توريط الفنانات في معركة مصر
والجزائر
تحقيق: مايسة أحمد ـــ أحمد سيد ـــ محمد كمال ـــ
نانيس أيمن
رغم أنها مباراة رياضية إلا أنها تحولت إلي معركة حربية
حقيقية، استبدلت فيها القذائف بالكلمات، والمدافع بالشتائم والتطاول
غير
المبرر، وامتدت المعركة لتطول الجميع، ووجدت فنانات مصر أنفسهن مشاركات في
الحرب عبر عملية توريط غير مبررة، فقد تم استبدال وجوه لاعبي المنتخب بصور
الفنانات، لم تكن هناك اساءة للفنانات بقدر ما بها من استهزاء بالمنتخب
المصري
ولاعبيه، لكن السؤال:
لماذا يتم توريط الفنانات في معركة لم يكن ينبغي أن تشتعل
من الأساس؟
التعصب زاد هذه المرة عن الحد بعد أن قام بعض الشباب الجزائريين
بفبركة صورة المنتخب لتجد وجه نادية الجندي علي جسد أبوتريكة ودينا بدلا من
عصام
الحضري ويسرا بدلا من عمرو زكي ورأس نيرمين الفقي علي فانلة
عماد متعب وهكذا مع
بقية اللاعبين في مزج غير مهذب بين الفن والرياضة وصل لحد الاهانة..
توجهنا إلي
أصحاب الشأن من الفنانين والرياضيين والاعلاميين بعضهم من رأي الموضوع غير
مقبول
ويجب الرد عليه ومنهم من وجد أن التجاهل هو الحل الوحيد وجدنا من سخر من
تلك
التصرفات الصبيانية وعدم الحكم علي الشعب الجزائري بأكمله
نتيجة لذلك ومن يحمل
الاعلام المسئولية. لم تكن هذه هي الحالة الوحيدة فقد تم استخدام أفيشات الافلام
مثل كتيبة الاعدام من جانب المشجعين المصريين، الذين رأوا أن المنتخب سيقضي علي
أحلام الجزائر بالصعود، لم يكن هذا هو ما حدث فقط، بل قام مشجعون مصريون آخرون
بتركيب وجوه نساء علي أجساد فريق الجزائر.
تري الفنانة إلهام شاهين أن أفضل
تعامل مع مثل هذه الحالات هو الصمت والتجاهل التام لأن الموضوع
لا يستحق وما حدث
مجرد تصرف سخيف لا يصدر إلا من شباب مراهق ويجب أن يكون تفكيرنا أرقي من
ذلك والمهم
أن نركز في المباراة وندعو للمنتخب بالفوز لأنه سيكون أقوي رد علي هذه
الاساءات.
لا يجب الخلط
أما نبيلة عبيد فرأت أن مصر من أكثر الدول التي
وقفت بجانب شعب الجزائر وكان للفنانين وقفتهم المشرفة معهم،
ولا يجب أن يتم الخلط
بين الفن والرياضة بطريقة لا أخلاقية. وذكرت نبيلة الجزائريين بنشيدهم الوطني
الذي ردده المصريون وأغنية أرض العروبة التي غناها عبدالحليم حافظ بالإضافة إلي
فيلم جميلة أبوحريد الذي كان من بطولة وانتاج الفنانة ماجدة واخراج الراحل
يوسف
شاهين وهذا موقف الفن تجاه الجزائر ورأت أن ما تم لا يجب فهمه
علي انه اساءة وأن
تكون النظرة اليه في اطار التعصب حتي لا يتطور الأمر لما هو أسوأ.وأضافت
انها تشجع
اللعبة الحلوة لكن مشاعرها مع فريق مصر، وانها لم تتوقع أن يصدر هذا الامر المشين
من شباب الشعب الجزائري الشقيق الذي تكن له كل المودة والاحترام.
قالت أنها
سمعت تصريح وردة أنها لا تشعر بغربة في مصر وطنها الثاني وهذا هو الشعور الذي يجب
أن يسود بيننا جميعا.
تصرفات طائشة
تردد اسم غادة عادل في البداية كواحدة
من الفنانات التي استخدمت صورهن، غير أن الاطلاع علي الصورة التي تلاعب بها
الشباب الجزائري كشف أنها لم تكن من بين من تم توريطهن لكن
هناك من أكد أن هناك
صورا عديدة تم تشويهها بنفس الطريقة وأن صور الفنانات كانت تختلف من نموذج
لآخر،
وقد علقت غادة علي القصة كلها مؤكدة أنها لم تشاهد الصور،
وحذرت من الحكم علي
شعب كامل اعتمادا علي تصرفات طائشة من بعض الشباب الغير مسئول عن طريق
الانترنت
خاصة أن كرة القدم في النهاية مكسب وخسارة والتعصب الكروي من
المفتروض أن يكون في
اطار نظيف لا يتسبب في جرح مشاعر
أحد وأضافت: اعتقد أن الحفلة التي تقيمها مؤسسة
أخبار اليوم ويحييها منير والشاب خالد دليل علي التعاون والحب بين
البلدين.
وأضافت: لابد أن نترك المنتخب المصري يركز في المباراة،
»وكلنا
أيدنا علي قلوبنا ومرعوبين« مؤكدة أن الفوز لمصر إن شاء الله.
لابد من
موقف
بدورها سمعت منة شلبي عن الصورة ولم تتمكن من مشاهدتها عند اتصالنا
بها ردت
والدتها وأكدت انها كانت تتحدث معها في هذا الموضوع وكانت لها وجهة نظر
محددة وهي
انه من العيب أن يتم وضع صور الفنانات علي أجساد اللاعبين لأنهم يمثلون
منتخب مصر
وأضافت أنهم »رجالة«
ورأت أن ما حدث من الممكن أن يؤثر علي شعب الجزائر وسمعته
خاصة اننا من أكثر الشعوب التي وقفت بجانبهم فهل هذا هو رد
للجميل؟!.
كما رأت
منة أنه لابد من موقف للفنانين مما حدث حتي لا يتم تكراره وتمنت في النهاية
أن يمر
يوم المباراة علي خير ويصعد المنتخب المصري للمونديال.
حوار رخيص
بينما
تؤكد دينا أن ما نشر علي المواقع الجزائرية ووضع صور الفنانات المصريات علي
أجساد
لاعبي المنتخب المصري نوع من الاستفزاز مقصود منه توتر العلاقة الوثيقة بين
البلدين
ووصفت ما يحدث بأنه »حوار رخيص« هدفه استفزاز المنتخب المصري ورأت انه من
المهين الربط بين الفنانات وكرة القدم!
وأضافت دعونا نتحدث بالمنطق علي الرغم
من أني لست كروية بدرجة كبيرة فلابد ألا نعطي أهمية لمثل هذه
المهاترات ويكون
الرد الحقيقي داخل الملعب ونلقن لاعبي الجزائر درسا
في الرجولة التي تتسم بالروح
الرياضية العالية، كما أنها مباراة بين فريقين كل منهما مكون من
١١ لاعبا »رجالة قصاد رجالة«.
وتستطرد دينا قائلة: أن كلا البلدين يتمتعان بعلاقات
طيبة وستظل هذه العلاقة مستمرة بينهما ولم ولن تكون المباراة سببا في توتر
العلاقة
الآن.. مثل هذه الامور تأخذ وقتها وتنتهي كما أن
المشاحنات التي تحدث بين البلدين
وقتية وليس لها تأثيرا علي المدي البعيد وإن كنت أري أن هذه المشاحنات التي
تسبق
هذه المباريات الكبري لابد من التخلص منها لأن الموضوع في النهاية رياضة لا
يجب أن
تؤثر علي البلدين،
كما أننا علي الجانب الفني تجمعنا أعمالا فنية كثيرة ومتنوعة
بخلاف المهرجانات التي نتقابل فيها واعتقد أن من يفعل ذلك فهو
يهدف لخلق توتر في
العلاقة بين البلدين بأن يكون هناك شحنا معنويا داخل الملعب بين
الفريقين.
وتري دينا أن الأمر لم يصل الي الحرب وانما هو نوع من الاستفزاز
خاصة لعدم وجود علاقة تربط بين الفن والرياضة سوي أنهما وسيلتين لاسعاد
الجمهور أو
المشاهد ولا تستدعي أن تنشر المواقع الجزائرية صور الفنانات
علي أجساد لاعبي
المنتخب.
التجاهل مطلوب
لم يقتصر الاستنكار علي الفنانات التي استخدمت
صورهن فقد اعترضت الفنانة سميحة أيوب علي ما حدث لكنها أضافت:
اعتقد أن تجاهل
مثل هذه الأمور هو التصرف الصحيح حتي لا نوسع الهوة بين الطرفين حتي لا
يزداد الامر
سوء عندما يتدخل أطراف أخري في الموضوع وبالتالي يأخذ أكثر مما يستحق..
فيجب أن
نعمل معا علي ألا نزيد الشرارة اشتعالا ونحاول اخمادها.
وتضيف: ليس منطقي
اقحام الفن في الرياضة ولكن التنافس موجود في كل المجالات
»وفي ناس شغلتها تولع
المواضيع « حتي يحدثوا قلاقل بين البلدان والشعوب وفي النهاية هذا مجرد حدث
رياضي
وليس حربا.. ولكن للتعصب دور في حدوث مثل هذه الامور
مثلما يحدث عندنا بين مشجعي
النادي الاهلي والزمالك في المباريات المهمة أو حتي العادية.
رسالة شكر
لكن
الفنانة هالة صدقي كان لها وجهة نظر مختلفة فقالت:
يجب أن نبعث رسالة شكر لمن
قاموا بفبركة الصور لأنهم اختاروا »ستات رجالة« فهؤلاء الفنانات اثبتوا وجودهم
وحققوا نجاح ساحق يشهد به الجميع داخل مصر وخارجها.. واعتقد أن بعض الجزائريين
يحاولون أن يقولوا أن اللاعبين غير أكفأ علي أساس ان هؤلاء الفنانات
غير
رياضيين وفي رأيي أن ذلك يعد تقليل من شأننا أيضا كفنانات وهي محاولة
لضربنا وضرب
الرياضة باستخدام صور المشاهير للفت الانظار.
وعن السبب أو الدافع الذي قد
يكون وراء وصول الامر الي صراع قالت هالة:
الحياة كلها حروب ولكن موقفهم هذا يدل
علي أنهم غير واثقين من أنفسهم وفي رأيي هذا ضعف ويجب أن نشفق عليهم.. فهم »مش عارفين يعملوا ايه
« ومعروف عنهم أنهم شعب يتسم بعضهم بالعنف في طباعه
وعندما يصلوا لمرحلة فبركة صورة فهذا دليل ضعفهم لأنهم يريدون
استفزازنا بأي
طريقة قبل المباراة.. وهذه الوسائل قد تكون من ناحية أخري مفيدة للاعبينا
لتحفيزهم أكثر ليقدموا أفضل ما عندهم ويفوزوا بالمباراة.
خروج عن النص
أما
د. أشرف زكي رئيس اتحاد الفنانين العرب فقد رأي أنه موضوع تافه وغير قابل
للتأمل
وانها مجرد تصرفات صبيانية وقال مع الأسف التشجيع اختلف كليا عن الماضي فقد
اختفت
الروح الرياضية تماما وغير مقبول بالمرة أن يقوم الجزائريين بادخال فنانات
ليس لهن
أي علاقة بالرياضة في هذا الامر لكن هذا هو التعصب الاعمي الذي
يستخدم كل الطرق
للتقليل من الخصم بدلا من الاهتمام بتشجيع فريقه ولكن مع الاسف لقد وجدت
بعض صور
علي الانترنت قام بصنعها مصريين في محاولة للرد و»التريقة« علي منتخب الجزائر لكن
للحق.. ما يقوم به الجانب الجزائري أكثر بكثير.
وعن وصول الامر لهذا الحد
قال : التعصب الأعمي هو السبب وهو موجود في كل
مكان في العالم حتي في الدول
الاوروبية وهناك دول معروفة بتعصبها وخروجها أحيانا عن النص مثل دول الشمال
الافريقي وعندنا أيضا نقوم أحيانا بمثل هذه التصرفات بين جمهوري الاهلي
والزمالك
فيوجد فيديوهات يسخر فيها جمهور الناديين من بعضهم.
وعن دور اتحاد الفنانين
العرب قال هذا تصرف شخصي من بعض مستخدمي الانترنت وللأسف ونحن كاتحاد لا
نستطيع
أن نأخذ أي اجراء لأنه لم يأت من قبل هيئة رسمية نحن فقط
سنحاول تهدئة وتلطيف
الاجواء وننصح بعدم تدخل الفنانين في هذه الامور لانهم ليس لهم علاقة
بمباراة كرة
قدم.
وأتمني ألا تؤثر هذه الافعال الصبيانية علي العلاقة الرسمية بين
الدولتين
لأن هذه في النهاية مباراة رياضية نحيي الفائز فيها ونتمني له التوفيق لانه
سيمثل
افريقيا في كأس العالم والمهزوم نتمني له التوفيق في البطولات الأخري ولذلك
لا أري
سببا واضحا لوجود هذا التعصب.
دمها خفيف!
من جانبه يري د.فاروق أبوزيد
أستاذ الاعلام أن ما حدث حاجة دمها خفيف فالموضوع لا يستحق ولا
يجب أن نعطيه أكبر
من حجمه لان هذه مباراة كرة قدم والرياضة أخلاق يجب أن تنتشر الروح
الرياضية سنقوم
بتهنئة الفائز ونتمني التوفيق للمهزوم فالعلاقة بين الشعبين المصري
والجزائري أكثر
بكثير من مباراة كرة قدم سواء علي المستوي السياسي أو الشعبي
فنحن نعتبر رواد
القومية العربية ومصر هي التي كان لها الدور الأكبر في قيام ثورة الجزائر
وعن
استخدام فنانات ليس لهن علاقة بكرة القدم قال: هذا لأن الجزائريين يعرفون مدي
قيمة الفنان في مصر لأن السينما المصرية هي الأكبر في الوطن العربي
واختيارهم
للفنانات تحديدا لأنهم يعتقدون انهم يسخرون بذلك من الرياضيين
والفنانين معا لكن
الحقيقة »هما يطولوا يبقوا زيهم«؟ فمنة شلبي مثلا قدمت دورا من أروع
أدوارها هذا
العام في مسلسل »حرب
الجواسيس«..الجمهور الجزائري لا يعرف أن الفنان مستقبله
أفضل من لاعب الكرة لان الفنان يظل طوال مشواره يبدع ويمتع الجمهور أما
لاعب الكرة
فمن الممكن أن تحرمه اصابة من استكمال مشواره وينساه الجمهور.
وعن السبب وراء
هذا الاحتقان الجماهيري يقول: التعصب أصبح السمة الاساسية في كرة القدم
لمعظم
جمهورها من البسطاء أصحاب التفكير المحدود ولا يفكرون بشكل عقلاني لهذا
يقومون بمثل
هذه التصرفات غير المسئولة.
وعن اتهام الاعلام بتصعيد الامر قال
»ليس كل
الاعلام لكن انتشار البرامج الرياضية علي الفضائيات ووجود قنوات رياضية
خاصة هو
السبب لأنهم يقومون بعرض مثل هذه الامور وتضخمها ويجب أن
يدركوا انها مجرد مباراة
كرة قدم في النهاية.
الأمر في أوروبا أسوأ
لم يندهش كثيرا الناقد الرياضي
والاعلامي د.علاء صادق عندما علم بموضوع الصور
»المفبركة« وقال: التجاوزت
الاعلامية شيء طبيعي في دنيا الاعلام الآن والمسألة لا تتعلق بأنها مباراة
بين مصر
والجزائر وانما لوجود المنافسة بين الطرفين.
وهذه أمور ليست غريبة أو جديدة
وانما هي موجودة من زمان وعاصرناها جميعا أثناء مباريات قطبي
الكرة المصرية الاهلي
والزمالك وكانت أيضا من نفس النوع فمشجعي كل منهما يقومون بوضع صور الفريق
المنافس
علي أجسام حيوانات وبالتالي الفريق الآخر يرد ويتبادل نفس التجاوزات
البشعة.
والامر يتطور في أوروبا أكثر من ذلك فيقومون بصناعة دمي
»قميئة«
الشكل للاعبين مشهورين ويجوبون بها الشوارع.
يصمت قليلا ويستطرد: أذكر أنه
في فترة السبعينيات كانت هناك مباراة بين الاهلي ونادي ساحلي
وهذا الاخير قام
مشجعوه بالتجول في شوارع مدينتهم مصطحبين حيوانات ترتدي ملابسا باللون
الأحمر.
ويوضح د.علاء مسألة اقحام الفنانات في أمور خاصة بالرياضة قائلا:
الهدف هنا ليس اسم الفنانة علي الاطلاق.. انما المعني الذي يرغب هؤلاء
الجزائريين في ادعائه.. هو أن الفريق المصري ليسوا رجالا انما هم مجموعة من
النساء.. والدليل علي ذلك أن هؤلاء الفنانات وغيرهن
محبوبات جدا في الجزائر
والشعب هناك عاشق للأعمال الفنية المصرية ويتابعها بكل شغف واهتمام.
شغل
عيال
بدأ الناقد الرياضي حسن المستكاوي حديثه
غاضباً: »ده شغل عيال ولعب
بالإنترنت« من الطرفين سواء كان من جانب مصر أو الجزائر فمثلما قام
الجزائريون
بعمل صورة بالفوتوشوب لمنتخب مصر وتبديل وجوه اللاعبين بصور
فنانات مصريات، قام
المصريون بالرد بالمثل علي صورة منتخب الجزائر،
وأضف إلي ذلك الفيديو كليبات
العديدة الموجودة علي الإنترنت خاصة موقع اليوتيوب الذي يقوم بها الطرفان،
وأشهرها فيديو »هتلر« وهذا الحال موجود أيضاً بين جمهوري الناديين الكبيرين
الأهلي والزمالك،
فمعظم الشباب الآن يجيد استخدام الفوتوشوب ولكن مع الأسف لا
يستخدمونه بشكل صحيح، فأنا مثلاً أبنائي يقومون بعمل صور لي علي الفوتوشوب
ويغيرون شكلي لأبدو وكأني في السبعين من العمر، ومن الخطأ أن يسير البلدان وراء »لعب العيال«
لأن العلاقة بين الدولتين أكبر بكثير من هذه المهاترات والتاريخ
يذكر مساندة الشعبين لبعضهما.
وعن إقحام فنانات ليس لهن أي صلة بالرياضة
قال: عندما يقوم
»شوية عيال« باللعب والهزار من الطرفين لا يكونوا مدركين ما
الذي يقومون به ولا يعرفون أن استخدام صور للفنانات يمتلكن
نجومية واحترام وشعبية
عند الجمهور يعني إساءة للشعب كله.
وأضاف أن المباراة والاستعداد لها مسألة تم
تسطيحها بصورة كبيرة وتحولت المباراة الرياضية الشريفة إلي
»لعب عيال«.
وعن
السبب وراء الاحتقان الموجود بين الجماهير قال إن الإعلام هو السبب لأنه
يقوم
بتكبير المسألة فهو يأخذ هذه الصور ويقوم بعرضها علي الشاشة التليفزيونية
حتي أصبحت
مادة عند القنوات الفضائية،
فبعد أن كان من يراه هو مستخدمي الإنترنت فقط أصبح
يراه الجميع وهذا أدي إلي شحن الجمهور بطريقة سلبية،
فالإعلام أخطأ عندما قام
بتضخيم الأمر وهذا شيء مؤسف وخطير »ولعب بالنار«،
ومن المفترض أن المباراة
علي ملعبنا فيجب أن نكون أكثر هدوء لأن موقفنا هو الأصعب فنحن نحتاج إلي
ثلاثة
أهداف في منتخب ينتمي لمدرسة الشمال الافريقي التي تعتمد في المقام الأول
علي إهدار
الوقت.
وبسؤاله عن وجود مثل هذا الاحتقان بين الجماهير قبل مباراة
٩٨
قال:كانت الشعوب العربية »لسه متخلفة« ولا تعرف الإنترنت ولم يكن هناك هذا
الكم من الفضائيات والبرامج الرياضية التي أصبحت تهتم بهذه الأمور التافهة
و»تفرد«
لها حلقات.. فقد كان شحن الجمهور عام ٩٨ من الصحافة فقط وكان
إيجابياً.
تشتيت الجمهور المصري!
أما سمير زاهر رئيس مجلس إدارة الاتحاد
المصري لكرة القدم قال:
لقد انتابتني حالة من الحزن بعدما شاهدت هذه الصورة لأنه
أمر غير مقبول علي الإطلاق،
وللأسف الجزائريين يعرفون جيداً قيمة الفنانات
المصريات ليس عند الجمهور المصري فقط بل عند الجمهور العربي
كله لأن السينما
المصرية تعد هي الأقوي في الوطن العربي عكس الفنانات الجزائريات غير
المعروفين..
لذا قاموا بمثل هذه الأعمال والهدف منها إحداث بلبلة وإثارة الرأي العام
وتشتيت
تركيز الجمهور المصري في المباراة، ولكن هذه الأمور الصغيرة لن تؤثر علينا لأن
اليوم ولأول مرة أجد
......
####
نادية الجندي:
كرموني في الوقت الضائع لم
آشاهد الباطنية .. ولن آعلق علية
حوار:
محمد
عادل/ مراد
منصور
تفضل أن يشتاق الجمهور لها بدلا
من أن تكون ضيفة ثقيلة تظهر كل عام في مسلسل،
ورغم امتلاكها لشركة انتاج كبيرة
الا أنها مازالت تبحث عن نص جيد تعود به للسينما..
في هذا الحوار تتحدث نادية
الجندي عن تكريمها الذي تأخر في مهرجان القاهرة.
·
في البداية،
ماذا يمثل لك
التكريم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
-
هو اعتراف من بلدي بي،
وبأعمالي وبتاريخي الحافل والأعمال الجيدة التي أثرت في السينما المصرية،
كما
أشعر بأن مجهودي لم يذهب هباء.. من الجيد أن المهرجان فكر في هذا التكريم
أخيراً، خاصة أنه يأتي وأنا لازلت في قمة عطائي، ولايتم كالعادة
بعد موت
الفنان.. أظن أن هذا سيعطيني دفعة للمزيد من تقديم الأعمال الجيدة..
·
تم تكريمك
في مهرجانات سينمائية في دول أخري قبل القاهرة كدمشق في العام
الماضي، ومهرجان
الرباط، وكذلك تكريمك من قبل منظمة الصحة العالمية لكن هل
يحظي هذا التكريم
بتقدير خاص لديك؟
في الحقيقة لست أنا فقط التي تري التكريم جاء متاخرآ،
بل
الجميع يرون الشئ نفسه، حتي الصحافة والنقاد، هذا الإحساس وصلني وبشدة،
لكن
يظل اهتمام الناس بي وبأعمالي هو أهم تكريم، وفي النهاية لا يسعني سوي أن أقول
شكرآ لوزير الثقافة وللمهرجان، حتي ولو جاء التكريم متأخرا..
·
ما رأيك في
مشكلة البحث عن فيلم لتمثيل مصر في مهرجان القاهرة؟
-
عدم وجود فيلم مصري يمثل
مهرجان يقام علي أرضه هو شئ سيئ للغاية، لا أتمني أن يحدث هذا في الدورات
القادمة، فمهرجان يحمل اسم مصر هو أهم مهرجان علي مستوي
العالم العربي، كما أن
مهرجان القاهرة أقدم المهرجانات السينمائية وأكثرها قيمة، وهو الحاصل علي
اعتراف
دولي بأهميته، وما يحدث الآن دليل علي إفلاس السينما المصرية في الوقت الحالي،
ودليل آخر علي الفرق بين أفلامي وأفلام جيلي التي كانت تثري السينما
المصرية،
وهذه المقارنة ليست في صالح المهرجان للأسف..
·
لماذا لم تفكري في إنتاج
فيلم من بطولتك،
خاصة بعد غيابك عن الساحة منذ آخر أفلامك "الرغبة"
عام
2004؟
-
الجمهور بالفعل يطالبني وبشدة للعودة، خاصة أن أفلامي كانت تحمل
قضايا هامة تدخل قلوب الناس،
لكن المسألة هي ايجاد موضوع جيد يعيدني إلي
السينما، فالرغبة كمثال قد حقق المعادلة الصعبة بين
الجمهور والنقاد، وحصلت عنه
علي 5 جوائز منها جائزة جمعية الفيلم،
وهي جائزة قيمة جدآ ولا تخضع
للمجاملات، وبالتالي لا أستطيع أن أتنازل عن هذا المستوي، فيجب أن أجد عملآ
يجعلني علي نفس المستوي..
والمشكلة ليست في الإنتاج، فأنا أمتلك أكبر شركة
إنتاج، كما أن هناك الكثير من المنتجين يتمنون العمل
معي، العائق في الموضوع،
هو عدم وجود نص جيد، فالجميع يقلد أو يقتبس أو يعيد صناعة عمل ناجح من
قبل،
كما أن غياب الكتب الأدبية والأدباء الكبار أضعف كثيرآ من مسألة الكتابة
للسينما، بالتالي فأنا في حالة بحث مستمرة حتي لا أخذل
جمهوري.
·
لكن لا
يزال هناك كتاب كبار مثل
" بشير الديك" و"مصطفي محرم" متواجدين علي الساحة
وسبق أن تعاملت معهما؟
-
بالتأكيد قدمت معهما أنجح أعمالي، وأنا ما زلت علي
اتصال بهما، وسيحدث قريبا تعاون بيننا..
·
عند استعراض تواريخ مسلسلاتك سنجد
أنك قدمت " الدوامة"
عام 1975، "قطار منتصف الليل" ، "مشوار
إمرأة"
2004
وأخيرا "من
أطلق الرصاص علي هند علام" عام 2007 ..لماذا هذه
الفترات المتباعدة بين أعمالك التليفزيونية؟
-
أنا بطبعي مقلة في أعمالي،
ولا أحب أن أنتشر، حتي يشتاق إلي الجمهور،
كما أنني لا أقبل بأي عمل، وهذا
يأخذ مني وقتاً بطبيعة الحال في البحث،
بجانب وقت التحضير والتصوير، فوقتي
مركز لإتقان العمل.. كما أنني لا أحب التواجد كثيرآ في التليفزيون،
فأنا أعتبر
نفسي نجمة شباك، فالناس تنزل من بيوتها ليشاهدوا أفلامي، لكني من وقت لآخر أدخل
للتليفزيون لأقابل جمهوري بعمل جيد كل فترة،
غير أني لا أحب أن أكون ضيفة ثقيلة
عليهم بعمل مسلسل كل عام.
·
بمناسبة الاعمال التليفزيونية..
ما رأيك في
مسلسل " الباطنية" وأداء "غادة عبدالرازق" فيه؟
-
لم أره.. ولا
تعليق آخر لدي..
·
هل عزوفك عن بطولة المسلسلات الآن يعود إلي عدم
تقدير
مهرجان الإعلام العربي لمسلسل "من
أطلق الرصاص علي هند علام"؟
-
المسلسل لم
يحصل علي جوائز من المهرجان لأن هناك أيد خفية سحبته، فقد كانت هناك مؤامرة
علي المسلسل، كنت منزعجة لا بسبب الجوائز،
فلم يعرض المسلسل علي لجنة
التحكيم، وتستطيع أن تسأل بنفسك الكاتب "محفوظ عبد الرحمن"
المسئول عن اللجنة
في هذه الدورة.. للأسف هذا ما حدث بعدما قام المنتج بدفع أمواله في العمل،
وأدخله المهرجان، وفجأة أكتشف أنه لم يعرض علي لجنة مشاهدة ليدخل التصفيات،
و
السؤال الذي طرح: من الذي له مصلحة في ألا يعرض مسلسل علي لجنة المشاهدة؟..
في
النهاية أنا قدمت عملآ من أهم الأعمال القومية، وكنت أول من تناولت قضية البحث
العلمي واغتيال العلماء في الدراما، وكان من المفروض أن تمنحني الدولة جائزة
عليه، فما قمت به ليس دورآ عاديآ،
بدليل اهتمام المسئولين بما قدمه المسلسل،
وقد قلدني الجميع بعدها، فظهرت مسلسلات مؤخرا تتناول نفس الموضوع.
·
في
رأيك هل تغيرت صورة المرأة في الأفلام الآن عن التي قدمتها »نادية الجندي«
من
قبل؟
-
قمت بتقديم المرأة باشكال مختلفة للغاية، فلم أقدم فقط دور المرأة
القوية او الشريرة،
فأفلامي تفجر قضايا تظهر امرأة تحاول استرداد حقها من الظلم
الواقع عليها، وهي صورة ايجابية عن المرأة..
وهي تحاول دائما ان تحارب الفساد
حتي تنتصر، او ينتصر الظلم عليها،
اما الآن فلايوجد اي صورة للمرأة في السينما
المصرية، فهي لا تطرح اي قضايا،
فحجم القضية التي تتناولها لا يوازي حجم
قوتها ودورها، والآن ما يفجر ليست القضايا،
بل قنابل وأكشن وتكنيك
بهلوانات.
·
هل ما ذكرته هو السبب في عدم وجود افلام سياسية
كتلك التي
قدمتها من قبل؟
-
للأسف مسار السينما المصرية بالكامل تغير، فالجميع
يستسهل، وليست الفنانات فقط،
بل المؤلفون والمنتجون، وهو علي العكس مما قدمه
جيلي، فنحن لم نأخذ من
غيرنا أو سرنا علي مسار نجم سابق او حتي نقتبس،
فكلها
مجهوداتنا الفردية، وهو شيء لن تجده الآن.
·
اذا قدمت
»نادية الجندي«
فيلما الان.. من ترينه من النجوم الشباب يصلح لمشاركتك العمل؟
-
هناك
الكثيرون، مثل »أحمد السقا، كريم عبدالعزيز وأحمد عز«، وجميعهم لديهم
امكانيات كبيرة،
لكن كل هذا في النهاية يعود للموضوع، فليس كل مخرج أو ممثل أو
ممثلة يجسدون أي لون.
·
ومن النجمات؟
سؤال صعب، فأنا استطعت تكوين شكل
خاص بي، وليس له مثيل،
ومتميز، أما الاخريات كـ »مني زكي ومنة شلبي وهند
صبري« بالرغم من ان جميعهن لديهن امكانيات هائلة، وهي ليست مجاملة، إلا انهن
يمتلكن اسلوبا مختلفا عن اسلوبي،
وهذا ليس تقليلا منهن، بل ما اقصده هو اختلافي
عنهن فقط ليس إلا،
وأي فنان يريد النجاح يجب ان يصنع لنفسه شكلا مميزا، وقد
قدمن ادوارا نجحن فيها،
ولا يحاولن الاقتراب مما قدمته، اما من يحاول التقليد،
فبالتأكيد »الاصلي يكسب«.
·
ومن المخرجين؟
- »خالد
يوسف«.. حيث اجد
قيمة في كثير من اعماله كما ان افلامه ليست مسطحة، فهو يحاول ان يصل لقاع
المجتمع، وله شكله واسلوبه الخاص به عن بقية المخرجين.
·
هل تفكرين بالعودة
للسينما من خلال فيلم
استعراضي، خاصة بعد تقديمك لكثير من الافلام
الاستعراضية مثل »بمبة كشر«؟
-
الاستعراض وحشني طبعا.. فأنا امتلك من
اللياقة حتي الآن ما يمكنني من تلك النوعية، لكن في نفس الوقت اعشق التنوع،
فأنا ممثلة شاملة تقوم بأي دور، وقد قدمت كل الالوان وافلامي تشهد علي
هذا.
·
لكن »نبيلة
عبيد« قدمت فيلما استعراضيا غنائيا »مافيش
غير
كده«؟
-
هذا ليس مقياسا، فليس معني ان يقدم أحد فيلما ما أن يتبعه الاخر
بنفس النوعية، كما انني من الممكن ان أعود لعمل فيلم استعراضي لو وجدت موضوعا
جيدا.
·
بمناسبة الفنانة نبيلة عبيد..
ما حقيقة الخلاف بينكما حول بطولة
مسلسل ريا وسكينة؟
-
لم يحدث ان ترشحت نبيلة عبيد معي لبطولة المسلسل.. ولا
أعلم سر ما كتبه الصحفيون عن هذه الواقعة..
فما ذكر غير صحيح علي الاطلاق،
اما حقيقة الامر انني كنت متحمسة للمسلسل، لكني
تخوفت من طبيعة دور الشريرة،
وهذا العمل ان كان سينمائيا كنت ساقبله فورا، لكن ان أدخل البيوت بدور شريرة
فهذا يخيفني، خاصة ان تجربة مسلسل »مشوار امرأة« التي سبقتها قد حققت نجاحا
كبيرا، ولا سيما مع الاطفال الذين لم يشاهدوا افلامي، وهذا الجيل الجديد اسعدني
جدا، وأضاف لمسيرتي.
·
في حوار لبرنامج
»مذيعة من جهة أمنية« برمضان
الماضي، تم استضافة الهام شاهين وذكرت انها ليست لديها اي مشاكل حاليا مع
»نادية
الجندي« بعد فيلم »الرغبة«
وان كانت هناك مشكلة فهي ليست من
جانبها.. ما تعليقك؟
-
ليس هناك اي خلاف بيني وبين الهام شاهين حاليا،
فأنا اكن لها كل التقدير، فهي فنانة جميلة وتحب عملها،
واي مشاكل بيننا قد
انتهت وتم الصلح.
·
الا ترين ان تواصلك مع الجمهور قد انقطع منذ آخر
مسلسلاتها عام ٧ .......
####
اعترافات الرجل الذي انقذ المهرجان
بعصافير النيل
يبقي مجدي أحمد علي أحد المخرجين القلائل الذين
توحدت قناعاتهم وأهدافهم وأحلامهم مع ما يؤمنون به من أفكار،
نظرتهم للحياة
وللبشر لم تتغير بمرور الزمن أو حسبما تلقي بهم الأيام والظروف.. بل تزداد
هذه »النظرة«
عمقا من مرحلة إلي أخري.
ويأتي فيلمه الجديد »عصافير النيل«
ليبث الطمأنينة لدي ادارة مهرجان القاهرة..
باعفائهم من حرج عدم وجود فيلم مصري
ويكشف غيرة مجدي أحمد علي السينما المصرية وهو الفيلم الذي يواصل فيه مخرجه
عشقه
في البحث عن جذور الطبقة الوسطي والامساك بآخر خيوط أحلامها في البقاء قبل أن
ينفرط عقدها تماما.
وفي هذا الحوار يضع النقاط علي الحروف ويكشف كواليس
مشاركته في المهرجان وهل تم وعده بجائزة أم لا.
يقول مجدي أحمد علي: من
البداية ولدي قناعاتي ونشأتي الاجتماعية والسياسية فأنت تواجه
في حياتك بعض الأشياء
وتأخذ موقفا من القضايا التي تمر بها، وتكون لديك رغبة في التعبير عن موقفك،
والحقيقة أنا طول عمري موقفي واضح ولن يتغير سواء في انحيازي للناس
ولطبقتي..
للبسطاء أو للوطن انحيازاتي واضحة من أول فيلم قدمته وحتي الآن..
لم أتغير
·
انحيازاتك هذه..
هل تقيدك بأفكار معينة؟
- انحيازاتي هذه تخلق شيئا آخر
مهما وهي حساسيتك للأشياء، بمعني انك ودون أن تقصد تكون حاسما تجاه أمور معينة
تلتقطها، وتعرف كيف تمهد لها طريقا داخل نفسك وتحرص علي التعبير عنها، ولم
أخذ
قرارا بشأن ما هو الموضوع الذي سأقدمه أو الفكرة التي سأطرحها، فقط ما
يثيرني
لتقديمه هي الموضوعات التي احس بها وتلتحم مع ما تربيت عليه من قناعات في
الحياة
والناس.
·
في أعمالك تحب أن تنصر الحياة
علي الناس أم العكس؟
- الانسان هو
أصل الدنيا وهو الفكرة ، كل الافكار أنت.. لأن الانسان جاء أولا،
وعندما
تقدمت الحياة ظهرت الحاجة الي قيم انسانية، وانت تعبر عن الانسان،
عن رغبته في
الحرية ورغبته في الحياة وأن التمرد علي الافكار السائدة.. عن رغبته في النمو
والتطور.
·
انت دائماً
تحاول ايقاظ الحلم لتثبت انه لم يمت بعد؟
-
هذا هو
أساس فكرتي.. أنا عندي ايمان شديد بأن الانسان المصري أقوي بكثير مما نظن،
وانه
قادر دائما علي فتح ثغرات في الجدران المظلمة.. أحب دائما أن اظهر الاشياء بصدق
شديد، واكشف العقبات بوضوح لكن مع هذا السحر الموجود داخل الشخصية المصرية
والقادر علي اقتحامها وفتح نوافذ للنور في كل هذا الظلام.. هذا ايمان شخصي
ينبع
من قناعاتي بالإنسان المصري الذي اعبر عنه.
والواقع أري أن الطبقة المتوسطة
والعاملة بشكل عام تواجه ظروفا من أسوأ ما تمر به مصر في
تاريخها، وان القدرة علي
مجرد الحياة في ظل كل هذه الظروف تكون نوعا من أنواع المعجزة فإما ان تقع
في هوة
اليأس والخوف من المستقبل، واما تراهن علي أن هذه الروح ستهزم الواقع.
·
انت
اذن تشجع جمهورك علي التعامل مع هذا الواقع؟
-
بل اشجعه علي ان يفكر.. احاول
اشجعه علي أن يتأمل ويدرك قسوة الواقع ولكن دون أن يساهم في اغراقه في
اليأس..
أحاول أن استعيد في المواطن المصري والعربي بشكل عام رغبته في
الحياة وادعم به هذه
القدرة، بمعني أن اذكره دائما انه ليس هناك مستحيل وان الامل الحقيقي فيه
هو
كإنسان عادي بسيط..
الشرير والطيب لها عندي نماذج لا أفكار كبري، لأن الافكار
الكبري راح وقتها،
والافكار التي تتكلم عن حرية الانسان هي الجديرة بالعمل
عليها.
·
أعمالك لديها القدرة علي اثارة
الوجع؟
-
هذا يعني انني نسبيا ناجح
لقدرتي علي عمل حالة من حالات الايمان بالانسان، والانسان عندما يتحول الي اليأس
اما ان ينفجر أو يفجر من حوله، وأنا حريص علي أن أحول هذه الطاقة التي بداخلنا
من طاقة عدوان الي طاقة بناء وهذه مسألة ساحرة.
·
كيف يبدو المواطن في فيلم »عصافير النيل«؟
-
نفس الانسان، هناك تركيز أكثر علي الطبقة الوسطي المصرية
وطموحاتها واحباطاتها. تستطيع أن تسميه مرثية أو رؤية بها شجن علي الطبقة الوسطي
المصرية في النصف الثاني من القرن.
·
هذه المرة ما هي رسالتك؟
-
أنا لا أحب
الافلام التي بها رسائل واضحة، الفيلم حالة فنية تنقل بجميع ملامحها ورسائلها
وبكل سحرها وقسوتها..
فأنا أولا حريص علي أن انقل للمشاهد حالة فنية لكن نادرا ما
تجد في فيلمي رسالة واحدة والا قلتها ولا داعي لعمل فني.
·
ما الذي حمسك لـ »عصافير النيل«؟
-
سحر الرواية، فأنا من عشاق الأدب وجذبتني رواية ابراهيم
أصلان وكنت أري فيها طول الوقت أناسا أنا اعرفهم، أنا ابن هذه الطبقة وأنا
وأصلان
أبناء مرحلة واحدة ونعرف من يكتب عنهم.. الناس المنحدرون من أصول ريفية وجاءوا
للقاهرة ونجحوا في تغير المدينة وقيمها انهارت بأشياء وصعدت بأشياء.. أريد
أن
اتأمل الطبقة الوسطي هذه في هذا الفيلم.
·
تقصد ان هذه الطبقة ليس لها
جذور؟
-
بالعكس جذورها عميقة جدا وما أريد أن اقوله في الفيلم لا تستهينوا
بهذه الكائنات الضعيفة..
عصافير النيل.. كائنات تمر وتعبر فتبدو كائنات ضعيفة،
ولكنها في الحقيقة قوية ومتحضرة ورغبتها في الحياة عميقة وأصيلة.. لا
تستهينوا
بالبسطاء.
·
لماذا الاصرار علي الاسم
»عصافير النيل«؟
-
لانه اعجبني..
وهو يعبر عن كائنات النيل الحرة وقليلة الحيلة وهذا هو المعني الذي احاول
ان اجسده
في الفيلم، وهي كائنات تحمل من النبل مالا نتصوره.
·
دائما ليس لك بطل
منفرد؟
-
هذا حقيقي وفي هذا الفيلم به أكثر من بطل وأنا أكون شايف ناس كثيرة
واشعر بقدرتها مثل فتحي عبدالوهاب شاهدته في
»سارق الفرح« واعجبني رغم دوره
الصغير، واعطيته دوراً أكبر في »البطل«
ثم قدمته في »خلطة فوزية«،
وفي »عصافير النيل« نراه في بطولة مطلقة، وسوف يثبت من خلال هذا الفيلم انه
احد ممثلي هذا الجيل الذين يملكون ثقافة ترشحه أن تصبح نجما
كبيرا وكذلك عبير
صبري، فمن أول ما شاهدتها في دور صغير بفيلم »الناجون من النار«
احببتها
وشعرت انها ممثلة موهوبة وكنت حزيناً انها غابت لفترة وعندما عرضت عليها الدور
فرحت به، وستثبت من خلال هذا الفيلم انها ممثلة نادرة كذلك عندي مها صبري
واعادة
اكتشاف لليلي ناصر.
·
بطلك له مواصفات معينة؟
-
ليس لدي أي مواصفات سوي
الاخلاص في العملو لفن التمثيل لأنه أرقي فنون الوجود وهذا الكائن الذي
يتعرض لهذه
المغامرات في عمله يجب احترامه وتقدير موهبته،
وكل طلباتي في الممثل الذي يعمل
معي أن يحب التمثيل ويحب نفسه.
·
في فيلمك
ترصد ظاهرة الهجرة الي المدينة
واليوم حلم البشر أن يعودوا الي الريف.. كيف تري هذا التناقض؟
-
في رأيي
أن الريف مازال طاردا، فلم تنجح كل الحكومات المتعاقبة ان تصنع من الريف
ملاذا
آمنا، ولم تصنع منه حياة موازية،
فمازالت القاهرة بها أكثر من ربع الشعب
المصري، ومع كل ما تحمله القاهرة من حياة قاسية إلا أن الريف مازال طاردا،
لأن
الدولة المصرية الحديثة لم تصنع من الريف مكانا قابلا للحياة، فأغلب الطبقة
الوسطي آتيه من الريف وأحاول أن أتأملها.
·
كيف تري تأثر الناس بأفلامك؟
-
تتأثر أكثر بشكل محسوس،
لأني مؤمن بفكرة التراكم، فهو يخلق حساسيات مختلفة،
وأنا سعيد اني أعمل أفلاما وأن جمهوري يزيد والناس التي تحب
هذه النوعية من
الافلام تزيد، والطبقة الوسطي يستحقون أن تصنع لهم أفلاما لا تستهين بعقولهم ولا
انسانيتهم.
·
هل أنت حريص علي المحافظة علي
تقديم فيلم للجمهور وللمهرجانات
معا؟
-
أنا احاول اعمل فيلم حقيقي ودون تعالي علي الناس لاني واحد منهم وليس
لدي أي رغبة أن اعمل فيلم لأصدقائي اريد ان اتواصل بهذا الفيلم - عصافير النيل -
مع من احبهم، ومع نفسي أولا دون أن نتملكهم ونخدعهم ونتهم بتضليلهم،
لكن في
نفس الوقت لابد أن يشعروا انك تحبهم..
·
هل تفضل أن تكون نهاية فيلمك
مقلقة ام
مريحة؟
-
الاثنان ، فلا.. أحبها ان تدعو للاسترخاء وفي نفس الوقت لا
تدعو لليأس.. والفن كله يلعب في منطقة الجمال،
والجمال عكس القبح، لكنه لا
يعني الاسترخاء ولا الهزيمة ولا الخديعة ولا الاستسلام، رؤية ما هو جميل
تحت
طبقات التراب والاهمال والنسيان والقهر.
·
ما حقيقة اعلان الاعتذار عن
اشتراك
الفيلم في مهرجان القاهرة ثم التصريح بوجوده في المسابقة الرسمية؟
أري أنه لم
يحدث شيء يدعو للتصعيد وأنا عاتب علي د.عزت أبوعوف لأنه صرح انه لا يوجد
فيلم،
ومن البداية قلت له سوف يكون هناك فيلم، واسعاد يونس منتجة الفيلم أصدرت بيان
اعتذار عن دخول الفيلم لاعتقادها أنه لن يدخل وأنا كنت في امريكا في هذا
الوقت
وعندما عدت قلت لها أن الفيلم حاصل علي دعم من وزارة الثقافة وأنه بصرف
النظر عن
هذا الدعم فالوطن يستحق..
طالما أصبحت الفيلم الوحيد الذي يمثل مصر فلابد أن
اشارك وهذا شرف لي،
ولا أتفضل علي أحد، هذا حق الناس وحق المصريين علي، ولا
أريد أن اقول انني ضحيت
، أنا أري أن هذا هو قدر هذا الفيلم أن يبدأ بمهرجان
القاهرة وهو وحظه.
·
لكن أبوعوف بالفعل كان قد صرح
انه لا يوجد فيلم في هذا
التوقيت؟
-
هو تصور أن »عصافير النيل« غير جاهز بناء علي رسالة من الشركة
المنتجة وتسرع بالاعلان رغم اني قلت له أن ينتظرني لحين العودة والحمد لله
أن الامر
انتهي.
·
تردد انك مارست ضغوطا علي اسعاد
يونس المنتجة لكي توافق علي مشاركة
الفيلم؟
-
اقسم انني لم افعل، لكن الصورة اتضحت لها بشكل صحيح، لانه بدلا
من الجلوس لننتظر مهرجانات أخري قد تأتي وقد لا تأتي،
هذا لا يساوي أبدا أن
امتنع عن تقدير بلدي في مهرجان دولي.
·
كان يهمك ان تكون معك أفلام
مصرية أخري
منافسة؟
-
طبعا، أي مخرج يحب أن تتنافس معه أفلام أخري ثم أن الضيوف من
السينمائيين والنقاد الاجانب لم يأتوا لمشاهدة أفلام أجنبية
فقط بل ومصرية أيضا
وأنا حريص علي ذلك وقد اقترحت علي يوسف شريف رزق الله أن ننظم بعض العروض
لفيلم
عصافير النيل لضيوف المهرجان مبكرا لان الفيلم سيعرض في وقت متأخر من
المهرجان.
·
لكن من المؤكد أنك تفكر في
الجائزة؟
-
أنا اشتركت في مهرجانات
كثيرة ولم أضع في اعتباري فكرة تعليق مشاركتي علي جائزة سواء في القاهرة أو
غيره
من المهرجانات، وأنا اشتركت مرة واحدة في مهرجان القاهرة بفيلم يادنيا يا
غرامي، وكان الجميع
يتوقع له الفوز بجائزة ولم يحصل الفيلم علي شيء وذهبت
الجائزة لفيلم خيري بشارة
»الطوق والاسورة« وأتذكر اننا ذهبنا في منزل ليلي
علوي لنحتفل بالفيلم في نفس اليوم رغم ان ليلي علوي كانت في
الفيلمين ، وكان
الجميع مندهش جدا لحضوري الاحتفال بالطوق والاسورة.
·
بصراحة هل وعدك احد
بجائزة؟
-
لا أحد يستطيع ان يعد أحد بجائزة واتذكر أن حماس سعد الدين وهبة
الزائد لفيلم يادنيا ياغرامي أضر الفيلم داخل لجنة التحكيم،
وتصورت رئيسة لجنة
التحكيم الهندية شبانا عزمي ان رئيس المهرجان يريد للفيلم أن يفوز فوقفت ضده
،أنا ادخل المهرجان ولا انتظر علي الاطلاق
فكرة الجائزة المهم ان
يراه الناس
ويتفاعلون معه.
·
نحن احيانا نسمع من أن لجان
التحكيم ليست حيادية؟
-
كثيرا
واحيانا أخري يخرجون بنتيجة لا تعبر عن الفيلم، وأحيانا ينظرون لاعتبارات
أخري. هناك
لجنة تنحاز للاكشن فتفوز أفلام الاكشن وهناك لجنة أخري تنحاز
للأفلام السياسية ذات الصوت الزاعق وتتبني مقولات واضحة وخطابا
مباشرا، فعلي حسب
ذوق أعضاء اللجنة وقدرتهم علي المناورة.. وأنا اشتركت في لجان تحكيم كثيرة وفي
الغالب تكون النتائج موضوع ثاني خالص ليس له علاقة بمستوي الافلام وفي
مهرجان »كان«
نفسه الجمهور يعترض بالصفير علي الجوائز.
·
وهذا ما حدث بالفعل
مع
فيلمك »يادنيا يا غرامي«؟
-
بالفعل انا كنت ذاهب وبداخلي شعور واحساس مؤكد
بالفوز ولولا حماس سعد وهبة لفاز الفيلم.
·
كيف يكون شعورك تجاه رد فعل
المشاهد
لفيلمك؟
-
اشعر بالرعب مثل أي مبدع جديد، عندما اعمل فيلما استغرق فيه
وعندما يراه الناس لأول مرة أكون وحدي طبعا.
·
هل تشعر بالقلق اذا وصلت رسالتك
بسهولة؟ اقصد الانطباع السريع يزعجك؟
-
طبعا، معظم ما يسمون نقاد في مصر
لديهم الانطباع السريع ودائما كنت اطالب النقاد أن يتعبوا بعض الشيء
بأدواتهم في
تأمل الفيلم، وعندما يستقبل الفيلم باستسهال أحزن.
·
ماذا تبقي من حلمك؟
-
لا شيء تحقق منه،
أنا اعتبر نفسي مازلت مبتدأ واندهش لأي عمل جديد.
·
كيف تري
مهرجان القاهرة؟
-
المهرجان بحاجة لأشياء كثيرة جدا، أري أنه بعد هذه
الدورة يجب أن يتم استدعاء سينمائيين ونقاد ومثقفين لاعادة صياغة المهرجان
بحيث
يشرفنا جدا. الموضوع ليس فيه أزمة خاصة بعزت أبوعوف،
انما المهرجان فقد الكثير
من بريقه الاول، كيف نعود به الي سابق عهده ويسترد عافيته؟ وهذا من طبيعة الامور
ان تعيد دائما التفكير في مستقبل مهرجاناتك السينمائية، وأنا أري أن المهرجان
لابد أن يستقل تماما عن وزارة الثقافة،
وأن يأتي رئيس المهرجان بقرار جمهوري
ويشيد قصر خاص للمهرجان له ادارته الدائمة والمعينة وتأخذ أجورا توازي
الجهد،
ويخلق علاقة بين المهرجان والجماهير المصرية والاجنبية..
نحن نحتاج أفكار كثيرة
لتطوير المهرجان.
|