة
اليومية.
ورات المنتجة رولا ناصر ان الفيلم جرى انجازه من خلال ميزانية بسيطة
ساهم فيه الكثير من فريق العمل التمثيلي والتقني كمتطوعين بغية تحقيق فيلم
سينمائي اردني يشق طريقه الى المشهد السينمائي العربية والعالمي.
بدورها اعتبرت الممثلة صبا مبارك تجربتها بالفيلم بعد غياب اردني
ملحوظ عن عالم صناعة الافلام الا ما ندر في تجارب متباعدة واملت ان يكون
هذا الفيلم بداية طريق لصناعة افلام اردنية مزدهرة.
وطالبت مبارك بدعم تجارب السينمائيين الاردنيين الشباب وايجاد ثقافة
سينمائية تعلي من شان الفيلم وضرورته في المجتمع .
صندوق اردني لتمويل الافلام
وقال الممثل الاردني محمد القباني ان الفيلم جاء ليؤشر على ارادة
الشباب في محاولة صناعة سينما اردنية عبر حكاية مفعمة بالاشارات والاحالات
البليغة التي تعيشها قطاعات عريضة من المجتمعات العربية ليس في الاردن فحسب
بل نرى نماذج منها في مصر وفلسطين وسوريا والمغرب العربي حيث يكتشف الانسان
العائد لوطنه بعد رحلة في المهجر حجم التحولات التي عصفت ببيئته .
وطرحت خلال الندوة مسالة اطلاق صندوق اردني خاص يعني بافلام الشباب
بغية ايجاد حراك سينمائي متواصل داخل الحياة الثقافية والفنية في المملكة .
ومن بين عروض المهرجان اللافتة هناك الفيلم السوري (مطر ايلول) للمخرج
عبداللطيف عبد الحميد وتدور أحداثه في مدينة دمشق وفيه يقدم المخرج تحية
لعازف البزق السوري الشهير محمد عبد الكريم والفيلم مفعم بتلك الاغنيات
والالحان القديمة التي يعزفها فريق موسيقي شاب في دمشق المعاصرة .
على غرار افلام عبد الحميد صاحب (ليالي ابن اوى) و (سائل شفهية) و (ما
يطلبه المستمعون) تغوص كاميرا الفيلم في رصد احاسيس ومشاعر افراد في
رومانسية مفتقدة تتنقل من أربعينات القرن الفائت في استهلال لشاب يستمع من
خلال المذياع إلى عازف آلة البزق ثم تعاين الكاميرا احوال هذا الشاب اليوم
وقد اصبحرب اسرة بائعا للفواكه لكنه لم يتخلى عن تنمية ذائقته الموسيقية
التي يلهمها الى افراد اسرته .
اسلوبية بصرية درامية جديدة يوزعها عبد الحميد في ثنايا فيلمه تناقش
تفاصيل الحياة الاجتماعية حيث يقدمها للمتلقي بامكانيات جمالية تفوح منها
سردية تنهج مفاهيم الواقعية السحرية.
على صعيد اخر قدم الفيلم المصري(ستة سبعة ثمانية) لمخرجه محمد دياب
معالجة ذكية لواقع التحرش الذي تتعرض له المراة في مصر اليوم مبينا اهمية
التصدي الى هذه الظاهرة المسكوت عنها تحت ذرائع لا تستقيم وحقوق المراة .
الفيلم الذي يعد التجربة الاولى لمخرجه بعد نجاحه في كتابة اكثر من نص
سينمائي لاقرانه من المخرجين الشباب يسلك طريقا مغايرا لما قدمته السينما
المصرية سابقا في التصدي لظاهر وسلوكيات شبيهة.
عمل المخرج الشاب على تقسيم فيلمه الى اجزاء كان يعود فيها الى الفلاش
باك من خلال سردية بصرية متمكنة احادثة تحرش اصابت امراة متزوجة خلال
تنقلها بين البيت وعملها ومن ثم تاخذ بنصيحة امرأة وجدت في التصدي لهذه
الظاهرة امرا لا مفر منه وكونت من حولها منصة لاطلاق صرخة لهذا الالم الذي
تتجنب المراة الافصاح عنه درءا للفضيحة .
ويعرض المهرجان الذي افتتح فعالياته بفيلم (خطاب الملك) للمخرج
البريطاني توم هوبر مجموعة اخرى من افلام السينما المصرية الجديدة من
بينها: (الخروج) للمخرج هشام عيساوي تمثيل مريهان ومحمد رمضان والمغربية
سناء موزيان وفيه يناقش باحداث قاتمة تفاصيل من داخل الحياة في القاهرة
وتلك الصدمات التي تتعرض لاحلام ومصائر شخوصه .
«مغني» قاسم
مثلما جاء ايضا فيلم (ميكروفون) للمخرج احمد عبدالله الذي يحكي عن قاع
مدينة الاسكندرية من خلال اكثر من مجموعة شبابية تتفاعل بوسائط ابداعية في
سبيل اثبات ذاتهم داخل تطاحنات المدينة المتشابكة .
تضمنت الفعاليات مجموعة من الأفلام المنتقاة من العراق والمغرب ولبنان
تميز البعض منها بتلك الرؤى والاساليب في المعالجات الدرامية التي تتكيء
على حرفية جمالية متمكنة دارت أحداث البعض منها في الماضي القريب وهي تحمل
اشارات مستمدة من حراك الواقع المثقل بالاوجاع والامال المجهضة.
يعود المخرج العراقي قاسم حول بفيلمه الروائي (المغني) وهو المخرج
الذي قدم مجموعة من الاعمال السينمائية في حقبة زمنية مضت في كل من بغداد
وبيروت نذكر منها : (بيوت في ذلك الزقاق ) و(الحارس) و(عائد الى حيفا)
ليحاكي بفيلمه الجديد اوضاعا صعبة عاشها بلده العراق ليرويها من خلال قصة
المغني بشير يمر بظروف صعبة .
ويروي فيلم (دمشق مع حبي) للمخرج الشاب محمد عبدالعزيز،قصة فتاة
يهودية سورية على وشك الهجرة من دمشق في المطار يكشف لها والدها سراً
قديماً فتلغي رحلتها وتعود لتنبش في الماضي عبر رحلة بحث طويلة ستكتشف من
خلالها الوجه الآخر للمدينة التي يعيش فيها الكثير من الثقافات بتجانس قل
مثيله ومن خلال الآخرين ستكتشف نفسها لأول مرة فيلم عن الحب والآخر.. عن
الذاكرة والمكان.. وفي نهاية المطاف ستجد نفسها أمام خيار صعب.
امضى فريق عمل المهرجان العام الماضي باكمله في التخطيط لبرنامج
فعاليات هذه الدورة والتي تميزت بحضور نخبة من كبار الشخصيات السينمائية
العالمية من مخرجين وممثلين إضافة إلى مجموعة منتقاة من أفضل الأفلام تتوزع
ضمن مختلف برامج المهرجان داخل وخارج المسابقة واضاف انه جرى اختيار مجموعة
كبيرة من الأفلام العربية التي أبدعتها أسماء ومواهب سينمائية مهمة في
العالم .
تكامل هذه العناصر يؤكد نجاح مهرجان دبي السينمائي الدولي في تقديم
الدعم الضروري لتحفيز السينمائيين المحليين وتشجيع إبداعاتهم ومنحهم
منطلقاً نموذجياً يوفر لهم الرعاية التي يستحقونها ليكونوا مؤهلين لاحتلال
موقع بارز على خارطة السينما العالمية.
ان هذه التشكيلة من الأفلام العربية تم انتقاؤها من مختلف أنحاء
العالم العربي من اقصى الخليج الى ساحل المحيط تشارك ضمن المنافسة على
مسابقات المهر العربي والمهر الإماراتي إضافة إلى مجموعة العروض التي تقام
خارج المسابقة الرسمية منها برنامجي ليالٍ عربية وأصوات خليجية.
كما استعرض المهرجان نخبة من الإبداعات السينمائية من آسيا وإفريقيا
والأمريكتين وأوروبا وأستراليا، بما في ذلك 41 عرضاً عالمياً أولاً و13
عرضاً دولياً أولاً تغطي مختلف أنواع الأعمال السينمائية من الرعب إلى
الكوميديا، ومن الدراما إلى الأفلام الوثائقية.
تلبي عروض المهرجان لهذه السنة ذائقة عشاق الفن السابع فهي تحمل في
طياتها العديد من المفاجآت والأفلام الجديرة بالمتابعة والاهتمام إذ يقدم
البرنامج فرصة استثنائية لاكتشاف مواهب واعدة ومدارس سينمائية متفردة
وسبلاً جديدة للتعاون نحو الاسس لحراك سينمائي فاعل وحيوي بالمنطقة .
تنوع سينمائي فريد
اشتملت العروض ازيد من 157 فيلماً من 57 دولة موزعة على خريطة المشهد
السينمائي العالمي من أميركا اللاتينية إلى كوريا الجنوبية مرورا بافريقيا
واسيا فضلا عن مشاركات عربية من الاردن والامارات ولبنان وسوريا ومصر
والعراق والجزائر والمغرب وتونس والجزائر وفلسطين التي تشهد منافسة ساخنة
والسوق سينمائية.
انطلقت عروض برنامج الافلام العربية وذلك بالفيلم المصري (ستة، سبعة،
ثمانية) الذي يتناول قصة حب مثيرة للجدل في حين يفتتح الفيلم المصري
(الخروج) احتفالية الجسر الثقافي مثلما يستهل الفيلم البولندي (غداً سيكون
أفضل) برنامج سينما العالم ويجري عرض فيلم (كسارة البندق بالأبعاد الثلاثة)
ضمن برنامج سينما الأطفال ويشارك الفيلم الإماراتي القصير (الفيلسوف) ضمن
مسابقة المهر الإماراتي وهو من التمويل الفرنسي كما يعرض الفيلم الصيني
(عهد القتلة) في بدء فعاليات برنامج السينما الآسيوية الإفريقية.
تشمل قائمة ضيوف المهرجان الذي يكرم هذه السنة كلا من المخرج المالي
سليمان سيسي وعلى نخبة من نجوم هوليوود و السينما الآسيوية والإفريقية من
بينهم كولن فاريل وإد هاريس وجان رينو وأندريه كونتشالوفسكي وبيتر وير.
تطغى موضوعات اكتشاف الذات والتاريخ والتراث على العروض وفي اغلبيتها
غوص في دواخل النفس الانسانية واحوال اجتماعية واقتصادية وسياسية في اكثر
من بيئة متباينة التقطتها كاميرا لمخرجين ببراعة وفطنة .
وتطل ماريان خوري ومصطفى الحسناوي على الجمهور بتحفتهما (ظلال) وهو
فيلم لاقى استحساناً عالمياً لأسلوبه المميز في تسليط الضوء على حياة
المبتلين بأمراض عقلية في مصر المعاصرة وتدور أحداثه في اثنين من المصحات
حيث يكشف النقاب عن الظروف المريعة التي يضطر المرضى للعيش فيها من قذارة
وإهمال وغياب للأدوية والعلاج.
ويحكي الفيلم القصير (حواس) للمخرج محمد رمضان قصة الممرضة التي تقع
في حب من طرف واحد مع مريض في غيبوبة.
ويتناول المخرج عمر روبرت هاملتون في فيلم (مايدوم) قصة شاب يستقل أول
طائرة متجهة إلى القاهرة بمجرد أن يسمع أنباء عن عزم ابن عمه على بيع أرض
جده، ولكنه يجد بانتظاره خلافات لم تحسم وقرارات جديدة عليه اتخاذها في بلد
لم تعد كما كان يعرفها.
افلام عن لبنان
كما يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في نسخته السابعة هذا العام
خمسة أفلام على الأقل تجسد واقع لبنان المعاصر منها ثلاثة تعرض للمرة
الأولى عالمياً وفيلم يعرض للمرة الأولى في منطقة الخليج خاصة بعد ان حققت
صناعة السينما اللبنانية إنجازات ملموسة خلال العقود القليلة الماضية رغم
البيئة الحافلة بالتحديات.
وتقدم المخرجة اللبنانية زينة صفير من خلال فيلمها (بيروت عالموس) في
عرضه العالمي الأول عملاً فريداً يصور المحطات الهامة في تاريخ لبنان
يرويها أولئك الذين صاغوه ورسموا هذا الفيلم صورة مذهلة لرجل صفف شعر علية
القوم من سياسيين وأمراء ورؤساء هو إيلي صفير والد المخرجة الذي تجمع في
حوزته تاريخ غني بالتفاصيل وملون بالنوادر.
ويروي (2/1 2) للمخرج إيلي كمال قصة أم عاملة (كارمن لبس) من الطبقة
المعدمة تحاول تأمين نفقاتها في ظل تعقيدات وإشكالات الحياة اليومية في
بيروت حيث تنجو في نهاية يوم صيفي من هجوم مروع ومدمر.
أما فيلم (ملاكي) للمخرج اللبناني خليل زعرور الذي أخرج سابقاً فيلمه
القصير (النافذة) فيروي قصة زاخرة بالأحداث، تدور حول معاناة أهالي الأشخاص
المبلغ عن اختفائهم نتيجة الحرب الأهلية الدامية التي دامت فترة طويلة في
لبنان.
وتقدم المخرجة سابين الشمعة بأسلوبها السردي المحكم مثالاً عن براعة
الفكرة في فلمها (تليتا) الذي يروي قصة سيدة عجوز تخرج من بوتيك أنيق في
صباح يوم ثلاثاء مشمس في بيروت وهي ترتدي فستاناً أسود غالي الثمن دون أن
تدفع ثمنه فيستوقفها شرطي وتبدأ الحكاية.
وتتضمن قائمة الأفلام اللبنانية أيضاً فيلم (رصاصة طايشة) للمخرج جورج
الهاشم الذي يضطلع باداء ادواره كل من بديع أبو شقرا وهند طاهر ونادين لبكي
وتقلا شمعون وفيه دراما عائلية ونفسية تدور أحداثها في بيروت المتوترة التي
تعيش في حالة حرب ويروي قصة امرأة ثلاثينية مقبلة أخيراً على زواج قد
ينقذها من مصير العنوسة حيث تدرك أخيراً أنها لا تكن أية مشاعر لخطيبها
ويزيد الطين بلة الظهور المفاجئ لحبيب سابق يرمي بحياة الجميع في هوة
سحيقة.
اختار القائمون على المهرجان مجموعة من ابرز العاملين في السينما
والثقافة أعضاء لجان تحكيم مسابقاته : (المهر العربي) و(المهر
الآسيوي-الإفريقي) و(المهر الإماراتي) من أجل المشاركة في تقييم واختيار
المشاركات الفائزة .
الرأي الأدرنية في
16/12/2010 |