الممثل الهندي عرفان خان:
السينما المصرية غارقة في المحلية.. و«الهندية» تبحث عن
الجمهور المصري
كتب
غادة طلعت
يري الفنان الهندي «عرفان خان» إنه عاش تجربة مهمة خلال الفترة
الأخيرة بعد أن حضر لمصر للمرة الثانية علي التوالي كعضو في لجنة تحكيم
مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين في لقاء
خاص تحدث عرفان خان
حول كواليس هذه التجربة ورؤيته لما وصلت إليه السينما المصرية والهندية،
وإلي
الحوار.
·
ما سبب حرصك علي المشاركة في
مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي للعام الثاني علي التوالي؟
-
العام الماضي كنت
أحد المكرمين وهذا أسعدني جدًا وفي هذا العام أعمل في المهرجان ضمن فريق
عمل ضخم
يتولي مهمة محددة هي عضوية لجنة تحكيم أفلام المسابقة الدولية.
ولكن ما دفعني للحرص
علي التواجد في مصر للعام الثاني هو اعجابي بالمصريين، فعندما أنظر في
وجوههم أري
سحر الفراعنة وأشم رائحة الحضارة الفرعونية في كل ركن في هذا البلد.
·
كيف وجدت مستوي الأفلام التي
استضافها المهرجان هذا العام؟
-
مهرجان القاهرة السينمائي يواجه مشكلة كبيرة في الحصول علي
الأفلام الجيدة من دول مختلفة وذلك لا يمكن أن نرجع سببه لضعف
المهرجان وقلة علاقات
القائمين عليه ولكن هناك سببًا أهم وهو قلة وجود الأفلام الجيدة. بشكل عام
في
العالم كله. ولكن ما يجب أن يعرفه الجميع هو أنني لمست تقدمًا في مهرجان
القاهرة
السينمائي فهو لا يقل أهمية عن المهرجانات العالمية التي شاركت
فيها بأفلامي من
قبل.
·
وكيف وجدت مستوي الفيلم المصري
«الشوق» المشارك في
المسابقة الرسمية؟
-
للأسف لم تكن لي خبرة في مشاهد الأفلام
المصرية ولكن المهرجان وبالتحديد العمل في لجنة التحكيم منحني فرصة عظيمة
لأشاهد
أفلامًا مصرية وعربية مهمة. ولكنني أري أن مناقشة مستوي الأفلام كان يدور
في غرفة
مشاهدة الأفلام والنتائج التي تعلنها إدارة المهرجان تكون
كفيلة بتفسير كثير من
الاسئلة حول مستوي هذه الأفلام.
·
وفي رأيك ما الذي يميز
مهرجانًا ويجعله ناجحًا؟
-
أعتقد أن وجهة نظري ستكون مختلفة بعض
الشيء حيث أري أن قوة الأفلام التي يستطيع المهرجان أن يجذبها للمشاركة هي
من أهم
ملامح المهرجان الناجح هذا بجانب التنظيم والضيوف أصحاب الاسهامات في مجال
السينما
وأعتقد أن أعمال الفنان هي مقياس نجوميته وليس فقط اسم النجم
أو الدولة التي يأتي
منها.
·
وهل تعرف نجومًا مصريين؟
-
لا للأسف
قبل هذا المهرجان لم أكن أعرف ولا ممثل مصري باستثناء النجم العالمي عمر
الشريف
فنحن نعتبره ملكا للعالم وليس ملكًا للمصريين فقط ولكن علي
الجانب الآخر هناك قصور
في جهات الإعلام المصرية فلا يوجد تسليط ضوء علي كثير من الأشياء في مصر من
بينها
السينما والسياحة والناس أنفسهم فالمصريون يستحقون أن يستضيفهم العالم
ويعرفهم بشكل
أفضل من ذلك.
·
وكيف تري وضع السينما الهندية
مؤخرًا؟
-
السينما الهندية تعيش أزهي عصورها حاليا حيث تمكنت من أن تجذب
شريحة الطبقة الوسطي من أهل الهند وكانت هذه الطبقة بعيدة بعض
الشيء عن السينما
بجانب الطبقة الفقيرة أيضا وهذا أهم أهداف السينما أن تنجح في جمع أبناء كل
الطبقات
علي حب شيء واحد وأفضل شيء هو أن السينما الهندية لا تواجه أي مشاكل تماما
كما أن
انتاجنا يتجاوز الـ100 فيلم في العام فكيف يكون لدينا مشاكل.
·
هل تري أن السينما الهندية حققت
الانتشار المطلوب بين المصريين؟
-
لمست حب المصريين للسينما الهندية من خلال زياراتي لمصر ووجدت أنهم
يعرفونني جيدًا
ويناقشونني في تفاصيل أدواري ولكن للأسف أنا لست راضيا عن مستوي انتشار
السينما
الهندية في مصر ومازال انتاجنا السينمائي لا يصل إلي القاهرة
بالشكل المناسب.
·
وفي رأيك من السبب في ذلك؟
-
للأسف الجهات
المسئولة في مصر هي التي أوقفت التبادل السينمائي بين مصر والهند حيث صدرت
قوانين
تحد وتمنع دخول السينما الهندية لمصر وهذا أصبح واضحا فلا يوجد
فيلم هندي في دور
العرض السينمائي لديكم وأعتقد أنه من قبل كانت الأمور أفضل ففي الثمانينيات
حققت
السينما الهندية انتشارًا واسعًا في مصر والدليل أن النجم الهندي أميتاب
بتشان
يعرفه الجميع.
·
وكيف تري شكل المنافسة بين
السينما البوليوودية
والهوليوودية مؤخرًا؟
-
السينما الهندية ذات طبيعة مختلفة وما
تحققه من متعة لا يمكن أن تحققه أي سينما أخري في العالم وهذا يجعلها في
مكانة خاصة
تميزها في حالة عمل مقارنة مع أي سينما أخري.. ومع احترامي للسينما
الهوليوودية
ولكن الفيلم الهندي لا يمكن حصره في منافسة من أي نوع.
·
وكيف
تقوم باختيار أدوارك؟
-
سوف تندهشين عندما أقول إنني لا أملك
مقاييس اختار علي أساسها أدواري ولكن أحيانًا أجد نفسي أريد أن أعيش قصة حب
فأبحث
عن دور رومانسي يشبع بداخلي هذه الرغبة وبالمناسبة أنا أجد راحة نفسية في
مثل هذه
الأدوار كما أنني أحب أيضًا أن أختار أدوارًا مختلفة تماما عن
طبيعتي وأن يقوم بطل
الأحداث بردود أفعال بعيدة عن أفكاري كل هذا يمتعني جدًا.
·
هل
يمكن أن نعتبر فيلم «المليونير المتشرد» من أهم أفلامك؟
-
المليونير المتشرد من الأفلام المهمة والممتعة التي قدمتها ولكنه ليس أهمها
علي
الاطلاق لأن الفيلم الأهم لم يأت بعد ولكن هذا الفيلم حقق
نجاحًا وانتشارًا واسعًا
وشارك في مهرجانات مهمة مما جعلني سعيدًا به ولكن مع ذلك لا أريد أن تقف
حياتي عند
هذه المحطة لأنني أواجه اسئلة كثيرة من هذه التجربة وعندي أفلام كثيرة مهمة
من
بينها فيلم «المحارب» واسمي خان و«نيويورك» وأعمال مهمة أخري
أستعد لها.
·
وما هو تقييمك لما وصلت إليه
السينما المصرية مؤخرًا؟
-
للأسف هناك مشكلة كبيرة وقعت فيها السينما المصرية منذ البداية
ومازالت تعاني منها، وهي عدم اهتمام القائمين عليها بالانتشار
الخارجي واكتفي
الجميع بأن تكون منتشرة محليا في مصر والوطن العربي، أما غير ذلك فليس لها
وجود
مناسب ولذلك للأسف نحن في الهند لا نعرف السينما المصرية كما ينبغي فلابد
أن يرسل
صناعها «دي في دي» لأعمالهم للهند وبعد عدة محاولات سوف تجد
المكانة التي تستحقها.
روز اليوسف اليومية في
15/12/2010
من حصاد المهرجان
بقلم: كمال رمزي
فكرة اختيار «مصر فى عيون سينما العالم»، نظريا، جديرة بالترحيب، وهى
ذات الفكرة التى وردت للقائمين على مهرجان مراكش الذين قرروا أن تكون
«المغرب فى مملكة السينما» من اهتمامات المهرجان، وبينما اعتمد «مراكش» على
صورة فوتوغرافية كبيرة و«أفيشات» الأفلام التى صورت فى المغرب، ووضعها على
مساحة واسعة فى مدخل مصر المؤتمرات، اتجه مهرجاننا اتجاهين: أحدهما ثقافى
خالص، يتمثل فى إصدار كتاب ثمين، ضخم، يقع فى «330» صفحة من القطع الكبير،
بقلم الناقد المخضرم، أحمد رأفت بهجت، المهتم اهتماما جادا بهذا «الموضوع
ــ القضية»، حيث صدر له من قبل «الشخصية العربية فى السينما العالمية»
و«هوليوود والشعوب»، وهما بحثان يعتبران ــ الآن ــ بروفتين للكتاب الأخير،
الأكثر اكتمالا وشمولا.
جاء الاتجاه الثانى، فى أسلوب «القاهرة» بالاهتمام بذلك المحور، بعرض
ستة أفلام فقط، تتعلق بالموضوع، وهو عدد هزيل، بالإضافة إلى خطأ اختيار
بعضها، فمثلا، ما العلاقة بين «شكاوى الفلاح الفصيح» و«مصر فى عيون
العالم»، فالفيلم من إخراج المصرى من أعلى رأسه إلى إخمص قدمه، شادى
عبدالسلام، بممثلين مصريين، ومن إنتاج مصرى خالص.. أما «بداية ونهاية»،
تحفة ارتورو ريبشتاين، المعتمد على رواية نجيب محفوظ الشهيرة، فإنه فيلم
مكسيكى تماما، يدور فى أجواء مكسيكية، بشخصيات مكسيكية، لا علاقة لها
بمصر.. عموما، ربما تهتم إحدى جامعاتنا، أو معاهدنا الفنية، بهذا الموضوع،
وتعرض المزيد من الأفلام، وتدرس «أفيشات» تظهر فيها مصر، قديما وحديثا.
«وجوه سينمائية خالدة»، دراسة ممتعة، متفهمة، كتبها بعمق ومحبة،
د.أحمد شوقى عبدالفتاح، عن أمينة رزق ومحمود المليجى.. و«من مبدعينا فى
الخارج» الذى يتعرض لثلاثة من الوجوه المصرية المشرفة فى الخارج: فؤاد
سعيد، ميلاد بسادة، خالد عبدالله. كتبه، بأسلوب شيق د. وليد سيف، مبينا
بجلاء، الدور الإبداعى لهؤلاء الثلاثة، فى الخارج.. «تكريمات»، بدوره،
يحتفى ببعض نجوم سينمانا: رمسيس مرزوق وليلى علوى وصفية العمرى، بقلم
د.ناجى فوزى ومحمد صلاح الدين وأشرف غريب. هذه الكتب، مع «مصر فى عيون
العالم» تعد إضافة لها شأنها، فى الثقافة السينمائية، مطبوعة طباعة فاخرة،
على ورق مصقول، مدعمة بالصور.. لكن الواضح أن عدد نسخها جد ضئيل، وبالتالى
لم تصل إلى كل مستحقيها، من الصحفيين والنقاد وعشاق السينما، والمشكلة أنها
لا تباع فى المكتبات، وإذا بيعت فسيكون ثمن النسخة باهظا، لذا أرجو أن يعاد
طبعها فى سلسلة «آفاق السينما» أو ضمن «مكتبة الأسرة».
تألقت النجمات والممثلات فى حفل الختام، قالت بعض الصحف إن كثيرا منهن
تغيبن، لكن رأيت أن الحاضرات كفيلات بإعطاء أى مهرجان لمعانا مبهجا..
استقبلتهن مذيعة طويلة، نحيلة، بابتسامة شديدة الاتساع.
لم تتحدث معهن عن الفن، ولا عن أفلام المهرجان.. فقط دار الحديث ليس
عن الفساتين، ولكن عن مصممى وصناع الفساتين: العبقرى ميمى، وصاحب الخيال
الملهم سوسو، فبدأ الأمر وكأنه محض دعاية.. لا بأس.
الشروق المصرية في
15/12/2010
جوانيتا ويلسون:
لم أتحدث عن الحرب لكن عن بشر عاشوا مأساتها
إياد إبراهيم
«فى عام 1998 قرأت كتابا للكاتبة سلوفانكا دراكوليك فى مدينة دبلن، وكانت
قصة قوية للغاية أبكتنى كثيرا، وكانت مليئة بمشاعر إنسانية عميقة جعلتنى
أؤمن بتحويلها إلى فيلم وفكرت فى إنتاجه لأحكى القصة، كما أريد وكما
رأيتها، كما فكرت فى إخراجها كفيلم قصير ولكن فى النهاية قررت أن تكون
فيلما طويلا».. هكذا بدأت المخرجة جوانيتا ويلسون صاحبة الفيلم الأيرلندى «وكأننى
لم أكن هناك» حديثها عن التجربة، التى أبكت الكثيرين، وأعادت إلى الذهن
ذكرى مؤلمة لحرب البوسنة، التى طغت فيها بشاعة المعركة داخل البيوت والنفوس
أكثر من ساحة القتال.
● سألتها بما إن العمل قائم من قصة حقيقية ما كم الإضافات التى ادخلتيها
على العمل؟
كتبت السيناريو بنفسى وجعلت جميع الأحداث تسير من خلال شخصية واحدة وهى
التى ظهرت كبطلة الفيلم، لأن الكتاب احتوى تفاصيل كثيرة للغاية لذا كان
لابد من توحيدها فى شكل سينمائى من خلال قصة واحدة.
●بدأ تفكيرك عام 98 ولكن لم يظهر إلا بعد 12 عاما.. لماذا؟
لأنى فى البداية فكرت فى إنتاجه فقط وبحثنا فترة عن مخرج ثم قررت أن أخرجه
أنا واستغرقنا فترة فى الكتابة ثم انشغلت كثيرا بفيلم آخر قصير، وبالفعل
كانت كاتبة القصة صبورة للغاية لأنها انتظرت كثيرا.
● وهل قمت بالتصوير فى الأماكن الحقيقية للحدث؟
لا لقد صورنا فى مقدونيا وتكلف الفيلم مليون يورو تقريبا، ولم نستطع
التصوير فى الأماكن الحقيقة للحدث للتكلفة العالية فى الانتقال وغيره رغم
حصولنا على دعم من مقدونيا فى التصوير.
● بطلة الفيلم رأيناها تتزين للجنود رغم وجودها فى موقف عصيب بين عسكر لا
يعرفون الرحمة؟
هذا صحيح لأن البطلة قررت ألا تكون ضحية وأن تتعامل كامرأة.. قررت أن تغوى
الجنود ليعاشروها برغبتها بدلا من الاغتصاب لتستطيع أن تحمى حياتها وتظل
على قيد الحياة.
● فى أحد المشاهد قالت بعض النساء للبطلة «إنهم وحوش» ولكنها ردت «لا هم
رجال».. ماذا قصدت بتلك الجملة؟
إنهم بشر، فانا حاولت أن أجعل الشخصيات حقيقية. والضابط وشباب الجنود كانوا
رغم القسوة فى النهاية بشرا لديهم أحاسيس.. وظهر فى أعينهم أنهم غير سعداء
بذهابهم ليموتوا فى الحرب فكان ما كان.
● وماذا عن مشاهد الاغتصاب التى بدت شديدة الاختلاف عن نظيرتها؟
مشاهد الاغتصاب كانت تحديا كبيرا لأنى قررت ألا أظهر أى مشاهد عرى فيها..
وأردت أن أبعدها عن التقليدية، التى تظهر بها جميع مشاهد الاغتصاب فى
الأفلام، حيث يظهر الرجل شغوفا وقاسيا أو سكيرا فيفعل هذا.. لذلك أردت أن
أظهر مشاهد الاغتصاب بعاطفة وليس بغضب.. وأن يظهر المغتصبون الرجال بشكل
عادى بعيدا عن العنف.. وأن النساء الضحايا تظهرن لا يملكن الاختيار، حاولت
أن أبرز التجارب الجسدية التى تعرضن لها.. وأظهر أيضا كيف فكرت البطلة أن
تنقذ حياتها من المعاناة باستخدام عقلها.
● هل قابلت بعضا من هؤلاء البنات ضحايا الجنود؟
لا لم أقابلهن ولكن العمل الذى كتبته سلوفانكا قائم على شهادات ضحايا
حقيقيين كما أن ظهورهن ربما يؤذيهن.. واختفائهن أفضل لهن ولم أحاول حتى أن
أقابلهن لأن سلوفانكا أتت بكل التفاصيل. والواقع أننا شاهدنا العديد من
الأفلام الوثائقية وتحدثت سلوفانكا، كما قلت مع أناس حقيقيين وأخذنا فترة
تحضير طويل لإطلاق العمل.
● فى رأيك إذا أخرج هذا العمل رجلا هل كان ليستطيع أن ينقل مشاعر الأنثى فى
حالة الاغتصاب كما رآها الجمهور؟
لا أعرف ولكنى حاولت أن أنقل جميع المشاعر التى عاشها البنات ولا أعرف إن
كان مخرج رجل يستطيع أن يخرجه بشكل مختلف، ولكنى كامرأه أظهرت أن المرأة
تحاول أن تحمى جسدها وأن علاقتها بالقائد كانت إنسانية قائمة على المشاعر
أكثر.
● أصعب المشاهد لك كمخرجة؟
مشهد الاغتصاب وكل الفريق تأثر به وأزعجهم جدا.. وكان الأصعب فيه تقنيا هو
أن معظم الجنود لم يكونوا يتحدثون الإنجليزية فكانت السيطرة عليهم صعبة
وكانت المسألة تتم عن طريق مترجمين.. خاصة حين كنت أريد أن أشرح لهم ما
أريد رسمه على وجوههم من مشاعر الاغتصاب فهم مغتصبون، ولكنهم بشر مرعوبون
أيضا من الحرب وهنا تكمن صعوبة التعبير.
●وماذا عن اختيار فريق العمل؟
أولا أريد أن أشكر مدير التصوير جدا لأنه رائع وتعاملت معه فى فيلم الباب
قبل ذلك، ولذلك كنا فريقا منسجما جدا، كما أن المنتج الذى عملت معه أرى أنه
هو الوحيد الذى كان يصلح لإنتاج هذا العمل لأنه بالفعل مؤمن به، ووفر كل
شىء وبدونه لم يكن العمل ليتم لأنه صبر معى لـ12 عاما.
●وماذا عن اختيار البطلة التى أبهرت الجميع بأدائها؟
كنت محظوظة جدا لأحصل على ناتاشا فلقد بحثت 9 شهور فى ألمانيا وإنجلترا
وسراييفو وأماكن عديدة إلى أن وجدتها فى مقدونيا، وكانت طالبة فى أكاديمية
الدراما ولم تمثل من قبل فى أى فيلم ولكنى ما إن رأيتها حتى قلت هى من أبحث
عنها.
● ولماذا هى؟
لأنها صغيرة وذكية وأنا كنت أبحث عن شخص يوحى بذلك ويملك أيضا حضورا، ويوحى
وجهه بالقوة وهذه المعادلة، التى كنت أبحث عنها، ولذلك بحثت فى فتيات
كثيرات حتى وصلت إلى ناتاشا بيتروفيك، التى قامت بدور سميرة.. وما أكد لى
صحة اختيارى أنها تقبلت العمل تماما كما هو مكتوب.
●هل كنت تحملين إدانة لجهة ما أو بمعنى آخر هل حمل ذهنك أى آراء سياسية
أردت تقديمها فى الفيلم أم كما رأينا كانت محاولة لتقديم قصة بشرية حدثت
يوما ما؟
حاولت أن أبعده عن السياسة تماما وأن يكون فقط تجربة إنسانية رغم أن هناك
البعض عارضنى، وقال: لابد أن تتحدثى عن الحرب ولكنى أرى أنها ليست مسئوليتى
أن أتحدث عن الحرب بقدر أن أتحدث عن بشر عاشوا فى ظلها، كذلك لا أريد أن
أصنع دعاية لجانب على حساب جانب آخر والمعلومات فى النهاية موجودة فى الكتب
والمشاعر فى السينما، التى تستمد قوتها من الحديث بصوت من لا صوت لهم وهم
الناس.
●هل حمل فيلمك الأسماء الحقيقية للأشخاص الحقيقيين؟
لا لأن سلوفانكا غيرت الأسماء، ولكن ساقول لك شيئا رغم أن معظم النساء التى
اغتصبن مسلمات ولكن جميع الطوائف سواء صربا أو بوسنيين أو أى جهة قامت
باغتصاب نساء الجهة الأخرى.
● وهل تستطيعين عرض فيلمك فى الصرب البلد التى ظهر منها الجنود المغتصبون؟
لو تلقيت دعوة سأذهب وذات مرة عرضت فيلمى ووجدت أحد الحضور وعرف نفسه أنه
صربى فخفق قلبى بشدة، ولكنه عندما أبدى إعجابه بالفيلم فرحت بشدة.
●علمت أن أحد أفلامك ترشح للأوسكار؟
نعم فيلم الباب وهو فيلم قصير ويحكى عن أب عاش فى إحدى المدن التى تعرضت
لإشعاع تشرنوبل وابنته توفت جراء السرطان.
● لماذا اخترت مهرجان القاهرة؟
لأنه من أعرق المهرجانات فى العالم وكان مهما بالنسبة لى أن أشارك فيه.
●وماذا عن القاهرة وانطباعاتك عنها؟
مدينة تاريخية عريقة ومذكورة فى الكتاب المقدس وانتظرت كثيرا لأرى النيل
لذلك قضيت أول يوم انظر إليه من غرفتى.. كما أنها مدينة تستمد جمالها من
طاقة البشر.
الشروق المصرية في
13/12/2010
نايل سينما ومهرجـان الـقـاهـرة
محمد رفعت
نجاح تجربة قناة «نايل سينما» يثبت أن التليفزيون المصرى قادر على
منافسة القنوات الفضائية الخاصة لو تم استبدال القيادات التقليدية بقيادات
أخرى أكثر وعياً وانفتاحا على التجارب التليفزيونية الحديثة، ولها خلفية
قديمة فى التعامل مع الإعلام الخاص، وهو ما يتوافر فى المهندس أسامة الشيخ
رئيس الإذاعة والتليفزيون الحالى، وعمر زهران رئيس قناة «نايل سينما»
والاثنان عملا لفترة طويلة فى فضائيات عربية، واكتسبا خبرات غير محدودة فى
العمل الإعلامى الحديث، على عكس قيادات تليفزيونية أخرى تعودت على الروتين
والبيروقراطية والقواعد الإدارية العتيقة التى تكبل تلك العقليات وتشل
حركتها وتجعلها تقاوم بشدة أية محاولات للتجديد أو التطوير. والجميل فى
تجربة «نايل سينما»أنها تحاول الاستفادة من كل الخبرات وتتيح الفرصة لكوادر
قديمة ومخضرمة مثل يوسف شريف رزق الله، ووجوه جميلة شابة لمذيعات مجتهدات
ومثقفات مثل هند القاضى وشيراز الوفائى وعمرو حسن يوسف.
وأداء القناة فى تغطية فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته
الأخيرة يستحق الإشادة والتشجيع، وإن كان الاعتماد على «اللوكيشن» الثابت
لاستضافة النجوم وصناع الأفلام طوال أيام المهرجان قد أعطى إحساسا بالرتابة
والثبات، فى حين جاءت التقارير اليومية عن الأفلام المشاركة والمدارس
السينمائية المختلفة لتكسر الإحساس بالملل، وتوفر مادة ثقافية شائقة عن أهم
فعاليات المهرجان. ولا يعيب قناة «نايل سينما» سوى المحاولات المستمرة
لتملق النجوم والنجمات من خلال الاحتفال بأعياد ميلادهم والمبالغة الشديدة
فى الحفاوة بهم، وإن كان هذا الأسلوب يحقق للقناة شعبية كبيرة فى أوساط
الفنانين المفتونين بأنفسهم والحريصين دوما على التلميع و«الطنطنة» إلا أنه
يأتى فى أحيان كثيرة على حساب المضمون الثقافى والفنى الذى تقدمه القناة،
بدليل أنه ليس من بين برامجها برنامج واحد يهتم بتعريف الجمهور بفنون
السينما مثل أصول التصوير والمونتاج والدوبلاج وغيرها من المصطلحات التى
يقرأونها فى تترات الأفلام ولا يعرفون معناها بدقة، كما أن «نايل سينما» لا
تهتم كثيرا بعرض التجارب السينمائية الجديدة، ولا تسلط الأضواء على
السينمائيين الشبان، ولا على السينما المستقلة، ولاتعرض إلا فيما ندر
أفلاما وثائقية أو تسجيلية ولا تهتم بهذه السينما المظلومة سوى فى أيام
تغطية مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة.. والقناة
ترسل فرق عمل كاملة لتغطية مهرجانات عربية مثل دبى والدوحة وأبو ظبى
وتتجاهل فعاليات سينمائية أهم لدول لها باع طويل فى إنتاج الأفلام مثل
نيجيريا وبعض دول أمريكا اللاتينية لمجرد أن الجمهور المصرى لا يعرف الكثير
عن سينما هذه الدول، ولكن هذا كله لا يقلل من الجهد الواضح الذى يبذله فريق
العمل بقناة «نايل سينما» ونرجو أن يكون دافعا لقنوات مصرية أخرى للسعى إلى
النهوض بمستوى ما تقدمه وتجديد وتطوير نفسها.
مجلة أكتوبر المصرية في
19/12/2010 |