'ابن
بابل' في القاهرة: كل العراقيين أبناء بابل
كتب ـ محمد الحمامصي
الدراجي: أثناء صناعة 'ابن بابل' طلب مكتب رئيس الوزراء العراقي أن
يسهم بنسبة مقابل طرح وجهة نظر معينة ولكني رفضت.
شهدت
الندوة التي عقدت لفيلم "ابن بابل" للمخرج العراقي محمد الدراجي حضورا
كبيرا من جانب الإعلاميين السينمائيين العرب الذين أشادوا بالفيلم الذي عرض
في إطار مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 34، لتنهال التساؤلات حول
الفيلم أحداثه وأبطاله.
"ابن
بابل" الذي شهد مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثالثة أول عرض عالمي
له، ليعرض بعد ذلك في أربعين مهرجانا دوليا ويحصد 16 جائزة، تدور أحداثه في
شمال العراق، عام 2003، بعد مرور ثلاثة أسابيع على سقوط نظام صدام حسين،
حول قصة أحمد الولد الكردي الذي يبلغ من العمر 12 عاما، ويعيش مع جدته،
التي تسمع أن بعض أسرى الحرب وجدوا أحياء في الجنوب، فتقرر أن تعرف مصير
ابنها المفقود، والد أحمد، الذي لم يُعد إلى منزله قط منذ حرب الخليج عام
1991.
وطول
الرحلة من جبال الشمال إلى أراضي بابل، كانا يستوقفان العربات ليركبوا
مجانًا متطفلين على الأغراب، والتقوا بالكثير من الرحالة مثلهم، يقومون
برحلات مشابهة. فأخذ أحمد يتبع خطى منسية لأبٍ لم يعرفه قط محاولاً فهم ما
تبحث عنه جدته، وأثناء الرحلة، ينمو الولد وينضج.
وحول فكرة
الفيلم قال الكاتب والمخرج العراقي محمد الدراجي "كنت أحضر لفيلمي الأول
(أحلام) ببغداد، وبينما كنت أمشي في شارع الرشيد، سمعت أخبار مفاجأة تُذاع
على راديو قريب (اكتُشفت مقابر جماعية بالقرب من بابل)، فتسمرت في مكاني".
وأضاف
"وجد في أول مجموعة من المقابر الجماعية 400 ألف جثة! لم تنجُ أية أسرة من
أثر هذا الحادث الشنيع. وطار ذهني عائداً إلى ذكرى ابن عمي الذي فقدناه منذ
15 عاما أثناء حرب الخليج، وعمتي التي لم تتلقَ أي أخبار عنه إلى الآن، كنت
أرى عمتي التي فقدت ابنها في الحرب تبكي بحرقة عليه وتجمع النسوة ليبكين
معها".
وتدور
أحداث الفيلم حول "أم إبراهيم" التي سجن ابنها في "الناصرة" بعد غزو العراق
للكويت، فتبدأ في رحلة بحث عنه مع حفيدها، خلال الرحلة نرى لمعاناة
العراقيين مع الحرب، "لقد استعنت بممثلين غير محترفين، يمثلون للمرة
الأولى، دربتهم لمدة أربعة أشهر، واتبعت أسلوب اللعب والرسم مع الطفل الذي
جسد شخصية أحمد في الفيلم حتى أخرجت منه ذلك الفنان الذي رأيتموه على
الشاشة، وقد أنجزت الفيلم بمشاركة عدة دول هي: مصر والإمارات وهولندا
وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة للعراق، وقد شارك الفيلم في أربعين مهرجاناً
عالمياً حصد منها 16 جائزة".
وكشف
الدراجي أنه أثناء صناعة الفيلم "طلب مكتب رئيس الوزراء العراقي أن يسهم
بنسبة 15 % من تكلفته، مقابل طرح وجهة نظر معينة ولكني رفضت".
ورداً على
سؤال حول تركيزه على الأكراد من خلال الفيلم قال: "هذا لم يحدث، فأنا لم
أركز على الأكراد وإنما قصدت توحيد كل فئات المجتمع العراقي، وتناولت
المجازر التي تعرض لها الأكراد من خلال قصة الجدة وحفيدها ورحلة البحث عن
الابن الضائع".
وحول
اختيار ابن بابل عنواناً للفيلم على الرغم من أن الطفل ينتمي لإقليم
كردستان قال "كل العراقيين أولاد بابل بلا استثناء، وقد شاهدنا كيف وعدت
الجدة حفيدها بأنها ستجعله يزور حدائق بابل التي تعتبر بالنسبة له مثل
الجنة التي يحلم بزيارتها".
وعن
إدانته للنظام العراقي السابق وحزب البعث وترديد البعض أنه يجامل
الأميركيين أكد أنه ذكر وقائع حقيقية "حدثت في العراق أثناء فترة حكم حزب
البعث، والمقابر الجماعية التي حدثت بعد ثلاثة أسابيع من الاحتلال الأميركي
للعراق، فالنظام الحاكم وقتها هو الذي أوصل العراق لما وصلت إليه، أما
بالنسبة للأميركان، فيكفي أن السائق الذي ظهر بأول الفيلم سبهم قائلاً: "يا
أولاد الـ ..."، وأؤكد أنه لم تكن هناك مجاملة لأحد، بالعكس الفيلم يحمل
رسائل كثيرة للأميركيين".
وكشف
الدراجي عن أن استخدامه لآلة الناي والأغنية الحزينة في الفيلم كانا بمثابة
وسيلة تواصل بين الابن والأب المفقود، "هذا الأب الذي كان يعزف على الناي،
وبعد وفاة الجدة لا يجد الطفل سوى الناي صديقاً له، أما الأغنية فقد استمعت
إليها بالصدفة وكانت ترددها امرأة فقدت ذويها تنتمي لمنظمة ترعى النساء
اللائي فقدن أهلهن، وقمت بتسجيلها بجهاز التسجيل الخاص بي ووجدت فيما بعد
أنها مناسبة جداً للأحداث".
وحول
تمويل الفيلم قال: "صحيح هناك فنانون وطاقات فنية كبيرة في العراق، لكن لا
يوجد دعم حقيقي من الحكومة للسينما والثقافة بشكل عام".
وتحدث
المخرج محمد الدراجي عن نفسه قائلاً: "تخرجت من كلية الفنون الجميله في
العراق، ثم درست التصوير السينمائي في هولندا، وحصلت على ماجستير التصوير
والإخراج السينمائي من هناك، لأعود للعراق وأخرج أول أفلامي (أحلام) والذي
عرض في مهرجان القاهرة منذ خمس سنوات، وأنجزت عشرة أفلام قصيرة ووثائقية في
هولندا وبريطانيا، ويعد فيلم (ابن بابل) ثاني فيلم روائي طويل لي".
ميدل إيست أنلاين في
06/12/2010
فيلم
"الشوق".. صورة سوداوية لمصير مظلم
القاهرة -
طغى تألق الممثلة المصرية سوسن بدر وغياب روبي على كواليس العرض الأول
للفيلم المصري " الشوق" خلال عرضه ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة
السينمائي.
وعرض
المهرجان أمس الأحد فيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر الذي يعد الفيلم العربي
الوحيد في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي التي تضم 16 فيلما.
وحضر
العرض عدد كبير من الصحفيين والنقاد إضافة إلى منتج الفيلم اللبناني محمد
ياسين ومؤلفه وأحد أبطاله سيد رجب مع باقي الأبطال سوسن بدر ومحمد رمضان
ودعاء طعيمة وميريهان شقيقة الفنانة روبي التي غابت عن العرض ومثلها الممثل
أحمد عزمي.
وكشف
المخرج خالد الحجر عن سر غياب بطلة الفيلم روبي قائلا:" إنها تعرضت مؤخرا
لوعكة صحية تلزمها الفراش حاليا مما منعها من حضور العرض الذي كانت حريصة
على حضوره منذ تحدد موعده" على حد قوله.
وتمتد
أحداث الفيلم على مدار 130 دقيقة تم تصوير معظمها في منطقة "اللبان"
الشعبية في مدينة الإسكندرية وتدور الأحداث حول عائلة مكونة من أب وأم
وفتاتين وطفل يعيشون في حارة فقيرة ليكشف الكثير من مساوئ الفقر الذي يؤدي
إلى تدمير الأسرة بالكامل بدءا من موت الطفل بسبب عدم القدرة على علاجه ثم
تحول الأم إلى متسولة قبل أن تتحول الفتاتان إلى عاهرتين.
ويقدم
الفيلم صورة بانورامية لمجموعة من العائلات الفقيرة التي يتسبب الفقر في
تفتتها جميعا بينما تعد العائلة الرئيسية نموذجا للمصير المظلم الذي يواجهه
الملايين من المصريين في ظل غياب أو عدم تطبيق أنظمة اجتماعية بينها
التأمين الصحي ودعم البطالة والتعليم الإلزامي.
واستهجن
عدد كبير ممن حضروا الفيلم "السوداوية" الزائدة التي يطرحها دون أن يقدم
بارقة أمل بينما عبروا في ندوة أعقبت العرض عن مدى إعجابهم بالسيناريو
المتقن والتصوير الواقعي للأحداث ولحياة البسطاء في المناطق الشعبية لكن
الثناء الأكبر نالته شخصية "الأم" التي قدمتها الفنانة سوسن بدر.
وقال
المخرج خالد الحجر في الندوة إن الفيلم بدأ كفكرة قبل ثلاث سنوات وقوبل
بمعوقات إنتاجية كبيرة كونه قصة سينمائية صعبة حتى تحمس له المنتج محمد
ياسين ليخرج إلى النور أخيرا ويمثل مصر في مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي، مشيرا إلى أن الفيلم مرشح للعرض في عدد كبير من المهرجانات
الدولية.
وفي رد
على سؤال حول طول مدة الفيلم قال المخرج إن أحداث أي فيلم تفرض نفسها "هناك
أفلام تقتصر مدة عرضها على 90 دقيقة وهناك أفلام تحتاج أكثر من ذلك وفيلمي
الأخير "قبلات مسروقة" مدته 120 دقيقة وهناك أفلام عالمية تجاوزت مدتها 170
دقيقة ولم يفسد ذلك على الجمهور متعة المشاهدة ولم يمنعها من أن تكون
أفلاما تجارية ناجحة".
وأضاف أنه
قدم سابقا أفلاما مدتها أقل وفيها الكثير من الأحداث السريعة والمتلاحقة
لكن طبيعة الفيلم هذه المرة تفرض نفسها على الإيقاع السينمائي، مشيرا إلى
أنه كان يقصد تطويل بعض الأحداث كونها مؤثرة بقوة فيما بعدها من تفاصيل
خاصة مشاهد مرض الطفل التي أدت إلى الوفاة ومشاهد تسول الأم التي كانت سببا
في غيابها عن المنزل وبالتالي سقوط الفتاتين في براثن الدعارة.
وحول
الشبه بين دورها في الفيلم ودورها في مسلسل "الرحايا" قالت الفنانة سوسن
بدر إن الدورين مختلفين تماما حيث أن الشخصية في المسلسل صعيدية وفي الفيلم
إسكندرية وبينهما الكثير من الاختلاف في الملابس والملامح وأسلوب الكلام
والحركة لكن ربما تتفقان في كونهما تدوران حول سيدة قوية مسيطرة على من
حولها حتى أنها تلقى في كلا العملين نهاية تناسب الشر الكامن داخلها.
وفيما يخص
تعمده إظهار الشخصية الذكورية الضعيفة في الفيلم قال مؤلفه سيد رجب إنه كان
يدرك جيدا خلال الكتابة فكرة أنه يقدم فيلما لجمهور يعيش في مجتمع ذكوري
ويرفض إظهار قوة الشخصية النسائية لكن الواقع أيضا يؤكد تسلط المرأة
وتجبرها في المجتمعات الفقيرة خاصة لو كانت تملك مصدرا للكسب كما هو حال
الأم في فيلم "الشوق".
وأضاف رجب
أنه لم يقدم كل الشخصيات الرجالية منكسرة بدليل قدرة الشابين "محمد رمضان
وأحمد عزمي" على رفض الانكسار والخضوع لسطوة النساء حيث قرر الأول منذ
البداية مغادرة الحارة والبحث عن مستقبل أفضل بينما رفض الثاني إهانة أم
حبيبته له وقرر أن يهجرها نهائيا حفاظا على كرامته. "د ب أ"
العرب أنلاين في
06/12/2010
سعيد يدعو لتغيير رؤية الغرب الخاطئة وبسادة يجهز لفيلمه
الثالث وخالد يفرج عن « آخر أيام المدينة»
مبدعون مصريون في الخارج تحت أضواء «القاهرة السينمائي»
القاهرة ـ
أسامة عسل
ضمن
فعاليات الدورة ال34 لمهرجان القاهرة السينمائي تم تكريم ثلاثة من المبدعين
المصريين في الخارج لإنجازاتهم الفنية المختلفة ولما قدموه من بصمات واضحة
في عالم الفن السابع، كما أصدر المهرجان كتابا عنهم حمل عنوان «من مبدعينا
في الخارج» تناول مسيرتهم الفنية والإنسانية واستعرض رحلتهم الطويلة تحت
أضواء السينما العالمية، وأفرد لهم وقتا طويلا داخل برنامج المؤتمرات
الصحافية اشتمل على لقاءين مع وسائل الإعلام المختلفة، الأول حضره المنتج
والمخرج ومدير التصوير والمخترع فؤاد سعيد وأدار النقاش فيه الصحافي عادل
حمودة، والثاني ركز على المخرج ميلاد بسادة والممثل خالد عبد الله وأداره
السينمائي يوسف شريف رزق الله.
تحدث فؤاد
سعيد بمناسبة تكريم المهرجان له عن انطلاقته في عالم السينما التي بدأها
وتعلمها في أميركا ، مشيرا إلى مراحل تطور اختراعه (السيني موبايل)، وهو
عبارة عن أستوديو متحرك على عجلات، أحدث طفرة أنقذت السينما الأميركية من
الإفلاس نهاية ستينيات القرن الماضي، وما زال هذا الاختراع حتى الآن هو
الوسيلة الوحيدة لتصوير الأفلام العالمية.
وأشار
سعيد إلى أنه ومن خلال اختراعه وبالاستعانة بالقمر الصناعي استطاع أن ينقل
أول بث على الهواء مباشره للعالم في بداية السبعينات أثناء أول رحلة للرئيس
الأميركي ريتشارد نيكسون إلي الصين ثم روسيا، كما كان له السبق في أن يجعل
حقيبته الخاصة كجهاز التليفون المحمول ليستطيع تلبية طلبات استوديوهات
العالم بأوروبا حتى اليابان إلا أنه لم يطوره ليصل به للحجم العادي
للتليفون الموبايل الآن بسبب اهتمامه بالعمل السينمائي.
ويقول
سعيد: إن اختراع (السيني موبايل) أحدث انقلابا بالفعل في السينما
الأميركية.
وقد بدأت
فيه خلال منتصف مشواري مع التصوير باستوديوهات هوليوود ولم يشاركني احد في
فكرته، وطورته ليدخل عالم البث المباشر للمحطات الفضائية وأفكر حاليا في
طائرة خاصة لحمل معدات التصوير وسفينة للتصوير السينمائي، كما أطمح في
إنشاء أستوديو من دون ديكورات بالاعتماد كاملا على تقنيات الكمبيوتر لتوفير
المتطلبات السمعية والبصرية.
وحول فوزه
بجائزة الأوسكار قال: كرمت في الخارج رغم أنني بدأت مشواري في أميركا وأنا
شاب صغير ولا أعرف معنى الأوسكار، وكنت أشعر بمتاهة كاملة، وأخشى أن أفشل
فيما أريد تحقيقه، ومع ذلك حاولت أكثر من مرة حتى حققت أهدافي، ولم أشغل
تفكيري بالحصول على الأوسكار وحرصت فقط ولا زلت مع وصولي إلي عمر السادسة
والسبعين على أن أقدم تطورا مستمرا للعمل السينمائي الذي أؤديه.
وعن
تجربته مع النجمة الأميركية الراحلة مارلين مونرو قال: قمت بتصوير مارلين
مونرو كثيرا وكانت فنانة فطرية بطبعها ومنظمة جدا وهذا سر نجاحها وجعلها
مختلفة رغم أن كثيرات كن أجمل منها، واذكر أن منزلها كان يقبع علي شاطئ
البحر وكانت تصحو في الخامسة فجرا لتجري ساعة ثم تسبح ساعة أخرى وبعدها
تقوم ببرنامجها اليومي بمنتهى الدقة والالتزام.
وتوجه
فؤاد سعيد بنصيحة إلى السينمائيين الجدد ، طالبهم فيها بضرورة الانتشار
بأفلامهم في الخارج بشكل موسع، وأن يسعى الجميع وراء هذه الخطوة بعرض
أعمالهم في كل سينمات العالم، لما يشكله هذا الأمر من أهمية كبيرة في تعريف
الآخرين على ثقافتنا وهويتنا بدلا من ترك الأمر في أيادي الآخرين.
وفي
الندوة الثانية استعرض المخرج ميلاد بسادة بدايته عندما كان التليفزيون
المصري لا يمتلك مخرجين وأوضح انه تم الاستعانة بمخرجي السينما والمسرح
والتحقوا بالعمل بعد دراسة مكثفه لشهرين مع خبراء من أميركا وألمانيا ،
مؤكدا أن التلفزيون المصري ولد عملاقا من يومه الأول.
وقال إن
من أهم برامجه «مجله التلفزيون» التي كانت تذاع على الهواء مباشرة وتقدمه
أماني ناشد، وجاءت هجرته لكندا بمحض الصدفة عندما أراد أن يستكمل دراسته
ويحصل على الدكتوراه، فاعتقد الدكتور حاتم جمال الدين والذي كان وقتها
وزيرا للإعلام والثقافة والسياحة انه سيسافر مهاجرا فعينه مندوب مصر
السياحي في كندا.
وأشار إلى
رحلته الفنية في كندا قائلا: كافحت كثيرا لكي اعمل في التليفزيون الكندي
ولكنهم لم يقتنعوا بأن هناك مخرجا مصريا يستطيع الإخراج التليفزيوني،
ويتعجبون أن هناك تليفزيونا في مصر، فالصحراء والجمال والأهرامات هي الصورة
الأقرب عن مصر والبلاد العربية، وبعد عامين تحقق لي المراد وأثبت أنني مخرج
وأملك رؤية مختلفة، وقدمت عددا من البرامج الإخبارية والتسجيلية ثم دخلت
عالم المنوعات من خلال برنامج كوميدي مع مجموعة من الممثلين الصاعدين
أصبحوا نجوما في أميركا.
وأضاف:
قدمت بعد ذلك للسينما فيلمين أحدهما «يوم هادئ في بلفاست» عام 1974 وفازت
بطلته مارجو كيدر على جائزة أحسن ممثلة في مسابقة الأوسكار الكندية، والعمل
الثاني هو «البحث عن ديانا» ولعبت بطولته زوجتي ديانا كالنتي عام 1992 ،
وتم تصويره في الأقصر واستعرض كنوز مصر الأثرية، وابحث حاليا عن إنتاج
لفيلم ثالث عن مصر بمستوى عالمي وبممثلين مصريين وقصة مصرية.
بلد أمي
وأبي
وتحدث
الممثل المصري الانجليزي المولد خالد عبد الله قائلا: شرف كبير لي أن أكرم
من مهرجان بلدي ـ بلد أمي وأبي ـ وسعيد لأنني كممثل من أصول عربية أشارك في
السينما العالمية، وأحاول من خلال الأفلام تغيير رؤية الغرب عنا وهي
مسئولية، لدرجة أنني رفضت أدوارا وأفلاما لأنها لا تحقق طموحي الشخصي أو ضد
العرب.
وأضاف
خالد: انتهيت من تصوير أول فيلم مصري بعنوان «آخر أيام المدينة» إخراج تامر
سعيد، وارغب في عمل فيلم مصري عالمي وليس بالضرورة أن يكون ناطقا
بالانجليزية أو العربية، مؤكدا أن ثقافتنا المحلية هي طريق العبور إلى
العالمية.
وفي لقاء
سريع مع (الحواس الخمس) أفرج خالد عبد الله عن معلومات فيلمه المصري الأخير
قائلا: أقوم فيه بدور مخرج لفيلم تسجيلي والفيلم يحمل ملامح السينما
التسجيلية بالرغم من أنه روائي حول ناس يحبون مدنهم وتدور الأحداث بين
القاهرة وبيروت وبغداد ثلاث مدن مختلفة في كل شيء.
وحول
اختيار هذه المدن بالتحديد قال: لكل مدينة أسرارها وهناك أسباب تجعل سكانها
وأبطال الفيلم يتحدثون عن ذلك، لأن الفيلم يكشف خلفيات كثيرة عن كل مدينة
وهذا نابع من تاريخ البلاد والأحداث التي مرت بكل واحدة منها.
وفي
محاولة سريعة لتقديم مشواره مع السينما قال: بدأت التمثيل وعمري 16 سنة
وتعرفت علي مخرج كبير اصطحبني معه في المهرجانات المهمة، وزاد عشقي للمسرح
وأخرجت أول مسرحية في عمر 17 سنة بعنوان «شخص يأخذ باله مني»، إلى أن شاركت
في بطولة عدد من الأفلام من بينها «يونايتد 39» وقدمت فيه دور إرهابي عربي
يخطف طائرة في الحادي عشر من سبتمبر، وقمت ببطولة فيلم «الطائرة الورقية»
من خلال دور مهاجر أفغاني.
وأخيرا تم
طرح فيلم «المنطقة الخضراء» وفيه أقوم بدور مترجم عراقي يكشف خداع
الأميركيين ويؤكد عدم وجود أسلحة دمار شامل وشاركت بطولته مع مات ديمون.
وعن
المشاريع السينمائية الجديدة التي يستعد لها حاليا قال خالد عبد الله:
استعد للمشاركة في بطولة فيلمين الأول للمخرجة المغربية الإنجليزية
العراقية تلا حديد بعنوان «الحيز الضيق» وتتحدث فكرته عن قضية الانتماء
وسوف تقوم بتصويره بداية العام المقبل وهو إنتاج فرنسي إنجليزي مغربي،
والثاني فيلم أنيميشن سوف يكون مفاجأة بمعنى الكلمة.
البيان الإماراتية في
06/12/2010
ينقل واقع العشوائيات إلى مهرجان القاهرة السينمائي
فيلم "الشوق" عن أحياء مصر الشعبية .. أفق مقفل في مجتمع لا
يرحم
القاهرة - ا ف ب
يعرض فيلم "الشوق" الذي يمثل مصر في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة
السينمائي في دورته الرابعة والثلاثين لمجتمع العشوائيات والأفق المسدود
أمام أفراده في مجتمع لا يرحم.
ويصور فيلم المخرج خالد الحجر وتأليف سيد رجب رؤية سوداوية لسكان أحد شوارع
مدينة الإسكندرية المهمشة والعشوائية، وأحلام أهالي الشارع الصغيرة التي
تصطدم بالكثير من العقبات.
بطلة الفيلم "أم شوق"، التي تقوم بدورها الفنانة سوسن بدر، مريضة نفسيا لا
تستطيع منذ البدايات أن تحقق حلمها في أن تتزوج من حبيبها برضى أهلها،
فتهرب معه إلى الإسكندرية حيث يعمل زوجها "سيد رجب" في إصلاح الأحذية
ويتحول مع ضغوط الحياة إلى سكير.
بينما ترتبط الابنة الكبرى شوق (روبي) بالشاب حسين (أحمد عزمي) الذي يعمل
في محل تجاري وينتظر الحصول على وظيفة تناسب شهادته، وتنشأ بينهما علاقة
تقوم على حلم الارتباط والعيش معا.
أما الشقيقة الصغرى عواطف (الوجه الجديد كوكي شقيقة روبي) فترتبط بابن
الجيران الذي يدرس في الجامعة ويحلم بالخروج من هذا الشارع بأي طريقة حتى
لو خسر أهله والفتاة التي يحب. وفعلا يترك الشارع والفتاة ليعيش في مكان
آخر سعيا وراء حلمه.
ثم يأتي مرض الشقيق الأصغر بالقصور الكلوي ليغير حياتهم عندما تتفاقم حالته
ويصبح ضروريا توفير مبالغ مالية أسبوعية لمصاريف العلاج لا تستطيع العائلة
تأمينها. فتتحول سوسن بدر الى متسولة، بعدما حاولت الحصول على ميراثها
لمعالجة ابنها، ولكنها تعود بالمال الكافي بعد فوات الأوان ووفاة الطفل.
تشكل الحادثة نقطة تحول في حياتها، تصر من خلالها على أن تستمر في التسول
لجمع ثروة تكفي لإخراجها وزوجها وبناتها من هذه المنطقة العشوائية وتوفير
فرصة عيش أفضل لهم.
وفي الوقت نفسه تعود الى الشارع وتفرض سيطرتها عليه من خلال التلويح بكشف
الأسرار الخاصة أو استخدام المال لتجنيد من يراقب ابنتيها خلال غيابها.
وتبقى العلاقة الإنسانية الوحيدة في حياتها مع سيدة (منحة زيتون) التي تعيش
على شواطئ النيل في القاهرة.
إلا أن الابنتين تلجآن إلى إقامة علاقات عابرة، وتمنعان أمهما للمرة الأولى
من معاقبتهما بالضرب.
فتقوم الأم بقتل نفسها عن طريق ضرب رأسها في الحائط، وهذه الحالة جزء من
حالتها المرضية كان يثنيها عنها جيرانها، إلا أنهم في المرة الأخيرة وقفوا
موقف المتفرج يريدون أن يتخلصوا من هيمنتها عليهم أيضا.
ينتهي الفيلم بقيام شوق وعواطف بأخذ الأموال الكثيرة التي جمعتها الأم
الميتة من التسول والخروج مع الفجر إلى خارج الشارع متجهتين إلى ساحل
البحر.
أخطاء إخراجية
هذا الأفق المقفل "جاء أيضا مثقلا بأخطاء في الإخراج وفي كتابة السيناريو"،
على ما يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي فالسيناريو "متأثر بمسرحية
"زيارة السيدة العجوز" إلا أنه لم يستفد من الخط الدرامي الذي مثلته هذه
المسرحية".
ويضيف الشناوي "أنا لا أرى مبرراً للعدوانية ضد أهالي الشارع التي تقوم بها
سوسن بدر". ويتابع قائلا "وأعتقد أن الشخصية التي تمثلها بطلة الفيلم شخصية
مرضية كان يمكن أن يتم التركيز عليها بهذا الاتجاه مع إعطاء أبعاد أخرى
لفكرة التسول".
ويرى الشناوي أن "بعض الأخطاء التي ارتكبها الممثلون في أدائهم هي أخطاء
مخرج أكثر منها أخطاء ممثلين لأن عين المخرج يجب أن تكون مفتوحة على أداء
ممثليه الى جانب ضرورة التحكم في مستوى الجرعة الفنية التي يؤديها كل فنان
مشارك في العمل".
أما الناقدة علا الشافعي فترى أن الفيلم "قدم صورة عن حقيقة أناس يعيشون
حالة القهر والانكسار وأعتقد أن خالد الحجر المخرج كان يعيش الحالة وأخرج
أجمل ما في الممثلين العاملين معه في الفيلم وقدم الشخصيات الداخلية".
وبالنسبة لشخصية سوسن بدر "فأنا لاحظت أنه يركز على إظهار أن هناك شعرة بين
وقوعها في حالة من المس وحالة أخرى من القهر الذي يدمر الشخصية. وأعتقد أن
الشخصية فيها نوع من الواقعية السحرية التي نراها في أدب أمريكا اللاتينية.
والصورة والمشهد القاتم والإضاءة كانت أكثر من جيدة".
وتضيف الشافعي أن "ما يعيب الفيلم هو الإيقاع والتكرار في أكثر من مشهد".
العربية نت في
07/12/2010 |